Question Title
stringlengths 9
112
| Question
stringlengths 26
20.6k
| Answer
stringlengths 233
15.1k
| Doctor Name
stringclasses 66
values | Consultation Number
int64 316
2.55M
| Date of Answer
stringlengths 8
10
| Hierarchical Diagnosis
stringclasses 123
values |
---|---|---|---|---|---|---|
أتعبتني الخيالات الانفعالية، فما هو العلاج؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ سنوات من تخيل بعض المواقف في ذهني، حول خلافي أو شجاري مع شخص ما، وأشعر بانفعال شديد بسبب هذه الخيالات، لدرجة تصل إلى ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ، وارتفاع الضغط، فذهبت إلى طبيب القلب، ووصف لي دواء الإندرال، ولكني ما زلت أعاني من الخيالات، فما سببها؟ وهل لها علاج؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
ظهور خيالات أو أفكار واقعية أو غير واقعية، وتكون كثيرة ومكثفة، وتؤدي إلى مضايقات وتغيرات مزاجية، وحتى تغيرات فسيولوجية، مثل: ظاهرة تسارع ضربات القلب التي تحدث لك، هذا -يا أخي- يدل على وجود قلق نفسي داخلي، وكذلك وجود احتقانات نفسية.
كثيرًا ما تتحول مشاعر عدم الرضا إلى نوع من الطاقات النفسية التي تظهر في شكل خيالات، أو الظواهر من النوع الذي تحدثت عنه؛ فأنا أقول لك: حاول أن تعبر عن نفسك، لا تسكت عن الأشياء التي لا ترضيك، عبر عن نفسك أولًا بأول، وفي حدود الذوق، وما هو مقبول اجتماعيًا.
ثانيًا: أكثر من الرياضة؛ الرياضة تمتص كل هذه الانفعالات السلبية، وهذه الأفكار القلقية المحتقنة، فاجعل الرياضة برنامجاً ضرورياً وأساسياً بالنسبة لك، أيضًا تمارين الاسترخاء والتي لها عدة أنواع، أفضلها تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، لو حرصت على تطبيقها بصورة صحيحة سوف تجدها ذات فائدة عظيمة.
إذا قابلت أخصائياً نفسياً متمرساً، يمكن أن يدربك على تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وإن لم يكن ذلك ممكنًا أو متاحًا، فيمكنك الاستعانة بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء؛ كما توجد عدة كتيبات ووسائط أخرى توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
بقي بعد ذلك أن أقول لك: يمكنك تناول أحد الأدوية البسيطة جدًا التي تمتص هذا النوع من الانفعالات السلبية، الدواء يعرف باسم دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 ملجم، كبسولة واحدة ليلًا لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة كبسولة في الصباح والمساء لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء ممتاز ودواء سليم وفاعل وغير إدماني.
سيكون من المفيد جدًا أن تستفيد من هذا القلق المحتقن في السعي لتطوير ذاتك، والاجتهاد في وظيفتك مثلًا، وفي عملك، الإكثار من الاطلاع، القراءة، الدخول في برنامج لحفظ أجزاء من القرآن الكريم، الحرص على التواصل الاجتماعي، عدم التخلف عن الواجبات الاجتماعية، وأن يكون لك دور إيجابي جدًا في أسرتك؛ بهذه الكيفية تكون قد سخرت طاقاتك كلها، خاصة طاقات القلق والدافعية لتصبح طاقات إيجابية وتفيدك كثيرًا، -وإن شاء الله تعالى- تنتهي هذه الخيالات حتى وإن كانت أحلام يقظة، سوف تختفي تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,550,657 | 2024-10-15 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعيش في الخيال أكثر من الواقع، فكيف أتخلص من ذلك؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، عمري 17 سنة، منذ صغري وأنا أعاني من الخيال بشكل مفرط، وأتخيل شخصيات الكرتون والأفلام، وأصنع عالمًا كاملًا بعقلي من الخيال، وأتخيل لساعات طويلة وأعتزل الناس، وأكره الخروج لفترة طويلة، ثم أدركت أني ضيعت أيامي وسنواتي في الخيال بلا فائدة.
حاولت التوقف عن الخيال فتولد لدي التفكير الزائد، أفكر وأحدث نفسي طوال الوقت دون توقف، وأمشي في الشارع وأحدث نفسي، حتى وقت الاستحمام والأكل، ولا يمكنني التركيز، وفي لحظات الهدوء أسمع أصواتاً في رأسي وكأني موجودة في تجمع من الناس، أو أتذكر أصواتاً سمعتها في الأفلام، وهذا الشيء لاإرادياً وأعانيه طوال الوقت، ولدي خيالات بأني أشرب علبة الدواء، وأقطع يدي بالسكين، وأقصد أفكاراً حول الموت.
أعاني من الخمول، وأشعر بالفراغ وأبكي، ومهما حاولت الانشغال أنشغل لفترة وبعدها يعود التفكير والضيق.
ماذا أفعل؟ وهل ما أعانيه طبيعي؟ ولو كان طبيعيًا فهل يلازم التفكير الإنسان دون تحكم؟
منذ صغري والشيء الوحيد الموجود برأسي هو الخيال، وكأن روحي عالقة بجسمي، العالم يدور في عقلي بدون تركيز على الواقع، ومهما حاولت أشعر بالضيق وأبكي، وأشعر بالاكتئاب، لا أدري كيف أتصرف وماذا أفعل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حقيقةً قرأتُ سؤالك أكثر من مرّة لِما فيه من بعض الغرابة، ولكن بشكل عامٍ أريدُ أن أقول: أحيانًا الحدّ الفاصل بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي -كبعض الأمراض النفسية- حدٌّ رقيقٌ أو دقيقٌ جدًّا؛ بحيث يُمكن أن يختلط ما هو طبيعي مع ما هو غير طبيعي.
أختنا: الوضع الطبيعي أن الإنسان عنده قدرة عجيبة على التخيّل؛ فيمكن أن يتخيّل أشخاصاً وأماكن وحواراً وأموراً أخرى، ويمكنه أن ينقطع عن الواقع ويعيش معها؛ إلَّا أن هذا بالشكل الطبيعي يكون لفترة عابرةٍ، وقصيرةٍ جدًّا.
أمَّا الجانب غير الطبيعي: فهو أن يدخل الإنسان في حالة ذُهانية وينفصل تمامًا عن الواقع، فيبدأ بتخيّل أشياء أو أشخاصاً، ويمكن أن يسمع أصواتاً، وهذا واضح بأنك بدأت تسمعين أصواتًا في رأسك؛ فهذا ليس من الأمور الطبيعية، فربما -وأقول ربما- قد تجاوز الأمر الحد الطبيعي، وخاصةً أنك في سِّنِّ 17، وفي بعض الأحيان هذه السّن يكون فيها ظهور أعراض الحالات الذُّهانية.
لا أريد أن أستبق أو أشخِّص من خلال استشارة إلكترونية، ومن خلال سؤالك هذا؛ فالاستشارة تبقى استشارة عن بُعد، ولكن أنصحك أن تُراجعي أحد الأطباء، ليس بالضرورة طبيبًا نفسيًا، وإنما حتى الطبيب العام -طبيب الأسرة- كخطوة أولى؛ لأن من رأى ليس كمن سمع، وهذا الطبيب مهما كان تخصُّصه سيسألُك بعض الأسئلة، ويصل إلى قناعة فيما إذا كان ما تُمارسينه من تخيُّلات وحديث الذَّاتِ أمرٌ طبيعي، أم أنه تجاوز الأمر الطبيعي، وهو بدوره يستطيع أن يُوجّهك إلى الخطوة التالية.
فإذًا ما ورد في سؤالك لا يكفي لتأكيد التشخيص، فلا بد من المعاينة المباشرة من خلال طبيب خبير، يضع التشخيص الدقيق، ثم ينصحك بالخطوة التالية للتخلص من كل هذا، وللبدايةَ بالشعور بالهدوء الذهني والخيالي، ولتُمارسي حياتك بشكل طبيعيٍّ -بإذن الله-.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأرجو ألَّا تتأخري أو تترددي في اتخاذ الخطوة الأولى التي ذكرتُها لك، فالتدخُّل المبكّر يُبشّرُ بنتائج أفضل، والله الموفق. | د. مأمون مبيض | 2,544,364 | 2024-06-27 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
ما هو علاج الأفكار والخيالات الوسواسية التي تسيطر علي؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة عمري 17، لما كنت صغيرة كنت أعاني من التنمُّر، وبسبب هذا صرت أتخيل شخصيات المسلسلات والكرتون والأفلام، وأعمل عالَمًا كاملًا لي، لساعات فقط، وظللت سنوات طويلة على هذه الحالة.
وبعد ذلك فجأة جاءتني لحظة إدراك أني ضيعتُ سنوات في التخيل فقط، وحاولت أن أتوقف لكن صار عندي تفكير مفرط؛ فأظلُّ أحكي مع خيالي دون توقف، عندما آكل وأتحمم وأعمل أي شيء، أظلُّ أحكي مع نفسي وأفكر، حتى عندما يكون معي أحد يحكي بجانبي لا أتوقف عن التفكير، وغير قادرة على التركيز، أظلُّ أتخيل أني أحكي مع أحد، وأعمل محادثة كاملة، وإذا أنا في موقف ما ماذا سأعمل؟ أو غلطة ما عملتها كيف سأصلحها؟ وهكذا، وهكذا.
وصرت أتخيل أني أشرب علبة الدواء كلها، أو أقطع يدي بسكينٍ، وصار الوضع متعبًا، وغير قادرة على التركيز على أي شيء، لما أكون لوحدي أحس بفراغ وأظلّ أبكي، وأحاول أن أركز أمامي لكن عقلي في محل آخر، وأحاول قدر ما أستطيع لكن تظل عندي رغبة في شيء، حتى أني أفكر في المستقبل أني سأشفى؛ فتجيء فكرة أني مستحيل أن أشفى، وأهون عليّ هذا الشيء بأني أنتظر الموت وأني سأرتاح ممّا أنا فيه!
قلت: سأصبر؛ والله تعالى أكيد يبتليني للخير، فقط أظل أحس باليأس، وبعض المرات لما أكون وحدي أسمع أصواتًا وكأني في تجمُّع، أو أسمع صوتًا لحلقات حضرتها، أو أغانٍ، وحتى لما أجيء للنوم أخاف، وصرت أخاف من كل شيء؛ كأني أعيش في ضغط، ولا أعرف كيف أتصرف.
ساعدوني، وشكرًا لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولًا: الحمد لله أنك بخير وتمكنت من مقاومة الأفكار السلبية وأنت في هذا العمر، فهذا فضلٌ ونعمةٌ من الله سبحانه وتعالى عليك.
ثانيًا: نقول لك: أحيانًا يلجأ الإنسان إلى الهروب من الواقع إلى عالم الخيال، ويتقمَّص بعض الناس الشخصيات الأسطورية أو شخصيات لا وجود لها؛ كما في المسلسلات التي خرجتْ من خيال كاتب القصة، فيجد الشخص نفسه في هذه الشخصية، أو يجد حلًّا لمشاكله وضغوطه النفسية في هذه الشخصيات، أو الأدوار التي تقوم بها، ولكن سُرعان ما ينكشف هذا الغطاء؛ لأنه كان يعيش في عالَم افتراضي وليس واقعيًا؛ ممَّا يُؤدي إلى الشعور بالإحباط أو اليأس.
ثالثًا: نقول لك: إنَّ مواجهة الواقع بالطرق العقلانية هو الحل لما تُعانينه، فأنت ما زلت في بداية شبابك، ولديك العديد من القدرات والإمكانيات والمهارات الكامنة، التي يمكن تفجيرها واستغلالها لبناء شخصية قويّة تتمتع بصفات نبيلة، وتتطلّع إلى مستقبلٍ زاهرٍ، مليء بكل ما يُفرح النفس ويُسعد الحال.
المطلوب منك -ابنتنا العزيزة- هو وضع أهدافك الذكيّة، ودراسة الوسائل لتحقيقها بالطرق الواقعية، ويكون هذا السؤال دائمًا في ذهنك: ماذا أريدُ؟ وكيف أصل إلى ما أريد؟ واعلمي أن التوفيق بيد الله، فما عليك إلَّا العمل بالأسباب، واستشارة مَن هم أعلم منك في شؤون الحياة، واعلمي أن لكل مجتهدٍ نصيب، وبلوغ القمم يحتاج لصبرٍ ومثابرةٍ.
نُرشدك إلى قراءة قصص الناجحين، والاطلاع على سِيرهم الذاتية، وكيف تخطوا الصِّعاب والعقبات، وأصبحوا مناراتٍ في عالَم العلم والمعرفة والاختراعات؛ فإذا انشغل القلب بما يُفيد فسينزاح عنه ما لا يُفيد.
أخيرًا: نوصيك بالمواظبة على الصلاة، وقراءة القرآن، وبر الوالدين؛ فإنها مفاتيح للخير، وطمأنينة للقلب بإذن الله.
وبالله التوفيق. | د. على أحمد التهامي | 2,543,834 | 2024-06-23 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
تخيلاتي المفرطة لدرجة الهوس تشعرني بالجنون! | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من تخيلات مفرطة لدرجة الهوس، فعلى سبيل المثال: قرأت قصة من صنع الخيال، كأني بطلة هذه القصة، وصار الموقف كأنه معي أو مع غيري، وبدأت بنسج الخيال، أو حتى أي شيء شاهدته أو رأيته أتخيله كثيرًا، والمشكلة تكون تخيلات مع أبطال القصة.
