Question Title
stringlengths 9
112
| Question
stringlengths 26
20.6k
| Answer
stringlengths 233
15.1k
| Doctor Name
stringclasses 66
values | Consultation Number
int64 316
2.55M
| Date of Answer
stringlengths 8
10
| Hierarchical Diagnosis
stringclasses 123
values |
---|---|---|---|---|---|---|
لدي مرض الفصام وأتبول أثناء النوم، ما نصيحتكم؟ | السلام عليكم.
أنا شاب بعمر 24 سنة، أعزب، لدي مرض الفصام، وأتناول دواء ليبونكس 600 وولبرتين 150، وإبر رسبردال كونستا 25 كل أسبوعين.
أعاني من الأصوات والخوف من الكاميرات، ومشكلتي هي أنني تبولت على جهاز اللاب توب، وأيضا تبولت على جهاز الاستقبال الدش وأنا نائم، وأمشي أيضا وأنا نائم، وأخلع سروالي وأنا لا أعلم.
ما أدري ماذا أفعل؟ حتى إنني كلمت طبيبي وقال: طبيعي ولم يساعدني بشيء! ماذا أفعل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أنك حريص على تناول دوائك، وهذا مهم، وأسأل الله لك الشفاء. التبول اللاإرادي قد يحدث أحياناً عند الذين يتناولون ليوبنكس (Leponex)، وفي هذه الحالة يفضل أن تقسم الجرعة، مثلاً 300 مليجرام صباحاً و300 مليجرام ليلاً.
بقية التصرفات التي بدرت منك أعتقد أنها قد تكون نوعا من المشي في أثناء النوم، وهذه ظواهر عادية تحدث في حالات القلق، ليوبنكس دواء ممتازة ودواء فاعل، وحرصك على تناوله إن شاء الله تعالى يفيدك كثيراً فاستمر على الدواء، الأصوات إن شاء الله سوف تختفي، الخوف من الكاميرات كل هذه التفكير يجب أن تحقره، المهم هو أن تلتزم بعلاجك بصورة تامة، وحاول أن تمارس الرياضة أيضاً، الرياضة تقوي عضلات الجسم وتقوي عضلات المثانة مما يمنع أي نوع من التبول، وبالطبع من الضروري جداً ما دمت تتناول الليوبنكس أن تجري الفحوصات الدورية (فحوصات السكر فحوصات الكلوسترول وكرات الدم البيضاء)، وقطعاً أنت على علم تام بهذا الأمر.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,214,321 | 2014-03-17 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
والدتي تعاني من اضطراب عقلي ونسيان كثير، ما توصيف مرضها؟ | السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع.
سوف أسرد تفاصيل حالة والدتي، لعل الله يكتب لها الشفاء، فمنذ أن كنت بعمر بين 8-12 سنة، أصبحت الوالدة تعاني من معتقدات غريبة، مثلا تقول: إن هنالك أناسا يقصدون إيذاءها، أو هنالك من يعمل لها سحرا، وأصبحت تعمل أشياء غريبة، وتركت واجباتها المنزلية من الاهتمام بالمنزل وغيرها من الأمور، وأذكر مرة أن أحد أصدقائي ونحن كنا صغارا عيرني بابن المجنونة! وذلك لتصرفاتها الغريبة في حينا الذي نسكن فيه.
بعد ذلك أخذناها إلى طبيب نفسي في منطقتنا، وقرر أن ترقد في المستشفى، وكان يعطيها حقن كهرباء في الرأس، واستمرت فترة وبعد ذلك رجعت لطبيعتها، وأذكر ذات يوم أتيت إلى المستشفى كالعادة لأطمئن عليها، لاحظت تغيرا كبيرا عليها، أصحبت طبيعية، وكانت تقول: إنها لا تذكر شيئا، واستغربت لماذا هي في المستشفى؟ وكانت كمن كان نائما واستيقظ من نومه ليتفاجأ بالتغيرات التي حدثت في فترة عدم وعيه، فكنت أقول لها: لقد كنت تفعلين كذا وكذا هل تذكرين؟ تقول: لا أذكر! فماذا يسمى هذا الشيء؟
المهم -الحمد لله- أصبحت جيدة، وبعد أن صرت بعمر 15-20 سنة، عرفت أنها كانت تأخذ حقنة تسمى (مودكيت) وقرأت أنها تظهر علامات الشيخوخة المبكرة، وعندما صرت بعمر 25 – 30 سنة كنت آخذها لمقابلة الطبيب كل 3 أو 4 أشهر، وكان يعطيها دواء يسمى (chloprimazine) وكانت لما تنتظم في أخذه أشعر أن تفاعلها معي ومع من حولي جيد، أي بمعنى لا تذكر كثيرا أن أحدا يريد أن يعمل لها سحرا أو أن أحدا سيضرها، أو إذا أخذ شخص شيئا منها تفكر لماذا أخذه، أو أن أحدا يخبرني أنها ذهبت إلى السوق في حال اتصالي عليها، وهي في السوق
أحيانا ألاحظ أنها تجلس في أي مكان معين، في البيت مثلا إذا دخلت غرفة في بيتنا لا تجلس إلا في كرسي معين، وعندما أصر على أن تجلس في أي مكان في الغرفة غير الكرسي ترفض وتخرج، وأشياء مثل هذه.
كنت ألاحظ أنها عندما تتناول هذه الحبوب تصبح كثيرة النوم، ولسانها ثقيل في الكلام، وتقول: إنها تحس بزغللة في العيون، ولكن تتفاعل جيدا معنا.
المشكلة كان الطبيب ينبهنا إلى الانتظام في أخذ العلاج بدون انقطاع، ولكن كانت تقول: إنها أصبحت جيدة، وتخفي عنا انقطاعها في أخذ الحبوب، وهي مستمرة في هذه الحالة إلى الآن، مع وجود بعض الاعتقادات السابق ذكرها، ولكن بشكل متفاوت، علما أنها تعاني من السكري، وغير منتظم.
جدي -أي أبوها- عندما كبر في السن أصبح ينسى كثيرا، فهل له علاقة بمرض أمي هذا؟ وما هو مرض والدتي؟ وكيف نتعامل معها؟ وهل يمكن أن تتعافى نهائيا من هذه الاعتقادات؟ علما أن عمرها الآن 55 سنة، وهل تحتاج إلى فحوصات لمعرفة حالتها أكثر وتشخيصها تشخيصا دقيقا؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ wadah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على حرصك على أمر والدتك، وقد هيأ الله تعالى لك بابا من أبواب البر بها، فاحرص أن تقدم لها خالص جهدك.
رحلة والدتك مع المرض واضحة جدًّا، هي تعاني مما يعرف بالمرض الباروني، أو الزواري، وهو مرض يتسم أو يتصف بظهور أفكار ظنانية، وبعض التصرفات الغريبة في بعض الأحيان، وقد تكون هنالك بعض الهلاوس أيضًا.
رحلتها مع العلاج أيضًا واضحة جدًّا، واستجابتها للعلاج كانت ممتازة حين تم تنويمها بالمستشفى، وأعطيت العلاج اللازم، بعد ذلك اختفت الأعراض تمامًا، وذلك بفضل الله أولاً ثم الدواء، وكذلك الجلسات الكهربائية التي حسّنت من إيقاع أداء المخ.
عقار (chloprimazine) الذي أُعطي لها، وكذلك الـ (مودكيت Modecate) هي أدوية مضادة للذهان الباروني، وهي أدوية معروفة، وإن كانت قديمة بعض الشيء، لكن آثارها الإيجابية كثيرة جدًّا لاحتواء هذا المرض، قد تسبب بعض الآثار الجانبية ككثرة النوم والثقل في اللسان – كما ذكرت -.
والدتك تحتاج للعلاج، ويجب أن تستمر عليه، وهذا لا نعتبرها مرحلة علاجية، إنما هي مرحلة وقائية؛ لأن هذا المرض فيه الجوانب الانتكاسية، لكن الحمد لله إذا قارناه بأمراض أخرى نجد أن هذا المرض أفضل كثيرًا من الأمراض الأخرى، بشرط أن يحافظ الإنسان على الجرعة الوقائية من العلاج.
الآن هناك الكثير من التطورات فيما يخص الأدوية، الأدوية التي بين أيدينا الآن سهلة الاستعمال، وربما يكون مستوى السلامة فيها أكثر.
قطعًا مواصلة والدتك مع الطبيب مطلوبة، وإن شاء الله تعالى تجد المساعدة اللازمة، ومن جانبكم أكثروا من برها، وشجعوها على تناول العلاج، ولا تشعروها بأي نوع من النقص، على العكس تمامًا يمكن أن تقوم بدورها التربوي والأسري على أحسن ما يكون.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,214,594 | 2014-03-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
لدي شهوة وأريد الزواج، لكني أرفض بسبب مرض الفصام.. كيف أخفف شهوتي؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية..
أعاني من مرض الفصام العقلي؛ لكني -بحمد الله- تغلبت على هذا المرض، وتمكنت من الحصول على درجة البكالوريوس في الكيماء، وأنا الآن أعمل معلمًا، وعمري الآن 38 عامًا، وما زلت أعزبًا بسبب أن صاحب هذا المرض من المستحيل أن يتزوج؛ لأنه لا يوجد فتاة في الكون ترضى به زوجًا، وبالفعل تقدمت لأكثر من فتاة، وكأنني كنت أطرح طرفة، أو نكتة عليها، وعلى أهلها عندم تقدمت لهن، وأنا أعاني من الشهوة المفرطة، وأنا لا أستطيع الصيام كحل بديل للتخفيف من الشهوة كما تعلمون بسبب الآثار الجانبية للدواء الذي أتناوله والتي تؤثر علي فلا أستطيع الصيام.
طلبي منكم أن تدلوني على طريقة للتخفيف من الشهوة المفرطة دواء مثلاً، أو أعشاب تخفف من الشهوة، فالحلال في وجه مريض الفصام العقلي مسدود، فكيف أتق الحرام؟
وجزاكم الله خيرًا عنا وعن المسلمين. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد أن الإنسان الذي استطاع أن ينجح بتوفيق الله وأن ينجح في مادة مثل الكيمياء جدير إن شاء الله بكل خير، وهنيئًا لك بهذا الإصرار على النجاح وهذا الصبر، ونسأل الله أن يعوضك خيرًا، وأن يكتب لك الأجر والثواب عنده، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان الذي يعي وعنده هذا النضج لا بد أن يتزوج، وسيجد من تقبل به بحول الله وفضله ومنَّه، وكذلك نتمنى أن يكون عند الأطباء – وستسمع إفادات الطبيب المختص – أن تكون عندهم حلول لمثل هذه الحالات، والمسألة طبعًا نحن نبنيها على ما يصل إليه الأطباء بناءً على توجيهاتهم من تصنيف الحالة وتقييمها، ومع ذلك فإنا ندعوك إلى أن تُقبل على من تُقبل عليك، فستجد من ترضى بك وتكون إلى جوارك، وكثير من الناس كانت الزوجة سببًا في تحسنه وتحسن أداء حالة المرض؛ لأن المرأة خير معين للإنسان.
نتمنى أن تنظر في هذه المسألة من كافة الجوانب، وأرجو أن يكون عند الأطباء حل لك، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونحن بدورنا نذكرك أن الحرام ما ينبغي أن تقترب منه مهما كانت الأسباب، ومهما كانت المغريات، ومهما كانت الدوافع؛ لأنك بعقلٍ واعٍ وناضجٍ، وتعرف الحلال من الحرام، فليس لك ما يُبيح ذلك أبدًا، وليس لك عذر في الوقوع فيما يُغضب الله تبارك وتعالى، وأنت -ولله الحمد- عندك من العقل والنضج الذي اتضح لنا من خلال هذا السؤال ما يدل على أنك على خير، فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
+++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. أحمد الفرجابي .. المستشار التربوي والأسري.
وتليها إجابة: د. محمد عبد العليم .. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++
أتفق معك أن الأمراض النفسية، وكذلك الأمراض الذهانية قد ارتبطت بشيء من الوصمة الاجتماعية والمفاهيم الخاطئة وسط الناس، لكن هنالك تغيرات إيجابية كثيرة الآن، حيث أصبح الكثير من الناس يتفهمون طبيعة هذه الأمراض، وأنه يمكن علاجها.
الذي أود أن أؤكده لك أن مرضك لا يمنعك من الزواج، من الواضح أنك إنسان مقتدر متوازن، تملك الأهلية التامة، كل المطلوب منك هو أن تتقدم إلى أسرة صالحة، وأنا متأكد أن والد أي فتاة يتفهم وينظر إلى الحياة بواقعية لن يرفضك أبدًا.
اذهب إلى هؤلاء واطلب يد بناتهم، لا تذهب إلى أي مكان، والشيء الذي أنصحك به: كلمة الفصام العقلي كلمة منفرة جدًّا، أنت قل للناس أنك تعاني من حالة نفسية، وأنك -الحمد لله تعالى- تلقيت العلاج، وأنت بخير الآن وتواصل عملك وتريد أن تتزوج، ومن أهل البنات من يريد أن يذهب معك إلى الطبيب النفسي الذي تتعالج عنده ليشرح لوالد الفتاة الحالة، هذا لا بأس فيه أبدًا، وهذا المنهج أنا انتهجته لسنين طويلة، -والحمد لله تعالى- وبتوفيق من الله تزوج الكثير من المرضى الذين يترددون علينا، حتى من الذين يعانون من أمراض أشد من حالتك، حتى بعض الذين يعانون من القصور العقلي أو - ما يسمى بالتخلف العقلي – تم زواجهم -الحمد لله تعالى-.
فالذي أرجوه منك هو أن تبحث عن الفتاة الصالحة التي يكون وليَّ أمرها من الأشخاص المتفهمين، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد من يساعدك في هذا الأمر، مثلاً تحدث مع إمام مسجدك، تتحدث مع أحد من الأعيان المعروفين الذي يستطيع أن يوجّه التوجيه الصحيح في مثل هذه الحالات.
وبالنسبة لموضوع الشهوة: أنا لا أعتقد أنك تعاني من شهوة مفرطة، لكن رغبتك في الزواج هي التي أعطتك هذا الشعور، وشعورك شعور منطقي ليس مرفوضًا.
الحل هو الزواج، لا تتناول أي أعشاب، لا تتناول أي أدوية مثبطة للشهوة، وأنا أعرف العشرات من الأدوية المثبطة للشهوة، لكن لا أنصحك بذلك أبدًا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا. | د. أحمد الفرجابي | 2,214,510 | 2014-03-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي حالته النفسية حرجة وأثرت عليه وعلينا.. فبماذا تنصحونا؟ | أخي طالب في الصف الثالث الثانوي العام الماضي لم يدخل الامتحانات، كان يقول عنه مدرسوه أثناء العام الدراسي: إنه مشتت ولا يستطيع الإجابة على الأسئلة السهلة، رغم أنه قد حصل في الصف الثاني الثانوي على مجموع 92% علمي.
ترك المنزل، وجلس في شقة لنا مجاورة غير نظيفة وليس بها شيء، وكانت الكهرباء تقطع في الصيف ولا يخرج منها أبدا، وندق عليه الباب ولا يخرج ويظل داخلها حتى مع الحر وانقطاع النور، مع أنها أصلا غير نظيفة ومهملة وقديمة جدا، وكان يقول: إني حلمت بالنبي، ومرة حلمت بالله، ومرة تزوجت ولي ابن اسمه عبد الله، حتى أنه سمى الموبايل أبا عبد الله!
كنا ندور على المشايخ ولكن دون فائدة، ومر عام كامل وهو في تدهور، فذهبنا لطبيب نفسي دون وجوده معنا، فشخص الحالة على أنها فصام، ووصف دواء زبركسا 10 مجم لمدة شهر كامل، وقال الطبيب: إن التحسن سوف يكون خلال أسبوع، ولم يحدث أي تحسن بعد شهر، والحزن شديد على وجهه.
ذهبنا إلى طبيب آخر، ووصف له سيبرالكس واولابكس، وحدث تحسن بعد أسبوعين تقريبا، ترك الشقة، وصلى في المسجد كل الصلوات بعد أن كان يؤديها كلها في الشقة التي يمكث فيها، وحلق شعره عند حلاق بعد أن كان يقوم بحلاقته بنفسه حلقا كاملا على غير عادته طوال حياته، وكان يرتدي قبعة طوال الوقت على شعره فنزعها، واستمر لمدة شهرين يأخذ الدواء في العصير، فحدثت له تحسن جميل، ورجع إلى المذاكرة أيضا.
ثم اكتشف الدواء في العصير فرفض أخذ أي عصائر ولمدة 3 أيام بدون دواء فحدثت له انتكاسه ربما، فرجع إلى الشقة القديمة، وترك المذاكرة، وظهر عليه التعب الشديد، وأصبح يردد جملة (ما خلاص) عندما كنا نقول له: ذاكر كما كنت تذاكر، فوضعنا الدواء في الأكل بعد 3 أيام، واستبدلنا الاولابكس بالاولازين؛ لأنه ليس له رائحة، ولكن دون تحسن مثل الأول.
ثم وصف لنا الطبيب دواء اريبركس يضاف إلى الاولازين والسيبرالكس؛ لتحسين قدراته المعرفية وللمذاكرة، الآن مستمر على الاولازين والسيرالكس والاريبركس لمدة 12 يوما، وحالته مستقرة نسبيا، ولكن ما زال عليه الحزن، ولم يعد يذاكر مثل الأول عندما كان يأخذ (اولابكس + سييرالكس) مع العصير، ويكتب كثيرا أشياء بدون هدف واضح مثل: (جدول الأعمال اليومية) والمتضمن قص أظافر، الصلاة، صلاة النوافل، والذكر والتسبيح، وهكذا، ويخرج أحيانا كثيرة للمشي دون هدف! ولا يذاكر، وحزين فما العمل الآن؟
أفيدونا أفادكم الله، هل ما عنده حقا فصام؟! وكيف نخبره أنه يحتاج للذهاب للطبيب؟ حيث إنه يرفض تناول الدواء، حتى قلنا له: هذا الدواء للتركيز، وبماذا تنصحوننا الآن؟! | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى الشفاء والعافية لهذا الشاب، وبالفعل مسلكه الذي انتهجه وتصرفاته تدل على وجود مرض، وأكثر الأمراض التي تؤدي إلى مثل هذه التصرفات وهذا السلوك هو مرض الفصام، والأدوية التي وصفها الأطباء تسير في هذا الاتجاه، وقد أفادته كثيرًا، ويظهر أنه أيضًا لديه نوع من الاكتئاب الثانوي، لذا كانت الاستجابة للسبرالكس جيدة وواضحة.
فجوهر الأمر أنه مصاب أعتقد – والله أعلم – بمرض الفصام، وقطعًا مرض الفصام ليس مرضًا صعب التشخيص بالنسبة للأطباء، والطبيب الذي قام بفحصه لن يلزم نفسه بهذا التشخيص أبدًا إذا لم يكن متأكدًا وطبق عليه كل المعايير التشخيصية المعروفة.
وأريد أن أنبه لشيء مهم جدًّا، وهو أن مرض الفصام ليس بالسوء الذي يعتقده الكثير من الناس، نعم هنالك حالات تؤدي إلى تدهور شديد ومريع، لكن معظم حالات الفصام يمكن أن تعالج الآن بصورة جيدة، خاصة إذا كان التدخل الطبي النفسي مبكرًا، وإذا كان هنالك التزام بتناول الدواء، وهذه قطعًا إشكالية كما هو في حالة أخيك هذا -حفظه الله-.
والأمر الآخر هو: أن نساعد المريض على التأهيل، وأقصد بالتأهيل أن يحافظ على مقدراته السابقة، وعلى مهاراته، وأن يسعى لتطويرها.
أن نجعله يُشارك في كل الأنشطة الاجتماعية والمنزلية، وأن يخرج للمناسبات، أو يُستشار، وأن يمارس الرياضة، وأن يزور الناس، هذا كله أخِي الكريم نوع من التأهيل الاجتماعي المهم جدًّا، وأنا متأكد أن هؤلاء المرضى يستجيبون لذلك، الأمر يتطلب بعض الصبر من جانبكم، وإن شاء الله تعالى أنتم مأجورون على ذلك.
أيها الفاضل الكريم: النقطة الأساسية هي عدم اقتناعه بالدواء، وهذا من صميم مرض الفصام، مرضى الفصام لا يقتنعون بأنهم مرضى، ولا يمتلكون البصيرة التي توجه إرادتهم من أجل أخذ الدواء الذي هو بالطبع نافع لهم، لكن توجد طرق كثيرة.
المريض إذا بنيتْ معه علاقة علاجية ممتازة من قبل الطبيب والأسرة يمكن أن يقبل الدواء، إذا أشعرناه بأهميته، وألا نهمشه في الأسرة، هذا أيضًا يفيد ويعطيه اعتبارًا ويثق في الآخرين بصورة أفضل.
الأمر الثاني هو: توجد أدوية الآن في شكل حقن وإبر، وهي موجودة منذ فترة، لكن في الآونة الأخيرة أتت أدوية ممتازة، أعتقد أن هذا الشاب – حفظه الله – قد يحتاج لأن يتناول إبرة كل أسبوعين أو ثلاثة، أو حتى كل أربعة أسابيع، هذه على الأقل سوف تضمن لنا أنه يتناول العلاج بنسبة خمسين بالمائة، وهذه ليست نسبة سيئة، سوف تحافظ عليه، سوف تؤدي إلى تقدم في حالته، وسوف تحسّن من قناعاته بضرورة تناول العلاج عن طريق الفم.
قطعًا حين يتناول هذه الإبرة إذا قررها الطبيب له، الجرعة التي يتناولها عن طريق الفم سوف تكون قليلة جدًّا، فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تذهب إلى الطبيب وتشاوره حول هذا الأمر، والذي أوصي به حقيقة أن يكون التدخل العلاجي مبكرًا، يعني هذه الحالات تكون مستعصية بعض الشيء إذا تم تأخير العلاج.
أسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,206,142 | 2014-01-21 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
سقط أرضاً وهو صغير، فكبر ولا يستطيع الاعتماد على نفسه. | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي يبلغ من العمر 25 سنة، يعاني من مرض نفسي، ليس لديه تقريراً طبياً توضح حالته الصحية، فهو يتكلم ويضحك مع نفسه، ويصرخ بشكل هستيري، ولا يعتمد على نفسه حتى عند دخوله الحمام.
بدأت هذه الأعراض عندما كان في التاسعة من عمره.
وعندما كان صغيراً تعرض للسقوط أرضاً وهو يلعب، حيث كسرت قدمه، وأصيب في رأسه.
سؤالي: هل حالته سببها تلك الحادثة؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا.
الأعراض التي ذكرتيها واضحة لدرجة كبيرة، وإن لم تكن كاملة بالطبع، والتشخيص في الأصل يجب أن يتم بناء على معلومات كاملة ودقيقة، وفي ذات الوقت الفحص والمناظرة الطبية النفسية المباشرة دائمًا هي الصفة التأكيدية للتوصل إلى التشخيص الصحيح.
بالنسبة لأمر هذا الشاب – حفظه الله – بما أنه يتكلم لوحده، ويضحك مع نفسه: هذا عرض رئيسي جدًّا، وهذا غالبًا يكون ناتجًا من سماعه للأصوات، أو ما يسمى بالهلاوس السمعية، فكلامه مع نفسه وضحكه: هو استجابة لهذه الأصوات، وهذا يعتبر عرضًا رئيسيًا من أعراض الأمراض العقلية مثل مرض الفصام - مثلاً -.
فأعتقد أن التشخيص الأقرب في حالة هذا الابن – حفظه الله – هو أنه يعاني من أحد الاضطرابات الذهانية من نوع الفصام تقريبًا.
قطعًا كلامي ليس كلامًا يقينيًا، ولا أستطيع أن أقول أنه صحيح مائة بالمائة، لكنه – أي ما ذكرته – سيكون مفيدًا لكم، وذلك لتنتبهوا لهذا الشاب، وتذهبوا به إلى مرافق العلاج، لأن هذه الأمراض يمكن الآن علاجها بصورة لا بأس بها، ويعرف أن التدخل الطبي النفسي المبكر يعطي نتائج أفضل، أما التأخير حتى يُصبح المرض مزمنًا ومطبقًا فهنا ربما لا تكون الاستجابات العلاجية جيدة مائة بالمائة.
فيما يخص إصابة الرأس التي حدثت له مع الكسر في قدمه: إصابات الرأس ربما تكون لها أهمية كمسبب، أو مساعد، أو عامل ساهم في حدوث الاضطراب النفسي، أو الذهاني، لكن لا نستطيع أبدًا أن نقول أنه عاملاً تأكيديًا.
الذي أنصح به هو أن تذهبوا بهذا الابن إلى الطبيب النفسي، اذهبوا به الآن مباشرة دون أي تأخير، هو رجل معلول مفتقد البصيرة، وغير مرتبط بالواقع، لذا أصبح تحت مسؤوليتنا جميعًا، مسؤوليتي أن أنصحكم، وها أنا أنصحكم بأن تذهبوا به للطبيب، وأنتم قطعًا مسؤوليتكم التنفيذ، بمعنى أن تذهبوا به بالفعل إلى الطبيب، وأنا أؤكد لك أنه - بإذن الله تعالى – سوف يستفيد كثيرًا من العلاج، والتوجيهات الإرشادية، والتأهيلية، التي سوف يقوم بها الطبيب المختص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,195,124 | 2013-11-05 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما هو العلاج السلوكي لمريض الفصام؟ | السلام عليكم ورحمة الله.
أخي الصغير يُعاني من الفصام الزوري منذ ثلاث سنوات، وقد بدأ العلاج منذ شهر، وهو -والحمد لله- في تحسنٍ ملحوظ على الأدوية، ولكن أردت أن أسأل عن العلاج السلوكي متى يبدأه؟ حيث إننا في منطقةٍ لا يوجد بها مراكز للعلاج السلوكي، فماذا نصنع؟
هو حالياً يحاول أن يغير من نفسه، وصار يخرج تدريجياً من عزلته.
قرأتُ الكثير من ردودك، وتعلمت الكثير، واستنتجت أنه لا يجب أن نناقش مريض الفصام الزوري في أوهامه؛ حتى لا تترسخ، ونحن في البيت نحاول أن ننسيه أنه مريض، وأصبحنا لا نسأله عن الشكوك والأوهام، وأصبحنا لا نتركه لوحده، وبقدر الإمكان نحاول أن نُشغله، وألا نضغط عليه في شيء لا يريده، وسأحاول أن أجعله يشترك في نادٍ رياضي، خصوصاً وقت الإجازة، فهل من نصائح أخرى؟ وما هو العلاج السلوكي بالتفصيل؟
جزاك الله عنا خير الجزاء، وجعله في موازين حسناتك. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Seeema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكر لك اهتمامك بأمرِ أخيك، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.
أولاً: هنالك أسسٌ مهمة جدًّا بالنسبة لعلاج الفصام، وهوأن يكون التدخل الطبي النفسي مبكرًا، وأن يكون هنالك التزامٌ قاطع بتناول الأدوية، ومتابعة العلاج، والمقابلات مع الطبيب، وإن شاء الله تعالى سوف يكون من جانبكم هذا الالتزام، فشجعوا هذا الأخ -حفظه الله- بأن ينتظم في علاجه.
من الأشياء الإيجابية: يُعرف أن الفصام الزواري يستجيب للعلاج بصورةٍ ممتازة جدًّا، وها هو هذا الأخ بدأ العلاج منذ شهر، وهو الآن في تحسنٍ ملحوظٍ بفضل الله تعالى.
أنا أرى أن أهم علاج سلوكي هو أن نجعل هذا المريض يشعر ويعرف ويقتنع بأن حالته هذه يمكن أن تُعالج، وأهم وسيلة للعلاج هي اتباع الإرشاد الطبي، خاصةً فيما يتعلق بتناول الأدوية كما ذكرتُ.
ثانيًا: أن نعطيه الشعور دائمًا بأنه سوف يعيش حياة طبيعية، وهذا بالفعل ممكن، أي أنه من الممكن أن يكون طبيعيًا جدًّا؛ وذلك بأن يعمل ويتزوج، وأن يتواصل اجتماعيًا، وأن يقوم بدوره ومسؤولياته كاملة.
الهدف الرئيسي من العلاج السلوكي هو أن نُساعد المريض على التأهيل، أو إعادة التأهيل، والتأهيل هو أن يتعلم الإنسان مهاراتٍ ومعارف جديدة، وهذا التأهيل هو: أن نعيد تعليمه وتدريبه على ما افتقدته من مهارات ووظائف حياتية؛ لأن المرض يخل من أداء الإنسان، خاصةً إذا كان المرض مزمنًا.
ومن الأشياء التأهيلية المهمة ما ذُكر في رسالتك، وأنا أقر وأؤيد تمامًا موضوع إشراكه في النشاط الرياضي، ونُساعده كذلك بأن يتواصل اجتماعيًا -هذا مهم جدًّا-؛ لأن معظم مرضى الفصام ينسحبون اجتماعيًا، لذا يجب أن يُشارك الناس في مناسباتهم، وأن يكون له أصدقاء، وأن يهتم بنظافته ومظهره الشخصي -هذه مهمة جدًّا-.
وأهم تأهيل هو: تأهيله عن طريق العمل، أي عمل يناسبه سوف يُفيده كثيرًا؛ بشرط أن يكون ملتزمًا بالأداء الوظيفي، وأن يتطور مثل الآخرين.
تعليمه وتدريبه على تنظيم الوقت أيضًا هذا نوعٌ من العلاج السلوكي، ودائمًا نحاول أن نشجعه ونحفزه، هذا أيضًا علاج سلوكي مهم، وقطعًا الحرص على صلواته وتلاوة القرآن، وتوسيع معارفه الإسلامية، وأن تكون له الصحبة الطيبة، هذ أيضًا من أهم العلاجات السلوكية.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,188,968 | 2013-10-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل أخي مصاب باكتئاب ذهاني أم فصام؟ وما الفرق بينهما؟ | السلام عليكم ورحمة الله
أخي عمره 21 عاماً، ويدرس في كلية الطب، شخص منذ 10 أيام بتشخيص مبدئي psychotic depression، وهو حالياً على olanzapine 5 mg و paroxitine 10 mg.
بدأت مشكلته تقريبا منذ 4 سنوات، حيث كان يقول أن أصحابه يقولون عنه قصير ويسخرون منه، علماً أنه متوسط الطول، وكان يشتكي من أصحابه لأنهم يقولون له أنه تنبعث من فمه رائحة كريهة، مع عدم وجود هذا الشيء، الأمر الذي جعلنا نعرضه على طبيب بسبب أنه من 3 أيام لم ينم، وصار يكلم نفسه ويضحك أمامنا من غير مبرر، وكان يفرش أسنانه تقريباً 20 مرة في اليوم، في هذه الأثناء عرفنا أنه مريض، وعندما سألناه قال: لا أحد يحبني بسبب رائحة فمي الكريهة، علماً أنه هذه كلها تهيؤات.
ويتصور أن هناك أشخاصاً يراقبونه، وأنه يقرأ أفكار الناس، وأنه ذهب يصلي في المسجد وأنهم طردوه بسبب رائحته، معظم تهيؤاته تدول حول موضوع الرائحة، وهو انطوائي وغير اجتماعي ومكتئب، لا يسمع أصواتاً تكلمه، وبعض الأحيان يرى مثل السواد، والشيء المفجع أنه هذا التهيؤات موقن بوجودها، عندما نقول له أنه لا توجد رائحة يرتاح قليلاً، ثم يعاودنا السؤال، وأخذ يسأل أصحابه، وسألته: أثناء التهيؤات هل تكون مكتئباً؟ أجاب بنعم، وذكر أن التهيؤات قبل الاكتئاب، معظم تهيؤاته من الماضي، أشياء قديمة حدثت يفسرها بشكوكه، وعنده أحياناً تأنيب الضمير.
وأختي الكبرى عمرها الآن 38 عاماً، منذ كان عمرها 14 عاماً، وهي تضحك مع نفسها، وتكلم نفسها أمامنا، وتعيش في عالمها الخاص، وقد ذهبت لطبيب نفسي وأعطاها أدوية، وتركتها لأنها تسبب لها النوم، صراحة لا أعرف ما تشخيص حالتها، علما أنها متزوجة، وعندها أطفال ولا تهتم بهم، لا يوجد فصام في العائلة، ولا العمات ولا الخالات، وأسئلتي كالتالي:
1. هل التشخيص صحيح؟! لأني طبيبة، وأعرف أنه في psycotic depression أن الشخص يعرف أن التهيؤات غير حقيقية، وأخي موقن أن رائحة فمه كريهة، وأن الناس تسخر منه.
2. هو يقول أنه يرى نفسه طبيعياً، وأنه غير مريض، على الرغم أنه جاءنا قبل أن تتدهور حالته، وأخبرنا أنه يريد أن يذهب لطبيب نفسي.
3. أخاف أن يكون paranoid schizophrenia، وهو أيضاً متخوف فهو طبيب، وقد قرأ عن هذه المواضيع بتوسع، ومع الأدوية تحسنت حالته في أسبوع، لكن مشكلة رائحة الفم ما زالت موجودة، لكن أقل، وما زال يفكر في أحداث الماضي.
4. إذا كان فصاماً، هل يستطيع أن يكمل مهنة الطب؟ وأن يعيش حياة طبيعية ويتزوج؟
5. مع الأدوية كل وقته نائم، وفي الدوام يشعر أنه غير مركز، فكيف سيكمل مهنة صعبة كهذه بهذا الوضع؟ على العلم أن تقديره ممتاز في السنوات الماضية، لكن أخشى أن يقل مستواه.
6. هل يمكن له أن يسوق السيارة بهذا الوضع من الخمول، وعدم التركيز مع الأدوية ومن حالته؟
7. طول هذه السنوات كان يعاني من هذا الشيء، ونحن غير منتبهين، هل لأنه كان يحس أنها مجرد أوهام فقط؟
8. ما الفرق بين الاكتئاب الذهاني والفصام؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب وثقتك في هذا الموقع.
لا شك أن الرأي الذي قال به الطبيب الذي قام بفحص أخيك –حفظه الله– هو الأرجح، والقول الأفضل، لأن من رأى وشاهد ليس كمن سمع، بالرغم من وصفك الجميل والتفصيلي للحالة.
الأمر الثاني: هنالك تداخل كبير جدًّا بين مرض الفصام ومرض الاكتئاب الذهاني، لكن أيضًا توجد فوارق، هذا قطعًا لا ننكره.
ما أوردته في رسالتك يجعلني أكثر ميولاً أن هذا الأخ –شفاه الله– يعاني من مرض الفصام الزواري -أو ما يعرف بالفصام الباروني، أو الظناني-، والدلائل كثيرة جدًّا على ذلك، أنه بالفعل يعاني من الأفكار التي تطابق معايير تشخيص الفصام، والشيء الآخر هو: أن شخصيته لا زالت متماسكة، ومهاراته محتفظ بها، وهذا نشاهده كثيرًا في الفصام الزواري، وهو قطعًا من أفضل أنواع الفصام علاجًا، للدرجة التي تجعلني أعتبره أفضل من الاكتئاب الذهاني، لأن الاكتئاب الذهاني قد يجعل صاحبه عُرضة لمخاطر كثيرة، ومنها أنه قد يأخذ حياته عنوة، ومعظم الذين يعانون من الاكتئاب الذهاني، يتضح في نهاية الأمر أنهم يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الدرجة الأولى.
بالنسبة للفكرة التي تأتيه حول رائحة الفم، لا شك أنها فكرة ضلالية ذهانية، وبما أنه يحاول أن ينظف فمه أكثر من عشرين مرة متتالية، هذا يدل على وجود نوع من الوساوس، لكن في ذات الوقت لديه درجة من الاستبصار الجزئي، فهو عرف السبب، ويريد أن يتخذ الوسائل التي تصحح مساره، لكن قطعًا الأمر كله يقوم على مقاصد مرضية، بما أنه كان يعاني من بعض التوجهات الضلالية الظنونية، فهذا ربما يكون سمة من سمات شخصيته، ويعرف أن هؤلاء المرضى بعضهم ينتهي بمرض الفصام.
أنا أؤكد لك أن مرض الفصام الباروني يمكن علاجه، يمكن تجاوزه، وأخيوك -بفضل من الله تعالى- لديه ملكات، لديه مقدرات معرفية، وهذا سوف يساعد على تأهيله كثيرًا.
وبالنسبة لمقدرته على العمل، هذا يعتمد على مدى التزامه بالعلاج، أنا أعرف أطباء يتعالجون وجيدون جدًّا، لكن دائمًا ننصح لهم ببعض التخصصات التي لا تجعلهم في احتكاك مباشر مع المرضى، عمومًا هذا أمر سابق لأوانه، وإذا تناول العلاج أعتقد أنه سوف يعيش حياة سعيدة، وليس هنالك ما يمنعه أبدًا من قيادة السيارة.
الخمول: هنالك أدوية لا تؤدي إلى الخمول، وأدوية تؤدي إلى النشاط، وإلى تحسين التركيز، منها عقار (سيرإندول) الذي يستعمل لعلاج الفصام، وعقار (إرببرازول) ،هذه كلها أدوية ميقظة وفاعلة جدًّا، -الحمد لله تعالى- الآن نحن نعيش في عهد تطور فيه الطب النفسي تمامًا.
بالنسبة لسؤالك الأخير: ما الفرق بين الاكتئاب الذهاني والفصام؟
هنالك معايير تشخيصية فارقة جدًّا، مثلاً في حالة أخيك ما يعاني منه من اكتئاب هو ثانوي، ويعرف أن كثيرًا من مرضى الفصام، خاصة إذا كان لديهم استبصار جزئي كحالته، يصابون قطعًا بعسر في المزاج وشعور بالكدر، أما في حالة الاكتئاب الذهاني، فيكون الاكتئاب عميقاً مسيطراً مستحكماً مستحوذاً، وبعد ذلك تأتي للإنسان الأفكار الذهانية، والأفكار الذهانية ذات طبيعة خاصة، من أهم سماتها أن الإنسان يرى نفسه فاشلاً، وقبيحًا، وأنه شخص لا يستحق الحياة، أما في حالة الفصام فغالبًا ما تكون الضلالات والأوهام والأفكار الظنانية من النوع المحايد.
أعطيك مثالاً بسيطًا جدًّا: إذا أتانا مريض يعاني من مرض الهوس –وهو الانشراح الزائد- مع وجود أفكارًا ظنانية، هذا المريض يتهم جاره بأنه يريد أن يقتله، وحين نسأله لماذا؟ يقول: (لأنني أثرى منه وأنا أغنى رجل في العالم)، المريض نفسه إذا أتانا باكتئاب ذهاني يقول: (إن جاري يريد أن يقلتني) حين نسأله لماذا؟ يقول: (لأنني أستحق ذلك، لأني أحقر خلق الله، ووجودي هنا سوف يؤزم العالم)، أما إذا كان المريض نفسه يعاني من مرض الفصام ويأتينا ويقول: (جاري يريد أن يقتلني) حين نقول له لماذا؟ يقول: (والله هو يريد أن يقتلني، لا أعرف، أنا متأكد من ذلك) إذًا يعطينا فكرة حيادية جدًّا من الناحية الوجدانية، أما مريض الهوس فيرى نفسه في حالة العظمة والكبرياء، ومريض الاكتئاب يرى نفسه في حالة من الضياع والحضيض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,187,312 | 2013-09-10 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي يكلم نفسه ويتوهم أن الناس يتكلمون عنه، فما علاجه؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرض عليكم هذه المشكلة راجياً من الله أن أجد علاجاً لها، وأسأل الله أن يبارك في جهودكم، وألا يريكم مكروهاً بعزيز.
أخي يشرد كثيراً، ويكلم نفسه، وإذا ناديناه أو خاطبناه لا يجيبنا، ولديه شعور أن الناس يتكلمون فيه بسوء، ويذكر أسماء كثيرة لأشخاص يعرفهم، ويقول: إنهم قالوا فيه كذا وكذا..كلاماً كثيراً لا يحصى، وفي غاية السخف، ويحلف بالغيب أن هذا يحدث، وأننا نعرف ونكتم عنه.
كلمناه مراراً من جهة عقلانية، وقلنا له أن يستعيذ بالله، وينتهي، وقلنا له: إن هذا الكلام لا معنى له، وسواءً حصل أم لم يحصل فلا يهمك في شيء، ولا يضرك في شيء، فلم ينفع معه الكلام!
المشكلة بدأت معه عندما سافر للدراسة إلى مصر وسط الأحداث المضطربة فيها، وكان يُقيم وحيداً في الشقة، وقليلاً ما يزوره أحد أو يكلمه، أضف إلى ذلك تعطل الدراسة هناك، مما جعله لا يذهب للجامعة سوى للامتحانات، ونظن أن جلوسه بمفرده عوده على أن يكلم نفسه، وأن هذا سبب المشكلة.
قبل أن يحدث هذا معه كان فتىً نشيطاً، موفور العقل، بعيد النظر، صادق النبوءات، مجتهداً في العبادة، خصوصاً في رمضان، يختم القرآن مراراً، ويعتكف العشر جميعهن، أما الآن فصار شديد الخمول، كثيرَ الفكر في هذا الكلام الفارغ، وينامُ عن الصلوات، وفي رمضان الماضي لم يقرأ شيئاً، وفرط في كثيرٍ من الصلوات.
نحن نخشى الذهاب به إلى طبيبٍ نفسي خوفاً على مستقبله المهني، ولكنه أصبح يكلم نفسه، ويضحك أمام الآخرين والضيوف، ونخشى عليه من قالة السوء.
أفيدونا أفادكم الله، وبارك في علمكم وجهودكم، ولا أراكم مكروهاً في الدنيا ولا الآخرة. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فلان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك الذي نسأل الله تعالى أن يشفيه، وأن يعافيه، اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا.
أنت أعطيت وصفًا وصورة إكلينيكية جميلة، بمعنى أنك قد أبرزت الأعراض والتصرفات، والسلوكيات، والتاريخ المرضي الذي مرَّ به أخوك –عافاه الله–، ومن خلال ما هو بين يديَّ من معلومات أستطيع أن أقول لك -وأنا على درجةٍ عاليةٍ جدًّا من اليقين-: أن أخاك -شفاه الله- يُعاني من مرض ذهاني يُعرف بالفصام الباروني، وهو نوع من المرض الذي قد يأتي فجأة أو ببطء، ويظهر في شكل اضطرابٍ في الأفكار، وشكوك، وظنان، وسوء تأويل، وعدم ثقة بالناس، وهلاوس، واضطراب في الوجدان، وتدهور عام في شخصية الإنسان وفي أدائه، وهنالك أعراض أخرى كثيرة.
إذًا: الذي يجب أن نتفق عليه أن هذا الأخ مريضٌ -عافاه وشفاه الله تعالى-.
الخطوة الثانية والمهمة هي: العلاج، وأنا أتفق معك أن معظم هؤلاء المرضى لا يقبلون أن يذهبوا إلى الأطباء، لكن بشيء من الحصافة والفطنة، وبناء جسور وجدانية معهم يستطيع الإنسان أن يقنعهم بالذهاب إلى الطبيب.
أولاً: أهم شيء: لا تجادلوه في أفكاره، لا أقول لكم ثبتوها أو أيدوها، لكن لا تُكثروا من جداله، ولا تتحدوا أفكاره، فالفكر الظناني الضلالي الباروني الاضطهادي من النوع الذي يُعاني منه أخوك إذا كثر جداله تزيد قناعته بأفكاره المرضية، وحتى الذين يجادلونه سوف يُدخلهم كجزء أصيل في ظنانه، ويعتقد أنه مستهدفٌ من قبلهم. هذا الصباح أتاني أحدُ المرضى يحكي عن أسرته، وعمن حوله، وأنهم يتآمرون عليه، للدرجة التي قال لي حين سألته: هل أنت تحس أنك مستهدفٌ من قبلهم؟ قال لي: (نعم، بل أحس أني هدفًا سهلاً) وقطعًا ثبتوا ظناناته وأفكاره المرضية من خلال الجدال، ومن خلال أنه متوهم، وشيء من هذا القبيل، نعم هو متوهم، وهذا مرض، لكن سلطان المرض قوي جدًّا.
إذًا: بشيءٍ من الود واللطف يُقنع هذا الأخ، ونقول له: (لماذا لا نذهب إلى الطبيب لتُجري بعض الفحوصات؟ أنت الحمد لله بخير، لكن نرى عليك بعض الإجهاد الجسدي وربما النفسي) وشيءٍ من هذا القبيل.
ويتحدث معه شخصٌ واحد فقط، ويكون صاحبَ تأثير عليه، ليس من الضروري أن يكون كبير الأسرة مثلاً، إنما أي شخص له علاقة به، ويستمع إليه، ولديه الفطنة في التواصل معه، يمكن أن يقنعه.
هذا الأخ لا شك أنه محتاجٌ لمضادات الذهان، وهي كثيرةٌ وكثيرة جدًّا، وهي متوفرة الآن، فهنالك الزبركسا، وهو من الأدوية المتميزة، وتوجد له أنواع تذوب ذوبانًا كاملاً في الماء أو في العصائر، حتى المريض الذي يرفض الأدوية لا مانع من أن تُعطى له بهذه الكيفية، فهذا أمر أخلاقي جدًّا.
وهنالك الرزبريادون، وهنالك الإنفيجا، وهنالك الكواتبين..مجموعة طويلة جدًّا من الأدوية الفعالة، وبفضل الله تعالى هؤلاء المرضى بعد أن تتحسن أحوالهم ويستبصرون، ويحدث لهم ارتباطٌ فعلي بالواقع تجدهم يتعاونون جدًّا في تلقي العلاج إذا وجدوا الطبيب الأمين، والطبيب الثقة الذي يبني معهم علاقاتٍ علاجية.
وفئة أخرى من المرضى نضطر أن نعطيهم إبراً وحقناً، وهنالك -والحمد لله تعالى- أنواعٌ متعددةٌ من الإبر طويلة المدى، تعطى الإبرة مثلاً مرةً واحدة في الأسبوع، أو مرة واحدة كل أسبوعين، أو حتى مرة واحدة كل شهر، والحمد لله تعالى الآن هناك متسع في الأمر.
وهنالك حقيقة أريد أن أنصحك بها –أيها الفاضل الكريم – وهي: أن الأبحاث كلها أشارت أن نتائج العلاج تكون رائعة إذا كان هنالك تدخل مبكر، يعني أن لا نهمل المريض، ويجب أن نقدمه لمرافق العلاج، والنقطة الثانية هي: تناول الدواء بجرعته الصحيحة، وللمدة المطلوبة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله أن يكون ما ذكرته لك من معلوماتٍ مفيدًا، ويمكن أن تعرضها على ذويك وأهلك من أجل أن تصلوا إلى قناعة تامة بعلاج هذا الأخ، وأنا أقول لك: إن نسبة نجاح العلاج عالية جدًّا، تصل إلى ثمانين أو تسعين بالمائة.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,186,466 | 2013-09-08 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعاني من مرض الفصام والهلاوس السمعية والبصرية، ما العمل؟ | السلام عليكم
شكراً لكم على هذا الموقع الجميل
أنا شاب جزائري، بعمر21 سنة، أدرس سنة ثالثة علوم بيطرية، وشخصت حالتي بمرض الفصام، حيث حدثت لي هلاوس سمعية بصرية.
مررت على عدة أطباء، والآن تحسنت حالتي مع الطبيب الأخير, حيث أتناول دواء زابينال 10 مع دواء (ابيليفاي 15 مع) بمعدل حبة كل يوم.
مشكلتي الآن هي: أني أصبحت أخاف من المقابلات الاجتماعية، كالذهاب إلى الجامعة ومقابلة الناس، وأصبحت أخاف حتى من الذهاب لمتجر وشراء أشياء!
أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، فأنا لا أريد أن أضيع عاماً آخر من حياتي. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hatti حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا تهتم بالمسميات التشخيصية كثيرًا، كلمة الفصام ينفر منها الكثير من الناس، ويصفونها بوصمة اجتماعية كبيرة، والبعض يرى أن هذا المرض معيق إعاقة تامة، لكن هذا ليس صحيحًا، الفصام أو الفصاميات متعددة، فيها أنواع بسيطة تستجيب للعلاج بصورة جيدة، وأعتقد وبإذن الله تعالى أن حالتك تكون في هذا النطاق.
من الجميل أنك تراجع الطبيب، وأنت مستقر الآن على أدوية جيدة جدًّا، عقار (زابينال)، والذي يعرف باسم (أولانزبين) هو من الأدوية الممتازة جدًّا، أما عقار (ابيليفاي) والذي يعرف باسم (إرببرازول) فهو أيضًا دواء مشهود له بالفعالية، فحافظ على علاجك، حافظ على دوائك، وكذلك حافظ على متابعتك مع الطبيب.
ما يعتريك الآن من خوف اجتماعي أعتقد أنه نوع من القلق، الاجتماعي العارض إن شاء الله تعالى.
أنت محتاج لأن تكون أكثر ثقة في مقدراتك، أنت -الحمد لله- تخطيت الكثير من العقبات، تواصل الآن دراستك، فالمطلوب منك هو التصور الإيجابي حول ذاتك، لا تتصور نفسك في موقف الضعيف أو في موقف المريض أو المعاق، أنت لست كذلك، هذا مهم جدًّا.
إذن التغيير الفكري مطلوب ومطلوب جدًّا في مثل هذه الحالات، وأيضًا أريدك ألا تنقاد بفكرك السلبي أو بمشاعرك، إنما تنقاد بأعمالك وأفعالك، وهذا يحتم عليك أن تكون صارمًا مع نفسك من أجل أن تنفذ ما هو مطلوب.
أريد أن أذهب إلى الصلاة، أذهب إلى الصلاة، أريد أن أذهب إلى الجامعة، أذهب إلى الجامعة، أريد أن أقوم بكذا، أقوم بكذا، فلابد أن تأخذ بمفاتيح النجاح هذه، حدد المهمة التي تود أن تقوم بها، حدد لها الوقت الذي يجب أن تنفذه فيها، ويجب أن تقيس مستوى النجاح في هذه المهمة، إذا كنت مثلاً تريد أن تذهب وتزور أحد أقربائك أو أرحامك، هذه مهمة، مهمة جميلة، حدد لها وقتًا (مثلاً) وبعد ذلك اذهب وقم بالواجب، وفي نهاية الأمر سوف تجد نفسك أنك فعلاً قد أنجزت الكثير، وهكذا.
هذا مجرد مثال بسيط يوضح أن الإنسان محتاج ألا يترك الأمور عائمة، يجب أن تكون هنالك محددات والتزامات، ويعرف الإنسان ما يريد أن يقوم به، ويجب أن يقوم به حتى وإن كانت مشاعره تقوده نحو ما هو سلبي.
بالنسبة للخوف الاجتماعي: أريدك أيضًا أن تغير مفاهيمك، أنت لست أقل من أحد، ومن تقابلهم هم بشر مثلك وليس أكثر من ذلك، حتى وإن كان من أصحاب المناصب أو من الأساتذة، كل المطلوب أن يتعامل الإنسان بشيء من الاحترام مع الآخرين، ودائمًا اترك ذلك في نيتك، أنني أتعامل مع الناس بالاحترام، هذا يعطيك الدفع النفسي الإيجابي ويجعلك إن شاء الله تعالى تتواصل بصورة جيدة.
من أفضل أنواع التواصل الاجتماعي التي أنت في حاجة لها من وجهة نظري –هو علاج تأهيلي مهم جدًّا – وهو أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، ككرة القدم مثلاً، والحرص على صلاة الجماعة، هذا من صميم الدفع النفسي الإيجابي فيما يخص علاج الخوف الاجتماعي.
الانخراط في أي منظمة شبابية خيرية أو ثقافية أو اجتماعية، والدراسة الجماعية، أن تدرس مع أصدقائك كلما أتيحت لك فرصة، وأن تكون فعّالاً في داخل أسرتك، هذا كله علاج اجتماعي.
النقطة الأخيرة: ربما تكون محتاجًا لجرعة بسيطة من عقار يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات) هكذا يسمى في الجزائر، دواء ممتاز جدًّا للخوف الاجتماعي والقلق، ربما يكون أيضًا حدث لك شيئ من عسر المزاج البسيط، حيث إن بعض أمراض الفصاميات ربما تتبعها بعض المخاوف، وكذلك عسر المزاج، وهذه إن شاء الله تكون محدودة ومحصورة.
أنا أريدك أن تراجع الطبيب وتناقشه حول حالتك هذه، والأعراض التي تعاني منها، وأعتقد أنه سوف يوافق تمامًا أن تتناول جرعة بسيطة من دواء مثل (ديروكسات) وأنت لن تحتاج لها أكثر من شهر إلى ثلاثة أشهر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,183,093 | 2013-08-10 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
زوجي مصاب بالفصام.. ما نسبة إصابة الأطفال بذلك؟ | اكتشفت أن عند زوجي فصاما وإخوته أيضا، فما نسبة إصابة الأطفال بهذا؟ علما أني متزوجة منذ 4 أشهر، ولا زلت بكرا، وهو مصاب بالمرض منذ 8 سنين، وغير منتظم على العلاج، وقد دخل هذا الشهر مركزا، وخرج بحالة جيدة، وقد نويت طلب الطلاق فما رأيكم؟ وهو يحبني بجنون، فهل سيؤثر عليه هذا؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
زوجك الكريم ما دام أقبل على الزواج، وأنت قبلت به، لا شك أن هذا الرجل بالرغم من وجود هذا المرض لديه إلا أنه يمتلك المهارات والمقدرات التي تجعله يعيش حياته بصورة طبيعية أو شبه طبيعية.
التشخيص ليس مهما، المهم هو درجة الضرر التي ألحقها المرض بالإنسان، ومدى تعاون الإنسان مع تناول العلاج، والنواحي التأهيلية أيضًا مهمة، ونقصد بالنواحي التأهيلية أن بعض المرضى يتدهورون اجتماعيًا ويفقدون وظائفهم، ويفقدون دورهم الاجتماعي؛ لأنهم غير متعاونين مع العلاج، أو لم يجدوا من يأخذ بأيديهم ويشجعهم ويساعدهم على التأهيل.
الفصام وبما أن له عدة أنواع (حقيقة)، هنالك أنواع بسيطة جدًّا من مرض الفصام وعلاجها ليس صعبًا، وأتمنى أن يكون زوجك من هذه المجموعة، والذي يظهر لي أنه هو هكذا؛ لأنه استطاع أن يتزوج.
المهم أن العلاج الدوائي يجب أن يكون هنالك التزام به، ويعرف تمامًا أن التدخل العلاجي المبكر والالتزام به وتحفيز المريض وتشجيعه في أن يعيش حياته حياة طبيعية، أي أن يقوم بدوره الاجتماعي، وأن تكون له وظيفة، وأن يشارك الناس، وأن يؤخذ برأيه، وأن يُستشار، هذه تساعد المريض جدًّا في أن يعيش حياة طبيعية.
بالنسبة لك: حقيقة لا أريدك أن تُقدمي على طلب الطلاق، هذا قطعًا قرار شخصي، أنا أحترم ذلك وأقدر ذلك، ولا أريد أن أفرض عليك رأيًا، أو أتدخل في شؤونك بدرجة مؤثرة، لكن من قبيل التناصح أرى أن تقفي بجانب زوجك، أن تساعديه على العلاج، ويفضل أن تعطيه العلاج بيدك، هذا مهم جدًّا، والزوج في مثل هذه الحالة يحس بالتقدير، ويحس أن هناك من يرعى شؤونه، وهذا قطعًا يساعده كثيرًا.
بالنسبة لموضوع التأثيرات الوراثية لمرض الفصام: مرض الفصام أسبابه بصفة عامة غير معروفة، لكن العوامل الوراثية ربما تؤدي إلى نوع من الاستعداد للإصابة بهذا المرض، يعني: أن المرض نفسه لا يورَّث، لكن إذا توفرت العوامل الأخرى من ضغوط حياتية وأحداث حياتية سلبية، ومشقات تربوية وغيرها، في مثل هذه الحالة إذا وجد المرض في الأسرة ربما يكون هنالك استعداد وقابلية للشخص الذي لم يعش ظروفًا اجتماعية مواتية أن يُصاب بهذا المرض.
بالنسبة لإصابة الأطفال: هي محسومة تمامًا، إذا كان الوالدان مصابين بمرض الفصام ففي هذه الحالة نستطيع أن نقول أن حوالي ثلاثين بالمائة من الأطفال قد يُصابون بهذا المرض، أما إذا كان الوالد وحده مصابا فقط فالنسبة ضعيفة، ليس لأكثر من خمسة إلى عشرة بالمائة، وإذا كانت هناك تربية صحيحة وتنشئة موفقة، فهنا أعتقد أن أثر الوراثة قد لا يكون قويًّا، لكني لا أنكر بعض التأثيرات، وهي تأثيرات تظهر في شكل استعداد فقط للمرض، وليس المرض كما ذكرت لك.
بالنسبة لموضوع أنك لا زلت بكرًا: أعتقد أن هذا الأمر يمكن أن يُعالج وليس بالصعب أبدًا، إذا كان زوجك يعاني من أي صعوبات جنسية، فلا مانع أبدًا من أن تذهبوا إلى الطبيب النفسي، وتتحدثوا معه في هذا الموضوع، سوف يقوم بإعادة تحليل بعض الهرمونات، خاصة أن الأدوية النفسية تؤثر على هرمون يعرف باسم (برولاكتين)، أو (هرمون الحليب) وهو موجود لدى النساء، وكذلك لدى الرجال، حين يرتفع هذا الهرمون يجد الرجل صعوبات في المعاشرة الزوجية، وهنالك أدوية تخفض هذا الهرمون.
ومن ناحيتك أنا أعتقد أنه لا بأس أبدًا أن تقابلي طبيبة نسائية من أجل فض غشاء البكارة، هذا الأمر أيضًا مطلوب في مثل هذه الحالات، ويسهل كثيرًا، المهم إذا رأيت أن مقترحاتي هذه مناسبة فأقدمي عليها في سرية وستر تام، وإن شاء الله تعالى الأمور تسير على خير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لكما العافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,182,321 | 2013-07-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تركت الجامعة العام الماضي بسبب الفصام .. فساعدوني | السلام عليكم ورحمة الله
أنا طالب جامعي أبلغ 21 سنة من العمر, شخصت حالتي بمرض الفصام، حيث حدثت لي هلاوس سمعية بصرية, وذلك منذ عام.
مررت على عدة أطباء, ولكن الآن تحسنت حالتي مع الطبيب الأخير, أتناول دواء ابيليفاي جرعة 15 مغ زائد زابينال 10 مغ بمعدل حبة كل يوم.
مشكلتي الآن هي أني أصبحت أخاف من الناس، حيث أخاف من المقابلات الاجتماعية حتى البسيطة منها كالذهاب للجامعة، ومقابلة أناس جدد، أو الذهاب إلى الإدارة، والتحدث مع المسؤولين.
أشعر بارتباك شديد، ولا أستطيع التحكم بتصرفاتي.
أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي، فإني أخاف أن أضيع عاما آخر من حياتي، فأنا لم أذهب العام الفائت للدراسة.
وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع الجميل. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hatti حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله لك الشفاء، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.
لقد أحسنت بذهابك إلى الطبيب، والذي قام بمناظرتك وتشخيص الحالة، لا تهتم كثيرًا بالمسميات، الناس تنفر من المسميات التشخيصية مثل: مرض الفصام، لكن هذه الحالات الآن أصبحت بسيطة بشرط أن يكون هنالك تدخل طبي مبكر، وأن يكون هنالك التزام تام بتناول العلاج في وقته، وبالجرعة الموصوفة، وللمدة المطلوبة.
هذا الالتزام يجب أن يكون متوفرًا من جانبك، وهذه نصيحة ونصيحة غالية جدًّا أرجو أن تأخذها مني.
النقطة الثانية: هي العلاجات التأهيلية، أنت الآن لديك بعض المخاوف الاجتماعية، لا تقبل هذا الخوف، ناقش نفسك، يجب أن تُحقره، أنت لست بأقل من الآخرين، أنت لديك القدرة، لديك الإمكانيات، لديك الطاقات النفسية والجسدية والوجدانية التي تجعلك لست أقل من الآخرين.
إذن هي مشاعر سلبية يجب ألا نعطيها الفرصة لتحتكر تفكيرنا، تواصل مع الناس، كن مُصرًّا على ذلك، وهنالك نوع من التواصلات الاجتماعية ممتازة جدًّا، ليست هي فقط اجتماعية، لها مقاصد أخرى لكن الجانب الاجتماعي فيها مهم، مثلاً صلاة الجماعة في الصف الأول، هذا نوع من التفاعل الاجتماعي العظيم والممتاز، والذي يقهر المخاوف، فلماذا لا تكون حريصًا على ذلك.
النقطة الثالثة هي: أن تضع برامج يومية، تحدد مثلاً شيئًا معينًا، تقول (سوف أذهب لزيارة أحد أرحامي) وتُحدد هذا الشخص، وتحدد وقت الزيارة، وتلزم نفسك بالذهاب. هنا أنت تكون قد حددت مهمة، وهذه المهمة محصورة يمكن تحديدها، يمكن قياسها، وكذلك معرفة نتائجها.
النتائج قطعًا حين تنفذ المهمة في الوقت المطلوب وبالآليات المعروفة وتحدد الزمن، والوقت سوف يكون المخرج أو العائد عظيم جدًّا وفائدته العلاجية عليك كبيرة.
إذن حدد مهام خاصة وقم بتنفيذها، وتطبق الآليات المعروفة في تنفيذها، ولا تستحقر حتى المهارة البسيطة، إن قابلت شخصًا وسلمت عليه وحييته بتحية ممتازة وتبسمت في وجهه، انظر إلى المردود والعائد الإيجابي العظيم عليك وعليه، (تبسمك في وجه أخيك صدقة) هذا نوع من المهارة الاجتماعية العظيمة.
فمن خلال هذه البرامج البسيطة تستطيع -إن شاء الله- أن تصل إلى مبتغاك.
الأدوية التي وصفها لك الطبيب هي أدوية ممتازة، أدوية جيدة، فقط عليك بالتدعيم السلوكي، والمواصلة العلاجية، وقطعًا يجب أن تجتهد في دراستك، وتكون -إن شاء الله تعالى- من المتميزين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,181,794 | 2013-07-22 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
التعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب للطبيب النفسي | السلام عليكم
سؤالي حول مرض الفصام، كيف نتعامل مع مريض الفصام الذي يرفض الذهاب إلى الطبيب العقلي أو النفسي؟ ويرفض تناول الدواء الخاص بالفصام لاقتناعه بأنه غير مريض؟ وكيفية التعامل مع الشخص المريض في المستشفيات العقلية؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فطيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
سؤال جيد وممتاز وواقعي وعملي؛ لأن هذه الحالات موجودة وموجودة بكثرة، وأن يرفض مريض الفصام الذهاب للطبيب، وأن يتقبل العلاج هو جزء من مرضه، ومريض الفصام -خاصة المرضى الذين لديهم ما يعرف بالأفكار الاضطهادية الظنانية- تثور ثائرتهم إذا قيل لهم أنكم مرضى وأنكم متوهمون، والتعامل مع هؤلاء المرضى له عدة طرق، ويجب أن تكون البداية صحيحة؛ لأن ذلك يساعد في علاجهم.
لا بد من بناء علاقات ممتازة مع المريض، والعلاقات الممتازة تُبنى من خلال الصبر، وعدم مناقشة المريض، وعدم تحدي أفكاره، ومحاولة صرف انتباهه إلى أفكار وأفعال أخرى، ويفضل دائمًا أن يتفاهم مع هؤلاء المرضى شخص واحد في الأسرة؛ لأن كثرة التدخلات تُكثر شكوكهم وتجعلهم أكثر عنادًا ورفضًا، والشخص الذي يتولى التخاطب مع المريض يجب أن يكون فطنًا وحاذقًا، وكما ذكرنا لا يتحدى أفكار المريض، بل يحاول أن يكسب وده، وحين يتحدث مع المريض كأنه يتحدث في أمر سري يدور بينه وبين المريض، أي أن الآخرين لا علم ولا اطلاع لهم بحالته.
ودائمًا يجب أن يبحث الشخص صاحب التأثير على المريض، وصاحب التأثير ليس من الضروري أن يكون أبًا أو أُمًّا ولا حتى أخًا، رأينا من أثّر فيهم أطفالهم الصغار، رأينا من أثر فيهم جيرانه، رأينا من أثر فيهم إمام المسجد، فيجب أن يتم تخير شخص يثق فيه المريض؛ لأن أحد مكونات مرض الفصام (عدم الثقة) هذه الطريقة جيدة وتنجح في كثير من الأحيان، وبعد ذلك حين يذهب المريض إلى الطبيب، الأطباء لهم مقدراتهم، بل فنياتهم التي يستطيعون من خلالها إقناع المرضى بأخذ علاج.
هذا هو السبيل المتبع في كثير من الحالات، والسبيل الآخر: هو أن كثيرا من الدول بها قوانين تنظم الصحة النفسية والعقلية، وفي حالة أن المريض قد فقد أهليته، وليس له قوة الاستبصار أو الارتباط بالواقع، ولا يستطيع أن يقرر في شأن نفسه، أو أنه يمثل خطورة على نفسه أو على ممتلكاته أو على الآخرين، في مثل هذه الحالة توجد مواد في قانون الطب النفسي توجه للأطباء وللأهل أن يستعينوا بالشرطة مثلاً لإحضار هذا المريض لمكان العلاج، ويقوم الأطباء بإعطائهم الأدوية ضد إرادتهم ورغبتهم.
هذا الجانب يستفيد كثيرًا منه الأهل، وبكل أسف في بعض الدول لا توجد هذه القوانين، لكن هذه الوسيلة يجب أن تتوفر؛ لأن بعض هؤلاء المرضى قد يشكلون خطورة، والذي يعرف أن المريض الذي يرفض الحضور للعلاج طواعية حين يُحضر إكراهًا وإجبارًا غالبًا لا يتذكر ذلك أبدًا بعد أن يُشفى، ونحن دائمًا نذكر ذلك للأهل حتى نطمئنهم.
فإذن هذه هي الوسائل، وفي بعض الأحيان توجد ممارسات أخرى، مثل أن يوضع الدواء للمريض في مشروب أو محلول دون علمه، هذه الطريقة تمارس، حدث نقاش طويل حول مدى أخلاقية هذا الأمر، وهل يُسمح به أو لا يُسمح؟ وجهات النظر مختلفة، ووجهة نظري الخاصة إذا كان الدواء سليمًا وفاعلاً وأذن أهل المريض بذلك فلا يوجد مانع في هذه الممارسة ما دامت سوف تعود بالخير والمنفعة على المريض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,180,126 | 2013-07-09 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
زوجي مصاب بانفصام الشخصية، فكيف أتعامل معه؟ | السلام عليكم
زوجي قاسي القلب وعنده انفصام في الشخصية، مرض (باي بولير) بشهادة طبيبه النفسي، حيث أحياناً يكون هادئ الطباع ولا يصلي، وأحياناً يكون ثائراً ويصلي، يشرب شيشة ويشتمني وأحياناً يضربني، يمشي في الحياة بدون تخطيط، وسافر قبل ذلك للخارج للعمل وسافرت معه، وعانيت كثيراً أنا وأولادي الأربعة، حيث يدخلهم لمدارس غير جيدة فيؤثر ذلك على مستواهم الدراسي، وتم طرده من عمله بالخارج وعدنا لمصر بسبب سوء خلق زوجي، حيث تم اتهامه بالتحرش الجنسي، كان يريد أن يتزوج طبيبة معه في العمل.
الآن جاءت له فرصة سفر أخرى للخارج، ويريد أن يأخذني والأولاد، ولا أريد أن أسافر معه إلا بشروط، حتى أأمن على نفسي وأولادي في الغربة مع هذا الرجل الذى لا يتقي الله، فهل لي الحق في ذلك؟ وما حكم الدين؟
وعندما أعلنت رفضي حتى أسمع ما يطمئنني منه، لم أجد إلا المعاملة بسوء، ويقول: أنا لا أحد يشترط علي بشيء، وإذا لم تسافري معي سأتزوج بأخرى ولن أعود ثانية، ولي الحرية في عمل أي شيء، فممكن أن آتي بنساء وأزني بهن أمامك، هكذا قال لي أول أمس!!! | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر لذلك، وأن يتوب عليه، وأن يعافيه من هذا المرض الذي ألمَّ به، وأن يجعله من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يجنبه الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعينه على الإحسان إليكم وإكرامكم وعدم إهانتكم أو الاعتداء عليكم.
وبخصوص ما ورد برسالتك –أختي الكريمة الفاضلة–، أعتقد أن طلبك للشروط ليس حرامًا وليس منكرًا، حيث إنك تريدين أن تضعي النقاط على الحروف حتى لا تحدث مشاكل ولا خلافات في بلاد الغربة، ثم بعد ذلك تعودين مرة أخرى بخفي حُنين في وضع يُرثى له، ولا يُسر حبيبًا ولا عدوًّا، أعتقد أن مثل هذا الكلام واقعي ومنطقي.
ويبدو أن زوجك نتيجة لظروفه الصحية لا يقبل مثل هذا اللون من الكلام أو الشروط، لذا أنا أقترح –بارك الله فيك– أن يقول هذا الكلام أحد غيرك، بمعنى أنه إذا كان لك أحد من الأقارب كالوالد أو أحد إخوانك، أن يتكلم معه ولا يُخبره أن هذه شروط، وإنما يعتبرها وصايا ونصائح عامة، ويتكلم معه من هذا الباب، ويبين له أن هذه الأشياء يترتب عليها الأمن والأمان والاستقرار والسعادة فيما بينكما، وهذا أمر مطلوب، وأرى أن نخفف ما دام زوجك –كما ذكرت أنت– مُصاب بهذا المرض الخطير، أرى أن نخفف العبارات، لأنه قد لا يقبل مثل هذه الأشياء، وبالتالي يترتب عليها كما هددك بأنه لا يُحب لأحد أن يشترط عليه، وأنه إذا لم تسافري معه سوف يتزوج ولا يعود ثانية، وقد يفعل.
فأنا أقترح -بارك الله فيك– أن تتوكلي على الله وتذهبي معه، لكن كما ذكرت لابد من تدخل أحد الأطراف التي لها منزلة أو مكانة عنده، وأن يعتبر هذه نوعا من النصائح، وأنه ينبغي عليك أن تحافظ على زوجتك وأولادك وتهتم بهم، إلى غير ذلك من الكلام العام الذي من خلاله تصل الرسالة، وإن كنت أنا أستبعد مع وجود هذا المرض أن يلتزم بشيء، إلا أن وجودك معه في جميع الأحوال حتى وإن تحملت قدرًا من المشاكل، أهون من أن يتزوج عليك مثلاً، أو أن يزني -عياذًاً بالله تعالى-، أو أهون من أنه لا يعود مرة أخرى، على اعتبار أنه رأى أنك تخليت عنه وهو في أمس الحاجة إليك وأولادك، وأنكم لم تقفوا معه، وبالتالي قد يفعل هذا الأمر الذي هدد به.