أعاني من هذه المشكلة منذ الابتدائي، وحاليًا أنا في الجامعة، وهذه المشكلة أثرت على علاماتي الدراسية، وأنا أسبق الأحداث قبل حدوثها وأتخيلها، وأشعر أني أعصي الله تعالى؛ لأني أفكر في الغيب، وأشعر أني بدأت أصاب بالجنون، وحاولت عدة مرات عدم التفكير، وأحياناً أشعر أني أريد البكاء، وأصبحت أغضب كثيرًا، وأصاب بالاختناق، وأحيانا أفكر في الانتحار، ثم أستغفر الله.
أصبح حالي لا يعجبني من كثرة هذه التخيلات التي تملأ رأسي، وأشعر أنها ثقيلة، فأرجو تشخيص حالتي، هل هي حالة مرضية أم لا؟ وهل هي حالة خطرة تستدعي الذهاب إلى طبيب نفسي أم لا؟
مع العلم أني خجولة، ولست منعزلة، وأخالط الناس، ولا أعاني من مشاكل عائلية كبيرة.
شكرًا على إتاحة المجال للاستشارة والاستفسار، ووفقكم الله. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dihia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخيال هو وسيلة نفسية دفاعية يستخدمها الإنسان لإحداث التوازن النفسي في تحقيق رغبات أو أمنيات قد يصعب تحقيقها فى الواقع، أو استدعاء أحداث في الماضي، وتخيل التصرف فيها بطريقة مختلفة؛ للتغلُّب على الشعور بالضعف، والقهر، والانتقام للذات.
وقد يكون الخيال خيالًا إيجابيًا في التخطيط والاستفادة من دروس الماضي، أو التطلع لمستقبل أفضل، أو حتى التغلُّب على الإجهاد النفسي بسبب مواجهة صعوبات الحياة، ويحدث هذا غالبًا في الشخصيات التى تميل إلى الانطواء، وتميل إلى الانسحاب الاجتماعي، وعدم القدرة على المواجهة، وعدم التعبير عن الرأي، أو الخوف من الفشل، أو التعرض للنقد، وأيضًا ضعف الثقة بالنفس.
أحيانًا يتحول الخيال إلى ظاهرة مرضية كنوع من الاضطرابات النفسية، مثل: الوسواس القهري، من اقتحام أفكار مزعجة، والاسترسال فيها لوقت طويل على حساب أشياء مهمة يجب القيام بها فى الواقع، ويؤدي ذلك إلى عدم القدرة على السيطرة على هذه الأفكار، وما يتبعها من الشعور بالذنب ولوم الذات، والشعور بالاكتئاب، كما هو الحال فيما تعانين منه؛ ولذلك يجب عليك البدء فى العلاج النفسي فى أقرب وقت، وذلك من خلال زيارة أحد المراكز المتخصصة فى الصحة النفسية.
والعلاج يشمل جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT)، وبناء الثقة بالنفس، والتغلُّب على الأفكار السلبية، وتغيير نمط السلوك، واتباع أساليب حياة صحية.
ويلعب العلاج الدوائي دورًا مهمًّا فى علاج أعراض الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق النفسي؛ من خلال العقاقير المضادة للاكتئاب (Antidepressants)، وهى كثيرة ومتنوعة، وآمنة وفعالة، لكن يجب استخدمها تحت إشراف طبي مباشر، ومعظم الحالات تستجيب استجابة جيدة كلما كان العلاج مبكرًا، ومستمرًا.
ندعو الله لك بالشفاء التام والعاجل. | د. عبدالمنعم محمود عبدالحكم | 2,541,965 | 2024-06-03 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعيش في أحلام اليقظة وإدمانها، فكيف أعود للواقع؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من أحلام اليقظة المرضية وإدمانها، وكنت أعاني من هذه المشكلة منذ الإعدادية، وكنت دائمًا أحلم أني من المتفوقات، وهذا لأني لست عملية وأحب المثالية، وكنت دائمًا أتخيل نفسي ذلك الشخص الذي يلتف الجميع من حوله.
في المرحلة الثانوية واجهت مشكلة أخرى، لا أعلم هل هي بسبب أحلام اليقظة أم لا، وهي الوسواس القهري في الدين والطهارة، أنا -بفضل الله- ملتزمة بالصلاة، وزاد الوسواس القهري معي، خصوصًا في الصف الثالث الثانوي، وذهبت إلى الطبيب وشخصني OCD، ولم أكمل جلسات العلاج لظروف مادية.
حاولت معالجة نفسي في الجامعة، فتخف الأعراض مرة وتزداد مرات أخرى، ومنذ عدة أشهر منذ شهر 10 السابق، وأنا أعاني من أحلام اليقظة بشكل مفرط ومرضي، أي أني أشغل الأناشيد وأسرح معها، وأمارس الرياضة وأسرح بخيالي، أدمنت ذلك رغم أن ما أسمعه أناشيد دينية، ولا أسمع الموسيقى.
تطور الأمر كثيرًا، خصوصًا وأني أعاني من مشاكل اجتماعية مع أسرتي بسبب الدين، فهم يمنعونني من النقاب وبعض الأمور الاجتماعية، ومررت بفترة نفسية صعبة والسبب فسخ خطبتي، وحدث ذلك في الفصل الدراسي السابق، وأنا اتخذت هذا القرار بعقلي، لأن الشاب ليس متدينًا، ولكن قلبي متعلق به، وهذا أدى إلى زيادة أحلام اليقظة، وأهلي كانوا يريدون زواجي من الشاب وبقوة، وخاصة أمي، وهذا الأمر أدى إلى مشاكل كبيرة، فوالدتي تقوم الليل وتدعو الله حتى أصبح من نصيبه، وهذا الشيء يصعب الأمر عليّ، فكلما حاولت نسيانه لا أستطيع وأفكر في كل شيء يتعلق به. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولًا: الحمد لله أنك وصلت لهذا المستوى من التعليم، وهذا إن دلَّ فإنما يدلُّ على اهتمامك بتحقيق أهدافك وطموحاتك التي كنت تحلمين بها، فنقول لك:
أحلام اليقظة إذا تبعتها خطوات عملية، وأثمرت وحققت المراد تكون إيجابية، أمَّا إذا كانت مجرد أحلام، وليس هناك اجتهاد أو عمل بالأسباب لتحقيقها، فهي تكون بالفعل كالسراب.
ثانيًا: موضوع الوسواس القهري هو اضطراب نفسي، وله أسبابه البيولوجية والشخصية والاجتماعية، وهو يصطاد دائمًا في مقدسات الشخص، أو مخاوفه، ممَّا يجعله يشعر بالقلق والتوتر نتيجة الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية.
وعلاجه باختصار هو التجاهل والترك، وتحمُّل القلق الناتج عن ذلك، أي عدم الاستجابة للفكرة (للتكرار أو للإعادة)، كما في حالة الطهارة والصلاة، ويتذكّر الشخص دائمًا أنه مريض وليس على المريض حرج، والله تعالى أعلم بنيته، خاصة فيما يتعلق بأمور العبادات.
ثالثًا: بالنسبة لموضوع التعلُّق بالخاطب بعد فسخ الخطبة، نأمل ألَّا تكوني قد استعجلت في القرار، والموازنة بين رغبة الوالدين ورغبتك الشخصية أمرٌ مهمٌّ، والفصل في ذلك ما جاء به الشرع في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ).
فالخلق والدين هما المعيار في اختيار الزوج، فأنت رفضتِه بالعقل بسبب عدم التزامه دينيًّا، وإذا علم بسبب الرفض ربما يكون ذلك سببًا في هدايته، ويلتزم قبل وبعد الزواج. ولتتوجه الوالدة بالدعاء له بالهداية، عسى أن يستجيب الله تعالى لدعائها.
أمَّا التعلّق العاطفي فعلاجه الدعاء وتوثيق الصلة بالله، وقطع الأفكار عن التفكير في ذلك الشاب، فالله تعالى قادر أن يُغنيك عن ذلك الذي رفضته بمن هو أفضل.
وأخيرًا نقول لك: ما دمت متمسكة بدينك فالله تعالى لن يضيعك، وناصرك حقًّا وسيغنيك من فضله، فهو الخالق لكل شيءٍ ويعلم كل شيء، ورضاه أولى قبل رضا الخلق، وقد قال: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون} [سورة البقرة:216].
وفقك الله لكل خير وسدد خطاك. | د. على أحمد التهامي | 2,541,396 | 2024-05-27 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أغرق في أحلام اليقظة فيضيع تركيزي وتتأثر دراستي! | السلام عليكم ورحمة الله. وبعد:
أحب أن أشكركم على جهودكم التي تقدمونها -بارك الله لكم-.
أرسلت إليكم استشارة أشكو فيها من مشاكلي واقتراب الامتحانات.
أنا في مشكلة خطيرة جدًا وهي أحلام اليقظة؛ حيث إنني أغرق في التفكير، يعني مثلا أتخيل أني لاعب كرة مشهور، وأغوص بها بالساعات، أو أدخل الحمام لأتوضأ فأغرق في التفكير في أنني غني، وذكي وناجح؛ حتى تضيع الصلاة وأسرح بها خلال الصلاة، وأحيانا أجلس لأذاكر فأسرح كأني شيخ مشهور، وأقول فتاوى والناس تصدقني مثل: الإمام الشافعي؛ لأني أطمح أن أكون مثله، أو الإمام أبي حنيفة؛ لأني أريد أن أكون غنيًا؛ فيؤثر ذلك على حفظي، لا أحفظ سطرًا، وأيضًا لا أذاكر، وأكون دائم السرحان، وبهذا المعدل لن أكون مثل الشافعي، ولا حتى واحدًا على ألف مليار منه.
أرهقتني والله كثيرًا هذه الأمور، ودعوت الله تعالى، فدلوني ماذا أفعل؟ لأني اذا استمرت حالتي هكذا سأضيع ديني ودنياي، سأعيش فقيرًا فاشلاً، وأيضًا في الآخرة أكون من الهالكين.
أريد أن تشيروا عليّ بخطوات، أحاول اتبعاها بدون أدوية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن أرجو أن تساعدوني؛ لأن امتحاناتي في 21/6 وأنا ضائع كما قلت في الاستشارة، وهناك مواد لم أفتحها، وأريدكم أن تشيروا عليّ عن كيفية استغلال وقتي للامتحان، كيف أحصل على أعلى مجموع إن شاء الله، وألتحق بالكلية التي أريدها، بارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تقدمت أنت بسؤال بتاريخ 12/4/2024، ورقم السؤال هو 2538621، وقد أجاب عليه الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، ولا شك أنه قد زودك بإجابة رصينة جدًا، إذا أخذت بها هذا هو الحل، وقد أوضح لك كل التفاصيل المهمة، والخطوات التي يجب أن تتبعها.
وأنا أقول لك من الناحية النفسية: إن أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، أحلام اليقظة إذا كانت في حدود المعقول يمكن أن يستثمر من خلالها الإنسان في مستقبله، ويحاول أن يستفيد منها كطاقة نفسية قلقية إيجابية من أجل أن يحسن الدافعية لديه، من أجل الإنجاز.
الحل النفسي هو أن تحقر هذه الأفكار، أن توقفها، أن تخاطبها مباشرة، أنتِ أفكار حقيرة، لن أكون مثل الإمام الشافعي، ولكن إن شاء الله تعالى سأتزود بالعلم الشرعي بقدر ما أستطيع ..وهكذا، وتصرف نفسك إلى دراستك، ومن المهم جدًا أن تتصور وتتأمل نفسك بعد 5 سنوات من الآن، نعم، عش حلم اليقظة هذا، من أنه عندما يكون عمري 22 أو 23 سنة مثلًا، يجب أن أكون قد أكملت الجامعة، وأكملتها بتفوق، وأضع خططي من أجل الحصول على الماجستير، ثم الدكتوراة، العمل، الزواج، بمعنى أن تستبدل أحلام اليقظة الحالية بأحلام محفزة وواقعية، وتبني فيك الدافعية إن شاء الله تعالى.
تجنب السهر هذا مهم جدًا للحد من أحلام اليقظة، وحتى وإن كانت امتحاناتك قريبة جدًا، لكن يجب أن تخصص نصف ساعة إلى ساعة لممارسة الرياضة، وكذلك تخصص 10 دقائق في الصباح، و10 دقائق في المساء لتطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك استرشادًا بأحد المواقع الموجودة على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكن الاستعانة باستشارة إسلام ويب التي رقمها ^21360156، والتي توضح كيفية تمارين الاسترخاء.
أنت ذكرت أنك لا تريد دواء، وهذا أمر نقدره ونحترمه، لكن إذا تناولت أحد مضادات القلق البسيطة سوف يساعدك كثيرًا، حبة واحدة من عقار موتيفال ليلًا لمدة شهرين سيقلل كثيرًا من هذه الأفكار القلقية التي تتساقط عليك وتشتت من انتباهك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,539,319 | 2024-05-12 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
كيف أتعامل مع أحلام اليقظة المفرطة وسخط الوالدين؟ | السلام عليكم.
أنا فتاة، بعمر 22 سنة، أدرس في الجامعة، أعاني من أحلام اليقظة المفرطة منذ سنين عديدة، ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة ساءت حالتي كثيراً، فأصبحت فاشلة في دراستي بعدما كنت متفوفة فيها، كما أن علاقاتي أصبحت سيئة جداً، خاصة علاقتي مع أمي التي أحبها كثيراً، أصبحت أقسو عليها وأغضبها وأجرحها، كما أني أصبحت أضربها، ولكني أندم كثيراً بعد فعل هذا.
أحاول كثيراً أن أمسك أعصابي، لكن لا أستطيع، حاولت مرات عديدة التخلص من أحلام اليقظة المفرطة التي أشعر أنها دمرت حياتي، لكني لم أستطع، خاصة وأن أمي أصبحت تقول عني بأني مسخوطة، وتدعو علي كثيراً.
أرجوكم ساعدوني، فنفسيتي متأزمة، ولا أدري ماذا أفعل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية: لا أعرف كيف ستشعرين بالراحة وأنت تؤذين أمك ووصلت معها لمرحلة الضرب؟! فهل هذا هو الجزاء الذي تنتظره أمك منك بعد أن رعتك منذ طفولتك حتى كبرت؟
قبل أن نجيب على سؤالك أدعوك للتفكر في حالك مع أمك وأهمية برها، ووجوب ذلك عليك، فحل مشاكلك يبدأ من خلال الإحسان لها، فما تقومين به من كبائر الذنوب، ورضا الله في رضا الوالدين، وفي آيات كثيرة يأمر الله الأبناء ببر والديهم، يقول تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) إلى أن يقول (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما) نهى الله عن مجرد قول أف! فما بالك وأنت تضربينها؟ ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة عاق)، فاحذري أن تنالي غضب الله بسبب عصيانك لوالدتك، فابدئي من الآن في فتح صفحة جديدة معها، بأن تعتذري منها وتقبلي رأسها، وتطلبي منها السماح والصفح عنك، ثم تقومي بما يرضيها، وتحتسبي ذلك الأجر عند الله، وعليك أن تتحمليها لو غلطت في حقك، فهي أمك وليس العكس.
أما أحلام اليقظة كمشكلة فهي انغماس الشخص بالأحلام في وقت غير مناسب، على نحو يتضمن عدم القدرة على التركيز، والمؤشر الأساسي لوجود مشكلة هو أن تعوق أحلام اليقظة عمل الشخص، وتزايد طول الفترة التي يقضيها الشخص في هذه الأحلام يوماً بعد يوم يعتبر مؤشراً على تفاقم المشكلة، ويلجأ الإنسان إلى أحلام اليقظة لعدة أسباب منها:
أولاً: إدراكه أن أحلام اليقظة أكثر إشباعاً له من حياته الواقعية: عندما يشعر أن حياته الواقعية صعبة جداً، أو أنها غير مُشبعة بشكل غير عادي، وفي هذه الحالة تُصبح أحلام اليقظة مهرباً ممتعاً.
ثانياً: الخجل: فالأشخاص الذين لا يستطيعون أحياناً الوصول إلى مبتغاهم في الحياة فإنهم يلجؤون إلى أحلام اليقظة، مثال ذلك الشاب الذي يُعجب بفتاة، ولكنه لا يستطيع الوصول إليها والتحدث معها، فتجده يتخيل أنه يحادثها، وأنهما اتفقا على الزواج والبيت والأولاد.
ثالثاً: أحلام اليقظة هي وسيلة لتفريغ الضغوط النفسية التي يواجهها الإنسان، ولا يستطيع التغلب عليها بالواقع، فيلجأ إلى أحلام اليقظة لأنها الطريق الأسهل للمواجهة.
إن أحلام اليقظة لها فائدة عندما تكون وسيلة للتخطيط والوصول إلى أهدافنا، مثال ذلك عندما تحلمين وتتخيلين أنك دكتورة في الجامعة، أو رئيسة الجامعة، وتمتلكين الإمكانيات التي تُساعدك على ذلك، وتبدئين بتحقيق هدفك، أما عدا ذلك فأحلام اليقظة مضيعة للوقت؛ لأنك ستستيقظين على الواقع الحقيقي الذي تعيشينه مع أهلك وبيتك وصديقاتك.
إذا لم تعي أن أحلام اليقظة هي تخيل تنسجينه بنفسك، فأنت ستنتقلين من حلم إلى حلم أكثر عمقاً، ويختلف عن الحلم الذي سبقه.
إن من أهم ما قمتِ بذكره في مشكلتك هو: ضربك لأمك! فهذه بحد ذاتها مشكلة أكبر وأعظم من مشكلة أحلام اليقظة التي تمرين بها، فهذا أمر يُغضب الله، وفيه عقوق للأم، وتعدي على كرامتها، وقد أمرنا الله وحثنا الرسول على طاعة الوالدين والإحسان إليهما مهما بدر منهما، وليس ضربهما والاعتداء عليهما.
على أية حال، فيما يلي إرشادات عملية نأمل منك تطبيقها للمساعدة في حل مشكلتك:
بالنسبة لضرب أمك: لا تعتدي على أمك بالقول أو الفعل، وتحكمي بأعصابك من خلال الابتعاد عن المكان الذي تتواجد فيه في تلك اللحظة، وفي كل مرة ينشأ خلاف بينكما كوني عقلانية في القول والفعل، فإذا انفعلت والدتك كوني هادئة، وإذا ذمتك أو انتقدتك فلا تردي عليها بالمثل، وتذكري أنها أمك، وإذا أردتِ أن تعبري عن عدم رضاكِ عن شيء قالته أو فعلته، فأول شيء تقومين به هو التبسم وعدم العصبية التي تضيع الحلول، وبعد أن تنتهي من كلامها اطلبي منها أن تسمعك.
الحوار بين الآباء وأبنائهم نقطة مهمة في التحول الإيجابي لتعديل السلوك الخاطئ.
بالنسبة لأحلام اليقظة:
أ- استثمري وقتك بأشياء مفيدة: فالتخيل عادة يزيد عند الإنسان عندما يمتلك وقتاً كبيراً دون عمل أو دراسة أو ممارسة هواية ما، لذا عليك ملء وقتك بأنشطة مفيدة، مثل قراءة القرآن الكريم، قراءة كتب مفيدة، المشاركة في أنشطة تتوافق مع شخصيتك، فإذا قمتِ بأعمال ونشاطات وقراءات مفيدة ستشعرين بأهمية ذاتك، وستهدأ أعصابك.
ب- إن وعيك على أن لديك مشكلة أساسها الإفراط في أحلام اليقظة، هذا بحد ذاته يشكل جزءًا كبيراً من العلاج، فأنت تعلمين أين تكمن المشكلة، ولكن ربما لازم أحلام اليقظة لديك بعض الاضطرابات التي أثرت في دراستك وحياتك بشكل عام، ومن هذه الاضطرابات الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب، والتي نجمت عن الاستغراق في أحلام يصعب تحقيقها بشكل واقعيّ، مما يجعلك أكثر عصبية وعدوانية، لذا فأنت بحاجة إلى ممارسة التفكير الواقعي؛ لتخفيف أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، وهذا يكون من خلال وضع أهداف عملية واضحة تقومين بإنجازها.
الانشغال بتحقيق أهداف قابلة للتحقق سيجعلك تركزين أكثر بما تقومين به، وتبتعدين عن عالم الأحلام الافتراضي الذي تعيشين فيه، مما يجعلك أكثر تصالحاً مع نفسك ومع الآخرين، وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعيّ.
بناء على ذلك ضعي أهدافًا، واعملي بِجد على تحقيقها ضمن فترات محددة، مثل:
- سألتحق بدورة لتعلم إحدى اللغات الأجنبية.
- سأنتسب إلى ناد رياضي مسائي.
- سأقرأ قصة، رواية، أي كتاب.
- سأحقق مُعدلاً عالياً في دراستي الحالية.
وفقك الله -أختي الكريمة-. | د. عبد الرحمن جرار | 2,435,763 | 2024-05-01 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعاني من الاضطراب النفسي ولا أدري هل هو ذهان أم لا! | السلام عليكم.
أعاني من مشكلة نفسية، أتمنى منكم تشخيص حالتي.
- منذ 3 سنوات وأنا أشعر وكأن نفسي منشطرة إلى اثنين، ولا أستطيع أن أعيش بتركيز واحد أبدًا! فمثلاً أشاهد التلفاز، أو أقوم بالتسوق، أو أذهب للجامعة، ويكون تركيزي على نفسي وأفكاري، ولا أستطيع أن أتخلى عن هذا التركيز، بمعنى أنسى أن أشاهد نفسي، ويبقى هذا التفكير ملازماً لي، وأقوم بتكوين حوارات أو مواقف حسب الحالة المزيفة، أريد أن أعيش بحالة واحدة بدون الكلام الداخلي.
- أيضًا تأتيني أفكار قبل حدوثها؛ فمثلاً كان والدي يعاني من مرض، وأنا أفكر عند الموت ما سيكون عليه موقفي، وردة فعلي، وهل سأبكي؟ وفعلا أثناء وفاته وعندما عانقته سمعت صوتًا بداخلي يقوم بسب والدي، وأنا أرفض الفكرة، بمعنى أن الأفكار لم تختف مني حتى أثناء موته وتشييعه، ولم أستطع البكاء، ولا حتى الشعور بالحزن، على الرغم من حبي لوالدي، وينتابني تأنيب الضمير، وأشعر بالندم، ولا أستطيع أن أعبر عن مشاعري.
- أيضًا أصبحت حساسًا جدًا، وأقوم بتحليل أي موقف، وأي كلام، كما أنني خجول جدًا.
- ضعفت دراستي وقابليتي على الحفظ تمامًا، على الرغم من القراءة مرارًا وتكرارًا.
- كما أعاني من الأرق على الرغم من تناول الأدوية.
فما سبب مشكلتي؟ وهل أعاني من ذهان أم من مشكلة نفسية؟ وما الحل؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على الثقة في الموقع.
الظواهر التي تعاني منها على مستوى التفكير: الظاهرة الأولى طبعًا تدلُّ على وجود قلق، وأحلام يقظة.
والظاهرة الثانية: تدلُّ على وجود أحلام يقظة وسواسية، مع وجود قلق توقّعي تشاؤمي.
وبالنسبة لموضوع أنك أصبحت حسّاسًا؛ فهذا جزء من البناء النفسي لشخصيتك، وطبعًا ضعف التحصيل الدراسي، لأن مستوى التركيز لديك انخفض، وذلك نسبةً لوجود حالات القلق السابقة التي أوضحتها.
مشكلتك -أيها الفاضل الكريم- ليست مرضًا ذهانيًا، وليست مرضًا عقليًا أبدًا، لا علاقة لك أبدًا بهذه الحالات، بل هي مجرد نوع من القلق النفسي الوسواسي، الذي يحدث لبعض اليافعين، وكذلك في مرحلة المراهقة، وما بعدها.
الأمر يحتاج منك فقط لتجاهل هذه الظواهر، وهذه الأفكار، وتحقيرها، وأن تنظم وقتك، وأول خطوة إيجابية مهمّة هي أن تتجنب السهر، وأن تثبت وقت النوم.
أنت ذكرت أنك تعاني من الأرق، ولابد أن تُرتّب الساعة البيولوجية لديك من خلال: تجنّب السهر، وتجنّب النوم بالنهار، وعدم تناول محتويات الكافيين -كالشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، والأجبان- بعد الساعة الخامسة مساءً، هذه ترتيبات مهمّة جدًّا.
وعليك أن تمارس الرياضة باستمرار وبكثافة؛ فالرياضة تزيل كل هذه الشوائب النفسية، وتُحسّن من تركيزك، وتؤدي إلى طاقات إيجابية جديدة في حياتك.
حُسن إدارة الوقت مطلوبة في حالتك، وحُسن إدارة الوقت تؤدي حقيقةً إلى النجاح، فلابد أن يكون لك جدول يومي تمارس من خلاله أنشطتك الحياتية، وأن تُخصص وقتًا للدراسة، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للترفيه على النفس، ووقتًا للعبادة، وطبعًا الصلاة على وقتها، وتلاوة القرآن ... هذه كلها مطلوبة.
فإذًا تنظيم الوقت يُعتبر أمرًا مهمًّا في حالتك، وأنا أنصحك به حقيقة.
هذا كلّ الذي أودُّ أن أنصحك به، وفي ذات الوقت ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تُحسّن النوم، وفي ذات الوقت تُحسِّنُ كثيرًا من مستويات التفكير والتركيز، حتى تتخلص -إن شاء الله- من أحلام اليقظة هذه.
من الأدوية الممتازة التي يمكنك أن تتناولها دواء يُعرف باسم (أنفرانيل Anafranil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (كلوميبرامين Clomipramine)، يمكنك أن تتناوله بجرعة 25 مليجرامًا ليلًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله؛ وهو دواء بسيط، وفاعل جدًّا، وغير إدماني، وهذه هي الجرعة الصغيرة جدًا، والدواء فاعل، ولا يُسبب آثارًا جانبيةً، ربما يحدث فقط نوعاً من الجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وبعد ذلك لن يشعر من يتناوله بأي شيء.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية، وتقبّل الله صيامكم وطاعاتكم، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,536,745 | 2024-04-24 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعاني من أعراض جسدية ونفسية تزداد سوءاً.. ولا أدري ما علتي؟! | السلام عليكم..