أرى -بارك الله فيك- أن توسّطي أحدًا فيما بينك وبينه، وأن تكون العبارات كما ذكرت ليست قوية في شروط أو اتفاقيات أو كذا، ما دام هو لا يقبل هذا خاصة الظروف التي تمر به، لكن من الممكن أن تكون توصيات، وأن تقبلي أي قدر ممكن، لأن القضية أن هذا المريض لا يستطع أحد أن يضع عليه ضابطا أو رابطا، لأن هذا الانفصام يجعله أحيانًا في وضع طبيعي، وأحيانًا في وضع يختلف تمامًا عن الآدمية والإنسانية كما ذكرت أنت في أول رسالتك.
وهذا قدرك -أختي الكريمة الفاضلة– فماذا ستفعلين وأين ستذهبين؟ هذا هو زوجك، وإذا كان يتعالج فلعل الله أن يمنّ عليه بالشفاء، وبذلك تقل هذه المشاكل أو تنعدم -بإذن الله تعالى-، ولذلك أوصيك بالصبر الجميل، ثم بعد ذلك توكلي على الله واذهبي مع زوجك مخافة أن ينفذ ما هدد به، وبذلك قد تكون الخسارة أفدح، خاصة وأنك لست وحدك، وإنما معك مجموعة من الأطفال هم في أمس الحاجة إلى رعاية الوالدين، وإن كنت واثقاً أن دور والدهم محدود أو متواضع، وقد يكون دورًا هدّامًا نتيجة الظروف الصحية التي يعاني منها، لكن في جميع الأحوال وجوده سيكون له قدر غير عادي في استقرار الأسرة، وفي تخويف الأطفال به وأنه قد يؤدبهم وغير ذلك، فيسهل عليك عملية التربية في هذا الزمن الصعب.
أسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يشفي لك زوجك، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق. | الشيخ / موافي عزب | 2,178,908 | 2013-06-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تأتيني أعراض، هل هي ذهان أم رهاب اجتماعي؟ | السلام عليكم
أود أن أشرح لكم حالتي، وأرجو تشخيصها ومساعدتي، نور الله دربكم وأعانكم.
لا أعلم من حيث أبدأ، لكن أنا شاب أبلغ من العمر ٢١ سنة، مبتعث إلى دولة مصر، في بداية مشواري الدراسي قبل ٣ سنوات تعاطيت قليلاً من الحشيش المخدر، وكان التعاطي في البداية ليس بقليل.
واصلت التعاطي لمدة شهر كامل، وبعد ذلك أصبحت أشعر وقت التعاطي أنني مراقب أو أحس أن من حولي يكيدون لي، وبعد ذلك أصبحت أستخدم هذه المادة المخدرة، ما يعادل كل ثلاثة أو أربعة أشهر مرة أو مرتين.
آخر مرة تعاطيت فيها الحشيش قبل ثلاثة أشهر، ولم أكن أعلم بأنه سوف يسبب لي كل هذه المتاعب، فكنت متميزاً في مجتمعي ومتفوقاً دراسياً.
أصبحت الآن تأتيني أعراض لا أعلم ما هي؟! هل هي ذهان زوراني أم رهاب اجتماعي؟! حالتي النفسية هي كالتالي:
أعشق الجلوس لوحدي، حيث كنت أسكن مع أصدقائي، وخرجت من عندهم مؤخراً، ولا أطيق الجلوس مع أناس جدد، ولا الاجتماعات، لأني عندما أنظر إليهم كأنهم يتلامزون أو يضحكون علي، وأحس أحياناً بأن رائحتي كريهة، وأن الناس تنزعج منها وتضحك، أو كأنه خرج مني ريح، وأنا لا أعلم!
كل هذا يحدث وأنا أعلم تماماً أنها مجرد أوهام، لكن من شدتها لا أستطيع اجتناب تلك الأوهام، ولم أعلم أن هذا مرض إلا من قريب، فسابقاً قد حدثت لدي مشاكل.
من تلك الشكوك والأوهام: الهلع بمجرد التفكير في بعض الأمور، تضخيم الأمور التافهة، وآخذ لها ألف حساب، وحالتي الجسدية هي كالتالي: ضيق تنفس، عدم الشعور بالراحة مطلقاً.
الآن أشعر بأن الحالة في ازدياد، حيث كنت لا أعلم بهذا المرض إلا بعد ما لاحظت على تصرفاتي بأنها تغيرت كثيراً، وأنا الآن لا أعلم هل الذي فيَ رهاب اجتماعي أو ذهان زوراني أم ماذا؟
كانت بي بعض الشكوك من قبل تعاطي الحشيش، ولكن تكاد لا تذكر أمام وضعي الآن، ولكم الشكر ووفقكم الله ورعاكم على هذه الخدمة التي تعتبر لدي أو لدى بعض الناس هي الوسيلة الوحيدة للعلاج بعد الله سبحانه.
أكرر شكري لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي الفاضل: أنت تحدثت عن أفكار ظنانية، الفكر الظناني واضح جداً عندك، شعورك بأن الآخرين يكيدون لك، وشعورك بأنك مراقب، ولديك إشارات التلميح حين ترى أناساً يتحدثون، تظن أنهم يشيرون إليك، أو يتغامزون عليك.
شعورك بأن رائحتك كريهة، لا شك أن هذا نوع من الهلاوس الشمية، والتي تكون مرتبطة ببعض الأحيان بالأمراض الزوارية، أو الاضطهادية، والتي تقوم في الأصل على سوء الظن.
الأعراض التي تشكو منها من ضيق، أو توترات هي أعراض ثانوية، وحتى التوجس من الآخرين هو ناتج عن الفكر الظناني الشكوكي.
أقول لك أيها الفاضل: أعتقد أن حالتك لم تصل إلى المرض الظناني المطبق؛ لأنك لا زلت مستبصراً بعض الشيء أن هذه الحالة حالة غير طبيعية، وهذا دليل أنك وبفضل الله تعالى لم تفتقد ملكتك العقلية بشكل كامل.
بالنسبة لتعاطي الحشيش، لا شك أن تعاطي الحشيش عامل كبير جداً للإصابة بالأفكار المرضية الظنانية التوهمية، من النوع الباروني أو الزواري.
هنالك سؤال يطرح نفسه، هل يصاب كل متعاط للحشيش بهذه العلة؟ الإجابة لا، فبعض الناس لا يصابون بها، لكنهم يصابون بعلل أخرى مثل تفتت الشخصية واضمحلالها، ونقص المقدرات المعرفية.
إذن لماذا يصاب البعض بهذه الأفكار الظنانية؟ ظهر علمياً أن بعض الأشخاص لديهم استعداد ليكون (مخدر الحشيش) أكثر تأثيراً عليهم، بل اتضح أن معظم الذهان الذي يسببه مرض تناول الحشيش هو في الأصل ذهان من النوع الفصامي، يعني أن الحشيش نفسه يمكن أن يكون مسبباً لمرض الفصام.
في الماضي كانت هذه الحالات تسمى النوبة الذهانية الناشئة عن تعاطي الحشيش، لكن الآن أصبح الاتجاه العام أن تعتبر نوعاً من أنواع مرض الفصام.
لا أعتقد أن حالتك صعبة في العلاج، والخطوة الأولى في علاجك أن تنقطع عن المؤثرات العقلية تماماً، خاصة الحشيش، الضرر والأثر واضح، والإنسان كيس فطن، فما دام هناك سبب يضر بصحته، ويسبب له نوعاً من الاضطراب العقلي، فأعتقد أن الابتعاد عن هذا المصدر يجب أن يكون أمراً سهلاً بالنسبة لك، بل يجب أن يكون سبباً في التحفيز، وقطعاً إذا قست الأمور بمقاييس الحلال والحرام، وهذا هو المفترض، هذا سوف يشجعك كثيراً للتوقف عن تعاطي الحشيش.
ثانياً: إن تمكنت أن تذهب للطبيب النفسي، فهذا جيد، وأنت تحتاج لأحد الأدوية التي تستعمل لعلاج مرض الظنان، ومنها سليان Sloian الاسم العلمي هو امسلبرايد Amisulpride وسيكون دواء جيداً جداً لك، والجرعة هي 50 مليجرام يتناولها الإنسان يومياً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك 100 مليجرام يومياً لمدة 6 أشهر، ثم 50 مليجرام يومياً لمدة 3 أشهر، ثم توقف عن الدواء.
في حالة أنك لم تستفد استفادة كاملة ومطلقاً من جرعة 100 مليجرام، أسبوعين بعد أن تبدأ في تناولها، فهنا ربما تكون محتاجاً لترفعها، علماً أن السوليان يمكن تناوله إلى 400 مليجرام في اليوم دون أي مشكلة.
توجد أدوية كثيرة تعالج هذه الحالة منها العقار الجديد الذي يعرف باسم إنفيجا، وزربادال، وسروكيل وزبركسا، ومن الأدوية القديمة عقار استرلازين، فأمامنا -الحمد لله- مجموعة كبيرة جداً من الأدوية الفاعلة والتي تعالج هذه الحالة.
أنت مطالب بأن تملي على نفسك أفكاراً جديدة، كالتواصل الاجتماعي، والفعالية في ذلك، والأدوية سوف تفيدك كثيراً بعد أسبوعين أو ثلاثة من بداية العلاج، وستحس بالفرق الكبير ما بين الحالة المرضية، وكيف أن صحة التعافي لا بديل لها.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,177,858 | 2013-06-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل ينفع العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الشخصية الفصامية؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على الجهد المبذول في هذا الموقع.
سؤالي: هل ممكن أن يتعالج الشخص من الفصام الذاتي أو (الشخصية الفصامية)، وما كيفية العلاج، وهل ينفع العلاج السلوكي المعرفي لهذه الحالة؟
وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا لا أريدك أبدًا أن تشغلي نفسك بهذه المسميات (الفصام الذاتي، والشخصية الفصامية)، لست قاصدًا أبدًا أن أحرمك من نعمة الاطلاع والمعرفة، لكن أنبه بل أحذر أن شبابنا يجب ألا يُطلق على نفسه مسميات تشخيصية خاصة فيما يتعلق بالحالات النفسية، هذه المسميات ليست سهلة، لها وقعها وتأثراتها السلبية، تُشعر الإنسان بالوصمة، وتؤدي إلى افتقاد الكثير من الفعاليات.
سأحاول أن أُجيب على سؤالك من باب العموميات وليس من باب التخصيص، وفي هذا السياق أقول لك أن التشخيص يجب أن يقوم به المختص.
ثانيًا: الآن توجد وسائل كثيرة جدًّا للعلاج -والحمد لله تعالى-، ومتوفرة هذه الوسائل، إن وجدت الطبيب المقتدر والأمين الذي على الاستعداد أن يعطي كل ما عنده لمريضه.
وعلاج الشخصية الفصامية إن أُكد تشخيصها تحتاج لتطوير المهارات، ولتأكيد الذات، ولرفع المعنويات، وتطوير التواصل الاجتماعي، هذه هي البرامج العلاجية الضرورية لعلاج الشخصية الفصامية، وقطعًا في بعض الأحيان تُعطى الأدوية المضادة للفصام، لكن بجرعات صغيرة.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,176,575 | 2013-06-06 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرض الفصام والدوخة... هل بينهما علاقة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مصاب بمرض الفصام العقلي، سؤالي هو:
في بداية ظهور أعراض هذا المرض كنت أعاني من دوخة في أوقات مختلفة، واستمرت تقريبا إلى 8 سنوات وانقطعت، فما سبب هذه الدوخة؟ وهل هناك احتمال عودتها من جديد؟
وعندي ملاحظة في العام الماضي خلعت أحد أسناني ونزف دم كثير، وعادت لي نفس الدوخة أثناء وبعد نزف الدم.
سؤالي: هل هناك إصابات أو أمراض أو حالات تؤدي إلى عودة ظهور هذه الدوخة؟
وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على ثقتك في هذا الموقع، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أخِي الكريم الفاضل: أنا لا أريدك أن تنظر لمرض الفصام على أنه كله وبال، وأنه مرض عضال، وأن الإنسان لا يُشفى منه، أرجو ألا تكون تحت هذا الانطباع - أخي الفاضل الكريم – فأنا أؤكد لك أن هذه الحالات أصبح الآن علاجها متوفرًا، والأمر يتطلب الالتزام بتناول الدواء ومراجعة الطبيب، وأنا على ثقة أنك يمكن أن تعيش حياة طبيعية جدًّا.
وهذه المسميات كالفصام وكالاضطراب الوجداني والوساوس وغيرها، من وجهة نظري لا تعني أي شيء، هي فقط كُتل تشخيصية لتسهيل التواصل بين الأطباء وتحديد وسيلة العلاج، وأن يعرف الإنسان الذي يُصاب بهذه العلل أوجه قوته وأوجه ضعفه، ومن خلال ذلك يعمل لتصحيح مساره وتأهيل نفسه، فهي ليست أكثر من ذلك أيها الفاضل الكريم.
بالنسبة لموضوع الدوخة الذي ذكرت أنك تعاني منه: الدوخة أسبابها كثيرة وكثيرة جدًّا، مثلاً الأسباب العضوية: (التهابات الأذن الداخلية، اختلال النظر، التهابات الجيوب الأنفية) كل هذا يمكن أن يؤدي إلى دوخة، وهنالك أوضاع معينة إذا نام فيها الإنسان قد تؤدي إلى شد عضلي في عضلات الرقبة وأسفل الرأس، وهذا أيضًا قد يؤدي إلى الدوخة.
هنالك أيضًا ما يسمى بالدوّار الوضعي، هذا نوع من الدوخة أو الدوار الذي يحدث لبعض الناس، قد يكون شديدًا جدًّا يستمر لدقائق أو قد يكون لفترة طويلة.
أحيانًا فقر الدم أيضًا قد يؤدي إلى الدوخة، والقلق النفسي أيضًا قد يؤدي إلى الدوخة، وبعض الأدوية النفسية قد تؤدي إلى الدوخة.
فالأسباب كثيرة جدًّا، وما دام هذا الأمر قد زال عنك، فإن شاء الله كان سببه بسيطًا وقد ذهب عنك، فلا تشغل نفسك بهذا الموضوع تمامًا، فقط حافظ على علاجك وعلى نفسك وعلى صحتك، وعاود طبيبك من فترة لأخرى، كذلك احرص على إجراء الفحوصات العامة للتأكد من نسبة الدم والكولسترول والسكر ووظائف الكبد والكلى، ووظائف الغدة الدرقية... هذه فحوصات روتينية، لكنها مهمة جدًّا.
احرص أيضًا على أن تنخرط في بعض الأنشطة الرياضية والاجتماعية.
بالنسبة لموضوع نزف الدم: لا شك أنه يسبب دوخة، وهذه الدوخة قد يكون منشؤها نفسيًا؛ لأن منظر الدم نفسه يُثير بعض الناس، ضعف نفسي وهشاشة، وهذا يؤدي إلى دوخة، وفي ذات الوقت فقد الدم نفسه قد يؤدي إلى انخفاض في الضغط في تلك اللحظة أو ضعف في نسبة الدم، وهذا أيضًا يؤدي إلى الدوخة، لكن عمومًا هذه الحالات هي حالات وقتية وعابرة.
فالحمد لله تعالى أمورك كلها طيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأنا شاكر لك ثقتك في إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,175,753 | 2013-05-28 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما الدواء الأفضل لعلاج الفصام الوجداني؟ | السلام عليكم..
أنا شاب عمري 20 سنة, أعاني من الفصام الوجداني, وأستخدم دواء (زايبركسا وريميرون) وأعاني من نوبات الهلع أو الفزع.
علما بأنني ذهبت إلى أطباء نفسيين كثراً, واستخدمت (السبرالكس) ولم تتحسن حالتي, واستخدمت (اللسترال) ولم تتحسن حالتي, تأتيني النوبة في أوقات محددة من بعد صلاة المغرب حتى الساعة العاشرة ليلا, وعند النوبة يكون تفكيري وسواسيا جدا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقطعًا الريمارون دواء جيد لعلاج الاكتئاب النفسي، كما أنه محسن للنوم بصورة ممتازة، لكن فعاليته في علاج نوبات الهلع والفزع قد تكون أقل من أدوية أخرى.
السبرالكس دواء جيد وفاعل، وكذلك اللسترال في علاج نوبات الهلع والهرع، لكن هذا يعتمد على الجرعة، مثلاً جرعة اللسترال يجب أن تكون في حدود مائة مليجراما إلى مائة وخمسين مليجرامًا –أي حبتين إلى ثلاثة في اليوم– أما السبرالكس فيجب ألا يقل عن عشرين مليجرامًا في اليوم بأي حال من الأحوال.
فإذن قاعدة هذين الدوائين مرتبطة كثيرًا بنوعية الجرعة التي يتناولها الإنسان.
أنت لم توضح الجرعة، ويمكن أن تُعيد النظر في تناول هذين الدوائين بعد مراجعة طبيبك، وذلك إذا كانت الجرعات التي أخذتها لم تكن كافية.
الآن توجد دراسات ممتازة توضح أن عقار (دسفلافاكسين desfenlafaxine) وهو مشتق من عقار (إفكسر) ويسمى هذا الدواء تجاريًا باسم (برستيج) هنالك مؤشرات أنه جيد جدًّا لعلاج الهلع والفزع، وكذلك الاكتئاب، ويحسن المزاج بصورة جيدة جدًّا، وجرعته هي خمسون مليجرامًا يوميًا، يمكن أن ترفع إلى مائة مليجراما إذا لم يحدث تحسن، هذا قد يكون خيارًا جيدًا.
وبعض الناس أيضًا استفادوا كثيرًا من عقار (زيروكسات) وجدوه ممتازًا, وبعض الناس أيضًا استفادوا من عقار (سيمبالتا).
فيا أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج أبدًا، الخيارات كثيرة وموجودة، وترتيب الجرعة هو أهم شيء، ومن الضروري أيضًا أن تكون متفائلاً، وتكون لك أنشطة اجتماعية تواصلية، وأن تبحث عن عمل، لأن العمل ضروري جدًّا، العمل وسيلة من وسائل إدارة الوقت بصورة طيبة، وهو وسيلة من وسائل تطوير المهارات واكتساب الأرزاق، فيجب أن تكون حريصًا على العمل أو القيام بالدراسة، لأن هذا كله سوف يصرف انتباهك تمامًا عن حالة التفكير الوسواسي والسلبي الذي أنت فيه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,173,116 | 2013-05-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
شعوري بالنقص جعلني أعيش حالة من السوداوية | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه رسالة أكتبها بنزف من دمعي وحبرٍ من ألمي، وأرسلها مستغيثاً -بعد الله- بعملاق الطب النفسي الدكتور العلامة محمد عبد العليم، ذلكم الرجل الخلوق المتواضع الذي رأيت فيه فسحة من أملٍ تلوح في نفقي المظلم.
دكتوري العزيز محمد عبد العليم: أرجو منك أن تولي رسالتي عنايةً خاصة، وإني لأعلم أنك تعامل كل رسائل المستشيرين بنفس القدر من العناية الفائقة، فجزاك الله خيراً.
قصتي تحتاج إلى كتب حتى أسردها، ولكني سأحاول قدر الإمكان الاختصار فيما هو مفيد ومفصلي في حالتي، أبلغ من العمر (22) عاماً، طولي (152) سم، وهذا جزء من مشكلتي المعرفية والفكرية؛ حيث أنني أشعر بالنقص، وأشعر أنني أقل من الآخرين، ولكن ليت الأمر متوقف على الطول، بل مشكلتي أكبر من ذلك بكثير، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1- قصر القامة: تعرضت للاستهزاء من القريب قبل الغريب في طفولتي وحتى اللحظة، أرى الاستهزاء بأعين البعض، ولو كانوا أناساً على هامش الحياة، فإنني أتأثر بنظراتهم تأثراً كبيراً.
2- أزمة عاطفية وعقدة من الجنس الآخر ، أرغب بإقامة علاقات عاطفية مع النساء بنوايا مشروعة، ولكنني أخشى رفضهن لي بسبب مشاكلي الشكلية والنفسية، وفي ذات الوقت أمتلك عزة نفسٍ تمنعني من الإقدام عليهن خشية الرفض، وأنا طالب جامعي أراقب الفتيات اللواتي يعجبنني، وأتبع خطواتهن حتى أشعر بالارتياح.
3- بعد مراجعتي لفترة طويلة لطبيب نفسي شخص حالتي بالآتي: الشيزوفرينيا، الانفصام في الشخصية ثنائي القطبية ناتج عن الشيزوفرينيا، التجنبية، التشنج، الارتعاش، الغيرة المزمنة، وتناولت الأدوية التالية: الديباكين، والكومدرين، والبريكسال، لمدة عامين وانقطعت ثم رجعت لتناولها، كانت هذه الأدوية تشعرني بالتحسن فترة ثم ما ألبث أن أعود إلى حالة التعب واليأس.
4- عندما تأتيني الأزمة (جراء الشيزوفرينيا) أشعر بالغضب الشديد, أشعر بالرضى عن نفسي، وأنني أفضل من الجميع، ولا بد لي من أن أصنع ما أريده، وألجأ إلى الكذب على الآخرين والإفك عليهم، وأقوم بالعدوان على الأمور الجمادية كتكسير الزجاج وما إلى ذلك، وأشعر بالحقد على كل الفتيات أو الناس بشكل عام، وأدخل في حالتي التجنبية والانطوائية عن المجتمع والناس، وأقصد بالأزمة (جراء الشيزوفرينيا) التشنج؛ حيث تصبح أعصابي مشدودة، ولا أتورع عن شتم الذات الإلهية والنقمة على الله -أستغفر الله العظيم-.
5- عندي درجة من الوسواس القهري الفكري؛ حيث تلح علي أفكار قصر القامة، وأفكار البنات وحب البنات.
6- في حالة التجنبية تصيبني دقات في القلب واحمرار في الوجه، وصعوبة في التواصل الاجتماعي مع الغرباء دون أن أرتاح لهم وأطمئن معهم.
7- في وقت الأزمة أعاني أيضا من القولون العصبي.
8- مؤمن بالله ومحافظ على الصلوات -والحمد لله-.
9- أبي يعاني من نفس المرض، وعمي يعاني من الاكتئاب، وعمي الآخر يعاني من الوسواس القهري.
هذه النقاط التسعة هي ملخص حالتي النفسية المرضية، مراجعتي للطبيب النفسي بدأت أشعر بعدم جدواها؛ حيث أنني أزور عيادته وأنا غير راض عنه ولا عن أسلوبه العلاجي؛ حيث لا توجد خطة علاجية واضحة المعالم والتفاصيل، فيا دكتوري العزيز: أرجوك رجاء خاصا أن تجيب على الاستفسارات التالية:
1- ما هو تشخيص حالتي بالضبط؟ وهل مرضي يمكن الشفاء منه؟ أم هو مرض مزمن أكثر ما يمكن التعايش والتأقلم معه؟
2- أرجو منك وبشدة أن تضع لي خطة علاجية شاملة (خطة علاجية دوائية، سلوكية، معرفية) أسير عليها، وكم المدة الزمنية اللازمة للالتزام بهذه الخطة؟
وأخيراً: والله إنني أنتظر الإجابة على استشارتي وكأنني واقف على جمر، فلا تتأخروا عن مد يد العون لي، جزاكم الله خيرا كثيرا.
ملاحظة: هذه الاستشارة قام بكتابتها وصياغتها، وسلسلة أفكارها صديق عزيز علي وأخ، مد لي يد العون، وقد وضع يده على كافة تفاصيل حالتي، فجزاه الله خير الجزاء. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأشكرك وأقول لك جزاك الله خيرًا على كلماتك الطيبة، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وأقول لك أحسن الله إليك وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في شخصي الضعيف، فالثقة هي قيمة عظيمة وعظيمة جدًّا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.
أيها الفاضل الكريم: من رحمة الله بنا أننا نعيش الآن في زمان تقدم فيه الطب النفسي بصورة مذهلة، أنا بدأتُ أتدرب في الطب النفسي عام 1979 وحين أقارن البدايات التي دخلت من خلالها الطب النفسي، ثم بعد أن رزقني الله بالمؤهلات العالية في هذا المجال، بعد ذلك تدرجتُ في الوظائف هنا وهناك، حين أنظر لهذه الخارطة أجد أن الأمر مذهل ومذهل تمامًا، الذين عاملتُ معهم في بريطانيا في بداية التدريب -وهم من العمالقة في مجال الطب النفسي– كان الواحد منهم يتردد كثيرًا في تشخيص مرض الفصام، بالرغم من أن العالِم الألماني (شيجر) أعطى وصفًا كاملاً لمرض الفصام عام 1959، لكن كانوا يترددون في التشخيص؛ لأن الواحد منهم لا يريد أبدًا أن يُلصق هذا المرض بالمريض، لأنه يعرف أن القليل والقليل جدًّا سوف يُقدم، أما الآن على العكس تمامًا ودون مبالغة يُشخص مرض الفصام على يد الخبراء مثل تُشخص الالتهابات الرؤية أو أمراض الأنفلونزا أو ما شابهها، لماذا؟
لأن المعلومات أصبحت متوفرة، لأن العلاج أصبح متوفرًا، لأن التدخل الطبي النفسي المبكر وجد أنه أفضل وسيلة لأن تكون مجالات المرض والمريض على أحسن ما يُرام، بشرط أن يكون هنالك التزام بالعلاج، هذه المقدمة مهمة جدًّا يا محمد، وأنا على ثقة أنك قد استوعبتها تمامًا.
أخِي: لا تهمنا المسميات (اضطراب وجداني ثنائي القطبية، الفصام، الوساوس القهرية) أنا لا أقلل من قيمة المعايير التشخيصية، لكني أعرف الفصاميين الذين تزوجوا الآن وأنجبوا وتقلدوا الوظائف، هذا لا مبالغة فيه، أعرف الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وهم يقودون الطائرات، أعرفُ ذلك، ورخصهم قانونية جدًّا، كيف استطاعوا أن يقوموا بهذا؟ التزموا بعلاجاتهم، ووظفوا حياتهم بصورة إيجابية، وأهلوا أنفسهم، وهذا هو العلاج السلوكي يا محمد، فأرجو ألا تنزعج أبدًا، وأرجو أن تواصل مع طبيب نفسي.
قطعًا أي طبيب نفسي سوف تواصل معه أفضل لك مني، لأني لم أرك، لأني لم أقيمك، لأني قد لا أستطيع أن أتابعك، لكن أسأل الله أن ينفعك بهذا القليل الذي ذكرته لك.
ملاحظتي حول التشخيص لا تختلف من تشخيص الآخرين أبدًا، من قال لك أن لديك أعراضا فصامية أو أعراض اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وقد تكون الحالة أحد الحالات المختلطة التي تحمل أعراضا من هنا وهناك، وهذه الحالات مآلاتها ممتازة جدة، وهذا هو الذي أميل إليه.
أنا أرى أن الأدوية سوف تفيدك وتفيدك جدًّا بجانب التأهيل السلوكي الذي ذكرته لك، وأفضل برنامج أضعه لك هو:
1) أن تتابع مع طبيب نفسي.
2) ألا تيأس أبدًا، وأن تثق في مقدراتك، والثقة في النفس مهمة جدًّا، أنت وثقت فيَّ، وأنا أشكرك على ذلك، والإنسان يجب أن يثق في ربه وفي مجتمعه وفي دينه وفي وطنه وفي مَن حوله، هذا مهم جدًّا.
3) أن تؤهل نفسك، والتأهيل يعني التغيير، والتغيير يعني أن أكون فعّالاً، وأن أدير وقتي بصورة صحيحة، وألا أقلل من قيمة ذاتي، وألا أعطيها أكثر مما تستحق.
4) العلاج الدوائي: الأدوية كثيرة وفعالة، لكن نقطة المحك ونقطة التغيير الحقيقي – بل جوهر التغيير الحقيقي – يأتي من الالتزام بالدواء، والدواء على الأقل يمنع التدهور، حتى وإن لم يؤد إلى التحسن، هذه قيمة عظيمة؛ لأن التحسن سوف يأتي ما دام التدهور قد أوقفناه.
أنا أرى أن عقار (إرببرازول) والذي يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي) هو الدواء الأفضل لك، وأنت تحتاج أن تتناوله بجرعة سبعة ونصف مليجرام – أي نصف حبة – يوميًا، تضيف إليه كبسولة واحدة من عقار (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوسكتين).
أعتقد أنك إذا سرت على هذا العلاج الدوائي البسيط والبسيط جدًّا سيفيدك كثيرًا، لكن يجب أن تكون هنالك مشاورة الطبيب، وبعد شهرين أو ثلاثة يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسة عشر مليجرام من الـ (إرببرازول) وتستمر على (البروزاك) بكبسولة واحدة، واستمر عليه لسنتين أو أكثر، لا بأس في ذلك، واجتهد حتى تؤهل نفسك تمامًا، وأنا أبشرك أن شركات الأدوية الآن تعمل بجد واجتهاد وتنافس علمي شديد؛ لأن تأتينا بمركبات دوائية أفضل، فأبشر ابني محمد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,172,363 | 2013-05-09 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل يمكن أن يستغني المريض عن الأدوية في المستقبل؟ | السلام عليكم ورحمة الله.
أنا مصاب بأعراض الفصام، وأستخدم الأدوية التالية:
- DOGMATIL 200 MG بجرعة 400 ملج في اليوم.
- DEPAKINE CHRONO 500 MG بجرعة 1000 ملج لليوم.
شعرت بتحسن قليل، ولكن أصبت بنوبات اكتئاب حادة، فعندما جئت لطبيبي خفف جرعة الديباكين إلى 500 ملج في اليوم، وأضاف لي بروزاك 20 ملج حبة واحدة لليوم، ثم رفع جرعة الدوجماتيل إلى 600 ملج في اليوم، ولكنني تخوفت من هذه الجرعة؛ لأنني سمعت في موقعكم الطيب أن هذه الجرعة ربما تسبب ارتفاع هرمون الحليب، أردت أن أستشيركم وأسألكم الأسئلة التالية:
1- هل ديباكين كرونو بجرعة كبيرة يسبب الاكتئاب؟
2- ما هي المدة الزمنية التي يجب أن أبقى عليها من الدوجماتيل بجرعة600 ملج لعلاج الأعراض الفصامية؟
3- هل أستطيع ممارسة رياضة كمال الأجسام (بناء العضلات) وأستخدم كل هذه الأدوية؟
4- إذا كنت سأعمل تحليلا دوريا عن نسبة البرولاكتين، فما هي المدة المناسبة لعمله؟ وهل يكون عمل التحليل كل شهرين مثلا أو كل ثلاثة أشهر؟
5- هل إذا التزم الإنسان بالأدوية ومارس الرياضة يستطيع أن يستغني عنها بعد انقضاء فترة علاجه ويشفى من أعراض الفصام والاكتئاب؟
وفي الأخير جزاكم الله ألف ألف خير عما تقدمونه لنا من خدمات. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أرجو ألا تحس بأي نوع من القهر أو الصدمة أو الوصمة النفسية حول ما تعاني منه من أعراض الفصام، فالفصام أصبح في أغلب الأحيان يمكن احتوائه وعلاجه والتحكم فيه بصورة صحيحة جدًّا، وهذا بفضل الله أولاً ثم بفضل الأدوية الحديثة التي أصبحت الآن بين أيدينا، هذه نقط بداية مهمة جدًّا، وهي أن تكون مفعمًا بالأمل والرجاء، وأن تكون حريصًا على علاجك.
النقطة الثانية التي أود أن أنبهك إليها: ضرورة الاهتمام بتغيير نمط الحياة، وأن تكون فعّالاً، ولا تعتبر نفسك معاقًا، أنت لست معاقًا، هذا الجانب العلاجي مكمّل للعلاج الدوائي.
أما بالنسبة لأسئلتك، فأنا أقول لك: عقار دباكين كرونو لا يسبب الاكتئاب، ولا يزيد من الاكتئاب، لكن ربما يكون الأخ الطبيب حين خفض هذا الدواء رأى أنه ليس هو الأجود لحالتك، فالدباكين كرونو في المقام الأول هو مثبت للمزاج أكثر من أي شيء آخر، وجرعة الخمسمائة مليجرام يوميًا كافية لأن تؤدي إلى توازن مزاجي، أو أن يُستعمل هذا الدواء كمحفز للأدوية الأخرى المعالجة للاكتئاب، فلا تنزعج حول هذه النقطة.
بالنسبة لعقار دوجماتيل: حقيقة أنا لديَّ اقتراح، لكن أرجو ألا تأخذه كأمر ملزم ليس لك وليس لطبيبك، وهو أن يُستعمل الدوجماتيل بعقار (سوركويل/كواتبين) هذا دواء رائع جدًّا لعلاج الأعراض الفصامية، كما أنه يحسن المزاج، وفي ذات الوقت لا يؤدي إلى ارتفاع البرولاكتين، عيبه الوحيد أنه ربما يكون مكلفًا بعض الشيء، لكن من وجهة نظري وحسب المعلومات البحثية الحديثة المتاحة أن السوركويل دواء متميز جدًّا، خاصة إذا كان هنالك مزاج اكتئابي مصاحب للأعراض الفصامية، وفي ذات الوقت قطعًا السوركويل لا يؤدي أبدًا إلى ارتفاع في هرمون البرولاكتين.
هذا لا يعني أن الدوجماتيل عقار سيء، وعمومًا ارتفاع البرولاكتين بالنسبة للرجال لا يسبب إشكالية كبيرة، إلا إذا أدى إلى ما يعرف بالتثدي، وهو تضخم الثدي لدى الرجل، أو إذا كان هنالك ضعف جنسي واضح؛ لأن هذا الأثر أيضًا يحدث من ارتفاع البرولاكتين الشديد.
بالنسبة لتحليل البرولاكتين: أرى أنه يمكن أن يكون مرة كل ثلاثة أشهر في السنة الأولى، وإذا تناولت دواء مضادًا لارتفاع البرولاكتين مثل عقار (كابريجولين) فهنا يكون الفحص حسب مستوى البرولاكتين، وغالبًا يكون مرة واحدة كل ستة أشهر.
ليس هنالك ما يمنع بالطبع من ممارسة الرياضة، وأنا لا أمنعك من ممارسة رياضة كمال الأجسام، لكن قطعًا يفضل أن تكون ممارسة الرياضة -أيًّا كانت- متدرجة، وأن تكون وسطية، وألا تُجهد نفسك كثيرًا.
بالنسبة لسؤالك الخامس فهو سؤال مهم جدًّا، وهو: هل إذا التزم الإنسان بالأدوية ومارس الرياضة يستطيع أن يستغني عنها بعد انقضاء فترة علاجه ويشفى تمامًا من أعراض الفصام؟ .. حقيقةً مرض الفصام يمكن الشفاء منه، وهذا نشاهده لدى ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الناس، وثلاثين إلى أربعين بالمائة تعيش حياة طيبة وممتازة جدًّا وبفعالية، لكن مع ضرورة تناول الأدوية، وهنالك عشرة إلى عشرين بالمائة ربما يكون المرض مطبقًا عليهم.
أنا شخصيًا أرى أن يستمر الإنسان على علاجه لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، بعد ذلك إذا اختفت الأعراض تمامًا ولم تساوره أي أعراض، ولم يكن له تاريخ مرضي، بمعنى أنه ليست هنالك عوامل وراثية، وأن حياته طيبة ومستقرة، وأهَّل نفسه تأهيلاً اجتماعيًا ممتازًا، وكان فعّالاً، هنا لا مانع –وتحت المراقبة والإرشاد الطبي– أن يتوقف الإنسان عن الدواء، بشرط أن يراقب نفسه مراقبة دقيقة، وإذا قُدِّر وشُفي فالحمد لله تعالى، وإن كان الأمر خلاف ذلك –أي أن الأعراض عاودته مرة أخرى– فيبدأ مباشرة في تناول علاجه دون أي أسى أو حسرة أبدًا، حيث إن الأمر متوقع في بعض الحالات، كما أن هذه الأدوية -الحمد لله- سليمة ومفيدة في ذات الوقت.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,170,323 | 2013-05-02 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعيش في سرحان وتخيلات مع أني أتناول أدوية الفصام! | تحية طيبة للدكتور المحترم: محمد عبد العليم، أما بعد:
مرضي: الفصام أو ما شابهه، ومدة العلاج كانت بما يقرب من 6 سنوات، والأدوية السابقة التي استخدمتها: (ريسبريدال - ابيليفاي- سيروكويل- ابيكسدون -اريببركس- اريببرازول).
والأدوية الحالية: ابيكسدون 4 مج (قرصًا مساء) بالإضافة إلى كربونات ليثيوم 400 مج (3 أقراص) إضافة لاميكتال 50 مج) قرصًا مساء مع اكينتون (نصف قرص صباحًا ومساًء).
الأعراض الحالية:
1- أتخيل حوارات في عقلي وأتعارك معها، وأشياء أخرى، فأنا إنسان مميز، إنسان مشهور، فتكون حوارات داخل عقلي أشبه بأحلام اليقظة، يعني: ليست هلوسة.
2- تصل تلك الأحلام إلى الحد الذي يجعلني أسرح وكأن أحدًا يكلمني.
3- والدتي عندما تطلب مني أن أناولها شيئًا، تكرر الطلب عدة مرات حتى أستجيب لها.
4- أحيانًا أشتم من حولي، وخصوصًا الضعفاء الذين لا يقدرون على الرد، وبعد ذلك أعتذر وأندم.
ما أريده هو: الاتزان العقلي، والتخلص من هذه الأعراض، وكذلك ضبط النوم، والتخلص من الكسل، وعدم الرغبة في فعل أي شيء.
أتمنى أن أجد أدوية خاصة بذلك، وما هو الدواء المناسب والجرعة المناسبة؟
فأنا أريد تغيير الأبيكسدون، فما رأيك في أولابكس olapex (اولانزبين)؟ وما جرعتي منه؟ وهل يسبب السكر؟ هذا مجرد اقتراح والاختيار لك، فهل أتعالج سلوكيًا؟ أنا لا أعرف أماكن في مصر خاصة بذلك، فهل تعرف مكانا خاصًا في العلاج السلوكي؟
وشكرًا جزيلًا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد أعجبني تمامًا أنك تعاود زيارة الطبيب وتراجعه، وملتزم بعلاجاتك، هذا هو الأمر الضروري والمهم والذي يهمله الكثير من الناس، ليس من الضروري ما هو التشخيص وما نوعية التشخيص، ويجب ألا نتخوف من هذه المسميات (فصام وغيره) المهم هو أن يأخذ الإنسان بالأسباب، وأن يتبع الإرشادات والتوجيهات والتعليمات الطبية التي توصله إلى بر الأمان - إن شاء الله تعالى –.
والأمر الآخر هو: ضرورة معرفة أن الإنسان حباه الله تعالى بآليات يستطيع من خلالها أن يغيّر نفسه - هذا مهم جدًّا- والدواء يساعد، لكنه ليس كل شيء، لا بد من أن يؤهل الإنسان نفسه، لا بد للإنسان أن يحث نفسه، بل مرات يجبرها وبشيء من الإكراه، ويقوم بتنفيذ ما يجب أن يقوم به في حياته، وهذا يقودنا إلى أهمية حسن إدارة الوقت، الإنسان التي تكون أمامه برامج يومية واضحة يريد أن يطبقها لا بد أنه سوف ينجح في ذلك، لكن إذا تُركت الأمور هلامية، وغير محددة المعالم، ويكون تحرك الإنسان تحركًا آنيًا مرتبطًا باللحظة، هذا ليس صحيحًا -أخِي الكريم محمد-.
فأنا أنصحك حتى تتخلص من موضوع (الخوف والكسل والتكاسل وافتقاد الطاقات الذهنية والجسدية) أنه لا بد أن تكون لك برامج يومية فاعلة تنفذ فيها كل مقتضيات الحياة، وأنت لست بأقل من الآخرين، أنت لست أضعف أبدًا، حتى هذا الابتلاء – هذا المرض – إن شاء الله تعالى تحاصره تمامًا من خلال مشاعرك الإيجابية وأفعالك النشطة التي تفيدك وتفيد الآخرين.
بالنسبة للكسل: أيضًا الدعاء مهم، مهم جدًّا، الأدعية المأثورة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل) هذه مهمة، ولا بد أن يقولها الإنسان، وباستبصار وتعمق وتأمل وتدبر وقناعة بأنها مُجابة بإذنِ الله تعالى.
الرياضة: لا بد أن تأخذ حيزًا أساسيًا في حياتك، الرياضة تقوي النفوس، تقوي الأجسام، تزيل الكسل ولا شك في ذلك.
بالنسبة لبقية الأعراض التي تعاني منها وهي الحوارات العقلية، وأحلام اليقظة هذه موجودة، وما دامت تحت إرادتك، فحاول أن تصرف انتباهك عنها.
أولاً استعذ بالله تعالى منها، غيّر مواضيع الحوارات الداخلية، انتقل لموضوع آخر، لا تحتم أن تستمر على موضوع واحد، حتى لا تسترسل، غير الموضوع، غير مكانك، غير جلستك، اتفل على شقك على الأيسر ثلاثًا (وهكذا).
أما بالنسبة لأحلام اليقظة فهذه الأحلام يقضى عليها (حقيقة) من خلال إدارة الوقت بصورة أفضل والانشغال بما هو مهم. التركيز يتحسن - إن شاء الله تعالى – من خلال الرياضة وأخذ قسط كافي من الراحة، وتلاوة القرآن بتأمل وتدبر، وحين يتحسن تركيزك قطعًا سوف تستجيب لوالدتك بصورة أفضل.
أما بالنسبة لرفع الصوت وشتم من حولك: فتذكر دائمًا أن هذه ليست سمات طيبة، ليست سمات كريمة، وما لا تقبله لنفسك لا تقبله للآخرين، على العكس تمامًا أريدك - أيها الفاضل الكريم – أن تكون جانب الضعفاء، اذهب وامسح على رأس اليتيم، أخرج صدقة، هذا يُدخل - إن شاء الله تعالى – في نفسك متسعًا من الصبر على الضعفاء بل محبتهم، والتوادد معهم.
بالنسبة لعقار أولانزبين: لا بأس به، لكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن، أنت الآن تتناول عقار رزبريادون، هو عقار جيد، لكن إن أردت أن تجرب الأولانزبين فلا بأس في ذلك.
بالنسبة للعلاج السلوكي: مصر عامرة بالكثير من المختصين، قد لا أستطيع أن أعين لك شخصا بعينه، لكن يمكن أن تطلب من طبيبك أن يحولك إلى أخصائي نفسي متخصص في العلاج السلوكي المعرفي.
الأخصائي النفسي كما تعرف ليس طبيبًا نفسيًا، إنما هو مختص في العلوم النفسية الإكلينيكية، وهم أكثر صبرًا واقتدارًا على التوجيهات السلوكية، بل وضع البرامج السلوكية الدقيقة والمنضبطة والتي تقوم على أسس علمية، وحين تقابل هذا المختص لا بد أن تتبع تعليماته وإرشاداته، خاصة فيما يسمى بالواجب المنزلي، المختص سوف يناقش معك بعض الأمور، ويعطيك واجبات سلوكية منزلية لتطبيقها، وحين تأتيه في الجلسة التي تليها سوف يقوم بمراجعة ما قمت بإنجازه وما أخفقت فيه، ومن هنا تنطلق إلى الآليات العلاجية السليمة.
إذن الأمر يتطلب الكثير من التعامل ما بينك وبين المعالج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,170,437 | 2013-04-28 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل مرض التخلف العقلي والانفصام يكون وراثيا؟ | السلام عليكم.
لدي ابنة عم, وهي تصغرني بعامين, وأنا أريد الزراج منها, ولكن أختها مصابة بتخلف عقلي منذ الولادة, لا تسمع, ولا تتكلم, أيضا أخوها أصيب في سن 27 بمرض الفصام, ولكن أعراضه بسيطة, وأبوها وأمها ليس لديهم أي أمراض, فما هي نسبة انتقال الأمراض الوراثية إلى أولادنا إذا تزوجت منها؟
علما بأنني ليس لدي أمراض والحمد لله, ولا عند والدي، فهل تنصحوني بالزواج منها أم لا؟
علما بأني أريدها.
شكرا جزيلا لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبالنسبة للتخلف العقلي في أخت ابنة عمك هذه: ليس من الضروري أن تكون الوراثة عاملاً فيه، فهناك أسباب كثيرة للتخلف العقلي، ما تسببه الورثة ليس أكثر من ثلاثين إلى أربعين بالمائة، أما الأسباب الأخرى للتخلف العقلي والتي ليست وراثية فتشكل النسبة الأعلى، وهي ستون إلى سبعين بالمائة، فإذن من هذه الناحية أعتقد أن تكون مطمئنًا.
أما بالنسبة لمرض الفصام فإن إصابة الأخ تأثيره على الأخت ضعيف من الناحية الوراثية، لكن إصابة الوالدين قد تكون لها أهمية أكبر، والذي يورث بالنسبة للفصام ليس المرض ذاته، إنما الاستعداد له، وذلك من خلال جينات صغيرة متعددة، وليس جينًا واحدًا محددًا.
فبصفة عامة أقول لك: توكل على الله، وإن شاء الله تعالى لن يصيب ذريتك مكروهًا، والآن حتى القابلية الوراثية للأمراض –خاصة الأمراض النفسية وحتى الأمراض العضوية مثل مرض السكر والضغط مثلاً– يمكن التغلب عليها من خلال تغيير نمط البيئة: التنشئة السليمة للأطفال تساعد كثيرًا في مقاومة الأمراض النفسية, النظام الغذائي المتدقق, وممارسة الرياضة تساعد قطعًا في عدم مرض الإصابة بمرض السكر (مثلاً) ونعرف أن الوراثة تلعب دورًا فيه.
فيا أخِي: لا تنزعج، وهذا هو الذي أنصحك به، لكن قطعًا القرار النهائي لك، وفي ذات الوقت الآن في كثير من الدول يوجد فحص ما قبل الزواج، هذا الفحص تُحدد فيه فصيلة الدم وبعض الأمراض الرئيسية قد يُفحص عليها, خاصة الأمراض ذات الطابع الوراثي، فإن كان هذا متوفرًا فلا بأس، وإن لم يكن متوفرًا فلا تنزعج ما دمت أنت لك الرغبة في ابنة عمك هذه، وأحسبُ أنها فتاة صالحة، فأقدم على الزواج بها.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وجعله الله زواج خير وبركة عليكم. | د. محمد عبد العليم | 2,169,954 | 2013-04-24 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أختي تعاني من الفصام وحدثت لي مشاكل منها .. فهل من نصائح؟ | أختي تعاني من مرض الفصام, مع العلم أن المرض وراثي, فكان أبي يعاني منه, وعددنا أربعة - ابنان وبنتان - وجاء لها مرتين بعد التخرج من الجامعة، عندما حاولت العمل في إحدى الوظائف, وكانت بعمر 22 سنة, وكانت تتخيل أشياء غير موجودة, وكلامًا يقال - ولا أحد يقوله - وحاولت الانتحار ومنعناها, وكانت دائمًا تجري على الشباك ونلحقها, ثم دخلت الحمام وشربت "فنيك" ثم ذهبنا بها للطبيب النفسي فقام بعلاجها, وتزوجت, وأنجبت ثلاثة أولاد – أكبرهم بعمر 16سنة – وكنا خلال هذه الفترة نحاول أن نرضيها بأي شكل, ولكنها شكاكة جدًّا, ومهما تجنبناها فإنها تثير المشاكل - خاصة معي؛ لأني قريبة من أمي جدًّا - فابتعدت عن أمي من أجل أن ترتاح, ولا فائدة, فالشك عندها يزيد، وكذلك الغيرة, فهي تغار مني ومن أولادي.
علماً بأنها دائمًا تضحك وتمزح, وأنا لا أعرف كيف أتعامل معها, وحدثت لها انتكاسة شديدة منذ سنتين, وكانت على وشك الانتحار, ولم يكن يعجبها أحد, وكانت تشك في كل الناس, ودخلت مصحة لمدة شهرين ثم خرجت, وأنا أحس أنها الآن في حالة من التقلب, ومن ناحيتي فأنا أصغر أخواتي, وأنا وأخي الكبير لم نصب بهذا المرض, ولكن أخي الأوسط أصيب بمرض الفصام عندما تخرج من الكلية, وقد كان أكثر شخص اجتماعي متكلم فينا, وشفي منه خلال سنة, فأريد منكم طمأنتي هل للوراثة دور في هذا المرض؟
أنا لا أعرف كيف أتعامل مع أختي, فهي كثيرة المشاكل, وكثيرة الشك, ولا شيء يعجبها, ولا تصدق أحدًا, مع أني أحاول التقرب منها, ولكن وجدت أن البعد أفضل من أجل نفسيتها, لكن هذا لا يعجبها أيضًا, ونقلت الصفات غير المرغوب فيها لأولادها, فوجودنا معًا - حتى لو كان على فترات - تحدث فيه مشاكل, وأسكت عن أخطاء كثيرة لأرضيها, ثم ترجع لتشتكي من صمتي, وأخاف أن أواجهها حتى لا تمرض.
أنا في هذه الحيرة منذ 19 سنة, والأولاد بدأت تكبر, ولا أعلم ماذا أعمل؟ فأرجو منكم الرد, وهل هناك احتمال أن أصاب بهذا المرض أو أن يصاب أولادي؟ وكيف أتجنب هذا المرض؟
من فضلكم ساعدوني, وماذا أفعل؟ لأني بسبب أختي - الله يشفيها - بعدت عن أمي, ودائمًا أفكر أن أساعدها, وكنت قبل زواجي معها دائمًا, أساعدها في بيتها, وفي تربية صغارها عن حب, ولكني تحملت كثيرًا من اللا شعور المقابل.
أنا الآن وصلت لمرحلة عصبية شديدة, ولا أستطيع أن أتحمل ما كنت أتحمله من قبل, فأنا أحبها, ولكنها – وللأسف - فقدت معنى الحب, وكانت تتألم من اقتراب أمي مني, فابتعدنا عن بعضنا جدًّا؛ لنرضيها, وأصبحت أمي تتقرب منها لإرضائها, ولا أعرف ماذا أعمل؟
أسأل الله أن تنتهي الأمور على خير, ولكم جزيل الشكر. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب, وثقتك في هذا الموقع، وكذلك نشكرك على اهتمامك بأمر أسرتك.
أيتها ـ الفاضلة الكريمة ـ نسأل الله تعالى لأختك الشفاء، وهذه الأخت بالرغم أنها مصابة بمرض الفصام إلا أنها - والحمد لله تعالى - تزوجت وكوّنت أسرة، وهذا دليل على نوع من التأهيل, أو النضوج الاجتماعي الذي نعتبره مهمًّا, وضروريًا جدًّا للشفاء من هذا المرض.
بالنسبة لعلاقتها معك, وأنها تسبب لك الكثير من المضايقات: أيَّتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تتحمليها، وحاولي دائمًا أن تتجنبي الأمور التي تُثيرها، فمرضى الفصام لديهم دائمًا ميول للشكوك، وهم حساسون، ويلجؤون دائمًا لسوء التأويل، فأرجو أن تجدي لها العذر.
الأمر الآخر - وهو مهم جدًّا -: هذه الأخت يمكن أن تعالج، فتوجد الآن أدوية فعالة وممتازة، وأنا أعتقد أنها لو تناولت جرعة صغيرة من دواء واحد فسوف يكفيها تمامًا، خاصة أن حالتها العامة - من وجهة نظري, ومقارنة مع مرضى الفصام الآخرين - جيدة جدًّا، فكما ذكرت لك هي كوّنت أسرة, ولديها ذرية، وكل هذه الأمور في مصلحتها من الناحية العلاجية والنفسية، فأعتقد إذا استطاع أحدكم – أنت, أو غيرك من أفراد الأسرة – أن يتواصل معها, وأن يقنعها بتناول جرعة علاجية صغيرة، مثلاً عقار (رزبريادول) بجرعة اثنين مليجرام ليلًا، فهذا يكفي تمامًا لأن تكون هذه الأخت في توازن نفسي وانشراح، وسوف تقل عصبيتها وتوتراتها، وسوف تنتهي شكوكها تمامًا.
الحل موجود - أيتها الفاضلة الكريمة – فحاولي أن توازني بين الصبر على تصرفاتها، وفي ذات الوقت تناصحي معها، وإن تمكنت - أنت أو غيرك – من إقناعها بتناول هذه الجرعة العلاجية الوقائية فأعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا طيبًا.
بالنسبة لوالدتك – جزاها الله خيرًا - فاسعي بما تستطيعين في برها، وهذا يكفي تمامًا.
أما فيما يخص مرضى الفصام والوراثة فيه: فلا ننكر دور الوراثة في مرض الفصام، لكن هذا الأمر ليس بالضخامة, أو الشدة التي يتصورها البعض، فلا توجد جينات محددة لمرض الفصام حتى الآن، بالطبع الجينات موجودة، لكنها لم تُحدد، والعلم لم يصل لطبيعتها، وعلى ضوء ذلك فالذي يُورَّث ليس المرض نفسه، إنما الاستعداد له، وهذه نقطة مهمة جدًّا، وهنالك إحصاءات تبين أنه إذا كان الوالدان مصابين بمرض الفصام – وهذا نادر جدًّا بالطبع – فإن حوالي أربعين بالمائة من الذرية سوف يصابون بهذا المرض، أو على الأقل لديهم الاستعداد الكامل للإصابة بهذا المرض.
أما إذا كان أحد الوالدين مصابًا: فالنسبة هي حوالي عشرة بالمائة من الذرية قد يصابون بهذا المرض.
هذه النسب تقل كثيرًا إذا أُتيح لأبناء هؤلاء المرضى فرصة التنشئة السليمة في بيئة متوازنة وطيبة، فهذا يقلل كثيرًا من فرص حدوث المرض، وبصفة عامة: يعرف أن مآل هذا المرض في الإناث أفضل كثيرًا، خاصة إذا كانت بدايات العلاج مبكرة.
لا تنزعجي على أولادك - نسأل الله أن يحفظهم - وعليك بالدعاء لهم، وحاولي تنشئتهم التنشئة الصحيحة المتوازنة، احرصي على دراستهم دون ضغوط عليهم، ونمّي شخصياتهم، ويجب أن يعرفوا أمور دينهم, وأن يكونوا حريصين على ذلك، وتخيري لهم الرفقة الطيبة، واجعليهم يمارسون الرياضة، ويكثروا من الاطلاعات غير الأكاديمية، فالقراءة غير الأكاديمية مهمة جدًّا، وتساعد كثيرًا في تنمية الإنسان ذهنيًا وفكريًا، وربما يكون للاطلاع المعرفي علاقة بتقليل فرص الإصابة بمرض الفصام, أو الأمراض النفسية الأخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,169,447 | 2013-04-20 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تنتابني مشاعر بأن الناس يستطيعون قراءة أفكاري، فما معنى ذلك؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني من الناس من حولي أنهم يقرؤون ويسمعون أفكاري، ويحدث ذلك عندما أكون معهم، وقد شفيت على يديك يا دكتور في العام الماضي لفترة من الزمن، ثم ما لبثت هذه الأوهام أن عادت لي من جديد، وهذا رقم الاستشارة (2131668) فهل من الممكن أن أشخاصا عاديون -وليسوا بمشعوذين أو سحرة- يمكنهم الاستماع أو قراءة أفكار شخص آخر؟ هل هذا جائز؟ أم أنني أعاني من أعراض الفصام لا غير؟ حتى أنني أعتقد بأنني مسحور.
أرجو منكم يا دكتور أن تزودوني ببريد أحد المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض إذا كان ممكنا، لكي نتناقش في هذه الأعراض.
يا دكتور أيضا أعاني من اكتئاب -عادة- بعدما أحس بأن أحدهم قرأ أو سمع ما أفكر به، وهذه هي الأدوية التي أتناولها:
Risperdal 4 mg - Zyprexa 10mg.
وفي النهاية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، أحمد من جنوب ليبيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أقدر لك كلماتك الطيبة وثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، وأنا بالطبع سعيد جدًّا لتواصلك معنا، وسعادتي ازدادت حين عرفتُ أنك استجبت للعلاج في المرة السابقة، وأنا أقول لك -أخي الكريم-: الإنسان حين يأتيه الاعتقاد بأن الآخرين يقومون بالاطلاع على أفكاره أو قراءتها أو أنه مكشوف الفكر للآخرين، هذه علة مرضية، وهذه العلة تحدث عنها أحد العلماء الألمان ويسمى (اشنايجر)، وهو يعتبر مرجعية علمية كبيرة، تحدث عما يسمى بالاعتقاد بقراءة الأفكار أو نزعها أو إدخالها في العقل من قوة خارجية، اعتبرها جزءً أساسيًا ومعيارًا أساسيًا لتشخيص مرض الفصام. هذا حدث عام 1959، وبعد ذلك تطورت البحوث والفحوصات، وأؤكد ما قاله (اشنايجر) وهو أن هذا العرض عرض مهم جدًّا لتشخيص هذا المرض.
لا تنزعج للموضوع أبدًا، الحمد لله تعالى أنت الآن عرفت ما بك، وعلاجك صحيح، الزبركسا هو أفضل الأدوية التي تُعطى لعلاج هذا المرض، وكذلك الرزبريادال يعتبر من الأدوية الممتازة جدًّا، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لتناول الدوائين مع بعضهما البعض.
الأمر الآخر وهو المهم جدًّا: بجانب التزامك بالعلاج – وعلاجك بسيط لا تحتاج لأكثر من حبة أو حبتين في اليوم – أن تلتزم بالمتابعة، إذا تابعت طبيبك هذا سيكون لك فيه خير ومساندة نفسية علاجية كبيرة جدًّا.
المهم أيضًا – وهذا (حقيقة) يجعلني أركز عليه كأمر ضروري؛ لأني أريد مصلحتك – هذا الأمر هو أنك تحتاج لجرعة وقائية لمدة طويلة، حين أقصد طويلة لا أعني مدى العمر، لكن على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، أنت محتاج لأن تتناول هذه الجرعة الوقائية، وأنا على قناعة تامة أن هذه الأفكار سوف تضعف إلى أن تتلاشى.
الحمد لله تعالى هذه الأدوية الحديثة نعمة عظيمة جدًّا، حين بدأنا التدرب في الطب النفسي قبل أكثر من خمسة وثلاثين عامًا كانت الإمكانات محدودة جدًّا من حيث التشخيص، من حيث العلاجات المتوفرة، لكن الحمد لله تعالى الآن نحن في نعمة ونعمة عظيمة جدًّا.
فيا أخِي الكريم: أبشر بهذه البشرى، وأنا أؤكد لك أن تناولك للعلاج هو المحور الأساسي والجوهري لأن تعيش حياة طبيعية - بإذن الله تعالى – ولابد أن تؤهل نفسك من خلال الحركة الحياتية الدؤوبة، أن تجتهد في عملك، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تمارس الرياضة، أن تكون بارًا بأرحامك، هذا يا - أخي الكريم – يساعدك من ناحية صرف انتباهك تمامًا عن مرضك، وأنا على ثقة أنك تحافظ على صلاة الجماعة – ففيها خير كبير – واجعل كتاب الله تعالى دائمًا بالقرب منك، فالقرآن مفرج للكرب وللهموم بإذن اللهِ تعالى.
أنا سعيد جدًّا بهذه الرسالة - كما ذكرت لك – وأسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأنا مستبشر أنك ما دمت على علاجك فأنت قد أخذت بالأسباب والله تعالى خيرٌ حافظا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,169,063 | 2013-04-20 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تركت المدرسة والعمل بسبب الحيرة والوساوس.. ساعدوني | السيد الدكتور الفاضل: أرجو أن يقدرك الله سبحانه وتعالى على حل مأساتي:
أنا شاب عمري 24 سنة، أصبت منذ 12 سنة بمرض نفسي، شخص على أنه وسواس قهري و اكتئاب، وكانت أعراضه تكرار الوضوء مرارا وتكرارا، وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة أو عمل أي شيء.
أخذت جميع الأدوية النفسية الممكنة، وذهبت لمعظم الدكاترة الكبار، وكنت أدفع دفعا في الحياة حتى حصلت على الثانوية العامة، ولم أنتظم في أي كلية من الكليات، وسحبت أوراقي، وعملت في عدة وظائف لم أستطع المداومة على أحد منها.
ذهبت مؤخرا إلى أحد الأطباء؛ لأني مازلت أعاني من اكتئاب شديد، وعدم القدرة على العمل، وتناقض شديد في الأفكار، وعندي بعض الأفكار الغريبة مثل: (الحيرة أيهما أفضل الجسم أم اللغة - اللغة الدولية أم المحلية، وخوف من أن أكون بلا مأوى في المستقبل).
شخص الطبيب حالتي على أنها فصام ذهاني وأعطاني الأدوية الآتية:
Depakin chromo 500mg 1-0-1
Respredal 2mg 1-0-1
Efexor 150mg 1-0-1
Lexotanil 1.5mg 1-0-1
Akineton 2mg 0.5-0-0.5
Clozapex 100mg 0-0-1
Haldol 50mg (2) I.M Inj every week
هذه الأدوية أدت إلى النوم المتصل، وعدم التركيز وكثرة التبول، فهل أنا أسير في الاتجاه الصحيح في العلاج؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
فكما ذكرت وتفضلت كنت تعاني من وساوس قهرية، ثم بعد ذلك أُصبت باكتئاب نفسي، وظهرت لديك أعراض أخرى الآن، وحين قابلت الطبيب ذكر لك أن حالتك هي مرض فصام، وأُعطيت الأدوية التي ذكرتها.
أنا بالطبع أقدر جدًّا رأي زملائي الأطباء، وهذا من أصول المهنة، لكن هذا لا يعني أبدًا ألا نعطي أو نُدلي برأينا في أمر يهم المريض.
أيها الفاضل الكريم: أنت الآن تتناول كميات كبيرة من الأدوية – هذا مع احترامي الشديد للطبيب – أنا (حقيقة) لا أتبع هذا المنهج، أعرف أن هذا المنهج موجود، وقطعًا له أيضًا ما يدعمه من الثوابت العلمية، لكن الذي أنتهجه هو أن أصف عددا قليلا من الأدوية مع جرعات صحيحة.
هذا ليس انتقاضًا أو انتقاصًا لأي أحد، هذه الأدوية أدوية ممتازة، الجرعات التي وصفت لك هي جرعات سليمة وصحيحة، لم تتعد أبدًا ما هو مطلوب.
فالذي أنصحك به هو أن تستمر على هذه الأدوية، وتراجع طبيبك في مواعيده، هذا هو المهم جدًّا، لأن الحكمة الطبية النفسية تقتضي أن يكون هنالك تدخل طبي مبكر، وأنت -الحمد لله تعالى- قمت بهذا الأمر من خلال مقابلتك للطبيب، الأمر الثاني: هو الالتزام بالعلاج وحفظ المواعيد، والأمر الثالث والمهم هو: ألا نجعل المرض وسيلة لتعطيل حياتنا، وهذه النقطة أريد أن أركز معك فيها كثيرًا.
هنالك علاجات غير دوائية نسميها بالعلاجات التأهيلية، إذا كان الدواء يساهم بخمسين بالمائة، فالعلاج التأهيلي هو الذي يُكمل الخمسين بالمائة الأخرى، وهذا يعني أنه أمر مهم – أي العلاج التأهيلي – والعلاج التأهيلي بكل بساطة يعني: أن يستفيد الإنسان من وقته، أن تكون هنالك حيوية، أن يكون هنالك نشاط، أن تكون هنالك فعاليات، أنت الآن طالب يجب أن تجتهد في دراستك، لكن هذا لا يعني أن تهمل جوانب الحياة الأخرى، فمن حقك أن ترتاح، من حقك أن ترفه عن نفسك بما هو طيب ومشروع، من حقك أن تمارس الرياضة، بل ينبغي أن تمارسها، أن تجلس مع أصدقائك، وهكذا.
إذن عليك بتنظيم وقتك تنظيمًا جيدًا وممتازًا، وأنا على ثقة كاملة أن الزمن يسع كل ما يريد أن يقوم به الإنسان. بعض الناس يشتكون من الفراغ الشديد، بعض الناس يشتكون من قلة الوقت، لكن الإنسان إذا رتب وقته يستطيع أن يُنجز الكثير.
ونصيحتي لك – وهي نصيحة خاصة جدًّا – أن تدير وقتك حسب أوقات الصلاة، يعني قل لنفسك (بعد صلاة الفجر مثلاً سوف أقوم بدراسة بعض المواد التي لم أدرسها جيدًا، أدرسُ لمدة ساعة إلى ساعتين) بعد ذلك تذهب إلى الدراسة، مثلاً قل لنفسك (بعد صلاة العصر سوف آخذُ قسطًا من الراحة، وبعد صلاة المغرب سوف أدرس، وقبل صلاة العشاء سوف أقوم بكذا وكذا) هذه طريقة جيدة جدًّا لإدارة الوقت وددتُ أن أنصحك بها.
أريدك أيضًا أن تُكثر من التواصل الاجتماعي والاطلاع غير الأكاديمي – كما ذكرت لك – لأن هذه الأمراض النفسية تُضعف تركيز الإنسان في بعض الأحيان، واكتساب المعرفة من أفضل طرق تفتق الذهن، والاطلاع قطعًا يؤدي إلى اكتساب المعرفة كما ذكرنا، وتلاوة القرآن أيضًا بتدبر وتبصّر تحسن تركيز الإنسان وتشعره بالطمأنينة.
أيها الفاضل الكريم: تجاهل الأفكار السلبية، كن دائمًا إيجابيًا في حياتك، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد، راجع طبيبك فالمواصلة معه مهمة جدًّا.
بالنسبة لعرض كثرة البول: لا أعتقد أنه ذو علاقة بهذه الأدوية، الأمر يتطلب منك فحص البول للتأكد من عدم وجود التهابات أو خلافه.
عدم التركيز: أتفق معك فهو جزء من الحالة التي تعاني منها، والأدوية قد تكون أيضًا ساعدت في موضوع النوم، وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد للتخلص من هذين العرضين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,168,904 | 2013-04-19 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أتخيل حركة الأشياء وهي ساكنة.. هل أنا مصابة بالفصام أم لا؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرا قبل أن أكتب، ولكن ثقتي بموقعكم القيم هي الذي دفعتني لكتابة هذه الرسالة التي أتمنى أن ترودا عليها ردا وافيا.
سؤالي: هل أنا مريضة بالفصام أم لا؟
وما دفعني لهذا السؤال أشياء كثيرة أهمها: أنني أعيش بين أهلي، ولكني أغلب اليوم أنعزل في غرفة إلى جانب الإهمال الواضح جدا عليّ: من حيث الملبس، والنظافة الشخصية، ودائما أظن بمن هم حولي بطريقة سيئة؛ لذلك أنا سريعة الغضب، حتى ولو كان الأمر تافها وأغلب يومي صامتة، وأعيش في أحلام يقظة حتى أني بسبب هذه الأحلام أصبحت باردة المشاعر، أضحك وقت الحزن، وأحزن وقت الفرح، هذا كله في كفة، وخوفي الذي ليس له داع، وخاصة قبل النوم، أشعر أن هناك أحدا سوف يأتي ويضربني على فراشي؛ لذلك قبل أن أنام ألتف بالغطاء جيدا، بل أتكفن بالغطاء.
وأيضا الطنين المتواصل، وخاصة فبل النوم يكون شديدا، وأسمع أشخاصا ينادوني، لا أعرفهم فقط ينادوني، فألتفت أبحث عنهم فلا أجدهم، وأكتشف أن لا أحد يناديني فأسكت، وأيضا أرى الأشياء تتحرك، فمثلا وأنا جالسة على سريري أتخيل أن دولاب الملابس تحرك من مكانه، ولكن في الأصل هو ثابت، وأرى الشباك أيضا يتحرك من مكانه.
أرجو أن أكون قد وفيت في وصف حالتي، وأعتذر عن الإطالة، وأتمنى أن أجد جوابا شافيا كافيا لما أعانيه، وجزاكم الله خيرا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حسين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
مرض الفصام له عدة أنواع، وله معايير تشخيصية، وحقيقة ليس من الحكمة أبداً أن أشخص مرض الفصام من خلال مثل هذه الاستشارات والمراسلات؛ فهذا لا يعني أننا نغفل الحقائق عن أحد؛ لكن الطبيب مهما كان حاذقاً ومقتدراً، لابد أن يجري أكثر من معاينة للمريض؛ حتى يستطيع من خلال هذه المقابلات الجيدة والرصينة أن يصل إلى التشخيص الصحيح؛ هل يوجد مرض الفصام أم لا، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أنت أشرت إلى بعض الأعراض التي نشاهدها في مرض الفصام؛ لكن أعراضك من الناحية الكيفية هي أقل مما نشاهده في الفصام من حيث الكم، ومن حيث إنك تعانين من بعض الاضطرابات المزاجية، مثل: الضحك وقت الحزن، والحزن وقت الفرح.
وموضوع الهلاوس هذا أمر أكيد لتشخيص الفصام؛ لكن لا أرى أن هلاوسك من النوع الذي يفي بالشروط المعيارية لتشخيص الفصام، أعتقد أن حالتك هي حالة قلق نفسي، ومخاوفك من مرض الفصام أدت إلى ما يمكن أن نعتبره مشاعر إيحائية، جعلتك توسوسين حول مرض الفصام، وأنا لا أعتقد أبداً، أو لا أستطيع أن أقول أنك تعانين من مرض الفصام، لكن في ذات الوقت يجب أن تذهبي وتقابلي الطبيب، وهذا أفضل.
ومقابلة الطبيب مهمة لعدة أسباب: أهم سبب أن هذا الهاجس الوسواسي الذي أصبح متسلطا عليك، وهو هل أنت مصابة بمرض الفصام أم لا؟ لن يحسم أمره إلا من خلال مقابلة الطبيب، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: هنالك ظاهرة نفسية أمامنا إن لم تكن مرض الفصام، فلابد أن تكون شيئا آخر مثلاً: قلق المخاوف الوسواسي، وهذا يمكن علاجه.
كذلك من الأمور المهمة: أن الحكمة الطبية تحتم الآن أن التدخل المبكر في علاج الحالات النفسية هو من أفضل وأنجع وأنجح الوسائل للتصدي لكل الحالات النفسية، وكذلك الأمراض العقلية وكذلك الذهانية.
فأرجو أن تسألي وتقابلي الطبيب النفسي، ولا أعتقد أنك بحاجة إلى أكثر من مقابلة الطبيب، وقد صغت لك الأسباب الضرورية التي تدل على قناعة تامة أن مقابلة الطبيب سوف تفيدك، وأرجو أن تقتنعي أنت بذلك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,164,098 | 2013-03-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تطلقت من زوجي كونه مريضا بالفصام ولم يخبرني، فهل أنا مخطئة؟ | السلام عليكم.
أشكرك يا دكتور على إتاحة وقتك، وسعة صدرك، فأنا محتارة جداً، وآسفة جداً على تطفلي.
أنا دكتورة أسنان، من عائلة مرموقة، تقدم لي شاب مهندس اتصالات, وكنت ألاحظ بأنه قليل الكلام، ومنطوٍ، فكنت أعتبر ذلك أدبا وتدينا، ثم تم الزواج بعد سنة من الخطوبة، ولاحظت بأنه كئيب، وعنده اضطراب في النوم، ثم ترك العمل، وكان يظن بأن الناس تكرهه و تراقبه، وأنه لا يستطيع أن يركز في عمله، أو في أي شيء رغم محاولاته، ومن ثم أصبح عنيفا معي، وتصرفاته غريبة، وكلامه غريب، ويبكي، ويتذكر ذكرياته المؤلمة، ثم تدهورت حالته أكثر، وأصبح يخاف من كل شيء، وتائه في عالمه، ويسمع أصواتا، ويرى شخصا آخر في المرآة، وأصبح مرتبكا جدا.
وعندما ذهبت إلى الطبيب، قال لي: بأن عنده فصاما، وأحسست من كلام الطبيب أن تركه أفضل لي، وبعد إصرار من أهلي تم الطلاق بعد شهرين من زواجي.
أنا لا أدري هل ما فعلته كان صحيحا أم لا؟ وهل يعتبر طلاقي منه ردا صحيحا لكرامتي لأنه كذب علي هو وأهله؟ أم أنني تخليت عنه وكان من الممكن أن أعيش معه لو تفهمت طبيعة المرض؟ وهل الفصامي يعالج ويستطيع أن يكون أبا وزوجا؟ وهل بالإمكان أن يرجع إلى عمله ويزاوله بكفاءة؟ وهل يمكن أن تحدث انتكاسات عنيفة أثناء فترة العلاج؟
ولك مني فائق الاحترام والتقدير. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Radwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى التواصل معنا، أيها الزميلة الفاضلة.
معظم الأعراض التي ذكرت في رسالتك عن زوجك السابق أعراض معروفة، وهي من أعراض الفصام (schizophrenia)، بالإضافة لأعراض أخرى كثيرة: كقلة الكلام، والانطواء، والانعزال عن الناس، وإهمال النفس، وربما عدم القدرة على متابعة العمل أو الدراسة السابقة لحصول المرض، وبسبب طبيعة هذه الأعراض، فإننا نسميها أحيانا بالأعراض السلبية للفصام.
ومن لا يعرف عن مرض الفصام فقد لا يفهم طبيعة هذه الأعراض، فيعتقد بأن المريض يتصنع هذه الأعراض أو بعضها.
وعلينا كأقرباء للمريض أن نتفهم طبيعة المرض، وربما يفيد كتاب عن الأمراض النفسية سواء للمريض أو أسرته، ولي شخصيا كتاب ألفته بعنوان "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك"، وهو متوفر عن طريق النت.
لا أعتقد أن ما قمت به من الطلاق خطأ، وقد تمّ الأمر على كل الأحوال، وخاصة بسبب عدم مصارحته ومصارحة أهله لكم، وثانيا مع ظهور الأعراض الشديدة للحالة الذهانية من الإهلاسات السمعية والبصرية، وما ترافق معها بالعنف والضرب.
وأصعب شيء في موضوع علاج الفصام: أن المريض قد يفقد ما نسميه "البصيرة"، أي أنه لا يدرك أنه مريض، أو أنه يحتاج للعلاج، فقد يرفض كل علاج وكل مساعدة.
طبعا من حق المريض النفسي سواء كان مرضه الفصام أو غيره، من حقه أن يتزوج وينجب، ولكن أيضا من حق الطرف الآخر أن يقبل أو لا يقبل بهذا الزواج، وخاصة أن مرض الفصام يمكن أن يعالج، ولكن الشفاء الحاصل ليس شفاء تاما، إلا في القليل من الحالات، والغالبية يوفر العلاج هجوع الأعراض، ولكن لا بد من استمرار العلاج لمدة طويلة جدا، وقد تكون مدى الحياة، وليس كل الأزواج أو الزوجات مستعدات لهذا النوع من الحياة، وخاصة ربما بالنسبة لك كونك طبيبة أسنان، والغالب أنك تريدين ممارسة مهنتك هذه.
فما حصل قد حصل، فانظري إلى المستقبل، وأدعوه تعالى أن يسعدك ويوفقك، وكذلك أن يسعد ويوفق الزوج السابق.
والله ولي التوفيق. | د. مأمون مبيض | 2,164,632 | 2013-03-09 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل من طريقة تجعلني أتمتع بالدراسة والمذاكرة والعبادة؟ | السلام عليكم
أنا مصاب بمرض الفصام (الذهان) أو ما يسمى بالشيزوفرنيا، وقد عرضت نفسي على طبيب متخصص، فكتب لي دواء أولابكس وديباكين، واستمررت عليهما لمدة سنة، ثم تم تغيير العلاج إلى أولابكس وفلوزاك ودوجماتيل لعدة أشهر، ثم تم تغيير العلاج إلى أولابكس وفافرين لمدة شهرين، والآن أتناول الأولابكس فقط نصف قرص مساءً، فقد أوقفت والدتي دواء الفافرين من نفسها دون استشارة الطبيب.
وأما عن هذا المرض وهو الفصام الذي يجعل المريض يشعر بأنه مضطهد من الناس، فأنا لا أكترث له كثيرًا، وأعتقد أنني -والحمد لله وحده- لم أعد أشعر بهذا الإحساس أبدًا، ولكن ما يضايقني كثيرًا هو أني أنام كثيرًا حوالي 12 ساعة يوميًا، ولعل السبب يرجع إلى أنه ليس لدي أي شيء يحمسني في الحياة.
تركت الأصدقاء بعد أن كان لدي الكثير منهم، وتركت ممارسة الرياضة بعد أن كنت متفوقًا في لعب كرة القدم، والسباحة، وتركت أيضًا ألعاب الحاسوب بعد أن كنت متفوقًا فيها، تركت كل شيء في الدنيا قد يعطلني عن السير إلى الله والدار الآخرة، نعم أعلم أنه لا تعارض بين هذه الهوايات، وبين عبادة الله، ولكني أريد أن يستعملني الله عز وجل على ثغر العلم الشرعي، ولن يستقيم هذا إلا بترك هذه الفضول من المباحات، فأنا أشهد الله أني قد وهبت نفسي لعبادة الله عز وجل، وطلب العلم الشرعي الذي نفعه متعدٍ كما تعلمون، واخترت هذا المجال بالذات؛ لأنهم قليلون في الأمة من يقومون به.
نعم هنالك الكثير ممن يدعون إلى الله، ولكن أين من يؤلفون كتبًا في علوم الشريعة ينتفع بها الناس، أين من يدرسون علوم الشريعة من عقيدة وفقه وتفسير وحديث ولغة وغيرها، نعم موجودون لا شك، لكنهم قلة، وأنتم معشر الأطباء تقومون على ثغرة، ولكن أين من يقوم على ثغر العلم الشرعي الصرف، إنهم قلة قليلة.
وكما قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ: "فأين علم الحديث، وأين أهله كدت ألا أراهم إلا في كتاب، أو تحت التراب"، فما أريده منكم أن تتفضلوا علينا بذكر طريقة فعالة وعملية ومجربة لجعل الدراسة والمذاكرة وعبادة الله أمرًا ممتعًا، يجعلني أستيقظ له، وأتحمس له، وأحب الحياة من أجله، ولا أنام هربًا منه.
لدي الأهداف وأنا مؤمن بأنها سهلة -إن شاء الله-، والله سيعطيني إياها إن صدقت معه، ولكني للأسف لا أسعى لتحقيق هذه الأهداف، وأنام كثيرًا وعندما أكون مستيقظًا، فإنني أضيع وقتي في الضحك واللعب والكلام مع أشقائي في المنزل، أريد أن أكون جادًا، أريد أن أعمل طوال اليوم.
أريد أن أكون من عباد الله المخلصين، ومن علماء الإسلام الجهابذة العاملين كشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، والإمام النووي وغيرهم، ساعدوني ساعدكم الله. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حسن المصري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد ذكرت أنك مصاب بمرض الفصام – أي الذُّهان – وأن الأفكار التي تأتيك كانت أفكارًا اضطهادية، لكنك - الحمد لله تعالى – غير مكترث لذلك، وهذا أحد دعائم العلاجات الرئيسية، أي أن الإنسان لا يعامل أو يتعامل مع نفسه كأنه شخص معاق، بل يمكن أن يعيش حياة طبيعية خاصة إذا التزم بتعليمات الأطباء، وتناول الأدوية الموصوفة.
أنا أرى أن الأطباء قد وصفوا لك مثبتات المزاج مثل عقار (دباكين)، وكذلك أُعطيت مضادات الذهان، وفي فترة من الفترات أيضًا تناولت الفافرين وكذلك البروزاك، وهذه أدوية معروف بأنها تتعلق بالاضطراب الوجداني – أي الحالات الهوسية أو الاكتئاب - .
عمومًا: أنا مستبشر جدًّا أن حالتك ليست فصاما مُطبقا، أو على الأٌقل هي من أنواع الفصاميات البسيطة، أو في الغالب تسمى بالفصام الوجداني، وهو أفضل أنواع الفصام فيما يخص الاستجابة للعلاج، ومآل الأمراض المختلفة.
نصيحتي لك هي: المتابعة مع الطبيب، والاسترشاد والالتزام بتعليماته.
أما فيما يخص موضوع التكاسل والنوم، فالنوم – أيها الفاضل الكريم – حاجة بيولوجية، وهو حق للإنسان، لكني أتفق معك أن الإنسان يجب ألا يُسرف في النوم؛ لأن الواجبات أكثر من الأوقات، والإنسان له ساعة بيولوجية إذا قام بترتيبها وتنظيمها يستطيع أن يعطي النوم حقه، والعمل أو القراءة حقها، والترفيه حقه، وكذلك التواصل الاجتماعي، وكل ما يريد أن يُنجزه.
فنصيحتي لك أن تكون مُخططا وصاحب تدبير، بل تدابير في إدارة الوقت – هذا مهم جدًّا – ضع لنفسك جدولا يوميا، ابدأ بصلاة الفجر، وانتهِ بأذكار النوم ليلاً، وخلال الليل والنهار وزّع وقتك بصورة منصفة وجيدة وفعالة، تجعلك تحس بالرضا في نهاية اليوم.
فيما يتعلق بموضوع دراسة العلم الشرعي: لا أحد يستطيع أن ينهى إنسانا عن دراسة العلم الشرعي، هذا أمر طيب، لكن أقول لك: هنالك بعض المحاذير في أن الإنسان قد ينجرف نحو تخصص معين، ويختار الآليات، أو الوقت الغير صحيح، وهذا قد يؤدي إلى الفشل.
أنا لا أريد أن أثبط همتك أو أنهاك عن الطريق الذي تريد أن تسلكه، بل أسألُ الله تعالى أن أراك عالِمًا متفوقًا ومثابرًا ونافعًا لهذه الأمة.
أنا أرى أنك يمكن أن تصل إلى مبتغاك بشرط أن يكون هنالك نوع من الواقعية، والإنسان لا يستطيع أن يقفز فوق الأشياء، ومن يقفز قفزات عالية يسقط أرضًا، والسقوط نتائجه معروفة.
هذا يقودني إلى نصيحة غالية جدًّا، وهي أنني أريدك أن تنتظم في التعليم النظامي، وهذا يعني أن تُكمل الثانوية بتميز ونجاح، وتبدأ الدراسة الجامعية بانتظام، وحسب رغبتك كلية الشريعة سوف تكون هي الكلية الأنسب لك، امتلاك ناصية التخصص لا يكون إلا من خلال التدرج الأكاديمي الصحيح، وبعد ذلك يمكنك أن تتقدم للدراسات العليا وما فوقها، ويمكنك أن تكتسب الكثير من المعارف وتصقل وتظهر مهاراتك من خلال التزود من المصادر الصحيحة المعتبرة للعلم .
وأنصحك أيضًا أن تتعلم لغة إضافية بجانب اللغة العربية، اللغة الإنجليزية مفيدة جدًّا، وكذلك اللغة الفرنسية، وهي مطلوبة من الدعاةِ الآن.
أسأل الله تعالى أن يوفقك، وجزاك الله خيرًا.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان،
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية .
+++++++++++++
فمرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب.
نحن نشكر لك علو همتك وحرصك على اكتساب المعالي من الأمور، وهذا خلق يُحبه الله جل شأنه في عباده، فقد جاء في الحديث: (إن الله يُحب معالي الأمور، ويكره سِفْسافها) ولا شك أن علو الهمة وطلب المكارم يدل على شرف النفس، فنحن نهنئك أولاً بأن رزقك الله سبحانه وتعالى هذه الأمنية، وجعل همتك مصروفة لتحصيل أشرف ما يُكتسب في هذه الدنيا؛ وهو العلم بالله سبحانه وتعالى وبشرعه.
ونوصيك - أيها الحبيب - حتى تصل إلى مبتغاك أن تكون معتدلاً في أمورك متوازنًا فيها، فكما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث: (القصد القصد تبلغوا)، ونحن على ثقة تامة من أنك إذا سلكت الطريق الصحيح في التعلم واعتدلت في أمورك، وأعطيت كل جانبٍ حقه من العناية والاهتمام، نحن على ثقة أنك ستصل - بإذن الله تعالى -إلى ما تصبو إليه وتتمناه.
وقد أصبت - أيها الكريم - حين أدركت أن العلم الشرعي بحاجة إلى جد واجتهاد، وتفريغ الأوقات لتحصيله، وهو كذلك، ولكن أنت بحاجة أيضًا أن تتبع المنهج الصحيح في التعلم حتى لا تضيع تلك الجهود والأوقات سُدىً.
المنهج الصحيح - أيها الحبيب - أن تبدأ بدراسة صغار العلم قبل كِباره، وأن تبحث عن المعلم المُرشد المتقن للفن الذي تريد أن تدرسه، فتبحث عن الماهر في علوم الحديث إذا أردت فن الحديث، وكذا إذا أردت الفنون العربية، تبحث عن العلماء المُوجدين الراسخين فيها، فإن صحبة الأستاذ والاستئناس برأيه والاقتداء بإرشاده به يتحقق الجزء الأعظم مما تريده من العلم.
ونحن في زمن - ولله الحمد - قربت فيه العلوم، وتيسرت لطلابها، فالمواقع الالكترونية لكبار العلماء مشحونة مملوءة بالمواد العلمية المسجلة عليها في صغار الكتب وكبارها، لاسيما من عُرفوا بحسن التدريس، والقدرة على الإفهام، كالعلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - وموقعه زاخر بالمواد العلمية في كل الفنون، فننصحك بالاستفادة من هذا الموقع، والإكثار من سماع العلم، كما ننصحك أيضًا بالبحث عن طلبة العلم الجادين، لأن مذاكرة العلم معهم تُحييه وتثبته.
نصيحتنا لك - أيها الحبيب - ألا تفرط في الميل إلى جانب على حساب جوانب أخرى، فإن المُنْبَتَّ - كما جاء في الحديث - لا أرضا قطع، ولا ظهرًا أبقى، وهو من يَجِدُّ ويجتهد ربما في بعض الجوانب دون بعض، وربما لا يراعي الحقوق الأخرى عليه، ونحو ذلك من الإخلال الذي يؤدي إلى انقطاع السير أو الملل والضجر منه، إلى غير ذلك.
فنصيحتنا لك أن تكون متوازنًا، وأن تعلم بأنك بمضي الزمن وبطول الفترة في الطلب ستحصّل - بإذن الله تعالى - على قدر كبير من العلوم، فلا تستعجل الأمور قبل أوانها، ولا تكلف نفسك ما لا طاقة لك به، فخذ من العلم ما تقدر عليه، مبتدئًا كما أرشدنا بالصغار قبل الكِبار، والتدرج أمر مطلوب، وهو سنة كونية.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وأن يأخذ بيدك ويسوق إليك كل ما تتمناه من الخير. | د. محمد عبد العليم | 2,161,380 | 2013-02-28 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي متزوج ويشكو من عدم وجود سائل منوي.. أفيدوني | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي متزوج منذ سنتين، ولم يحدث حمل، ويشكو من عدم وجود سائل منوي لفترات طويلة، مع العلم بأنه يتناول أدوية للفصام منذ سنوات، وحالته مستقرة. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كثير من أدوية الأعصاب قد تسبب تأخيرا أو عدم القذف، وبالتالي يجب توضيح أسماء الأدوية التي يتناولها، وكذلك المواد الفعًالة فيها مع توضيح هل يحتلم، وماذا عن ممارسة العادة السرية الآن وفي الماضي، وهل كان هناك قذف من قبل، وهل في كل مرة ينتهي الجماع دون إنزال أو قذف؟ وكذلك دون حدوث النشوة الجنسية بالإحساس بانقباض متتال للعضلات في منطقة الحوض مع أقصى إحساس بالمتعة الجنسية، أم لا يحدث هذا؟
فيجب توضيح كل هذه المعلومات لبيان التشخيص والعلاج بإذن الله.
والله الموفق. | د. إبراهيم زهران | 2,163,730 | 2013-02-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما الطريقة المناسبة للتوقف عن تناول أدوية الفصام؟ | السلام عليكم ورحمة والله وبركاته.
الأستاذ الدكتور الفاضل محمد عبد العليم بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على ما تقدمه للإسلام والمسلمين، أنت والإخوة القائمين على هذا الموقع، جزاكم الله خيرا جميعا.
أنا شاب عمري 33 عاما، موضوعي يكمن في أنني مرضت (بالفصام بارانوي) منذ سبع سنوات، ولشدة الهجمة دخلت مستشفى نفسيا، وخضعت لعلاج مكثف، وجلسات كهربائية، كما عملت بعد ذلك، وأخذت أدوية وحقنا متعددة، وبعد خروجي من المستشفى استقر الأمر على تناول الريسبردال (8 مج)، والكلوبيكسول حقنة شهريا، والكوجنتين، ثم أوقفت هذه الأدوية بعد سنة من العلاج، وبإشراف طبي أيضا، وللأمانة ببعض الضغط مني؛ لأن الأدوية كانت مزعجة للغاية، وأكثر شيء مزعج فيها هو الضعف الجنسي الشديد جدا، والشد الذي كان يحدث في عضلات العينين، وهو ما عرفته بعد ذلك بأعراض باركنسون.
ولكن حدثت لي انتكاسة شديدة جدا بعد سنة من توقف هذه الأدوية، وبعد قرار من الطبيب المعالج وما وصفته له من أعراض جديدة، وهي الهلاوس الحسية، أو ما يعرف بالحركات اللاإرادية (توريد) إضافة لخفقان شديد في القلب، وهي أعراض جديدة سببتها لي انتكاسة الفصام الثانية كما قال الطبيب؛ فوصف لي الطبيب أدوية الأوراب بجرعة عالية (6 مج يوميا) والكيمادرين (حبة 5 مج) مرتين يوميا.
ولتفادي أعراض الأوراب التي ذكرتها والخفقان أضاف دواء الكلونزيبام (حبة ،5 مج) مرتين يوميا، وبعد شهور من استقرار الحالة تم الوقوف عند الجرعات التالية أوراب (نصف حبة 2 مج) يوميا، أيضا الكيمادرين (حبة 5 مج) مرتين يوميا، والكلونزيبام (حبة نصف مج) مرتين يوميا.
والآن بعد أربع سنوات من هذه التركيبة مجتمعة أود خوض تجربة سحب هذه الأدوية، فليس معقولا أن أظل عليها طيلة عمري, خاصة وأن الكلونزيبام بدأ يسبب لي مشاكل مزعجة جدا (أعراض انسحابية) مع العلم أنني منذ أربع سنوات لم أزد جرعة الكلونزيبام، وأعرف أنه دواء إدماني، والطبيب لا يريد زيادته، ومشاكله أصبحت أكثر من حلوله، ولكنه فقط يفيد في موضوع الشد في عضلات العينين.
وبدأ عندي توتر، وقلق, وأرق، وجميع الأعراض الإنسحابية من آلام في المعدة، وإسهال, أو إمساك؛ لأن جرعته ثابتة منذ أربع سنوات، فكيف يتم سحبه هو وجميع هذه الأدوية المذكورة؟ وهل لأعراض الكلونزيبام الانسحابية أعراض شبيهة بأعراض (توريد)؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي منذ البداية أريد أن أكون واضحاً وصريحاً معك, وهو أنك تتعالج من علة نفسية رئيسية, وأنت مدرك لذلك, وحدثت لك انتكاسة مرضية, وهذا كله يكفي تماما -أخي الكريم- بأن تظل تحت الإشراف الطبي, وإيقاف الدواء في مثل حالتك قد لا يكون قرارا صائبا، أنت محتاج إلى جرعات وقائية على الأقل؛ لأن مرض الفصام الباروني أو الزوري من طبيعته وسماته أنه انتكاسي في بعض الأحيان.
حالتك بفضل الله تعالى من الواضح أنها من الحالات البسيطة؛ لأن أبعاد شخصيتك وسماتها يظهر لي أنها ممتازة جدا، وتماسك الشخصية هو من أهم المحاكات الرئيسية التي تحدد مآل والنتائج التي سوف يؤول إليها مرض الفصام, ومرض الفصام ليس مرضا يتعلق فقط بالأفكار والهلاوس كما يعتقد البعض, بل هو مرض يؤثر على الشخيصة والمقدرات المعرفية, وعلى السلوك الاجتماعي.
لذا تعتبر هذه الأدوية خاصة الأدوية الحديثة منها مهمة جدا للوقاية من هذا المرض, وإن في حالتك هذه -أخي- عقار أوراب بجرعته الصغيرة هذه وهي 2 مليجراما يعتبر العلاج الوقائي الرئيسي, وفي ذات الوقت الأوراب له خاصية معينة في علاج الحركات اللاإرادية.
فيا أخي الكريم: كما ذكرت لك بادئ ذي بدء, أنا لا أريدك أن تتوقف عن تناول الدواء، وكن متواصلا مع طبيبك, وهناك بدائل دوائية كثيرة جدا, وإذا ازعجتك هذه الأدوية بالرغم من أنني أرى أن جرعتها صغيرة.
بالنسبة للكلونزيبام: هذا الدواء له فعالية, وله خصائص كثيرة جدًا, وبالرغم من موقفي الشديد حيال مجموعة هذه الأدوية -مجموعة البنزودايزين: (Benzodiazepine) - إلا أنني أرى أنها قد أفادت الناس كثيرًا في كثير من الأحوال, ويمكن للإنسان أن يستمر عليها ما دام يستعملها استعمالا راشدًا.
فيا أخي: لا تنزعج حيال الكلونزيبام, يمكن أن تختصره لتصبح جرعة مسائية فقط, وبعد ذلك أو بعد شهرين أو ثلاثة تخفض حتى هذه الجرعة المسائية إلى النصف مثلا, وبعد شهر مثلا تجعلها يوما بعد يوم, ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
ومع تقديري واحترامي الشديد لوجهة نظرك حول الأعراض التي تأتيك والتي أعتقد أنها أعراض انسحابية؛ فأنا لا أعتقد ذلك بالنسبة لألم المعدة والإمساك, هذه ليست أعراضا انسحابية للكلونزيبام, ربما تكون لاضطراب في الجهاز الهضمي, وإن شاء الله يكون اضطرابا عابرا.
ومن الأفضل أن تراجع طبيب الجهاز الهضمي؛ للتأكد من حقيقة هذا الذي يحدث لك, وأنا حقيقة لا أريدك أن تتوقف عن الدواء -أخي الكريم- الآن, فكل الأبحاث تشير أن التعجيل في علاج حالات الفصام ثم مواصلة العلاج الوقائي هي أفضل السبل التي يمكن من خلالها احتواء هذا المرض.
أخي الكريم: أشكرك على كلماتك الطيبة، وعلى ثقتك بالعاملين في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية، وعمومًا أنا موجود في عيادة الطب النفسي بدولة قطر، وبما أنك تقيم هنا يسعدني تمامًا أن تتواصل معي بالقسم، وعيادتي هي في يوم الاثنين والثلاثاء صباحًا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,162,098 | 2013-02-22 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرض الفصام سبب لي رهابا اجتماعيا.. فما العلاج؟ | جزاكم الله خيرا على هذا الموقع, وجعله في ميزان أعمالكم.
أرجو مساعدتي في حل مشكلتي التي أعاني منها منذ مدة طويلة, فأنا مريض بالفصام الزوري منذ ثمان سنوات, ولم أنتظم على العلاج إلا منذ سنتين, وحاليا أتناول إبرة رسيبيدال كونستا 25 ملغم, وحبة رسبيدال 2 ملغم ليلا, وادرنال 10 ملغم ثلاث مرات, ولميكتال مرتان يوميا.
لدي عرض منذ بداية المرض لم يذهب, أحاول دائما أن لا أنظر إلى المنطقة الوسطى من الناس وأتحاشاها حتى لا يقولوا أني شاذ جنسيا, رغم أني أعرف أنها فكرة سخيفة, وأرتبك عند الحديث مع الناس, ولا أعرف أين أنظر, حتى مع أبي.
هذا العرض سبب لي رهابا اجتماعيا, كما أني أجد صعوبة في ابتكار الأفكار, والحديث الاعتيادي.
والسلام ختام. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: أقول لك حقيقة أنت مشكور جدا لأنك متفهم لطبيعة مرضك, والذي يظهر لي أنك ملتزم التزاما قاطعا بالعلاج, وهذا -إن شاء الله- يصب في مصلحتك, وأنت أخذت بالأسباب أخذا كاملا, ومكافأتك بإذن الله هي الشفاء والعافية, وأنت تعيش حياة طيبة.
أخي: قبل أن أتحدث عن العرض الوسواسي الذي يزعجك, أود أن أنصحك أن تعيش حياة طبيعة؛ لأنك بالفعل طبيعي, ومقتدر, وما دمت تتناول علاجك بالتزام, ومنخرط في وظيفتك وفي عملك, فاعلم أن التواصل الاجتماعي, وبر الوالدين, وتقوى الله تعالى؛ هي دعائم أساسية لأن يعيش الإنسان في سعادة وهناء وراحة بال, وهذا مطلوب أيها الفاضل.
ولا بد أن تكافئ نفسك بأن تقول لنفسك هذا المرض بالرغم من شدته ونوعيته إلا أن الله تعالى قد حباني بالصحة والعافية, وها أنا أتفاعل وأعيش كما يعيش بقية الناس, لا بد أن تحفز نفسك من خلال هذا الفكر الإيجابي.
أما بالنسبة للفكرة الوسواسية هذه فيا أخي: أنت تعرف أن هذا النوع من الوساوس يجب أن يحقر تحقيرا تاما, قل له أنت وسواس سخيف, وأنت وسواس حقير, وسوف أنظر إلى الناس في جميع جسدهم, وأنا رجل مخلص النية, وأنا لست بشاذ، أسقط على نفسك مثل هذا الفكر, وبعد ذلك أنصحك -أيها الفاضل الكريم- بأن تبدأ في النظر التدريجي, وهذا نسميه التحسين التدريجي.
مثلا حين ترى الصور -صور الناس- انظر إلى هذه المنطقة الوسطى على وجه الخصوص, وأنت تعرف تماما أنك لا تكشف عورة الناس أبدا, بعد ذلك ابدأ بداية عادية لأن تنظر إلى الإنسان كاملا, وحين تقابل أحدا بالطبع تسلم عليه, وتذكر أن تبسمك في وجهه صدقة, لكنك تتجنب أن ترى أي جزء من جسده, أنت لا تحتاج إلى أن تحملق في الناس هكذا, لكن أيضا يجب أن لا تتجنبهم.
إذن تحقير الفكرة هو الذي سوف يساعدك, والتحسين التدريجي من خلال التغير الفكري والنظر إلى صور الناس كما ذكرنا, وهكذا تطبق بعد ذلك في الواقع, وأعتقد أن هذا هو العلاج, والأمر بسيط جدا.
هنالك بالطبع أدوية مضادة للوساوس, ولكن أدوية الوساوس هي في الأصل أدوية مضادة للاكتئاب أيضا، العلماء لم يستحسنوا استعمالها في حالة وجود مرض الفصام, وإن كنت لا أقول أنها ممنوعة، وهنالك مثلا دواء البروزاك, ممتاز ورائع جدا في علاج الوساوس, وكذلك الفافرين متميز.
ربما تحتاج لأحد هذين الدواءين بجرعة بسيطة ولمدة بسيطة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، مثلاً البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, هذا سوف يعطيك دفعة معنوية قوية, وخاصيته المضادة للوساوس هي مشهودة تماما, وفي نفس الوقت -إن شاء الله تعالى- لن يؤثر عليك سلبا.
فيما يخص حالتك الأساسية وهي الفصام الزواري هذا مقترحه, أقدمه لك وأنا مطمئن تماما, لكن أرجو التشاور مع طبيبك؛ لتأخذ القرار النهائي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,161,734 | 2013-02-10 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل المصاب بالفصام معرض للإصابة بمرض الرعاش؟ | السلام عليكم
أنا مصاب بمرض الفصام العقلي, وأبي مصاب بمرض الرعاش، ومن المعلوم أن كلا المرضين سببهما خلل في إفراز هرمون الدوبامين.
سؤالي: هل هناك علاقة بين المرضين؟ وهل أنا معرض للإصابة بمرض الرعاش مستقبلا؟ وإن كان محتملا فكيف هي الوقاية من الإصابة بمرض الرعاش؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذا سؤال ممتاز جدًّا، والذي أود أن أوضحه أن النظرية التي تقول أن مرض الفصام سببه اضطراب الدوبامين هي نظرية معتبرة ومحترمة ومقدرة، لكن لا نستطيع أن نقول إنها فاصلة، بمعنى أن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج بالرغم من إعطائهم الأدوية التي تخفض أو تتحكم في مستوى الدوبامين، فالأمر قد يكون أكثر من ذلك.
نعم الدوبامين له علاقة، وربما (كذلك) السيروتونين له علاقة حتى في مرض الفصام، لكن هنالك الكثير من الأمور الغير واضحة، خاصة فيما يتعلق بتأثير الجينات على المستقبلات العصبية التي تتحكم في إفراز هرمون الدوبامين.
أما بالنسبة لمرض الرُّعاش فالدوبامين له دور مثبت، والأدوية التي تُدعم الدوبامين تؤدي إلى تحسن في حالات علاج مرض الرعاش، وإن كان بعض المرضى أيضًا استجاباتهم ضعيفة جدًّا, فالتعقيدات البيولوجية والكيميائية أيضًا موجودة في حالة الرعاش.
بالنسبة للعلاقة بين المرضيْن؟ أقول لك: لا توجد علاقة مباشرة، فقط الشيء المعروف أن حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من مرضى الرعاش قد يُصابون باكتئاب نفسي، وفي بعض الأحيان الأدوية التي تُستعمل لعلاج الرعاش ربما تؤدي أيضًا إلى اضطرابات نفسية، لكن لا نستطيع أن نقول أنه توجد علاقة ما بين المرضين، وأنا أقول لك: إنْ شاء الله تعالى أنت ليس لديك استعداد أكثر من الآخرين ليحدث لك مرض الرعاش.
كن حريصًا على علاجك أخِي الكريم، وأرجو أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وهذا هو المهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,159,780 | 2013-01-19 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أتعالج من مرض الفصام وأعاني من الرهاب والقلق | السلام عليكم.
أنا مريض بالفصام، وأتعاطي دواء كلوزابكس (كلوزابين) والحمد لله في تحسن، ولكني أعاني أيضا من الرهاب والقلق، أرجو ذكر مجموعة من الأدوية الجيدة للرهاب والقلق، وتكون رخيصة أو معتدلة السعر تصلح للأخذ مع دواء كلوزابين المضاد للفصام، وتكون متوافرة في مصر.
وأعاني من التشتت الذهني وضعف شديد في التركيز، فهل هناك دواء جيد ومعتدل السعر يصلح في تحسين التركيز وتشتت الذهن؟
ملحوظة: أنا أصلا مريض بالفصام، ولكن حالتي بسيطة، وأتعاطى علاجا، وفي تحسن -ولله الحمد- فأرجو الإفادة!
جزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأنا سعيد بالطبع أن أسمع أنك متفهم لطبيعة مرضك، وحريص على تناول دوائك، ولا شك أن الكلوزابين هو من أفضل الأدوية التي تعالج مرض الفصام، فعليك أيها الفاضل الكريم الحرص على تناوله حسب ما هو موصوف بالنسبة لك.
حقيقة أريد أن أهنئك مرة أخرى، فقد شعرتُ وبصورة جلية أنك الحمد لله تعالى تمتلك إرادة التحسن، ومقاومة هذا المرض، وأنا أريدك بالفعل أن تبحث عن وظيفة –هذا مهم أخِي الكريم وضروري جدًّا– أيًّا كان نوع هذه الوظيفة وهذا العمل؛ لأن التأهيل النفسي والاجتماعي ضد مرض الفصام لا يتم إلا من خلال العمل، العمل فيه خير كثير جدًّا للإنسان، وهو يجعلك تطور مهاراتك الاجتماعية ويحسن من تركيزك، فأرجو (حقيقة) أن تعطي هذا الجانب اهتمامًا كبيرًا.
بالنسبة لعلاج القلق والرهاب الذي يأتيك من وقت لآخر: أعتقد أن عقار كلوزابين نفسه جيد جدًّا لعلاج القلق والرهاب. أنت لم تذكر الجرعة التي تتناولها، فربما يكون جرعة الدواء في حاجة إلى تعديل، أما إن كانت الجرعة هي الجرعة المطلوبة - حسب ما أرشد إلى ذلك طبيبك – فأنا أقول: لا يمنع من أن تتناول دواء بسيطا مثل الموتيفال (مثلاً)، دواء متوفر في مصر، ودواء بسيط جدًّا، لا يتطلب أي بروتوكول أو التزامات فيما يخص ترتيب جرعاته، هو دواء يمكن أن تبدأ في تناوله ثم تتوقف عنه في أي لحظة دون أي ارتدادات سلبية.
فيمكنك أن تتناول الموتيفال بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوع (مثلاً) ثم تتركه، وإذا عاودك القلق مرة أخرى لا مانع من أن تتناول الدواء أيضًا بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة.
وهنالك الآن دراسات تشير أيضًا أن عقار (أومجا 3) يعتبر جيدًا جدًّا لتحسين التركيز والتشتت الذهني، فيمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة (مثلاً).
وأود أن أضيف أن الرياضة جيدة في حالتك، والرياضة تحسن التركيز بصورة واضحة جدًّا، فكن حريصًا عليها، كما أرجو أن تُكثر من القراءة والاطلاع حتى وإن كانت قراءاتك لمواضيع قصيرة فهذا جيد جدًّا، ويمكنك أن تكرر ما تقرأه حتى تحس أنك قد استوعبته تمامًا. وأود أن أشير لك أن قراءة القرآن الكريم مجربة ومعروفة في تحسين التركيز، فكن حريصًا على ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,159,544 | 2013-01-16 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
لا أحس بالسعادة.. فماذا يجب أن أفعل لأشعر بالسعادة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي هي أنني أصبحت لا أشعر بالسعادة مع أنني أحاول أن أكون سعيدة، ولكني لا أشعر بالفرح، أريد أن أكون كما كنت قبل سعيدة ومرحة ومحبة للحياة، وأشعر بأنه ليس لدي شيء أعيش من أن أجله، وحتى أنني ليس لدي أصدقاء، فكلهم ابتعدوا عني بسبب أني انطوائية.
أحيانا أتمنى أن أتخلص من العذاب الذي بداخلي، وأمي تقول عني بأنني مجنونة، والوحدة أثرت بي كثيراً، أريد منكم حلاً ماذا يجب أن أفعل لأشعر بالسعادة؟
علما أن أخي يعاني من الفصام فما الحل لعلاجه؟ وأرجو أن تردوا علي بأسرع وقت ممكن، وشكراً جزيلاً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمفهوم أنك غير سعيدة، وأنك حزينة، ولا تشعرين بشيء تعيشين من أجله: هي أفكار، والأفكار من هذا النوع تجعل مشاعر الإنسان سلبية، فأنت مطالبة بوقفة حقيقية إلى أن تتأملي وتتفكري في هذه الأفكار، لا تقبليها بكل تلقائية وترحبي بها، الأفكار السلبية أحيانًا تتسلط على الإنسان ولأسباب غير معروفة، ولكن بعض الناس لا يقاومونها ولا يقومون بتحليلها ويأخذونها كمسلمات أو أنها لا مفر منها، ومن ثم تبدأ مشاعره في التغيير السلبي.
أجمع علماء السلوك أن صغار السن من أمثالك هذا هو الذي يؤدي إلى الاكتئاب في حالاته – أي هذا النوع من التفكير – أن تنشأ فكرة سلبية ويتم قبولها، لذا أنا أو أن أذكرك أن العلاج في مثل هذه الحالة هو رفض هذه الأفكار تمامًا، وتحليلها بصورة متأنية، ما الذي يجعلك غير سعيدة؟ أنت الحمد لله شابة، لديك الإرادة، لديك القوة، لديك الطاقات النفسية والجسدية، لديك الأسرة، ونواقص الحياة يجب أن تكون دافعًا إيجابيًا للإنسان من أجل الاجتهاد والمثابرة ليصلح ويتم هذه النواقص، وهذا يُشعر الإنسان بالرضا والسعادة.
فعملية التغيير الفكري هذه هي الوسيلة التي أود أن أنبهك أنها هي التي سوف تُخرجك من هذا النوع من التفكير السلبي.
الخطوات الأخرى هي خطوات عملية، وهي أن تسعي دائمًا أن تكوني فعالة، على مستوى الأسرة (مثلاً).
سؤالك حول أخيك، واهتمامك بأمره، هذا أمر جيد، اسعي دائمًا في مساعدة هذا الأخ، كوني شمعة متقدة في داخل البيت، انصحي هذا، وساعدي ذاك، ورتبي وقتك، واحرصي على الدراسة، وتواصلي مع صديقاتك، احرصي على تلاوة القرآن الكريم، وأن تكون الصلاة في وقتها... من خلال هذه التدابير - والحياة تتطلب التدابير – تستطيعين (حقيقة) أن تبني في داخل نفسك المكون الإيجابي الذي يساعدك لتشعري بالرضا حول نفسك.
أهم شيء نحن ننصح به هو حسن إدارة الوقت، الملل، والشعور السلبي يأتي من سوء إدارة الوقت، والذي يدير وقته بصورة ممتازة وفاعلة جيدة يحس بأنه مفيد لنفسه ولغيره، وتكون نظرته للحياة إيجابية جدًّا، وللمستقبل ينظر إليه برجاء وأمل كبير، فكوني على هذا النسق، وأنت لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.
هناك نقطة مهمة، وهي علاقتك بوالدتك، لابد أن تتوقفي وتسألي نفسك (لماذا تقول أمك عنك مجنونة؟) وإن قالت هذه الكلمة دون أن تقصد معناها الحقيقي فهنا يجب أن تتوقفي وتسألي نفسك، وتراجعي علاقتك مع والدتك، وهذه العلاقة يجب أن تكون على الاحترام، وعلى التقدير، وعلى البر، وأعتقد أن عدم التجانس والتواؤم ما بينك وبين والدتك هو الذي جعلك أيضًا تحسين بالإحباط.
فأنا أنصحك بأن تتقربي من والدتك، وأنا أؤكد لك من جانبي أن والدتك تحبك، وتريد لك كل خير وكل توفيق، فأصلحي ما بينك وبينها، وهذا نعتبره عاملاً نفسيًا أسريًّا قويًّا جدًّا لأن يتحسن - إن شاء الله تعالى – مزاجك وتحسين بكل سعادة وارتياح، فاحرصي على إصلاح ذات البين ما بينك وبين والدتك.
بالنسبة لأخيك: أولاً أشكرك على اهتمامك به، وهذا أمر جيد منك (حقيقة) وأقول لك أن مرض الفصام ليس من الأمراض النفسية السهلة، لكنه ليس مستحيل العلاج أبدًا، توجد أدوية ممتازة جدًّا، فأرجو أن تكون هناك متابعة دقيقة مع الطبيب، والأدوية الفعالة كما ذكرت لك الآن موجودة، وهنالك توجيهات سلوكية وتحليلية كثيرة جدًّا يقوم الأطباء بها، فأرجو أن تكون هنالك متابعة طبية، ومن جانبكم تأكدوا أنه يتناول دوائه، وأن يكون أيضًا فعالاً في داخل الأسرة، وأن نُشعره دائمًا بأهميته، هذا يساعد كثيرًا مرضى الفصام.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,159,530 | 2013-01-16 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أضحك وأتكلم مع نفسي كثيرا.. فهل من سبيل للتخلص من ذلك؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام: أود استشارتكم بخصوص حالتي النفسية، أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاماً، حيث أنني منذ سبع سنوات حدث لي تدهور كبير في حالتي النفسية، وانقطعت عن الدراسة وأصبحت أضحك وأتكلم كثيرا مع نفسي بصوت واضح، لدرجة أن الناس من حولي يعتقدون أنني مجنون، وينظرون إلي بنظرة الشفقة والرحمة، لدرجة أني فقدت الثقة في نفسي بدرجة كبيرة، بعدها قرر والدي أخذي إلى طبيب نفسي، وذهبت إلى الطبيب، عندها أبلغ والدي الطبيب أنني أتحدث وأضحك كثيرا مع نفسي، فشخص الطبيب حالتي على أنها ( انفصام الشخصية )، ووصف لي الدواء zyprexa 10mg مرتين يومياً صباحا ومساءً لمدة ثمانية أشهر بالضبط، بعد الشهر الثامن من استخدام علاج zyprexa قرر الطبيب تغيير العلاج، واستخدام علاج آخر اسمه Risporida 4mg مرتين في اليوم واستمريت فترة طويلة، وكل مرة أراجع الطبيب يصف لي نفس الدواء لغاية ما أتممت 6 سنوات، وأنا أتناول Risporidal مرتين باليوم جرعة 4mg .
بعدها تحسنت حالتي قليلا، وعدت إلى الدراسة -والحمد لله- تخرجت وحصلت على وظيفة، لكن المشكلة في الوقت الحالي أني لازلت أتحدث مع نفسي كثيراً وأضحك؛ مما سبب استغراب واندهاش الناس، وأي شخص يكلمني أو ينادي علي أن لا أستجيب له بسرعة، إنما استجيب بعد ربع دقيقة تقريباً، وهذه تحدث معي بشكل يومي.
فهل من سبيل للتخلص من مشكلة الضحك الهستيري، والتحدث مع النفس بصوت واضح، لكي أعود إلى طبيعتي مثل باقي الناس؟ لأني صراحة تعبت كثيرا واستخدمت العلاج فترة طويلة zyprexa ثمانية أشهر Risporida ست سنوات، لكن مع ذلك لم أتمكن من ضبط نفسي، وعدم الحديث معها، مع ملاحظة أني كثير المشي والحركة، ولا أستطيع الجلوس في مكان معين فترة طويلة.
وبعض الأحيان يظهر لون احمرار في الجلد في منطقة الرقبة، والصدر، والطبيب يقول: إنها طبيعية بسبب تناول Risporida ولكنها تسبب لي إزعاجا.
أرجو توجيه النصح والإرشاد لي، مع خالص شكري وتقديري لكم، ولجهودكم المتميزة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفقكم الله. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ حسين محمد جباري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي رحلتك مع هذا المرض، والعلاج فيه مؤشرات إيجابية، وأهمها أنك صابر، بجانب الصبر التزامك بالعلاج وهو السبب الرئيسي الذي أدى إلى هذا التحسن الكبير في حالتك.
مرض الفصام -أيها الفاضل الكريم- له أعراض ذهانية إيجابية مثل الهلاوس، وله أعراض سلبية مثل الانسحاب الاجتماعي، وله أعراض معرفية، ومنها ضعف التركيز، وله أعراض متعلقة بالشخيص تتعلق حول تدهور الشخيصة، فإذن هو ليس مرضا فقط يصيب الناس في أفكارهم كما يعتقد البعض.
أنت -الحمد لله تعالى- من الواضح أن كل هذه الأعراض لديك قد انحسرت تماماً، والتزامك بجرعة العلاج، ثم استمرارك على الجرعة الوقائية هو عمل عظيم، أنا أود أن أشيد به مرة أخرى؛ لأن من أهم القضايا أو المشاكل أو الصعوبات التي نواجهها مع هذه الأمراض هو عدم التزام الكثير من المرضى بالدواء، خاصة بعد أن تظهر لديهم بوادر التحسن، ويعتقدون أن الشفاء قد تم، الفصام لا شك شفاؤه هو الوقاية منه، والوقاية منه تكون بتناول العلاج، وأنت -الحمد لله تعالى- على الخط السليم.
أيها الكريم: ما تبقى من أعراض هي ثلاثة:
- موضوع الضحك الهستيري كما ذكرته.
- وحديث النفس بصوت عال.
- وهنالك عرض مهم جداً أنت ذكرته، وهو كثرة المشي والحركة، وعدم استطاعة الجلوس في مكان واحد، هذا عرض يهمني جداً؛ لأن علاجه معروف وسهل -إن شاء الله تعالى-.
بالنسبة لهذا الضحك الهستيري كما وصفته، وما دمت أنت متأثر به، فلابد أن يكون هنالك من جانبك درجة التحكم فيه، وذلك من خلال تحقيره، ومن خلال أن تكون أكثر حزماً مع نفسك، مادام الاستبصار موجودا، ومادام الارتباط بالواقع موجودا، فهنا أقول لك أن تحقير هذا الأمر، وعدم استحسانه، أنت لا تستحسنه بالطبع، لكن أريدك أن ترفع درجة استحقار الذات فيه، وهذه -إن شاء الله تعالى- توصلك إلى التوقف عنه.
التحدث مع النفس بصوت عال في بعض الأحيان حين يكون الإنسان وحده هذا فيه نوع من التنفيس، لكن بالطبع أمام الآخرين هي ظاهرة اجتماعية غير مقبولة، وأنا أقول مرة أخرى أنه يجب أن تضبط نفسك، يجب أن تكون صارما جداً في هذا الأمر، وعليك أن تقوم بتدريبات يومياً، وتجلس مع نفسك، وتقول أنا الآن سوف أضحك ضحكة هستيرية، وسوف أتكلم بصوت عال، وبعد ذلك تضع هذه الآليات العلاجية، وتقول هذا الضحك خطأ، هذا أمر مهين لي اجتماعياً، وهذا الحديث بصوت عال، لماذا أقول بمثل هذا، يجب أن تعيش الحدث، ثم تقبحه هذا علاج سلوكي معروف.
النقطة الأخرى المهمة جداً فيما يخص زيادة الحركة لديك، هذا قطعاً أثر جانبي من أثار رزبريادال Risporidal هو دواء ممتاز، ولكنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى هذه الخاصية، وهذه تعالج من خلال تناول عقار يعرف باسم أندرال، تناوله بجرعة (10)مليجرام صباحا و(10) مليجرام مساءً، لمدة شهرين أو ثلاثة ثم تتوقف عنه.
هنالك دواء يعرف باسم آرنت تناوله يومياً بجرعة (2) مليجرام لمدة شهر، ثم توقف عنه، تناول هذه الإدخالات الدوائية الجديدة من أجل كبح الآثار الجانبية للرزبريادال Risporidal يمكنك مشاورة طبيبك فيها.
أيها الفاضل الكريم: أنا على ثقة تامة أن الأدوية البسيطة التي وصفتها لك سوف تساعدك كثيراً، وسوف تنتهي هذه الأعراض تماماً.
أيها الفاضل الكريم: أنت أنجزت بفضل الله تعالى، وتحصلت على مؤهلك العلمي، وهذه غاية عظيمة قد بلغتها، أريدك أن تعيش حياة طبيعية، تتواصل اجتماعياً، وأن تعمل، وأن يكون لك حضور حقيقي على مستوى الأسرة، وعلى مستوى الزملاء والأصدقاء، كن حريصاً على عباداتك، وهذا -إن شاء الله- كله يؤهلك اجتماعياً؛ لأن التأهيل النفسي والاجتماعي والسلوكي هي من المتطلبات الرئيسية جداً لتدعيم العلاج في مثل حالتك -وإن شاء الله تعالى- استمرار التعافي ومنع أي انتكاسة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد . | د. محمد عبد العليم | 2,158,688 | 2013-01-14 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
كيف يتم تشخيص الإصابة بالفصام؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي التحاليل اللازمة للتأكد من الإصابة بمرض الفصام؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إن مرض الفصام لا يُشخص أبدًا من خلال إجراء الفحوصات أو التحاليل المخبرية، مرض الفصام يُشخص بواسطة الأطباء بعد أن تستوفي حالة المريض ما يعرف بالشروط والمعايير التشخيصية، وهي معايير اتُفق عليها عالميًا، إذا كان المريض يعاني منها أو أعراضه مطابقة لنحو خمسين بالمائة من الأعراض المكتوبة في هذه المعايير، فهنا يعتبر المريض مصابًا بالفصام.
تشخيص المريض قد يتطلب أكثر من جلسة، ومدة الإصابة بالمرض أيضًا مهمة، بعض المعايير التشخيصية تؤكد أن المرض يجب أن يكون لمدة ستة أشهر على الأقل حتى يتم تشخيص الفصام، لكن هناك اعتراضات حول هذا الرأي، والرأي المقابل يقول: وجود الأعراض (بحدة) لمدة شهر واحد، هذا أمر أكيد وقاطع جدًّا لتشخيص الفصام.
في بعض الحالات تتطور الأعراض الذهانية أو الفصامية بشدة، مثلاً في خلال أسبوع تجد المريض أفكاره قد اضطربتْ، وأنه يعاني من هلاوس، ويعتقد أنه متابع أو مراقب(وهكذا)! وتكون الأعراض حادة جدًّا.
هذه الأعراض كلها أعراض فصام، لكن نسبة لأن المريض لم يقض المدة المطلوبة، فهنا يعتبر التشخيص حالة ذهانية حادة، أو ما يسمى بشبيه الفصام.
أيتها الفاضلة الكريمة: التشخيص يسمى التشخيص الإكلينيكي السريري، أي من خلال التخاطب مع المريض أو مع ذويه، وملاحظة المريض، ومن خلال هذه المعلومات يتم تشخيص الحالة.
مريض الفصام لابد أن تُجرى له أيضًا التحليلات العامة مثله مثل بقية المرضى، يجب أن نتأكد من مستوى الدم، ووظائف الغدد، مستوى فيتامين (ب12) على وجه الخصوص، هذه أمور مهمة جدًّا.
هنالك في بعض المراكز البحثية المتقدمة جدًّا يُصوّر دماغ المريض بواسطة نوع من الرانين المغناطيسي الخاص جدًّا، والصورة قد تُظهر أنشطة دماغية في مناطق معينة جدًّا من المخ، هذه تكون دليلاً على وجود مرض الفصام، لكن هذه الوسيلة ليست قطعية، إنما هي بحثية أكثر مما هي عملية وإكلينيكية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على سؤالك هذا. | د. محمد عبد العليم | 2,156,890 | 2012-12-26 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مررت بأزمات نفسية وذهانية وانتكاسات عديدة، ما توجيهكم نحو العلاج؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة الدكتور الفاضل، وفقك الله.
أنا عمري 36عاماً، ومررت بأزمات نفسية وذهانية حادة وانتكاسات، علماً بأني أتحسن عن انتظامي في الدواء حبة زبركسا 5 ملج، ولكن أشعر بعض الأيام بأوهام العظمة، وبعض الأيام بصعوبة الحياة اليومية، والانتظام في الدوام.
أنا كثير الغياب وأنام مبكراً ثم لا أنشط ولا أهتم بالعمل! هل الزبركسا مناسب لي؟ علماً بأن الذهان أتاني أول مرة عند التحاقي بالجامعة، ثم اختفى المرض عشرة أعوام ثم عاد إلي بعد ظروف وظغوط معيشية وأسرية.
أشعر أني سأستمر على العلاج طول العمر، لأني كلما توقفت حصلت انتكاسة، هل تغير الدواء إلى الرزبريدون أفضل؟ وهل أستمر عليه يومياً لسنوات أم أنه يستخدم فترة ثم يجب التوقف عنه؟
جزاكم الله خيراً ونفع بكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
إن هذا المرض - إن شاء الله تعالى – بسيط، وأنت متيقن بذلك، وأنت من أهل القرآن، وقد أنعم عليك بنعمة عظيمة، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
لا شك أن قناعاتك صلبة بأن المرض يجب أن نأخذ بالأسباب لعلاجه، وهذه الأدوية هي نعم عظيمة من نعم الله تعالى.
أذكرُ أخِي الكريم حين بدأتُ التدريب في الطب النفسي قبل أكثر من ثلاثين عامًا، كان من الصعوبة جدًّا أن تساعد مرضى الفصام أو مرضى الاضطرابات الذهانية، أو إن وجدت المساعدة فهي محدودة جدًّا، وذلك نسبة لعدم توفر أدوية أو وسائل علاجية متميزة، أما الآن فالوضع مختلف تمامًا، فنحن الآن في نعمة عظيمة، الزبركسا وغيره من الأدوية بالفعل غيّرت حياة الناس.
هذه الأمراض يجب أن يتم التعامل معها مثل بقية الأمراض، كأمراض السكر والضغط، بل هي قد تكون أهون إذا التزم الإنسان باتباع الإرشادات الطبية، ومن أهمها الالتزام بالجرعة العلاجية.
جرعتك وهي خمسة مليجرام من الزبركسا يوميًا هذه لا تعتبر جرعة علاجية، إنما هي جرعة وقائية، وهذا يعني أن مرضك من النوع الخفيف جدًّا، واستجابتك للعلاج ممتازة، والمحافظة على الجرعة الوقائية مهمة ومهمة جدًّا، ويجب أن تصل لقناعة أنك في حاجة لهذه الجرعة وتستمر عليها بانتظام، ويجب أن يكون بينك وبين مرضك صداقة، هذه الصداقة تتمثل في الوفاء، والوفاء هنا بأن تتناول الدواء.
العلاج لا ينقص الإنسان أبدًا، لكن المرض يُنقص الإنسان.
الزبركسا قد يسبب النعاس والتكاسل بعض الشيء، خاصة إذا لم ينتظم الإنسان عليه، لكنَّ الذين ينتظمون ويتناولون الدواء في وقت معلوم وزمن مُحدد تنتظم ساعتهم البيولوجية، وتخف الآثار التسكينية والاسترخائية لهذا الدواء بمرور الزمن، مثلاً حين تتناول جرعة الساعة التاسعة مساءً، حتى وإن زاد نومك في الأيام الأولى وشعرت بشيء من التكاسل في الصباح، هذا سوف يقل حتميًا بمواصلتك للعلاج.
هذا من ناحية الزبركسا إذا أردت أن تستمر عليه، فأنا أوافق على ذلك تمامًا.
هنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (إبليفاي) واسمه العلمي (إريببرازول) هذا الدواء فعاليته مطابقة تمامًا للزبركسا، لكنه يتميز بأنه لا يزيد النوم، ومن ثم لا يشعر الإنسان بأي نوع من الإجهاد أو الكسل.
الرزبريادون أيضًا دواء جيد وممتاز، وهو دواء وسطي ما بين الزبركسات وما بين الإبليفاي من حيث صفات وسمات التهدئة والتسبب النعاس.
جرعة الرزبريادون التي تناسبك والتي تعادل خمسة مليجرام من الزبركسا هي من اثنين إلى ثلاثة مليجرام في اليوم، والآن ظهر دواء يعرف باسم (إنفيجا INVEGA) (الباليبيريدون paliperidone) وهو رديف أو مستخلص من الرزبريادون، هذا الدواء أيضًا ممتاز وفعال خاصة في النواحي الوقائية، وجرعته هي من ثلاثة إلى ستة مليجرام في اليوم.
أمامك خيارات كثيرة جدًّا ممتازة جدًّا، الذي يهمني هو أن تحافظ على الجرعة العلاجية، ومهما طال الوقت والسنين فهذا يجب ألا يُزعجك، والعلم يحمل لنا بشارات كبيرة يومًا بعد يوم، فربما تظهر أدوية أكثر فعالية وأقل آثارًا جانبية.
أخي الكريم: حفظ النفس وحفظ العقل هي من متطلبات شريعتنا وعقيدتنا، وما دامت هذه الأدوية البسيطة تحفظ العقل وتحفظ الجسد وتحفظ النفس فلماذا نتردد في تناولها؟!
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,154,334 | 2012-11-06 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
اضطراب الفصام العاطفي ما اختلافه عن الاضطراب الوجداني؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتناول الأدوية التالية منذ سنه تقريباً: تجريتول (600 م.ج) وسبراليكس (20 م.ج) و ابيليفاي (15 م.ج) يومياً، فهل هذه الأدوية جيدة؟ مستوى التجريتول في الدم (10.18) فهل هذا طبيعي؟
كنت أتناول تجريتول (800 م.ج CR سي آر) يومياً، ولكن قرر الطبيب تخفيض الجرعة بعد تحليل الدم إلى (600 م.ج) يومياً، ولا يوجد في الصيدلية CR، أتناول التجريتول العادي، فأيهما أفضل CR أم العادي؟
هل نوبات اضطراب الفصام العاطفي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ وما هو الفرق بينهما؟
وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ibrahim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يوجد بعض التداخل بين الكلمات والأسطر في رسالتك، لكن الذي فهمته منها أنك تعاني من حالة معروفة تعرف باسم (الفصام الوجداني) أو (الفصام العاطفي) وأنك تتناول التجراتول والسبرالكس والإبليفاي بالجرعة التي ذكرتها، ولديك بعض الاستفسارات، وهي حول نوعية الأدوية، وهل هي صحيحة وجيدة؟ وسؤالك الأخير هو حول اضطراب الفصام العاطفي، هل هي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟
أيها الفاضل الكريم: أولاً من ناحية العلاج الدوائي أقول لك أن هذه أدوية مثالية جدًّا، بمعنى أنها هي العلاج المطلوب لعلاج الفصام الوجداني، والتجراتول بجرعة ستمائة مليجرام يعتبر مثبتًا جيدًا جدًّا للمزاج، ومن المهم أن تتناول الدواء بجرعة مائتي مليجرام كل ثمان ساعات، هذا يضمن لنا ما نسميه بالانتشار السلس والمنتظم للدواء ليكون مستواه محفوظًا في الدم، لأن الأدوية لديها عمر، وهذا يسمى بـ (العمر النصفي) للدواء.
بعض الناس يتناولون الدواء يقول لك ثلاث مرات في اليوم، وتجد أنه يضيق جدًّا ما بين المسافة الزمنية بين هذه الجرعات مما يُخل بانتشارها وترتيب الجرعات، لذا نقول: الأفضل هو أن يتناول الإنسان كل ثمان ساعات، وهذا يعني ثلاث مرات في اليوم، لكي يكون الانتشار والتوزيع أكثر انضباطًا، فالتجراتول إن لم تجده بالاسم يمكنك أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي، وهو (كاربامزبين Carbamazepine) وأعرف أن المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى متوفر بها جميع الأدوية.
أما بالنسبة للسبرالكس فهو محسن للمزاج، والإبليفاي أيضًا ضابطًا للمزاج، ويعمل على الجانب الفصامي في المرض بصورة فعالة جدًّا.
فيا أخِي الكريم: أؤكد لك مرة أخرى أن أدويتك سليمة، ومستوى فحص التجراتول ممتاز جدًّا، فحاول على أدويتك وعلى جرعاتها بالصورة التي وصفها لك الطبيب، وأرجو أيضًا أن تحافظ على مواعيدك المقررة للمراجعات.
سؤالك: نوبات اضطراب الفصام العاطفي شبيهة بنوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟ .. أقول لك نعم، توجد تشابهات لكنها ليست متطابقة، وحقيقة الفصام العاطفي أو الوجداني يعتبر أفضل من ناحية مآلاته – أي نتائج العلاج – يعتبر أفضل من مرض الفصام المعروف، ونتائج العلاج أيضًا تعتبر أفضل من علاج حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة إذا كان من النوع المتكرر بانتكاساته، وهذا نسميه بالباب الدوّار، أي أن المريض يخرج من نوبة ويدخل في نوبة أخرى، وهكذا.
إذن حالتك - إن شاء الله تعالى - هي أفضل من الحالات الأخرى كثيرًا، بشرط أن تهتم جدًّا بعلاجك. الفرق بين الفصام العاطفي والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو أن الأخير لا توجد فيه أعراض فصامية، أما الفصام الوجداني فتوجد فيه أعراض فصامية مثل وجود تهيؤات أو ما يسمى بالأفكار الضلالية، وهي قد لا نشاهدها في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وإن كان في بعض الحالات خاصة في حالات الهوس الحاد يكون المريض أيضًا لديه أفكار اضطهادية، وخلاصة الأمر أن مآل الفصام الوجداني قد يكون أفضل كثيرًا إذا حرص الإنسان في علاجه، وهذه بشرى أود أن أزفها إليك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير. | د. محمد عبد العليم | 2,154,308 | 2012-11-05 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
طبيبي شخص مرضي بفصام غير متدهور، أرجو التوضيح. | بعد الشكر لهذا الموقع الجليل
والتحية للدكتور: محمد عبد العليم.
النقطة الأولى:
أود ذكر أنه لما ذهبت للدكتور المعالج قال لي: إن مرض الفصام الذي عندي غير متدهور، وأنه غير مؤثر في شخصيتي، وإني من 30% الذين لا يتدهورون، ومع ذلك يصر على أن آخذ العلاج، ولي أكثر منذ 6 سنين ونصف أتعالج، ما معنى كلام الدكتور هذا؟
النقطة الثانية:
أنا أمر بحالة غريبة، أحيانا أراجع ذكرياتي المؤلمة، وكأنها شريط يمر علي غصبا عني، وأحس باليأس، وأني تدمرت، وأن أهلي هم الذين عملوا في هكذا، وأقوم بتعلية صوتي على أمي وأحيانا أشتمها، والله غصبا عني لمدة 10 -15 دقيقة أكثر أو أقل، وترجع حالتي الطبيعية، وأتأسف لها أحيانا أخرى، أتخيل أني تعاركت وذلك في عقلي، وليس تهيؤات، وأتنرفز وأبقى غاضبا جدا، وأحيانا أنفعل على نفسي، وتتغير ملامح وجهي فأظهر وكأني متقلب الأحوال.
وأحيانا عندما أتوتر أشعر بارتعاش يدي، ليس لي شكوى أخرى، علما أني آخذ دواء ابيكسدون (ريسبريدون) 4 مج دائما.
الأسئلة:
أرجو توضيح كلام الدكتور، وهل أحكي لطبيبي على هذه "أحلام اليقظة".
هل سيعدل الجرعة، وما هي الجرعة المناسبة من وجهة نظرك؟ علما أني أذهب وأرجع في الصالة كثيرا، ولما أجلس أهز رجلي، ما هذا العرض؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرض الفصام الآن نحب أن نسميه (أمراض الفصاميات)؛ لأنه ليس مرضًا واحدًا، نعم هنالك أشياء وعوامل وسمات وصفات وسجايا، وعلامات مشتركة بين أمراض الفصاميات، لكن الاختلافات أيضًا موجودة، وطبيبك صادق، بل أعجبني كلامه جدًّا حين قال لك أنك: أنت من الذين لا يتدهورون، أي الذين لا يتفتت وجدانهم أو كيانهم أو شخصياتهم، أو يفتقدون مهاراتهم؛ لأن مرض الفصام -خاصة ما يسمى بالفصام الهيبفريني Hebephrenic Schizophrenia- قد يؤدي إلى ذلك.
إذن -أخي الكريم- هذه بشارة كبرى حملها لك الطبيب، وأنا كذلك أود أن أحملها لك، وهذا يعني ضرورة الالتزام بالعلاج، والعلاج هنا مهمته أنه وقائي، ويجعل كيمياء الدماغ لديك في وضع منسجم وترتيبي، وهذا لا يؤدي أبدًا إلى تطور المرض.
العلاج مطلوب في الأنواع التي يتدهور فيها الإنسان والأنواع التي لا يتدهور فيها.
بالنسبة للحالات التي لا يتدهور فيها مريض الفصام ربما يكون العلاج أكثر أهمية؛ لأنه سوف يمنع هذا التدهور، ويساعد على التعافي والتشافي، وأنا -أيها الفاضل الكريم- أعرف من يعاني من مرض الفصام، وهم أساتذة في الجامعات -هذا الكلام لا مبالغة فيه أبدًا- لكنهم حريصون جدًّا على تناول علاجهم، فيا أخي الكريم: هذا كله كلام طيب وبشارة لك.
ما تمر به من أعراض: كما تعرف أن مرض الفصام ليس فقط أفكارًا توهمية أو ضلالية، الفصام يؤثر على الوجدان، على العواطف، قد يؤدي إلى القلق، قد يؤدي إلى وشاوش في التفكير، وضعف في التركيز -وهكذا- وقضية الانفعالات السالبة الزائدة قد تحدث أيضًا مع مرض الفصام، فأرجو -أخي الكريم- أن تتحكم في ذاتك، وفي تصرفاتك، وأنت -الحمد لله- مستبصر ومدرك، لا ترفع صوتك مرة أخرى على والدتك أبدًا، وأسأل الله تعالى أن يغفر لك ما مضى، وعلى العكس تمامًا بر الوالدين يساعد على الشفاء، أنا أعرف أنك لم تقصد ذلك، إنما المرض قد يكون فرض نفسه عليك، لكني في ذات الوقت آمل وأتعشم ألا يحدث هذا، لأني أراك إنسانًا واعيًا ومستبصرًا.
أحلام اليقظة هي مجرد تدخلات فكرية قلقية، وأفكار تسلطية، وهذه دائمًا يتخلص منها الإنسان من خلال صرف الانتباه، فاصرف انتباهك عنها، إذا كنت جالسًا فقم، وإذا كنت واقفًا فاجلس، اتفل على شقك الأيسر ثلاثًا، اقرأ آيتين من القرآن الكريم، اشغل نفسك بشيء معين، اصرف نفسك عنها بما هو أفيد، وهذه طريقة علاجية ممتازة ولكن بكل أسف الكثير يجهلها.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الرزبريادون دواء رائع، دواء ممتاز، والجرعة المناسبة لعلاج مرض الفصام هي من أربعة إلى ستة مليجرام، وأربعة مليجرام تعتبر جرعة وقائية، والآن يوجد دواء رديف للرزبريادون يعرف باسم (إنفيجا INVEGA) ربما يكون أفضل قليلاً من الرزبريادال، لأن آثاره الجانبية قليلة، لكن من المؤسف أنه مكلف بعض الشيء، لأنه يعتبر من الأدوية الجديدة.
لا أريدك أن تكلف نفسك فوق طاقاتها، فالرزبريادال جيد وممتاز، والطبيب -إن شاء الله- سوف يراقب الجرعة.
هنالك عرض مهم ذكرته، وأشكرك جدًّا على هذه الملاحظة، وهي أنك ذكرت أنك حين تجلس في الصالة وتكون في وضع الجلوس تهز رجليك كثيرًا، هذا العرض بالفعل يحدث نتيجة لتناول الرزبريادون، وأنا على ضوء ذلك أقول لك: بل الطبيب غالبًا سوف يقوم بإعطائك عقار (إندرال) ومعه عقار (جونتانتين) أو (آرتين) هذه أدوية طيبة ممتازة للتخلص من هذا العرض.
فيا -أخي الكريم-: كل أمورك طيبة، -والحمد لله تعالى- أنت تبحث عن عمل، وهذا أسعدني كثيرًا؛ لأن العمل فيه تأهيل في تطوير المهارات، وأسأل الله تعالى أن يرزقك بما يفيدك، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف وفي إسلام ويب، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير في هذه الأيام الطيبة. | د. محمد عبد العليم | 2,154,220 | 2012-10-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرض الفصام يختلف من حيث شدته وقوته ومآلاته | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة رقم 2149076 أختي لم تتعافَ، واكتشفت أنها كانت تتعاطى الكبتاجون، ظهرت لأختي حالات جديدة، فأصبحت تكلم نفسها، وتضحك مع نفسها, وفجأة أصبحت بحالة خمول، لا تتحدث، ولا تعمل أي شيء، فقط تشاهد التلفاز، وكانت على هذه الحالة لساعتين.
كانت تتعاطى الكبتاجون منذ فترة 7 أو 6 أشهر، وتوقفت عنه، وهي الآن بحالة يرثى لها، فلم تعد تتحدث مثل قبل، وتلتزم الصمت، وتفعل حركات غريبة، وتقتنع باقتناعات غريبة، مثل اتهامها لي بأنني أعمل اللواط مع أخي الصغير !!
قررنا الذهاب بها للمستشفى، ونحن بالسيارة وجدتها ترفع أصبعها لدقيقة أو أكثر، سألتها لماذا ترفعين أصبعك؟ فقالت لقد نسيت ! ولله إني أتقطع كيف كانت وكيف
أصبحت .
ذهبت بها لطبيب وقال بأن لديها فصاماً، وأعطانا دواء (نسيت اسمه) لفترة أسبوع، وإذا لم تتحسن حالتها يجب أن تنام لفترة طويلة بالمستشفى، وأن تكون تحت الرقابة، أنا لم أقتنع بكلامه، فحسب علمي مريض الفصام يتحدث ويكون طبيعياً، إلا ببعض الحالات، لكن أختي لا تتحدث كثيراً، وأصبحت تتكلم بطريقة مفهومة، ولكن غريبة، لم تكن تتحدث بها، فمثلاً سالتها مرة أين أخي؟ فقالت منسدح على السرير يحاول ينام منذ ربع ساعة، هي قد تبدو عادية، ولكنها لم تكن تتحدث هكذا.
أرجوكم دلوني ما الذي حصل لها؟ ما هو اسم مرضها؟ وهل يوجد له علاج بأي مكان بالعالم؟
غفر الله لكم وجزاكم خير الجزاء. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك، والتي أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
من المؤسف جدًّا بالطبع أنها تتعاطى الأنفتامين – أي الكابتجون – وهو مادة إدمانية خبيثة تؤثر على الناقلات والمستقبلات العصبية في الدماغ، ويؤدي إلى تفتت في شخصية الإنسان، كما أنه يؤدي إلى اضطرابات ذهانية متعددة، من أهمها السمات الفصامية، يفقد الإنسان صوابه ووضعه، وتتشتت ذاته بصورة واضحة.
الطبيب حين ذكر لكم أن هذه الأخت – شفاها الله – مصابة بمرض الفصام، يجب أن تكون هنالك قناعة بذلك، فمثلاً اتهامها لك بأنك تفعل اللواط مع أخيك الأصغر هذا اتهام ظناني باروني، الحركات التي تبدو منها هي أيضًا ذات طابع فصامي، ويُعرف تمامًا أن سبعين إلى ثمانين بالمائة من الذين يتعاطون الكابتجون يصابون باضطراب ذهاني يشبه الفصام أو هو الفصام ذاته، والبنات أقرب قابلية للإصابة بهذه الاضطرابات الذهانية والعقلية.