أشكركم على هذا الموقع الثقة، وأتمنى أن تساعدوني في تشخيص حالتي.
أنا فتاة، عمري 21 سنةً، كنت فتاةً عاديةً مرحةً جداً، تحب المرح واللهو والفرح، لكني الآن أشعر بأني فاشلة، لا أجيد أي شيء، أبكي طويلاً إذا كنت وحدي، أحاول عدم إظهار هذا للناس، وأشعر أنهم لا يفهمونني، أصبحت أتجنب الحديث إلى الناس، وغالباً لا يمكنني السيطرة على دموعي أمامهم، وهذا أحد أسباب تجنب الحديث معهم.
أصاب بتأنيب ضمير حاد إذا رسبت في الامتحان، رغم أني فعلت كل ما أستطيع، ولدي رهبة من أن أخيب أمل أحد، كعائلتي مثلاً.
أصبحت قليلة الاحتكاك بالناس إلا لضرورة، أستحقر نفسي، غير راضية بها لا جسدياً ولا معنوياً، ولا إنجازاً، أنا جداً فاشلة، لا أؤمن بنفسي، أحاول أن أكون سعيدة لكن لا أستطيع، أشعر بأنه لا يمكنني تحقيق أي شيء، ولا مستقبل لديّ، وهذه الحالة منذ حوالي 8 أشهر تزداد سوءاً يوماً بعد يوم!
كما أني لدي رهبة من الجمهور كبيرة، تصل لحد أني أرتجف إذا وقفت أمام مجموعة من الناس تنظر إليّ، يحمر وجهي، ويتلعثم لساني، كما أن الرؤيا قد تصبح ضبابية أحياناً.
أهرب من الواقع من خلال أحلام اليقظة، كأن أتخيل نفسي فتاة جميلة، يحبني الناس، متفوقة، صاحبة أعمال كبيرة، ومثقفة، ومعظم وقتي أقضيه تخيلات؛ فهي تريحني؛ رغم أنها غير واقعية.
لم أذهب لطبيب نفسي من قبل، ولا أفكر في ذلك، أخاف أن يحكي لعائلتي ما بي، أو أني ضعيفة الشخصية، فيشعرون بالعار، كما أن مجتمعنا الأحمق يحتقر الشخص الذي يزور الطبيب النفسي!
التوتر أو القلق يسبب لي أعراضاً جسديةً، وينتفخ القولون، وأشعر بالضيق، وصعوبة في التنفس، وألم في يسار الصدر، وكتلة في الحلق، وأشعر بنبضات في معدتي كأن قلبي سقط، فما الحل؟
مع كل الشكر لكم، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ayochaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
أنا تدارستُ رسالتك هذه، وكذلك رسالتك السابقة، وأقول لك إن الذي تعانين منه يُسمَّى بعدم القدرة على التكيُّف، رسوبك في الامتحان تولّدتْ عنه مشاعر سلبية كثيرة: الشعور بالخجل الاجتماعي، الشعور بالخذلان، الشعور بالإخفاق، الشعور بالإحباط: هذا كله جعلك تعيشين في حالة من الضجر والقلق والتوتر وافتقاد الدافعية.
أنت محتاجة إلى أن تجلسي مع نفسك وتُقيِّمي ذاتك تقييمًا جديدًا، طاقاتك -الحمد لله- موجودة، مهاراتك موجودة، مقدراتك موجودة، وذكرتِ أنك لديك سمات اجتماعية إيجابية جدًّا، فهذه المرحلة التي أنت بها الآن تحدث في حياة مَن هم في عمرك، وكل المطلوب منك هو انطلاقة جديدة، والعوامل أو العناصر والمكونات الرئيسية لبناء الإنسان نفسيًّا هي: أفكاره ومشاعره، وسلوكه أو أفعاله، وعليه: تخلَّصي من الفكر السلبي، افهمي ذاتك بصورة أفضل، لا تُحقّري ذاتك، لا تُقلِّلي من قيمتها أبدًا، لا ينقصك شيء، إن أخفق الإنسان مرة هذا لا يعني أن حياته كلها سوف تكون فشلاً وإخفاقات.
كل المطلوب منك هو - مع تغيير الأفكار – أن تُغيِّري المشاعر، وتجعليها أكثر إيجابية، وتنتهجي منهجية جديدة في الحياة، تُغيِّري من خلالها السلوك والأفعال. وأوّل وسيلة للتغيُّر النفسي الحقيقي، هي أن تُقيِّمي نفسك تقييمًا صحيحًا، ولا تُحقّري ذاتك، وتُحسني إدارة وقتك، وأن يكون لك آمال وتطلعات، وأن تكوني حسنة التوقع، هذه شروط سلوكية وتربوية مهمَّةٌ جدًّا للنجاح.
حُسن إدارة الوقت يعني أنك سوف تقومين بالوفاء بكل شيء، واجباتك الدراسية، واجباتك الاجتماعية والأسرية، عباداتك، الترفيه عن نفسك، فإذًا ضعي خارطة ذهنية سليمة لإدارة الوقت.
ومن أسرار النجاح – خاصة على النطاق الأكاديمي – أن ينام الإنسان مبكّرًا، ويستيقظ مبكّرًا، وبعد صلاة الفجر يمكن الدراسة لمدة ساعة إلى ساعتين، وبعد ذلك الذهاب إلى المرفق الدراسي، الاستيعاب في فترة الصباح يكون ممتازًا جدًّا، والتركيز يكون في أحسن حالاته؛ لأن النوم الليلي السليم والصحيح يؤدي إلى تثبيت عناصر الدماغ الإيجابية.
عليك أن تمارسي رياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، عليك أن تُشاركي في أعمال المنزل، وأن تكوني دائمًا بارَّة بوالديك، صلاتك يجب أن تكون في وقتها.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- يتبدّل الفكر ليصبح إيجابيًا، والمشاعر لتُصبح جميلة، والأفعال لتصبح أيضًا مفيدة.
أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,400,290 | 2024-02-29 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
كيف أتخلص من عادة التحدث إلى نفسي؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من التحدث مع نفسي، مثلًا: إذا كنت مع صديقتي في مكان أتخيل في رأسي أشياء وأتحدث بها في داخلي، وأبقى أتحدث بها وقتًا طويلًا عندما أعود إلى البيت، وإذا تكلمت مع صديقتي أنعزل وأبدأ بتخيل الحديث وتكراره مع نفسي!
أريد أن يكون لي أصدقاء وأن أذهب إلى المدرسة بشكل طبيعي، لكني لا أستطيع التوقف عن هذا الأمر، أرجو تشخيص حالتي، أرجوكم ساعدوني. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولًا: الحمد لله أنك تدرسين، ولديك علاقات اجتماعية جيدة، وهذا يدلُّ على رجاحة عقلك وسلامة صدرك.
ثانيًا: حديث النفس شيء طبيعي إذا كان بالقدر المعقول، وهو نوع من التنفيس لما هو مكبوت ومكتوم، وقد يصبح غير طبيعي إذا زاد عن حدِّه، مثل أن يجهر به الفرد ويسمع الآخرين الذين حوله دون مخاطبة مباشرة لهم، وأيضًا عندما لا تكون هنالك جدوى لهذا التفكير في حل مشكلة معينة تواجه الفرد، فيُصبح أيضًا غير طبيعي.
فعقل الإنسان في حالة تفكير دائم، كما هو معلوم، والكلام أصله فكرة تبدأ في الذهن أولًا، ثم تترجم إلى كلمات منطوقة.
وحتى لا يكون الأمر شاغلًا عن وظائفك الأساسية ويأخذ كل وقتك؛ خذي معك مفكرة صغيرة وقلماً، وكلَّما جاءتك فكرة معينة اكتبيها، وحددي لها وقتًا مُعيَّنًا لمناقشتها، مثلًا تقولين في نفسك: (سأناقش هذا الموضوع مع نفسي يوم كذا الساعة كذا)، وعندما يأتي الوقت المحدد لذلك خذي الورقة والقلم، واكتبي نص الفكرة أو الموضوع، واسألي نفسك هذه الأسئلة:
- ما هو الهدف الأساسي وراء مناقشة هذا الموضوع أو هذه الفكرة؟
- وما جدوى مناقشتها؟
- وما النتائج المتوقعة من مناقشتها؟
- وهل الزمن كافٍ للوصول إلى نتائج مرجوة؟
فإذا لم تكن الإجابات واضحة اشطبي وقولي في نفسك: (إذًا لا داعي لضياع الوقت في شيء غير مفيد)، وهكذا في كل مرة، حتى تدربي ذهنك على تصفية وتمييز ما هو مفيد وما هو غير مفيد، وبالتالي تكون لديك معايير معينة في اختيار الموضوعات التي تستحق المناقشة والموضوعات التي لا تستحق المناقشة، وبالتالي تريحين ذهنك فيما يتعلق بحديث النفس الذي ليس له فائدة، وتشغلين نفسك بما هو مفيد كما هو معلوم في مواضيع علمية ودراسية، وفي موضوعات اجتماعية لها فائدة، ويُفضل دائمًا أن تطرحي مثل هذه الموضوعات على مَن تحبين أو على صديقاتك أو زميلاتك، وهذا هو الأجدى في تبادل الآراء والأفكار، وحتى لا تكون المسألة أحادية فقط تتعلق بشخصك أنت.
وفقك الله وسدد خطاك. | د. على أحمد التهامي | 2,521,527 | 2023-11-26 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أرى أحلاماً في المنام ويحصل لي بعدها نوبات هلع | السلام عليكم
هل الحلم عند بداية النوم -أي بين النوم واليقظة- حقيقي؟ فعندما نمت بعد صلاة الظهر كأني رأيت حلماً أو سمعت صوتًا -كنت وحدي في الغرفة- واستيقظت مفزوعة، لكن لم أتذكر ماذا رأيت، بل تذكرت ما سمعت فقط، هل هذه هلوسة أم حلم حقيقي؟
علماً أني قبل نحو عامين عانيت من نوبات الهلع، وأصبحت أخاف كثيراً من كل الأمور المتعلقة بالموت، وأخاف من الأحلام المتعلقة به، فكيف أعلم أن الحلم حقيقي وليس بأضغاث أحلام؟
وشكراً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
هذه الظاهرة معروفة لدينا في الطب النفسي، وهي نوع من الهلوسات الكاذبة، وليست هلوسات حقيقية، وتحدث لكثير من الناس عند بدايات النوم أو في نهاياته، نعم.. قد يسمع الإنسان صوتًا، أو نوعاً من الوشوشة، أو قد يحسُّ كأنَّ شيئًا يلمسه، أو قد يرى وميض ضوء أو شيئاً من هذا القبيل، والإنسان يكون ما بين النوم واليقظة في هذه الحالة، وهذا الأمر مرتبط بالإجهاد النفسي، أو الإجهاد البدني.
الإنسان حين يكون مُجهدًا جسديًّا في ذلك اليوم، ربما تحدث له هذه الظواهر، أو في حالة القلق النفسي، وأنت -كما تفضلت- كانت لديك نوبات هلع قبل نحو عامين، وهذا يعني أنه أصلاً لديك شيءٌ من الاستعداد للقلق، هذه الأشياء التي تحدث ليست أمراضًا نفسية أو حالة نفسية، هذه مجرد ظواهر، يمكنك أن تتغلبي عليها من خلال تجاهلها.
بالنسبة لخوفك من الأمور المتعلقة بالموت؛ يجب أن تُدركي حقيقة الموت، الناس تعرف الموت، لكن في بعض الأحيان هذه المعرفة تكون معرفة سطحية جدًّا، ويحاول الإنسان أن يُنكرها وكأنه لن يأتيه، لا، بل كتب على كل نفس أن تذوق الموت، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185]، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]، والموت جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان: قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، هذه مخاطبة عظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم، فالأمر قاطع.
لذا نقول: يجب أن نخاف من الموت الخوف الشرعي، بأن يعمل الإنسان لآخرته كما يعمل لدنياه، يعمل لآخرته، يحرص على العبادات، على المعاملات الطيبة للناس، لا يقترف الآثام والذنوب، يكون دائمًا في طريق الصالحات، هذا يؤدي به إلى نوع من الخوف الشرعي من الموت، والخوف الشرعي من الموت يبعث في الإنسان طمأنينة ولا شك في ذلك، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك.
الخوف من الأحلام: هذه الأحلام معظمها شيطانية، وهي ليست حقيقة، وأيضًا الإنسان يتعامل بصفة شرعية، أولاً: يجب ألَّا نحكي هذه الأحلام، وبعد أن تستيقظي اتفلي على يسارك ثلاثًا، وتعوذي بالله من شرِّها، وبذلك يكون الأمر قد انتهى وانقضى تمامًا.
لتقللي من هذه الأحلام عليك بالحرص على أذكار النوم، وأن تسألي الله خير الأحلام، وتستعيذي بالله من شرِّها، ولا تتناولي أي أطعمة في أوقات متأخرة، دائمًا تناول طعام العشاء متأخّرًا يكون مرتبطًا بهذه الأحلام، وطبعًا الإنسان المجهد نفسيًّا -والقلِق أيضًا- عُرضة لهذه الأحلام المزعجة في بعض الأحيان، فتجاهليها تمامًا.