الفصام ليس مرضًا واحدًا، وإنما هنالك فصاميات تتعدد وتختلف في قوتها وشدتها ومآلاتها التشخيصية والعلاجية.
الفصام على العموم قد يشمل الاضطراب في التفكير، قد يشمل الاضطراب في السلوك، مدخلات غريبة جدًّا على الإنسان، شاهدنا من يصمتون، شاهدنا من لا يتكلمون، شاهدنا من يتكلم بلغة غريبة من اختراعه، نسأل الله لهم الشفاء جميعًا، فلا تستغرب ولا ترفض تشخيص الطبيب، فالأمر واضح وجلي لدرجة كبيرة.
يأتي السؤال المهم وهو العلاج، وأبشرك أن العلاج الآن متوفر جدًّا، لكن التعامل مع هذه الحالات يجب أن يكون شاملاً وكليًّا، العلاج على المستوى الدوائي، العلاج على المستوى الاجتماعي والتأهيلي، الصبر عليها حتى تكون مرتبطة بالواقع، وتستعيد بصيرتها وتدبر أمورها.
يعتبر العلاج الدوائي ركيزة أساسية، وهنالك عدة أدوية، المهم هو الالتزام التام بالجرعة، معظم هؤلاء المرضى لا يتعاونون في تلقي العلاج، لذا يلجأ الأطباء إلى وسائل كثيرة، منها إعطاء الإبر الزيتية مثلاً مرة كل أسبوعين أو كل شهر، وأنا شخصيًا أرى أن مرض الفصام لا يمكن علاجه بصورة جيدة خاصة حين اكتشافه إلا بدخول المستشفى، وما دام هنالك اضطراب في التفكير واضطراب في الحركات وفي السلوك والمزاج والوجدان فلابد لهذه الابنة الكريمة أن تُدخل إلى المستشفى، وهذا ليس عيبًا أبدًا.
المختصون في المستشفيات لهم القدرة والمعرفة في كيفية التعامل مع هذه الحالات، وسوف تكون في حفظ وصون وتبعد تمامًا من محيط التعاطي، وفي ذات الوقت المستشفيات هُيئت لتقبل سلوكيات هؤلاء المرضى، ومن ثم يتم تعديلها لما هو إيجابي.
فيا أخي الكريم: القرار يجب أن يكون هو أن تدخل أختك إلى المستشفى، هذه نصيحتي و- إن شاء الله - سوف تأخذون بها، وأنا أبشرك بأن التحسن يبدأ بعد أسبوعين إلى ثلاثة من تناول العلاج، لكن جوهر الفصام لا يمكن اقتلاعه قبل شهرين إلى ثلاثة من تناول العلاج، وبعد أن تكمل المرحلة العلاجية سوف يضع لها الطبيب الخطة الوقائية والتي تعتمد في الأساس على المتابعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,151,912 | 2012-10-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أتناول الإفكسر لعلاج الهلع, فما رأيكم به؟ وكم أستمر عليه؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستخدمت حبوب الكبتاجون قبل عشر سنوات لمدة سنتين، وتركتها بإرادتي بعد أن دمرتني وأصابتني بظنون وشكوك، واكتئاب، وقلق، وخوف اجتماعي وهلع، وعزلة عن الناس ما عدا ذهابي للعمل فقط، وانطوائي بقية اليوم، وعدم حبي للخروج.
استخدمت الأفيكسور 150 ملج، وقد قضى على الهلع، وقليل من الاكتئاب والقلق، وأنا أستخدم الآن الأنفيجا 3 ملج، وأشعر بتحسن خفيف في نهاية الظنون.
فما توجيهكم من ناحية الجرعات؟
وكم الفترة التي أستمر عليها؟
وما تشخيص حالتي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
بالطبع أنا سعيد جدًا أن أعرف أنك قد أقلعت عن تعاطي الكبتاجون، وأنت ذكرت أنك قد تناولته قبل عشر سنوات، ولكن آثار هذا المؤثر العقلي ظلت معك، وظهرت في شكل: (قلق، وتوتر, ورهاب، وشكوك، وظنون)، والشكوك هي من الآثار الحقيقية التي يمكن أن تنشأ من تناول هذا المخدر.
عمومًا: أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأريدك الآن أن تنظر إلى الأمور بتفاؤل، وأن تحاول أن تخرج نفسك من العزلة، فهذا مهم جدًا، فالتأهيل الاجتماعي مطلوب في مثل هذه الحالات، والتأهيل الاجتماعي من ركائزه الأساسية: التواصل الاجتماعي، والتواصل من الممكن أن يكون في بداية الأمر على نطاق الواجبات، الصلاة مع الجماعة مثلًا، فهذا فرض وواجب، وفي ذات الوقت هو تواصل اجتماعي من نوع خاص، وزيارة الأرحام، والتواصل مع الأصدقاء، وحضور المناسبات الاجتماعية، وحضور الجنائز، فهذا - يا أخي - كله نوع من التواصل الذي يؤجر عليه الإنسان -إن شاء الله تعالى- وفي ذات الوقت يؤهل الإنسان نفسه اجتماعيًا، فكن - يا أخي - حريصًا على ذلك.
نصيحتي لك أيضًا أن تقرأ فالقراءة مهمة جدًا؛ لأن المخدرات بصفة عامة تجعل فكر الإنسان سطحيًا ومضمحلاً، ومن خلال الاطلاع والقراءة تتحسن مقدرات الإنسان المعرفية، وهذا يريح النفس كثيرًا.
والرياضة لها أهمية أساسية في تنشيط الجسد، وتحسين وظائفه الفسيولوجية بصفة عامة، فكن حريصًا على ذلك.
أما بالنسبة لموضوع العلاج الدوائي: فالإفكسر دواء طيب وجميل، وأنت - كما ذكرت – قد تخلصت من الهلع تمامًا، وكذلك الاكتئاب.
وبالنسبة للمشاعر الاضطهادية أو الظنانية فإن (الأنفيجا) دواء ممتاز، لكن جرعة (3) مليجرامات هي جرعة صغيرة؛ ولذا أقول لك: ارفع الجرعة إلى (6) مليجرامات، وبعد أن يقضي على هذه الشكوك تمامًا استمر على جرعة (6) مليجرامات لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى (3) مليجرامات كجرعة وقائية، فهذا - يا أخي - الأفضل، والأنفيجا ليست له فائدة علاجية حقيقية إلا إذا وصلت الجرعة إلى (6) مليجرامات, أما (3) مليجرامات فهي جرعة وقاية أكثر من أنها جرعة علاج.
وإذا تواصلت مع طبيب نفسي فهذا - إن شاء الله تعالى - سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك أيضًا.
وبالنسبة للمدة: فأنا أرى أن مدة العلاج على الأنفيجا يجب أن لا تقل عن ثلاث سنوات، وهذه ليست مدة طويلة، خاصة أن الأمراض الظنانية قابلة للانتكاسات، والوقاية دائمًا خير من العلاج، خاصة في مثل هذه الحالة.
تشخيص حالتك - أيها الأخ الكريم -: قد لا يكون لديك المدخلات والمكونات التشخيصية الكاملة، لكن يظهر لي أنك قد أصبت بحالة شبيهة بما يسمى بالفصام الوجداني، وهو نوع من الشكوك والظنان البارونية، مع وجود أعراض اكتئابية وجدانية، ويعرف أن هذه الحالات أفضل كثيرًا من مرض الفصام، أو الاكتئاب المطبق الشديد.
أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,146,244 | 2012-07-11 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل أغير السيروكسات باللسترال لأنه لا يعمل على الدوبامين؟ | السلام عليكم.
تحياتي للدكتور محمد, جزاه الله خيرًا عن كل ما يعمله لمساعده إخوانه المرضى, وكذلك للقائمين على الموقع.
أنا مصاب بالفصام الزوراني نتيجة إدماني لمادة الحشيش اللعينة, وأستخدم أنفيجا 6 مل, والحمد لله سيطرت على المرض بنسبة كبيرة, ولكني عانيت من الاكتئاب والمخاوف المصاحبة للذهان, وبدأت باستخدام سيروكسات 20 مل حبة واحدة فتحسنت من المخاوف والاكتئاب, وسبب اختياري للسيروكسات؛ لأنه لا يدفع نحو الهوس, إلا أنه نشَّط لدي الذهان, فرفعت جرعة الأنفيجا إلى 9 مل, والحمد لله الأمور على خير نسبيًا.
المشكلة أنني حينها قررت الزواج, وإكمال نصف ديني, والخروج من القوقعة التي كنت فيها, فذهبت إلى الطبيب ونصحني بعلاج الدوستينكس لخفض هرمون البرولاكتين, ولكني حين جمعته مع السيروكسات صارت تأتيني حالة من الهلوسة والوساوس الشديدة, لم أجد لها تفسيرًا إلا أن الدوستينكس يعمل على الدوبامين, والسيروكسات أيضًا كذلك ينظم الدوبامين, أريد رأيك - دكتورنا الفاضل - هل أغير السيروكسات باللسترال لأنه لا يعمل على الدوبامين وأستطيع أن أستخدم معه الدوستينكس أم ماذا؟ لا أريد تغيير الأنفيجا؛ لأني استخدمت من قبل سيروكويل وزيبركسا فكنت أنام طوال اليوم.
أرجو النصح والإرشاد, فأنا أفكر في موضوع الرغبة عقب الزواج كثيرًا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، والحمد لله تعالى أنك مدرك لحالتك إدراكًا جيدًا, وأقول لك: إن استجابتك للعلاج أي عقار الإنفيجا ممتازة جدًّا, وقد وصلتُ لهذه النتيجة من خلال ما أوردته في رسالتك؛ حيث إن العلة الذهانية التي تعاني منها - كما ذكرت - لم تؤكد، والحمد لله على إداركك واستبصارك وارتباطك بالواقع, وهذا من فضل الله ورحمته.
أما فيما يخص الجانب الوجداني لديك: فيعرف في بعض الحالات أن مرض الفصام قد يتأتى معه شيء من عسر المزاج, وهذا غالبًا ما يكون عارضًا وعابرًا, وينتهي إن شاء الله, ونحن نشجع الناس دائمًا على الآليات السلوكية للخروج من مثل هذه الحالات, وليس الاعتماد على الأدوية فقط.
السلوكيات المطلوبة هي: التفكير الإيجابي, وعدم تقبل الفكر التلقائي السلبي, وأن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة, وأن تمارس الرياضة, والحرص على الصلاة في وقتها, والدعاء وتلاوة القرآن, وهذه مدعمات أساسية, وأنا أعرف أنك حريص - إن شاء الله عليها - لكن وددت أن أذكرك وأذكر نفسي.
بالنسبة لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب مثل: الزيروكسات, هذا الموضوع حوله الكثير من الخلاف, ويقال: إن إضافة هذه الأدوية لا بأس به أبدًا, لكن في ذات الوقت ربما تعقد الحالة الذهانية لدى الناس, ومثل حالتك - بكل أمانة ودقة علمية - يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر.
موضوع المقدرات الجنسية ومدى تأثرها سلبيًا بتناول الزيروكسات: فأعتقد أن الجانب النفسي كبير جدًّا في هذا الموضوع, وحين يكون الإنسان تحت المباشرة الطبية النفسية المباشرة من خلال المقابلات المنتظمة, فهنا يتلاشى الجانب النفسي بالتأثير السلبي على الأداء الجنسي.
موضوع تناول الأدوية مثل: الدوسوتنكس لخفض هرمون البرولاكتين, هذا أنا أفضل أن يكون تحت إشراف طبي, ولا أرى أن هنالك حاجة حقيقة له؛ لأن الارتفاع الذي ينتج من الإنفيجا ليس كبيرًا.
بالنسبة للزيروكسات: إذا تم استبداله بعقار ولبيترين, والذي يعرف باسم ببريبيون ربما يكون أفضل؛ لأن الببريبيون يعرف عنه أنه محسن جيد جدًّا للأداء الجنسي, وفي ذات الوقت هو مضاد جيد جدًّا للاكتئاب, ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن, كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في النوم, بل على العكس تمامًا فكثيرًا ما يشتكي بعض الناس من أن هذا الدواء قد زاد لديهم درجة اليقظة, وفي مثل هذه الحالة نقول لهم: تناولوه نهارًا، والعيب الوحيد للويبترين هو أنه ربما ينشط البؤر الصرعية الخاملة لدى بعض الناس, لكن هذا نادر جدًّا, ويكون مع جرعات مرتفعة.
عمومًا أنا أراه دواء مناسبًا جدًّا كبديل للزيروكسات, وتناوله مع الإنفيجا لن يكون متعارضًا أبدًا, وإذا استشرت طبيبك في هذا الأمر فأعتقد أن ذلك أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا.
دراسات كثيرة أيضًا أشارت أن الفافرين ربما يكون بديلاً مناسبًا في مثل هذه الحالات, وليس الزيروكسات أو الزولفت.
عمومًا: أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد, وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب, وأسأل الله تعالى أن تعيش حياة طيبة وهانئة, وأن يتم الزواج وأن تلتقي مع زوجتك على الخير والبركة. | د. محمد عبد العليم | 2,145,072 | 2012-07-01 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعراض نفسية شديدة لأختي بعد وفاة أمي وأخي، هل هي فصام؟ | أختي تبلغ من العمر 44 عاما غير متزوجة، كانت في وضع طبيعي وبصحة جيدة، بعد وفاة أخي، ووالدتي في أوقات متقاربة -رحمهما الله- ظهرت عليها أعراض نفسية، مثل التحدث مع نفسها، وتكسير الزجاج، والنشاط الزائد، وقصت شعرها تماماً.
عرضتها على طبيب نفسي، وشخصت على أنه اضطراب عاطفي وجداني، وكتب لها أربعة أنواع من الأدوية عبارة عن حبوب، وإبر، فضلت أن أعرضها على استشاري آخر؛ لأنها لا تبلع الحبوب، عرضتها على استشارية كبيرة في مستشفى معروف بجدة شخصت حالتها بانفصام، الدكتورة لم تذكر أي من الأعراض الجانبية التي قد تحصل بعد العلاج، وصفت لها ريسبدرال كونستا 25 مل، فلونكسول إبرة أعتقد 40 مل، اكنيتون، أرتين حبه في اليوم.
أختي أخذت الإبر، ورفضت تماماً الحبوب حتى وإن خلطناها ترمي الأكل، أو العصير.
بعد أسبوع تقريبا من استعمالها للإبر بدأت بالتخشب، والتصلب أخذتها للطوارئ، ووصف لها إبرة اكنيتون خف التخشب، بدأت بتحريك أيديها فقط، ولكنها لا تجلس، ولا تمشي ويوجد اعوجاج، وتقوس في القدم والساق.
عدنا للمستشفى بعد ما رأيت أن قراءة الضغط، والنبض في ارتفاع، وطلبوا منا تنويمها، وحاولت مع طبيب مخ وأعصاب، طبيب المخ والأعصاب أفادنا أن خلايا المخ سليمة بعد عمل الفحوصات عدا ck الإنزيم فقد كان مرتفعا 3800، ثم بدأ بالانخفاض تدريجيا إلا أن وصل لمعدله الطبيعي 59.
حاليا هي على علاج طبيعي، التخشب خف لدرجة كبيرة، إنما ما زال التقوس موجودا في القدم، ولا تستطيع الوقوف، استشرت مركزا تأهيليا، فأشار علي بعمل دعامات للقدم، وأن وجودها في المستشفى سيكلفني مبالغ طائلة بدون فائدة ترجى.
هل تشخيص الدكتورة النفسية صحيح؟ وهل الأدوية بهذه الجرعات لمريض مبتدئ صحيحة؟
للمعلومة أختي تربت في الولايات المتحدة، وكانت تعتمد على نفسها في السفر، وفي حياتها العامة، اجتماعية، ودودة.
المعذرة على الإطالة إنما أردت أن أزودكم بكل الجوانب، وأتمنى الرد بأسرع وقت لمساعدتي في اتخاذ قرار؛ لأنها ستكمل شهرا في المستشفى بدون فائدة مرجوة.
دمتم سالمين. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل فظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله تعالى لأختك العافية والشفاء، ولموتاكم الرحمة والمغفرة.
تشخيص مرض الفصام ليس بالأمر الصعب لأي طبيب مختص في الطب النفسي، ولا يمكن لطبيب أن يتعجل ويخبر الأهل بهذا التشخيص إلا إذا كان على درجة عالية من اليقين من ذلك التشخيص.
وأمراض الفصام لها عدة أنواع، والفصام أحيانًا يكون فيه أيضًا الجانب الذي قد يظهر في شكل اضطراب مزاجي ارتفاعًا أو انخفاضًا.
العلاجات التي أعطيت لهذه الأخت -شفاها الله- كانت بناء على تقدير الأطباء في تلك اللحظة، وحاجة المريض دائمًا هي التي تحتم نوعية العلاج التي يتناوله، وكما تفضلت وذكرت توجد صعوبات مع بعض المرضى في قبول الأدوية، والمريض لا يُلام؛ لأن المريض مفتقد البصيرة في الأصل، وبعد أن يبدأ التحسن، ومن خلال بناء علاقة علاجية ممتازة مع المريض يمكن إقناعه بتناول الدواء.
الإبر التي أعطيت لأختك هي إبر معروفة جدًّا لعلاج الفصام، وهي أدوية جيدة، وبالنسبة لحدوث حالة التخشب: هذه الحالة معروفة أيضًا كأثر جانبي لهذه الأدوية، لكن ليس أبدًا من الآثار الجانبية أن يكون هناك علة دائمة تعطل حركة الأطراف، هذا غير وارد كأثر جانبي لهذه الأدوية.
أما بالنسبة لموضوع أنزيم (CK) فأعتقد أن الأطباء كانوا على وعي تام واتخذوا الإجراء الصحيح حين قاموا بفحص هذا الأنزيم، لأنه يعرف أن أحد الآثار الجانبية للأدوية المضادة للذهان عامة هو ظهور متلازمة مرضية تتميز بارتفاع هذا الأنزيم مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة، واضطراب في ضغط الدم، وربما الكثير من التعرق، وهناك أعراض أخرى.
عمومًا الحمد لله تعالى الأنزيم انخفض، ولا يوجد مؤشر حقيقي أن أختك كانت تعاني هذه المتلازمة المشار إليها.
والذي أنصح به هو أن يتم تواصل ما بين المركز التأهيلي الذي يباشر علاج أختك الآن، والطبيب النفسي المختص -أو على الأقل يجب أن يزوّد المركز بتقرير مفصل، ويكون هنالك تشاور وتواصل بين الطبيبة، والمركز التأهيلي- هذا هو الذي أراه من حيث المستقبل العلاجي لأختك، وهذا هو الأهم.
أعتقد أن تشخيص الطبيبة صحيح، ولا بد أنها اتخذت المعايير التي تراها لتشخيص هذا الفصام.
الأدوية حقيقة محيطها العلاجي أيضًا يحدده الطبيب، كثيرًا ما نبدأ بجرعات بسيطة، ثم بعد ذلك نطور العلاج، لكن بعض الحالات قد تتطلب أن نعطي جرعة كبيرة دون أن تخرج من الطيف العلاجي المعروف، ويعرف تمامًا أن مرضى الذهان في وقت شدته يتحملون جرعة كبيرة جدًّا من الأدوية.
الذي أنصحك به هو أن تفكري حول الخطوات العلاجية المستقبلية لأختك -هذا مهم جدًّا- وتواصلها مع الطبيبة النفسية -أو أي طبيب نفسي آخر ترونه- أعتقد أنه مهم، وتوجد بدائل كثيرة جدًّا للإبر، فالآن يوجد عقار (زبركسا) يمكن أن يذوب في سوائل، وهو جميل جدًّا، وإذا كانت الأدوية السابقة هي السبب في كل الآثار الجانبية التي حدثت لها فهنالك عقار يعرف باسم (كلوزابين) ليس له مثل هذه الآثار الجانبية التي ظهرت، لكن له آثار جانبية أخرى معروفة للأطباء، وهنالك بروتوكولات معينة لإعطائهم الأدوية.
عمومًا: أشكرك جدًّا على اهتمامك بأمر أختك، ولا شك أنني لا أدافع أبدًا عن خطأ أي طبيب أو شيء من هذا القبيل، الذي يهمني تمامًا أن العلاج والتأهيل بالنسبة لأختك يسير بالصورة الصحيحة، وأنا أرى أن المستقبل العلاجي هو الأهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,145,266 | 2012-06-21 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل تشخيص حالة والدتي بأنها فصام صحيح أم لا؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع, وأتمنى أن تساعدوني في هذه المشكلة التي تؤرقني ليل نهار.
المشكلة تكمن في مرض والدتي البالغة من العمر 70 عامًا, فهي تعاني من الهلاوس البصرية والسمعية, والشك في الآخرين بشكل كبير جدًّا ومؤذٍ, علمًا بأنها كانت منذ زمن بعيد تتناول دواء اسمه ستيلازين وستيسوليد وكانت تعيش عليهم طوال عمرها, لكن الستلازين انقطع من السوق الأردني فتوقفت عنه منذ زمن بعيد, قمنا بعرض حالتها مؤخرًا على طبيب نفسي عن طريق الهاتف, كونها ترفض الذهاب للأطباء, وترفض فكرة أنها مريضة أصلاً فشخصها على أنها فصام, ووصف لها الطبيب دواء سيوكويل عيار 25, ثم عيار 50 مرتين يوميًا, إلا أنه سبب لها نعاسًا شديدًا, وعدم إدراك زماني ومكاني, وإرهاقًا شديدًا, فوصف لها دواء بريكسال عيار 10 ملغ حبة يوميًا, إلا أنه يسبب لها عصبية, ونسيانًا شديدًا, وهلاوس بصرية, لا أدري إن كانت هي السبب, وحالتها تحسنت قليلاً, ولكن ليس كما يجب, فلا زالت تعاني من الهلاوس البصرية والسمعية.
أرجوكم أفيدوني عن هذه الحالة, فهي تؤرق العائلة جميعًا, وجزاكم الله كل الخير. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فكما ورد في رسالتك فإن الوالدة لديها خلفية مرضية، حيث إنها كانت تتناول دواء (استالازين), ويظهر أن حالتها كانت هي أحد الحالات الظنانية, أو ما يعرف بالاضطهاد البارونية – أو الظناني – وهو نوع من الفصام، لكنه أحسن أنواع الفصام من حيث الاستجابة للعلاج.
الآن يظهر أن حالتها نشطت من ناحية الأعراض، فهي تعاني من الهلاوس البصرية، وظهور المرض بهذه الحدة وهذه الشدة في هذا العمر يُذكرنا بأن نكون حريصين أيضًا لأن نعرف مستوى الذاكرة لديها.
كثير من الحالات التي يظهر فيها المرض الظناني تكون مرتبطة أيضًا بضعف الذاكرة في بعض الأحيان, وأنا لا أقول: إن والدتك تعاني من الخرف مثلاً، لكن وددت فقط أن أنبه بأن مراقبة درجة استذكارها خاصة للأحداث الحديثة مهمة جدًّا.
العلاج في نهاية الأمر يتمثل في تناول الأدوية المضادة للظنان، وهي أدوية كثيرة، وإن شاء الله تعالى كلها فاعلة، وأتفق معك أن بعضها قد يسبب النعاس، وبعضها قد يسبب القلق، لكن في نهاية الأمر يستطيع الطبيب أن يصل إلى حل وسطي جيد، بأن يعطي الدواء الذي لا يسبب النعاس، ولا يسبب القلق الشديد، وفي ذات الوقت يتحكم في أعراضها.
والذي أنصح به هو أن تراجع طبيبها – أيها الفاضل الكريم – وحالتها الآن تحسنت، لكن موضوع النسيان الشديد هذا يجعلنا حقيقة نتوقف عنده، لا نستطيع أن نتجاهله أبدًا، فالوالدة قد تكون محتاجة لفحوصات: صورة مقطعية للدماغ، التأكد من هرمونات الغدة الدرقية، وصحتها الجسدية العامة من وظائف للكبد ووظائف الكلى، مستوى الهموجلوبين، وهذه أسس طبية مهمة جدًّا.
حاولوا إقناعها أن تذهب إلى طبيب حتى وإن كان ذلك إلى الطبيب العمومي, أو الطبيب الباطني، وبعد ذلك توجيه الأدوية ليس صعبًا.
هنالك أدوية الآن يمكن استعمالها في مثل عمرها، فالعقار الذي يعرف باسم (إميسلبرايد), والذي يسمى بـ (سوليان) جيد جدًّا لكبار السن, وعقار (إبيفلاي), والذي يعرف باسم (إريببرازول) أيضًا من الأدوية الجيدة والفاعلة لعلاج الأعراض الظنانية البارونية.
إذن التواصل مع الأطباء سيكون هو الأمر المهم والضروري في مثل حالة الوالدة، وأعتقد أنه حتى الطبيب النفسي الذي تم معه التواصل بالتليفون سوف يساعد؛ لأن حالتها واضحة جدًّا وظاهرة جدًّا، ونحن نريد الآن أن نعرف سبب هذا النسيان، هل هو من الدواء؟ - وإن كنت لا أعتقد ذلك – هل هو بداية لوجود علة رئيسية في ذاكرتها؟ هل هو ناتج من خلل في وظائفها ومركباتها الجسدية؟ .. فهذه كلها أسئلة يجب أن يجاب عنها، وأعتقد أن الإجابة ليست صعبة أبدًا، ومن جانبكم: لا شك أن الحرص عليها هو وسيلة لبرها، وهذه فرصة عظيمة لكم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية. | د. محمد عبد العليم | 2,141,730 | 2012-05-20 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي لديه تخلف عقلي بعد سقوطه على رأسه، فهل له علاج؟ | أخي يبلغ من العمر (24) عاماً، في حالة يرثى لها، كان منذ طفولته سليماً طلقاً ذكياً، سريع الحفظ، يحب أن يكوّن علاقته بالكبار، ولكن في صغره كان يلعب وسقط على راسه، وبدأت تتدهور حالته، ذهبنا به إلى طبيب نفسي -يبدو أنه فاشل- لأنه أعطاه حبوباً لها أعراض جانبية، فوصف أبي له ذلك، والطبيب لا يهمه هذا الأمر، وحتى الرقاة والدجالون، تدهورت حالته كلياً، أصبح يثرثر مع نفسه، ويحدثنا بكلمات غير مفهومة، يعني بالعامي (خرابيط) لا يعتمد على نفسه في النظافة إذا دخل الحمام، وأحياناً يقوم بالصراخ ولا نتركه يخرج للآخرين، ونخفيه عن الناس بسبب سوء حالته، فما اسم هذا المرض؟ وما علاجه؟ وهل تنصح بالعلاج الكهربائي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية نسأل الله لأخيك العافية والشفاء، وأنا حقيقة أتعاطف معك ومع أخيك ومع أسرتك، وأقدر درجة الألم النفسي الذي يحدث للأسر حين يكون عزيزًا لديهم مصاباً بمثل هذه الاضطرابات السلوكية الشديدة.
بالطبع أنا لستُ في موقع أستطيع أن أعطي صورة كاملة عن وضعه، لكن ما سوف أقوله قد يكون نافعًا، هذا الابن –حفظه الله– بعد أن حدثت له الإصابة الدماغية كان من المفترض أن يُعرض على طبيب أعصاب، أو طبيب مختص في جراحة المخ والأعصاب لتتم له الفحوصات الضرورية، ومن أهم الإجراءات صورة مقطعية للرأس، أو صورة الرنين المغناطيسي، وهذا لم يحدث.
الآن وحسب ما ورد في الوصف أن حالته تدهورت من الناحية السلوكية، من حيث التصرفات، إهماله لنظافته الشخصية، عدم القدرة على التواصل الاجتماعي الصحيح، ويظهر أنه غير مرتبط بالواقع، وأنه يفتقد البصيرة، وأن حكمه على الأمور ليس صحيحًا... هذه مكونات أساسية للاضطرابات الذهانية، والطبيب الذي وصف هذا الابن بأنه يعاني من مرض الفصام ربما يكون مُحقًّا، والأطباء لا يتسرعون في وصف مرض الفصام؛ لأنه مرض رئيسي، له تبعاته وله أعباؤه على المريض وعلى أسرته، لذا معظم الأطباء المختصين يحاولون أن يجدوا المعايير التشخيصية الصحيحة.
أنا من وجهة نظري: ما دام الطبيب قد ذكر لكم أن هذا الابن يعاني من هذه العلة يجب أن يُقبل هذا الأمر، وهذا لا يعني أبدًا أن يُفقد الأمل، لا... حتى الفصام الآن يمكن علاجه بصورة جيدة جدًّا، نعم درجة النجاح والتحسن تتفاوت من إنسان إلى آخر، لكن كل المرضى يمكن الآن أن يستفيدوا من العلاجات الحديثة بدرجة أو أخرى، فأرجو أن تتواصلوا مع طبيب مختص في الأمراض النفسية، له سمعته ويكون مصدر ثقة، -والحمد لله تعالى- هم كثر في المملكة العربية السعودية.
هنالك أدوية معروفة تعالج هذا النوع من الفصام، فهنالك ما يسمى بأدوية الخط الأول، وهنالك أدوية الخط الثاني، وهنالك أدوية الخط الثالث، ومنها دواء معروف جدًّا باسم (كلوزابين) هذا الدواء يعطى في حالات الفصام الشديد، خاصة الذي يُصيب صغار السن، وهذا يسمى بـ (الفصام الهيبيفريني) الدواء الذي ذكرته بالطبع يجب أن يُعطى تحت إشراف طبي كامل، وهنالك ضوابط معروفة وبروتوكولات، لابد أن يكون الالتزام بها حين يُعطى دواء من هذا القبيل.
هذا مجرد معلومات وددت أن أوضحها لك، وذلك لندرك حجم الأمل الكبير الموجود لمساعدة أخيك وأمثاله، فأرجو أن تتقدموا نحو العلاج، ولا تنسوا أخيكم هذا من الدعاء، فالشفاء من عند الله تعالى، وأنتم يجب أن تبحثوا عن الأسباب.
أما بالنسبة للعلاج الكهربائي: فلا أعتقد أنه سيكون مفيدًا في مثل حالته، وإن كان هنالك اختلاف في الرؤى والمدارس الطبية النفسية، وأرجو أن تعذريني - أيتها الفاضلة الكريمة – كنتُ أتمنى أن أُدْلي بالمزيد، لكن قطعًا لم أفحص هذا الابن، وكما ذكرت لك فالمملكة العربية السعودية بها أفذاذ من الأطباء النفسانيين، أرجو أن تتواصلوا معهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,140,476 | 2012-05-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما هو العلاج الأفضل لمرض الفصام؟ | السلام عليكم
دكتور: أختي مصابة بمرض الفصام منذ ثلاث سنوات, تنتكس وترجع, تنتكس وترجع, المهم كانت تتناول 3 ملغ في اليوم, ذهبت الأعراض نهائيا, ثم قللنا الجرعة إلى واحد ملغ في اليوم فرجعت الأعراض, والآن وصف لها طبيبها 4 ملغ, وهي الآن تتناول 4 ملغ لكن الأعراض ما تزال باقية, تتكلم وحدها, تحس أن الطلاب وزوملاؤها يأتون بقربها.
دكتور السؤال: ما هو الحل تناولت 4 ملغ ولم تذهب الأعراض؟ وإذا شفيت ما هي الجرعة الوقائية التي تلتزم بها مدى العمر؟ علما أن وزنها 79 كليو غرام.
جزيتم خير الجزاء. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت لم تذكر اسم الدواء، لكن أعتقد أنك تشير إلى رزبريادون Risperidone هو دواء متميز جداً في علاج مرض الفصام, والجرعة المتوسطة هي:
(4غ) إذا لم يستجيب المريض ترفع الجرعة (6غ) أو حتى إلى (8غ) في اليوم, ولكن في مثل هذه الحالات لا بد أن يعطى دواء مضادا للآثار الجانبية التي قد تحدث للرزبريادون, من هذه الأدوية دواء يعرف باسم بروساكلدين, وآخر يعرف باسم بنزكسول, وهي معروفة تماما لدى الأطباء.
إذن أخي الكريم: يجب أن تراجع طبيبها وتعطيه صورة كاملة عن الأعراض التي لا زالت تعاني منها, قطعا سوف يقوم الطبيب برفع جرعة الدواء, أو إضافة دواء آخر مضاد للذهان أو استبدال الرزبريادون بدواء آخر, والخيارات كثيرة جدا وهي متاحة, وفي ذات الوقت يجب أن تساعد هذه الفتاة من خلال التأهيل النفسي, وهو يقوم على مبادئ تجديد المهارات السابقة, وأن لا نعاملها كإنسان معاق, بل نعطيها بعض المهام داخل البيت, ونصرف انتباهها عن الهلاوس والظنان, وذلك من خلال أن تكون مشغولة دائما.
وهنالك أخي الكريم عامل آخر, وهو إذا كانت لا تلتزم بالعلاج الدوائي عن طريق الفم فهنالك إبر طويلة المفعول ممتازة جدا, وهي معروفة لدى الأطباء يمكن للطبيب أن يقوم باتخاذ هذا القرار, وأن تعطى الإبر الزيتية طويلة الأمد, وهذا قد يكون فيه حل جيدا.
أيها الفاضل الكريم معاناة الفصام في النساء دائما أفضل مما هو الوضع في الذكور, لكن قطعا إذا أصاب المرض الإنسان في وقت مبكر من العمر, أو كان هنالك تاريخ مرضي أو نوعية الفصام من النوع الشديد؛ والذي يعرف باسم الفصام الهيبيفريني, في مثل هذه الحالات يجب أن يستمر العلاج لسنوات طويلة وربما مدى العمر.
الأشخاص الذين يعرضون لأكثر من ثلاث انتكاسات يجب أن يتناولوا الدواء على الأقل لمدة خمس سنوات، الجرعة الوقائية بالنسبة لمرضى الفصام هي نفس الجرعة العلاجية حسب ما تشير الكثير من الدراسات العلمية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,139,922 | 2012-05-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
القلق والاكتئاب والخوف... وكيفية التخلص من هذه المعاناة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكركم جدا على هذا الموقع الرائع، وعلى ما تقدمونه من خدمات، وأسأل الله أن يبارك لكم ويزيدكم من فضله.
لقد كنت أعاني من الاكتئاب والاضطراب المزاجي الذي حدث معي نتيجة ما تعرضت له من مواقف صعبة في الحياة، وبالذات الجوانب العاطفية، وفقدان للحب من حولي، والعيش في وحدة؛ حيث بعد أن كنت في نجاح وعطاء كبير ودافعية وهمة عالية حققت فيها الكثير من الإبداع والتميز والعطاء وجدت نفسي أعيش محاصرة بالاكتئاب والحزن وسيطرة الألم، والتفكير السلبي، وأكثر ما كان يؤلمي كثرة القلق والخوف والرجفة العصبية التي تحدث في وجهي ورأسي عندما أتحدث مع الناس أو أشرب أمامهم كأسا من الشاي أو القهوة وكانوا ينظرون إلي، فبعد أن كنت أتمتع بشخصية قوية نوعا ما أصبت بهذه الحالة التي جعلت الناس ينتبهون لحالتي ويسخرون أو يشفقون عليها، وما عدت أتمتع بالثقة التي كنت أتمتع بها ولا الدافعية القوية التي كنت أملكها.
ورغم ذلك كنت أعي ما أعانيه، وحاولت كثيرا أن أساعد نفسي، ودائما كنت أمارس كل الوسائل التي تعينني على الخروج من تلك الحالة، وخاصة الجانب الديني، والتقرب إلى الله، وكثرة السجود، والدعاء، والاسترخاء، والرياضة، والتخيل الإيجابي، وكل الوسائل التي تساعد على التخلص من ذلك، ولكني لم أفلح كثيراً، فاضطررت إلى التوجه للبحث عن دواء فعال ليعالج هذه الحالة، فبحثت على الإنترنت عن أدوية لعلاج الاكتئاب فهداني الله إلى موقعكم المبارك، وبدأت أقرأ كل ما كتب، والحالات المعروضة عن الاكتئاب فوجدت الكثير من الحالات تتشابه مع حالتي، وقد نصحتم بتناول دواء البروزاك، فقمت بتناوله لمدة شهرين، وقد تحسنت كثيرا عليه؛ حيث قل التوتر والخوف والقلق، ولكني الآن أصبحت أعاني من قلة النوم؛ مما أثر على عينيّ ووجهي، ولكني لا أعاني الإرهاق أو الحاجة للنوم، فهل هذا طبيعي بعد تناول دواء البروزاك؟ وهل سيستمر معي طويلا؟
فرغم أنني سعيدة -والحمد لله- بأن قل عندي ما كنت أعاني، إلا أنني أخاف أن أعود إلى ما كنت عليه وأنتكس من جديد، فماذا أفعل كي لا أعود للانتكاس والاكتئاب من جديد؟ وهل أستمر في شرب البروزاك لفترة أطول من شهرين؟
وخاصة أنني أعاني من اضطراب مزاجي قبل الدورة الشهرية، وكنت أصاب بالأكتئاب عند الحمل ولا ينجح الحمل ويموت في الرحم، وحدث ذلك معي خمس مرات، والآن أنا مطلقة ولم أنجب.
أنا أرى نفسي إنسانة ناجحة جدا ومتميزة، ولدي إبداع، ودائما أترك الأثر في الناس من حولي، وإعجابهم بشخصيتي، ولكني لا أدري ما حدث لي بعد أن تعرضت لضغوطات كثيرة ووصلت لحالة الاكتئاب والخوف والقلق، والآن قلة الدافعية على الإنجاز والهمة العالية، رغم أن والدي كان يعاني من الفصام والمرض النفسي الشديد منذ طفولتنا، وإخوتي كلهم يملكون الإبداع والتميز، وكانوا من أوائل الطلبة في مدارسهم، ولكني كنت لا أحصل مثلهم تلك العلامات رغم معرفتي وقدرة الإبداع والاستيعاب والذكاء لدي، ولكن الخوف كان يسيطر علي فحرمني من ذلك التحصيل، ولكني أبدعت في حياتي العملية كثيرا، رغم المخاوف الدائمة.
أرجو منكم أن ترشدوني إلى كيفية تحصين نفسي من الاكتئاب وعدم الإصابة بالمرض النفسي أو الفصام، وهل أستمر في شرب البروزاك فأنا قد أوقفته وشربته لمدة شهرين فقط، ولكني أعاني من قلة النوم، ومن بعض القلق والخوف أحيانا.
وجزاكم الله كل خير. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالة الاكتئاب التي تعانين منها من الواضح أنها استجابت استجابة فاعلة جدًّا لعقار بروزاك، والذي استوقفني هو أن النوم قد قلَّ لديك، وفي ذات الوقت لا تحسين بحاجة إلى النوم.
هذا العرض كما ذكرت لك استوقفني، والذي جعلني أتخوف قليلاً هو أنه ربما يكون لديك في الأصل ما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، بمعنى أنه لديك قطب اكتئابي، وفي ذات الوقت لديك قطب انشراحي، القطبان ليس من الضروري أن يكونا على نفس المستوى أو بنفس الشدة، فقد تكون فترة الاكتئاب أطول وفترة الانشراح أقصر مثلاً.
فخوفًا من أن تدخلي في قطب انشراحي إذا كانت حالتك بالفعل هي ما يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فهنا يجب التعامل مع البروزاك بحذر وحذر شديد، لأن الأدوية المضادة للاكتئاب وعلى رأسها البروزاك قد تدفع الإنسان إذا كان تشخيصه اضطرابا وجدانيا ثنائي القطبية، الدواء سوف يدفعه نحو القطب الانشراحي.
الذي أود أن أقترحه هو أن تتناولي البروزاك كبسولة واحدة يومًا بعد يوم، تتناوليها في الصباح، وتراقبي نفسك، إذا استمرت الأمور جيدة وموضوع النوم وعدم النوم إن لم يكن مزعجًا ولم تحسي بنشاط زائد، فهنا أقول لك أن الاستمرار على البروزاك بهذه الطريقة –أي يومًا بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر– سوف يكون كافيًا جدًّا كعلاج لهذه المرحلة.
أما إذا حدث الانشراح بالرغم من تناول الجرعة الصغيرة من البروزاك فهنا أعتقد أن البروزاك يجب التوقف عنه مباشرة، وفي هذه الحالة أفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا ليقيّم حالتك، وغالبًا تحتاج الحالة إلى ما يعرف بمثبتات المزاج، وهي أدوية معروفة تستعمل في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.
أرجو ألا يكون ما ذكرته لك من معلومات مزعجًا، فهي حقائق علمية لابد أن ندركها ولابد أن نكون على بصيرة متسعة لنضع جميع الاحتمالات.
ألخص الحالة في أنه ربما لديك فعلاً اكتئاب آحاد القطبية أو ربما يكون لديك اكتئاب ثنائي القطبية.
آحاد القطبية: مضادات الاكتئاب هي خط العلاج الأول، أما ثنائي القطبية فهنا الأدوية التي تثبت المزاج هي خط العلاج الأساسي، وفي بعض الحالات تكون هناك حاجة لمضادات الاكتئاب، وفي بعض الحالات تكون مضادات الاكتئاب مضرة، بمعنى أنها سوف تؤدي إلى انشراح زائد وربما هوس، وهذه الأمور الفنية معروفة لدى الأطباء المختصين.
أنا لا أريدك أبدًا أن تقلقي، فأنت الآن الحمد لله تعالى في وضع جيد، طبقي ما ذكرته لك من إرشاد فيما يخص عقار البروزاك، حاولي أن تغيري من نمط حياتك، أنت حريصة جدًّا على التفكير الإيجابي وعلى ممارسة الرياضة والاسترخاء والحرص على الدعاء، هذه كلها حقيقة طرق علاجية ممتازة جدًّا وتغيير نمط الحياة كما نقول دائمًا هو من أفضل الوسائل التي يمكن للإنسان أن يستثمر من خلالها وقته، ويتخلص من أعراض الاكتئاب.
بالنسبة للتاريخ المرضي في الأسرة: أنا لا أعلم إلى أي مدى التشخيصات التي ذكرتها مؤكدة أن الوالد كان يعاني من الفصام، وهذا حقيقة أمر يحتاج إلى شيء من الاستقصاء، وعمومًا إذا كان الوالد يعاني من مرض الفصام فلا ننكر الدور الوراثي، لكن هذا الدور ضعيف وضعيف جدًّا.
بالنسبة للذرية: أحد طرق مقاومة الأمراض هذه هو التزود بالمعرفة، تطوير المهارات الاجتماعية والوظائفية والمعرفية والأكاديمية، وفي نفس الوقت تجنب الضغوطات الحياتية بقدر المستطاع.
إذن لا تعيشي تحت الخوف وتهديده حول المستقبل، المستقبل إن شاء الله تعالى مُشرق، خذي الحياة بقوة، وعيشي المستقبل بأمل ورجاء.
وانظري منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 )
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,139,684 | 2012-05-02 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الشعور بملاحظة ومراقبة الناس لي... ما تفسيره؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل القائمين على هذا المنتدى، وأسال الله أن يسدد خطاكم.
مشكلتي هي أني لاحظت بعض الناس سواء من كبار أو أطفال أو حتى من طرف البنات ينظرون إلي بطريقة مبالغة، أي المبالغة في النظر، ويقلدون حركاتي، كيف أتكلم أو أجلس أو أمشي، صرت أشعر بضيق، لا أخرج من البيت إلا مضطرا، وعندما أمشي في الطريق أنظر أتلفت يمينا ويسارا كيلا يراني أحد؛ ومما يزيدني ضيقا أن تكون من طرف البنات؛ لأنه تأتيني وساوس تدفعني لشهوة أو ارتكاب الفاحشة.
أرشدوني بارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يونس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، وعلى الإطراء على الموقع.
يمرّ الإنسان ببعض الأمور النفسية الغريبة أحيانا، كأن يشعر مثلا أن الناس ينظرون إليه أو يحاولون تقليده، كهذه التي ذكرت في سؤالك، وقد تكون هذه الظاهرة أمرا عابرا ويزول مع الوقت، وأحيانا قد تشير لأكثر من هذا، وخاصة في مثل عمرك.
ويبدو أن هذا الأمر قد أزعجك وبدأ يقلقك وإلى حدّ أنك كتبت إلينا حوله، ونصيحتي أن لا تتأخر في مراجعة طبيب نفسي في مدينتك للحديث معه، وكما ذكرت قد يكون الموضوع أمرا عابرا، ولكن يمكن لهذه الظاهرة أن تتطوّر لأمر آخر، كنوع من الأمراض النفسية، وقد تحتاج لعلاج دوائي.
والخبر الجيد أن مثل هذه الأعراض أو الظواهر قابل للعلاج بشكل جيد، فأرجو أن لا تتأخر في مراجعة الطبيب النفسي أو حتى طبيبك الخاص أو طبيب الأسرة.
وفقك الله ويسّر لك الخير. | د. مأمون مبيض | 2,136,804 | 2012-04-07 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
تناولت أدوية الذهان ولكني أعاني من أعراضها.... فما الحل؟ | السلام عليكم
قمت بأخذ حبوب مخدرات، مما أدى إلى حالات هلوسة، لكن الأطباء لم يعلموا عن تعاطي المخدرات، فشخصوا إصابتي بفصام، أعطوني مضادات ذهان دون إصابتي بأي شيء، بعد أن قمت بأخذ المضاد، أصبت بتشنج، وحالة تقيؤ شديد، وارتفاع حرارة، واكتئاب حاد.
أخذت هذه الأدوية عشرة أيام، بعدها ذهبت عني بعد نوبة توتر شديدة، واستعدت عافيتي عبر عقار (ريميرون ودانكست) أفادني كثيرًا، إلا أني لا أزال أعاني من رجفة في قدمي اليمنى وتعب وأرق، وحرارة، وتفكير سلبي موسوس. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ SAIF حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فلا شك أن تناول المؤثرات العقلية الخطيرة، والحبوب المخدرة وغيرها من هذه الآفات لها ضرر بليغ على دماغ الإنسان خاصة بالنسبة لصغار السن، واليافعين، والشباب من أمثالك، حيث إن الدماغ يكون في مرحلة التكوين ونسبة للهشاشة المعروفة والتي تتسم بها الموصلات العصبية في هذه المرحلة من العمر، فإن آثار هذه المخدرات تكون مدمرة تدميرًا شديدًا.
بالنسبة لأثرها: هنالك ما يعرف بالذهان المرتبط بالمخدرات، وهو يشبه الفصام، لذا الأطباء حين شخصوا حالتك بالفصام كانوا على حق في ذلك، لكن كان من المفترض أن تُسأل عن تعاطي المخدرات أو يتم إجراء فحص إن كنت تتعاطى أم لا، عمومًا الحمد لله تعالى أحسب أنك الآن قد توقفت تمامًا عن هذه الآفة المضرة، وبالنسبة لك الأمر خطير جدًّا إذا عدت لتناول المخدرات، لأنه من الواضح أن المخدر يثير لديك مادة الدوبامين التي توجد بالدماغ والتي تعتبر المادة الأولى التي تسبب الأمراض الفصامية وما شابهها، فأنت لا مجال أبدًا أن تفكر في تعاطي أي مؤثر عقلي له طبيعة إدمانية وتخديرية، فابتعد عن المخدرت تمامًا، وهذا إن شاء الله تعالى يساهم مساهمة كبيرة جدًّا في أن تتحسن صحتك النفسية.
عقار ريمارون عقار جيد، وكذلك الديناكسيت، لكن الديناكسيت نفسه قد يسبب رجفة بسيطة في بعض الأحيان، فأنصحك بأن تستمر على الريمارون بجرعة خمسة عشر مليجرام – أي نصف حبة – تناولها ليلاً، ويمكن أن تتوقف عن الديناكسيت وتتناول دواء يعرف تجاريًا باسم (إميسلبرايد) واسمه العلمي هو (سوليان) تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، أما بالنسبة للريمارون فاستمر عليه حسبما نصحك به الطبيب، لكن أعتقد خمسة عشر مليجرام ستكون كافية.
إذا لم تتحصل على السوليان أو كان لديك اضطراب في النوم، فهنالك عقار بديل يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) ويعرف علميًا باسم (كواتبين) هذا دواء ممتاز وفعال جدًّا، وأنت تحتاج له بجرعة تعادل خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وهذه جرعة صغيرة جدًّا وكافية في حالتك للقضاء على هذه الرجفة والإرهاق، ويتميز أيضًا بأنه مضاد للقلق ومحسن للمزاج بهذه الجرعة الصغيرة، ومدة العلاج عليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا هي ثلاثة إلى أربعة أشهر، بعد ذلك يمكن التوقف عنه.
بالنسبة للفكر الوسواسي: الأدوية سوف تساعدك، لكن عليك أنت أن تطرد هذا الفكر، أن تكون إيجابيًا في حياتك، أن تنظم وقتك، وأن تفلح في دراستك، وأن تكون بارًا بوالديك، تمارس الرياضة، عليك بالصلاة في وقتها ومصاحبة الصالحين، وأن تتخذهم قدوة وأسوة ونموذجًا، هذا كله إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرًا لتعيش حياة هانئة وسعيدة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,136,668 | 2012-04-05 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
كيف أميِّز بين مرضى صرع الفص الصدغي ومرض الفصام؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف يمكن التمييز بين مرضى صرع الفص الصدغي ومرض الفصام المترافق بشذوذ كهربائي في رسم المخ إذا كان كلا الفريقين يعانون من الذهان والاختلال في الرسم الكهربائي للمخ؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
مرض الفصام لا يتميز أبداً باختلالات معينة في الرسم الكهربائي للمخ، وأقصد بذلك مرض الفصام الوظائفي، أي الذي ليس من مسبباته علة دماغية أخرى مثل وجود البؤرة الصرعية، فإذا وجد أي اختلال في رسم تخطيط الدماغ في منطقة معينة من المخ فهذا يعني أنه توجد علة في تلك المنطقة، ويعرف عن صرع الفص الصدغي أنه أكثر ارتباطاً بالتغيرات النفسية، مقارنة مع أنواع الصرع الأخرى، فمثلاً السمات الفصامية قد توجد مع صرع الفص الصدغي وكذلك القلق والاكتئاب، فهي علل معروفة، وكذلك التغيرات في الشخصية، فيا أخي نقطة التفريق واضحة جداً، وهي أنه إذا كانت هنالك تغيرات حقيقية في تخطيط الدماغ، فهذا أميل لوجود نشاط صرعي، وهنالك سمات خاصة لهذه التغيرات يعرفها أطباء الأعصاب.
حقيقة أود أن أضيف أن بعض الاختلال أو التغيرات في تخطيط الدماغ في بعض الأحيان تكون موجودة، لكنها لا تعني شيئاً كثيراً، بمعنى أنها لا تشير إلى علة معينة، هذا كثيراً ما نشاهده، وفي ذات الوقت هنالك بعض الأشخاص الذين لديهم سمات مرض الصرع، وخاصة صرع الفص الصدغي بصورة واضحة جداً، لكن يكون تخطيط الدماغ طبيعي، فإذن تخطيط الدماغ ليس وسيلة تشخيصية قاطعة، إنما تأكيدية، وتشخيص الصرع أفضل طريق له هي الخبرة الإكلينيكية، وما يصل إلى الطبيب من وصف دقيق من الشخص صاحب العلة أو الذين يعيشون حوله.
أشكرك أخي على رسالتك، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا! | د. محمد عبد العليم | 2,136,436 | 2012-03-25 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعاني من الفصام الوجداني ولم أشعر بتحسن على العلاج!! | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في سن 23، أعاني من الفصام الوجداني منذ خمس سنوات، وأعالج عند طبيبة نفسية قد وصفت لي دواء "أبلفي" و"لسنكسيا" لكن لا أجد تحسناً من الناحية الوجدانية، حيث أن حالة الانفصام تأتيني وتصاحبها حالة من الهذيان والشعور بأني طفلة رضيعة لا تملك أية إرادة.
ثم إن الانجذاب العاطفي للجنس المماثل يفزعني، فأجلس أذكر الله جل في علاه بصفةٍ هستيرية والحمد لله على كل حل.
السؤال هو: هل أواصل العلاج عند هذه الطبيبة؟ علماً أنها ليست على المنهج "منهج الكتاب والسنة". | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابرة سبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: الفصام الوجداني بصفة عامة يعتبر من أفضل أنواع الفصاميات التي تستجيب للعلاج، ومن الواضح تمامًا أنك مستبصرة، والاستبصار والإلمام بطبيعة الحالة يُعتبر أيضًا إشارة إيجابية جدًّا فيما يخص هذا المرض، لأن معظم الذين يعانون من الفصام تجدهم غير مرتبطين بالواقع وغير مستبصرين، لكن أنت الحمد لله تعالى بالتزامك بالدواء وطبيعة مرضك من الواضح أن الأمور إن شاء الله تعالى سوف تسير بصورة أفضل.
بالنسبة لما وصفته بحالة الهذيان والشعور بأنك طفلة رضيعة لا تمتلك أي إرادة، وكذلك موضوع الانجذاب الجنسي المماثل: أعتقد أن ذلك نوع من الوساوس، فأنت مستبصرة بهذا الأمر، وهو يفرض ذاته عليك كنوع من التفكير الملح والمستحوذ، وهذه لا أعتبرها أبدًا ظاهرة ذهانية، هي ظاهرة وسواسية، وهذه تعالج بالتحقير والصد، وصرف الانتباه إلى أمور أخرى، بدّلي انتباهك، اصرفيه لشيء آخر حين تأتيك هذه الأفكار.
وبالنسبة للانجذاب العاطفي للجنس المماثل: الحمد لله ما دمت أنت مدركة أن هذا الأمر خطأً وليس صحيحًا، فيمكنك أن تحقري هذه الفكرة وتصديها وتستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
ذِكْركِ لله تعالى هو أمر جميل، وحقيقة إن كنتِ تقصدين بالصفة الهستيرية هي الإصرار في الدعاء أو الدعاء بصوت مرتفع أو هنالك نوع من الصراخ، هذا يمكن أيضًا أن تتحكمي فيه.
أنا أعتقد أن إضافة دواء مضاد للوساوس ربما يساعدك كثيرًا، الإبليفاي والسنكسيا أدوية طيبة لعلاج الذهان، لكن إذا أضيف دواء مثل الفافرين (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجرامًا أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا، ويمكن للطبيبة أيضًا أن تقوم ببعض التطبيقات السلوكية التي تعتمد على ما يعرف بالعلاج السلوكي النفسي المعرفي التنافري، وهو معروف جدًّا لدى الأطباء.
بالنسبة للطبيبة: فالمؤمن دائمًا ضالته الحكمة وهو أحق الناس بها أينما وجدها، فما دامت هي طبيبة مؤهلة وتعرف عملها فلا تزعجي نفسك بمنهجها أو طريقتها في الحياة ما دامت هذه الطرق لا تتعارض ولا تتصادم مع شرعنا.
بالطبع الإنسان إذا وجد الطبيب المسلم الثقة الذي يطمئن له هذا أفضل، لكن في أمور الطب وهذه المهن أعتقد أن الإنسان يذهب إلى الطبيب الذي يراه جيدًا وبارعًا ومفيدًا، ويجب أن لا تحسي بأي نوع من الحرج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,128,588 | 2011-12-07 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الفصام الوجداني وعلاجه | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مريض بـ(schizoevctive disorder) عانيت من ثلاث نوبات كبرى, يغلب عليهم الهوس, مع وجود أفكار ظنانية وذهانية بطبيعة الحال، تناولت أدوية كثيرة, منها: السيركويل, والسيردولكت, والديباكين, والكلوزابكس, وزيبركسا, والهالوبريدال, وبعض مضادات الاكتئاب: كالسيبرالكس, والبروزا، آخر نوبة كانت في شهر 3 / 20011.
حالياً أنا منتظم على الأدوية التالية: اريبيبرازول 15 ملجم، لاميكتال 100 ملجم، ولسترال 50 ملجم ، أود إن أسأل عن دواء لاميكتال, هل تكفي جرعة 100 ملجم, أم يجب أن أرفعها إلى 200, -وهي الجرعة الفعالة كما قرأت-؟ أم أن الدواء هو مدعم للأريببرازول الذي يكفي لمنع النوبات؟ لكني أخشى لأني أتناول اللسترال وهو مضاد اكتئاب أن أكون بحاجة إلى مثبتات مزاج قوية؛ لكي لا يدفعني إلى نوبة جديدة .
ولدي سؤال آخر: أعاني من حب الانعزال, وكثرة النوم, واللامبالاة, ولا أريد عمل أي شيء, وإن قمت بعمل شيء كالدوام في الكلية فعلى مضض, مع عدم انتظام كثير من الأيام.
أحب النوم لفترات طويلة؛ للهروب من الملل الشديد الذي أشعر به, وحتى إن النوم في حد ذاته تصاحبه كوابيس كثيرة, وأحيانا أصحو وأنا أتكلم أو أصرخ، أعتقد أني مصاب بالنوع اللانمطي للاكتئاب الجدير.
ملاحظة: إنني من حوالي شهرين -حينما وصف لي الطبيب اللسترال- شعرت بتحسن ملموس, لكن سرعان ما عدت إلى سابق عهدي.
للأسف أنا لا أستطيع تحمل كلفة مراجعة الأطباء؛ لذلك أرجو إبداء المشورة.
ولي استشارة سابقة ذكرت فيها معلومات كثيرة أرجو الاطلاع عليها (2114602).
ولكم جزيل الشكر والتقدير. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
الأدوية التي تتناولها الآن وهي: اريبيبرازول، لاميكتال، لسترال، تعتبر أدوية ممتازة وفعالة جداً لعلاج حالة الفصام الوجداني التي وصفتها، واللاميكتال بالجرعة التي وصفتها (100) مليجرام تعتبر هذه جرعة علاجية ممتازة جداً, لا أعتقد أنك في حاجة أن ترفع الجرعة إلى (200) مليجرام, لكن لا بأس إذا رفعت إلى (150) مليجرام، تناول (50) مليجراما صباحاً و(100) مليجرام ليلاً, لكن إذا حدثت لك أي حساسية جلدية فهنا يجب أن تخفض اللاميكتال, ثم تتوقف عنه، هذا العرض الجانبي قد يحدث في بعض الأحيان -خاصة في بداية العلاج- وأنا لا أتوقع أن يحدث لك شيء من هذا -إن شاء الله تعالى- وأود أن أنبهك لهذا الأمر.
اللاميكتال مثبت مزاج ممتاز, وله فعالية ممتازة في علاجات النوبات الاكتئابية, ومنعها على وجه الخصوص.
والاريبيبرازول هو معروف أنه مضاد للذهان, ووجد أنه ذو خاصية عالية للتحكم في نوبات الهوس, وكذلك النوبات الذهانية، أما اللسترال فهو في المقام الأول لتحسين المزاج.
إذا دخلت في أي حالات انشراحية بالطبع أول دواء تفكر في التوقف عنه هو اللسترال, فهو في بعض الأحيان قد يدفع الإنسان إلى القطب الانشراحي، أنا لا أتوقع أن يحدث هذا؛ لأن الجرعة صغيرة, وفي ذات الوقت أنت تتناول جرعة كافية من (اريبيبرازول) واللاميكتال, وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.
أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لموضوع الدافعية هو موضوع مهم, أنت ذكرت أنك تعاني من الانعزال, وكثرة النوم, واللامبالاة, وهذه كلها تمثل ضعف الدافعية لديك، الدافعية أمر ضروري كما ذكرنا, وهي طاقة نفسية ذاتية شخصية، الإنسان يستشعر أهمية الأمور, وحين يستشعر أهمية الأمور سوف يجد نفسه أنه سيؤديها وينفذها، فمثلاً: الصلاة حين يقتنع المؤمن أن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً مؤقتا, ويأخذ بهذا النص سوف تأتيه الطاقة المحركة التي تجعله يندفع نحو ما هو إيجابي، نعرف أن بعض الناس يكثرون بل يوقنون في إشباع التكاسل لديهم, وذلك من خلال أن لا يستشعر الإنسان بأهمية ما يريد أن يفعله.
فيا أخي الكريم: الاستشعار الداخلي مهم, وتوزيع الوقت مهم, وإدارة الوقت مهمة جداً, وهذه هي الأمور التي دائماً تجعل -إن شاء الله تعالى- في جانب اليقظة وبجانب أن تنبهك نفسك إلى التخلص من هذا الملل.
أمر آخر ضروري جداً وهو ممارسة الرياضة, وهي مهمة جداً؛ وهي تحسن من الطاقات النفسية والجسدية, وهي تجعل الإنسان ينطلق ويبدأ مبادرات جديدة في حياته, فكن حريصاً على ذلك -أيها الفاضل الكريم-.
هذا هو الذي أود أن أقوله لك, أرجو أن لا تعامل نفسك كإنسان معاق أو معطل, وأنت لست بمعاق, وهذه الحالات أصبحت الآن تعالج بصورة ممتازة جداً، احرص على الدواء, ووزع وقتك بصورة صحيحة، وكن متفائلاً، عليك بتغيير النمط الاجتماعي في حياتك, وأن تكون لك القدوة والزمالات الحسنة الصالحة, والإنسان يحتاج إلى من يعينه على الدين والدنيا، انظر إلى المستقبل بدافعية وبتفاؤل.
ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح. | د. محمد عبد العليم | 2,127,938 | 2011-12-01 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الانفصام العصابي وعلاجه دوائيا وسلوكيا | السلام عليكم.
حياك الله دكتورنا الكريم.
جئت اليوم أرجو مساعدتكم, ولو بتقديم النصح والإرشاد لي.
أنا منذ سنتين تقريبا كنت جالسا في الغرفة, أتأملها قطعة قطعة, وأنظر إلى وجودها وماهيتها, وكيفية انسجامها مع الجو العام والقطع الأخرى؛ وإذ بعقلي يذهب مني! وفقدت وعيي, وقمت على قدمي أمشي إلى غرفة أهلي, فرآني أبي فأجلسني وقرأ علي بعض السور من القرآن الكريم.
استيقظت تقريبا بعد ثلاث دقائق من الحادثة, فقال لي والدي أنني صرت أهذي: من أنا؟ ومن أنتم؟ وماذا أفعل هنا؟ وهكذا ...
لم أكترث كثيرا للأمر, لكن بعد عدة أيام صرت أفكر كيف حدث هذا؟ وكيف فقدت عقلي؟ وهل من الممكن للإنسان أن يفقد عقله ووعيه وذاكرته؟ وبدأت هنا قصتي المؤلمة, وبدأت تأتيني نوبات من الرعب, وعقلي بدأ يذهب لمدة خمس ثوانٍ تقريبا, ومن ثم يعود, وهكذا إلى أن أنام, وعندما كان يذهب عقلي كنت أدخل في عالم آخر, وأرى صورا قديمة, وعالما لا أعرفه في مخيلتي, وكان ينتابني الرعب الشديد, بحيث لا أرجع إلى العالم الأساسي إلا وقلبي عند قدمي من الرعب, راجعت طبيبا فوصف لي زولوسير عيار 100 واولان بريكسا وترانكيل مضاد اكتئاب وذهان ومهدئا.
لم أستفد كثيرا, وما زالت نوبات الانشقاق تأتيني كل أسبوع, على الأقل ليلة أو ليلتين, ولا أستطيع أن أشرح لكم وضعي حينذاك لأني أكون بقمة الرعب والخوف والهلع والتعب, وقد تستمر أحيانا ساعات طوالا.
فذهبت إلى طبيب آخر فقال لي: استمر على زولوسير, ولكن سأغير لك الدواء بدواء آخر اسمه ريسبريدين, وقال لي: الذي تعاني منه هو اضطراب انشقاقي.
فعلا تحسنت على الدواء كثيرا -ولله الحمد- وبقيت أستعمله ستة شهور تقريبا, وحين رأيت نفسي أني تحسنت, والنوبات قد انقطعت؛ توقفت عن الدواء, وبقيت مرتاحا تقريبا مدة ثلاثة أشهر, ومنذ يومين عادت إلي نفس الحالة الأولى, ذهب عقلي, ولم أشعر بمن حولي إلا بعد خمس دقائق, فاتصلت بالطبيب فورا وأخبرته, قال لي لم أوقفت الدواء؟ ما كان يجب أن توقفه, وطلب مني أن أرجع لاستعمال ريسبردين يوميا قبل النوم, وأنا من يومين إلى الآن تعبت جدا, أكاد أفقد عقلي ووعي نهائيا.
علما أني مرة -وهي المرة الوحيدة- خرجت من البيت ليلا الساعة الثانية , ومشيت أكثر من مئة متر وأنا حافٍ, وفاقدٌ لعقلي ووعيي.
فبم تنصحني يا سيدي الكريم أكرمك الله وزادك من فضله؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك .
أخي وصفك للحالة يدل فعلاً على أن الذي حدث لك هو ما يسمى بالانشقاق العصابي, وهي حالة نفسية لا تعتبر خطيرة, لكنها قد تكون مزعجة.
هنالك عدة طرق للعلاج, أهمها أن تتجنب الكتمان, وأن تعبر عما بداخلك؛ لأن كثيرا من علماء النفس يرون أن هذه التحولات الانشقاقية قد تكون ناتجة عن احتقانات نفسية داخلية.
ثانياً: ممارسة الرياضة دائماً فيها فائدة لعلاج مثل هذه الحالات.
ثالثاً: عليك أيضا بالتدرب على تمارين الاسترخاء، فتمارين الاسترخاء تساعد على استرخاء النفس داخلياً وخارجياً, وهكذا الجسد؛ مما يقلل من هذه النوبات الانشقاقية -إن شاء الله تعالى-, للتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
رابعاً: من المهم جداً التجاهل، كثير من علماء النفس يرون أفضل الوسائل لعلاج الحالات الانشقاقية هو تجاهلها بقدر المستطاع.
خامساً: أعتقد أنك تحتاج إلى عقار رزبريادال (Risporidal) وبجرعة صغيرة, وأبدأ بمليجرام واحد ليلاً لمدة عشرة أيام, ثم بعد ذلك تناول مليجرامين اثنين لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر, ثم خفضها إلى مليجرام واحد ليلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أخرى، هذه -يا أخي- جرعة بسيطة جداً, وإن شاء الله تعالى بتطبيقك للعلاجات السلوكية التي ذكرناها سوف تجد أن الحالة قد انتهت تماماً.
بقي أمر واحد أريدك أن تناقشه مع طبيبك, وهو: أنك ربما تحتاج إلى إجراء تخطيط للدماغ؛ وذلك لسبب واحد وهو: أن بعض هذه الحالات الانشقاقية ربما تكون مرتبطة ببعض التغيرات في جزء من المخ يعرف باسم الفص الصدغي، وغالباً هذه التغيرات ليست خطيرة, وليست مخيفة, ولكن إذا اتضح أن الومضات الكهربائية في داخل الدماغ غير متوازنة, أو أن هنالك زيادة في إفرازها, وصادرة من الفص الصدغي, فهنا ربما تحتاج لدواء واحد وليس أدوية كثيرة. وذلك لوضع الدماغ في مستواه الطبيعي, هذه الآليات العلاجية المعروفة لدى الأطباء، فأعتقد أن تخطيط الدماغ سيكون أمراً مفيداً لك ومطمئناً.
وانظر العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).
أخيراً أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,127,896 | 2011-12-01 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
زوجي مصاب بالفصام وأعطيه العلاج بدون علمه، فبماذا تنصحونني؟ | السلام عليكم,,,
تزوجت زوجي وهو مريض بالفصام أو الهوس, وكت لا أدري! وكنت أعطيه "سافنيز 5 مجم" و"اكنيتون" في الطعام دون أن يدري, وكان يسبب له رعشة, ولا أستطيع أن أعطيه أكثر من هذه الجرعة, وهو لم يكن يتحسن إلى أن قرأت عن "سيروكويل" وأعطيته في الشراب؛ لأنه غير معترف بمرضه, وتدرجت في الجرعة إلى أن وصلت إلى 200 مجم, ولكنه في الأول تحسن, ولكن مع زيادة الجرعة أصبح مصابا تدريجيا بمرض الهوس, يتكلم كثيرا, وعنده نشاط.
أرجو الإفادة, وشكرا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية، وجزاك الله خيرًا، وبارك الله فيك، وأود أن أقول لك: إن هذه الأمراض من فصام, أو هوس, أو حالات مشابهة أصبحت الآن -وبفضل الله تعالى- تستجيب للعلاج لدرجة كبيرة.
اجتهادك مع زوجك واضح, واتخاذك منهج أن تعطيه الدواء دون علمه، هذا فيه شيء من الاجتهاد، ولا شك أنك منطلقة من حسن النية, وتكنين له كل خير، لكن لا أعتقد أن هذه الوسيلة سوف تنجح، ولا أعتقد أنها سوف تؤدي إلى تقدم علاجي حقيقي؛ وذلك لأن المريض في مثل هذه الحالات يحتاج أن يتناول الدواء أكثر من مرة, وربما لسنواتٍ طويلة، وكثير من الأدوية تغير طعم الأكل الذي يوضع فيه الدواء أو المشروب, عمومًا حتى من الناحية الأخلاقية الطبية البعض لا يقر هذا المنهج.
في المقابل أنت صادقة تمامًا حين ذكرت أن زوجك لا يقر أنه مريض، ولا يعترف بذلك، لكن هذه النقطة والتي من الضروري جدًّا أن أركز عليها، وهي كيفية إقناع هؤلاء المرضى بضرورة العلاج.
أفضل طريقة للتأثير على مريض الهوس, أو الفصام هو أن يتحدث معه شخص واحد، وهذا الشخص يكون له تقدير ومكانة عند المريض، والشخص الذي سوف يتفاوض مع المريض أو يحاول إقناعه يجب أن لا يقول له إنك مريض بمرض الفصام, أو الهوس, أو أنك تتوهم, ولا بد أن تتناول العلاج، هذا يؤدي إلى إشكالية كبيرة جدًّا.
المريض يمكن إقناعه بأن نقول له: نلاحظ أنك تعاني من بعض الإجهاد النفسي، لديك شيء من اضطرابات النوم، لماذا لا تذهب إلى الطبيب؟ وسوف يقوم -إن شاء الله- بإرشادك وإعطائك العلاج اللازم.
وفي بعض الحالات يكون هنالك تواصل بين الطبيب النفسي وطبيب في أي اختصاص آخر, مثل: الأمراض الباطنية مثلاً، وبعد أن يتم التأكيد من التشخيص يقوم طبيب الأمراض الباطنية بوصف الدواء باستشهاد من الطبيب النفسي.
الطبيب الباطني بالطبع من مهمته أن يقوم بفحص المريض كاملاً، ويجري له بعض التحاليل المختبرية, هذه قد تقنع المريض بصورة أفضل.
فإذن هنالك طرق كثيرة يمكن انتهاجها, وإقناع هؤلاء المرضى بضرورة العلاج، فأرجو أن تبحثي عن الشخص الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على زوجك، وإن كنتِ أنت هو ذاك الشخص الذي يؤثر عليه فكوني كيسة وفطنة, وانتهجي أسلوب المودة معه، ومن خلال ذلك -إن شاء الله- تستطيعين إقناعه.
معظم هؤلاء المرضى حين تتحسن أحوالهم نقوم بشرح الحالة لهم، ونملكهم الحقائق العلمية بصورة لطيفة وطيبة، وتجد معظمهم يتقبلون الشرح, ويتعاونون جدًّا في تلقي العلاج بعد ذلك، هذه أيضًا نقطة هامة يمكن أن يُستفاد منها.
الآن توجد الكثير من الأدوية المضادة للفصام, وللذهان, وللهوس في شكل إبر، هذه الإبر تعطى مرة واحدة كل أسبوعين، أو مرة كل ثلاثة أسابيع، أو مرة واحدة كل شهر، هذا النوع من العلاج أيضًا اختصر المسافات الزمنية, وميزة الإبر أنها تجعلنا نضمن أن المريض يتناول الدواء.
ظهرت في الآونة الأخيرة أيضًا أدوية يمكن أن تذوب ذوبانا كاملاً في السوائل، مثلاً عقار «زبركسا فلوتيب», هو دواء ممتاز جدًّا لعلاج الهوس والفصام، ويذوب ذوبانا كاملاً، أنا أنصح بعض الأسر باستعماله في بعض الأحيان حتى يهدأ المريض، وبعد ذلك يمكن إقناعه بتلقي العلاج بصورة واضحة ومكشوفة، يعاب على «زبركسا فلوتيب» أنه غالٍ بعض الشيء.
الأدوية التي تناولها زوجك الكريم ومنها السفانيز، أتفق معك أنه دواء جيد، لكن يعاب عليه أن آثاره الجانبية كثيرة، فقد يؤدي إلى التخشب، الرعشة، زيادة إفراز اللعاب، وربما ثقل في اللسان، لذا تجد معظم المرضى يبتعدون عنه تمامًا.
السوركويل دواء جيد لكن أرى أن الزبركسا قد يكون هو الدواء الأنسب لزوجك، أو أن يُعطى أحد الإبر الشهرية أو الأسبوعية والتي هي معروفة جدًّا لدى الأطباء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لزوجك الشفاء والعافية. | د. محمد عبد العليم | 2,125,666 | 2011-11-02 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل الجرعة التي استخدمها مناسبة لمرض الفصام الباروني؟ | أنا شاب عمري 28 سنة تم تشخيص حالتي قبل ثلاث سنوات على أني أعاني من الذهان، ولكن من خلال تصفحي الإنترنت اكتشفت أني أعاني من الانفصام الباروني؛ بعدما وجدت أن أعراضه تنطبق على حالتي, ومن خلال قراءتي لردودك يا دكتور أخذني الأمل بالشفاء -إن شاء الله- من هذا المرض.
فأنا يا دكتور أستخدم منذ ثلاث سنوات دواء risperdal 2 mg حبة واحدة في اليوم جربت أن أنقص الجرعة إلى نصف حبة بعد استشارة الدكتور فأصبحت أسمع أصواتا؛ فهل من الممكن أن أعرف الجرعة المناسبة حتى يتم الشفاء التام؟ وهل إذا أخذت جرعة كبيره مثلا 6 جرام تؤدي إلى الإدمان؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مثل حالتك تتطلب المتابعة الطبية النفسية، وهذا ما أنصحك به، ومن جانبي أقول لك:
أولاً: لا أريدك أبدًا أن تتشاءم حول مرض الفصام، المسمى مخيف لدى بعض الناس وذلك نسبة للتداول الشعبي الخاطئ لهذا المفهوم، وقد اتضح الآن علميًا أن مرض الفصام ليس مرضًا واحدًا بل هو عدة أمراض فيها ما هو طيب المآل, وفيها ما هو سيئ المآل، وهذه أقلية ، ومرض الفصام الباروني هو أفضلها، وأنا أعرف دون أي مبالغة أنه يوجد من يعاني من مثل هذا المرض ويقوم بدوره كأستاذ في الجامعة، فلا تنزعج للمسميات.
أما بالنسبة للعلاقة ما بين الذهان والفصام، فالفصام نفسه يعتبر نوعًا من الذهان، وكثيرًا ما يستعمل بعض الأطباء كلمة الذهان، وذلك تخفيفًا على المرضى، وأن نبعدهم من الوصمة الاجتماعية؛ فإذن هذه المسميات كلها قريبة من بعضها البعض.
العلاج: أولاً: أريدك أن تعرف أن هذا المرض يتطلب أن يستمر الإنسان على جرعة وقائية لمدة طويلة، وهذا ليس مزعجًا؛ لأن الأدوية الحديثة وبفضل من الله تعالى هي سليمة وفاعلة جدًّا وآثارها الجانبية قليلة جدًّا.
عقار رزبريادون يعتبر من الأدوية الجيدة جدًّا، والأبحاث العلمية أشارت أن الجرعة العلاجية هي أربعة وسبعة من عشرة مليجرام (4,7) في اليوم، هذا قائم على الدليل العلمي الرصين، لكن هنالك تفاوتات قليلة في هذه الجرعات، فالإنسان مثلاً إذا كان سمينًا ووزنه كبير فهذا قد يتطلب جرعة أكبر، والإنسان النحيف يتطلب جرعة أصغر، كما أن نوعية المرض نفسه، ودرجة توازن الشخصية، والتطبع الاجتماعي، ونمط الحياة، والتواؤم الأسري، وهل يوجد عمل أم لا... هذه كلها أيها الفاضل الكريم تحدد جرعة العلاج، ومن الواضح -الحمد لله تعالى- أنك رجل مستقر ولديك عمل، وهذه كلها إيجابيات إن شاء الله تعالى تصب في مصلحتك، وتساعد على الشفاء بإذن الله تعالى.
الجرعة في مثل حالتك أعتقد أنها يجب أن تكون أربعة مليجراما، وأنت لا تحتاج أبدًا لستة مليجراما، أعتقد أن جرعة أربعة مليجراما سوف تكون الجرعة الجيدة والفاعلة ويمكنك أن تتناولها بمعدل اثنين مليجراما في الصباح واثنين مليجراما في المساء، أو أربعة مليجراما مساءً.
الرزبريادال لا يسبب أي نوع من الإدمان، لكن الجرعة إذا تعدت الأربعة مليجراما - وحتى في بعض الأحيان حين تكون الجرعة أربعة مليجراما – ربما تظهر آثار جانبية لهذا الدواء، وهذه الآثار الجانبية:
1) ربما تحدث رعشة بسيطة في اليدين أو في الشفتين.
2) أن يشعر الإنسان أن جسده مشدود كأن عضلاته في حالة من الانشداد الشديد, هذا قد يزعج الإنسان ومن حوله.
3) بعض الناس أيضًا قد تجد أن الكلام لديهم غير واضح، وربما يكون هنالك نوع من التلعثم.
4) بعض الناس قد يتكاثر لديهم إفراز اللعاب.
هذه هي الآثار الجانبية التي ربما تحدث، وإذا حدث أي من هذه الآثار فهنالك أدوية بسيطة جدًّا تعتبر مضادة وفاعلة جدًّا للقضاء على هذه الآثار الجانبية، منها العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (آرتين)، وعقار آخر يسمى تجاريًا باسم (جونتانتين), وعقار ثالث يعرف تجاريًا باسم (كامدرين).
فالأمر إن شاء الله تعالى بسيط وله حلول، وهذا ما أود أن أنصحك به، فلا تنزعج أبدًا لطول مدة العلاج، لأن هذه ليست قضية، اعتبر نفسك أنك تعاني من درجة بسيطة من مرض السكر أو الربو أو ارتفاع الضغط، هذه حالات تتطلب الاستمرار على العلاج، فكن أنت على هذا المنوال، وأنا أقول لك إن الدواء لا ينقص الإنسان أبدًا، لكن المرض ينقص الإنسان كثيرًا، فكن حريصًا، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والمعافاة والتوفيق والسداد، وأرجو أن تعيش حياة طبيعية، وأنت إن شاء الله تعالى لا ينقصك أي شيء، ولا يعتبر هذا المرض مرضًا معيقًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا. | د. محمد عبد العليم | 2,121,960 | 2011-09-12 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل يمكن لمرض الفصام تعلم المهارات الاجتماعية بعد العلاج؟ | بسم الله الرحمن الرحيم.
بداية أشكر جميع القائمين على هذا الموقع الفريد من نوعه.
بالنسبة لمشكلتي: أعاني من فصام الزور منذ 2004، وتعرضت للانتكاس كثيرا نظرا لتركي العلاج عدة مرات، وحاليا أنا منتظم على العلاج منذ سنتين، وأتناول risperdal 2mg حبة مساءا، وكذلك efexor حبة صباحا lamictal حبتين يوميا propanolol 10 حبتين، وإبرة كل أسبوعين , وأعيش حياة مستقرة متزوج، ولدي ابن، ولله الحمد، لكن ليس لدي أي أصدقاء أقضي معظم وقتي في المنزل، وأزور والدي ، وعندما أجلس مع شخص لا أجد ما أتحدث عنه، أشعر أن عقلي خالي من الأفكار، هل هذا له علاقة بمرضي، كذلك ينتابني خوف من الاجتماعات العائلية والقبلية، لا أبادر بالتحدث مع أي شخص إلا إذا تحدث معي، رغم أني قبل المرض كنت شخصا اجتماعيا.
أشعر بفقد المتعة بالحياة, لا أعلم هل سأظل هكذا مدى حياتي، الطبيب أخبرني أنه ربما أتناول العلاج لخمس سنوات، وبعده سيوقفه هل هناك حالات شفيت تماما من الفصام الزوري سمعت أن مريض الفصام يفقد مهاراته الاجتماعية هل بعد العلاج يمكنني تعلم المهارات من جديد، هذا وصلى الله على سيدنا محمد . | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق البلوي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك أخي طارق على السؤال، ومجرد طرحك السؤال بهذا الشكل الواضح والمنهجي أعطاني الكثير من التفاؤل في تحسن مرضك، مما يشجعني على قول أن بعض حالات الفصام قد لا تكون فصاما بكل معنى الكلمة، وإنما حالة خاصة من الفصام إلا أنها مختلطة ببعض أعراض الاضطرابات العاطفية نسميها الفصام العاطفي، وهي حالة أفضل نتيجة وإنذارا من مجرد حالة الفصام الصافي إن صحت الكلمة.
والمهم أيضا أن علاج الحالتين يكاد يكون واحد، فأرجو متابعة علاجك الدوائي، فهذا هام جدا، وكما ذكرت في سؤالك من تجربتك السابقة أنك أصبت بالانتكاس عندما أوقفت إحدى جرعات الدواء، فأرجو الانتظام مع الدواء.
نعم قلة الكلام والشعور بخلو الذهن من الأفكار يعتبر من \"الأعراض السلبية\" للفصام، وتسمى عادة بفقر الكلام، وكذلك ربما فقد المتعة بالحياة، وإن كان هذا أقرب لشيء من الاكتئاب، ما يعزز عندي ما ذكرته أعلاه بالفصام العاطفي، حيث هي حالة من بعض أعراض الفصام مع لون من ألوان اضطراب العاطفة كالاكتئاب أو عكسه وهو الهوس والشعور بالغبطة الشديدة، وأحد أدويتك أصلا (الإيفيكسور) هو مضاد للاكتئاب.
نعم هناك حالات من الفصام التي قد لا يحتاج فيها المصاب متابعة الدواء مدى الحياة، ولكن لا ننصح بإيقاف الدواء قبل وقت كاف يمتد من سنة إلى خمس سنوات كما ورد في سؤالك، والطريقة الوحيدة لمعرفة مدى احتياج المريض للاستمرار بالدواء، أن الطبيب يحاول تخفيف الدواء رويدا رويدا وبحذر شديد، ومن ثم متابعة المريض لمعرفة إن كانت هناك أي أعراض للانتكاس، فإذا وجد عاد، ورفع جرعة الدواء، وإلا استمر بخفض الدواء وربما إيقافه. وكما ذكرت هناك حالات قد لا يحتاج المريض لمتابعة الدواء، والغالبية ممن عندهم تشخيص الفصام أنه يحتاج للعلاج الدوائي.
ويقال عادة أن في الفصام ليس هناك \"شفاء\" وإنما هناك \"هجوع للأعراض\" مثل مرض السكري حيث أن المرض تحت السيطرة باستمرار الدواء.
نعم يمكن للمصاب أن يحافظ على الكثير من المهارات الاجتماعية، وفقد هذه المهارات ليس ضربا لازما، وخاصة من خلال المتابعة الدقيقة للعلاج، ولمراجعة الطبيب المعالج.
وللمزيد عن الاطلاع على طبيعة الفصام وغيره من الأمراض النفسية والعلاجات يمكنك الرجوع لكتابي \"المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك\" للدكتور مأمون مبيض، وهو في بعض المكتبات، أو يمكن الحصول عليه من موقع نيل وفرات دوت كوم.
والله الموفق. | د. مأمون مبيض | 2,121,242 | 2011-08-22 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي يتصرف تصرفات غريبة ومتناقضة، أحتاج إلى مساعدتكم | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل/ أختي الفاضلة:
أفادكم الله بعلمكم وجعلني أخطو خطاكم في مسيرة العلم وأصبح عالمة استشار فأشير وأنير لكل مستفهم الطريق بعد الله عز وجل.
لم أكتب إليكم إلا لأني موقنة بأنها حالة مرضية نفسية متطورة ما يعانيه أخي الصغير، هو في السنة الرابعة عشر من العمر في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، بدت مشكلته منذ سن التاسعة إن لم تخن الذاكرة، بدأ أولاً بتقليد الأطفال في حديثه في فترات متفاوتة واستمر على هذا الوضع حوالي سنة أو سنتين، تطورت الحالة وأصبح انطوائياً ويكره الاجتماعات، وفي الاجتماعات تجده حازماً صارماً لا يتحدث إلا كلمة أو كلمتين، يكره الدراسة وينجح بذكائه، فهو يبلغ من الذكاء الشديد ما يجعلنا نظن أن حالته فرط في العبقرية، والحالة في ازدياد، أصبح طوال يومه يتكلم بطريقه الأطفال في شقلبة الحروف وعدم نطق بعضها، وهزليا دائماً ويفتقر إلى الجدية، بل لا أذكر أخر مرة رأيته فيها جدياً، منذ زمن لم يخرج من الدار، وآخر مره خرج فيها رأيته جديا.
عنيد من الطراز النادر، جسمه ضعيف جداً، إلا أنه يثير المشاكل رغبة منه أن تحدث، وتجده يصارع ولا يمل ولا يكل من إزعاج الآخرين، في حالة إزعاج دائم إلى أن ينام، ولا أخفيك من شدة إزعاجه للآخرين أصبح نومه تغييرا جذريا في حياة الجميع، إزعاجه من النوع المستفز، كأن يأتي ويضربك ويمد لسانه ويذهب بعيدا، ويلوح لك ثم يعود مجددا ويقترب من إذنك ليهمس بالصفات القبيحة علها تثيرك فتضربه فيرد لك الضرب بمثله.
الآن أصبح دائم التشبه بالأطفال حتى في مشيته، يومه كله بين قنوات التلفاز وألعاب البلايستيشن، لا يمارس أي طقوس مرحة في حياته، سوى التلذذ بتعذيب أخيه الأصغر، بالدعاء عليه، علماً بأن من يصغره سناً يكره أن يدعى عليه، فيستخدم هذه الطريقة كي يبكي ويستمر حتى يصرخ أخي طالباً العون.
لا يرضخ لأحد أبداً، ومع الأسف والداي إما ينهرانه أو يتحدثان معه بقوانين ما أن يأتي النهار حتى تجد كلام الليل قد انطوى مع ليلة، كم مرة قلت لهما أنه يحتاج إلى طبيب نفسي فحالته فظيعة، وأشد من ذلك، إلا أنهم يتحاشون هذا الحل، لا أعلم أهو جهل إلى وقتنا الحاضر بدور الطبيب النفسي؟ أم أنهم لا يعتبر ابنهم من مهامهم الضرورية! علماً بأن والدتي طيلة يومها تعمل ووالدي خارج المنزل لفترات طويلة، والحالة بدأت معه منذ أن ولد أخي الذي يليه وبدأت تتطور، أحتاج مساعدتكم، فوالله لا أطيق النظر وفرك اليدين والقول بأن ليس هناك لها حيلة. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمر أخيك، وأخذ زمام المبادرة لتقديم المساعدة له.
الوصف الذي ورد في رسالتك وصف جيد وتوضيحي، ويدل بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الطفل - حفظه الله - يعاني من اضطرابات سلوكية رئيسية، وهذه الاضطرابات السلوكية ليست انحرافية، ولكن هي في الغالب ذات واقع ذهاني، أي أنها ربما تكون ناشئة من افتقاد التوازن العقلي.
لا أستطيع أن أعطي تشخيصًا دقيقًا محددًا، وإن كان الأمر يحوم حول الفصام، أي أنه أقرب لحالات فصام الطفولة، وهذه الحالات يمكن علاجها، والآن حدث تقدم كبير جدًّا في مجال الطب النفسي، ونحن نحرص حرصًا شديدًا في علاج الأطفال واليافعين، لأن هذه الأمراض إذا لم تعالج مبكرًا لن تعطي أبدًا الفرصة للطفل أو اليافع لأن يطور مهاراته، وهنا يحدث له تفتت كامل في مقدراته الفكرية والمعرفية ولن يتطور اجتماعيًا.
أعتقد أن واجبك هو أن تتحدثي مع والدتك ووالدك بشيء من اللطف واللغة البسيطة المعقولة المقبولة، وتتحيني الفرص لتفتحي معهم هذا الموضوع أنك استشرت أو قرأت أو اطلعت على معلومات تدل أن مثل هذه التصرفات التي تبدر من هذا الابن – حفظه الله – هي غالبًا ناتجة من نوع من الاضطرابات في مكونات معينة في الدماغ تسمى بالمرسلات أو الموصلات العصبية.
اشرحيها لهم بلغة بسيطة، هنالك مواد في داخل الدماغ يعرف أن اضطرابها أو عدم انتظام إفرازها أو ضعف هذا الإفراز أو زيادته، أو عدم التوازن فيما بين المكونات الكيميائية قد يؤدي إلى مثل هذا النوع من الاضطراب.
توجد - الحمد لله تعالى - أدوية ممتازة، أدوية بسيطة، مثلاً هذا الابن قد يحتاج لدواء واحد مثل عقار زبركسا بجرعة صغيرة، حبة واحدة في اليوم تغير - إن شاء الله - كثيرًا من حاله، فيجب أن لا يُحرم من العلاج، ويجب أن يُقدم إلى مرافق العلاج، وأعتقد أن هذا الطفل يمكن أن يساعد، خاصة أن مستوى الذكاء لديه جيد كما ذكرت، وإذا لم تستطيعي إقناع الوالدين فتكلمي مع أحد الأعمام أو أي أحد في الأسرة يكون له تأثير وتكون كلمته مسموعة، وأعتقد من خلاله يمكن أيضًا أن تتم مساعدة هذا الطفل وأخذه إلى الطبيب النفسي لإجراء الفحوصات اللازمة ووضع التشخيص الصحيح الدقيق، ومن ثم بداية العلاج.
يمكن أيضًا لأحد المشايخ أن يساعد في هذا الأمر، إذا طُلب من أحد المشايخ أن يقرأ عليه ثم بعد ذلك يقوم الشيخ بالتوجيه إلى أن يُذهب به إلى الطبيب، هذا أيضًا أمر جيد، وكثير من الناس تستجيب لآراء المشايخ خاصة إذا كان الرأي رأيًا معقولاً وفيه شيء من العلمية.
هذا هو الذي أود أن أنصح به، ولا تيأسي أبدًا، قومي بكل هذه المحاولات، قومي بكل هذه المبادرات، وسيوفقك الله في إقناع الوالدين والأهل بالذهاب به إلى الطبيب النفسي، وأنا على ثقة تامة - بإذن الله تعالى - أنه يمكن مساعدته ومساعدته بصورة فاعلة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,120,112 | 2011-07-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما جرعة دواء الفصام المناسبة؟ وكيف يُتعامل مع المريض؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود الاستفسار عن مرض الوالدة؛ حيث أنها مصابة بانفصام وجداني منذ زمن طويل لأكثر من 40 سنة، تغير الدواء خلالها عدة مرات، إلا أنها تتناول زبركسا 20 غراما مرة واحدة مساء.
تنتاب والدتي حالة تترك فيها الدواء والطعام والشراب والحديث مع الآخرين، وتبقى وحيدة منعزلة ولا تتحدث ولا تجيب إن تحدثنا معها، وتفسر الكلام على غير معناه مما يزيدها سوء.
علما بأن هذه الحالات تنتابها على فترات متباعدة من عشر إلى خمس سنوات وفي الآونة الأخيرة تكررت خلال سنتين، وتعود إلى حالتها الطبيعية بعد أن تأخذ إبره بالإكراه؛ حيث أنها ترفض الإبرة بشدة وبعد الإبرة تعود إلى حالتها الطبيعية تدريجياً خلال شهر تقريبا.
استفساري:
1- هل جرعة الدواء كافية؟
2- كيف نتعامل معها خلال فترة مرضها بمعنى ما هو الأفضل؟ هل الأفضل لها أن نتركها وحيدة أم نحاول الحديث معها؟ وكيف نستطيع إقناعها بأننا نحبها؟ وكيف نستطيع إخراجها من هذه الحالة؟
بارك الله في جهودكم ولكم منا الشكر والدعاء بالتوفيق والسداد. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن جرعة العشرين مليجرامًا من الزبركسا تعتبر جرعة محترمة جدًّا وجرعة كافية تمامًا لتناولها يوميًا.
يظهر أن الإشكال أن والدتك كما تفضلت وذكرت غير منتظمة على العلاج، والمرضى النفسانيين أفضل وسيلة لإقناعهم بتناول علاجهم هو أن نناقش معهم هذا الأمر حينما يكونون في أفضل حالاتهم، ويجب أن يكون النقاش نقاشًا منطقيًا وعلمياً وصحيحاً، مع ملاحظة ضرورة المساندة وإبداء المسئولية حيال المريض، وهذه من أهم واجبات الطبيب، فالطبيب من المفترض أن يشرح التغيرات البيولوجية والكيميائية التي تحدث والتي أدت إلى ظهور الحالة، ومن خلال ذلك يمكن أن نقنع المريض أن عدم الانتظام الكيميائي لا يمكن تصحيحه إلا من خلال إدخال أشياء كيميائية سليمة وهي الأدوية.
هذا منطق مقبول ومنطق معقول جدًّا، ومن تجربتنا المتواضعة أن المرضى يتعاونون جدًّا إذا شُرحت لهم الأمور، لكن أن نتعامل معهم لا أقول بشيء من الاستخفاف أو التقليل من ذواتهم، لكن أن نصف لهم فقط الأدوية ونطلب منهم أن يتناولونه أو نزودهم بمعلومات قليلة أو نتعامل معهم بشيء من الاختزال، هذا لا يشجع المريض كثيرًا على تناول العلاج.
فأكرر لك أن الجرعة كافية وممتازة، فقط يأتي جانب الدعم والشرح لها، وهذه هي مهمة الطبيب، لكن أنت في نفس الوقت أيضًا يمكنك أن تساعدي في هذا الموضوع، بأن تشرحي لها بقدر المستطاع أن حالتها هي حالة بسيطة واتضح من المثبت علميًا، وكما يذكر الأطباء أن هنالك تغيرات كيميائية بسيطة تحدث في الدماغ، وبفضل من الله تعالى هذه الأدوية الحديثة والجديدة والسليمة وجد أنها تصحح هذه المسارات الكيميائية مائة بالمائة، وهذه الحالات الآن يتم التعامل معها مثل مرض السكر والضغط وهكذا، الوقاية خير من العلاج، والوقاية هنا دائمًا تكون بالاستمرار على العلاج.
أعتقد أن هذا المنطق منطق مقبول ومقنع جدًّا، فأرجو مساعدتها من خلال ما ذكرته لك سلفًا، هذه هي النقطة الأولى.
أما النقطة الثانية: أولاً الوالدة يجب أن لا تصل إلى مرحلة الانقطاع والانعزال الاكتئابي، وهذا أكرر عليه مرة أخرى من خلال الحرص على تناول الدواء، وحين تكون فترة هذه الانعزالات النفسية الشديدة يجب أن لا تُترك وحدها، على العكس تمامًا، ويجب أن تُعطى العلاج، والآن حتى الزبركسا موجود في شكل مركب يمكن أن يذوب ذوبان كاملاً في سوائل، وحتى من الناحية الأخلاقية هذا جائز جدًّا أن نعطي من نُحب أفضل ما يمكن، وفي مثل حالتها هو إعطاؤها الدواء حتى وإن وُضع في عصير أو من حليب أو من شيء من هذا القبيل، ليس هنالك ما يمنع.
هذا المستحضر يسمى (زبركسا فلوتاب) هو سريع الذوبان، وشركة (لِيلي) وُفقت تمامًا في أن تخرج لنا بهذا المستحضر الذي أفاد الكثير من الناس.
الجوانب الأخرى في التعامل هي الاحترام وإبداء المودة نحوها والبر، وتفقد أحوالها، وأن نشعرها حقيقة أنها مرغوب فيها، وأنها هي صاحبة الحكمة والحنكة، وأنتم في حاجة إلى نصائحها، وهكذا، هذا من أفضل أنواع المساندة، أي أن نُشعر الإنسان أن قيمته لازالت موجودة، وأن له دورا قياديا، وهنالك حاجة حقيقية له.
من أصعب ما يقع على المريض النفسي ويؤلمه نفسيًا هو أن يشعر أنه أصبح لا حاجة له من قبل الآخرين ولا رغبة فيه، هذا شعور داخلي يأتي لبعض المرضى من خلال العقل الباطني، وهو مدمر جدًّا، لكن متى ما أدينا حبنا، ومتى أوضحنا اهتمامنا هذا، أعتقد سيكون شيئًا مفيدًا وجيدًا ومساندًا جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على اهتمامك بأمر والدتك، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.
هذا ومن الله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,119,328 | 2011-07-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أخي مصاب بمرض الفصام ويرفض العلاج... فكيف نتعامل معه؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي يبلغ من العمر 31 سنة، وهو مريض بمرض الفصام منذ حوالي أربع سنوات، حاولنا أن نعالجه في بداية المرض، وأخذ أدوية منها ابيكسدون واكينتون، وكان يتعب جدا منها، وأصبح لا يريد أن يأخذ أي علاج، والمرض يتطور كل يوم عنده، ولا يريد الذهاب للطبيب، ولا يعترف أنه مريض.
كنا نعطيه الدواء في العصير والأكل ولكنه يحس به ويرفض أخذه، تعبنا جدا، ولا نعرف نعمل ماذا معه، فكرنا في المستشفى، ولكن أنا ذهبت المستشفى ورأيت المنظر وسألت وعرفت أنه لو أدخلناه مستشفى حكوميا سيظل هكذا ما عندهم غير حقنة الهالوبيدول والكهرباء،
بالنسبة للمستشفيات الخاصة سعرها غالي، وما نقدر عليها، أنا تعبان جدا من أجله، ولا أعرف ماذا أعمل له، هل من علاج سائل أو حقن طويلة المفعول ممكن نعطيها له حتى لو نعطيه منوما وحقنا لكن لا يكون فيها أعراض جانبية شديدة أرجوكم دلوني أنا لا عارف أتصرف كيف؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك والذي نسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.
أخي حتى تستقر حالة أخيك أرجو أن تدخله المستشفى حتى وإن كان مستشفى حكومي، فوجوده في المستشفى لا يتطلب أكثر من أسبوعين، ليس هنالك عيب أبداً في المرض، وحتى وإن كانت الإمكانيات في هذه المستشفيات ضعيفة اجعله يدخل في المستشفى، ويمكن أن تخطر الطبيب بأن يوصف لك العلاج المناسب حتى ولو قمت بشرائه من الصيدليات الخاصة، دخوله في المستشفى يبني قاعدة علاجية رصينة، ومن ثم يمكن متابعته خارجياً دون الحاجة إلى دخوله في المستشفى، هذه يا أخي وجهة نظري، وأقول لك بكل تواضع هذا هو الأنفع والأحسن.
أما إذا أردت أن تعطيه العلاجات في البيت فهنالك خيارات كثيرة، هنالك إبرة طويلة المدى، لكن هذه يفضل أن تكون تحت إشراف طبي على الأقل في بدايتها، هنالك إبرة تعرف باسم موديكيت، وهنالك إبرة فلوناكسول، وهنالك إبرة كلوزوبنتكسول، وهنالك أيضا الهالدول في شكل إبرة، وهنالك إبرة تسمى رزبريادال كونستا، هذه الأخيرة مكلفة بعض الشيء لكنها من الناحية العلاجية جيدة، كما أن المودكيت والفلوناكسول كلاهما من الأدوية الجيدة جداً.
أخي الكريم: إذن هنالك خيارات في إعطائه هذه العلاجات في المنزل، لكن هذا لابد أن يكون بشيء من الإشراف الطبي؛ لأن هذه الأدوية في بداياتها قد تسبب بعض الآثار الجانبية، وإن حدث ذلك يستطيع الطبيب أن يتدخل وأن يعطي بعض العلاجات المضادة.
هنالك دواء يعرف باسم زبراكسا فلوتيب، هذا الدواء يتميز بأنه يمكن أن يذوب في العصير بسرعة شديدة، ولا يحدث أي تغير في طعم المشروب الذي يوضع فيه، والجرعة المطلوبة هي (10) مليجرام يومياً، لكن يعاب عليه أنه مكلف وباهظ الثمن، وقد لا يتوفر في جميع الدول، فيا أخي الكريم الحلول موجودة، وأنا حقيقة أشكرك على اهتمامك بأمر أخيك، وعلى مساندتك له، ولا تيأس أبداً، فكّر في الحل المناسب، وبعد ذلك إن شاء الله تعالى تستطيع أن تساعد أخيك، والذي نسأل الله تعالى له العافية والتوفيق والسداد.
بارك الله فـيك وجزاك الله خيراً. | د. محمد عبد العليم | 2,118,965 | 2011-07-05 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعاني من الفصام الذاتي، ما العلاج؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على محاولاتكم إهداء وشفاء الناس، وأتمنى أن يكون هذا في ميزان حسانتكم.
أنا شاب تفكيري منذ أن كنت في الثانوية، وقبل ذلك لم يكن تفكير إنسان سوي! حيث لم أكن أعرف كيفية التواصل مع الناس! وكنت أخلق لنفسي المبررات لذلك، ولكن في يوم شعرت أن الناس تراقبني وتتعمد تلسين الكلام علي، دخلت المستشفى من سنتين ولكن مضادات الذهان لا تكفي لعلاجي، فأنا أخذت الابيكسيدون فاختفت أعراض أن الناس تتكلم علي، ولكن جاءني وسواس قهري بسيط، ورهاب اجتماعي بجانب الفصام طبعا، وقال لي الطبيب أن حالتي مجموعة من الأمراض أتتني، وأخذت أدوية مثل: (مودابكس، وكوجينتول، وابيكسيدون، وبريانيل سى ار) وأشعر ولكن لم أتردد في أخذ كل هذه الأدوية، لأني أريد أن أعيش مع الناس، وأخالطهم ولكني مثل ما أنا لم يتغير شيء!
كل يوم في حال، يوم سعيد وأعرف الكل وأحاور الناس وأكلمهم، ويوم في اكتئاب، ويوم هادئ مطيع، ويوم ليس لي عقل.
من فضلكم أنا بحثت في النت من شرقه لغربه عن مرض كهذا فلم أجد!
وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحالتك واضحة جدًّا، وأرجو أن لا تختلط عليك الأمور، فالحالة الأساسية التي لديك هي مرض الظنان أو ما يسمى بالاضطهاد الباروني، وشعورك بأن الناس تتكلم عنك هو نوع مما يسمى باضطراب التلميح، أي تحس أن الناس تتحدث عنك، وهذه فكرة ظنانية، لكن أيضًا يمكن أن تأخذ الطابع القهري، أي الطابع العُصابي وليس الطابع الظناني.
حالتك واضحة جدًّا وهي أنه تنتابك هذه النوبات الظنانية -وإن شئت فسمها الفصامية- ولديك جزء بسيط أيضًا من الوساوس القهرية.
هنالك تداخل، يُعرف تمامًا أن حوالي خمسة إلى عشرة بالمائة من الذين يعانون من الأفكار الظنانية الاضطهادية تأتيهم في نفس الوقت أعراض وسواسية، وهذا سماها البعض بالفصام الوسواسي، وهي حالة تعتبر أخف كثيرًا من مرض الفصام المطلق.
أخي: هذه الأعراض الوسواسية الوجدانية هي مؤشر جيد، فإن شاء الله تعالى مآل الحالة سوف يكون ممتازًا -بإذن الله تعالى-.
أفضل أدوية لعلاج مثل حالتك هي الرزبريادون زائد الفافرين، الرزبريادون دواء ممتاز جدًّا وفعال جدًّا، وحين تضاف له جرعة من الفافرين -إن شاء الله تعالى- يكتمل الشفاء.
جرعة الرزبريادون تُبنى تدريجيًا، ويجب أن تصل ستة مليجرام في اليوم، وجرعة الفافرين تكون في حدود المائة مليجرام، تبدأ أولاً بخمسين مليجراما يوميًا لمدة أسبوع، ثم ترفع بعد ذلك إلى مائة مليجرام.
حين تصل لجرعة الرزبريادون إلى أربعة مليجرام، هنا تناول الكوجينتول بجرعة اثنين مليجرام في اليوم، وكما تعرف هو علاج مضاد للآثار الجانبية، وليس له نفع علاجي في المرض ذاته، إذن الطريق واضح جدًّا، وأنت محتاج لأدوية قليلة بسيطة فعالة وبجرعة صحيحة.
أنا من وجهة نظري ومن تجاربي المتواضعة أن الرزبريادون زائد الفافرين هي الأدوية السليمة والفعالة، وأنا حقيقة لا أعيب شيئًا حيال الأدوية التي وُصفت لك، لكن هذه ربما تكون هي الأفضل في حالتك، وأنا متأكد أنك حين تتواصل مع طبيبك وتطرح عليه هذه الآراء سوف يجيبك إن شاء الله تعالى بصورة إيجابية جدًّا.
بالنسبة للجانب العلاجي الآخر هو الجانب التأهيلي: هذا التذبذب الذي يأتيك في مزاجك هذه حالة عامة تصيب جميع الناس، فالإنسان بطبعه يتذبذب وجدانيًا، فهنالك لحظة انشراح، وهنالك لحظة غضب، وهنالك لحظة حزن، وهنالك لحظة كدر، وهنالك لحظة استرخاء، وهكذا.
لكن بما أنك حساس حول هذه الأعراض لذا أنت تحس بها متضخمة ومتجسمة، لذا عليك أن تتجاهلها، واعرف أن العلم يسير في مصلحتك، هنالك استكشافات دوائية كثيرة ممتازة، وهنالك أدوية قادمة إن شاء الله تعالى ربما تكون أكثر فعالية، وأنت الحمد لله لديك أشياء طيبة في حياتك.
أنت لديك عمل، ونحن نعتبر أن العمل من أفضل وسائل التأهيل النفسي والاجتماعي في مثل هذه الحالات، وأود أن أبشرك أنه من الواضح أن شخصيتك لا زالت متماسكة، وأبعادها منضبطة، وهذا مهم جدًّا، لأن هذه الأمراض كثيرًا ما تؤثر على شخصية الإنسان، لكن من الواضح أن شخصيتك متماسكة، وهذا أيضًا يساعد كثيرًا إن شاء الله أن يكون مآل حالتك هو المآل الإيجابي.
عليك أخي الكريم بالدعاء، عليك بأن تدير وقتك بصورة صحيحة، لا تترك أبدًا للفراغ أي مجال، مارس الرياضة، الصلوات الخمس يجب أن تكون في المسجد، احضر حلقات التلاوة، الحياة فيها أشياء طيبة وجميلة متى ما أدرنا أوقاتنا بصورة صحيحة، وشعرنا بقيمتها وأحببنا أنفسنا، هذا -إن شاء الله تعالى- يساعد الإنسان، ويجعله يعيش في حالة من الاسترخاء والطمأنينة الذهنية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,117,726 | 2011-06-15 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما هي الأدوية المناسبة لعلاج مرض الفصام ؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة رقم ( 2114092 ) وقد أجبت على جميع أسئلتي يا دكتور جزاك الله خيراً، لكن تم تغيير الخطة العلاجية من قبل الدكتور، وهناك بعض الأعراض لم أذكرها، والأدوية التي وصفت لي:
ابليفاي 15 ملج حبتين يومياً.
سيركويل 200 ملج حبة ليلاً.
دوجماتيل 200 ملج حبتين في اليوم.
سيروكسات حبتين في اليوم.
ومرضي هو الفصام والرهاب، حيث أعاني من جميع أعراض الفصام ما عدا الهلوسة والشكوك، فمن أي نوع من أنواع الفصام مرضي؟
أيضاً اكتشفت أني أعاني من حالة هوس خفيفة، أشعر بفرح شديد بدون سبب، وكأني أسعد إنسان في الدنيا، وعندما أتحدث مع أحد أو يتحدث أحد إلي، بعد فترة من الزمن أتذكر الكلام، وعندما أتذكره أشعر أيضاً بحالة من الفرح والسعادة التي ليس لها مبرر، فهل هي من أعراض الهوس أو الفصام؟ علماً بأني لا أعاني من الاكتئاب.
كذلك أضفت دواءين على الخطة العلاجية المذكورة، هما:
ديباكين كورونو 500 ملج حبة ليلاً.
أندرال وقت اللزوم 20 ملج.
لأنني أعاني من رجفة شديدة وخوف شديد عندما أتحدث مع مسؤول أو معلم أو مجموعة من الناس، لدرجة أني قد أنسى الكلام الذي أريد قوله، وقد شعرت ببعض التحسن عندما أضفت الديباكين، علماً أن استخدامي له منذ أسبوعين، والآن لا أستطيع الذهاب إلى الدكتورة لظروف، فهل هناك تعارض بين الأدوية؟ وهل علي أن أوقف بعض الأدوية التي أستخدمها؛ لأنني استخدمت الديباكين كورونو؟ ومتى أحكم على العلاج بالفشل؟ ومتى يبدأ مفعوله؟ لأنني سمعت أنه يستغرق فترة من 6 شهور إلى 9 حتى يبدأ التحسن الملحوظ.
وفقكم الله على ما تقدمونه لنا من خدمات. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazin حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب وعلى كلماتك الطيبة، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
بالطبع أنا أحترم رأي الأخ الطبيب الذي وصف لك الأدوية المذكورة، والأدوية متداخلة ومتقاربة جدًّا، والجرع التي تتناولها هي جرع كافية تمامًا، ويجب أن لا ترفع أكثر من ذلك.
ملاحظتي هي حول الزيروكسات، تناوله بجرعة حبتين في اليوم ربما يزيد من حالة الانشراح البسيطة التي تعاني منها، وهذا أمر يحتاج إلى أن نقف عنده، ويمكن أن تطرح هذا الموضوع على الطبيب حين تقابله في المرة القادمة؛ لأن الزيروكسات يعرف عنه أنه ربما يُدخل الإنسان في حالة هوسية، وأنا أرى أن جرعة حبة واحدة في اليوم ربما تكون كافية لعلاج الرهاب، لأن السوركويل أيضًا من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج جميع أنواع المخاوف ومنها الرهاب، هذه هي الملاحظة التي وددت أن أذكرها.
بالنسبة لنوع الفصام الذي ذكرت أنك تعاني من أعراضه ما عدا الهلوسة والشكوك، هذا ربما يكون ما يسمى بالفصام المختلط، البعض يسميه هكذا، والبعض يسميه بالفصام غير المعين أو غير المحدد، أيضًا هذه بعض المسميات، وهنالك نوع من الفصام يعرف بالفصام الهيبفريني، وهو نوع شديد من المرض، لكن حقيقة لا ألاحظ أبدًا أنه لديك أي أعراض لهذا النوع من المرض، فربما يكون النوع الذي تعاني منه هو النوع المختلط أو النوع الغير محدد - كما يقولون - والترجمة العربية ليست دقيقة في هذا السياق، لكن يعرف أن هذا النوع من الأمراض هو أخف من الفصام الهيبفريني مثلاً.
هنالك نقطة أيضًا لا بد أن نتوقف عندها، وهي أن نوبات الانشراح التي تأتيك ربما تكون ظاهرة إيجابية جدًّا؛ لأن وجود أي مكون وجداني مع أعراض الفصام هذا يشير أن مآل المرض من حيث العلاج سوف يكون جيدًا، وربما تسمى مثل هذه الحالات بالفصام الهوسي أو الفصام الوجداني كما يسميها البعض، وعمومًا هذه يجب أن لا تكون إشكاليات كبيرة، لأن الأدوية المتاحة مثل السوركويل والإبليفاي هي تعالج الهوس وتعالج الفصام وتعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وتعالج المخاوف، فهذه الأدوية سهلت كثيرًا في علاج بعض الحالات التي لا يكون هنالك تشخيص يقيني فيما يخص بعضها كما ذكرت لك.
أخي الكريم: أعتقد أن إضافة الدباكين - بالرغم من أنك قد تحسنت عليه - قد تكون خطوة متقدمة بعض الشيء، وأنا أحترم رأيك جدًّا- لكن حين ترجع إلى الطبيب أرجو أن تتحدث معه في هذا الموضوع، لأن تناول خمسة أو ستة أدوية في نفس الوقت قد لا يكون أمرًا جيدًا، لا توجد أي خطورة فكلها أدوية سليمة، لكن هذا الكم الهائل من الحبوب في اليوم أيضًا قد يكون مزعجًا، فليس من المعقول للإنسان أن يتناول البنادول والأسبرين والبروفين في نفس الوقت، بمعنى أن فصائل هذه الأدوية متقاربة لبعضها البعض، والدباكين دواء طيب جدًّا وأنا أصفه كثيرًا، ويعرف أنه دواء داعم لكثير من الأدوية التي تستعمل لعلاج الأمراض الذهانية، فلا يوجد أي تعارض من الناحية العلمية ما بين هذه الأدوية، لكن أفضل أن تذكر إضافتك للدباكين لطبيبك، أما الإندرال فهو دواء بسيط وليس بتلك الأهمية.
أنا لا أدعوك لأن تتوقف عن الأدوية التي تستخدمها، لأنه من الناحية الأخلاقية ما دام نصحك بها أحد الأطباء فيجب أن يكون هو صاحب القرار، وأنا لا أرى خطورة من استعمالها، لذا ليس هنالك داعٍ للاستعجال، وحين تقابل الطبيب اطرح عليه هذا الأمر إن أراد أن يخففها أو يقللها، فهذا أيضًا حسن.
العلاج لا يحكم عليه بالفشل قبل مضي ثلاثة إلى أربعة أشهر، وأي درجة من التحسن تحدث للإنسان هي خطوة متقدمة، إذن حتى التحسن هو أمر نسبي، والدواء إن لم يُشعر الإنسان معه بالتحسن ربما تكون له إيجابية أخرى وهو أنه يمنع التدهور، وهذا سبب منطقي جدًّا لاستعمال الدواء.
أخي الكريم: أسأل الله لك العافية، وأرجو أن تكون فاعلاً في حياتك، وتواصل اجتماعيًا، واجتهد في دراستك، هذه كلها أمور علاجية مهمة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,116,780 | 2011-06-01 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ابنة أخي تبكي وتسمع أصواتاً وترى أناساً يحدثونها! | ابنة أخي بعمر 17 سنة, تعاني من البكاء باستمرار, وترى أشخاصاً وتكلمهم وتتخاصم معهم, ودائما تقول لي: إن هناك أشخاصاً يلاحقونها ويكلمونها, ويريدون أن يؤذوها.
المشكلة أنها تهرب من البيت, وقد تكرر هذا منها أكثر من مرة، ويتم إيجادها من قبل الشرطة, وهي تتعالج نفسيا, ولكن دون فائدة! فهي ما زالت ترى الأشخاص وتسمع الأصوات، فما الحل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ flower ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب واهتمامك بهذه الأخت التي نسأل الله لها العافية والشفاء.
هذه الفتاة ومن الوصف التي ذكر في الرسالة من الواضح أنها تعاني من علة ذهانية -أي نوع من الاضطراب العقلي- نسأل الله تعالى أن يزيله عنها, وعملية خروجها من البيت وأنها ما زالت تعاني من هذه الهلوسات وتتحدث مع أشخاص، هذا دليل على حدة وشدة المرض، وهنالك أمر ضروري جدًّا وهو يجب أن نتأكد أنها تتلقى العلاج بالفعل، فكثير من المرضى يترددون على أقسام الطب النفسي لكن لا يكون هنالك التزام تام بالدواء.
الأدوية الموجودة الآن هي أدوية فعالة وقوية جدًّا لعلاج الأمراض الذهانية كأمراض الفصام الذي ربما يكون هو العلة الرئيسية التي تعاني منها هذه الفتاة.
أختي الكريمة: يجب أن يكون هنالك تأكد تام من أنها بالفعل تتناول الدواء بالصورة الصحيحة في وقته الصحيح, ولنضمن أنها تأخذ الدواء ربما يكون من الأفضل التفاوض والتواصل مع طبيبها المعالج حول هذا الموضوع، وإن لم يكن هنالك التزام واضح أو تحسن واضح كما ذكرتِ فهنا يمكن إعطاؤها بعض الإبر الزيتية طويلة المدى، هذه الإبر تعطى مرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو أربعة أسابيع، وفائدتها العلاجية ممتازة ومشهودة جدًّا.
إذن الحلول موجودة, ويكون على رأسها إعطاءها الدواء بأي وسيلة وأي طريقة كانت.
هذه الفتاة ربما تكون في حاجة إلى أن تُدخل إلى الوحدة الداخلية بقسم الطب النفسي، وقسم الطب النفسي في دولة قطر بمؤسسة حمد الطبية هو قسم جيد جدًّاً ومتطور، وبتواصلك مع الطبيب بأن هذه الأخت الآن مضطربة جدًّا, وربما يكون من الأفضل أن تُدخل للوحدة الداخلية لتقضي هنالك أسبوعا أو أسبوعين أو ثلاثة، هنا يكون قد بنيت قاعدة علاجية قوية، وذلك من خلال فرض الرقابة الطبية عليها, وإعطائها الأدوية الصحيحة، وداخل المستشفى سوف يكون هنالك تأكد كامل أنها تتناول الدواء، وهذا إن شاء الله يدفعها نحو التحسن، وحين يأتي التحسن سوف يتم متابعتها على مستوى العيادة الخارجية، وبرجوع التحسن لها سوف تكون أكثر استبصارًا وارتباطًا بالواقع، وهنا تستطيع أن تتعاون كثيرًا في تناول الدواء، وكما ذكرت لك الإبر طويلة المدى قد تكون حلاً مناسبًا، لكن هذا القرار بالطبع يُترك للأخ الطبيب المعالج.
من جانبكم حاولوا أن تتخذوا الاحتياطات الكاملة بأن لا تخرج من البيت، فهي فتاة ولا نريد لها أن تتعرض لأي نوع من الأذى، وفي داخل البيت يجب أن نشغلها, وأن نعطيها بعض المهام, وأن لا تكون مهمشة، وأن تشعر بوجودها وكينونتها، وهذا نوع من التأهيل النفسي الممتاز جدًّا.
قسم الطب النفسي أيضًا لديه خدمات تعرف بالخدمات المجتمعية النهارية، وهذه يُقصد بها أن المريض يذهب إلى المستشفى في الصباح, ويظل خاضعًا لبرامج علاجية في الوحدة النهارية، والساعة الثانية ظهرًا تنتهي هذه البرامج ويرجع المريض إلى بيته، وهكذا في اليوم الثاني, هذه الأسس العلاجية أيضًا أسس جيدة تطور من مهارات المريض، وتقوي صلته العلاجية بالمؤسسة العلاجية، وهذا في حد ذاته دعم نفسي كبير للأسرة، لأنه يقلل من زمن الاحتكاك ما بين المريض ومحيطه المنزلي، هذا أيضًا وجد أنه ذو قيمة علاجية كبيرة.
إذاً أيتها الفاضلة الكريمة: البدائل والطرق العلاجية كثيرة جدًّا وهي الحمد لله كلها متوفرة، وأشكرك مرة أخرى على اهتمامك بأمرها، ونسأل الله لها الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
في الختام: لا يفوتنا أن نذكركم بموضوع الرقية الشرعة، ففيها خيرٌ كثير، ولكيفيتها يمكنكم مراجعة هذه الروابط:
(237993- 236492-247326)
نسأل الله لهذه الأخت بالشفاء العاجل. | د. محمد عبد العليم | 2,116,750 | 2011-05-30 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرض الفصام عند الأطفال وعلاجه؟ | السلام عليكم..
ابني لديه أفكار غريبة عن اختراع عربة تسير بالماء، أو طيارة يطير بها للمدرسة، وغيرها من الأفكار، ولكنه يقول إنه لا يسمع أو يرى أحداً غيرنا، والطبيب شخص الحالة بأنها فصام غير متمايز، وأعطاه (اوبيكسدون) 6 مليجرام، و (فيلوزاك) 20 مليجرام، ولكن ابني بدأ يهددنا بالقتل إذا لم ننفذ له طلباته الغريبة، أريد أن أعرف لماذا تتطور الحالة هكذا؟ هل بسبب الدواء أم ماذا؟ وما هي نسبة الشفاء؟ وهو قد بدأ العلاج منذ شهرين ونصف، وما الذي يجب فعله بجانب العلاج الدوائي؟ وهل هذا فصام أم اضطراب في التفكير؟ وما الذي يحدد ذلك، مع الشكر. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، أسأل الله تعالى لابنك الشفاء والعافية.
أخي: المعلومات المتوفرة ليست كافية لأن تشخص حالة الابن، فعمره غير واضح، وكذا تفاصيل هذه الأعراض وكيفية بدايتها، وهل توجد لديه أي أفكار أخرى أو تصرفات غير سليمة؟ وهل لديه اضطراب في النوم؟ هنالك معلومات كثيرة جداً أخي الكريم لا بد من توفرها.
نوعية هذه الأفكار بهذه التفاصيل أخي الكريم ربما تكون أقرب إلى أفكار وسواسية، لكن لا أحد يستطيع أن ينفي أو يثبت وجود مرض الفصام إلا بالاستقصاء والتحري وتحليل حالته والجلوس معه وفحصه ومناظرته، فالذي أرجوه منك أن تذهب بابنك مرة أخرى إلى الطبيب ، وأمر تهديده لكم بالقتل يجب أن لا يتم تجاهله، وأنا لا أريد أن أسبب لك أي نوع من الهلع أو المخاوف، لكن مثل هذه التصرفات يجب أن يتم تجاهلها، وفي نفس الوقت يجب أن لا تصدروا له أي نوع من الشدة في المعاملة، لا أقول لكم حققوا طلباته، لكن الوسطية في التعامل محبوبة، واللطف معه أيضاً يعتبر منهجاً مهماً في هذه اللحظات، لكن الأهم من ذلك كله أن تذهبوا به إلى الطبيب ليعيد تقييم حالته، واذكروا له أنه بدأ يهدد بالقتل..هذا هو الذي أستطيع أن أنصح به في هذه المرحلة.
وبخصوص الأدوية التي أعطيت له، فهي أدوية مضادة للذهان، وكذلك مضادة للوساوس في نفس الوقت.
أخي الكريم: إذا زودتني بمعلومات أكثر ربما أستطيع أن أفيدك أكثر، لكن المهم هو أن تذهب بهذا الابن إلى الطبيب؛ لأن الطبيب سوف يكون في موقع أفضل مني ليفيدك في أمر التشخيص والعلاج، ولا شك أن الأطباء على وعي وإدراك تام، ومثل هذه الأعراض لن يتم تجاهلها وستؤخذ وتحمل محمل الجد.
بالنسبة للفصام، هو مرض يتميز بعدة سمات وصفات وهو عدة أنواع، فهنالك اضطراب في التفكير واضطراب في التصرفات، وتدهور في الشخصية وافتقاد التواصل الاجتماعي، والتدهور في كل مرافق الحياة، وتجد الإنسان لا يواصل الآخرين بالصورة المطلوبة، أو تكون تصرفاته غير صحيحة، وهنالك اضطرابات في النوم واضطرابات كثيرة، والآن لا نتحدث عن نوع واحد من الفصام، إنما الناس يتحدثون عن الفصاميات.
ما ذكره لك الطبيب من أنه يعاني من الفصام غير المتمايز هذا نوع من الفصام تختلط فيه الأعراض وتتداخل بصورة كبيرة جداً، وقد تجد بعض الأعراض البارونية وبعض الأعراض الهيبفرنية، وهنالك الأعراض التخشبية، وما يسمى بأعراض الفصام المبسط، والقضية معقدة جداً أخي الكريم، ولكن الذي أؤكده لك هو أن العلاج متوفر، وأن مرضى الفصام يمكن مساعدتهم الآن بصورة جيدة جداً، لكن يجب أن نتأكد أنه بالفعل أخذ الدواء، وأن الدواء هو الدواء الصحيح، وهذا حقيقة لا يتم إلا بتعاون مع الطبيب ومركز العلاج الذي يشرف على علاجه.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,116,654 | 2011-05-26 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل تصرفات أخي دليل على مرضه النفسي؟ | نحن عائلة مكونة من ثمانية أشخاص, نعيش في الغربة بعيدا عن الوطن, هو الخامس بيننا, خلال المرحلة الابتدائية كان كثير الحركة ومشاكسا في المدرسة فهو يكرهها, ويعاني من صعوبة في الحفظ, وقلة تركيز، بينما نحن إخوته كنا من المهتمين بالدراسة والمتميزين, شخصيته حساسة مما جعله عرضة للسخرية من قبل زملائه, والتعنيف من قبل معلميه, كتوم, ولم يكن يبوح لنا بشيء مما كان يتعرض له من ضرب من قبل معلميه وزملائه, وفي البيت مشاكس, وكثيرا ما كان يتعرض أيضا للتوبيخ والتعنيف والطرد لعدم هدوئه, وكثرة مشاغبته, وعدم تصرفاته المتزنة.
عمره الآن 20 عاما, منعزل اجتماعيا, ترك المدرسة بعد أن أنهى الصف الثاني ثانوي, رافض للعمل في أي مجال يكون فيه ناس, وذلك بعد تجربة فاشلة في العمل؛ حيث اشتغل في مكتبة وكان صاحب المكتبة قاسيا جدا معه، فكثيرا ما كان يوبخه على أخطاء بسيطة، ولم يكن يتجاهل له شيئا وفي الأخير طرده، وبعدها أصبح شرطه أن يعمل أن يكون في مكان خالٍ من الناس.
ليس لديه أي صديق, وفي المرحلة المتوسطة تعرف على طالب ولكنه كان صديق سوء, ولم تنجح علاقته معه, لا يحتك بأفراد أسرته إلا نادرا -عند مصلحته- لحوح عند رغباته, وعنده نفس طويل في الجدال وإقناع من أمامه لتحقيق رغباته, كثير الطلبات, يفكر في نفسه كثيرا, ويشكو بين الوقت والآخر من ضعف نظره أو رائحة في فمه أو غيره, وعندما شكا من الرائحة في فمه, وذهب به للطبيب أصر أن لا يذهب معه أحد منا خصوصا والدي, وعندما ذهب لدكتور العيون لفحص نظره لم يكن عنده أي مرض فيها وأعطاه معقما, وعند انتهاء الدواء قال أخي إنه لم يستفد, وإن ألم عينيه لم يزل مستمرا, وأصر على أن يذهب لدكتور ثانٍ وثالث! شكاك لدرجة كبيرة, يهتم كثيرا بنظافة هندامه؛ حيث إنه يغسل ملابسه بمفرده, يهتم أيضا بصحته, ويبحث كثيرا عن ما يعزز ويحسن الصحة, يرفض أن يرافقنا لأي مكان, ملتزم بالصلاة في المسجد ويحافظ على الأذكار والتسبيح وعلى ورده من القرآن يومياً.
ذهب به أبي لدكتور نفسي وذلك بعد ترجٍ شديد له؛ لأنه كان يرفض الذهاب, وشخص الدكتور حالته بالوهم الضلالي بناء على ما ذكره له والدي من تصرفات, ولكن بالنسبة لأخي فهو لم يتحدث مع الطبيب سوى أنه يعاني من فقد الثقة بنفسه ويريد حلا لذلك, وعندما سأله الطبيب لماذا؟ لم يجب, كتب لنا الدكتور دواءين، وقال يجب أن يأخذهما وإن رفض فيجب إدخاله المستشفى حتى يعطوه إياه بالطريقة المناسبة, ولكنه رفض الدواء، وقال إنه ليس مريضا، بل كل ما عنده اكتئاب وقد ذهب, وحتى نحن لا نشعر أن عنده ذلك المرض فهو لا يبدو عليه أنه مريض, يأكل ويشرب, ومستمع بحياته, ويشاهد البرامج التي يفضلها, ويذهب لممارسة الرياضة, وبدأ الآن بحفظ القرآن الكريم, ولكن مشكلته معنا ومع أبي بالتحديد.
مع العلم أن معاملته معنا أنا وأمي تحسنت في الآونة الأخيرة, فأصبح يطلب مني إذا احتاج شيئا ويأخذ ويعطي مع أمي بالحديث عندما تتحدث معه بخلاف السابق، فقد كان يرفض الحديث مطلقا معنا, ولكن كل ما يقلقنا انتقامه من أبي, حاول أبي تحسين معاملته معه, فأصبح يلبي أي طلب له ليعبر له عن حبه له, وأصبح يجلس معه, ويحاول التقرب منه، وأوضح له أن ضربه وتعنيفه له في الصغر لم يكن إلا لمصلحته, ولكن دون جدوى، فلم يغير ذلك من تجنبه واعتزاله لنا, بدأ يدخن منذ فترة، وعرفنا ذلك - دون أن يعلم بعلمنا- من رائحة ملابسه, وترافق مع فترة تدخينه ظهور أعراض انتقام من أبي, وتطاول عليه, فوجدناه مرة قد أحرق نظارة أبي، وأخرى مزق فيها ثوبه, وغير ذلك.
مع العلم أنه عندما كنا صغارا كان عندما يغضب من أي أحد يفعل ذلك معه فيمزق ملابسه أو يخرب أي شيء له, هل أخي مريض نفسيا؟ وكيف نستطيع إنهاء حالة العزلة التي يعيشها؟ وكيف نجعله ينخرط في المجتمع؟ وكيف نتعامل معه حيال ذلك؟ والأهم كيف ننهي حالة الانتقام التي يعيشها تجاه أبي؟
وجزيتم خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور الريف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فليس من السهل حقيقة أن يشخص الإنسان دون أن يتم الفحص عليه، لكن المعطيات التي وردت في رسالتك تعطينا بعض المؤشرات التي نسأل الله تعالى من خلالها أن نتوفق في أن نقدم لكم النصيحة المفيدة.
الذي استخلصته من حياة هذا الشاب وتدرج تطوره الاجتماعي وما حدث له في المدرسة، وبعد ذلك افتقاد الوظيفة وانعزاله وتقلب مزاجه، والشكوك، والظنان الذي يعاني منه، أستطيع أن أقول: إن لديه علة نفسية ولا شك في ذلك، والعلة حقيقة نعطيها الانطباع بما يسمى بحالة بسيطة من الفصام الوجداني، والفصام الوجداني هو معلومة من أعراض المخاوف والانعزال والقلق والتوتر وربما شيء من الاكتئاب مع بعض الظنان، والذي يسمى بالتوهمات أو الضلالات، وهنا يحاول الإنسان أن يعزل نفسه كثيرًا، وقد لا يحسن الظن بالآخرين، لذا تظهر العدوانية في بعض الأحيان.
أعتقد أن هذا هو التشخيص الأقرب لحالة أخيك، وأرى أنه محتاج للعلاج، ويجب أن لا نتجاهل موضوع عنفه نحو الوالد.
أنا لا أريد أن أسبب لكم قلقًا داخل المنزل، لكن المريض النفسي لا أحد يستطيع أن يتنبأ أو يضع احتمالات معينة حيال تصرفه، خاصة حين "يتعانف"، لكن بعد تناول الدواء هؤلاء المرضى يرجع لهم استبصارهم بصورة تامة, وتنتفي درجة الخطورة إن شاء الله تعالى.
أعتقد أن علاجه يمكن أن يتم من خلال شخص واحد في المنزل أو خارج المنزل، شخص واحد يكون لديه علاقة جيدة معه، ويثق به، وهذا الشخص يقوم بدور ما نسميه بالمعالج المساعد، أي يتفاوض معه، يتحاور معه، ويحاول إقناعه بأن لديه شيئا من الإجهاد النفسي البسيط، نحن نراك منعزلاً بعض الشيء، والحمد لله تعالى يوجد أطباء ومختصون جيدون جدًّا, وأنا أعرف الدكتور فلان وفلان، وهو مؤتمن على الأسرار ويأتيه الناس من كل مكان، وهكذا.
حين تسوق مثل هذه الأفكار له دون أن نشعره أنه مريض أو ضعيف أو شيء من هذا القبيل، لا نناقشه في موضوع المرض، سمّه إجهادا نفسيا، سمّه عدم القدرة على التوافق، أي شيء من هذه الكلمات التي فيها شيء من الإبهام لغير العارفين بالأمور الطبية النفسية.
هذا هو الأمر المهم أن يذهب إلى العلاج, توجد طرق أخرى، توجد أدوية يضعها بعض الناس في الطعام أو في المشروبات لذويهم، لكني لا أفضل هذا المنهج؛ لأن الأمور والضوابط الأخلاقية قد لا تسمح بذلك، بالرغم من أن التصرف هو بحسن نية، لكن لكل إنسان حدوده وحقوقه وحرمته.
لا شك أن العلاج متاح في بعض الدول عن طريق تطبيق القوانين، هنالك قوانين للصحة النفسية، وأنا أعرف أن المملكة العربية السعودية فيها قوانين متميزة وقوانين راقية، إذا اتضح أن الشخص يعاني من اضطراب حقيقي، وقد يسبب خللا أو مشكلة للآخرين فلابد أن تتم حماية الآخرين وكذلك حمايته، وهذا يتم عن طريق إدخاله إلى المستشفيات ضد رغبته.
هذا أمر طويل ومعقد, وله فنيات، ولا أعتقد أنه يوجد حقيقة للجوء إليه مع مثل هذا الأخ، لكني وددت أن أذكر هذا الأمر من قبيل عرض الحلول المتكاملة.
بالنسبة لكم يجب أن يكون التعامل معه فيه شيء من الود، الود واللطف وشيء من الأريحية, وإشعاره بأهميته, وأنه إنسان مرغوب فيه، وأن الحياة دائمًا الإنسان يجتهد فيها ويكابد فيها، ويكون هنالك أمل ورجاء، ولا نشعره بأي نوع من النقص، وهذا الرجل بفضل الله تعالى محافظ على صلاته وملتزم بذلك، وهذا شيء ممتاز جدًّا، وأعتقد أن أحد المصلين الذين يثق فيهم يمكن أيضًا أن يقوم بدور المعالج المساعد الذي تحدثنا عنه آنفًا.
إذن المعاملة الحسنة, وعدم استضعافه, وعدم إشعاره بأنه معلول أو ناقص نسبة لوجود هذا المرض.
الآن بفضل الله تعالى توجد أدوية ذات فعالية ممتازة وتعالج مثل هذه الحالات، وأعتقد أنه سوف يستجيب استجابة جيدة لأحد الأدوية المعروفة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على اهتمامك بأمره. | د. محمد عبد العليم | 2,116,374 | 2011-05-24 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
هل أنا فعلا مصاب بالفصام الوجداني؟ | السلام عليكم ورحمة الله .
لدي استشارة أود أن يجيبني عليها الدكتور محمد عبدالعليم - جزاه الله خيراً - أنا مريض بالفصام الوجداني ( shizoevvetive disorder ) أصابتني من قبل نوبتان، وأنا حالياً في أواخر الثالثة، تفاصيل النوبة الحالية عبارة عن نوبة هوس ونشاط وعصبية مع هلاوس واضحة، حيث بدأت بشعوري أن شبكة الإنترنت مراقبة، ثم بدأت أشعر بأن هناك من يراقبني أيضاً بالأقمار الصناعية، وأن هناك من يصحح لي أفعالي وأقوالي بكلمتي (صح وغلط) أو (مضبوط في كل شيء) حتى في الحمام، وكنت أبرر ذلك أمام أهلي باعتبار أن هناك بعض الجيران غير مؤدبين يتجسسون على الأصوات.
للأسف ابتليت طوال شهرين ونصف بحالة عالية جداً من العصبية، وكنت أستفز وأصرخ من أقل الهلاوس، وصوت تصحيحي وأتجاوب معه.
الآن أنا في طريق إتمام العلاج، والملاحظ أني كنت أقيم في مصر، وحالياً انا أفي السعودية، جئت قبل يومين أو ثلاثة أحمل علاجي معي لاستكماله عند الأهل الذين يقيمون هنا، وأتناول حالياً التالي:
- سيركويل 300 ملجم مساء .
- ديباكين 500 حبة صباحاً وحبة مساء .
- دوجماتيل فورت 200 ملجم حبة صباحاً وحبة مساء .
- سافيناز منوم 5 ملجم مساءً .
- كوجنتين حبة واحدة مساءً .
فما رأيكم في العلاج الذي أتناوله؟
كذلك أشكو من صعوبة التركيز في أي شيء، وكثرة الحركة والكلام أيضاً، وقد أخذت موقفاً سيئاً من أخي، لأنه عاملني معاملة لا تليق بمريض يعاني، وكان هو السبب في عصبيتي الشديدة (في مصر) .
أيضاً أريد أن أعرف ما تأثير المرض على المدى البعيد على شخصيتي؟ وهل صحيح أنني سأصاب ربما بقصور فصامي مع الوقت؟
كذلك لاحظت أنني بمجرد أن ابتعدت عن إزعاج مصر والقلاقل التي فيها اختفت الأصوات أو كادت، بنسبة 95% .
أرجو الإجابة، ولك مني أجمل تحية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن وصفك واضح جدًّا لحالتك، فلديك أعراض تدل على وجود نشاط ذهني - كما تفضلت وذكرت - يتمثل في بعض الأفكار التي نعتبرها غير مرتبطة بالواقع، وأنا حقيقة لا أحب أن أستعمل الكلمات التي ربما يكون وقعها سيئاً على الناس مثل الفصام أو الانفصام، وهو نوع من الاضطراب يحمل سمات معروفة، وهذا المرض يمكن علاجه، وعلاجه - إن شاء الله - باقتدار كبير، والنتائج سوف تكون رائعة جدًّا، ولديك بجانب الأعراض الذهانية بالطبع توجد أعراض وجدانية بسيطة.
هذا النوع من المرض أخي الكريم يستجيب للعلاج بصورة أكبر بكثير من الفصام المعروف أو الاضطراب الوجداني المعروف، فالخلط أو التمازج في الأعراض هو مؤشر ومعيار أساسي على أن الاستجابة للدواء سوف تكون جيدة جدًّا.
أنا أتفق معك أن الدباكين كرونو بجرعة ألف مليجرام في اليوم سيكون علاجًا مثاليًا، والسوركويل بجرعة ثلاثمائة مليجرام في اليوم سيكون أيضًا علاجًا ممتازًا جدًّا، تناوله مائة مليجرام في الصباح ومائتي مليجرام في المساء، وحقيقة لا أرى أنه هنالك داع لبقية الأدوية، والدوجماتيل علاج مساعد فقط، والسافيناز لا أعتقد أنك في حاجة إليه، وكذلك الكوجنتين.
هذا من وجهة نظري، لا داعي لتعدد الأدوية، فالسوركويل والدباكين هي الأدوية الرئيسية والأدوية الفاعلة وهي مثبتة للمزاج مزيلة للذهان، وإن شاء الله تعالى تزيل عنك كل قلق وكل توتر.
صعوبة التركيز أعتقد أنها نشأت من كثرة الأدوية، وكثرة الحركة من السافيناز، وأعتقد أنك بتناولك للدباكين والسروكويل كل الأعراض الجانبية سوف تنتهي، لكن إذا أردت أن تتحدث مع طبيبك الذي وصف لك الدوجماتيل والسافيناز والكوجنتين فلا بأس في ذلك، لكن في نهاية الأمر أود أن أؤكد لك أن السوركويل والدباكين كرونو هي الأدوية الأساسية جدًّا، والتي سوف تفيد في حالتك - بإذن الله تعالى - وكما تعرف أخي الفاضل الشرط الرئيسي لنجاح الدواء هو الالتزام بالجرعة وأن تؤخذ في وقتها وفي مواعيدها وبالكمية المطلوبة وللمدة المعلومة، هذه هي الشروط.
أخي الفاضل الكريم: أنصحك أن تمارس الرياضة، فالرياضة تحسن من التركيز وتقلل من العصبية، وأرجو أن يكون لديك أيضًا تواصل اجتماعي، فالإنسان بطبعه كيان اجتماعي يرتاح في وجود الآخرين، وكن حريصًا في صلواتك وأذكارك، وهذا إن شاء الله يعود عليك بخير كثير جدًّا.
تأثير المرض على المدى البعيد على شخصيتك، لن تكون هنالك - إن شاء الله - تأثيرات سلبية ما دمت أنت ملتزمًا بالعلاج، فالإنسان تُبنى شخصيته بمرور الزمن ويتسم مهارات جديدة، وهذا - إن شاء الله - يؤدي إلى تماسك الشخصية وإلى نضوجها، لكن الإهمال في الدواء لن يكون أمرًا جيدًا أو مرغوبًا بالنسبة لك.
أخي الكريم: تطوير المهارات على النطاق الاجتماعي وعلى نطاق العمل أو الدراسي أيضًا من الأشياء التي تحفظ كيان الشخصية وتساعد على نضوجها وبناءها بصورة إيجابية.
ابتعادك عن مصر والقلاقل التي كانت فيها ذكرت أنها قد أثرت عليك إيجابيًا، فالإنسان بالطبع يتفاعل مع محيطه وكلنا تفاعلنا مع حدث في مصر، ولكن - الحمد لله - الآن الأمور على خير وكل شيء قد هدأ، فلا تشغل نفسك أخي الكريم، هذه هي الحياة، التقلبات موجودة، نسأل الله تعالى الأمن والأمان والسلام للجميع.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,114,602 | 2011-04-27 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
انفصام الشخصية .. واحتمالات انتقاله وراثيا | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي مصاب بانفصام شخصية مستعص، فما هي احتمالات إصابة أولادي بذلك؟ علماً بأن زوجي ليس من أقربائي.