أنت بالفعل محتاجة لتطبيق تمارين رياضية، فالجئي لأي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، كما أن تمارين الاسترخاء ستكون مفيدة جدًّا لك، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها؛ ستكون ذات فائدة عظيمة بالنسبة لك، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015)، يمكنك الرجوع والاطلاع عليها وتطبيق ما ورد فيها، أو يمكنك أن تلجئي لأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب.
هذا كل ما أريد أن أنصحك به، وأنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، واجتهدي في دراستك، ونسأل الله تعالى أن نراك طبيبة متميزة.
وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2122304 - 2372136 - 2744 - 277975 - 2481729).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,523,479 | 2023-11-16 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
كيف أعالج مشكلة أحلام اليقظة المفرطة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت مترددة أن أتكلم عن مشكلتي، إلا أن الموضوع خرج عن سيطرتي!
اسمي أسماء، عمري ١٩ سنة، عندي مشكلة بدون مبالغة مدمرة لحياتي (أحلام اليقظة المفرطة)، المشكلة بدأت معي منذ عمر ٦ سنوات وإلى الآن، والوضع يسوء، ولا أستطيع أن أركز في مذاكرتي، ولا أن أقوم بمهامي بشكل طبيعي، لم أكن أعرف ما أنا فيه من حالة، وما كنت أعرفه فقط هو أنها شيء جيد إلى أن صدمت بمذاكرتي! ولم أعد أعرف أن أركز، ولا أن أذاكر بشكل طبيعي، تمر علي ساعات دون أن أشعر، وأنا مستغرقة في أحلامي، إلى أن بدأت أفهم أن هذا أمر غير جيد، ويضرني في كل خططي اليومية ودراستي، فقررت أن أوقف هذه الأحلام، دون أن أعرف ما هي هذه الحالة بالضبط!
الآن فهمت أن هذه أحلام يقظة، لكنها زادت عن حدها، وهذا لم ينفعني بشيء؛ لأني عندما أحاول إيقاف التفكير وأنجح فيه عدة دقائق، أفشل في ساعات أخرى، وأعود للسرحان، حتى أني لم أعد أركز في الصلاة!
الأمر في ازدياد، وكل يوم أظل على الكتاب الواحد لساعات دون وجود أي تركيز، تعبت؛ لأني لم أعد أحب نفسي وأنا على هذا الحال، أرجو منكم المساعدة والنصيحة. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أحلام اليقظة هي ظاهرة معروفة جدًّا، تحدث في سنوات الشباب واليفاعة والمراهقة وما بعدها، والناس يتفاوتون في درجة انغماسهم واستقبالهم لما يُسمَّى بأحلام اليقظة، بعض الناس يتعاملون معها بحزم منذ البداية، ولذا تكون قليلة جدًّا، أو تنعدم، والبعض يسرف فيها ويُعطيها أهمية، وبكل أسف يكون ذلك على حساب المهام الحياتية الأخرى، والتي تكون أهمَّ، مثل العبادة والمذاكرة والعمل المكلف به.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأحلام بيد الإنسان إلى حدٍّ كبير، ضعي أشياء معيّنة تكون أسبقيات في حياتك، مثلاً: كأن تصلي الصلاة في وقتها، وتحضّري نفسك وجدانيًّا وعاطفيًّا، وتُسبغي الوضوء، وتدخلي في الصلاة، هنا سيكون موضوع الصلاة هو الموضوع الأهم، لذا سوف يأخذ الدرجة الأولى في مستوى التفكير لديك.
التفكير على مستوى العقل يكون دائمًا في درجات، الدرجة الأولى هي الدرجة التي نتعايش معها وتظهر في مستوى الوعي، وهذا يعتمد على درجة اهتمامنا، يعني: ما أهتمّ به أكثر سيكون هو الدرجة الأولى في التفكير، وهو الذي يشغلني، وتكون أحلام اليقظة بعد ذلك في الدرجة الثانية أو الثالثة. فإذًا استشعري أهمية الأشياء.
بالنسبة للمذاكرة: أيضًا مثل موضوع الصلاة، حاوري نفسك، وتحدّثي معها، واعلمي أن هذه المذاكرة هي أمر ضروري ومهم، ويجب أن تأخذ منك حيّز التفكير الأهم، لا تسترسلي في هذه الأحلام التي لا تُجدي ولا تُفيد ولا خير فيها، إذًا أعطي المذاكرة أهمية، وهكذا، كل عملٍ تريدين أن تُنجزيه يجب أن تعطيه الأهمية الفكرية، يشغل الدرجة الأولى أو الطبقة الأولى في درج التفكير.
والأمر الآخر هو: أن تُكثّفي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس المتدرّجة، تمارين شدّ العضلات وقبضها ثم استرخاؤها، مفيدة جدًّا. يمكن أن تستعيني بأحد البرامج التي تتحدث عن تمارين الاسترخاء وكيفية ممارستها، وذلك عن طريق اليوتيوب.
أيضًا المذاكرة بعد النوم، يكون الإنسان في حالة تركيز جيد جدًّا. فإذًا المذاكرة بعد صلاة الفجر ستكون حلاً أساسياً بالنسبة لك. نامي مبكّرًا، استيقظي للصلاة وأنت نشطة، وبعد الصلاة وشرب الشاي مثلاً والاستحمام السريع، تبدئين المذاكرة، على الأقل سيكون لديك ساعة إلى ساعتين من المذاكرة المركّزة قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي، فإذًا هذا حلّ وحلٌّ ممتازٌ جدًّا.
هذه هي الحلول الرئيسية التي أرى أنك يمكن أن تستعيني بها، وهنالك أيضًا أدوية بسيطة، مثلاً: عقار (توفرانيل Tofranil) والذي يُسمَّى (ايميبرامين Imipramine) دواء سليم جدًّا، شاوري أهلك حول استعماله، جرعته بسيطة، خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، عند المغرب تناوليها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم توقفي عن تناوله. قطعًا سوف يمتصّ القلق والتوتر المرتبط بأحلام اليقظة، ممَّا يُقلّلها تمامًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,511,747 | 2023-06-20 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
هل ما أشعر به وسواس قهري أم أحلام يقظة؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من أعراض غريبة حيث إنني أرى خيالات في المنزل وبالتحديد عندما أكون جالسةً وحدي، وأتكلم مع هذه التخيلات كثيراً، وكثيراً ما أتعرض للإحراج من الأهل فمثلاً: يأتيني الخيال ويسألني سؤالاً عن شيء عادي جداً، فمثلاً يسألني ماذا فعلتِ اليوم؟ وأنا أجيبه، أو يمكن أن أتخيل الطبيب النفسي الذي أذهب إليه، أو أتخيل صوراً وخيالات كأن أحداً مر من خلفي، أو أنني أشعر بالمراقبة بمن يمشي خلفي وخصوصاً في الليل يشتد معي هذا الأمر، ففي رمضان كنت أسهر ولا أنام الليل، وكنت أرى خيالات كالمهرج شكله مرعب جداً، لكن هذا المهرج ذهب ولله الحمد.
ذهبت لطبيب نفسي، وقال لي أن أرفع من جرعة الدواء الذي آخذه إلى حبة ونصف يومياً، وقال لي: إن هذا الدواء يخلصني من هذه الخيالات والدواء هو (ايربيبرازول)، فعندما رفعت الجرعة من حبة واحدة فقط إلى حبة ونصف، صممت أن أدعو الله، وأكثر من الذكر الذي هو: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، لأكثر من ألف مرة على مدار اليوم، شعرت بأن معظم الخيالات التي كانت تأتيني ذهبت -لله الحمد والمنة- لكن بقي القليل مع الحديث معها، فكيف أتخلص من هذه الخيالات ومن الكلام معها؟
وشكراً جزيلاً. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
أنا متأكد أن طبيبك الذي نصحك بتناول الـ (إريبيبرازول Aripiprazole) قد أوضح لك طبيعة هذه التجارب النفسية التي تمرُّين بها، وهي متداخلة حقيقة، فيها شيء من الوسوسة، وفيها شيء من أحلام اليقظة، وربما يكون أيضًا فيها بعض الجوانب المتعلّقة بكيفية التفكير ونوع التفكير، والـ (إريبيبرازول) دواء مناسب جدًّا لعلاج هذه الحالة -والحمد لله تعالى- منهجك الإسلامي الجميل بالدعاء والذكر أيضًا قد ساعدك كثيرًا.
وأنا أقول لك: أهمُّ شيء لعلاج هذه الحالات هو التجاهل، والتحقير التامّ، وهذا يأتّي من خلال أن تتفهمي أنها كظاهرة اجتماعية مرفوضة وغير مرغوبة، والإنسان إذا حقَّر الشيء يستطيع أن يتجنّبه. إذًا التحقير مهم.
وأريدك أن تُطبقي تمارين سلوكية ثلاثة:
- اجلسي داخل الغرفة وفي هدوء تام، خاطبي هذه الظاهرة وهذه الأفكار التي تأتيك قائلة: (أنتِ أفكار حقيرة، أنت أفكار حقيرة، أنا لن أهتمّ بك أبدًا، أنتِ تحت قدمي ...) وهكذا، وتُكررين ذلك عدة مرات.
- ثم تنتقلين إلى تمرين آخر بعد ذلك، يُسمَّى هذا التمرين (صرف الانتباه) قولي لنفسك: (بدل أن أسترسل في هذه الخيالات وما هو متعلِّقٌ بها، أنا سوف - مثلاً - أقرأُ سورة الإخلاص ثلاث مرات. أو: سوف آخذُ نفسًا عميقًا عشر مرات. أو: سوف أتأمّلُ في أي شيء آخر)، يعني: أن تدخلي في نشاط ذهني فكري يكون مُحبَّبًا إلى النفس، وذي أهمية أكبر ليصرف انتباهك عن هذه الأفكار.
- ثم انتقلي لتمرين ثالث نسميه بـ (التنفير): وأنت جالسة داخل الغرفة استجلبي هذه الخيالات، وفجأة قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح طاولة، من المفترض أن تحسّي بالألم، الربط ما بين الألم وهذه الخيالات الوسواسية سوف يُضعفها كثيرًا، بشرط أن يُكرر هذا التمرين عشرين مرة متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
وأنت -الحمد لله تعالى- بقي لك القليل القليل جدًّا من هذه الخيالات، والتخاطب أو الخوض في الحديث معها، فطبقي هذه التمارين التي ذكرتها لك، وتناولي الدواء حسب ما وصفه لك الطبيب.
وطبعًا الذكر وتلاوة القرآن مفيدان ولا شك في ذلك، وأنت لديك تجربة إيجابية في هذا السياق، وأيضًا يمكن أن تطلبي من طبيبك أن يُحوّلك إلى الأخصائية النفسية، وأنا متأكد من خلال الجلسات النفسية المعرفية سوف تستفيدين كثيرًا من الناحية العلاجية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,508,198 | 2023-06-04 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
هل من أراهم حقيقة أم مجرد أحلام يقظة؟ | السلام عليكم.
أرى أناسًا وعائلة وحياة ثانية لا أحد يراها غيري، أحبهم أكثر من حياتي، وأحيانًا أتحدث معهم ومن دون قصد يسمعني من حولي، لا أحد يؤذيني هناك، والجميع يحبني وأنا أحبهم، ولا أحب عائلتي الحقيقية؛ لأنني أعيش مع زوجة أبي أنا وأختي، التي تميز أختي وأولادها عني، وأبي متزوج على زوجته ولا ينام في المنزل، وهذا يفرحني كثيرًا، لكنه جيد معي ويدللني، مع أنني الأكبر بين أخواتي، فهل هم موجودون أم أنا مريضة نفسياً؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب .. في مثل عمرك الإنسان قد تجتذبه بعض أحلام اليقظة ويدخل في مقارنات ومعادلات ذات طابع نفسي وطابع وجداني، ويطرح على نفسه الأمنيات والأشياء التي يتمناها، وغالباً تكون ضد الواقع الذي يعيشه.
أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن لا تكون أحلام اليقظة بهذه الكثافة وهذه الخيالية وعدم الواقعية، حاولي أن تقتربي من الواقع، حاولي أن تقبلي الواقع، وأن تكوني أنت نفسك مصلحة للواقع بمعنى أن تساهمي وتجاهدي في استقرار أسرتك الواقعية والحاضرة، السرحان والتوهان الفكري والتعلق بأمنيات ليست واقعية، يؤدي إلى كثير من الانفصال عن الواقع، أنا أقول لك كوني واقعية، ولا تنظري فقط للجوانب السلبية فيمن تعيشين معهم، الإنسان حتى وإن كان يتميز بكثير من الأخطاء والعيوب لا بد أيضاً أن يجد فيه شيئاً من الخير والمنفعة.
أنا أعتقد أنه من خلال تعاونك واندماجك مع أسرتك الواقعية تستطيعين أن تذللي كثيراً من الصعاب، وهنالك مآرب مفيدة للإنسان حين يحس بعدم الارتياح داخل الأسرة، مثلاً تخصصين وقتًا أكثر لدراستك، تخصصين وقتًا لحفظ القرآن، تخصصين وقتًا للقراءة للاطلاع، تخصصين وقتًا لتعلم اللغة، كثير من المآرب المفيدة موجودة في الحياة.
أريدك أن تنظمي وقتك، أن تقتنعي قناعة تامة بأسرتك، وأن تساهمي في استقرارها مهما كان الواقع، وأن تكوني إيجابية في كل شيء؛ هذا هو الذي أنصحك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,439,624 | 2023-02-19 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
حالة فقدان الوعي التي أعاني منها على ماذا تدل؟ | السلام عليكم.