مع الشكر. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن العوامل الوراثية سببت الكثير من الإزعاج للناس، وذلك لأن الحقائق العلمية قد لا تكون معلومة أو واضحة للجميع.
مرض الفصام ليس من الأمراض الوراثية، ونعني بذلك الوراثة المباشرة، ولكن المرض يمكن أن يحدث نوع من الاستعداد الوراثي له، وذلك من خلال جينات صغيرة متعددة، وليست جين واحد كاملة الاختراق كما يسمى، والذي يقصد بذلك أن بعض الناس لديهم عوامل وراثية إذا توفرت العوامل البيئية يمكن أن يحدث نوع من التفرة الجينية، والتي تؤدي إلى حدوث المرض، يعني التفاعل ما بين الجينات والبيئة هو العامل الرئيسي لمرض الفصام.
إذا كان هناك أسباب يمكن التحدث عنها؛ لأن مرض الفصام في الأصل لا نستطيع أن نحدد أسبابه في معظم الحالات، الأسس العلمية تشير إلى أنه إذا كان الوالدان مصابين بمرض الفصام -وهذه حالة نادرة- فإن (50%) من الأطفال لديهم القابلية والاستعداد لمرض الفصام.
إذا كان أحد الوالدين مصاباً بمرض الفصام فإن احتمال إصابة الأطفال بمرض الفصام هي (20%)، وأما في حالة أسرتك وهو أن لك أخا مصاباً بمرض الفصام، وهنا أقول لك بصراحة: إن التأثير الجيني ضعيف جداً، لا يتعدى (5 إلى 7%)، وهذا يعتبر في الحسابات الجينية أثراً ضعيفاً وليس منظوراً، لكن هذا لا يجعلنا نتناسى أهمية دور التنشئة والتربية، والطفل حين ينشأ ويربى على أسس سوية يكون هناك توازن، ونشعر الطفل بالأمان، ونحاور الطفل، لا نجعله يعيش حتى ضغوطاً نفسية، ولا يكون هناك نوع من التدليل للطفل، وأن نساعده على بناء شخصيته، والاهتمام بتطوير مهارته.. هذا لا شك فيه، الكثير من الوقاية للإصابة من الأمراض النفسية، ومرض الفصام بصورة خاصة.
اطمئني تماماً، والاحتمال ضعيف جداً بأن تنقل أي نوع من الطفرات الجينة من أخيك لتأثر على أولادك، وعليك بالدعاء -فهو دائماً سلاح المؤمن، وفي حفظ كبير للإنسان وللأبناء خاصة.
ختاماً: نشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى العافية والشفاء للجميع.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 2,111,934 | 2011-03-17 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
المرض الفصامي غير المصنف، ما هي الأعراض والعلاج؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدى شقيق يبلغ من العمر (45 سنة)، ظهر عليه مرض نفسي منذ سنتين، وجعله لا يأكل إلا بعد مغيب الشمس، ويرتدي ملابس متسخة دائماً، ويظل طيلة اليوم على انفراد، وبما أنه مدرك للأشياء التي حوله، فهو يتابع أخبار الرياضة على التلفاز عن كثب، وفي حالة النقاش معه في أي من المواضيع يتحدث كثيراً دون انقطاع، ولا يترك مجالاً لأحد أن يتدخل أو يجاريه في النقاش، ويفضل تناول كوب الشاي من دون سكر، ولا ندري ما سر ذلك، كما أنه يكثر في شرابه، ولا يرضى أن يوصف بأنه مريض نفسياً، فأفيدونا.
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الباقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه التصرفات غير الطبيعية تدل على أن هذا الأخ يُعاني من أعراض ذهانية، أعراض اضطراب من نوع مرض الفصام، وهذا نسميه بالفصامي غير المصنف، حيث إن الفصام يُقسم إلى عدة أنواع، وهذا النوع ليس بالفصام الظناني الباروني وليس بالفصام الهيبفريني، وليس بالفصام البسيط، وليس بالفصام التخشبي، وهذه هي الأنواع الشائعة للفصام، وهناك أنواع أخرى تأتي تحت ما يسمى بالفصام غير المصنف.
وأما ما ذكرته حول أنه يتابع أخبار الرياضة، وله مواقف يناقش فيها الناس، ويتطرق إلى مواضيع كثيرة، ولا يترك مجالاً لأحد أن يتدخل أو يناقشه، هذه الجزئية فيها ما هو طبيعي وفيها ما هو غير طبيعي، أي أنه ملم ومدرك بأشياء كثيرة، وفي نفس الوقت تجده له منهجه الخاص في التعامل مع الناس، وهذا ما نسميه بازدواجية التوجه، وهذا يُقصد به أن الإنسان لديه جانب مرضي، ولديه جانب نستطيع أن نقول إنه واقعي، فالإنسان أيّاً كانت درجة مرضه لا يفقد ملكاته كاملاً.
وهذا الأخ يمكن أن يساعد علاجياً، والعقبة الأساسية هي أنه يقول إنه ليس بمريض نفسي، وهذا شائع جدّاً وسط المرضى النفسانيين، ويعتبر هذا أيضاً من وسائل تشخيص هذا المرض، ونسمي ذلك بافتقاد البصيرة وعدم الارتباط بالواقع.
الذي أنصح به هو أن يتولى شخص واحد التفاوض مع هذا الأخ، ولا يقول له أنك مريض نفسياً، بل يقول له إنك تعاني من بعض الإجهاد النفسي والجسدي، وقد لاحظنا ذلك بوضوح، فلماذا لا نذهب ونقابل الطبيب من أجل عمل بعض الفحوصات والإجراءات الطبية الأخرى.
هذا هو المنهج المعقول، ودائماً نختار الشخص الذي يستطيع أن يؤثر على هذا الأخ، ولا أنصح أبداً أن يتكاثر عليه أفراد الأسرة وكلٌ يحاول أن يدفعه للذهاب إلى الطبيب بحجة أنه مريض؛ فهذا لا يُجدي، بل ربما يولد لديه شكوكاً كثيرة، وأود أن أبشرك بأنه توجد علاجات جيدة ومفيدة كثيرة الآن، فأرجو أن لا يُحرم هذا الأخ من نعمة العلاج.
وختاماً: نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 2,110,846 | 2011-03-01 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الوسواس القهري وعلاقته بالفصام وملابسات المرض وعلاجه | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد تاريخ عائلي لدينا بالإصابة بالفصام، فخال والدتي - شقيق جدتي - وخالي وأخي الأكبر وأختي التي تكبرني بعام جميعهم مصابون بالفصام، فهل هو وراثي؟ وما أسبابه الرئيسية؟ وهل هو قابل بعد العلاج للشفاء التام والمستمر؟ وهل مآل الوسواس القهري يتحول إلى فصام؟
أخي قبل إصابته بالفصام كان يعاني من وسواس قهري حاد، واكتئاب ظناني، أرجو منكم الإيضاح حول هذا المرض فقد كثر تفكيري وخشيتي من إصابتي به، لكثرة المصابين به في العائلة.
لدي استفسار أخير:
أريد أستخدام السركويل مع الإيفكسور كمدعم، فما هي الجرعة المطلوبة والمناسبة؟
علماً أن جرعة الايفكسور 150 ملجم.
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور صالح الجهني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حين نتحدث عن أسباب مرض الفصام الإجابة ربما تكون غريبة بعض الشيء، وهي لا توجد أسباب لمرض الفصام، أو لا توجد أسباب معروفة، ولكن هنالك عوامل ربما تساعد في ظهور هذا المرض، وهذه العوامل نقسمها إلى ثلاث محاور:
1) العامل الوراثي.
2) العامل البيئي.
3) العامل التربوي أو ما يتعلق بالتنشئة.
العامل الوراثي وهو الذي سألت عنه أقول لك: مرض الفصام قد يظهر في بعض الأسر، وذلك نسبة لوجود استعداد وراثي في هذه الأسر، ولكن حتى يكون الأمر واضحاً هنا لا نقصد بالوراثة الجينية المباشرة، هنالك أمراض مثلاً مرض أنيميا البحر المتوسط أو ما يعرف باسم (الثلاسيميا Thalasemia in) وكذلك الأنيميا المنجلية (Sickle cell disease)، وكذلك مرض الـ (هيموفيليا Hemophilia ) ومرض يسمى (هنتنجتون Huntington ) هذه أمراض تعمل الوراثة فيها من خلال جين وراثي واضح ومعروف، ويمكن أن تُحسب النسب، مثلاً مرض (هنتنجتون) وهو مرض يصيب الأعصاب، هذا يصيب خمسين بالمائة من الذرية، ولا شك في ذلك، وهكذا.
بالنسبة لمرض الفصام الجينات ليست الجينات ذات الطفرة العالية، أي أنها جينات تكون في حالة خمول ولكنها تحمل مؤشر المرض، وإذا توفرت بعد ذلك الظروف البيئية والتربوية ربما يظهر المرض، أرجو أن أكون قد أوضحت أيها الفاضل الكريم.
بمعنى آخر: إذا وفرنا الظروف الحياتية المعقولة للإنسان، وكانت تنشئته تنشئة معقولة أيضاً بالرغم من وجود العوامل الوراثية؛ فهذا إنسان تكون فرصه أفضل من حيث إنه لن يُصاب بالمرض.
هنالك حسابات معروفة، وهي مثلاً أن الوالدين أصيبا بمرض الفصام – وهذا أمر نادر جدّاً – نستطيع أن نقول إن حوالي ستين بالمائة من الذرية سوف يصابون بهذا المرض، أما إذا كان هذا المصاب هو أحد الوالدين فاحتمال خمسة عشر بالمائة من الذرية يصابون بهذا المرض. وهكذا.
إذن: العلاقة الجينية لا ننكرها وهي موجودة، لكن هذه الجينات جينات خاملة كامنة لا تعمل إلا إذا وُفرت لها الظروف الأخرى، وهي العوامل الوراثية والتربوية، فأرجو أن أكون قد أوضحت ما هو مطلوب أيها الفاضل الكريم.
ما هي أسباب مرض الفصام الرئيسية؟
كما ذكرت لك: توجد عوامل، وقد ذكرتُ هذه العوامل.
هل مرض الفصام قابل للعلاج والشفاء التام؟
أقول لك: نعم، نستطيع أن نقول إن حوالي خمسة وثلاثين بالمائة من حالات مرضى الفصام يتم شفاؤها شفاءً تاماً، وذلك بتناول العلاج بجرعته الصحيحة وفي وقته الصحيح.
حوالي أربعين بالمائة من مرضى الفصام يظلون في وضع صحي ونفسي جيد جدّاً، بمعنى أن الأعراض ربما تكون هنالك جزئيات متبقية منها، ولكن الإنسان متفاعل ومتوائم ومعقول، ويستطيع أن يعيش حياة طبيعية بشرط أن يتناول الدواء.
هنالك حوالي عشرين بالمائة من مرضى الفصام بكل أسف يكون المرض مطبقاً عليهم للدرجة التي تعيقهم لدرجة كبيرة، وهؤلاء نجدهم دائماً قد أُصيبوا بمرض في سنٍ مبكرة جدّاً؛ حيث إن الواحد منهم لم تتح له الفرصة ليبني مهاراته ويكمل تعليمه، أو يصل إلى مرحلة النضوج الاجتماعي، وهذا النوع من المرض غالباً يكون ما يعرف بالفصام الهيفريني Hebephrenic.
سؤالك: هل مآل الوسواس القهري يتحول إلى فصام؟
لا، الوساوس القهري لا يتحول إلى فصام، وأقولها بكل قوة، وإن كان هذا المرض أيضاً قد اختلط على بعض الناس، لكن بعض حالات الفصام قد يسبقها نوبات من نوبات القلق، والتوتر، وعسر في المزاج، ومخاوف، وكذلك وساوس قهرية.
هذه هي مقدمات قد تصحب مرض الفصام، ولكن لا نستطيع أن نقول إن الوساوس القهرية تنتهي أو تؤدي إلى ظهور مرض الفصام، وبنفس المستوى هنالك بعض مرضى الفصام الذين قد تأتيهم وساوس قهرية أثناء وجود أعراض الفصام، هذا التبادل معروف وهي ظاهرة نشاهدها في كثير من الحالات، وحقيقة هذه الحالات يجب أن تُشخص بواسطة مختص ذي خبرة.
الوسواس يختلط على الناس في منطقتنا، فبعض الناس حين يأتيه حديث نفس يسمي هذا فصاماً، والبعض قد تأتيه نوع من الخاطرة المسيطرة والمستحوذة عليه يعتقد أن هذا فصام، وهكذا، فالأمر فيه الكثير من التداخل والكثير من الاختلاط.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن لا تنزعج ولا تكثر من التفكير حول إصابتك بهذا المرض، سل الله تعالى أن يعافيك وأن يحفظك، وكن فعالاً، وأنا أود أن أنقل لك بشارة كبرى أن المرض بعد هذا العمر من النادر جدّاً أن يظهر أو يأتي، وحتى الذين يأتيهم بعد عمر الثلاثين نحن لا ننزعج كثيراً؛ لأن الاستجابة للعلاج تكون ممتازة جدّاً.
بالنسبة لاستفسارك الأخير حول السوركويل مع الإفكسر كمدعم، تكون جرعة البداية للسوركويل هي خمسة وعشرين مليجراماً، هذه أفضل ويتم تناولها ليلاً؛ لأن السوركويل قد يؤدي إلى النعاس وبوادر الاسترخاء الشديد، وبعد شهر يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً، وأعتقد أنها سوف تكون جرعة تدعيمية كافية جدّاً ليس من المستحسن أن نزيدها من ذلك، وإن لم يكن ذلك ممنوعاً؛ فالسوركويل دواء ممتاز وفاعل، وأنا قناعاتي به كبيرة جدّاً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك أخي الكريم على هذا السؤال الطيب، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,110,078 | 2011-02-19 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
دواء الفصام وقلة النوم مع زيادة الوزن .. نظرة طبية | في البداية منذ أربع سنوات كنت أعاني من انفصام الشخصية؛ حيث أني كنت أسمع أصواتاً، وتعالجت عند طبيب نفسي، وكان يعطيني إبرا للفصام، وعندما تحسنت حالتي خفف لي العلاج؛ ما أصابني بانتكاسة، وهي عدم النوم نهائياً ولو حتى الثانية، لا أنام ليلاً ولا نهاراً؛ مما اضطرني للذهاب إلى طبيب آخر؛ حيث وصف لي دواء الريسبردال 2 ملغم في الليل، وكلونكس نصف حبة، وريمرون نصف حبة، وهذا منذ سنتين ونصف، وأصبح الطبيب يخفف لي الدواء حتى الآن فقط أتناول حبة ريسبردال، وقد زاد وزني كثيراً، وأنا أنام فقط أربع ساعات على دواء الريسبردال.
سؤالي: هل ممكن أن أعود للنوم الطبيعي؟ وما هي طبيعة مرضي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكما ذكرت قد تم تشخيص حالتك لمرض الفصام، وأنا لا أحب مسمى (فصام الشخصية) لأنه في الأصل لا يوجد انفصام في الشخصية، هذا المسمى قد يكون مسمىً شائعاً على المستوى الشعبي، لكنه ليس بالتسمية الصحيحة، ومرض الفصام هو مرض معروف، ويُصيب واحداً إلى اثنين بالمائة من الناس، وبفضل من الله تعالى هذا المرض الآن يستجيب للعلاج بنسبة عالية جدّاً، والفصام له عدة أنواع:
1) هنالك ما يعرف بالفصام الباروني.
2) وهنالك الفصام البسيط.
3) وهنالك الفصام التخشبي.
4) وهنالك الفصام الهيفريني.
الفصام الذي يتميز بهلاوس سمعية غالباً ما يكون من نوع الفصام الباروني، وهذا هو أفضل أنواع الفصام من ناحية الاستجابة للعلاج.
فأيتها الفاضلة الكريمة: نصيحتي لك هي متابعة الطبيب، والنصيحة الثانية هي ضرورة الاستمرار على العلاج، وأنا أؤكد لك أن الاستقرار على العلاج هي النافذة الأساسية التي يستطيع الإنسان من خلالها بفضل من الله تعالى أن يعيش حياة طبيعية.
مرضى الفصام الآن يمكنهم أن يعملوا، أن يتزوجوا، أن تكون لهم مساهماتهم الاجتماعية، فليس هناك ما يمنع مريض الفصام الآن من أن يقوم بكل واجباته الحياتية، وأن يعيش حياة طيبة وهانئة مستقرة، هذه بُشرى كبيرة يجب أن تستفيدي منها، والشرط الوحيد هو تناول العلاج.
أتفق معك تماماً أن الأدوية مثل الرزبريادال قد تزيد الوزن قليلاً، ولكن هذه تضحية بسيطة - أيتها الفاضلة الكريمة - لأن الرزبريادال دواء متميز في التحكم في هذا المرض، والجرعة بعض الناس يتناولون جرعات أكبر قد تصل إلى 12 مليجراماً في اليوم، الذي تتناولينها الآن تعتبر جرعة بسيطة جدّاً، فاستمري عليها - من وجهة نظري – أو إذا جعلت هذه الجرعة ثلاث مليجرام ليلاً، هذا سوف يحسن نومك ولا شك في ذلك.
ولتحسين النوم هنالك طرق أخرى كثيرة:
1) عليك أن لا تنامي في أثناء النهار.
2) لا تتناولي الشاي أو القهوة أو البيبسي أو الكولا أو الشكولاتة بعد الساعة السادسة مساءً.
3) عليك بممارسة الرياضة.
4) عليك أن لا تنامي بعد الأكل، هذا مهم جدّاً وضروري جدّاً.
5) عليك أن تكوني حريصة على أذكار النوم.
فعليك: إذن أن ترفعي جرعة الرزبريادال إلى ثلاث مليجرام في اليوم، وهذا سوف يساعدك كثيراً، وأن تتجنبي النوم النهاري كما ذكرنا، أما بالنسبة لتخفيض الوزن فهناك عدة طرق منها:
1) التحكم في نوعية الأغذية والأطعمة التي تتناولينها، ومن الأفضل بالطبع أن تكوني حريصة على تجنب الأطعمة التي تحتوي على سعرات حرارية عالية كالسكريات والنشويات.
2) ممارسة الرياضة أيضاً إن شاء الله فيها فائدة كبيرة جدّاً لتخفيض الوزن.
أود أن أؤكد لك أن الزيادة في الوزن بالنسبة للرزبريادال دائماً تكون مرتبطة بالشهور أو السنة الأولى، بعد ذلك إذا تحكم الإنسان في غذائه ومارس الرياضة يحدث انخفاض كبير جدّاً في الوزن.
هنالك دواء يعرف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبليفاي Abilifu) هذا الدواء متميز في علاج الفصام ولا يؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن يُعاب عليه أنه قد لا يُحسن النوم، بعض الناس يتناولون هذا الدواء، ويتناولون معه دواءً يعرف باسم (أتراكس) بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، هذا يُحسن النوم، والبعض الآخر يتناول الـ (إبليفاي) ومعه دواء آخر يعرف تجارياً باسم (لارجكتيل Largactil) ويعرف علمياً باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine) يتم تناوله بجرعة خمسة وعشرين إلى خمسين مليجراماً ليلاً.
إذن كل هذه وسائل وسبل جيدة جدّاً، المهم في نهاية الأمر هو أن تكوني منتظمة انتظاماً ثابتا على تناول عقار الرزبريادال، وقد شرحت لك البدائل وهي تناول الإبليافي، ولا بأس أن أذكر لك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علمياً باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine)؛ هذا غالباً يكون موجوداً في فلسطين، بجرعة خمسة مليجرام، هذا الدواء لا يزيد الوزن ولكنه لا يحسن النوم.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أن مرضك إن شاء الله قابل للتحسن للشفاء، بشرط أن تكوني حريصة على تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,110,172 | 2011-02-17 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الوالد المصاب بمرض الفصام والمعاناة منه .. نظرة طبية | أبي يعاني من مرض الفصام في الشخصية، وليس بمقدورنا معالجته بسبب الوضع المادي، والمرض زاد كثيراً، لدرجة أنه يريد أن يقتل، وأيضاً حرق ممتلكات لأناس من أقربائنا.
أرشدوني ماذا أفعل؟
وشكراً لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن من فضل الله أنه توجد أدوية فعالة جدّاً لعلاج الفصام، وهي أدوية رخيصة جدّاً وغير مكلفة، هذه المجموعة من الأدوية قديمة نسبياً، ولكن فعاليتها معروفة وممتازة، وهي متوفرة حسب ما أعرف في فلسطين، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجارياً باسم (سيرانيز Serenace) ويعرف علمياً باسم (هلوبريادول Haloperidol).
ودواء آخر يعرف تجارياً باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علمياً باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine).
ودواء ثالث يعرف تجارياً باسم (لارجكتيل Largactil) ويعرف علمياً باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine).
والدك ما دام لديه انفعالات سلبية ويميل إلى العنف والإضرار بالآخرين، فسوف يكون (الهلوبريادول) علاجاً جيداً بالنسبة له، والجرعة التي يتناولها هي خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً لمدة أسبوع، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً، ويمكن أن يستمر عليها لمدة سنتين أو ثلاث.
بجانب الهلوبريادول نعطيه دواءً مضاداً للآثار الجانبية التي قد يمثلها الهلوبريادول، والتي قد تظهر في شكل انشداد عضلي، والدواء المضاد يعرف باسم علمياً باسم (بنزكسول Benzohexol) ويعرف تجارياً باسم (آرتين Artane) ويتم تناوله مع الهلوبريادول بجرعة خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً.
إذا كان لديه شكوك شديدة فيعتبر عقار استلازين هو الأفضل، وجرعته هي خمسة مليجرام صباحاً وخمسة مليجرام مساءً لمدة شهر، بعد ذلك تُرفع الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة سنتين أو ثلاثا، ويعطى أيضاً مع هذا الاستلازين الدواء الذي ذكرناه سابقاً وهو آرتين، وجرعته هي خمسة مليجرام صباحاً ومساءً.
هنالك إبر تعطى مرة كل ثلاثة أسابيع، ربما تكون مفيدة جدّاً في حالة هذا الأخ، خاصة إذا كان غير متعاون مع تناول الدواء، وهذه الإبر رخيصة جدّاً، أعرف أن قيمتها لا تتجاوز دولارين، والإبر تعرف تجارياً باسم (مودوكيت Modecate) وتعرف علمياً باسم (فلوفينازين Fluphenazine) وهي متوفرة وتعطى بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً في العضل كل ثلاثة أسابيع.
إذا كان لديه اضطراب في النوم نعطيه عقار (لارجكتيل) وهو من أقدم الأدوية وأفضلها، ويمكن أن نعطيه مع هذه الإبرة (لارجكتيل) جرعة خمسين مليجراماً أو حتى مائة مليجرام ليلاً، ويعطى مع هذه الإبرة عقار (بنزكسول) الذي ذكرناه أيضاً.
وبالنسبة للأدوية الجديدة يوجد أيضاً عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، وهذا العقار مكلف نسبياً، ولكن هنالك منتجات ممتازة جدّاً لشركات هندية تكلفتها المادية بسيطة جدّا، أذكر من هذه المنتجات المنتج التجاري للرزبريادون، والذي يعرف باسم (رزنا Risna)، فهو زهيد الثمن ويساعد كثيراً.
أخي الكريم: إن شاء الله تعالى الأمر محلول وهذه الأدوية غير مكلفة جدّاً، والفصام حقيقة لا يعالج إلا عن طريق تناول الدواء؛ لأنه في الأصل خلل في كيمياء الدماغ لا يُصحح إلا من طريق هذه الأدوية.
هنالك علاج إسعافي سريع جدّاً، وهو الجلسات الكهربائية، والتي من المفترض أن تكون متوفرة في المستشفى الحكومي مجّاناً، هذه الجلسات يمكن أن تُعطى له في العشرة الأيام الأولى، وذلك من أجل تهدئته، بعد ذلك يستمر في العلاج الدوائي.
هذا هو الأمر المهم، أي أن نعطيه فرصة للعلاج، خاصة أنه يُشكل خطورة على نفسه وعلى الآخرين، ويجب أن لا نتهاون في هذا الأمر أبداً، يجب أن يُذهب به إلى المستشفى، وحاولوا إقناعه عن طريق شخص مؤثر، وأعتقد أنه سوف يستجيب، وإن كانت هنالك أي صعوبة بعد ذلك فيمكن إخطار الطبيب، وسوف يضع الطبيب خطة لإحضاره للمستشفى، والتي قد تتطلب في بعض الأحيان أن يمسك عليه الأهل ويأخذوه إلى المستشفى، أو حتى يكون ذلك عن طريق تدخل الشرطة.
معظم مرضى الفصام حين يكونون في قمة المرض وتختل مشاعرهم وتضطرب تصرفاتهم، لا يذكرون أبداً ما حدث لهم أو ما حدث منهم، وذلك بعد أن يتلقوا العلاج الصحيح وتتحسن أحوالهم، فعليكم بالصبر عليه واحتساب الأجر عند الله.
فيا أخي الكريم: أقدموا على علاجه، ولكم إن شاء الله الأجر والمثوبة، ونسأل الله له العافية والشفاء. | د. محمد عبد العليم | 2,109,598 | 2011-02-10 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ذكر علاج للفصام لا يسبب الجفاف في الحلق | بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من مرض الفصام العقلي، وأراجع الطبيب بشكل دوري، وأتناول العلاج بشكل مستمر، لكن هذا العلاج من آثاره الجانبية أنه يسبب جفافاً في الحلق، وهذا يسبب لي مشكلة في شهر رمضان، علماً بأنني لا أستطيع النوم إذا لم أتناول العلاج.
أريد منكم إعطائي النصيحة لعلاج آخر لا يسبب الجفاف، وفي نفس الوقت يُساعدني على النوم، وهل أستطيع تناول هرمون الميلاتونين فقط في رمضان لحل هذه المشكلة، وأعود بعد رمضان للدواء الذي يصفه لي الطبيب؟
وما رأيكم في هذا الهرمون (الميلا تونين)؟ وهل له آثار جانبية؟ وهل هو حل ولو بشكل مؤقت؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأدوية التي تُستعمل في علاج الفصام كثيرة ومتعددة، فهنالك أدوية الجيل الأول وأدوية الجيل الثاني، والآن هناك حديث عن أدوية الجيل الثالث، والأدوية التي تُعرف بأدوية الجيل الأول أو الأدوية التي تم اكتشافها مبكراً في سبعينيات القرن الماضي هي أدوية فعالة وممتازة جدّاً، ولكن يُعاب عليها أنها كثيرة الآثار الجانبية، ومنها الشعور بالجفاف في الفم، ولكن الأدوية الحديثة نسبياً التي يمكن أن نعتبرها أدوية الجيل الثاني والجيل الثالث هذه قليلة الآثار الجانبية، وفي معظم الحالات لا تسبب أي جفاف في الحلق.
أخي الكريم: سيكون تواصلك مع الطبيب المعالج أمراً جيداً ومفيداً، وأرى أن تخطره بهذا العرض الذي تعاني منه وهو الجفاف في الحلق، والأدوية التي لا تسبب الجفاف كثيرة جدّاً الآن، فهنالك عقار السيوركويل، وعقار الرزبريادون، وعقار أولانزبين، وعقار إبليفاي، وعقار (سيدرولكت) ..وغيرها، هذه كلها أدوية ممتازة وفاعلة، ولكن هذه الأدوية نفسها يتخير الطبيب منها الدواء الذي يناسب حالة كل إنسان، فمن المعرف أن أمراض الفصام ليست واحدة، فهي متعددة وأنواع كثيرة، ويتم اختيار الدواء حسب ما يناسب حالة الإنسان، فالذي أنصحك به هو مراجعة الطبيب لتحديد الدواء الذي يناسبك.
بالنسبة لموضوع التحرر من هذا الأثر الجانبي حتى يسهل عليك أمر الصيام، أنا أقول لك إن الدواء يمكن استبداله كما ذكرت لك، وعلى الطبيب أن يعطيك الدواء الذي لا يسبب لك أي جفاف حتى تكون مرتاحاً في رمضان وغير رمضان، فهذا هو الأفضل أخي الكريم.
بالنسبة لهرمون المليتونين، فيعرف أن هذا الهرمون هو هرمون يُفرز بصورة طبيعية لدى الإنسان، وهذا الهرمون مرتبط كثيراً بما يمكن أن نسميه بالساعة البيولوجية لدى الإنسان، وهذا الهرمون له تدخلات وتأثيرات كثيرة في تنظيم الساعة البيولوجية ومن ثم التأثير على دورة النوم لدى الإنسان، ويعرف أن هذا الهرمون قد يضعف مع تقدم السن، لذا نجد أن الكثيرين من كبار السن تكون لديهم مشكلة حقيقية في النوم.
استُعمل هذا الهرمون لتحسين النوم بكثافة قبل خمسة عشر إلى عشرين عاماً، وكان يمثل صيحة وصرخة كبيرة خاصة في الولايات المتحدة حين ظهر لعلاج اضطرابات النوم، ولكن بعد ذلك ثبت أن فعاليته وجودته لم تكن بالصورة التي وُصفت في بداية التجارب الأولى، ولكن لا زال هذا الهرمون يُستعمل، وأصبح مستحضراً دوائياً في كثير من الصيدليات، ولا بأس به أبداً في أن تستعمله لتحسين النوم بصورة عامة.
الآن هنالك اتجاه لأن تستخرج أدوية تؤثر على هرمون المليتونين في جسم الإنسان وتنشط إفرازه، وتُساعد على علاج الاكتئاب النفسي، وبالفعل يوجد الآن دواء يسمى (Valdoxam) هذا الدواء تنتجه شركة فرنسية، وقد طُرح في الأسواق الآن، وهو يستعمل الآن لعلاج الاكتئاب، وهنالك بشائر جيدة جدّاً حتى الآن على أن هذا الدواء بالفعل ربما يكون ذا فعالية.
إذن أخي: لا مانع من استعمال المليتونين كما ذكرت لك، ولكن إذا طرحت مشكلتك على طبيبك كي يغير الدواء، وأن يجعلك تتناول دواء يحسن نومك وفي نفس الوقت لا يؤدي إلى أي شعور بالجفاف في الحلق، فهذا سيكون أمراً جيداً، خاصة أن هذه الأدوية الآن متوفرة بفضل الله تعالى.
أنا أشكرك كثيراً على سؤالك، وعلى شجاعتك في أن تقول أنك تعاني من مرض الفصام، فبعض الناس لديهم هواجس حول هذا المرض، ويخافون من الوصمة الاجتماعية، ويلاحظ أن رسالتك رسالة واضحة وجيدة، وأفكارك متماسكة ومترابطة، وهذا دليل على التزامك بالدواء، ومرحلة الشفاء والتعافي التي وصلت لها، فأنا سعيد بذلك، وأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين نعمة الصحة والعافية، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,107,682 | 2011-01-12 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
بعد أن كان عاملا ناجحا أصبح اتكاليا وكسولا .. التشخيص والعلاج | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أرجو من الله تعالى أن يمتعكم بموفور الصحة والهناء، والمشكلة التي أحب أن أطرحها لا تتعلق بي، بل بأخي الذي يبلغ من العمر الثانية والأربعين.
منذ عشر سنوات كان أخي يعمل في الصباغة، وكان العمل مزدهراً وناجحاً، ثم ترك العمل فجأة وأصبح اتكالياً وكسولاً وغير مبالٍ، يقف على باب المنزل لساعات طوال يتفرج على المارة ويراقب هذا وذاك، وأحياناً يساعد بعض أصحاب المحال التجارية في عملهم بنشاط وتفان، وقد تحدثنا معه مراراً وتكراراً عن قيمة العمل ودوره في إبعاد العوز والضيق والكآبة، ولا أعرف ما إذا كانت الحالة فصامية أم لا.
علماً بأنه نشيط وذكي وذو تركيز عال، ولا يعاني من أوهام أو هلاوس أو ما شابه، عشر سنين بلا عمل، علماً بأن النصح والإرشاد قد فات أوانه، فأتمنى منكم إفادتي بماهية الوضع وما العمل؟
وشكراً لكم على سعة صدركم، وسدد الله خطاكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نسأل الله له العافية والشفاء، وأتفق معك أن هذا التطور النفسي المفاجئ بهذه الصورة المحزنة تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الأخ يعاني من علة نفسية أو حتى علة ذهانية رئيسية.
المريض عامة إذا لم يتم فحصه ورؤيته في بعض المرات نحتاج لأن نقيمه أكثر من مرة حتى نصل إلى التشخيص الصحيح، وعدم إطلاق مسميات تشخيصية هو أمر صحيح مائة بالمائة إلا إذا تم الفحص كما ذكرت لك.
عموماً: نحن نسعى إلى مساعدة الناس بقدر ما نستطيع، وأقول لك إن هذا الأخ يعاني من علة نفسية رئيسية، فهو إما يعاني من اكتئاب ذهاني مطبق أو يعاني من أحد أنواع الفصاميات.
والفصام ليس من الضروري أن تكون هنالك أوهام أو ارتياب أو شكوك أو هلاوس، وليس من الضروري أن يظهر ذلك على السطح.
فأنواع الفصام كثيرة، وهناك أمراض ذهانية تشبه الفصام، هذه كلها لابد أن تؤخذ في الاعتبار، والمهم أن هذا الأخ يعاني من مشكلة نفسية أو عقلية حقيقية، لابد أن يتم الاستقصاء حولها وتأكيد التشخيص ومن ثم العلاج.
وما ذكرته من اكتئاب فصامي أو اكتئاب مطبق أو ذهاني أو حتى أحد الفصاميات أو ما يشبهها هي قابلة للعلاج بدرجة كبيرة، وأعتقد أنه من الأفضل أن يقيم هذا الأخ بواسطة طبيب نفسي مقدر، ويمكن بشيء من اللطف التحاور المرن معه ليقبل بأن يذهب إلى الطبيب، هذا هو الذي أنصح به.
وما يظهر عليه من نشاط وذكاء وتركيز في بعض الأحيان هذا ناتج من مهاراته المكتسبة، وهو رجل كما ذكرته وتفضلت بأنه كان يعمل في عمل ناجح لا شك أنه وصل إلى حالة جيدة من النضوج النفسي والمعرفي وكذلك المهني، وهذا يعتبر رصيدا جيداً بالنسبة للإنسان، وبعكس ما يعتقد بعض الناس فإن المرض العقلي ذاته لا يُفقد الإنسان كل ملكاته، خاصة إذا كان الإنسان قد اكتسب مهارات كثيرة في الحياة.
نسأل الله له العافية والشفاء، وأرجو أن تحاول أن تأخذه إلى الطبيب، وأرجو أن تكون المعلومات البسيطة التي أوردناها لك - حسب ما هو متاح - مفيدة.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 2,107,352 | 2011-01-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
طرق علاج مرض الفصام والتعامل مع المريض | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخ تغير بدرجة كبيرة عن السابق، كان محافظا على الصلاة، حسن الخلق، ومجتهداً في دراسته رغم ضعفه في التحصيل بسبب تأخر الفهم لديه وقلة التركيز.
الآن أصبح لا يُصلي أبداً ولا يحب سماع القرآن، ولاحظنا عليه كثرة الغناء بينه وبين نفسه وحب الاستماع له كثيراً بينما في السابق لم يكن كذلك، وأحياناً يصفق ويحدث أصواتاً أخرى، كما أنه مُهمل لهندامه ونظافته الشخصية، هذا إلى جانب إطالة الوقوف خارج المنزل إلى أن تتورم قدماه.
قد أخذناه إلى المشفى وشخصت حالته بالذهان أو ما يسمى بالفصام، وهو مستمر إلى الآن بأخذ الدواء الخاص بهذا المرض.
في إحدى المرات سأل والدتي عن العمليات فيما إذا كانت تؤلم أم لا، وأيضاً سأل عن الموت والقبر، وهل هما يؤلمان الشخص ويسببان له الضرر؟ وهذا ما أخافنا كثيراً لأننا نعتقد بأنه يفكر بالموت أو الانتحار!!
كما أنه مؤخراً أصبح لحوحاً في العودة إلى المشفى، أو الذهاب لأي مكان غير المنزل! فهل تفيدني -رجاء- بتشخيص لحالته؟ وهل هي حقاً ذهان أو فصام؟ وماذا يتوجب علينا فعله له، أي معاملته وما إلى ذلك؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
من السرد الواضح والدقيق حول حالة أخيك والذي أوردته في رسالتك، أقول لك: إن هذا الأخ يوجد احتمال كبير جدّاً بأنه يعاني من مرض الفصام، ومرض الفصام هو أحد الأمراض الذهانية الرئيسية.
إذن: نقول لك إن مرض الفصام من الناحية التشخيصية هو أحد الأمراض الذهانية، أي الأمراض العقلية، وتوجد أمراض ذهانية أو عقلية أخرى.
إذن لا يوجد اختلاف أصلاً فيما بين مرض الذهان ومرض الفصام، حيث إن الفصام هو جزء من مرض الذهان كما ذكرت لك، والمرض من هذا النوع حدثت الآن تغيرات كبيرة في طرق علاجه، حيث إن العلاج الدوائي قد تطور جدّاً، ومن المهم أن يتناول الجرعة العلاجية بانتظام، وأن يكون هنالك نوع من الصبر في ذلك.
مرض الفصام أو مرض الذهان من هذا النوع يتطلب العلاج لمدة طويلة، وبما أن هذا الأخ حفظه الله كان في الأصل محدود الذكاء كما ذكرت في رسالتك فإنه قد يتدهور اجتماعياً أيضاً؛ لأن مرض الفصام من الأمراض التي تُخل بعلاقات الإنسان الاجتماعية، وذلك بجانب الاضطراب في الأفكار وفي التصرفات وربما توجد بعض الهلاوس.
الاستمرار على الدواء مهم كما ذكرت، والدواء يفيد كثيراً، أو على الأقل أنه يمنع التدهور.
هنالك الوسائل العلاجية الأخرى وهي مهمة جدّاً أيضاً ونسميها (العلاج بالتأهيل)، ونعني بذلك أن نساعد الإنسان ليستعيد مهاراته السابقة التي افتقدها بفعل المرض، وكذلك أن ينمي مهارات وكفاءات جديدة، خاصة على النطاق الاجتماعي.
مثلاً هذا الأخ لابد أن نساعده وأن نوجهه في الاهتمام بمظهره، والاهتمام بنظافته الشخصية، ضرورة أن يُبدل ملابسه، وهكذا.
هذه لا تكون بالتوجيه اللفظي فقط؛ لأن التوجيه اللفظي لا يفيد كثيراً مع مرضى الفصام، إنما يكون هناك تدخل فعلي لتأهيله.
هنالك أمر أيضاً هام وضروري وهو أن نجعله يتفاعل اجتماعياً؛ لأن هؤلاء المرضى دائماً يحبذون الانسحاب الاجتماعي، لديهم رغبة شديدة جدّاً في الانفراد بذواتهم وعدم الاحتكاك أو التفاعل مع الآخرين، هنا لابد ولابد أن نكون حذرين؛ لأن الانسحاب الاجتماعي إذا لم يُوقف سوف يؤدي إلى المزيد من التدهور في الصحة النفسية والعقلية له، لابد أن يشارك اجتماعياً في الأفراح وفي الأتراح وأن يخرج لزيارة الأهل والأصدقاء والأرحام، ونتيح له أيضاً الفرصة لأن يرفع عن نفسه بما هو مشروع، ولابد أن نشعره أيضاً بكينونته ووجوده داخل المنزل، هذا مهم، يجب ألا يُهمّش، يجب ألا يتم تجاهله؛ لأن ذلك حقيقة من التدهورات السلبية والسلبية جدّاً التي قد تحدث مع مرضى الفصام.
إذن: أخي الكريم، الموضوع أقول لك:
أولاً: إن هذا الأخ - شفاه الله – يعاني من مرض الفصام.
ثانياً: أن مرض الفصام هو نوع من أنواع مرض الذهان.
ثالثاً: ضرورة أن يتناول علاجه بانتظام.
رابعاً: من الضروري جدّاً السعي لتأهيله حسب الإرشادات البسيطة التي ذكرتها لك مسبقاً.
نسأل الله له العافية والشفاء، ونسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم وأن يكتب لكم الأجر، وعليكم مساعدته، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 297,166 | 2009-11-04 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الفصام الذهني الحاد... الآثار وكيفية التعامل مع المريض | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي فجأة بدا عدوانياً، وذهبنا إلى المستشفى وقال الدكتور إن لديه انفصاماً ذهانياً حاداً، وأعطاه 4 جلسات تردد مغناطيسي لمدة أسبوع، يوم جلسة وبعدها راحة، بعدها أعطانا 5 أنواع من الأدوية ليأخذها مرتين في اليوم، منذ أن رجع أخي من مستشفى أصبح كأخي الذي نعرفه منذ طفولته، حتى عيناه أصبحتا طبيعيتين، وكانتا منذ فترة حادتين وواسعتين عندما يفتحهما.
ومنذ أن قدم وهو لا يسأل عن الموبايل، ويريد أن يعمل ويسوق السيارة، وأيضاً منتظم في الدواء ويقول إنه يريد أن يشفى بالرغم أنه لا يعلم بأي مرض يعاني إلى الآن، فأريد أن أعرف هل من الممكن أن يعمل أخي في القريب؟ وإذا لم يمكن فما هي المدة التي يجب أن يجلس بدون العمل فيه؟ وهل التدخين مضر مع حالته الآن؟ وكيف نوقفه من التدخين؟
وأيضاً: هل من الممكن أن يسوق السيارة؟
سؤالي الأخير: هل من الممكن أن يشفى، وكيف تعرفون أنتم الأطباء أنه شفي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الفصام الذهاني الحاد قد يظهر في شكل عنف وعدوان مفاجئ كما ذكرت، وهنالك أعراض أخرى قد تُوجد، منها: الأرق الشديد، وأن يلاحظ أن الإنسان كأنه في حالة من الحيرة من أمره، ويفتقد المريض غالباً الاستبصار، ويكون أيضاً غير مرتبط بالواقع، ويضطرب حكمه على الأمور، وربما توجد لديه أيضاً هلاوس، خاصة الهلاوس السمعية، بمعنى أنه ربما يسمع أصواتاً غير موجودة، وإن كان الكثير من المرضى ينكرون ذلك، قد توجد لديهم أيضاً شكوك وتوجس شديد حيال الآخرين، وقد تظهر لديهم أيضاً ما نسميه بضلالات التلميح أو الإشارة، وهذه تظهر في أن يصل الشك بالمريض إلى درجة أنه إذا شاهد أناسا يتكلمون يظن بهم السوء، ويعتقد أنهم يتحدثون عنه، وفي بعض الأحيان تأتيهم اعتقادات بأن مواضيع معينة تُشير إليهم وهم المقصودون بها، كأن يشاهد بعضهم برنامجاً معيناً في التلفزيون أو قرأ موضوعاً معيناً في صحيفة، يعتقد أنه هو المقصود بمحتوى ما شاهده أو قرأه.
عموماً هذه هي المؤشرات العامة لمرض الفصام، وهذه الأعراض قد توجد جميعها أو قد لا تُوجد، أي بمعنى أن تنحصر الأعراض في بعضها فقط، ولا شك أن الاضطرابات في التفكير وفي الوجدان -كما ذكرنا- هي من الأسس الرئيسية للفصام، وكذلك الاضطراب في التواصل الاجتماعي.
الحمد لله تعالى أن الأطباء قد قاموا بإجراء اللازم، وأعطي هذا الأخ أربع جلسات علاج كهربائي، والعلاج الكهربائي يعرف عنه أنه مفيد جدّاً في هذه الحالات الحادة، ولكنه لا يمنع الانتكاسة، والانتكاسة تُمنع عن طريق تناول الدواء، وقد أحسن الأطباء بأن وصفوا له العلاج الدوائي كعلاج داعم للعلاج الكهربائي، وفي ذات الوقت يُشكل هذا الدواء الأسس الرئيسية للمرحلة العلاجية الوقائية.
هذا موضوع مهم جدّاً وأريد أن أركز عليه، ونصيحتي الأساسية لكم هو أن يتابع هذا الأخ علاجه، ألا يتوقف عن الدواء، وهذا خطأ كبير يقع فيه الكثير من الناس، أي أن المريض حين يحس بأنه في صحة جيدة وكذلك الأهل حين يرونه قد أصبح في وضعه الطبيعي قد لا يشجعونه كثيراً على الاستمرار في الدواء، ويبدأ البعض يتذمر ويقول إن هذه الأدوية إدمانية لماذا يتناولها كل هذه المدة؟ وهكذا!
الذي نقوله إن المريض غالباً لا يكون مستبصراً بطبيعة مرضه، ولكن من وسائل التشجيع للاستمرار هو أن تُشرح له حالته، ويجب أن يتم هذا عن طريق الطبيب وليس عن طريق شخص آخر.
الطبيب يستطيع أن يشرح له طبيعة الحالة بلغة مبسطة ومحببة، تجعل قناعته للعلاج الوقائي تزداد جدّاً.
هذا الأخ يجب أن يعامل معاملة عادية، لا نجرده أبداً من وظائفه الاجتماعية والحياتية بصفة عامة، يتطلب بالطبع شيئاً من المساندة والمؤازرة والتشجيع على تناول الدواء.
التدخين لا شك أنه مضر بصفة عامة، ولا أستطيع أن أقول إنه يشكل ضرراً خاصاً على هذا الأخ، بمعنى أنه لا علاقة له بمرضه، ولا يؤثر على الدواء ولا على المسارات العصبية، وكذلك الموصلات العصبية الموجودة في الدماغ والذي يُعتقد أن اضطرابها هو سبب المرض، ولكن بصفة عامة يُعرف أن المرضى الذهانيين يميلون كثيراً للتدخين، وذلك نسبة لافتقاد بصيرتهم.
أعتقد أنه يمكن أن يتوقف عن التدخين بإرشاده، بنصحه، برفع مستوى وعيه عن أضرار التدخين، ولا أنصح أبداً أن يعامل بشدة أو قسوة في هذا السياق، باللطف وبالتدرج وبالتناصح - إن شاء الله تعالى – يتوقف عن التدخين.
هنالك بعض الأدوية التي تساعد في التوقف عن التدخين، مثل الدواء الذي يعرف باسم (زيبان Zyban)، كما أن هنالك لصقاً معينة للنوكتين تلصق على الجلد تساعد بعض المرضى في الحد من الآثار الانسحابية للتدخين، مما يشجع بعض المرضى على التوقف عن التدخين، كما أن ممارسة الرياضة أيضاً تساعد.
هذا الأخ يمكنه أن يعمل ولا شك في ذلك، والعمل حقيقة يساعده كثيراً؛ لأن العمل هو وسيلة من وسائل التأهيل، وسيلة من وسائل بناء المهارات في جميع قطاعات ومتطلبات الحياة، فقط ننصح له بعمل لا تكون فيه ضغوطات كثيرة؛ لأن الضغوطات الكثيرة وزيادة الاستشعار النفسي بالإنسان ربما تؤدي إلى انتكاسات مرضية أخرى.
الذي أنصح به هو مواصلة العلاج إلى أن يقول الطبيب إنه لا داعي بعد ذلك لتناول الدواء، وبالطبع لكل طبيب منهجه وفلسفته في طريقة ومدة العلاج الوقائي، وفي نهاية الأمر - إن شاء الله تعالى – كلها تصب في مصلحته.
موضوع سواقة السيارة، فهذا أمر حقيقة يختلف عليه الناس، ولكن الحكم الأساسي هو إذا كان المريض في حالة جيدة، وأصبح مستبصراً ومرتبطاً بالواقع، ولا يُسرع، وله الوعي التام أو المعقول في مخاطر القيادة السريعة وضرورة الانتباه، فلا بأس أبداً في أن يقود سيارته، ولا ننصح له بالقيادة الليلية، وإذا كان الدواء يؤدي إلى أي نوع من النعاس الزائد أو زيادة في الاسترخاء، فهنا يجب أن يتجنب قيادة السيارة في الأوقات التي يتناول فيها الدواء.
بالنسبة للشفاء نحن نقول أن حوالي خمسين بالمائة من هذه الحالات الحادة يتم شفاؤها، بشرط أن يكمل المريض مدة العلاج، أما الخمسون بالمائة الأخرى فقد تأتيهم انتكاسات، وحتى الانتكاسات يمكن أن تُعالج، ولكن سيكون من الضروري أن يتناول المريض الدواء لمدة طويلة قد تمتد لسنوات.
الشفاء يُعرف باختفاء الأعراض تامة، والشفاء أيضاً من مؤشراته أن يعيش الإنسان حياة طبيعية مستقرة متوائمة، وأن يقبل نفسه والآخرين، ولا تظهر عليه أي علامات من علامات الإعاقة النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 296,721 | 2009-10-19 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
علاقة الصرع بالفصام وكيفية التخلص من الآثار الجانبية للعلاج | السلام عليكم
دكتور: أختي مصابة بمرض الصرع منذ الطفولة في السنة الحادية عشرة من عمرها تعرضت إلى نوبة في هذا العمر -نوبة واحدة- وبعد سبع سنوات في مرحلة السادس الإعدادي -أي عمرها الآن 18 سنة- أصيبت بمرض الفصام (شيزوفرينا).
علاجها القديم هو الديباكين 200 ملي غرام، تأخذ حبتين في اليوم إلى أن أصيبت بمرض الفصام، وتناولت العلاج الجديد الذي يدعى زيبركس، وبدأت تظهر نوبات سقوط متكررة، زدنا الجرعة إلى ثلاث حبات في اليوم.
ومن خلال تأثير الزبركس غير الطبيب المختص العلاج، والعلاج الآن هو رسبردون 2 ملي غرام واحدة في اليوم، ولكن من خلال تناولها العلاج الجديد 3 ديباكين وواحدة رسبيردون في المساء لمدة شهر وهي تشعر بصداع ونحول، وهي حتى الآن مستمرة على العلاج لكن أعراض الفصام ذهبت تماماً، وهي مستمرة على العلاج الجديد.
فكيف تتخلص من الصداع، وهل الديباكين مع الرسبردون يتفاعلان معاً؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبادئ ذي بدء أقول لك: إنه توجد علاقة بالطبع بين مرض الصرع ومرض الفصام، ويُعرف أن نسبة من الذين يعانون من الصرع خاصة إذا كانت البؤرة الصرعية توجد في الفص الصدغي يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الفصام.
لكن بفضل الله تعالى تكون أعراض الفصام دائماً بسيطة وتستجيب للعلاج بصورة جيدة وممتازة.
بالنسبة لعلاج الصرع فلا شك أن الدباكين -ويفضل أن يكون هو الدباكين كرونو- من الأدوية الجيدة جدّاً لعلاج الصرع، وجرعة ألف وخمسمائة مليجرام في اليوم هي الجرعة الصحيحة.
هذه الأخت الفاضلة أعتقد أن جرعة هذا الدواء بالنسبة لها أقل من ذلك، أي أنها تتناول ستمائة مليجرام في اليوم، لكن عموماً الجرعة يمكن التحكم فيها بالنسبة للدباكين، والدباكين يوجد في جرعة مائتين مليجرام ويوجد في خمسمائة مليجرام، وهنالك نوع يسمى بالدباكين كرونو كما ذكرت لك، يعتقد البعض أنه أفضل قليلاً من الدباكين العادي، ولكن الدباكين العادي سوف يؤدي الغرض إذا كان هو الموجود.
عموماً إذا استقرت حالتها على جرعة ستمائة مليجرام من الدباكين فهذا أمر جيد، وإذا لم تستقر يمكن أن تُرفع الجرعة، وحتى ألف وخمسمائة مليجرام لا يوجد أي إشكال أو تسمم دوائي.
وعموماً الطبيب المشرف على علاجها أنا واثق أنه على إدراك تام بما ذكرته.
في بعض الحالات يلجأ بعض الأطباء إلى استعمال أكثر من دواء لعلاج الصرع، فمثلاً البعض يفضل أن تُعطى جرعة وسطية من الدباكين وتضاف إليه جرعة أخرى من دواء يعرف تجارياً باسم (لاميكتال Lamictal) ويعرف علمياً باسم (لاموترجين Lamotrigine)، ولكن إذا استقرت حالة المريضة على دواء واحد فهو الأفضل والمطلوب.
بالنسبة لدواء رزبريادون هو من الأدوية الناجعة والفعالة والممتازة جدّاً لعلاج أعراض الفصام، وأعتقد أن الطبيب قد أحسن الاختيار حين أعطاها هذا الدواء. والجرعة التي تتناولها هي جرعة صغيرة، جرعة معقولة جدّاً، وقد أنعم الله عليها بأن اختفت أعراض الفصام مع هذه الجرعة الصغيرة.
بالنسبة للصداع الذي أصابها فأعتقد أنه أمر عرضي ولا علاقة له مطلقاً للدواء، لا يوجد أي تفاعل سلبي بين الدباكين وبين الرزبريادون، وأنا أستعمل هذه التركيبة الدوائية، لديَّ مرضى يتناولون الرزبريادون أربعة أو ستة مليجرام في اليوم، ويتناولون الدباكين بجرعة ألف وخمسمائة مليجرام في اليوم دون أي مشكلة.
فأرجو أن تطمئن أن هذا العرض هو عرض عرضي وليس له علاقة بالدواء، وعليها أن تصبر عليه، وسوف يختفي -إن شاء الله- هذا الصداع، وإذا استمر معها لفترة أطول بالطبع لابد من الرجوع إلى الطبيب مرة أخرى، وإجراء بعض الفحوصات كأخذ صورة للرأس أو التأكد أيضاً من الأسنان وفحص النظر والجيوب الأنفية، هذه كلها قد تكون روابط ومسببات للصداع في بعض الأحيان.
عموماً أنا أقر تماماً هذه التركيبة الدوائية، وهي الدباكين والرزبريادون، ونسأل الله تعالى لأختك الشفاء والعافية، ونشكرك على اهتمامك بأمرها، ونشكرك على ثقتك وتواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 433,126 | 2009-10-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مدى إمكانية العلاج من مرض انفصام الشخصية مع تقدم العمر | أريد أن أطرح سؤالاً وأريد الرد في أقرب وقت ممكن، هل مرض انفصام الشخصية يمكن علاجه مع تقدم العمر - بعد أربعين سنة - أم أنه مرض مزمن؟
أرجو الرد في أسرع وقت مع الشرح البسيط.
وأخيراً: تقبلوا مني تحياتي، وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Penzert90 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالطبع لا يمكن إعطاء كل المعلومات عن مرض الفصام، فتجد أن ربع مراجعي الطب النفسي والعقلي كُتبت في مرضى الفصام، ولكن لا بأس أن نعطيك المعلومات المهمة.
أولاً: المرض لا نسميه فصام الشخصية، نسميه مرض الفصام، وأول من أطلق عليه هو أحد علماء الألمان عام 1911م.
الانفصام أو الفصام هو مرض ذهاني أو عقلي، وهذا لا يعني أن الإنسان يفتقد كل ملكاته العقلية؛ لأن الفصام أنواعه مختلفة، هنالك أربع أنواع رئيسية: الفصام البسيط، والفصام الظناني أو الباروني، وما يعرف الفصام الهيبفريني، وهذا حقيقة من أسوأ أنواع الفصام، وهنالك الفصام التخشبي، ولكن توجد أنواع أخرى أقل شيوعاً.
بفضل الله تعالى مرض الفصام الآن يمكن أن يُعالج بنسبة عالية جدّاً خاصة الفصام الظناني أو الباروني، والذي يتسم بوجود هلاوس وأفكار وظنان وأفكار اضطهادية واضطرابات في النوم، وهكذا.
الفصام يكون المآل العلاجي عند النساء أفضل مما عند الرجال، والفصام إذا أصاب الإنسان في عمر مبكر ربما تكون النتائج العلاجية ليست بنفس الفعالية، فالذين يصابون بالفصام بعد عمر الأربعين نستطيع أن نقول إنه يمكن علاجهم بنسبة تسعين إلى خمسة وتسعين بالمائة، وهذه نسبة عالية جدّاً.
أما الذين يصابون بهذا المرض قبل عمر خمسة وعشرين سنة فإن نسبة الشفاء تكون فيهم قليلة نسبياً، فحوالي خمسة وثلاثين بالمائة يتم شفاؤهم، وثلاثون أو خمسة وثلاثون بالمائة تتحسن أحوالهم، أما حوالي ثلاثين بالمائة يظل المرض مطبقا عليهم.
هنالك سبب منطقي في أن مآل العلاج ليس بالجيد حين يُصيب الإنسان الفصام في سن مبكرة، والسبب المنطقي هو أن الإنسان يكون لم يبنِ مهاراته ومقدراته وملكاته الفكرية والتعليمية والاجتماعية؛ لأن اكتساب الخبرات الاجتماعية والعملية وإكمال التعليم هو أحد الأسباب التي تقلل من مخاطر الفصام.
أنت قلت: هل يمكن علاج الفصام مع تقدم العمر؟ نعم -وكما ذكرت لك- إذا كنت تقصد أن الإنسان قد أصيب بالفصام بعد الأربعين فهذا فرصه ممتازة جدّاً، أما إذا كنت تقصد أن المرض قد أصاب إنساناً في سن مبكرة ولم يُعط العلاج، وبعد ذلك بعد سن الأربعين بدأ العلاج؛ فهذا أقول لك أيضاً: نعم أنه يمكن أن يساعد كثيراً.
يجب ألا نعتمد على العلاج الدوائي فقط، العلاج الدوائي مهم وضروري جدّاً، ولكن هنالك ما نسميه بالعلاج التأهيلي وإعادة التأهيل، ويُقصد به أن نحاول أن نطور الإنسان اجتماعياً، ألا نجرده من وظائفه الاجتماعية والعملية، أن يُعطى اعتباره، وأن نساعده على تطوير مهاراته، هذه أمور مهمة جدّاً؛ لأن معظم مرضى الفصام يميلون إلى الانعزال، يوجد لديهم نوع من التبلد الوجداني في بعض الأحيان، ولكن حينما ندفعهم ونطور من مهاراتهم ونجعلهم يقومون بواجباتهم الاجتماعية، هذا حقيقة من الأصول المهمة جدّاً للعلاج، والآن نعتبر العلاج بالعمل أيضاً وسيلة أساسية لدرء أخطار الفصام.
أرجو أن أكون قد أوضحت لك بعض المعلومات المهمة، وفقط أريد أن أضيف معلومة أخرى، وهي ضرورة الالتزام بالعلاج الدوائي لأنها تعتبر إحدى المؤشرات والمحددات الضرورية جدّاً لأن يكون هناك تحسن وإن شاء الله شفاء من هذا المرض.
أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 433,147 | 2009-10-11 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أحدث الأدوية لعلاج الفصام العقلي | السلام عليكم ورحمة والله وبركاته.
هل لكم أن تفيدوني بأحدث الأدوية لعلاج الفصام العقلي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى زكي القدومي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أدوية الفصام تقسّم إلى أجيال: (الأول والثاني والثالث)، الجيل الأول هو ما يعرف بمجموعة (الفينوسياسينز) ومنها العقار المشهور والمعروف تجارياً باسم (لارجكتيل Largactil) ويسمى عليماً باسم (كلوربرومازين Chlorpromazine)، ثم بعد ذلك أتى الجيل الثاني من الأدوية ومنها عقار يعرف تجارياً باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علمياً باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine).
ثم أتى بعد ذلك الجيل الثالث من الأدوية وعلى رأسها عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone).
وعقار يعرف تجارياً باسم (زبراكسا Zyprexa) ويعرف علمياً باسم (اولانزبين Olanzapine).
وعقار يعرف تجارياً باسم (سوركويل Seroquel) ويسمى علمياً باسم (كواتيبين Quetiapine).
من أحدث الأدوية التي تم إضافتها عقار يعرف (سرت إندول Sertindole)، والعقار الآخر هو (زبراسدون Ziprasidone) ويسمى تجارياً باسم (زيلودكس Zeldox).
هذه هي الأدوية التي أُضيفت خلال السنوات الأخيرة، ولابد أن نكون واضحين أن هذه الأدوية متقاربة، ودواء معين قد يناسب مريضاً بعينه ولا يناسب غيره.
هناك دواء يعرف باسم تجارياً باسم (كلوزريل Clozaril) أو (ليوبنكس Leponex) ويسمى علمياً باسم (كلوزبين Clozapine)، هو دواء ليس جديداً، قد تم اكتشافه أول مرة عام 1976 وتم تجربته في بعض مرضى الفصام، وكان علاجاً جيداً، إلا أنه أدى إلى الكثير من الآثار الجانبية السالبة التي نتجت عنها بعض الوفيات، تم سحب الدواء من الأسواق وإيقافه كاملاً، ولكن خلال الخمس أو الست سنوات الأخيرة تم إدخال هذا الدواء إلى الأسواق مرة أخرى، ولكن بتعديل معين في صناعته وبضوابط علاجية معينة، ونستطيع أن نقول إنه أنجع وأفضل دواء لعلاج مرضى الفصام في حالة فشل الأدوية الأخرى.
هذا ما أود أن تطلع عليه، وأكرر أن استجابة المرضى تتفاوت، وبعض المرضى قد يستجيبون إلى الحبوب والأقراص، والبعض الآخر لابد أن تعطى هذه الأدوية في شكل إبر زيتية طويلة الأمد، وبعض المرضى يحتاج أيضاً إلى جلسات كهربائية لتدعيم العلاج الدوائي، ولابد أن يكون هنالك علاج تأهيلي مصاحب للعلاج الدوائي، ومن أهم المتطلبات والمحددات التي تؤدي إلى نجاح العلاج الدوائي هي التأكد من جرعته، يجب أن تكون الجرعة صحيحة – كما أن المريض يجب أن يتناول الدواء للمدة المطلوبة، هذه أمور مهمة ومحددات أساسية لفعالية الدواء، نسأل الله لمريضكم العافية والشفاء.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 432,745 | 2009-08-05 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
انفصام الشخصية والصرع .. هل ينتقلان بالوراثة | لدي عم مصاب بانفصام الشخصية، وأخ مصاب بالصرع الجزئي، فما هو مدى إمكانية إصابتي بهذه الأمراض؟!
وشكراً لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن علماء النفس والوراثة مختلفون في مدى إمكانية تأثير الوراثة فيما يخص حدوث الأمراض، وهناك بعض القوانين الإرثية التي تحدد نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية، وهذه النسب غير واضحة فيما يخص مرض الفصام أو الصرع، ولكن هناك مؤشرات نعتبرها مفيدة للإجابة على سؤالك.
يعرف أن السلوك أو المرض النفسي أيّاً كان نوعه ينتج من المكونات الشخصية للإنسان، والتي تعتمد على التكوين الوراثي، والتكوين النفسي، والتكوين العاطفي، والتكوين الغريزي، ومن ثم الدور الذي تلعبه بيئة الشخص وطريقة تنشئته.
قد وجد أن مرض الفصام يلعب الدور الوراثي فيه الاستعداد للمرض فقط، وليس وراثته وراثة مباشرة، فأنت ما دام عمك مصاباً بالفصام أرى أن الاحتمال ضعيف جدّاً لإصابتك بهذا المرض، إلا إذا تهيأت الظروف البيئية والحياتية من ضغوط وتنشئة غير سليمة.
كما أنه وجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ أسري لمرض الفصام في حالة تناولهم للمخدرات مثل الحشيش، ترتفع نسبة الإصابة بمرض الفصام لديهم بنسبة عالية قد تصل إلى خمسين بالمائة.
أما بالنسبة لمرض الصرع فالوراثة تلعب دوراً ضعيفاً، ولكننا لا ننكر أن هذا المرض يتواجد في بعض الأسر إذا تهيأت الظروف الأخرى، ومن أهمها الإصابة بحميات عالية في سنتي الطفولة الأولى، أو حدوث إصابات في الرأس، وأسأل الله تعالى أن لا تكون قد عرضت لأي من هذين العاملين.
ختاماً: لا أريدك أبداً أن تعيش تحت القلق والمخاوف التوقعية، فكثيراً ما يتكلم المختصون عن مؤشرات ولا تكون صادقة.
في نهاية الأمر: نسأل الله أن يحفظك دائماً من هذه الأمراض ومن كل شر، وفي رأيي هذه من أفضل أنواع الوقاية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 292,129 | 2009-03-31 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الصرع وعلاقته بمرض الفصام | السلام عليكم.
أود أن أشكركم في بادئ الأمر، وأريد أن أعرف ما العلاقة بين الصرع والفصام؟
حيث إنني مصاب بالفصام العقلي منذ سنوات، وأتعالج عند دكتور نفسي كبير، وتدهورت حالتي إلى أن تمكنت بي الأعراض السلبية للمرض، وتقريباً انتهت الأعراض الإيجابية ولكنني عندما ولدت أصبت بتشنجات مع زرقة في الوجه وتشنج للأعضاء من غير خروج زبد، وذلك عدة مرات مع وجود مغص، وقد شخصها الطبيب على أنها تقلصات "مغص" وكتب لي " واررين " ربما كان مشابها لهذا الاسم.
وأوقفت الدواء بعد 6 أشهر بدون إذن الدكتور، ولم تأتِ لي حالات تشنجات حتى الآن.
جدتي أصيبت بنسيان كل شيء قبل موتها لمدة أربعة أعوام حتى نسيت الصلاة، وبنت خالتي أصيبت بمرض نفسي أخذت نفس أدويتي، وعمتي تتشنج بين الحين والآخر.
أنا أظن أن مرض الفصام عندي منشؤه الصرع، فربما تحول الصرع إلى فصام، فهل يختلف التشخيص؟ وهل يختلف الدواء؟ وهل أحتاج لرسم مخ؟ وما اسم الأشعة؟ وأي مكان بالمخ حتى أستطيع أن أعملها؟ وكيف أتغلب على الأعراض السلبية للمرض؟ أرجو الشرح.
ما رأيكم بدواء إريببركس؟ وما الفرق بينه وبين إبيليفاي؟ وما علاقة الصرع بالفصام؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، ونرحب بك كثيراً في هذا الموقع.
فإنه بالنسبة لسؤالك الأول وهو: ما هي العلاقة بين الصرع والفصام؟ هذا سؤال جيد جدّاً وسوف أعطيك نبذة تاريخية بسيطة لأنها في نظري هامة جدّاً:
في عام 1934م قام العالِم المجري (مادونا) وهو طبيب مختص في أمراض الأعصاب بوضع نظرية تقول إن مرض الصرع والفصام لا يمكن تواجدهما في نفس المريض، وذلك نسبة لملاحظة بسيطة لاحظها، وهي أن المريض الذي يعاني من مرض عقلي كالفصام حين تأتيه التشنجات الصرعية يتحسن من الناحية العقلية، أي تنتهي الأعراض الذهانية.. هذه الملاحظة كانت ملاحظة مهمة جدّاً بالرغم من أنها خاطئة؛ حيث اتضح مستقبلاً أن هذه الفرضية ليست صحيحة، بمعنى أن مرض الصرع ومرض الفصام يمكن تواجدهما لدى نفس الشخص، ولكن الفائدة التي حدثت هي أن التشنجات الصرعية تمت الاستفادة منها لعلاج مرض الفصام، وذلك حين قام العالِم الإيطالي (سرليتي) عام 1938م باكتشاف الجهاز الذي تُعطى من خلاله جرعات كهربائية بسيطة تؤدي إلى تشنجات تشبه التشنجات الصرعية، وهذه تعطى لمرضى الفصام، وهذا الجهاز وهذه الطريقة في العلاج تطورت لاحقاً لتصبح العلاج الكهربائي الذي نمارسه الآن، ويُعطى لبعض مرضى الحالات الفصامية والذهانية.
هذه نبذة تاريخية ضرورية وهامة، ولكن خلاصة الأمر أن مريض الصرع يمكن أن يصاب بمرض الفصام في نفس الوقت.
وهنالك منطقة في المخ تسمى بالفص الصدغي، هذه المنطقة إذا أصيبت باضطراب في كهرباء الدماغ قد تؤدي إلى تشنجات صرعية أو قد تكون التشنجات ليست واضحة، ولكن حين نقوم بإجراء تخطيط المخ تظهر هذه التغيرات على التخطيط أو رسم المخ، كما أن بعض الأشخاص ربما تظهر لديهم تصرفات غير طبيعية مثل الميول للاندفاعية وللعصبية والتوتر، وهؤلاء أيضاً ربما يكون لديهم بؤرة نشطة في الفص الصدغي، واضطرابات الفص الصدغي تؤدي أيضاً إلى ظهور أعراض مرض الفصام.
إذن: الذي ينشأ من الفص الصدغي هو أكثر أنواع الصرع التي تظهر معها أعراض الفصام، وفي عام 1982م قام العالِم الأمريكي (فلور هنري) باكتشاف أن البؤرة الصرعية إذا كانت موجودة في الشق الأيسر من المخ في الفص الصدغي، هذا يؤدي إلى ظهور أعراض الفصام في حوالي أربعين بالمائة من المصابين، أما إذا كانت البؤرة الصرعية في الشق الأيمن فهذا ربما يؤدي إلى أعراض الاكتئاب..هذا العالم الأمريكي حاز على جازة نوبل للطب بعد أن قام بهذا الاكتشاف.
أرجو ألا أكون قد عقدت عليك الموضوع، فقط حاولت أن أعطيك خلفية عن العلاقة بين مرض الصرع ومرض الفصام.
بالنسبة لك أسأل الله لك الشفاء والعافية، وأنت ـ الحمد لله ـ الآن لا تعاني من أي أعراض إيجابية، فقط بقي لديك الأعراض السلبية لمرض الفصام، وكما ألاحظ ـ الحمد لله ـ أنك على استبصار كامل بمرضك وعلى ارتباط بالواقع، وهذا أمر يشجع تماماً، وعليك أن تسعى لتأهيل نفسك بالطرق المعروفة وذلك من أجل التخلص من الأعراض السلبية، ومن أهم وسائل التأهيل هي أن تبحث عن عمل، وأنت ـ الحمد لله ـ رجل مهندس ومؤهل، ابحث عن عمل مهما كان بسيطاً، وحاول أن تتواصل اجتماعياً، ومارس التمارين الرياضية، وشارك الناس في كل مناسباتهم... هذه كلها وسائل مهمة جدّاً للتأهيل، وهذا نسميه بالتأهيل الوظائفي، وهو من أفضل الطرق لعلاج الأعراض السلبية لمرض الفصام، وذلك بجانب تناول الدواء بالطبع.
أنت في حالتك ذكرت هذه التشنجات التي أصابتك أيام الطفولة الأولى، أنا أقول لك: ليس هناك دليل قاطع أنك تعاني من مرض الصرع، ولكن نسبة لحدوث هذه التشنجات في مرحلة مبكرة من العمر ربما يكون حدث وتكوّنت بؤرة صرعية صغيرة في الفص الصدغي، وهذه ربما تؤدي أو تكون مرتبطة بمرض الفصام.
أنا لا أريدك مطلقاً أن تنزعج مطلقاً لهذا الموضوع أو تؤوله أكثر مما يستحق، الأمر ببساطة هنالك احتمال أنه توجد لديك بؤرة صرعية غير نشطة، وهذه حقيقة ليست مهمة، لأننا في مثل هذه الحالة ليس من الضروري أن نعطي حتى الأدوية المضادة للصرع، وإن كان بعض العلماء وبعض الأطباء يفضل إعطاء الأدوية المضادة للصرع بجرعة صغيرة، مثل العقار الذي يعرف تجارياً باسم (دبكين كورونو Depakine chorono) يعطى في بعض الحالات بجرعة خمسمائة مليجرام ليلاً، وذلك بجانب الأدوية المضادة للفصام والمضادة للذهان.
إذن لا يوجد اختلاف في التشخيص، هذه حقيقة لابد أن أؤكدها لك، ولا يوجد اختلاف في الدواء، بمعنى أن الاستمرار على الدواء المضاد للفصام وللذهان يعتبر هو الآلية الرئيسية بالنسبة للعلاج، ولا مانع أن تضاف إليه أدوية مضادة للصرع بجرعة صغيرة مثل هذا العقار الذي ذكرته لك، ويمكن أيضاً إجراء تخطيط للدماغ، فتخطيط المخ ربما يظهر ويعطينا بعض المؤشرات بوجود بؤرة صرعية من عدمها، وهذا الفحص لا يعتبر فحصاً قاطعاً، ولكنه قد يفيد، ونعرف النتيجة تكون إيجابية في حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة فقط من الذين يعانون من بؤرة صرعية.
خلاصة الأمر التشخيص لا يختلف والعلاج لا يختلف كثيراً، فيمكنك أن تقوم بإجراء رسم المخ، هذا لا مانع أبداً منه، وهذا فحص بسيط جدّاً.
الأشعة ليس هنالك داع لها، ولكن إذا أردت أن تُكمل الفحوصات فلا مانع من إجراء صورة مقطعية عامة للمخ.
يوجد نوع من الأشعة تسمى بالطنين أو الرنين المغناطيسي الوظائفي، وهذا ليس متوفراً في كثير من الدول، وهذا ربما يكون فحصاً دقيقاً وأدق، ولكني من تجاربي المتواضعة في هذا السياق لا أرى أنه ضروري، ولا أريدك أن تتعب وأن تبحث عن هذا النوع من الأشعة المغناطيسية، والصورة المقطعية سوف تكون كافية جدّاً.
أما بالنسبة للتاريخ الأسري.. نعم أنت لديك تاريخ أسري للتشنجات وذلك للأمراض النفسية، وهذا يجعلنا ننصحك بأن تكون أكثر حرصاً على تناول أدويتك، وأن تسعى للتخلص من كل الإعاقات الاجتماعية التي يسببها هذا المرض.
أنت ـ الحمد لله ـ لديك درجة عالية من المعرفة ومن العلم، وهذا في حد ذاته وجد أنه من أفضل الطرق التي تقاوم هذا المرض، فقط يجب أن تدعم ذلك بأن تدفع نفسك؛ لأن مرض الفصام – خاصة الأعراض السلبية – كثيراً ما تجعل الإنسان ينسحب اجتماعياً ووجدانياً وعاطفياً ولا يحب التفاعل مع الآخرين، لذا أنت مطالب بأن تطبق هذه التمارين الوظائفية بأن تجعل لنفسك برنامجاً يومي يشمل على التواصل مع الآخرين، ولابد أن تبحث عن عمل، وعليك بالاطلاع، وعليك بالجلوس مع الآخرين في مجالسهم مع المشاركة الفعالة، لا تكن مستمعاً فقط... هذه كلها إرشادات مهمة وضرورية جدّاً، وأنا أثق تماماً أنها سوف تؤدي إلى تحسن كبير في حالتك.
بالنسبة لحالة جدتك – عليها رحمة الله تعالى – فقد فقدت الذاكرة لمدة أربعة أعوام، ولا أعتقد أن ذلك ناتج من مرض الفصام؛ لأن مرض الفصام لا يؤدي إلى فقدان الذاكرة، وغالباً ما تكون قد أصيبت بما يسمى بالعته أو الخرف أو ما يسميه البعض بعلة الزهايمر.
أما سؤالك عن رأينا في دواء (اريببركس) وما الفرق بينه وبين إبيليفاي Abilify؟
الدواء الذي ذكرته إيببركس أعتقد أنه اسم تجاري للإبلفاي نفسه، والإبلفاي هو الاسم التجاري الأصلي، والإريببركس ربما يكون اسماً تجارياً محلياً في مصر.
عموماً سوف أعطيك الاسم العلمي وهو (ارييزازول Airpiprazole)، وإذا كان هذا الاسم العلمي مطابقاً للإريببركس إذن يكون هو نفس الإبلفاي، أما إذا كان الاسم العلمي ليس مطابقاً فأرجو أن تفيدني بالاسم العلمي للإريببركس، وسوف أفيدك بالمحتوى البيولوجي لهذا المركب.
أما سؤالك الأخير: ما علاقة الصرع بمرض الفصام؟
فقد أوضحنا لك ذلك أن الاعتقاد سابقاً أن الحالتين لا يمكن تواجدهما في نفس المريض، ولكن اتضح أن هذا ليس بالصحيح أبداً، بل يمكن للإنسان أن يصاب بالصرع والفصام في نفس الوقت، وأكثر أنواع الصرع المرتبطة بالفصام هو الصرع الذي يكون منشؤه أو توجد بؤرته في الفص الصدغي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 291,004 | 2009-02-03 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما هي الآثار الجانبية لدواء (موديكيت) عند استعماله مدى الحياة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا امرأة عمري 53 عاماً، أصبت منذ خمسة عشر عاماً بهلاوس سمعية وبصرية وكثرة الكلام والحرمان من النوم، فراجعت طبيب الأعصاب فشخص حالتي أنها مرض الفصام، ووصف لي دواء (لارجاكتيل) 100 ملجم في اليوم، ولكني لم أستفد منه، فراجعت أطباء كثيرين دون فائدة.
وقد استعملت الهزة الكهربائية وتناولت أدوية كثيرة (لارجاكتيل، ميليريل، موغادون، تربتيزول، موديكيت)، وما زلت مستمرة على تناول موديكيت كل خمسة عشر يوما، وذلك منذ اثني عشر عاماً، فهل هناك أفضل منه؟ وما هي آثاره الجانبية على كل أعضاء الجسم عند استعماله مدى الحياة؟!
مع الشكر والتقدير. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي أصابتك منذ خمسة عشر عاماً، والتي تمثلت في الهلاوس السمعية والبصرية وكثرة الكلام وقلة النوم، والأفكار الانشراحية الزائدة يمكن أن يكون سببها إصابتك بحالة من حالات الانفصام، أو ربما تكون نوبة من نوبات الهوس، وما دام الأطباء قد شخصوا حالتك بأنها مرض الفصام فلابد أن تكون أدلتهم قوية على ذلك.
وأعتقد أن الطبيب حين يقوم بفحص المريض فإنه في وضع أفضل للتشخيص الصحيح وآليات العلاج المطلوبة، وعموماً فإن الفوارق ليست كثيرة ما بين مرض الفصام وما بين مرض الهوس.
والذي طمأنني كثيراً في رسالتك أنك مستبصرة وعلى دراية وإدراك تام بحالتك، وهذا في حد ذاته يدل أن الحالة بسيطة، وأن استجابتك للعلاج استجابة جيدة، حيث إن مرض الفصام كثيراً ما يُفقد المصابين به الاستبصار ويجعلهم غير مرتبطين بالواقع، وتكون هناك أعراض نشطة من هلاوس وأفكار ظنانية واضطرابات وجدانية.
وبالنسبة للعلاج الدوائي فإنه توجد عدة أدوية تعالج هذا المرض، فهناك مجموعة الأدوية القديمة ومنها لارجاكتيل Largactil وميليريل، وهذه الأدوية لا نستعملها إلا في نطاق ضيق وذلك بسبب آثارها الجانبية الكثيرة، وتوجد الآن بدائل علاجية أفضل كثيراً.
وأما بالنسبة للمودوكيت Modecate فهو من الأدوية الفعالة، ويمكن أن تعطى الإبرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون الجرعة مرة واحدة كل شهر.
ومن الناحية العلاجية يعتبر المودوكيت من الأدوية الجيدة في السيطرة على الأعراض الذهانية المصاحبة لمرض الفصام، ولكن يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى ارتفاع في هرمون الحليب لدى بعض النساء مما ينتج عنه اضطراب في الدورة الشهرية، وفي عمرك هذا ربما لا يعتبر ضرورياً، والشيء الآخر أن المودوكيت قد يؤدي إلى رجفة ورعشة في الجسم خاصة في اليدين، كما أنه يجعل بعض الناس يحسون كأن أجسادهم مشدودة أو متخشبة.
وأرجو أن لا تنزعجي مطلقاً لهذه الأعراض التي ذكرتها، لأنها ليس من الضروري أن تحدث في جميع الحالات، وحتى إن حدثت فهناك أدوية مضادة مثل عقار يعرف تجارياً باسم (آرتين Artane) ويعرف علمياً باسم (بنزكسول Benzohexol) يمكن تناولها، والمودوكيت ليس له أي مضار على أعضاء الجسم الرئيسية كالكبد والقلب والكلى.
فلا مانع من أن تستمري على المودوكيت ما دام قد تم التحكم في أعراض المرض ولا توجد هلاوس أو أفكار ظنانية، وأما إن كانت أعراضه الجانبية كثيرة ومتعبة، ففي هذه الحالة لا مانع أن تنتقلي للأدوية الجديدة، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone) وهو يوجد في شكل حبوب ويوجد أيضاً في شكل إبر، تعطى هذه الإبر مرة واحدة كل أسبوعين أيضاً، وهي فعالة وقليلة الآثار الجانبية، ولكن يعاب عليها أنها مكلفة من الناحية المادية.
وهذا لا يعني أن تتوقفي عن المودوكيت وتبدئي في تناول الرزبريادون، فقد ذكرت لك هذا لمجرد توضيح أنه توجد خيارات أخرى، ولكن ما دمت مرتاحة على المودوكيت فاستمري عليه.
واستعمال الدواء في مثل حالتك يُفضل أن يكون لفترة طويلة؛ لأن هذا المرض كثيراً ما يرجع ويصاب الناس بانتكاسات، وأهم سبب لحدوث الانتكاسات المرضية هو التوقف عن العلاج، فنصيحتي لك أن تظلي على علاجك، وهذه الجرعة التي تتناولينها ما هي إلا جرعة وقائية.
وأرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، فأنت زوجة ومسئولة ولديك الكثير من الواجبات، فقيامك بمسئولياتك حيال نفسك وأسرتك بصورة جيدة وفعالة سوف يعطيك الشعور بالارتياح، كما أنه يقلل كثيراً من أعراض المرض، وهذا نسميه بالعلاج التأهيلي، وهو لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي، نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 289,643 | 2009-01-22 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
كيفية التعامل مع المصاب بأعراض الفصام؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي أخ يبلغ من العمر 38 عاماً، أصابه مرض قبل حوالي أربعة عشر عاماً، وتم تشخيص هذا المرض بالفصام العقلي الوجداني النفسي، ووصف له الطبيب بعض الأدوية المتعددة التي لم يستفد منها، ونظراً لضعف معلوماتنا عن المرض النفسي وجهلنا به لم نتعامل مع هذا المرض كما يجب.
وقد استقرت حالته بعض الشيء بعد أن عُرض على طبيب جديد ومختص، حيث وصف له علاجاً يدعى (زيلدكس) 80 ملجم صباحاً و60 ملجم مساءً، وفي هذه الأثناء كان يظهر عليه ما يلي:
1- التكلم مع نفسه بتمتمات مستخدماً حركة اليد.
2- الانعزال في شقته، وأسمع صوته من شقتي التي تجاوره صارخاً ومخاطبا شخصاً بصيغة الأنثى، ويشتمها بشده وبصراخ عال جداً، وقد انقطعت عنه هذه العادة بعد شهر من العلاج الجديد.
3- عصبية شديدة ويشتم الذات الإلهية.
4- لا يحب العمل ويحب الكسل، وتشعر أنه لا يملك طاقه للعمل، وينام كثيراً ويدخن كثيراً.
5- يلتزم أحياناً بالصلاة ويداوم عليها.
6- يلاحظ على يده اليمين من جهة الأصابع أنها مشدودة، وتظهر بأنها ملتوية رغم أن يده سليمة صحياً ولا يوجد بها أي عيوب.
فهل ستصبح حالته جيدة مع هذا العلاج أم نعرضه على طبيب آخر؟ وما هو أفضل أسلوب للتعامل معه؟!
وشكراً لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الصعيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي سردتها في رسالتك والمكونات الستة من مجموعة الأعراض التي وردت في الرسالة واضحة، وتدل بالفعل على إصابة أخيك بمرض الفصام، نسأل الله تعالى له العافية والشفاء.
وبالنسبة للعقار الذي وصفه الطبيب أعتقد أنك تقصد العقار الذي يُسمى باسم (سدرولكت Sedrolect) ويسمى علمياً باسم (سرت إندول Sertindole) ويظهر أنك قد نطقت الـ(C) ثاء، وهي تنطق هنا بكاف (سدرولكت Sedrolect).
وهذا الدواء هو من الأدوية التي تستخدم في علاج الفصام، وقد دخل الأسواق حديثاً منذ عام ونصف تقريباً، وتنتج هذا الدواء شركة (لون بك)، وبالرغم من أنه قد أدخل الأسواق منذ عام ونصف إلا أنه ليس بالجديد، حيث تمت تجربته قبل عشر سنوات تقريباً، ولكنه أدى إلى بعض المشاكل البسيطة في القلب لدى بعض المرضى، ومن ثم تم سحبه من الأسواق، ولكن بعد أن خضع الدواء لمزيد من الدراسات والتجربة على المرضى اتضح أنه عقار سليم وجيد وفعال، والآن يُنصح بعمل تخطيط للقلب عند بداية أو قبل بداية استعمال الدواء، وأن يجرى هذا التخطيط بعد ثلاثة أشهر من بداية استعمال الدواء، وهذا نوع من التحوط، فلا تنزعج لهذه الحقيقة ولكن هذه هي متطلبات الشركة التي أدخلت الدواء إلى الأسواق.
والسدرولكت يساوي في فعاليته الأدوية الأخرى المضادة للفصام مثل الزبركسا والرزبريدون، ولكن هناك ملاحظات أو أبحاث تشير أنه ربما يكون أفضل على بقية الأدوية، في أنه يحسن المقدرات المعرفية للمريض.
ويعرف أن مرض الفصام بجانب ما يوجد من اضطرابات في السلوك وهلاوس وضلالات وظنانات وأفكار خاطئة وأفكار متطايرة وهكذا، بعض المرضى يفتقد مقدراته المعرفية ويصعب عليه التواصل والتحاور مع الآخرين، وجد أن هذا الدواء يحسن هذا الجانب، وإذا اتضح أن هذا الأمر حقيقي فأعتقد أن ذلك سوف يكون أمراً طيباً وجميلا؛ لأن إضعاف المقدرات المعرفية هي جزء أساسي في مرض الفصام، والأدوية السابقة بالرغم من أنها قد تساعد، ولكن قد لا تحسن حالة المريض المعرفية للدرجة المقبولة.
وعموماً أقول لك: إن الدواء جيد وفعال، والجرعة التي وصفها الطبيب هي جرعة صحيحة، فأرجو الالتزام، وأرجو الاستمرار على نفس الدواء، ونحن ننصح أن لا يُحكم على الدواء بالنجاح أو الفشل قبل ثلاثة أشهر على الأقل من بداية العلاج، فأرجو أن يُعطى الدواء هذه المدة وهذه الفرصة، وبعد ذلك يُحكم عليه إذا كان علاجاً جيداً يمكن الاستمرار عليه، وإذا لم تثبت جدواه يمكن الانتقال إلى دواء آخر.
ويفضل الاستمرار مع نفس الطبيب، وهذا الطبيب يظهر أنه جيد، ويظهر أنه متابع للمتغيرات والأبحاث الجديدة، فأرجو أن تستمر معه، وأرجو أن تكونوا حريصين على أن يتناول أخوك علاجه بالجرعة الصحيحة، وبالوقت المعلوم، وبالالتزام تام؛ لأن ذلك أهم مقومات نجاح العلاج.
أرجو أن يعامل هذا الأخ معاملة عادية بقدر المستطاع، وأن نجعله يشارك اجتماعيّاً في المناسبات، وأن يؤهل التأهيل الاجتماعي، بمعنى أن تكون له نشاطاته وأن تكون له مشاركاته الاجتماعية، وأن نشجعه على ذلك؛ لأن ذلك من أفضل الطرق التي تؤهل المرضى اجتماعياً، وتساعدهم على استرداد مهاراتهم التي افتقدوها من خلال المرض.
وختاماً: نشكرك كثيراً على اهتمامك بأمر أخيك.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 288,928 | 2009-01-04 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ظهور أعراض القلق على شكل أفكار مشتتة وعدم القدرة على التحدث وعلاج ذلك | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، أدرس في السنة الثالثة من الجامعة، ومنذ سنة بدأت أشعر أن أفكاري مشتتة حيث أنتقل من موضوع لآخر دون أي روابط منطقية، ولا أستطيع التحدث مع أحد ولا أحتمل سماع أحد، ولا أستطيع رواية حدث حصل لي أو لغيري، فالجمل غير مترابطة، وأشعر أن ذاكرتي فارغة، بل في الواقع لا أشعر بشيء، ومشاعري متبلدة، ولم أعد أكترث لأي شيء.
وقبل سنتين كنت اجتماعية ويستمتع بصحبتي حتى من هم أكبر مني بخمس سنوات، وأما الآن فقد تخلى عني الجميع، ولم تعد لي أي علاقات اجتماعية.
وربما كنت أوصف أينما تواجدت بمستوى عالٍ من الذكاء، ولكن لم أستطع التفكير بشيء، وكنت دائماً أشعر بزخم في الأفكار تتزاحم في رأسي، مما كان يمنحني شيئاً من السعادة ويميزني، وأما الآن فكل ما أشعر به هو الفراغ.
وتأخذني الأحداث اليومية وأي كلمة تقال في جواري تسيطر علي لفترة ما، وما أن تنتهي كل المحاولات لاستنباط شيء ما للعيش عليه من هذه الكلمة حتى أجد غيرها من الجوار أيضاً، وأصبحت منعزلة طول الوقت.
وأصبحت تستهويني الأفلام والقصص الخيالية، وصار خيالي واسعاً جداً طول الوقت، ولا أستطيع قراءة مقال من صفحة، لأنني أفقد المتابعة والتركيز بسرعة، وأنسى كل شيء حتى الأشياء التي حدثت قبل دقائق فقط.
ولم تعد لي رغبة بالدراسة، وهي التي أبني عليها كل آمالي في هذه الدنيا، وهذا ما يخيفني ويدفعني حقاً للبحث عن الحل، وفقدت الرغبة في الحياة وفي كل شيء، ويراودني إحساس بالرغبة في دفن نفسي أو التمرد على هذا العالم، وأنسحب من ذلك إلى نوم طويل غير عميق، تتخلله أحلام وخيالات مزعجة، وعالم آخر مستمد من العالم الذي أعيش فيه بأشخاصه وأماكنه ومصطنعاً بأحداثه من قبلي.
وفي أوقات عزلتي أتحدث مع بعض الأشخاص، وهم غالباً أشخاص موجودون على أرض الواقع، أتحدث إليهم طويلاً، ثم أعيد النظر في حديثي فأرى أنني كنت مخطئة وأن حديثي كان يميل إلى الانفعال بدلاً من الواقعية، فأقوم بتأنيب نفسي.
وأشعر بالمعاداة من قبل من حولي، وأحياناً عندما أكون في حالات نصف النوم وأسمع كلمة من أمي أو من غيرها - قد لا يكون الكلام موجهاً لي ولكنه بنبرة منفعلة - أستيقظ فزعة لأعرف ما يحصل أو أحياناً أرد بعنف بالغ.
وفي فترة ما كان كثيراً ما يراودني خيال أني سأفقد عائلتي كلها في حادث سيارة أو ما شابه وأبقى وحدي، ولم أكن أحزن لهذا الشعور، بل كنت أود حدوثه وأخطط لما سأفعل فيما بعد وكيف سأعيش.
وقد أصبحت عصبية جداً، فعندما أتعرض للأذى أرد الصاع عشراً حتى لو لطفل عمره خمس سنوات، وربما أحدثكم الآن وأنا في أفضل حالاتي، ولكن هذا الحال لا يدوم طويلاً، وأكثر ما يشعرني بأن لدي مشكلة هو تعاقب حالات أفضل من التي أعيش فيها حالياً، وربما يكون أحد أسباب الأزمة التي أمر بها هي عدم وجود شخص بالعائلة يستطيع سماعي ومشاركتي أفكاري، وحتى لو وجد فلا أظن أنني سأبوح له بشيء، فهل أنا مصابة بالفصام أو مرض نفسي آخر أم أن حالتي طبيعية؟
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Bio88 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن انشغال الناس بطبيعة الأمراض النفسية وتشخيصها أصبح قضية هامة؛ لأن هناك الكثير من التداخلات ما بين الأعراض النفسية، والأطباء النفسيين في معظمهم ربما يعطون أفكاراً مختلفة وقد يصلون إلى أفكار مختلفة حول المريض الواحد، فهذه الظاهرة تجعل الكثيرين من الذين يترددون على خدمات الطب النفسي ربما تختل ثقتهم بعض الشيء بالخدمات التي يقدمها الطب النفسي.
ولا نقول أن هذا الوضع التشاؤمي هو الوضع السائد، فقد حصل في السنوات الأخيرة الكثير من التطورات، وأصبحت هناك ضوابط علمية واضحة لتأكيد أو نفي تشخيص الحالة النفسية أو الحالة العقلية، وأستطيع أن أقول أن نسبة الجودة أو نسبة الانضباط أو نسبة الدقة في هذه التشخيصات قد تصل إلى ثمانين بالمائة.
والأعراض التي ذكرت في رسالتك تدل بما لا يدع مجالاً للشك أنك تعانين من قلق نفسي، والقلق النفسي هو شيء شائع، حيث يعرف أن القلق النفسي قد يكون تشخيصاً أساسياً أو قد يكون تشخيصاً ثانوياً، فالقلق قد يوجد وحده كمرض تشخيصي أو قد يكون مصاحبا لتشخيص آخر، فيعرف أن مرض الاكتئاب قد يكون معه قلق نفسي، ويعرف أن مرض الفصام في بداياته ربما تكون هناك أعراض قلق نفسي، وحتى مرض العته أو بدايات الخرف وفقدان الذاكرة حين يعرف الإنسان أن ذاكرته أصبحت تتدهور قد يصاب بالقلق، وهكذا.
ولا أرى أي دليل أنك تعانين من مرض الفصام، وربما يكون هناك عرض وحيد وهو شعورك بالمعاداة من قبل من حولك، فهذا نوع من الشعور الظناني (الشعور الإسقاطي) نشاهده في بعض الأحيان في مرض الفصام، ولكنه وحده بهذه الصورة لا يكفينا لتشخيص هذا المرض، وفي حالات الاكتئاب ربما يكون الشخص ظنانياً ويلجأ إلى سوء التأويل في بعض الأحيان ويفقد ثقته في الآخرين، وأعتقد أنك بجانب القلق النفسي لديك اكتئاب ثانوي بسيط وليس اكتئاباً حقيقياً.
ومن الواضح أيضاً أن لديك بعض أعراض الوساوس القهرية، وهذا يظهر في الخيال الذي يراودك أنك سوف تفقدين عائلتك كلها في حادث سيارة أو ما شابه ذلك، فهذه فكرة وسواسية ولا شك في ذلك، والوساوس لا تختلف عن القلق، بل هي جزء من القلق النفسي، وأيضاً سوء التركيز والانعزال وعدم التأكد من الذات، كلها أعراض تفسر في نطاق القلق النفسي.
فأرى أنك تعانين من قلق نفسي، ولا أقول القلق كعرض فقط، ولكن أقول: القلق كمرض، لأنك تستوفين الشروط التي وضعتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، وكذلك التشخيص العالمي العاشر للأمراض النفسية، ولا تستوفين شروط مرض الفصام.
إذن أنت غير مصابة بالفصام، ولكن هناك أمر بسيط أرجو أن لا ييزعجك وهو من قبيل أن أملكك المعلومة العلمية، فإن بعض مرضى الفصام يبدأ لديهم المرض بظهور أعراض القلق، ولكن القلق لا يكون حاداً بهذه الصورة التي تعانين منها.
فهذا أيضاً ينفي لنا وجود أي علامات من علامات الفصام، ويقتضي الواجب علينا أن ننصحك ببعض الإجراءات العلاجية للقلق النفسي، وأهم شيء يجب أن تقومي به هو أن تتأكدي أن هذا قلق نفسي، فلا تشغلي نفسك مطلقاً بالتشخيصات الأخرى، وعليك أن تعيشي حياتك بفعالية، وتركزي على دراستك، وأنت لديك قدرات عالية ومتميزة يجب أن تسخر هذه القدرات والطاقات المعرفية العالية نحو التميز الدراسي والاجتماعي.
وسيكون من الجيد لك أن تمارسي أي نوع من تمارين الاسترخاء وكذلك الرياضة، وأود أن أصف لك أحد الأدوية التي تساعدك إن شاء الله في إزالة هذا القلق وهذا التوتر، وحين يزول القلق والتوتر سوف تحسين بتحسن التركيز، وسيأتيك الشعور بالسلام الداخلي والطمأنينة الداخلية، وهذا هو المطلوب في حالتك، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، ولكنه أيضاً مفيد للقلق خاصة القلق ذو الطابع الوسواسي والقلق الذي يكون فيه اكتئاب ثانوي.
فابدئي في تناول هذا الدواء بجرعة عشرة مليجرام ليلاً، ويفضل أن تتناوليه بعد تناول الطعام، واستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الفعالة والسليمة وغير إدمانية وغير تعودية، وإن شاء الله سوف تجنين منه فائدة كبيرة، نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 287,548 | 2008-10-22 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرضى الفصام الباروني أو الظناني...وكيفية معالجتهم | السلام عليكم.
(285506) هو رقم استشارتي السابقة إليكم، والتي أوضحتم خلالها أن أخي البالغ من العمر 33 عاماً مريض بالفصام الباروني أو الظناني.
وبعد أن عرضت حالته على طبيب نفسي في اليمن، قال نفس ما ذكرتموه بأنه مصاب بانفصام، وكتب له علاج هو (Risperdal 3mg) نصف حبة في المساء لمدة عشرين يوماً.
الطبيب طلب مقابلة المريض، ولكن أعتقد أنه لن يوافق، حيث يقول أنه ليس مريضا بأي مرض نفسي أو هوس، ويشك في كل من يسأله عن حاله بأنه مرسل من الأمن، حتى أنا شكك بي غير أني أقنعته بأن ذلك غير صحيح.
ولدي بعض الاستفسارات أرجو التكرم بالإجابة عليها للفائدة:
- ما الذي يحدث للمخ في حالة الفصام الباروني قبل أخذ العلاج؟ وما هو أثر العلاج على المخ فيما بعد؟
- المريض للأسف يتناول القات المنتشر في اليمن، فهل يتم زيادة الجرعة لكي يكون لها أثر جيد؟
- يتم إعطاء المريض الدواء عن طريق طحنه في الأكل أو إذابته في الشاي دون علمه، فهل ذلك سيؤدي إلى نفس النتيجة المرجوة من العلاج؟
- كيف يتم التعامل مع المريض فيما يتعلق بأموره الحياتية في المنزل، وأيضاً في العمل، حيث يعمل محاسبا في مؤسسة حكومية؟
كما أن لدي سيارة يتنقل بها، مع ملاحظة أنه حسّاس وكثير الظن من سابق، ويقول أنه يريد أن يبتعد عن الانفعال الذي يخرجه عن إطاره، ولكن العجيب في الأمر أنه يتلفط عندما يغضب بألفاظ نابية وجارحة للآخرين، فهل العلاج سيخفف أو يقضي على كل ذلك؟
- يتعامل مع زملائه في العمل بنوع من الرسمية الزائدة أو ربما الجفاء، حيث يظن أن هناك من يستقصده ويلمح له بالكلام، وأنهم مرسلون لمضايقته، وبالتالي فإنه يتصرف بخشونة مع كل من يضايقه أو يدوس له على طرف، فكيف تقيّمون هذه التصرفات؟ وهل يطلب إجازة أم يفضّل أن يمارس عمله بشكل طبيعي؟
بارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإنه حسب ما أوردته في رسالتك وما ذكره لك الطبيب فإن هذا الأخ – شفاه الله وعافاه – يعاني من نوع معروف ومشهور من أنواع مرض الفصام، وهو (الفصام الباروني) أو الفصام الظناني، وهذا النوع من المرض يستجيب للعلاج بدرجة كبيرة إذا تناول المريض الجرعة الصحيحة، وإذا التزم بتناول الدواء.
نحن نعرف أن هنالك الكثير من الصعوبات مع بعض هؤلاء المرضى؛ حيث إنهم لا يتبعون الإرشادات وبالطبع يكون الواحد منهم غير مقتنع بأنه مريض لأنه ليس مرتبطا بالواقع، وحكمه على الأمور ليس سليما؛ ولذا الذي ننصح به هو ألا نقول لهم أنكم مرضى مرضاً نفسياً، بل نقول لهم إنه ربما يوجد لديك بعض الإجهاد البسيط، وهذا الدواء - إن شاء الله - سوف يساعدك في تقوية التركيز، وكذلك في تقوية جسمك، وهكذا.
هذه من الأساليب التي ربما لا أحبذها كثيراً، ولكنها هي الوسيلة الوحيدة المتاحة، ويعرف أن الكثير من هؤلاء المرضى بعد أن تتحسن حالته ويكون أكثر ارتباطاً بالواقع، يبدأ في التعاون وفي تناول العلاج بصورة جيدة جدّاً.
إذن المريض حين يرتبط بالواقع بعد أن يتناول الدواء سوف يتعاون - إن شاء الله - في تناول الدواء، ودائماً نحبذ أن يتفاوض أو يتفاهم معه شخص يكون أكثر الناس قرباً إليه، فهذا يساعد في إقناعه بإذن الله تعالى.
الشيء الآخر بالنسبة للمرضى الذين يرفضون العلاج أو لا يرفضون بالكلية ولكنهم قد يلتزمون التزاما لصيقا به، ففي هذه الحالة ننصح بإعطاء إبر أو حقن تُعطى حسب نوعها مرة كل أسبوعين أو مرة كل ثلاثة أسابيع أو مرة كل شهر.
إذن: توجد عدة طرق لعلاج هذه الحالة.
جرعة الرزبريدون Risperidone والتي وصفها الطبيب وهي واحد ونصف مليجرام يومياً لمدة عشرين يوماً، وهي جرعة البداية، ولا تعتبر جرعة علاجية كافية، والجرعة العلاجية يجب أن تكون أربعة إلى ستة مليجرام ليلاً.
أتوقع أن يقوم الطبيب برفع الجرعة بعد انقضاء فترة العشرين يوماً، وحين تصل الجرعة إلى أربعة مليجرام أو إلى ستة مليجرام، يفضل إضافة دواء آخر يعرف باسم (آرتين Artne) بجرعة اثنين مليجرام أو خمسة مليجرام يومياً، وهو لا يعالج مرض الفصام، ولكنه يوقف أو يجهض الآثار الجانبية التي قد تحدث من الرزبريدون، وهذه الآثار الجانبية تتمثل في الشعور بالانشداد العصبي أو برجفة بسيطة قد تحدث في الأطراف.
والآن نقوم بالإجابة عن استفساراتك، فالسؤال الأول عما يحدث للمخ في حالة الفصام الباروني قبل أخذ العلاج؟
فحقيقة لا أحد يستطيع أن يؤكد تأكيداً يقينياً وقاطعاً ما الذي يحدث، ولكن النظريات الغالبة هو أن هنالك مادة تعرف باسم (دوبامين)، وهنالك مادة أخرى تعرف باسم (سيرتونن)، يحدث هنالك نوع من سوء الإفراز أو ضعف الإفراز أو عدم انتظام الإفراز أو فقدان المعادلة الكيميائية بين هذين الموصلين العصبيين، وأكثر المناطق التي تتأثر في المخ هي الفص الأمامي وكذلك الفص الصدغي في المخ، هذه هي النظرية السائدة والتي تعتبر أكثر قبولاً وأكثر منطقياً.
وأثر العلاج بالطبع هو أن يعيد المسارات الكيميائية إلى وضعها الصحيح، فيحسن وينظم إفراز هذين الموصلين العصبيين (الدوبامين، والسيرتونن).
بالنسبة لهذا المريض – شفاه الله وعافاه – لا شك أن تناوله للقات يعتبر أمراً غير جيد؛ لأن القات يحتوي على ثلاث عشرة مادة كيميائية، منها مادة تعرف باسم (الكاثنين)، وهي مادة تؤدي كثيراً إلى تنشيط مادة (الدوبامين) مما ينتج عنه المزيد من الظنان والمزيد من الشكوك.
والذي أراه هو أن نحاول إقناعه بقدر المستطاع أن يتوقف عن القات، وأعتقد أن عقار الرزبريدون بجرعة ستة مليجرام في اليوم مناسب في حالته.
أما بالنسبة لطحن الحبة ووضعها في الأكل وإذابتها في الشاي – وهكذا – فإن هذا أمر مقبول وغير مرفوض ولا يؤثر على الفعالية الكيميائية للدواء.
التعامل مع المريض في الأمور الحياتية، فأولاً لابد أن نعطيه اعتباره، فيجب ألا نعامله كمعاق أبداً، بل نحاول أن نستشيره في الأمور الحياتية، ونحاول أن نبدي له الاحترام، ونحاول أن نبدي له التقدير، ونجعله يشارك في النشاطات الاجتماعية والنشاطات الأسرية، وأن يكون متواصلاً، وألا نتركه منعزلاً، هذا أمر ضروري جدّاً، ودائماً نحاول أن نحفزه ونشجعه نحو ما هو إيجابي.
لا شك أن التلفظ بالألفاظ غير المقبولة والألفاظ الجارحة والحادة هو من سمات الشخصية الظنانية، ومن سمات مرض الظنان في بعض الأحيان، ولا شك أن العلاج – إن شاء الله تعالى – سوف يخفف من ذلك حتى ينتهي تماماً.
تعامله مع زملائه بالصورة التي ذكرتها ناتج من حالته المرضية؛ لأنه يتخذ أقصى درجات المحاذير، ولا يريد أن يختلط أو يتفاعل مع الآخرين بصورة طبيعية؛ لأنه بالطبع يشك في نواياهم ويلجأ إلى سوء التأويل، والعلاج - إن شاء الله تعالى – سوف يساعد في القضاء على هذه الظاهرة أيضاً؛ ولذا يجب أن نكون حذرين ونكون حقيقة حريصين جدّاً أن نضمن أنه يتناول العلاج.
لا أعتقد أنه في حاجة لإجازة؛ لأن العلاج بالعمل نفسه يساعده كثيراً، كما أن طلب الإجازة ربما يشعره بأنه ناقص أو أنه لديه علة وأنه مريض، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة له.
جزاك الله خيراً على اهتمامك بأمر هذا الأخ، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 286,275 | 2008-08-30 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعراض الفصام وطريقة العلاج | ابنتي مريضة بالوسواس القهري منذ 9 سنوات، وقد كانت متفوقة دراسياً، وتركت الدراسة من الفرقة الثالثة بكلية التربية، فهل من علاج لها؟ وتركت الصلاة وأصبحت تحدث نفسها وتشتم! | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عفيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
لا أعتقد أن هذه الابنة مصابة بالوسواس القهري؛ لأن تركها عن الصلاة وحديثها مع نفسها وشتم الآخرين يدل على وجود تشخيص آخر، وهو مرض الفصام، وهو من الأمراض العقلية التي تؤدي إلى تدهور واضطراب في الأفكار مع وجود هلاوس وتصرفات أخرى غير سوية.
نصيحتي أن تعرض الابنة على أحد الأطباء النفسيين، وإن كان ذلك غير ممكناً فيمكن إحضار أحد الأدوية المضادة للفصام، ومنها عقار يعرف باسم رزبيريدون، يمكن أن تبدأ في تناوله بجرعة 2 ملم ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 4 ملم ليلا، وتستمر على هذه الجرعة.
مرض الفصام يتطلب المتابعة الطبية النفسية اللصيقة واستعمال الدواء بصورة مستمرة، وتأهيل المريض من الناحية الاجتماعية، بمعنى أن نجعله يهتم بنفسه ويقوم بواجباته الاجتماعية والأسرية، وأن يتواصل مع الآخرين.
بعد أن تتحسن حالتها لابد من نصحها وتشجيعها لأداء الصلاة، وأسأل الله تعالى لها الهداية، وأن لا يكون عليها حرج في وقت المرض.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 285,959 | 2008-08-17 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مريض الفصام الظناني .. علاجه وكيفية التعامل معه؟ | السلام عليكم..
لي أخ أصغر مني بدأ يتخيل أشياء غير موجودة، مثل كاميرات المراقبة في المنزل وفي غرفته، ويظن أن هناك من يراقبه من فوقه ومن تحته، وأن هناك من يسمع كلامه، ثم ظهرت عليه بعض حالات الغضب وقام بطرد زوجته وابنته بحجة أن هناك من يراقبه هو وزوجته، وقد ذهب إلى أهلها وقال لهم: (انتبهوا لعرضكم)، مما دفعهم للقول بضرورة معالجته لدى طبيب نفسي، وعندما يُذكر أمامه حالات الفساد في البلاد يقوم بانتقاد كل شخص في موقع المسئولية، وأحياناً يتلفظ بألفاظ نابية، فما هي حالته؟ وبم تنصحونني؟!
بارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الصنعاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن وصفك كان طيباً ودقيقاً وواضحاً للدرجة التي تعطينا التشخيص لهذه الحالة، فإن هذا الأخ يعاني مما يعرف بالظنان أو ضلالات الظنان أو الأفكار الاضطهادية، وكذلك لديه هلاوس سمعية، ويعاني أيضاً من الميل إلى الغضب وربما العنف، فهذه هي المقومات الرئيسية لما يعرف بمرض (الفصام الباروني) أو يسميه البعض (الفصام الظناني)، وهو مرض عقلي أو ذهاني رئيسي.
وهذا المرض أصبح الآن منتشراً ولا تعرف أسبابه بالضبط، ولكن هناك عدة نظريات: فهناك بعض النظريات الوراثية، وهناك نظريات المؤثرات الخارجية، أو ما يعرف بالظروف المهيئة والظروف المرسبة، وهذه الحالة يمكن علاجها إن شاء الله تعالى، وهذه من الحالات التي تستجيب للعلاج بصورة جيدة جدّاً، ولكن هناك ضوابط لابد من اتباعها.
أولاً: لابد أن يلتزم المريض بالدواء، وهذا النوع من المرضى غالباً قد لا يتعاونون مع العلاج؛ لأن الواحد منهم لا يعتقد أنه مريض في الأصل؛ حيث إنه مفتقد للبصيرة وغير مرتبط بالواقع، ولذلك لابد أن تكون هناك نوع من الحرفية ونوع من المنهجية في التعامل معه بلطف وبصبر ومحاولة إقناعه بتناول الدواء، ولا نقول له إنك مريض أو أنك تعاني من مرض الفصام الظناني أو شيء من هذا القبيل، ولكن لا مانع أبداً أن يقال له: إن هذا الدواء سوف يساعدك، وهو دواء مقو ويحسن من صحتك بصفة عامة.
ثانياً: هذا الدواء يتطلب الصبر؛ لأن مدة العلاج طويلة، ويجب أن لا تقل عن ثلاث سنوات بأي حال من الأحوال - إن لم تكن أطول من ذلك -.
ثالثاً: هؤلاء المرضى يحملون شيئاً من الخطورة، فإن هذه الأفكار الظنانية وهذا الغضب ربما يؤدي في بعض الأحيان أن يقوموا بالاعتداء على الآخرين، فأرجو التنبه لذلك، ويعرف تماماً أنهم عندما يتناولون العلاج تقل نسبة الخطورة بنسبة من ثمانين إلى تسعين بالمائة، وهذا أمر جيد جدّاً.
رابعاً: نرجو أن نكون حريصين جدّاً أن هذا الأخ لا يتناول المؤثرات الخارجية، وفي هذه الحالة أعني القات، حيث يُعرف أن القات - إذا كان هذا الأخ يخزن القات – يحتوي على ثلاث عشرة مادة كيميائية نشطة، وهناك مادة معينة تعرف باسم (الكاثنين)، وهي المادة النشطة التي تحمل نفس سمات وصفات مادة (الأنفتامين) التي يعرف عنها أنها مادة حين يتناولها الشخص تؤدي إلى إفراز مادة في الدماغ تعرف باسم (الدوبامين)، وهذا يؤدي إلى مرض الشكوك وإلى مرض الظنان، أو يساعد على شدته على الأقل في الأشخاص الذين لديهم أصلاً الاستعداد لهذا المرض. فأرجو أيضاً أن تراعى هذه النقطة.
خامساً: إذا ذهب المريض إلى الطبيب النفسي فسوف يكون هذا هو الأفضل، والعلاج إن شاء الله تعالى سهل ومتوفر وتوجد عدة أنواع من الأدوية، وهذا الأخ يستجيب بصورة جيدة للجلسات الكهربائية في بداية العلاج، ولابد أن يكون عن طريق الأطباء في المستشفيات، ولكن تناول الأدوية أيضاً سوف يساعده كثيراً، فحتى وإن أعطي العلاج الكهربائي فلابد أن يستمر على الدواء أيضاً؛ لأن العلاج الكهربائي فائدته مؤقتة فقط، أما الدواء فهو إن شاء الله تعالى يضمن لنا الحماية التامة من هذا المرض.
وهناك عدة أدوية تستعمل لعلاج هذا المرض، وهذه الأدوية تعرف وتسمى بـ(مضادات الفصام) أو تسمى بـ(مضادات الذهان)، فهناك عقار يعرف باسمه التجاري (سيرانيز Serenace) وباسمه العلمي الشهير (هلوبربادول Haloperidol).
وهناك عقار ثان يعرف باسمه التجاري (لارجكتيل Largactil) وباسمه العلمي (كلوربرومازين Chlorpromazine).
وهناك عقار ثالث يعرف باسمه التجاري (استلازين Stelazine) وباسمه العلمي (ترايفلوبرزين Trifluperazine).
فهذه هي مجموعة الأدوية القديمة التي تستعمل لعلاج هذا المرض.
وأما مجموعة الأدوية الجديدة فهناك ثلاثة أو أربعة أدوية، فهناك دواء يعرف باسمه التجاري (زبراكسا Zyprexa) والذي يعرف باسمه العلمي الشهير (اولانزبين Olanzapine).
وعقار ثان يعرف باسمه التجاري (رزبريادال Risporidal) ويعرف باسمه العلمي (رزبريادون Risperidone).
وثالث يعرف باسم (سوركويل Seroquel) ويعرف باسمه العلمي (كواتيبين Quetiapine).
وفي نظري فإن الدواء الأفضل لهذا الأخ هو عقار (رزبريادال Risporidal) أو الاسم الآخر (رزبريادون Risperidone)، وهو متوفر في اليمن، والدواء الأصلي ربما يكون مكلفاً بعض الشيء، ولكن المستحضرات التجارية أيضاً هي ممتازة جدّاً، وهي موجودة في اليمن، وهي أقل تكلفة.
وجرعة هذا الدواء هي اثنين مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى أربعة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك تكون الجرعة أربعة مليجرام صباحاً وأربعة مليجرام مساءً، وحين تبدأ هذه الجرعة – ثمانية مليجرام في اليوم – يجب أن نعطي هذا الأخ دواء مضاد يعرف باسم (آرتين)، والمقصود بالدواء المضاد أن هذا الدواء يمنع أي آثار جانبية، خاصة الرجفة البسيطة أو الشد في العضلات الذي قد يحدث من تناول الـ(رزبريادون Risperidone) بجرعة كبيرة، وجرعة الآرتين هي خمسة مليجرام فقط في اليوم.
إذن تكون الوصفة العلاجية الكاملة لهذا الأخ هي: عقار (رزبريادون Risperidone) أربعة مليجرام صباحاً ومساءً، وحبة واحدة من الآرتين (خمسة مليجرام) يتناولها يومياً، ويجب أن يستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر على الأقل.
وبعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى (رزبريادون Risperidone) اثنين مليجرام صباحاً وأربعة مليجرام ليلاً، ويستمر على هذه الجرعة أيضاً لمدة ستة أشهر أخرى، ويكون في هذه الفترة أيضاً مستمراً على عقار الآرتين، ثم بعد ذلك يمكن أن يخفض (رزبريادون Risperidone) إلى أربعة مليجرام ليلاً، وهنا يمكن التوقف عن الآرتين ويستمر على هذه الجرعة لمدة عام كامل، ثم بعد ذلك يمكن أن نتواصل إن شاء الله تعالى ونقدم لكم الإرشاد اللازم، وعموماً هذه هي خطة العلاج بصفة عامة.
وفي حالة عدم تعاون المريض مع العلاج عن طريق الحبوب – عن طريق الفم – فهنا يوجد خيار وبديل آخر، وهو: يمكن أن يعطى نوعاً من الإبر أو الحقن الزيتية طويلة المدى أو طويلة المفعول، وهي معروفة جدّاً لدى الأطباء النفسيين وتوجد عدة أنواع منها، هذه الإبر تعطى مرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو كل أربعة أسابيع - حسب الحالة وحسب نوعية الإبرة ومدى فعاليتها - وهذه الإبر لها محاسنها ولها عيوبها، ولكن هي وسيلة ممتازة وحل ممتاز وجذري بالنسبة للمرضى الذين لا يتعاونون في تناول العلاج، وهذه الإبر هي وسيلة طيبة، وهذا يؤكد لنا أن الحلول كثيرة وموجودة، فقط المهم هو أن نقدم هذا الأخ إلى مراكز العلاج.
ونصيحتي الأخيرة هي: أن لا تدخلوا معه في نقاش حول أفكاره الظنانية وأفكاره الاضطهادية وأفكاره الضلالية؛ لأن إكثار النقاش معه أو محاولة إقناعه، فإن هذا ربما يثبت هذه الأفكار ويقويها لديه، أضف إلى ذلك ربما يبني لديه شعوراً عدائياً حيال الذين يقومون بمناقشته.
فأرجو أن لا تدخلوا معه في أي نوع من النقاش المنطقي؛ لأن هذه الأفكار أصلاً لا تقوم على أي نوع من المنطق، وفي ذات الوقت يمكن أن يعامل بلطف ويعامل بشيء من الرحمة، وإن شاء الله حين يتناول العلاج ويستعيد بصيرته وارتباطه بالواقع، ويكون حكمه صحيحاً على الأمور، بعد ذلك يمكن للطبيب أن يشرح له الحالة التي يعاني منها دون أن يسبب له أي نوع من الحرج أو الانزعاج أو المضايقة؛ لأن شرح الحالة أيضاً ببساطة وبلغة مقبولة وبمنهج علاجي احترافي صحيح يجعل المريض يتعاون في تناول العلاج في المستقبل، نسأل الله تعالى لمريضكم الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 285,506 | 2008-07-31 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مدى شفاء مريض الفصام نهائيا | زوج أختي مريض بالفصام، وعمره 45، ولا يريد العلاج لأنه لا يعتبر نفسه مريضاً، وتريد أن تعرف زوجته هل إذا أخذ العلاج يمكنها أن تعيش معه دون خوف من تصرفاته، لأنه يتهمها بالخيانة ويضربها ويهددها، ويعتقد أن الآخرين قد سحروا زوجته؟ فهل يشفى تماماً مع العلاج ويصبح زوجاً طبيعياً؟
وإذا لم يتعالج هل هناك خطر عليها وعلى الأولاد؟
وهل يحاول الانتحار مرة ثانية؟ لأنه عندما تركته زوجته قبل سنة حاول الانتحار بتناول جرعة من الأدوية وأسعفه الجيران إلى المستشفى، والآن زوجته تركته لصعوبة الحياة معه.
أرجو الرد جزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه مما لا شك أن مرض الفصام يعتبر من الأمراض الذهانية الرئيسية، وهذا الأخ – شفاه الله – يعاني من نوع من الفصام يعرف باسم (الفصام الباروني) أو الظناني أو الاضطهادي، وحقيقة هذا المرض لابد أن يعالج، ومن فضل الله تعالى هذه الحالات تستجيب للعلاج بنسبة عالية جدّاً.
بالطبع يمكن أن يتم الشفاء من هذا المرض إذا التزم المريض بالدواء بالجرعة المطلوبة، وإذا لم يتم العلاج فبالطبع لن يكون هنالك شفاء، وحقيقة أنا لا أخفي عليك أبداً أن مرضى الفصام لا يمكن أن نتركهم دون علاج؛ لأن ذلك قد يسبب خطورة على المريض أو على الذين حوله..
ومع ذلك فإني لا أريد أن أبث أي نوع من الخوف فيما بينكم، ولكن لابد أن أنصح ولابد أن أحذر حقيقة أن هذا الأخ لابد أن يعالج؛ لأن الكثير من هؤلاء المرضى يتفاعل مع هذه الأفكار الظنانية الخاطئة، وربما يقوم بإيذاء الآخرين أو بإيذاء نفسه، فإن هذا يحدث في حوالي عشرين بالمائة من مرضى الفصام، وهذه نسبة لا نعتبرها صغيرة.
إذن: المبدأ الأساسي هو أن يتم علاج هذا الأخ..
بالطبع المريض يفتقد البصيرة ولذا لا يعتقد أنه مريض، ويجب ألا نناقشه في ذلك، فيجب ألا نقول له أنت مريض بالفصام أو بكذا أو بكذا، ولكن يمكن أن يقال له: (إنك تعاني من بعض الإجهاد البسيط وهذا الدواء سوف يساعدك)، وكثير من المرضى بعد رفضهم للدواء في أول الأمر ثم يتم إقناعه بالدواء، وبعد تحسن حالته يكون متعاوناً جداً في تناول الدواء، لأنه سوف يستشعر قيمة العلاج وقيمة الصحة.
حينما نقوم مع هذا الأخ بنوع من التواصل الطيب والتودد وحسن معاملته يمكن إقناعه بتناول أحد الأدوية، والتي منها عقار يعرف باسم (رزبريدون) – على سبيل المثال – بجرعة حبة واحدة – اثنين مليجرام – ليلاً، ثم بعد ذلك يعطى أربعة مليجرام ليلاً، وهذا علاج جيد ومفيد جدّاً.
بالطبع المرضى الذين يرفضون أو لا يتعاونون مع الأدوية، يمكن إعطاؤهم الدواء في شكل إبر أو حقن تعطى مرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو كل شهر، حسب شدة الحالة ونوع الحقن.
إذن: الذي أنصح به هو أن يتم علاج هذا الأخ حتى نكون أكثر اطمئناناً، وحتى يعيش حياة سعيدة، ولا يسبب لنفسه إزعاجاً أو للآخرين.
قد سألت بأنه هل يحاول الانتحار مرة ثانية؟ فهذا جائز جدّاً، وكما ذكرت لك بأن عشرين بالمائة من مرضى الفصام ربما يقدمون على ذلك، أو ربما يقومون بالاعتداء على الآخرين.
أعتقد أن ترك زوجته لا شك أنه سوف يؤثر سلباً عليه، فإن هذا الرجل لا شك أنه في حاجة لمن يرعاه أو على الأقل يشرف على علاجه، فأرى أن تحاولي إقناع زوجته بأن ترجع إليه وأن تشرف على علاجه، وهي - إن شاء الله تعالى – مأجورة على ذلك، فهذه هي الوسيلة الأفضل وهذا هو الذي سوف يساعد هذا الأخ وأسرته.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً على اهتمامك به.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 285,146 | 2008-07-16 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
خوف ورغبة في العزلة | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حالة فصام خاصة بالعزلة، ويتجلى ذلك في عدم القدرة على التعبير والمواجهة منذ صغري ولمدة ثلاث وعشرين سنة، وبعدها تلقيت العلاج وهو دوجماتيل وتفرانيل لمدة تزيد عن ستة أشهر، وقد تغير حالي كلياً وأصبحت إنساناً مختلفاً، ولكن مع الوقت عادت الحالة أسوأ مما كانت عند ترك الدواء.
والآن أقوم بإعادة أخذ الدواء من فترة لأخرى على أمل أن تتحسن الحالة، ولكن لا يوجد تحسن يذكر بل شعور بالتعب المستمر والإرهاق وعدم القدرة على التركيز والخوف والرغبة في العزلة، فما هو الدواء المناسب لي حالياً؟
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوصف الذي ورد في رسالتك ونوعية الأدوية التي تتناولها لا تدل أنك مصاب بحالة من الفصام، فالفصام هو مرض عقلي رئيسي وهذا لا ينطبق على حالتك.
أنت تعاني من نوع من القلق أو الخوف الاجتماعي، ولك أيضاً درجة ثانوية من الاكتئاب النفسي، ويبدأ العلاج بالتفكير الإيجابي، فانظر إلى الأشياء الجميلة والأمور الإيجابية التي حدثت لك في حياتك وسوف تجد أنها كثيرة، فأنت الآن لديك عمل وإن شاء الله تكون لك أسرة، فهذه كلها أشياء عظيمة وإيجابية حين يسعى الإنسان لتعزيزها وتقويتها تساعد كثيراً في علاج هذه العزلة.
وعليك أن تضع برامج يومية، فلا بد أن تكون لك برامج يومية من أجل التواصل، سواء في محيط العمل أو مع الأصدقاء والزملاء، فلا بد أن يكون لك حضور وتناقشهم في المواضيع التي تطرح أو بادر بطرح مواضيع من عندك، ولا بد أن يكون لك الحضور والتواجد في مثل هذه المواقف، فهذه وسيلة علاجية مهمة جدّاً.
وخارج ساعات دوام العمل لا بد أن تضع لك برامج يومية أو شبه يومية لزيارة الأصدقاء والأقارب والتواصل مع الأرحام والذهاب إلى المناسبات الاجتماعية، وهذا كله يزيد من رصيد الإنسان النفسي ويرفع كفاءته ومقدراته النفسية مما يجعله يقاوم هذا النوع من الانعزال.
وعليك أيضاً بأن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، فهذه وسيلة علاجية ممتازة، واذهب إلى حلقات التلاوة في أحد المساجد، فهذه أيضاً تؤدي إلى التفاعل والالتقاء بالخيرين والصالحين، وهذا يبعث على الطمأنينة وإراحة النفس وإزالة الخوف والقلق والاكتئاب.
ويأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والأدوية التي كنت تتناولها أدوية جيدة ولكن توجد الآن أدوية أكثر فعالية، ومن أفضل الأدوية التي أنصحك باستعمالها عقار يعرف باسم (زولفت) ويسمى أحياناً بـ(لسترال) وهو موجود ومتوفر في المملكة العربية السعودية، فأرجو أن تبدأ بتناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة خمسين مليجراماً يومياً، ويفضل أن تتناوله ليلاً بعد تناول الطعام، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى حبتين - مائة مليجراما - في اليوم، ويمكن أن تتناولها حبة صباحاً وحبة مساءً أو يمكنك أن تتناول الحبتين معاً في فترة المساء.
واستمر على هذا الدواء لمدة ستة أشهر (وهذه تعتبر هي الجرعة العلاجية) ثم بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية وهي حبة واحدة في اليوم، وأعتقد أنك ربما تكون محتاجاً لهذه الجرعة الوقائية لمدة سنتين، وهذه المدة ليست طويلة أبداً.
فحاول أن تطبق التمارين السلوكية السابقة الذكر وأن تتناول هذا الدواء وهو من الأدوية الطيبة والمفيدة ويتفوق على التفرانيل والدوجماتيل في ميزات وخصائص كثيرة، وهذا هو ما أود أن أنصحك به وأرجو الالتزام به.
ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج الرهاب سلوكياً في الاستشارات التالية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538)، وعدم القدرة على التعبير: (267560 - 267075 - 257722) وقلة الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).
نسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 284,696 | 2008-06-30 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ممارسة مهنة طب الأسنان لمريض الانفصام، ما رأيكم؟ | السلام عليكم
هل لمن عنده انفصام ذهاني له أن يعمل كطبيب أسنان عام؟ وإذا كان لا، ففي أي تخصص من تخصصات طب الأسنان يستطيع العمل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي أشكرك كثيراً على هذا السؤال، وهو سؤال جيد.
بالطبع هذا الموضوع قد أثير من عدة جهات، وهنالك اختلافات كثيرة في وجهات النظر، هل يستطيع الإنسان الذي يعاني من مرض الفصام الذهاني أن يمارس مهنة الطب أو مهنة التمريض؟
اختلفت الآراء كثيراً، ولكن الشيء الذي تم الإجماع حوله بصورة شبه كاملة هو أن الإنسان إذا كان لا يعاني من أعراض نشطة للمرض فلا مانع مطلقاً أن يعمل كطبيب، ولكن إذا كانت هنالك أعراض نشطة لهذا الشخص فلا يصلح أن يعمل طبيباً في الأصل؛ لأن الطب مسئولية قانونية ومسئولية أخلاقية، ويمكن أن يكون الطبيب المريض إنساناً ممتازاً وصاحب خلق، وصاحب معرفة، ولكن ربما تحدث له نوع من التهيؤات ومن الأفكار التي ربما تعيق أداءه أو توجهه أو معاملته لمريضه، وهنا بالطبع سوف تأتي المسئولية.
أعرف أن منظمات أو شركات التأمين على الأطباء في الدول الغربية لا تقوم بإعطاء تأمين للطبيب الذي يعاني من مرض عقلي كمرض الفصام، وفي منطقتنا أعرف من يعاني من هذا المرض، وأنهم يعملون بصورة معقولة جداً، وأعتقد بالنسبة لهذا الأخ -شفاه الله- من الأفضل أن يعمل في طب الأسنان العام إذا كان يرى أن ذلك هو الأنسب، ولا أعتقد أن هنالك ما يمنعه من القيام بتخصصات على أن يبتعد من التخصصات الجراحية في الأسنان؛ لأن الجراحة تتطلب الكثير من التركيز، وهنالك مسئولية طبية أضخم، لا شك إذا حدث أي شيء حتى ولو كان أمراً عارضاً دائماً فسوف تكون هنالك آلام على الطبيب، وأنه مريض؛ ولذا قام بهذا الخطأ أو حدثت هذه الآثار الجانبية من الجراحة التي قام بإجرائها وهكذا؛ لذا أنا شخصياً لا أنصح مطلقاً بأن يتخصص طبيب الأسنان في التخصصات الجراحية ما دام يعاني من مرض الفصام.
وأعتقد أن تقويم الأسنان ربما يكون هو التخصص المعقول جداً، وبالطبع الرغبة تلعب دورا.
الشيء المهم جداً والذي أود أن أركز عليه هو أن تناول العلاج والالتزام بالدواء ضروري -والحمد لله- وبفضل الله تعالى توجد أدوية فعالة جداً تجعل حتى الطبيب يمارس مهنته وهو يعاني من هذا المرض ما دام يتناول أدويته بصورة منتظمة وصحيحة، وسوف يظل المرض -إن شاء الله- خامداً، ولن تظهر أي أعراض على الإنسان، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية بقدر المستطاع.
وهنالك أمر أرجو أن تعرفه: أن مرض الفصام ليس بمرض واحد، هنالك عدة أمراض تسمى بالأمراض الفصامية، وفي كثير من الحالات ليس المهم الأعراض، ولكن المهم الأثر الذي يتركه المرض على شخصية الإنسان، وهذه الأمراض في بعض الحالات قد تدهور الشخصية، وقد تجعل الإنسان لا يتواصل بصورة جيدة أو لا يهتم بمظهره وبنفسه وهكذا، ولكن هنالك من تظل شخصياتهم متماسكة وقوية وفعالة، وهذا أعتقد أنه أمر مهم جداً إذا كانت الشخصية لا زالت متماسكة ولم تتفتت، ولم تتخلخل، هذا بالطبع يساعد أيضاً في أن يمارس الإنسان مهنته إذا كانت طبا أو خلافه.
الشيء الآخر أعتقد أنه مهم، وهو المسئولية الأخلاقية، فعلى الإنسان إذا كان يعاني من هذه الأمراض أن يقيم نفسه أيضاً، خاصة حين يكون في حالة عقلية وذهانية، هل يستطيع أن يمارس هذه المهنة؟ هل يستطيع أن يقدم للناس ما يفيدهم؟ هل يستطيع أن يتحمل المسئولية؟ ولا مانع أن يناقش الإنسان الطبيب المعالج، وأنا -بفضل الله تعالى- اتصل بي الكثير من الإخوة من تخصصات مختلفة، ويعانون من هذه الأمراض، الذهان، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهي الأمراض الرئيسية -وإن شاء الله- نسدي لهم النصيحة دائماً فيما نستطيع، ولابد أن يكون هنالك توازن ما بين مصلحة المريض نفسه، وما بين مصلحة الآخرين، ومصلحة العمل، فأعتقد أن التحاور مع الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات يمثل ركيزة أساسية للإرشاد النفسي الفعال.
وبالله التوفيق والسداد.
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم ــ أخصائي أمراض نفسية ـ ويليها إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي.
_____________________________________________
فهذا سؤال مهم غاية الأهمية، فإن مسئولية معالجة المريض وبعبارة أخرى مهنة الطب مهنة حساسة لها آثارها، والأخطاء فيها لها حسابها حتى ولو كانت أخطاءً قد تتعلق بأضرار ليست بالشديدة على المريض المعالج، ولكن بالجملة فإن المريض لا يذهب إلى الطبيب إلا وهو يريد أن يعالج نفسه.
وبعبارة أخرى: أن يخرج من حال المرض إلى حال الشفاء، ولا ريب أن إيصال الضرر إلى الناس هو من الأمور المنهي عنها كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) أخرجه أحمد في المسند، (لا ضرر) أي: فلا يحل للإنسان أن يضر نفسه، (ولا ضرار) أي: فلا يحل له أن يضر غيره، وإذا كان الإنسان قد حُرم عليه أن يضر نفسه فمن باب أولى قد حرم عليه أن يضر غيره.
فهذه المقدمة تعين على تقرير الحكم الشرعي في هذه المسألة الدقيقة، وهي تحتاج إلى عدة مقدمات تعين على الوصول إلى المقصود -بإذن الله عز وجل- فأصل ذلك أن مهنة الطب كسائر المهن التي لا بد من أن يكون صاحبها متقناً إياها -وهذا أمر مسلَّمٌ لنظركم الكريم- وفوق ذلك لا بد أن يكون لدى الطبيب الاستعداد الذي يجعله محافظاً على ما لديه من إتقان عند مباشرة معالجة المريض، وهذا الاستعداد هو الذي قد يُخِلُّ به حصول بعض الأمراض للطبيب، فجميع الذهانات العقلية تؤدي إلى اضطراب نفسيٍ -كما هو معلوم- ولكن قد لا يكون هذا الاضطراب سبباً في أن تختل قدرة الطبيب المعالج علاج مريضه بالصورة السليمة المطلوبة، وهذا يُشرح بالمقدمة الثانية وهي:
أن المرض الذهاني -كما لا يخفى على نظرك الكريم- يُصنف من ضمن الأمراض العقلية، وهو ليس راجعاً إلى أسبابٍ عضوية في الغالب، وإنما هو راجع إلى خلل في الوظيفة التي يؤديها الجهاز العصبي مع سلامته عضوياً، وهذا مرجعه في الأصل إلى أمور نفسية وقعت للإنسان فأدى إلى حصول المرض الذهاني.
وهذا نفسه يبين أن الاستعداد الأصلي من الناحية العضوية موجود، فلم يبق إلا الاستعداد النفسي والعقلي لأداء المهام المطلوبة، وهذا يحتاج إلى النظر في الآثار التي تظهر عند حصول هذا الاضطراب للطبيب المعالج المصاب بأحد الذهانات العقلية، فإن كان المرض الذي لديه يؤدي إلى اضطرابه وعدم إمكان أن يعالج مريضه بالصورة السليمة نظراً لحدة الأعراض التي تظهر عليه وآثارها؛ فهذا حينئذ يُمنع شرعاً من أن يُعالج المريض، لأنه سيتسبب في ضرره، وأقل الأحوال أن يكون إيصال الضر إلى المريض غالباً وليس يسيراً، وقاعدة الشرع أنها مبنية على جلب المصالح وتكميلها ودفع المفاسد وتقليلها، وهذا يُشرح أيضاً بطريقة أخرى، وهي في المقدمة الثالثة وهي:
أن الطبيب متى ما لمس من نفسه أنه قادر على الأداء السليم، وقاس ذلك أثناء حدوث النوبات التي قد تصيبه، أو الأعراض التي قد تظهر عليه في حالة الاضطراب الوجداني مثلاً؛ فحينئذ إن وجد من نفسه أنه قادر على أداء عمله على الطريقة السليمة، وثبت أنه لا ضرر أبداً من وجود الأعراض لديه مع ممارسة عمله؛ فلا حرج عليه في أن يمارس مهنته بصورة عادية، وأن يعالج المريض، وأن يأخذ الأجر عليه أيضاً.
وأما إن ثبت أنه يضطرب اضطراباً يجعله فاقد التركيز أو ضعيفا، وربما أدى إلى عدم إتقان علاجه أو إيصال الضرر للمريض؛ فإنه يحرم عليه شرعاً أن يكون في هذه الحالة معالجاً للمريض، لأنه قد يتسبب في ضره، وقد قدمنا القاعدة العظيمة في هذا، والذي بيَّنتها هذه الشريعة الكاملة.
فالمهنة الطبية هي مسئولية شرعية في المقام الأول؛ ولذلك فإن الطبيب لو أنه قد عالج مريضاً وهو في حالة مرضية لا تسمح بأن يؤدي عمله على الوجه السليم فإنه يؤاخذ شرعاً من ناحية الإثم، ويؤاخذ شرعاً من ناحية الاستحقاقات المادية التي للمريض أن يطالب بها عوضاً عمَّا تسبب له من ضرر معتبر في الشرع.
فثبت بهذا أن الأمر لا يقاس بمقياس واحد؛ لأن الذهانات العقلية كثيرة وعديدة، ومع كثرتها وتعددها فإنها ليست على درجة واحدة، فإن المريض قد يُصنف أنه مريض بأحد الذهانات العقلية مثلاً كالاضطراب الثنائي القطبية على سبيل المثال، ومع هذا فقد تجد أن بعض الحالات أهون بكثير من بعض الحالات الأخرى، بل إن بعض الأمراض قد يُشتبه في تصنيفها هل هي من الذهانات العقلية أم أنها مصنفة من الأمراض النفسية التي لم تصل إلى درجة الذهان؟
وهذا أيضاً يحتاج إشارة إلى أن الأمراض النفسية نفسها قد تصل إلى حالة حادة في بعض الأحيان فتؤثر على أداء الطبيب، فإن المرض بالقلق الشديد والمخاوف التوقعية (الرّهاب)، أو الوساوس الشديدة قد تصل بالإنسان إلى إضعاف تركيزه وإلى التأثير على إتقانه لعمله، وربما حصل له شيء من الاضطراب الذي يؤدي إلى الخلل في أثناء قيامه بوظيفته.
فالأمر ليس خاصاً بمرضى الذهانات العقلية، بل قد يكون منسحباً أيضاً على الأمراض النفسية التي قد تصل إلى حالة من الشدة المعتبرة، بل إن مما يفيدك في هذا أن تعلم أن أنواعاً من الذهان إنما تكون أصلاً في بدايتها أنواعاً من الاضطراب النفسي، فالاضطراب الثنائي القطب ما هو إلا حالة متقدمة جدّاً من الاكتئاب؛ ولذلك فإن من أسمائه أيضاً (الهوس الاكتئابي)، وكذلك الوساوس التي قد تصل إلى درجة الإطباق فإنها قد تصل إلى درجة الذهان، وهذا أمر يحتاج إلى مزيد من الإيضاح، ولا يحتمله مثل هذا الجواب، وقد عرفت بذلك التفصيل فيه.
نسأل الله -عز وجل- لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يزيدك من فضله، وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته، وأن يشفي مريضكم.
وبالله التوفيق.
--------------
انتهت إجابة الشيخ الهنداوي يليها تعليق طبيب الأسنان الدكتور/ ماهر البرديني:
إن من أهم الأمور التي يجب أن يتصف بها الطبيب عامة، وطبيب الأسنان خاصة:
1- الأخلاق الحميدة، والقدرة على علاج المرض نفسياً حتى يتهيأ للعلاج المناسب.
2- تحمل المسئولية كطبيب أمام الله -عز وجل-، والتركيز والإخلاص في العمل.
3- القدرة على تحمل أعباء العمل؛ حيث إن طبيب الأسنان يعمل بتركيز ذهني بالمخ، وعملي باليد، وتركيز بالعينين، مع انحناء الظهر لوقت طويل.
4- القدرة على التدخل الجراحي حتى لو كان طبيب أسنان عام فلابد من خلع الأسنان، وقد يحدث نزيف أو كسر الجذور داخل العظم أو فتح الخراج.
5- القدرة على التصرف السريع في الحالات الطارئة مثل النزيف أو الإغماء.
هذه بعض الصفات الأساسية التي يجب أن يتصف بها طبيب الأسنان.
فإذا كان -الأخ الكريم- المصاب بانفصام الشخصية لا يعاني من تغير شديد في الشخصية كتغير المزاج، وعدم القدرة على التحكم بالنفس، وفقد الأعصاب؛ فلا مانع من أن يمارس مهنة طب الأسنان، وإن كانت حالته خفيفة فتخصص التقويم هو الأنسب؛ لأنه لا يتدخل بالجراحة، فيمكنه أن يحول المريض لطبيب جراح إن أراد، والتخصص يرجع لرغبة الشخص، وإن كان يعاني من تغير شديد فلا أنصحه بممارسة هذه المهنة.
وقد يحدد قدرة -الأخ الكريم- على ممارسة هذه المهنة بدقة أكبر هو الطبيب المعالج له، فأنصحكم بمراجعته والأخذ بنصحه.
نسأل الله لك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. | د. ماهر توفيق البرديني | 281,180 | 2008-03-31 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الأمراض النفسية الظنانية وعلاجها | بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
والدتي عمرها 55 عاماً، وتعاني من أمراض السكر والضغط والسمنة، لا تعمل، مطلقة منذ فترة طويلة، وقامت بتربيتي أنا وأخي وحدها بدون مساعدة من أبي.
المشكلة الآن أنها تعتقد أن هناك كاميرات مراقبة وأجهزة تصنت في بيتها، وأن الجيران هم الذين وضعوها، وأن كل البرامج التي تقدم في التلفزيون تتحدث عنها.