أعاني من فقدان الوعي وأنا مستيقظ، وألتفت يميناً وشمالاً فجأة وكأنني أرى الأشياء من حولي لأول مرة، مع نظرات الاستغراب واضطرابات النوم، فهل هذا له علاقة بالحسد أو السحر؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
نعم - أخي الفاضل - عندما يكون الإنسان في حالة النوم أو عندما يكون بين اليقظة والنوم - سواء في طريقه للنوم أو في طريقه إلى الاستيقاظ - يمكن أن تمرّ به بعض التجارب أو المظاهر غير الطبيعية، كالذي وصفت في سؤالك، من أنك تشعر بفقدان الوعي، وكأنك ترى أشياء من حولك، وأحيانًا يسمع الإنسان أصواتًا، والنموذج الشائع أن الإنسان عندما يكون في هذه المرحلة بين اليقظة والنوم، الشكل الشائع أن يشعر الإنسان وكأنّه على وسط الوقوع أو السقوط من على درجٍ أو مرتفع.
أخي الفاضل: هذه التجارب إنما هي تجارب عادية لا تُشير إلى اضطراب نفسي، أو إلى شيء له علاقة بالحسد أو السحر أو غيرها، إنما هي حالةٌ طبيعية؛ لأن الإنسان يكون بين هذين الموقفين: موقف اليقظة الكاملة وموقف غياب الإدراك ودخوله في النوم العميق.
أخي الفاضل: قد تكثر مثل هذه المظاهر في بعض الحالات كالتعب البدني أو النفسي، أو لوجود ما يشغل بال الإنسان، أو في حالات الإرهاق الشديد. هذه المظاهر لا تحتاج إلى علاجٍ، وإنما مجرد الراحة، والعمل على توفير ظروفٍ هادئةٍ للنوم من ناحية الحرارة والأصوات والضوء، لينعم الإنسان بنومٍ هادئٍ عميقٍ.
أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، ولا أريد أن تشغل بالك كثيرًا، فأمورك طيبة بإذن الله سبحانه وتعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | د. مأمون مبيض | 2,501,460 | 2022-12-27 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أشعر بشيء في حلقي بارد يتحرك مثل الهواء | السلام عليكم.
أشعر بشيء بارد في حلقي مثل الهواء، يتحرك ويزداد كثيراً أثناء محاولاتي للنوم، وأفكر كثيراً بالموت. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك بُنيّتي عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
نعم بُنيّتي يمكن للإنسان في لحظة النوم أو في محاولة نومه أن يشعر ببعض المشاعر الجسدية كسماع بعض الأصوات من حوله بشكل مكثّف، أو بعض المشاعر والأحاسيس المتعلقة بالجسم، ومنها ما ذكرتِ من شعوركِ بالهواء البارد في الحَلْق، فهذا أمرٌ طبيعيّ، لأن الإنسان يكون في حالة شبه خدر بين اليقظة والنوم، وهذا يكثر عندما يكون الإنسان في حالة التعب والإجهاد وقلّة النوم، وهذه المشاعر لا تترك آثارا ضارَّة مزمنة، وهي تختفي مع الوقت، وخاصَّةً أثناء النوم المُريح.
الأمر الثاني: الذي ورد في سؤالك هو تفكيرك في الموت: فنعم نحن المسلمون نُؤمر بتذكَّر الموت، فهو من حقائق هذه الحياة، إلَّا أن الإسلام لم يطلب مِنَّا التفكير في الموت ليُقعدنا عن العمل والشعور ببهجة الحياة، بل على العكس، لنقبل على الحياة بهمَّةٍ ونشاط.
لا أدري إن كانت بعض الظروف التي تعيشين فيها فيها ما يُقلق أو يُزعج، سواء داخل الأسرة أو خارجها، المهم أحيانًا يزداد الإنسان شعوره بقضية الموت عندما يكون منزعجًا أيضًا من أمرٍ في حياته. فاعملي - يا بُنيّتي - على ترتيب أولوياتك وعلى إشغال نفسك بالدراسة، والهوايات المفيدة كالرياضة والرسم وغيرهما، وستشعرين بإذن الله بالكثير من الراحة والاطمئنان، ولا أحتاج أن أذكّرك بضرورة الصلاة والذكر، فإن بذكر الله يطمئن قلب الإنسان، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ولقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولقد نعلم أنك ضيق صدرك بما يقولون} ما العلاج؟ قال: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
فأكثري من ذكر الله تعالى واسجدي واركعي مع الراكعين، وسوف يطمئن قلبك وتشعرين بالراحة والسعادة.
أدعو الله تعالى لك براحة البال، وأن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | د. مأمون مبيض | 2,500,977 | 2022-12-26 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعيش في خيال التمثيل منذ سنوات، فكيف أتخلص منه؟ | السلام عليكم.
أنا بنت، وعمري 25 سنة، رسالتي طويلة قليلاً، منذ كان عمري 9 سنوات كنت أدخل الغرفة، وأغلق الباب وأمثل فيها ساعات طويلة، وكنت أتابع طيور الجنة وأتخيل نفسي على المسرح، وأبدأ أمثل وأهيم، واستمررت إلى عمر 24 سنة، وكنت أدخل الحمام بهاتفي، وأمثل هناك ساعات طويلة حتى أصبت بالمس، تعالجت منه -الحمد لله-، ولكن أحس أن عقلي فارغ، ولست شخصيتي الأولى.
صرت أرى نفسي من خارج جسمي، وكأن شخصاً آخر يتحكم بي، أستغرب من أشكال الناس والحياة قليلاً، نعم أراهم وأسلم عليهم، لكن هناك شيئاً غريباً جداً لا أستطيع وصفه.
ذهبت إلى طبيب نفسي، فقال: عندك الذهان، لكني استمررت على علاج الراقي، أهلي قالوا: لا تأخذي الدواء، سوف تصابين بالجنون، فتركت الدواء، وتركت أحلام اليقظة والتمثيل والسرحان مدة 3 شهور، ثم عدت إلى ما كنت عليه من أحلام اليقظة والتمثيل، والآن أمثل وكأن الحدث حقيقي.
أرجوكم ساعدوني، كرهت نفسي، تدمرت حياتي بسببها، هل هناك حل بالقرآن؟ كيف أتخلص من أحلام اليقظة والتمثيل والسرحان فيها ساعات طويلة؟ وكيف أرجع للدراسة؟ وكيف لا أستغرب من أشكال الناس والحياة؟ أعرف أن الابتلاء سنة في هذه الحياة، وأسأل الله أن يخلصني مما أنا فيه، وأرجو منكم مساعدتي، كيف أرجع لطبيعتي، وأمارس حياتي مثل الناس؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الذي يحدث لك من وجهة نظري ليس بالذهان -مع احترامي الشديد للطبيب الذي ذكر لك هذا الأمر-، لكن الذي أراه أن الإسراف في أحلام اليقظة والتمثيل والتماهي مع شخصيات خيالية أدخلك في نوع من القلق والوسوسة واضطراب الأنّية، فأنت افتقدت تعريف ذاتك وتأكيدها، لكنّك مستبصرة بكل ذلك، فهذا ليس بالذهان أبدًا.
يجب أن ترجعي إلى الحقيقة، يجب أن تدركي أن هذا الذي تقومين به هو سلوك مكتسب، سلوك سخيف، كان في مرحلة من مراحل حياتك، لكن أتى الوقت الآن لتتغيّري، وقوّة الآن هي القوة التي يجب أن ترتكزي عليها، الإنسان في حاضره يستطيع أن يتغيّر، لكن الماضي لا يستطيع أن يقوم بأي شيء حياله، لذا نعتبر دائمًا أن الماضي أضعف من الناحية النفسية والسلوكية، والحاضر هو الأقوى، وحتى المستقبل هو بيد الله ويجب ألَّا يتخوّف الناس حوله.
فاجعلي لنفسك برنامجاً يومياً مُلزماً تديرين من خلاله وقتك، وأوّل الخطوات هي أن تنامي مبكّرًا، أن تتجنبي السهر؛ لأن هذا يؤدي إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في أداء الموصّلات والنواقل العصبية الدماغية، هذا يتيح لك أن تستيقظي مبكّرًا، أن تؤدي صلاة الفجر في وقتها، أن تقرئي أذكارك، أن تقرئي شيئًا من القرآن، ومن ثم تنطلقين في حياتك بكل قوة وثبات.
ولا بد أن تكون هنالك ركائز لإدارة الوقت، (سوف أقومُ بكذا الساعة كذا) ويكون التزاماً قاطعاً من جانبك، ويجب أن تتشكّل هذه الأنشطة اليومية: الواجبات المنزلية، التواصل مع الأهل، يجب أن تفكّري أيضًا في نوع من الدراسة، حتى وإن لم تكن دراسة أكاديمية منتظمة، اجعلي لنفسك أهدافاً، واسعي لتحقيق هذه الأهداف، ومن أهدافك مثلاً: أن تحفظي بعض الأجزاء من القرآن الكريم في خلال ستة أشهر، ويكون لك أهداف أيضًا على المدى البعيد، وهكذا.
هذا سوف ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- إزاحة تامّة لهذا الوضع الخيالي، ووضع التغرُّب عن الذات والتمثيل والإسراف في الفكر الوسواسي الذي يقوم على أحلام اليقظة.
ومن وجهة نظري أيضًا: ممارسة الرياضة ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، رياضة المشي، طبقي أيضًا تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تدخلك في واقع جديد، وللتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تلجئي إلى استشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015).
أيتها الفاضلة الكريمة: ابني صداقات جديدة مع الصالحات من البنات، كوني بارّة بوالديك، وكوني جزءًا فعّالاً في أسرتك، مُشاركة في كل ما يؤدي إلى استقرار الأسرة وتطويرها.
من ناحية العلاجات الدوائية: أنا لا أرى حاجة كبيرة لك بها، وإن كان هنالك بعض الدراسات تُشير أن مضادات القلق مثل: الـ (ديانكسيت Deanxit) بجرعة حبة واحدة يوميًا في الصباح لمدة شهرين، سيكون مفيدًا بالنسبة لك.
موضوع العين والحسد والمس نحن نؤمن به تمامًا، لكن لا أعتقد أن حالتك هذه لها علاقة بكل هذا، لكن من الجميل أن تحصّني نفسك من خلال صلواتك وأذكارك وتلاوة القرآن.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,497,476 | 2022-11-27 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
هل أحلام اليقظة أوصلتني إلى الوسواس القهري؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شيء، أود أن أعتذر عن ركاكة اللغة التي سأكتب بها، المهم أنا فتاة طالبة، وبعمر 24 سنة، وأدرس بالسنة الثانية بسلك الدكتوراه، أعاني من العديد من الوساوس والأفكار القهرية التي تكاد تصيبي بالجنون، منذ نحو ثمان سنوات.
بدأ الأمر بأحلام اليقظة المفرطة، التي كنت ولا زلت أعاني منها، حيث أتخيل وأعيش في أوهام وتخيلات أنسجها في عقلي لساعات طويلة، بل قد أقضي اليوم وأنا أتخيل، وأتفاعل مع هذه التخيلات، فمثلاً إذا تخيلت نفسي في موقف أضحك مع أشخاص أو أبكي، أبدأ بالضحك فعلاً أو البكاء، وغيرها من المواقف الأخرى.
تزداد هذه التخيلات أثناء سماعي للموسيقى، فأنسج في عقلي مواقف تتماشى مع الموسيقى التي أستمع إليها، المهم أني أصبحت غير قادرة على كبح نفسي والتحكم في تصرفاتي، خاصة أمام الناس، حيث أقوم ببعض التصرفات التي قد تبدو للبعض غريبة، كما أني عدت غير قادرة على التركيز، وأصبحت أهمل دراستي كثيراً، كما أن شخصيتي أصبحت ضعيفة، وعصبية للغاية.
لقد حاولت في العديد من الأحيان الابتعاد عن الموسيقى وكبح هذه التخيلات، لكني لا أستطيع، وفي الأعوام الأخيرة ازدادت هذه الأفكار، والتخيلات القهرية بشكل مفرط، فما الحل؟
هل أنا أعاني من أحلام اليقظة المفرطة فقط، أم من الوساوس القهرية أيضاً؟ علماً بأني مؤخراً بدأت أصاب بوسواس النظافة، فبدأت أشك في طهارة ونجاسة كل شيء.
أخيراً: أود أن أعلم هل يجب أن أتوجه إلى أخصائي نفساني أم طبيب نفسي؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب، ورسالتك واضحة وعباراتك رصينة ومعبرة، وأنت تحدثت عن هذه التخيلات وأحلام اليقظة المفرطة، وطبعاً هي دليل على وجود القلق النفسي والتوترات الداخلية، وربما شيء من الذي يسميه علماء السلوك (الكبت) من خلال أحلام اليقظة، يعبر الإنسان عن أشياء ظلت مكبوتة في داخله، ولم يستطع إخراجها، لأنه لم يعبر عن نفسه أولاً بأول، خاصة في الأشياء التي لا ترضيه، على العموم لا أرى أن هناك تأخيراً أبداً في أن تتخذي المسارات وطرق العلاجات الصحيحة.
بالنسبة لأحلام اليقظة، يجب أن تقطعي الرابط، الرابط -كما تفضلت- الموسيقى، وقطع الروابط من الناحية النفسية والسلوكية من أهم العلاجات التي يجب أن يلتزم بها الإنسان، هناك تجربة بافلوف، العالم الفسيولوجي الروسي الكبير، الذي على ضوء تجاربه بنيت نظريات التعلم، والارتباط الشرطي، حين أتى بالكلاب وعرض عليها الطعام، وكان لعابها يسيل، وبعد أن أحجم عن إعطائها الطعام ظل أيضاً لعابها يسيل، خاصة حين يربط ذلك بصوت جرس، إذاً صوت الجرس كان هو الرابط، في الأول كان اللعاب هو الرابط، وبعد أن قطع الجرس فانقطع تقديم الطعام انقطعت الروابط، وتوقف سيل اللعاب.
هذه التجربة فسيولوجية سيكولوجية مهمة جداً، فإذاً توقفي عن سماع هذه الموسيقى واستبدليها بشيء آخر، سماع شيء من القرآن، سماع شيء مفيد، هنالك الآن الكثير من الكتب المسجلة يمكن للإنسان أن يستمع إليها، خاصة إذا كانت الذاكرة السمعية عند الإنسان أقوى من الذاكرة البصرية، سماع ما يساعدك في دراستك، وأنت ما شاء الله في مرحلة أكاديمية مهمة، فاستغلي هذه الأوقات فيما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، أيضاً عبري عن ذاتك ولا تحتقني، عبري عن مشاعرك، كوني إنسانة محاورة، ولبقة في هذا السياق، مارسي الرياضة، رياضة المشي، رياضة الاسترخاء، كلها أشياء مفيدة جداً، عليك أيضاً تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
بالنسبة للوساوس -أيتها الفاضلة الكريمة- طبعاً هي تنتعش كثيراً حين يكون لدى الإنسان أحلام يقظة، لأن الاسترسال في التفكير يأتي بمحتوى وسواسي أيضاً، اقطعي هذا الرابط، أيضاً حقري الوساوس، ونظمي وقتك، وتجنبي السهر واجعلي لحياتك أهدافاً، فكري فيها، أنت -الحمد لله- طالبة دكتوراه، وفي السنة الثانية، وما ذكرت الكثير والكثير الذي يمكن أن تقومي به في سياقات مفيدة جداً، وهذا يؤدي إلى راحة تامة لهذا القلق.
أنت محتاجة لعلاج دوائي بسيط، هنالك مضادات الوساوس ممتازة، مثل السيرترالين والفلوفكسمين والفلوكستين، كلها أدوية طيبة، أي منها سيكمل الرزمة العلاجية أيضاً، يمكنك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، فالطبيب النفسي سيجري معك بعض الحوارات الاستكشافية، ومن ثم يقوم بتوجيه الإرشاد اللازم لك، وإن رأى أن هنالك ضرورة للتحويل لأخصائي نفسي سيقوم بذلك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,496,458 | 2022-11-27 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعاني من أحلام اليقظة، ما الحل؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بارك الله فيكم على صرحكم الطيب، وبعد:
أعاني من أحلام اليقظة، تراني دوما، أفكر في مواقف حصلت من قبل أو لم تحصل، أنشأ حوارات وهمية مع أشخاص أعرفهم، وأحيانا يكون التخيل تمثيلا، أي أمثل أن الشخص أمامي وأنا أحاوره، فعلا بات الأمر يقلقني؛ لأنه طال كثيرا، فقدت التركيز تماما وخاصة في دراستي! فعلاماتي باتت تتدهور شيئا فشيئا، مع أني ولله الحمد محافظة على صلواتي وعلى وردي القرآني وأسعى لحفظ كتاب الله، لكن عقلي مشوش دائما ومشتت، أبكي لحالي البائس، فهل من نصيحة جزاكم الله خيرا.
أمر آخر لو تكرمتم، زميل لي كان يود خطبتي، حاول الحديث معي في مواقع التواصل لكنني أوصدت جميع المنافذ ولم أترك له ثغرة ليصل إلي بها، حاول الحديث مع صديقاتي ليعرف رأيي ومن ثم يتقدم لخطبتي، هن أيضا لم يسمحن له بذلك، لا أنكر أني تحدثت معه مرة أو مرتين في المؤسسة في هذا الموضوع وأنا نادمة لأني سمحت بذلك، مع أنه كان يعبر عن رغبته الشديدة في الحلال، على كلٍ بعد فترة سمعت بخطبته، ومنذ ذلك الحين وهو لا يبرح مخيلتي، مع أني لا أبدي له لا إعجابا ولا حبا، لكن موضوع التفكير فيه أرقني وشتتني، أفقدني التركيز! وهو من بين الأشخاص الذين أنشأ معهم لقاءات وهمية، مع أني لا ألتقيه في الواقع، أفكر في حياتي معه في المستقبل وفي مواقف سابقة، ماذا أفعل؟ لأني في حالة ضياع!
أرجو إفادتي، ورجاء اذكروني في دعواتكم، وبارك الله فيكم ونفع بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -بُنيّتي- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك إطرائك على العمل الذي نقوم به، فجزاك الله خيرًا، وأحمدُ الله تعالى لك على حرصك على الصلاة والذّكْر والورد القرآني، فبارك الله فيك، وزادك علمًا وتقوى وهدى بإذن الله تعالى، وكنتُ أحب أن أعرف ما الدِّراسة التي تدرسِينها، هذا يمكن أن يُعطيني مُؤشِّرًا في طبيعة الإجابة.
على كلٍّ: من الواضح -بُنيّتي- أن عندك خيالاً خصبًا يتجلّى من خلال كثرة أحلام اليقظة والتفكير، ولاشك أن الأمر إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه، فبدأتْ أحلام اليقظة هذه تُؤثّرُ على تركيزك وعلى دراستك، من المهمُّ هنا -وهذا يُفيد في الحياة بشكل عام- أن نحاول الانتقال من النظرة السلبية إلى النظرة الإيجابية، فأنتِ عندك خيالٌ خصبٌ لذلك تتخيّلين المواقف والحوارات، هذا الأمر له جانب سلبي، إلَّا أنه أيضًا له جانب إيجابي، فيمكن أن تُطوري عندك هذا وتستغلّيه بشيء مفيد، كالكتابة الروائية أو غيرها، وهذا يتطلَّبُ أن تتعمّقي في هذا الموضوع وتدرسيه، ومن هنا كنتُ سألتُك عن مجال دراستك.
أمَّا بالنسبة للشاب الذي كان يرغب في خِطبتك، إلَّا أن الأمور لم تَسِرْ كما أراد هو، المهم أن هذا الشاب اختار طريقًا آخر في حياته، ولكن من الطبيعي أن تُفكّري فيه بين الحين والآخر، وأن تتصورّي أو تتخيّلي حواراتٍ بينك وبينه، وخاصّةً إذا تذكّرنا قُدرتك على الخيال الخصب، فهذا أمرٌ طبيعي، وهو سيخفّ ويختفي من خلال الزمن، وخاصة عندما تشغلين نفسك بأمورٍ أخرى أكثر فائدة لك.
ولعلَّ الله تعالى في الوقت المناسب يُقدِّرُ لك مَن يُمكن يخطبك وتُؤسِّسي معه حياةً وأسرةً سعيدة في الوقت المناسب حسب تقدير رب العالمين.
فإذًا حاولي أن تصرفي قُدرتك على التخيُّل في عملٍ مفيدٍ كالكتابة والتأليف وغيرهما، وكذلك اصرفي انتباهك إلى أمورٍ أخرى ترغبين عملها كهوايات مفيدة نافعة.
وأخيرًا: لن ننساك -بُنيتي- من دعوةٍ صالحةٍ في ظهر الغيب، وأدعو الله تعالى لك أن يُبارك في عمرك، ويجعلُك ليس فقط من الناجحات بل من المتفوقات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | د. مأمون مبيض | 2,489,393 | 2022-08-28 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعاني من قلة التركيز والبعد عن الذات، فماذا أفعل؟ | السلام عليكم
منذ 13 عامًا، وأنا أعاني من كثرة السرحان، وأتخيل أمورا أرغب بحدوثها، أو أعيد مواقف أتمنى لو حصلت!
كما أعاني من قلة التركيز، وأرق وصداع مستمر، وقد استمر الموضوع حتى أصبحت يوميا ولساعات أقوم بوضع السماعات، وتشغيل الأغاني الصاخبة، ليس بغرض الاستماع، وإنما لكي أعزل نفسي عن الواقع وأندمج في مخيلتي، مع الركض بسرعة خلال هذه المدة.
اشتد الوضع سوءًا، حتى أثر على علاقاتي الاجتماعية، وأصبحت سريعة الانفعال والغضب والانطوائية، لا أستطيع التحدث مع أحدهم لأكثر من ثلث ساعة في حال حدثني أحدهم، كما أنه أثر وبشكل واضح على مستواي الدراسي، حيث أني كلما رغبت بالدراسة لا أستطيع ذلك؛ بسبب الأحلام التي أرسمها، ورغبة عقلي الملحة في الركض.
استمر الوضع يسوء، حتى أصبحت أشعر بالاكتئاب، أتصنع السعادة، أحيانا أشعر برغبة في البكاء والصراخ ولا أستطيع، وتجدني في ذات الوقت أضحك وكأن لا شيء بي.
دائما ما كنت أعتقد أن ما يحدث لي ما هو إلا نتيجة إهمال وكسل ليس إلا.
حاولت مرارا بمنع نفسي عن تلك الأحلام والتقرب إلى الله، ولكن دائما ما كنت أعود إلى نقطة الصفر.
تناولت عقار فافرين لمدة 4 أشهر، وشعرت بتحسن كبير، ومن ثم امتنعت عن تناوله، وعادت الأعراض بالتدريج مرة أخرى.
الان أشعر وكأني شخص كان في غيبوبة لمدة 23 عاما ثم استيقظ، لا يتسطيع تمييز ما يحب وما يكره وما يرغب، ماذا يريد أن يصبح؟
لا أعلم ماهو شغفي وهدفي، مهما حاولت البحث عن ذلك، حياتي متوقفة تماما، لا أشعر بتقدير الذات، ولا أذكر متى آخر مرة كنت سعيدة بها؟
دائما ما كنت أعاني من التهميش، فكرت بالانتحار كثيرا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
قطعًا كثرة السرحان والدخول في أحلام اليقظة كثيرٍ جدًّا عند الناس في سِنِّ اليفاعة، وقد بدأ الأمر معك في حوالي سنِّ العاشرة، ومن المفترض أن يقلّ تدريجيًّا حتى ينتهي في هذا العمر أو في هذه المرحلة من العمر الذي التي فيها الآن.
الآن أنت أصبحت أكثر استيعابًا لحقائق الحياة ولطريقة التفكير، ولذا يجب أن يكون لديك الإرادة والقبضة الصحيحة على مسار أفكارك. دائمًا أرسلي لنفسك رسائل إيجابية، أن التفكير الذي لا داعي له يجب ألَّا يُهيمن عليك، وهذا الأمر حقيقة يستطيع الإنسان أن يُدعم التغيير في أفكاره ومشاعره وأفعاله من خلال برامج يومية مُحددة.
إذا أحسنت إدارة وقتك وكان لديك أشياء لابد أن تقومي بها في أثناء اليوم وبصورة ملزمة؛ قطعًا فكرك سوف يتحوّل، لأن الإنسان لا يمكن أن يقوم بفعل شيءٍ إلَّا إذا فكّر فيه، ولابد أن يستشعر هذا الشيء. مثلاً: إذا أردتِّ أن تقومي - مثلاً - بصلة أحد أرحامك، قريبة لك مثلاً كبيرة في السن لم تزوريها منذ فترة، هذا عمل رائع جدًّا، لكن يتطلب التفكير، يتطلب مشاعر مُعينة، ويتطلب الأداء، وبهذه الكيفية تدعم الإيجابيات. هذه أمور بسيطة لكنّها مهمّة جدًّا.
إذًا اجعلي لنفسك برنامج يومي، وتجنّبي السهر؛ لأن السهر أيضًا يُؤدي إلى إجهاد نفسي، والإجهاد النفسي يُؤدي إلى السرحان والتفكير غير المنطقي.
النوم الليلي المبكّر فيه فوائد كثيرة، لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية، والإنسان يستيقظ مبكّرًا، ويؤدي صلاة الفجر، ومع حُسن التركيز في تلك الفترة يمكنك أن تدرسي مثلاً لمدة ساعة قبل أن تذهبي إلى الجامعة. الدراسة في ذلك الوقت الساعة الواحدة تُعادل ساعتين إلى ثلاثة من بقية اليوم.
أيضًا عليك بتمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء التأمُّلية، هذه معروفة جدًّا، والتي يكون الإنسان فيها فعلاً في لحظة استرخاء واستجمام واستغراق ذهني إيجابي، هذه سوف تفيدك. يمكن أن تُدرّبك عليها الأخصائية النفسية، أو يمكنك أيضًا أن تلجئي إلى أحد المواقع التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، خاصة تمارين الشهيق والزفير، مع حصر الهواء في الصدر، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها وإطلاقها، مع التأمُّل والتفكّر، تمارين عظيمة جدًّا وممتازة جدًّا.