بدأت الأعراض منذ سنتين، كانت تعتقد أن هناك أشياء تسرق من البيت، ثم بدأت تعتقد أن الناس يتحدثون عنها بالسوء، وكنا نصدقها ونتناقش معها لأن كلامها كان يبدو منطقياً، ثم تدهورت الحالة منذ 6 أشهر.
حاولنا أن نعرضها على طبيب ولكنها ترفض تماماً.
هل يمكن تشخيص الحالة بدون الذهاب للطبيب؟
هل هناك أدوية لحالتها وما هي؟ وهل ستشفى أم يجب تناول الأدوية طوال حياتها؟
ماذا نفعل إذا رفضت تناول الدواء؛ هل نرغمها عليه أو نضيفه إلى الطعام؟
هل هناك خطر على حياتها أو حياة الآخرين؟
كيف نتعامل معها أثناء العلاج؟
ملاحظة: هي حالياً تتناول هذه الأدوية لعلاج السكر والضغط:
أنسولين - اميريل 3 مجم - زيستريل 10 مجم
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوالدة شفاها الله تعاني من حالة عقلية (ذهانية) معروفة بالنسبة لنا تعرف بمرض الفصام الباروني أو الفصام الظناني، وهو من الأمراض العقلية الرئيسية، ولكنه يستجيب للعلاج بدرجة كبيرة بفضل الله تعالى.
هنالك أدوية كثيرة تفيد في هذه الحالة، ولكنها تتطلب الالتزام والمواصلة، وإذا رفضت تناولها لا مانع بأن توضع لها في الطعام، حيث إنه في ذلك جلب للمصلحة ودرء للضرر.
من الأدوية الفعالة عقار يعرف باسم رزبيريدون Risperidone، وجرعة البداية هي 2 مليجرام ليلاً ترفع بعد أسبوعين إلى أربعة مليجرام ليلاً.
في بعض الحالات قد يحتاج المريض لجرعة أكبر قد تصل إلى 6 أو 8 مليجرام ليلا، وإذا احتاج المريض لمثل هذه الجرعة لابد أن نضيف له عقار يعرف باسم ارتين Artane بجرعة 5 مليجرام يومياً، حيث أن هذا الدواء يمنع الآثار الجانبية التي قد تنشأ من الجرعات الكبيرة نسبياً للرزبيريدون.
في بعض الحالات النادرة قد يؤدي الرزبيريدون إلى رفع مستوى السكر قليلاً في الدم، وبما أن الوالدة مصابة بمرض السكر، فأرجو ملاحظة ذلك، وكل المطلوب مراقبة فحص السكر، حيث إن هذا التغير هو نادر الحدوث.
توجد أدوية أخرى مثل عقار يعرف باسم استلزين، هو عقار فعال ولكن قد يسبب بعض الآثار الجانبية الأخرى.
الوالدة تحتاج للعلاج لمدة ثلاث سنوات على الأقل، وربما تطول المدة أكثر من ذلك، ولكن هذه الأدوية بفضل الله تعالى هي سليمة جداً وفعالة، فأرجو الحرص في إعطائها الدواء، ولكم أجر بإذن الله تعالى.
أرجو عدم مناقشتها في أفكارها الظنانية، فقط المطلوب هو محاولة طمأنتها والطلب منها أن تتجاهلها دون أن نتهمها أو نقول لها إنها متوهمة، حيث إن ذلك يؤدي إلى تثبيت وتقوية الأفكار الظنانية البارونية.
بالطبع يجب أن تحرص وتنتظم على علاج السكر والضغط، وتساعد أيضاً في تخفيف وزنها، وذلك بتحديد نوعية الطعام المناسب، وتشجيعها على الإكثار من المشي.
وبالله التوفيق.
-----------------------------
انتهت إجابة الدكتور ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارة التالية، والتي تتناول علاج الذهان سلوكياً : (276210).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | د. محمد عبد العليم | 276,269 | 2008-01-10 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
العلاقة بين ارتخاء الشريان الميترالي ونوبات الهرع | بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما بعد فأرجو الرد علي أثابكم الله..
أولاً: مشكلتي بدأت عام 2001 عندما شخصت حالتي من قبل أطباء القلب على أنها Mvp ارتخاء في الصمام الميترالي، ثم طلبوا مني أن أعمل قسطرة تشخيصية للشريان التاجي لوجود نغزة في القلب، والحمد لله كانت سليمة، المشكلة في الإحساس أثناء عمل القسطرة، أحسست بالموت، وزيادة ضربات القلب، وضيق في النفس، وبعد القسطرة أخذ هذا الشعور يتزايد معي، مع ارتفاع مفاجئ في الضغط، والهبوط مرة أخرى، وبرودة في الأطراف، وما تم تشخيصه على أنه (Panic attaic) نوبات من الخوف بعد 8 شهور من التنقل بين الأطباء والمستشفيات والطبيب النفسي كتب لي اندرال 10 مرتين زاناكس لمدة 3 شهور، وتم إيقافه، وموتيفال مرتين وتحسنت حالتي والحمد لله وقلت النوبات إلى عام 2006 في شهر 3 وبعد مشكلة كبيرة عندي في البيت انتكست حالتي وأصبت بحالة من عسر المزاج، ووسواس في رأسي، واستمرار التفكير طوال اليوم في كل شيء، الشغل، البيت، أخواتي، تكرار الأغاني وبعض الكلمات في رأسي دون توقف مما أثر على حالتي المزاجية، وعندي خوف من الفصام والجنون، ودخول المستشفى بالجنون.
ودخلت النت للاستفسار عن الأمراض النفسية فزاد الطين بلة، وقرأت عن أمراض الفصام من النت ووجدت أنها تأتي عن طريق العقل الباطن، وأخاف جداً، وأعرف أنه وسواس داخلي، وأريد التخلص من تلك الوساوس للأبد، ولا أعرف ما سبب تلك الوساوس والمخاوف؟
علماً بأنني آخذ زيروكسات نصف حبة، وزولام نصف حبة، فأرجو الإفادة بسرعة بالتشخيص والعلاج، علماً بأن زواجي بعد شهرين -إن شاء الله- ولم أخبر خطيبتي بما أعانيه.
علماً بأن نوبات الخوف من زيادة ضربات القلب تأتي إذا تعرضت لضغط نفسي.
والسلام عليكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Sameh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً.
فهنالك علاقة وثيقة بين ارتخاء الشريان الميترالي ونوبات الهرع، وبالطبع هذه النوبات التي تحدث لك هي ناتجة من القلق المصحوب بالمخاوف ودرجة بسيطة من الوساوس، نصيحتي لك هي أن تحاول أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع، وأن أؤكد لك أنها غير خطيرة، بالرغم مما تسببه لك من إزعاج، فأرجو أن أزف لك البشرى أيضاً أن أعراضك لا علاقة لها مطلقاً بمرض الفصام، والذي هو من الأمراض العقلية التي لا يصعب تشخيصها على الطبيب المقتدر.
والزيروكسات يعتبر دواء فعالاً جداً، ولكن لابد أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة حتى تتحصل على الفائدة العلاجية -بإذن الله تعالى- وهنالك دواء آخر يعرف باسم فلونكسول، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف مليجرام صباحاً (مع السحور) حيث أنه من الأدوية المزيلة للقلق، وهو يدعم الزيروكسات بصورة واضحة، مدة العلاج على الدوائين هي ستة شهور على الأقل، وأنصحك -أخي- أن لا تكثر من استعمال الزولام؛ حيث أنه ربما يسبب التعود أو الإدمان.
ويمكنك أن تخففه إلى ربع مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم ربع مليجرام يوماً بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عنه.
أرجو أن تطمئن -يا أخي- وأن لا تتردد كثيراً على الأطباء.
أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 272,903 | 2007-09-30 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
التسارع في دقات القلب وعلاقته بتعاطي الأدوية النفسية | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعاني من مرض الفصام، وأتناول زبركسا 10 ملجم منذ فترة طويلة، وفي الفترة الأخيرة أصابتني وساوس قهرية فأخذت علاجاً لذلك، ولكني لاحظت أن دقات قلبي أصبحت سريعة، فهل السبراليكس هو الدواء الفعال لها؟ وإذا لم يكن كذلك فما هو العلاج السليم؟!
ولكم خالص الشكر والتحية. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والصحة، وبالنسبة لتسارع ضربات القلب فهذا قد يحدث نسبةً للآثار الجانبية لمعظم الأدوية النفسية، خاصةً الأدوية المضادة للاكتئاب، وبالطبع منها السبراليكس، كما أن الزبركسا أيضاً قد يؤدي إلى تسارع بسيط في ضربات القلب، هذا يحدث غالباً مع بداية العلاج، ولكنه قد يحدث في أي وقت أو خلال الفترة التي يكون الإنسان فيها يتناول هذه الأدوية.
وأنا أرجح تماماً أن السبب في هذا التسارع في ضربات القلب ناتج في الغالب عن الأدوية التي تتناولها، وأرجو أن أؤكد لك تماماً أن ذلك أمراً فيزيولوجيا طبيعياً يحدث لقلة قليلة من الناس ولا يعتبر مرضاً.
ونحن في الغالب ننصح بأن يستمر الإنسان على نفس علاجه إلا إذا كانت هذه الضربات أصبحت مزعجة أو أصبحت أكثر من 100 ضربة في الدقيقة في وقت الراحة، إذا كانت وصلت لهذا العدد فعند ذلك ننصح بتغيير الدواء إلى دواء آخر، وأرجو أن لا تكون حساساً حيال هذه المعلومات، وتبدأ في قياس ضربات قلبك في أوقاتٍ متقاربة.
الكثير من الناس قد يحسون بالقلق نتيجة هذه الضربات، ويبدؤون في قياسها، والتأكد من عددها في أوقات متكررة، وهذا في نظري يؤدي أيضاً إلى القلق والتوتر، وربما شيء من التوهم المرضي، وأرى أنها حالة فيزيولوجية طبيعية.
وهناك بالطبع أسباب أخرى قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب، منها النشاط الزائد للغدة الدرقية، وكذلك ضعف الدم العام.
إذن، سوف يكون من الأفضل ومن الحكمة أن تقوم بإجراء فحص للغدة الدرقية، وكذلك تتأكد من مستوى الهموجلوبين لديك - أي قوة الدم -، وبالطبع هذه يمكن أن يقوم بإجرائها أي طبيب، وحين تقابل الطبيب يمكن أيضاً أن تتأكد من ضربات القلب ونوعها وهي منتظمة أم لا؟ فهذه مجرد ملاحظات طبية عامة.
وبالنسبة لفعالية الدواء، أنا أعتقد أنك تقصد فعالية السبراليكس في علاج الوساوس القهرية، والوساوس القهرية تعالج عن طريق السبراليكس، وهو دواء جيد وفعال جداً، ولكن الجرعة المطلوبة يجب أن تكون 20 مليجرام، وليس 10 مليجرام.
وفي بعض الأحيان تختلط الأعراض الوسواسية مع أعراض الفصام، ويكون هناك نوع من التداخل بين الاثنين، والأطباء المختصين لديهم القدرة في التفريق بين الاثنين، وعموماً هذه الوساوس إن شاء الله سوف يقضى عليها بسرعة، فالوساوس تأتي وتذهب.
وعليك بتناول الدواء، وعليك أيضاً بتحقيرها، ومقاومتها، وعدم الانصياع لها أو اتباعها، فهذه إحدى وسائل العلاج السلوكية المهمة جداً.
وأما الزبركسا فإنه يعتبر دواء مهما وأساسياً جداً لعلاج الفصام، ولكني أرى من طبيعة رسالتك أنك الحمد لله قد استجبت بصورةٍ جيدة لهذا الدواء، فأرجو أن تواصل العلاج، وأن تتبع بقدر المستطاع الإرشادات التي وردت في هذه الرسالة.
وهناك شيء أرجو أن أضيفه، وهو إذا كانت هذه الضربات متسارعة ومزعجة بالنسبة لك بعد أن يطمئن الطبيب بنوعها، أي بعد اكتمال الفحوصات لا مانع أن تتناول إندرال، فتناوله بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساءً، وأنا على ثقة أن هذه الضربات سوف ترجع إلى طبيعتها، فاستمر على الإندرال لمدة أسبوعين، ثم خفضه إلى حبة واحدة لمدة أسبوع، ثم يمكنك التوقف عنه، ولكن لا مانع من الرجوع إليه عند اللزوم، فهذه مجرد إضافة رأيت أنها سوف تساعدك إذا تطلب الأمر.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 269,434 | 2007-06-12 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
النظريات الثلاث المسببة لكثرة النوم وعلاجها | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت أن أعرف ما هي أسباب زيادة عدد ساعات النوم عن معدلها الطبيعي؟ وما هو العلاج المستخدم في هذه الحالة؟ بحثت عن المرض باسم (Hypersomnia) فوجدت أنواعاً كثيرة مثل: (Narcolepsi , catalepsi , chronic fatique syndrome (cfs) فأريد شرحاً عن كل مرض منهم، وكذلك العلاج المستخدم في هذه الحالات مثل (مودافينيل Modafinil) أو (Provigil) فوائده وأضراره؟ والعلاج باستخدام أجهزة (Light box) هل ينفع؟ كذلك بالنسبة للتحاليل اللازمة لذلك بماذا تنصحوني؟
وأردت أن أعرف عن مرض الفصام ما هو حقيقته ؟ وهل يختلف من شخص لآخر؟ وهل هو بنفس الدرجة عند كل شخص؟ وما هي أنواعه وأعراضه؟ أريد كذلك أن تنصحونني بكتب معينة في الطب النفسي أقرؤها كي أزيد من ثقافتي في هذا الجانب.
جزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هنالك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة النوم، وكما ذكرت أنت تسمى (Hypersomnia)، وهذه الحالة قد تنتج عدة أسباب والأسباب المعروفة والأكثر شيوعاً هي عجز الغدة الدرقية، فالأشخاص الذين يعانون من عجز في إفراز الغدة الدرقية يكون لديهم ميل للإكثار من النوم، كما أن هنالك نوعاً من الاكتئاب النفسي يصيب الكثير من الناس الذين يعيشون في القطب الشمالي؛ وذلك لعدم تعرضهم لأشعة الشمس لفترات طويلة، هذا النوع من الاكتئاب يكثر فيه النوم، علماً أن معظم أمراض الاكتئاب تتسم بقلة النوم، وهنالك حالات أخرى تؤدي إلى اضطراب في النوم وربما كثرته، ومنها ما ذكرته أنت علة أو متلازمة (Narcolepsy) والأخرى هي: (Cataplexy) أو علة تعب مزمن (Chronic fatigue syndrome).
فإذا تحدثنا عن متلازمة (Narcolepsy) هي نوع من النوبات النوم الذي لا يستطيع الشخص أن يقاومه مهما كانت الظروف، فنشاهد هؤلاء الناس تأتيهم غفوة وفترة من النوم حين يكونون جالسين مع الآخرين أو حين ينتظرون في الإشارات الضوئية... وهكذا.
وهذا النوع من اضطراب النوم لا يُعرف أسبابه، لكن هنالك عدة نظريات أهمها أنه ربما يكون هنالك جانب وراثيّ، أو يكون ناتجاً عن بعض الاضطراب الكيميائي الذي يخص الموصلات العصبية.
والمرض أو الحالة الرديفة له – أي (Narcolepsy) - هي (Cataplexy) الذي هو قريباً جدّاً من متلازمة (Narcolepsy) ولكنها تتميز بنوبات نوم، كما أن الإنسان قد يصاب بانهيار تام ومؤقت في عضلات الجسم ويسقط أرضاً، وهو مرتبط في حالات كثيرة بالقلق والتوتر والضغوط النفسية، ولا تعرف أسبابه أيضاً، ولكن الجوانب الوراثية موجودة في هذه العلة.
أما بالنسبة للاضطراب التعب المزمن أو ما يعرف (Chronic fatigue syndrome) فهو غير معروف الأسباب أيضاً، ولكن هنالك نظريات ربما يكون ناتجاً عن نوع من إصابات الفيروسات أو ربما يكون ناتجاً عن اضطرابات في الغدد أو ربما يكون ناتجاً عن اكتئاب نفسي.
هذه هي النظريات الثلاث، ويتصف هذا المرض بوجود إجهاد وفتور وفقدان الطاقات الجسدية بصورة مستمرة، وآلام في العضلات، وضعف في التركيز، وربما عسر في المزاج.
أما بالنسبة لطرق العلاج، فبالنسبة لاضطراب التعب المزمن (Chronic fatigue syndrome) فهو يعالج عن طريق مضادات الاكتئاب وممارسة الرياضة التدريجية وتنظيم النوم.
وبالنسبة للـ (Narcolepsy) ففي السابق كانت تعالج عن طريق بعض الأدوية من فصيلة (الأنفتامينات)، ولكن هذه الأدوية وجد أنها تسبب الإدمان والتعود وفقدان الشهية، وربما أيضاً تؤدي إلى اضطراب عقلي، ولا ينصح الآن باستعمالها، والدواء الذي ينصح باستعماله الآن هو: (Modfinil) والذي ذكرته أنت في رسالتك، وهو دواء جيد وفعّال وقليل الآثار الجانبية، فقط ربما يسبب غثيان أو صداعاً بسيطاً، وهنالك دراسات تشير إلى أنه ربما يؤدي إلى نوع من التعود البسيط، ولكن ليس بمستوى أدوية فصيلة (الأنفتامينات).
أما (Provigil) فهو يعمل على تنشيط مادة الدوبامين وربما يسبب بعض الصداع البسيط، وفعاليته ليست بمستوى فعالية (Modfinil)، وأحدث دواء لعلاج (Narcolepsy) هو العقار الذي يعرف باسم (صوديوم أوكس بيت Sodium ox bate ) ويسمى تجاريّاً باسم (إكسرين Xyren) وهو أحدث لعلاج هذه الحالة (Narcolepsy) وهو قليل الآثار الجانبية ويعتبر هو الأنجع والأفضل.
وهنالك وسائل أخرى في علاج (Narcolepsy) وهي أن تكون هنالك فترات للنوم منظمة، فالأشخاص الذين يعانون من هذه العلة أعرف تماماً في بريطانيا في المنطقة التي تدربت فيها كان يُسمح لهم الذهاب – حتى في أثناء العمل – للاستراحة في غرفة لفترة ربع ساعة، وهذا يحدث كل ساعتين، وهذه واحدة من الطرق التي تساعد هؤلاء الأشخاص.
أما بالنسبة للـ (Cataplexy) فهي تعالج عن طريق مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل (الطفرانيل وأنفرانيل)، فهذه الأدوية تساعد بشكل جيد في علاج هذه الحالة وهي قليلة الآثار الجانبية ولا تسبب ضرراً، فقط ربما زيادة بسيطة في الوزن، وكذلك الشعور بالجفاف والتعرق، وربما إمساك في الأيام الأولى للعلاج.
أما بالنسبة لطريقة العلاج عن طريق (ليت بوكس Light box) فهذا هو العلاج عن طريق الضوء، والعلاج عن طريق الضوء – كما ذكرت لك – يوجد نوع من الاكتئاب يسمى بـ (الاكتئاب الفصلي) أي الذي يحدث في فصل معين، وغالباً ما يحدث في الدول الاسكندنافية في فصل الشتاء، حيث أن الناس أقل عرضة للشمس.
وهذه الطريقة يتم بتعريض المريض - الذي يعاني من هذا النوع من الاكتئاب والذي يتميز بكثرة النوم - للضوء لمدة لا تقل عن أربع ساعات، وهذا الضوء من النوع المركز والشديد ولكنه لا يسبب أي نوع من الأضرار.
لا يوجد أي نوع من التحاليل التي يتأكد منها الإنسان لتشخيص هذه الحالات، فالتشخيص يتم عن طريق الصورة الإكلينيكية – أي الأعراض – كما توصف للطبيب المقتدر، والتحاليل التي يمكن إجراؤها هي لتخطيط الدماغ والتي تفيد في تشخيص بعض هذه الحالات.
أما بالنسبة لسؤالك الثاني عن ماهية مرض الفصام وهل يختلف من شخص لآخر؟ فمرض الفصام هو من الأمراض العقلية الرئيسية، وأول من وصفه هو الألماني (إيمل كربلن) عام 1898م، ثم أتى عالِم ألماني آخر وهو (يوجن بلورير) ووصف هذا المرض بصورته التامة عام 1911م.
الفصام يتكون من عدة أمراض ولذا من الأفضل أن نسميه (أمراض الفصاميات)، فهنالك الفصام البسيط، وهنالك الفصام الباروني أو الظناني، وهنالك الفصام الإيفريني وهو أسوأ أنوع الفصام، وهنالك الفصام التخشبي، وهنالك الفصام المختلط، وهنالك الفصام المزمن... وهكذا.
وأمراض الفصام بصفة عامة تتسم باضطراب الأفكار، فربما توجد نوع من الهلاوس والأفكار المتطايرة والشكوك والظنون واضطرابات الحركة، وربما يفقد المريض البصيرة والارتباط بالواقع، وهذا بالطبع يختلف من إنسان إلى إنسان في شدته وفي حدته وفي استجابته للعلاج.
وأفضل أنواع أمراض الفصام من ناحية الاستجابة للعلاج هو مرض الفصام الباروني، كما أن عمر المريض – الذي أصيب فيه بهذا المرض – أو مرض الفصام بصفة عامة يحدد حقيقة الوضع الذي سوف يكون عليه المريض، فالذين يصابون بهذه الأمراض في سن صغيرة قبل اكتمال تعليمه وقبل اكتساب المهارات الاجتماعية فربما يكون المرض فيهم صعبا وشديداً، أما الذين يحدث لهم المرض بعد سن الثلاثين أو الأربعين ففرص الشفاء بالطبع هي أفضل بكثير، كما أن الذين يوجد لديهم أمراض في الأسرة من نفس القبيل ربما تكون بادرة غير مشجعة للاستجابة للعلاج.
توجد الآن بفضل الله تعالى عدة أدوية ممتازة ومتميزة جدّاً لعلاج مرض الفصام، وهنالك جانب آخر مهم جدّاً وهو العلاج التأهيلي الذي نقصد به بألا ينقطع الإنسان من عالمه وأن يتواصل وأن يقوم بدوره الاجتماعي، وأن تتاح له الفرصة في مشاركة الأسرة في قراراتها، ويا حبذا لو أتحنا لمريض الفصام أن يعمل لأن العلاج بالعمل من أفضل أنواع التأهيل.
أما بالنسبة لكتب الطب النفسي فهي كثيرة جدّاً، منها كتاب (الطب النفسي الحديث) للأستاذ الدكتور أحمد عكاشة، وهو طبيب معروف في مصر، وهذا الكتاب موجود في مصر، وهنالك كتاب آخر يسمى بـ (النفس أسرارها وأمراضها) للدكتور محمود حمودة.
وهنالك كتاب (الطب النفسي) الدكتور عادل صادق – رحمه الله -، وهنالك كتاب (الطب النفسي المبسط) للأستاذ الدكتور طارق علي الحبيب... هذه بعض الكتب كلها -إن شاء الله طيبة- ومفيدة جدّاً.
أسأل الله لك التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 268,482 | 2007-05-14 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
أعراض مرض الفصام وطرق معالجته | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي يعاني من مرض نفسي ولا ندري ما هو، فهو يتوهم أشياء سوف تحدث قريباً جداً، ونحن لا ندري ما هي، ويطالبنا بالتركيز في أحداث واقعية عادية جداً ويربطها بوقوع هذه الأوهام التي سوف تحدث، ويقول إن الإذاعات الكافرة تقول ذلك والإذاعات المسلمة لا تدري عن شيء، وغيرها من الأوهام التي يصر عليها ويثير المشاكل عليها، كنصيبه في الزواج من خطيبته القديمة، وما عدا ذلك فإن زواجه سوف يفشل.
علماً أنه غير متزوج، ويبلغ من العمر 36 سنة، ومر بظروف عاطفية وخسائر مالية صعبة جداً، وهو الآن شبه منعزل عن الأهل والأصحاب، ونخاف أن يفكر في الانتحار، وحالته تزداد سوءاً تدريجياً.
وهو يرى أنه غير مريض، ومن الصعب جداً أخذه إلى أخصائي نفسي، علماً أن الأخصائي الجيد ليس متوفراً في بلادنا، فما هو المرض؟ وما هو العلاج؟
أفيدونا وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأعراض التي ذكرتها والتصرفات التي تبدر من هذا الأخ تدل أنه مصاب بمرض الفصام الذي هو واحد من الأمراض الذُّهانية أو العقلية الرئيسية، ويظهر أن هذا الأخ مصاب بما يعرف بالفصام الظناني أو الباروني، وهذا النوع يستجيب للعلاج بدرجة جيدة، ولديه أيضاً ما يعرف بأعراض الفصام السلبية التي تظهر في شكل انعزال وعدم تفاعل مع الآخرين ونوع من البرود العاطفي.
ولا شك أن الضغوطات التي حدثت له وكذلك الخسائر المالية، ربما تكون أثرت عليه سلباً، ولكن لا نستطيع أن نقول أنها هي سبب الفصام، ولابد أن يكون لديه في الأصل نوع من الاستعداد لإصابته بهذا المرض.
وأما العلاج فإنه ينقسم إلى شقين: العلاج الدوائي، والعلاج التأهيلي الذي هو أن يُشعر هذا الأخ بأهميته وأن يحث وأن يحفز لأن يخرج وأن يهتم بملابسه ونظافته الشخصية، وهذا يعتبر أمراً ضروريا، ويمكن أن يحدث بالتدرج معه.
وأما العلاج الدوائي فهناك عدة أدوية وهي بحمد لله متوفرة وأنا على ثقة أنها متوفرة في ليبيا حسب ما عرفت من بعض الإخوة، فهناك عقار يعرف باسم رزبريدون وآخر يعرف باسم أولانزبين وهما من الأدوية الجيدة جدّاً، وجرعة الرزبريدون بالنسبة له هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع إلى 2 ملجيرام في الصباح و2 مليجرام في السماء لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 2 ملجيرام صباحاً و4 مليجرام ليلاً، وهنا يضاف له جرعة دواء يعرف باسم (آرتين) بجرعة 5 مليجرام، وهذا الدواء (آرتين) ليس علاجاً ولكنه يمنع الآثار الجانبية التي ربما تحدث من الرزبريدون مع جرعته العلاجية، وهذه الآثار الجانبية تتمثل في ربما تحدث رجفة بسيطة أو نوع من الانشداد أو التخشب في الجسم، وهذه الأعراض ليست خطيرة، وربما لا تحدث، ولكن كنوع من الاحتياط من الأفضل أن يتناول (الآرتين).
وبكل صدق وأمانة هذا الأخ يحتاج للعلاج لفترة طويلة، ويمكن إقناعه ومحاورته، وبأن لا يقال له إنك مريض نفسيّاً أو عقليّاً، ويمكن أن تقول له: هذه أدوية مفيدة، وتخرجك من هذا الإجهاد النفسي، وهي تقوي الجسم وتقوي النفس... وهكذا، فأرجو أن يتفاهم معه الشخص الذي يمكن أن يؤثر فيه، ولا تكثروا من مناقشته، ويجب أن لا يجتمع الناس حوله وكلٌ يأتيه برأي، بل يتفاهم معه شخص واحد يكون ذا تأثير عليه وهو يثق فيه.
وتوجد أيضاً أدوية يمكن أن تعطى في شكل إبر، وهذه الحقن يمكن أن تعطى مرة كل أسبوعين أو مرة كل ثلاثة أسابيع، وهي كثيرة ومتعددة فمنها إبرة أو حقنة تعرف باسم (Modecate)، وأخرى تعرف باسم (فلونكسول)، وأخرى تعرف باسم (Zclypenthixol)، وحتى الرزبريدون يوجد في شكل إبر بجرعة 25 مليجرام تعطى كل أسبوعين، ولكنها باهظة التكلفة، ولا أعرف إن كانت متوفرة في ليبيا أم لا.
وعموماً هذه هي خطوط العلاج لهذا الأخ، وهناك بعض الأطباء ربما يفضلون إعطاء جلسات كهربائية في بداية العلاج؛ لأن ذلك يساعد كثيراً، وأنا متأكد أن ذلك متوفر في ليبيا.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وأرجو أن لا تيئسوا أبداً، والأمر يتطلب منكم الصبر والمحاولات، وإن شاء الله سوف يكون هناك نجاح في آخر الأمر وإقناعه بذلك.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 268,248 | 2007-05-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الفصام الباروني .. التشخيص والعلاج | أخي الدكتور.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي أخي يعاني من مرض نفسي ولا ندري ما هو؟ فهو يتوهم أشياء سوف تحدث قريباً جداً ونحن لا ندري ما هي؟ ويطالبنا بالتركيز في أحداث واقعية عادية جداً ويربطها بهذه الأوهام التي سوف تحدث، ويقول إن الإذاعات الكافرة تقول ذلك والإذاعات المسلمة لا تدري عن شيء... وغيرها من الأوهام التي يصر عليها، ويثير المشاكل عليها كنصيبه في الزواج من خطيبته القديمة.
علماً أنه غير متزوج ويبلغ من العمر 36سنة، ومر بظروف عاطفية ومالية صعبة جداً.
وهو الآن شبه منعزل عن الأهل والأصحاب ونخاف أن يفكر في الانتحار، وحالته تزداد سوءاً تدريجياً.
ويرى أنه غير مريض، ومن الصعب جداً أخذه إلى أخصائي، علماً أن الأخصائي الجيد متوفر في جمهورية مصر الشقيقة.
فما هو المرض؟ وما هو العلاج؟
أفيدنا في القريب العاجل أفادكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم في الله. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالحكيم حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نشكرك على اهتمامك بأمر أخيك.. ومن محتوى رسالتك أستطيع أن أقول إن أخاك – شفاه الله تعالى – يعاني من مرض الفصام الذي هو من الأمراض العقلية الرئيسية التي قد يحدث فيها نوع من التوهم وتطاير الأفكار وعدم الارتباط بالواقع لدرجة كبيرة، وربما يكون أيضاً مصحوبا بنوع من الاضطراب الوجداني الذي يتمثل في الشعور بالاكتئاب وعدم الارتياح والانعزال، وغالباً ما يكون الإنسان مفتقد البصيرة، بمعنى أنه لا يدري أنه مريض أو لا يعترف بما ينتابه من أفكار وأوهام... وهكذا.
وهنالك عدة أنواع للفصام، وهذا النوع يعرف بالفصام الباروني.
هذا المرض حقيقة يمكن أن يعالج بدرجة كبيرة، ولا أقول لك أن كل حالات الفصام يمكن أن تتحسن تحسناً كبيراً، ولكن بفضل الله تعالى الآن توجد أدوية فعّالة وممتازة جدّاً تساعد الكثير من هؤلاء المرضى.
أولاً ـ أرجو ألا يحدث أي نوع من النقاش السلبي بين هذا الأخ وبين الأسرة، بمعنى ألا تحاولوا أن تناقشوه في أفكاره، حاولوا تجاهلها؛ لأن محاولة إقناعه أن هذه الأفكار خاطئة ربما يزيد من هذه الأفكار ويثبتها ويقويها، كما أنه ربما تصبح لديه أفكار عادية جديدة ضد بعض أعضاء الأسرة.
ثانياً: توجد الحمد لله أدوية فعّالة وممتازة جدّاً، منها دواء يعرف باسم ( رزبريدون ) وجرعة البداية هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 4 مليجرام لمدة طويلة، والتحسن غالباً يبدأ بعد ثلاثة أسابيع من بداية العلاج.
هنالك دواء آخر يعرف باسم ( زبركسا )، وهو دواء ممتاز ولكنه ربما يكون مكلفا بعض الشيء، وجرعته هي 5 مليجرام ليلاً بعد أسبوعين، ثم ترفع إلى 10 مليجرام لمدة شهرين، وإذا لم يحصل تحسن بعد الشهرين ترفع إلى 20 مليجرام يوميّاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى 10 مليجرام.. هذا الدواء هو ممتاز وفعّال بنفس مستوى ( الرزبريدال )، فقط يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى زيادة شديدة في الوزن.
وهنالك أدوية أخرى كثيرة منها العقار الذي يعرف باسم ( إستلازين )، وهنالك آخر يعرف باسم ( سيركويل )، وكلها معروفة لدى الأطباء وهي أدوية الحمد لله فعّالة وجيدة جدّاً.
المرضى الذين لا يتعاونون أو لا يقتنعون بتناول الحبوب يمكن أن تعطى لهم إبر، فهنالك نوع من الإبر الشهرية أو كل أسبوعين، منها إبرة (فلونكسول) بجرعة 40 مليجرام تعطى كل ثلاثة أسابيع، وهنالك إبرة أخرى تعرف باسم (موبكيت Mobecate) وجرعته هي 25 مليجرام في العضل كل ثلاثة أسابيع.. ولكن بالطبع هذه العلاجات يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي، ويمكن أن تبدءوا بالعلاج الدوائي عن طريق الحبوب، والرزبريدال ربما يكون هو الأنسب، وبعد تحسن حالة هذا الأخ يمكن إقناعه بمواصلة العلاج لدى الأطباء.
هذا الأخ لابد أن يُساند، ولابد ألا يعامل كشخص معاق، ويعطى له بعض الاعتبار، ولابد أن يوجه للاهتمام بنظافته الشخصية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، لأن ذلك من صميم التأهيل، وذهابه إلى المسجد أيضاً سوف يجعله مع الصحبة الطيبة... هذه كلها آليات علاجية طيبة وممتازة جدّاً، والعلاج التأهيلي لا يقل أهمية أبداً عن العلاج الدوائي، والانعزال والانزواء واحد من المشاكل الرئيسية في مرض الفصام، وعليه أرجو أن تساعدوه من أجل التأهيل، ولا شك أن الدواء سوف يساعده كثيراً.
لا أعتقد أن هنالك خطورة من فكرة الانتحار، ولكن بالطبع أن يُراقب ويطمئن في نفس الوقت.
بعض المرضى يستجيب للجلسات الكهربائية بصورة أسرع، ولكن ربما لا تكون مفضلة في حالة هذا الأخ، وحقيقة هذه الجلسات الكهربائية تحدث بعدها انتكاسات للمرضى الذين لا يواصلون العلاج الدوائي.
أرجو التأكد تماماً أن مرض الفصام ليس بالسوء الذي يعتقده الكثير من الناس، وأقصد بذلك أن هذا الأخ لابد أن تتاح له فرص العلاج؛ فهنالك أمل كبير جدّاً بإذن الله أنه سوف يتحسن خاصة من الأدوية الجديدة الفعّالة.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وجزاكم الله خيراً على اهتمامكم به.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 268,247 | 2007-04-24 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ما هي الأدوية الخاصة لعلاج الفصام؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت أشعر بأعراض حالةٍ نفسية قبل 13 سنة، وراجعت الطبيب فكان تشخيصه لي بأنني مريضة بالفصام المزمن، وكنت أعاني كثيراً وكان العلاج شديداً ولكنني تعودت عليه وعلى مرضي.
وأما علاجي الذي أتناوله الآن فهو (Stelazin 7.5)، (parkizol 2.5)، (Valium 2.5)، وأسأل عن علاج يشفي حالتي نهائياً، وهل سأستمر على العلاج باقي حياتي؟ علماً بأنني غير متزوجة.
وفقكم الله، وشكراً لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأدوية التي تتناولينها لعلاج مرض الفصام هي من الأدوية المعروفة، والعلاج الأساسي لهذا المرض هو (استلازين Stelazin)، وأما (باركزول Parkizol) فهو علاجٌ فقط لإيقاف الآثار الجانبية التي ربما تحدث من (الاستلازين Stelazin)، وهي ربما تسبب نوعاً من الرعشة أو التيبس في عضلات الجسم بصورة مؤقتة.
أما (الفاليوم Valium) فربما يكون الطبيب قد أعطاه لكِ من أجل التهدئة وتحسين النوم وزيادة القلق.
وأما بالنسبة للجرعة التي تتناوليها من (الاستلازين Stelazin) فهي ليست جرعة كبيرة، وهي جرعة وقائية، وبالطبع فنحن نقول: إذا أصيب أحدٌ بمرض الفصام وبالرغم من أنه توجد عدة أنواع من الفصام لابد أن يستمر على العلاج لفترة طويلة، ومدة الفترة الأولى هي ثلاث سنوات، وإذا حدث بعد ذلك انتكاسة -بعد انتهاء الثلاث سنوات- فلا بد أن يتناول الإنسان الدواء طول حياته.
كما أرى من الأفضل لكِ أن تستمري على العلاج مهما طالت المدة؛ لأن العلاج أيضاً هو وسيلة من وسائل الوقاية خاصة وأنك تعملين معلمة ولديك مسئوليات منزلية، وهذه كلها وسائل علاجية، ومن أجل أن ندعمها لابد من تناول الدواء.
وهذه الأدوية -التي ذكرتيها في رسالتك- أدوية طيبة، ولكن هناك أدوية أحدث وأفضل وأكثر سلامة من (الاستلازين)، فهنالك دواء يعرف باسم (رزبريدال) وآخر يعرف باسم (أولانزبين)، وهي أدوية طيبة وقد لا تؤثر على الهرمونات النسوية بالطريقة التي يؤثر عليها (الاستلازين)، ومع ذلك فأنا لا أدعوكِ الآن إلى استبدال الدواء مع الحرص في أن تستشيري الطبيب المعالج في ذلك؛ لأنه ربما يكون 2 أو 3 مليجرام من (الرزبريدون) تكفيك عن كل هذه الأدوية، أي جرعة واحدة من دواءٍ هو فعّال وأكثر سلامة يكفيك من تناول هذه الأدوية جميعاً.
وأرجو ألا تفهمي كلامي أنني ضد هذه الأدوية التي تتناوليها الآن، مع العلم أني أعطي نفس هذه الأدوية لكثيرٍ من الناس، ولكن قطعاً ما دام هنالك تطور في العلاج فالمسلم أحق بالحكمة أينما وُجدت، وإذا رأيتِ أن تستبدلي العلاج بعد استشارة الطبيب فهذا أمر حسن، وإذا رأيتِ أن تستمري على علاجاتك فهذا أمر حسن أيضاً، وأنا حقيقة من الذين يؤيدون الاستمرار على الدواء القديم؛ لأنه -إن شاء الله- فيه وقاية وحماية بالنسبة لك.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 267,004 | 2007-03-28 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مدى فعالية حقنة الفلونكسول إذا أذيبت في العصير | لنا قريب يعاني من انفصام ذهني، وكان يعالج مع طبيب نفسي، ولكنه امتنع عن الذهاب للطبيب اعتقاداً منه أنه قد شفي مما أدى إلى هياجه كثيراً لعدم أخذه للعلاج.
ولقد توصلنا إلى إعطائه للعلاج في العصير دون علمه، وهو عبارة عن حقنة فلونوكسول، ونعطيها له كل أسبوعين، والأمر مسقر على ذلك، إلا أنه في الآونة الأخيرة تعرَّف على صديق سيئ عرَّفه على سيدة سيئة السمعة، مما جعله يسحب من رصيد حسابه مبالغ طائله ثم يصرفها على هذا الصديق وهذه المرأة، مع العلم بأن صديق السوء يعلم بأنه قد ورث مبلغاً كبيراً، وعلى الرغم من أن هذا الرجل المريض بخيلٌ جداً مع زوجته وأولاده.
فهل هناك ضرر عند زياده الجرعه لتكون كل 10 أيام أو كل أسبوعين، حيث إنه بعد أخذه للدواء يقضي معظم وقته في النوم، وذلك حتى يتم إبعاده بقدر الإمكان عن هذا الصديق، مع العلم بأنه مصر أن لا يذهب إلى الطبيب. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرضى الفصام في الحقيقة وكثير من المرضى لا يكونون متعاونين في بعض الأحيان مع تناول العلاج، ولكن صدقني أنه بالتقرب إليهم والتودد وإبداء العطف نحوهم يساعد ذلك كثيراً في بناء علاقة علاجية يمكن الاستفادة منها، بأن ننصح الشخص بأن يذهب للطبيب.
كما يجب ألاَّ نقول له بأنك مريض أو أنك تعاني من فصام أو أوهام أو شيء من هذا القبيل، بل يقال له: من الأفضل أن تُفحص فربما تعاني من حالة اكتئابية بسيطة أو عسر في المزاج ... وشيء من هذا القبيل.
إذن؛ من تجربتنا مع المرضى يُمكن لأي مريض أن يقتنع في نهاية الأمر بتناول العلاج، ولكن يتطلب هذا الصبر والتواصل معه بصورة جيدة.
وأما بالنسبة لوضع العلاج في العصير فهذا أمر لا أقره، بالرغم من أني أعرف أنه يتم بحُسن نيةٍ تماماً، وهنالك شيء آخر علمي لابد أن أذكره، وهو أن حقنة الفلونكسول هي مُحضرة في نوع من الزيت الخاص، وهي لا تذوب بصورة فعّالة في العصير أو الماء، ولذا لابد أن تُعطى عن طريق الحقن، وربما يكون هذا الأخ قد استفاد منها جزئياً نسبةً لفعاليةٍ جزئية، ولكن أؤكد لك أنها ليست ذات فعالية كاملة حين لا تعطى عن طريق الإبر.
وربما يكون من الأفضل أن يُعطى أدوية أخرى إذا كان لابد من أن يُعطى هذه الأدوية في العصير، فهنالك عقار يعرف باسم (رزبريدون) الذي يذوب في الماء أو العصير بجرعة 4 مليجرام ليلاً بصفة يومية، هذا ربما يكون أفضل من هذه الحقن التي تعطى له في العصير، لأني أشك تماماً في فعاليتها العلمية.
إذن؛ فهذا الدواء (رزبريدون) ربما يكون أفضل، وهو من الأدوية الجيدة والممتازة لعلاج الفصام، ولا يسبب أي آثار جانبية، ومع ذلك فأنا لا أنكر فعالية الفلونكسول، وأنا أعطيه لكثير من المرضى، ولكن كما ذكرت لك من الأفضل أن يُؤخذ عن طريق الإبر.
إذن؛ فلا مانع أن تتواصلوا مع هذه الطريقة، وأن يُعطى الجرعة (الرزبريدون) كل عشرة أيام أو كل أسبوعين، ولا توجد أي خطورة، حيث إن الجرعة المسموح بها هي حتى 120 أو حتى 160 مليجرام في الشهر، وعلى العموم إذا أعطي له عن طريق وضعه في العصير فسوف تكون فعالية الدواء أقل، أي أنه إن أعطي في فترات قريبة كل عشرة أيام أو كل أسبوعين فلا أعتقد أن يكون هنالك أي نوع من التسمم الدوائي.
والذي أود أن أنصح به هو أنه حين تتحسن أحواله وأوضاعه يمكن أن تسعى بصورة أكبر لإقناعه بالذهاب إلى الطبيب، ويمكن أن يتناول هذه الإبر مرة كل ثلاثة أسابيع أو حتى مرة كل شهر.
وبالنسبة لعدم حسن تصرفه في تدبير المال وصرفه بصورة مبذرة، فبالطبع يا أخي من الواجب أن يحافظ على أمواله، وحقيقة هذا يتم عن طريق النصح، وإذا لم يستجب لذلك فربما يكون هذا الرجل مفتقداً للأهلية التي تحتم عليه أن يقوم عليه قيِّم، ولكن حفاظاً على حقوقه وأمواله يمكنك أن تتشاور مع من يهمهم الأمر داخل الأسرة، ويمكنكم أن تصلوا إلى حل مناسب.
وأسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد لنا ولكم.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 265,202 | 2007-02-13 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
مرض الفصام | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يعاني أخي من دوخة وعدم تركيز، وعلمت أنه ذهب إلى طبيب أعصاب وكتب له الطبيب Zyprexa 5 Mg وحقنة Risperdal consta في العضل، في حالة تكتيم عن طبيعة المرض من قبل الطبيب ومن أهلي ولم يخبروا أخي عن مرضه، ولا أعلم ما طبيعة المرض حيث أني في بلد مختلف.
فأرجو منكم أن تطمئنوني على أخي، هل يعاني من مرض خطير يستدعي هذا التكتيم؟ وهل في مصلحته عدم إخباره بطبيعة مرضه؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
لم تذكر طبيعة المرض والأعراض التي يشتكي منها أخوك، وعلى الطبيب أن يكون صريحاً مع المريض نفسه إن أمكن ذلك أو مع أقرب المقربين إليه إن لم يكن المريض في حالة طبية يستطيع فيها التفاهم مع المريض.
والأدوية التي ذكرتها تستخدم في مرض ( الفصام ) Schizophrenia، والفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحياناً الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلى تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من أخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التي تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلى العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة، ويمكن الوصول بالعلاج إلى التحسن واستقرار الحالة، إلا أن الانتكاسة قد تحدث في بعض الحالات، خاصة عند عدم تعاون الأهل في إعطاء المريض العلاج، أو إساءة معاملة المريض، أو إهماله دون متابعة طبية.
والأدوية المستخدمة هي مضادات الذهان لفترات طويلة جداً، وفي بعض الأحيان قد يضطر الطبيب لوصفها لاستخدامها طوال العمر.
-------------------------------------------------------------------------
إضافة (قسم الاستشارات):
مما يجدر الإشارة إليه هنا، ألا تخبر أخاك بحقيقة مرضه؛ لأن الغالب في أمراض الذهانات العقلية تأثرهم البالغ إذا عرفوا بسوء حالتهم، وهذا يزيد من تفاقم المرض، بل المطلوب هو التهوين من شأن المرض ونصحه بعدم التفكير فيه كثيراً، مع الالتجاء والاعتماد على الله تعالى، وترتيب برنامج إيماني مع رفقة شباب صالحين يعينونه على ذلك، كما لا تحمل الهم بشأن أخيك -أنت- أيضاً لأنه ما من مرض إلا وله دواء، ولعل مرض أخيك ليس بهذه الدرجة التي قد تتصورها، والأمور بيد الله وحده.
دعاؤنا لأخيك بالشفاء.
والله الموفق. | د. محمد حمودة | 263,653 | 2007-01-08 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
ماهية مرض الفصام وأعراضه وعلاجه؟ | السلام عليكم..
ما هو مرض الفصام؟ وما هي أعراضه؟ وما هي الأدوية المستخدمة في علاجه؟ وكيفية التعامل مع مريض الفصام؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الفصام هو واحد من الأمراض العقلية أو الذُّهانية الرئيسية، وقد سمَّاه بهذا الاسم عام 1911م العالِم الألماني (يوجن بوليرر)، أما وصفه فيرجع الفضل فيه إلى العالِم الألماني (إيميل كيليبرن) وقد وصفه عام 1896م.
كما ذكرت لك هو مرض رئيسي من الأمراض الذّهانية الأساسية، والناس تشيع أن فيه انفصاما في الشخصية أو انشطار في الشخصية، وهذا ليس صحيحاً، والانشطار أو الانفصال يحدث في الأفكار وارتباط الإنسان بالواقع، والفصام يصيب حوالي 1% من الناس، وتختلف الإحصاءات من بلد إلى بلد قليلاً، ولكن هذا هو الرقم التقديري، وقد يقل في بعض البلاد عن هذا التقدير.
هو يصيب جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعاً في عمر 15 إلى 30 سنة، وهو من الأمراض التي تؤدي إلى تفتت الشخصية لدرجة كبيرة، ولكن هنالك أنواع منه تعتبر أفضل من غيرها فيما يخص التقدم العلاجي.
ينقسم الفصام إلى عدة أقسام، منها: الفصام البسيط، وما يعرف بالفصام الهيبفريني وهو أسوأ الأنواع، حيث يتميز بتطاير الأفكار وتشتتها، ووجود هلاوس، كما أن الشخصية تتدهور ويكون المريض يعيش في عالَم خاص به مبتعداً عن الواقع وعن الحقيقة ولا يستطيع التواصل مع الآخرين بصورة جيدة، وهذا هو النوع من الفصام الذي يعتبر أقل استجابة للعلاج، وبكل أسف يصيب الناس في أعمار صغيرة مما يتيح لهم فرصة التعليم أو اكتساب المهارات الاجتماعية، والتي تعتبر واحدة من العوامل التي تدفع بالمرض بعيداً من الإنسان.
وهنالك نوع آخر يعرف بالفصام الكتاتوني، أو الفصام التخشبي، وهذا من الأنواع الجيدة، بمعنى أن المريض يستجيب أيضاً بصورة ممتازة للعلاج.
وهنالك نوع آخر يعرف باسم الفصام الباروني أو الفصام الاضطهادي، وفيه يكون الإنسان كثير الظنون والشكوك، ويعتقد أنه سوف يُساء إليه، أو أن هنالك مؤامرة تُحاك ضده أو أنه مُتابع... وهكذا.
ومعظم هؤلاء المرضى يعانون أيضاً من هلاوس سمعية، وفي بعض الأحيان تكون هلاوس نظرية أيضاً.
وهنالك أنواع نادرة من الفصام منها الفصام غير المنتظم، ومنها الفصام الوجداني، ومنها الفصام العصابي، وهي أنواع اختلف العلماء في كيفية تقسيمها، ولكن الأربعة أنواع الأولى هي الأنواع الأساسية.
إذن هو مرض عقلي يؤثر على الأفكار، يؤثر على الوجدان، ويؤثر على الشخصية، ويؤثر على أداء الوظائف الاجتماعية، ولكن يتفاوت من إنسان لإنسان، فهذا المرض إذا أصاب الإنسان في سن متقدم نسبيّاً، فإن شاء الله تكون نتيجة العلاج فعّالة جدّاً، ويمكن للإنسان أن يعيش حياة طبيعية، ونحن نعرف أن حاولي 30 إلى 40% من مرضى الفصام يمكن أن يشفوا تماماً من مرضهم، وهذا بفضل الله تعالى نسبة عالية جدّاً بمقاييس الطب النفسي.
وهنالك أيضاً حوالي 20 إلى 30% يمكن أن يعيشون حياة طبيعية.
أما الـ 20% الأخيرة فاستجابتهم للعلاج تعتبر ضعيفة جدّاً، وربما تدهورت أحوالهم بصورة أشد.
المرض حسن العواقب نسبيّاً بالنسبة للإناث، وكما ذكرت إذا أتى المرض في عمر متقدم.
هنالك الكثير من الأدوية ومتعددة لعلاج هذا المرض، وهي تقسم إلى عدة مجموعات يمكن أن نجملها في المجموعة القديمة والمجموعة الجديدة، هذه الأدوية كلها تعمل على مواد معينة في المخ، منها مادة الدوبامين ومادة السيرتونين، المجموعة القديمة هي مجموعة فعّالة وممتازة جدّاً، ولكنها كثيرة الآثار الجانبية، فقد تؤدي إلى نوع من الرعشة أو الشعور بالشد في العضلات، ويكون الإنسان متخشباً، وتصعب حركته، ولكن هنالك أدوية مضادة تعطى لهؤلاء المرضى، من هذه الأدوية التي تستعمل في علاج الفصام – الأدوية القديمة – عقار يعرف باسم استلازين، وآخر يعرف باسم لارجاكتيل Laragactil.
أما المجموعات الجديدة منها عقار يعرف باسم أولانزبين وآخر يعرف باسم رزبريدون وآخر يعرف باسم سيروكويل، وهنالك أيضاً أدوية الآن في طور البحث ونسأل الله أن يجعل فيها فائدة كثيرة للناس.
مشكلة مرضى الفصام أنهم لا يتعاونون في تناول الأدوية في بعض الأحيان، لا أقول جميعهم ولكن بعضهم، وهنا لابد أن يحتم على المريض في تناول الدواء، لابد أن يُشجَّع، لابد أن يراقب، وبالتشجيع والمراقبة وإشعاره بأنه له اعتباره وعدم الإساءة إليه بأي حال من الأحوال، هذا يشجعهم على تناول الأدوية.
المرضى الذين يفشلون تماماً في تناول الأدوية أو يرفضونها يعطى لهم نوع من الإبر (الحقن) الشهرية أو تعطى كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع – حسب نوع الإبر وحسب نوع المرض – وهذه الإبر تعتبر أيضاً من المستحدثات الجيدة جدّاً.
هنالك بعض المرضى ربما يحتاجون إلى جلسات كهربائية، خاصة حين يكون المرض حاد جدّاً، خاصة الفصام الظناني أو الباروني وكذلك الفصام التخشبي؛ فهي تستجيب بصورة ممتازة جدّاً للجلسات الكهربائية.
لابد للمريض أن ينتقل من مرحلة العلاج المكثف إلى العلاج المستمر ثم العلاج الوقائي.
المدارس الطبية النفسية الحديثة المعتبرة ترى أن علاج الفصام يجب أن يكون طول الحياة، نحن لا نقول ذلك للمرضى، ولكن بعد أن نقوم بفحصهم والتواصل معهم نتحاور معهم، والكثير منهم يقتنع خاصة حين يعرف أن هذا المرض أصبح الآن مثل مرض السكر أو مرض الضغط، حيث أن لديه أسساً بيولوجية أو أسساً كيمائية.
التعامل مع هؤلاء المرضى – شفاهم الله – يكون عن طريق اعتبارهم وإظهار المودة واللطف نحوهم، وألا نسحب الدور الاجتماعي الذي كانوا يتمتعون به، الزوج يجب أن يظل زوجاً، والأخ يجب أن يظل أخاً، وهكذا، لا نعاملهم كمعاقين، يجب أن نشجعهم على أداء أعمالهم، يجب أن نشجعهم على التواصل الاجتماعي، خاصة أن هنالك نوعا من أعراض الفصام (الأعراض السلبية) والتي يكون فيها المريض منزوياً ومنسحباً وغير متفاعلاً وجدانيّاً، ويجد الصعوبة جدّاً في بداية أي عمل.
هذا النوع لابد أن نشجعه، ولابد أن نؤهله، وهنالك مراكز في المستشفيات المتطورة توجد لتأهيل هؤلاء المرضى عن طريق ما يعرف باسم (العلاج بالعمل).
إذن: فمرض الفصام يمكن علاجه، والحمد لله الآن أصبحت كثير من الحالات تستفيد جدّاً، خاصة المرضى الذين يلتزمون بتناول العلاج، والفصام ليس معروف الأسباب، ولكن هنالك ميول لأن يحدث هذا المرض عند بعض الأسر، لا نقول إن هنالك دوراً كبيراً للوراثة، ولكن ربما يكون هنالك نوع من الاستعداد الوراثي للمرض إذا توفرت الظروف الأخرى لحدوثه، ومنها إصابات الرأس المبكرة، والمشاكل الطبية التي ربما تحدث في أثناء الولادة، وربما يكون هنالك نوع من الفيروسات أيضاً، والضغوط الحياتية الشديدة ربما تكون أيضاً سبباً، لكن لابد أن يكون للإنسان في الأصل الاستعداد للإصابة بهذا المرض.
نسأل الله أن يشفي ويعافي الجميع، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 262,388 | 2006-12-06 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
حساسية القمح وزيادة خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر مجهوداتكم القيمة، وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم.
أنا صاحبة الاستشارة رقم: 261073، وقد قرأت في الإنترنت ما يلي: (حساسية القمح تزيد خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية) واشنطن - قدس برس.
كشف باحثون مختصون أن حساسية القمح هي مرض وراثي يؤثر على آلاف الأمريكيين، وتزيد من خطر الإصابة بمرض انفصام الشخصية أو ما يعرف بالشيزوفرينيا، وخاصة بين المواطنين القوقازيين المنحدرين من أصول أوروبية شمالية. وقام الباحثون الدانماركيون بمتابعة 8 آلاف شخص فوق سن الخامسة عشرة مصابين بالشيزوفرينيا، وتحديد عوامل الخطر لديهم، كالطبقة الاجتماعية والاقتصادية، ومكان الإقامة والتاريخ العائلي للإصابة بالمرض، والعوامل الأخرى كالتهاب الأمعاء التقرحي، ومرض كراون، واضطراب الأمعاء الوراثي المزمن الذي يتميز بعدم القدرة على امتصاص بروتين "جلوتين" الموجود في القمح والأرز والشعير والشوفان.)
وسؤالي: أنا مصابة بحساسية قمح شديدة، والأعراض كانت شديدة أيضاً، وأنا الآن أعمل ريجيماً خالياً من الغلوتين، وعندي مشاكل نفسية، أريد معرفة مدى صحة المعلومات التي بين القوسين أعلاه؟ وأرجو أن أعرف - أيضاً - هل سأعود لحالتي الصحية الطبيعية؟ لأنه من بين الأعراض التهاب حاد في العظام للجسم كله، وأنيميا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Donia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن دراسة الشيزوفرينيا مع القمح هي ملاحظة علمية في إحدى الدراسات، وتفيد بأن بعض المجتمعات التي لا تتناول القمح فيها نسبة أقل من حاملي هذا المرض، وأن هذه النسبة ازدادت بعد إدخال القمح في الطعام.
وأما بالنسبة لمرضكِ أنتِ ويسمى (Celiac disease)، فكذلك وجد زيادة في نسبة حصول هذا المرض بثلاث مرات أكثر من الناس الطبيعيين، ويبقى إجمالاً هذا المرض ليس بالشائع.
فإن كنتِ في قلق من هذا الموضوع فيمكن عرض نفسكِ على طبيب الأعصاب حتى ترتاحي.
وبالله التوفيق. | د. محمد حمودة | 261,505 | 2006-11-14 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
الفصام الهيبفريني .. التوصيف والدواء | السلام عليكم.
أريد أن أعرف ما هي أسباب هذا المرض ( الفصام الهيبفريني )، حيث إن أخي مصاب بهذا المرض، ويتناول الأدويه منذ ما يقارب العشر سنوات، وهل سيشفى من هذا المرض نهائياً ويتخلص من هذه الأدوية؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهناك عدة أمراض تأتي تحت ما يعرف بأمراض الفصام أو الفصاميات، ومرض الفصام الهيبفريني - بكل أسف - هو واحد من أشد أنواع مرض الفصام.. ويتسم هذا المرض بأنه يؤثر على الأفكار بصورة كبيرة؛ حيث يكون هناك خلل في الأفكار وترابطها وتوازنها، وربما تنتاب الإنسان نوع من الأفكار الضلالية المتسلطة عليه والتي لا تبنى على المنطق، وربما يصاب الإنسان أيضاً بهلاوس مختلفة؛ أكثرها هلاوس سمعية، وربما تكون هنالك أيضاً هلاوس نظرية.
والإنسان المصاب ربما يكون أيضاً مضطرباً من الناحية الوجدانية، فقد يصاب بالقلق أو التوتر، أو لا يكون عابئاً ويعيش في عالم خاص به..
وأسوأ ما في مرض الفصام الهيبفريني أنه ربما يفتت شخصية الإنسان لدرجة كبيرة؛ بمعنى أن تفقد الشخصية كل مقوماتها في التواصل الاجتماعي، والحكم على الأمور، والفعالية، والعمل، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وأن يفقد الإنسان وضعه في السلم الاجتماعي، وهذا هو المؤلم جدّاً في مرض الفصام الهيبفريني.
لا شك أن مرض الفصام الهيبفريني يفقد الإنسان مقدراته ومهاراته، ويرجعه إلى وضع يفتقد فيه كل المقدرات التي يعيش بها، أو تتطلبها حياته حتى يعيش بصورة مستقلة.
أرجو ألا تكوني انزعجت لهذه الصورة القاتمة، ولكنها حقيقة علمية، ولابد أن أوضح أيضاً أن مرض الفصام الهيبفريني في حد ذاته يتفاوت، ربما يكون المرض شديداً أو متوسطاً أو خفيفاً، والأشخاص الذين يصابون به في سن مبكر خاصة الذكور يكون فيهم أكثر شدة؛ لأن الإنسان إذا حدث له هذا المرض في صغره يكون قد افتقد المقدرة في تطوير المهارات، وبالتأكيد لم تتح له الفرصة من أجل التحصيل العلمي والتعليم، وكذلك اكتساب المقدرة على العمل؛ لأن هذه الأشياء تعتبر ضرورية جدّاً في مقاومة المرض، وذلك بجانب النضوج الاجتماعي، هذا هو الوضع بالنسبة لمرض الفصام الهبفريني..
ولا أحد يستطيع أن يحدد سبباً لهذا المرض، هناك عشرات النظريات، فمنهم من يرى أنه ربما يكون نتيجة للإصابة بفيروسات في الصغر، أو ربما تكون خللاً في كمية الأكسجين أثناء الولادة، أو تكون قد حصلت إصابات في الرأس، أو ربما يكون هنالك نوع من العامل الوراثي..
أرجو ألا تنزعجي لذلك، نحن نقول إن مرض الفصام قد تلعب الوراثة فيه دوراً، ولكن ليست الوراثة المباشرة؛ وهناك أيضاً الاستعداد لأن يحدث هذا المرض لدى بعض الأسر - ولكن هذا ليس بالضرورة -، إذن هو نوع من القبول أو الميول الإرثي، مثل ما نراه في مرض السكر والضغط وخلافه..
إذن؛ هذه هي الأسباب المعروفة لهذا المرض، وربما تتفاعل هذه الأسباب مع بعضها البعض، وقد أدخل بعض الأطباء موضوع التنشأة وصعوبة الطفولة، ولكن الكثرة الغالبة من الأطباء ترى أن ليس لذلك أهمية إلا إذا توفرت العوامل الأخرى التي ذكرتها مسبقاً.
ولا شك أن المصاب بمرض الفصام يتطلب أن يتناول الأدوية لمدة طويلة قد تمتد لسنوات، ومن الضروري جدّاً المواظبة على الأدوية، حتى إذا لم تؤد إلى تحسن فسوف تمنع التدهور، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية فعّالة ومختصرة وجيدة جدّاً، وتعالج أجزاء كثيرة كانت في الماضي لا تعالج.
ومن هذه الأدوية العلاج الذي يعرف باسم (رزبريدون)، وكذلك العلاج الذي يعرف باسم (أولانزبين)، وهناك علاج يعرف باسم (كلوزبين Clozapine)، وهذا الدواء يعتبر من الأدوية الممتازة والفعّالة في علاج مرض الفصام الهيبفريني، ولكنه يتطلب الصبر، ويتطلب أن يكون المريض تحت إشراف الطبيب؛ لأن 2% من المرضى ربما يؤدي هذا الدواء إلى علة رئيسية في الدم الأبيض، مما يتطلب إيقاف الدواء، ولكنه يعتبر من الأدوية التي نستعملها في الحالات الشديدة جدّاً، ومنها الفصام الهيبفريني.
ولابد أن أنبه أن من وسائل العلاج الممتازة العلاج التأهيلي، بمعنى أن يساعد هذا الأخ في أن يقوم ببعض الواجبات، وأن يُشعر بكينونته، وأن يُعلَّم كيف يعتني بنظافته الشخصية وبملابسه، وأن يُعلم ويدرب ويكسب المهارات الاجتماعية البسيطة.. هذه وُجد أنها تساعد كثيراً في مقاومة هذا المرض وتؤدي إلى تحسن كبير، وذلك بجانب تناول الأدوية.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وأشكرك على اهتمامك به..
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 261,054 | 2006-11-08 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
سرعة الغضب والغليان وعلاقته بأعراض مرض الفصام | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أطرح عليكم سؤالا، لكن بعد أن أحكي لكم تجربتي مع المرض.
أنا كنت فتاة متفوقة في دراستي، حيث كنت دائماً الأولى على مدرستي، وحتى في الجامعة تخرجت بتقديرات عالية.
مشكلتي بعد أن تخرجت وعملت، وجدت أن هذا ليس طموحي الذي كنت أسعى له، فانتابتني أفكار حاولت على إثرها أن أغير من قسم إلى قسم داخل نفس المؤسسة، وبالفعل انتقلت إلى قسم آخر، وبعد ذلك بدأت أحس أن الناس تراقبني، وأن زميلتي في العمل تحضر الجن، لم أستطع مقاومة كل ذلك، بالإضافة إلى غضبي السريع وغلياني الداخلي، والتفكير الكثير جداً بالعمل وبالناس، فأصر والدي على ذهابي للطبيب النفسي الذي وصف لي علاجات مختلفة لا أذكر اسمها، ولكن كل مرة كانت حالتي تسوء رغم استمراري في العمل، إلى أن ذهب بي والدي إلى طبيب آخر، ووصف لي زبركسا وبروزاك، وتحسنت حالتي بعدهما، حيث استمريت بأخذ جرعات زائدة، منهما لمدة 3 سنوات، حيث كنت آخذ 20 ملجم من الزبركسا وحبتين من البروزاك، ثم 10 ملجم من الزبركسا وحبة من البروزاك، ثم 5 ملجم من الزبركسا وحبة بروزاك.
وفي أثناء ذلك كنت أحس بالخوف من العمل والناس وقيادة السيارة، فطلبت من الطبيب أن يعطيني دواء للخوف، فأعطاني " انديرال"، وبالفعل استمريت على نفس هذه الأدوية لمدة أطول -حوالي 3 سنوات أخرى- شعرت بعدها بأن مخي يضيق شيئاً فشيئاً، فقد صرت غبية لا أفهم سريعاً كما كنت سابقاً، وكرهت القراءة التي كنت أحبها، وزاد وزني، وأصبحت أتجنب الناس وأشياء كثيرة، إلى أن قررت سنة 2005 أن أخفض من هذه الأدوية دون استشارة الطبيب، حيث بدأت بتخفيض الزبركسا إلى 2.5 ملجم، شعرت بعدها بالتحسن، ثم توقفت عن الانديرال تماماً، وشعرت بتحسن أكثر بكثير، وبعد فترة توقفت عن البروزاك وشعرت بالفعل أني إنسانة طبيعية جداً ـ والحمد لله ـ ثم بعد ذلك خفضت الزبركسا إلى 1.5 ملجم، شعرت بالتحسن أيضاً وبدأت أرجع للقراءة مرة ثانية، لكني لم أكمل الشهر، حيث أحسست بالغضب السريع والغليان لأتفه الأسباب، وعاودتني أفكار كثيرة جداً حول العمل، لدرجة أني لم أستطع أن أنام، ولذلك رجعت وأخذت 2.5 ملجم من الزبركسا، وأنا الآن أحسن بكثير والحمد لله.
سؤالي هو: هل أنا مريضة بالفصام حقا؟ وهل سرعة الغضب والغليان الداخلي الذي كنت أشعر به بدون الزبركسا دليل على وجود الفصام؟ وإلى متى يجب علي أن آخذ هذا الدواء؟ وكيف أستطيع أن أرجع لممارسة هوايتي -وهي القراءة- طالما أني لا زلت أتناول الزبركسا (2.5 ملجم)؟
وجزاكم الله خيراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،
فحقيقةً الوصف الذي ورد في رسالتك ونوعية الأدوية التي أعطاها لك الأطباء توضح أنك فعلاً عانيت من حالة من حالات الفصام، ولكن الحمد لله هو من النوع الطيب أو النوع غير الخطير، حيث أن الفصام مرض كثير الأنواع ومتعدد الجوانب، أنا أقول هذا الكلام بكل صدق وأمانة، وليس من قبيل أن أطمئنك فقط.
وأرجو أن أوضح لك أن كلمة الفصام ليست بالسوء أو ليست بالقبح الذي يعتقده الناس، هو مرض لا ننكر أنه قد يكون شديداً، ولكن الحمد لله الآن أصبح من الممكن جدّاً علاجه، وممكن جدّاً أن يعيش الإنسان حياة طبيعية، ولا شك أن الغضب الذي يحدث يكون من صميم الفصام في بعض الحالات؛ لأن الفصام كما الظنان والشكوك واضطرابات الأفكار قد يشمل أيضاً اضطرابات وجدانية، ومنها سرعة الغضب وسرعة الإثارة كما يحدث لبعض الناس.
الشيء الذي أود أن أحتم عليه هو: أن تستمري على العلاج، أرجو ألا تيأسي مطلقاً، وهنالك إشارات أن هذا المرض ناتج عن اضطراب كيميائي، هنالك مواد تعرف بالناقلات العصبية أو الموصلات العصبية، من أهمها مادة الدوبمين، ومادة السيرتونيل، يعتقد وبصورة حقيقيةً قوية ويعتد بها أن هنالك اضطرابا هو الذي يسبب هذا المرض، أي اضطرابا في هذه المادة، ولذا لابد أن نصحح هذا المسار الكيمائي بطريقة كيميائية أو بيولوجية، وهذا بالطبع لا يتم إلا عن طريق الدواء.
أنت الآن تتناولين الزبركسا بجرعة 2.5 مليجرام، وهي جرعة صغيرة جدّاً وتعتبر جرعة وقائية، أنا الذي أرجوه وأنصح به أن تستمري على الدواء، لا أقول لك مدى الحياة؛ ولكن بالطبع أنت محتاجة للدواء لمدة طويلة، أرجو أن تعتبريه مثل أي مرض آخر، مثل السكر، ارتفاع الضغط وخلافه: وكل هذه الأمراض المزمنة والتي يتعايش معها الناس بصورة جميلة.
حقيقةً ما حدث لك من سوء في التركيز هو بالطبع يحدث مع هذا المرض في بعض الحالات، والدواء الذي كنت تتناولينه -وهو الزبركسا والبروزاك- لا يؤدي مطلقاً إلى شعور بالتبلد أو عدم التركيز، بل على العكس تماماً هذه الأدوية الحديثة يحمد لها أنها تحسن التركيز، فإذن أرجو أن تستمري على علاجك.
وأرجو أيضاً أن تمارسي الرياضة؛ لأن الرياضة تنشط الإفرازات الكيميائية وتحسن التركيز، وكذلك تؤدي إلى نقصان الوزن، والذي بالطبع هو نتج عن تناول الزبركسا.
أؤكد لك مرة أخرى أنه لا يوجد أي تعارض مع القراءة وتناول الزبركسا، أنا أعرف أساتذة في الجامعات أصيبوا بهذا المرض، وهم يقومون بدورهم العلمي بصورة رائعة، ويتناولون الأدوية مثل الزبركسا أو الرزبريدال أو الأدوية المشابهة.
أرجو أن ترجعي إلى هوايتك وهي القراءة، اقرئي مواضيع قصيرة، كرري الموضوع أكثر من مرة، هذا إن شاء الله يحسن التركيز، وحين تقرئين أي موضوع لا تشغلي نفسك بالأمور المستقبلية أو الأمور الماضية، ركزي على ما أنتِ فيه، وستجدين إن شاء الله عوناً كثيراً في ذلك.
هنالك أيضاً حقيقة ثابتة، وهي أن قراءة القرآن الكريم والمواظبة عليه تحسن التركيز وترفع من ملكات الحفظ بإذن الله تعالى.
أرجو أن أؤكد لك أن مرضك هو مرض طبي، وهو إن شاء الله قابل للشفاء، وأرجو أن تكوني حريصة جدّاً على الاستمرار في الدواء.
وبالله التوفيق. | د. محمد عبد العليم | 255,221 | 2006-07-26 | الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام |
Subsets and Splits