أيضًا الصلات الاجتماعية ذات الأهداف النبيلة، دائمًا تقوّي الإنسان، وتجعل فكره بعيدًا عن أحلام اليقظة، مثلاً: انضمامك لمجموعة تحفيظ للقرآن، هذا قطعًا سوف يرتقي بفكرك، وسوف يكون له عائدًا إيجابيًّا جدًّا عليك.
أريدك منك أن تحقّري أي فكر وسواسي، ولا تخوضي فيه، ولا تخضعيه للمنطق ولا تسترسلي فيه، وانتهي عنه، وانصرفي إلى فكر آخر أفضل وأحسن، هذا مهمٌّ جدًّا، ومن خلال المشاركات الإيجابية في الأسرة ينصرف عنك الفكر الوسواسي، ومن ذلك بر الوالدين، وصلة الرحم والتواصل مع الصديقات الصالحات، وبهذا ترتقي الصحة النفسية للإنسان ويكون طيب النفس وعلى خير بإذن الله.
لك تجربة إيجابية جدًّا مع الفافرين؛ فلماذا لا تبدئين في تناوله الآن؟! خاصةً أنه دواء غير إدماني، ولا يُؤثّر على الهرمونات النسائية، أنا أقترح عليك هذه المرة أن تبدئيه بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، وهذه ليست مدة طويلة، ثم تناولي مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.
إكمال ستة أشهر على العلاج سيكون له عائد إيجابي جدًّا بالنسبة لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,481,770 | 2022-04-05 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أحلام يقظة تطورت إلى قلق ووسواس، ما الحل؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد، وأرجو من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا شاب بعمر 25 عاماً، وأدرس في كلية الهندسة، مشكلتي أني كثير التخيل، حيث أني منذ الطفولة أقضي معظم ساعات اليوم في أحلام اليقظة.
المشكلة تطورت كثيراً منذ 5 شهور تقريباً؛ حيث إني صرت غير قادر على التركيز أثناء التحدث مع الناس، بسبب أني عندما أتحدث أتخيل وجود أشخاص آخرين موجودين في المجلس ويسمعون كلامي، ويثنون ويعجبون بما أقول، وأعلم أنه خيال ولكنه خيال قسري!
ذهبت إلى طبيب أعصاب وأخبرته بمشكلة التركيز فعمل لي رنيناً للدماغ، والنتيجة جيدة، والحمد لله، وحولني إلى طبيب نفسي.
أخبرت الطبيب عن ضعف تركيزي سواءً بيني وبين نفسي أو بيني وبين الناس، يكون أكبر بكثير، ولكن لم أجرؤ أن أخبره بأحلام اليقظة فأخبرني أني مصاب باضطراب القلق العام وأعطاني citoles 20 mg.
الآن سأحاول سرد الأعراض بالتفصيل لكم:
عند الحديث أو الاستماع للآخرين، تأتيني أحلام يقظة قسرية، مما يجعلني أتوتر بشكل كبير، فاقدا تركيزي ولا أفهم معظم ما يقال لي.
أحلام اليقظة التي عندي تأخذ طابعاً وسواسياً، فكلما أقول: إني لن أدخل بها أجد نفسي قد دخلت وأبدأ بالتركيز عليها.
عندما أكون في المحاضرات يأتيني شعور أني لا أستطيع التركيز، ولا الفهم أبداً، وبالفعل هذا ما يحصل، ولكن أثناء الدراسة في المنزل أستطيع فهم الدروس حتى الصعبة، مع أني متفوق جداً في المواد التي تعتمد على الرياضيات والمنطق.
أعاني من توتر لدرجة أني أحس بفقدان الوعي. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافي والشفاء والتوفيق والسداد.
كما تفضلت لديك طاقات نفسية قلقية منذ الطفولة، لأن أحلام اليقظة ترتبط بالقلق، وما يحدث لك الآن - أيها الفاضل الكريم - هو نتيجة لما نسميه بالقلق التوقعي، أي أنك قبل أن تبدأ في أي شيءٍ تتوقع أنه سوف يحدث لك كذا وكذا، فعلى ضوء ذلك تبدأ الأفكار تتداخل، مثلاً وأنت داخل المحاضرة قطعًا تأتيك بعض الأفكار التي - كما وصفتها - هي أحلام يقظة، وهي حقيقة ليست ذات أهمية.
أنا أعتقد أنك محتاج أن تُقلِّل وتتحكّم في القلق الاستباقي، والقلق الاستباقي يمكن للإنسان أن يتخلص منه من خلال: ألَّا تعتقد أن ما حدث لك فيما مضى سوف يحدث لك الآن، هذا مهمٌّ جدًّا.
النمطية في التفكير تقود الإنسان إلى النمطية في المشاعر، أي الذي حدث بالأمس أو قبل الأمس سوف يحدث الآن أيضًا، لا، الإنسان يتغيّر، الإنسان يتجدد، الإنسان يتطور، ويحدث له النضوج النفسي ولا شك في ذلك.
هنالك أساسيات للاستفادة من هذه الطاقات النفسية السالبة وتحوّلها إلى طاقات إيجابية، من أهم الأشياء هو: ممارسة الرياضة بانتظام، هذا مهم.
ثانيًا: ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفّس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدها، تمارين التأمُّل والتدبُّر، تمارين ما يُسمّى بالاستغراق الذهني، هذه كلها مفيدة، ويجب أن تلجأ إليها. إذا درّبك الأخصائي النفسي على تمارين الاسترخاء هذا سيكون أفضل، وإن لم تستطع ذلك يمكنك أن تستفيد من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
حُسن إدارة الوقت والتخلص من الفراغ أيضًا من الأساسيات والضروريات التي تُساعد في تحسين التركيز، وتُقلّل كثيرًا من الشعور القلق المتواصل، ومن أفضل كثيرًا أن تبدأ بداية صحيحة فيما يتعلق بحسن إدارة الوقت، وذلك من خلال: النوم الليلي المبكّر، وتجنُّب السهر. النوم الليلي المبكّر يُؤدي إلى استرخاء كامل في الجسد، ويُؤدي إلى تنظيم إيجابي جدًّا في خلايا وكيمياء الدماغ، ويستيقظ الإنسان نشطًا، يُؤدي صلاة الفجر بكل خشوع، وبعد ذلك يمكن أن تبدأ تمارين رياضية إحمائية، وبعد شُرب الشاي والاستحمام - وخلافه - تبدأ في المذاكرة.
البكور فيه بركة عظيمة جدًّا، ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وقال: (بورك لأمتي في بكورها)، وكما ذكرتُ لك النوم الليلي المبكر هذا يؤدي إلى ترميم كامل حتى في وجدان الإنسان من وجهة نظري وبدون أي مبالغة، فعليك أن تستفيد من فترة الصباح للدراسة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي.
هذه هي الأشياء الضرورية والمهمة، وأزيدُ على ذلك أن قراءة القرآن بتدبُّر وتُؤدة يُحسّن من التركيز كثيرًا.
الدواء الذي وصفه لك الطبيب دواء ممتاز، فواصل عليه، وإن شاء الله تعالى سوف تجني فائدته، ويمكن أن تُدعمه بدواء آخر يُسمَّى (سولبيريد) بجرعة خمسين مليجرامًا في الصباح لمدة شهرين مثلاً، هذا أيضًا يُقلّلُ كثيرًا من القلق ومن أحلام اليقظة، لكن شاور الطبيب حول إضافة السولبيريد.
أخي الكريم: حاول دائمًا أن تكون مستمعًا جيدًا، لأن هذا يُحسّن من التركيز. اعزم وصمّم أن تكون مستمعًا جيدًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,481,407 | 2022-04-04 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أشكو من عدة أعراض نفسية وتخيلات، فكيف أتخلص من هذه الأعراض؟ | سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حقيقة أشكر الموقع على كل ما قدمه من مقالات، وأفكار، واستشارات، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسنات القائمين بأمره.
استشارتي باختصار أنني كنت في الفترة الأخيرة أعاني من اضطرابات نفسية، وشعور بالفراغ، وحالة غير مفهومة، وهذا عندما أكون وحدي، وغالبا ما أتخطاها وأعود إلى طبيعتي بعد فترة يوم أو اثنين، وفي نفس الزمن عندما تأتي هذه الحالة أكون مع المجتمع والناس طبيعيا جدا.
ونقطة أخرى في بعض الأحيان بعد فترات تنتابني تخيلات أنني مثلا شخصا مؤثرا في المجتمع الذي أعيش فيه، وأن الناس يثنون علي، وشعور بعظمة وهيبة في نفسي، ومثلا عند التخطيط لفعالية معينة أكون مشاركا فيها يذهب كل تفكيري فيها طوال الوقت، حتى أخرج بصورة ممتازة فيها، وأنال لفت نظر الآخرين، ولكن لا أظهر هذا الشعور للآخرين.
مع العلم أنني أدرس الطب، وأنا في بداية الطريق، مع ضغوط القراءة والضغوطات الأخرى، في بداية الحياة الجامعية أشتكي من عدم تنظيم الوقت، وقلة الهمة، والفراغ في داخلي، أرجو أن تفيدوني في هذا الموضوع.
وأخيرا أتأثر كثيرا بمن حولي، تجدني مهتما بالناس كثيرا، ولا أستطيع قول لا لأحد؛ حتى وإن كان الأمر يؤثر على أولوياتي.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.
كثير من الناس في مراحل التكوين النفسي والجسدي والوجداني يشعرون بتغيرات نفسية مختلفة، وقد لا يستطيعون تحديدها على وجه الدقة، وأعتقد هذا هو الذي تمرُّ به.
هذه التغيرات تحصل طبعًا في فترة اليفاعة، فترة البلوغ والمراهقة وما بعد ذلك، قد تستمر مع بعض الناس، فلا تنزعج لهذه الحالات التي وصفتها بأنها غير مفهومة، هو نوع من القلق النفسي الذي يتحرّك داخليًّا.
بالنسبة لموضوع التخيلات التي تأتيك: طبعًا هذا نوع من أحلام اليقظة، والإنسان في مثل عمرك كثيرًا ما يُمنّي نفسه ببعض الأشياء. لا أعتقد أن هذه الحالة حالة مرضية أبدًا، لكن طبعًا ألَّا تُسرف في هذه الأفكار.
درجة القلق لديك مرتفعة نسبيًّا، لكن يظهر أنه قلق احتقن وأصبح سلبيًّا، لأنه لم يُوجّه التوجيه الصحيح، حيث إنك تشتكي من عدم القدرة على تنظيم الوقت وقلّة الهمّة والشعور بالفراغ الداخلي.
أنا أنصحك – أيها الفاضل الكريم – أولاً: أن تثق في مقدراتك، فالله تعالى حباك بمقدراتٍ كثيرة، وأنت الحمد لله وبفضل الله استطعت الدخول لكلية الطب، وهذا دليل على أن مستواك العلمي أصلاً هو مستوى رفيع وممتاز.
ثانيًا: لا تعش في الماضي، لا تعش مع هذه التغيرات السلبية التي بدأت معك منذ فترة، عش قوة الآن، لأن الحاضر دائمًا هو الأقوى، وهو الذي يمكن أن يبني الإنسان عليه. والإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، يجب أن نسعى دائمًا أن نجعل أفكارنا إيجابية، وأن نجعل مشاعرنا إيجابية، وأن نجعل أفعالنا إيجابية. وإيجابية الأفعال هي الأهم، لأن الفعل الإيجابي يُؤدي إلى فكر إيجابي ويؤدي إلى شعور إيجابي ... وهكذا.
ثالثًا: أنت مطالب بأشياء بسيطة جدًّا:
يجب أن تتجنّب السهر، لأن هذه هي النقطة المركزية والمعيارية فيما يتعلّق بحسن إدارة الوقت. تجنّب السهر، نم مبكِّرًا لتستيقظ مبكِّرًا وأنت مليء بالطاقات والنشاط النفسي والجسدي الإيجابي، وتُؤدّي صلاة الفجر، بعد ذلك تقوم بالاستحمام، وتشرب الشاي، وتدرس، تدرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهب إلى الكلية. الدراسة في البكور فيه خير كثير، وأصلاً وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها)، وكان من دعائه: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، والدراسة في الصباح الساعة الواحدة تُعادل ساعتين إلى ثلاثة من بقية اليوم، هذا أمرٌ مجرَّب ومعروف.
فأريدك أن تبدأ هذه البداية القوية، نومٌ مبكّر، صلاة الفجر، يعقبه الاستعداد، ثم الدراسة لمدة ساعة، ثم بعد ذلك تذهب إلى الكلية، حين تذهب إلى الكلية وأنت بهذا الرصيد من الإنجازات لا شك أنك سوف تجد أن استيعابك أصبح أفضل، وتنتبه تمامًا في المحاضرات، وتركيزك سيكون على أفضل وجه.
وبعد ذلك ترجع من الكلية، تأخذُ قسطًا من الراحة، ثم تدرس، تُرفّه عن نفسك قليلاً بأي شيءٍ جميل، تتواصل مع أصدقائك، ولابد أيضًا أن تمارس رياضة، الرياضة ترفع من الهمّة، وتُجدد الطاقات النفسية والجسدية.
احرص على صلواتك في وقتها، وأنا أريدك أن تجعل الصلاة مرتكز لإدارة الوقت: ما هو الذي يجب أن تقوم به قبل الصلاة؟ وما هو الذي يجب أن تفعله بعد الصلاة؟ ... وهكذا. هذه خارطة فكرية معرفيّة ممتازة جدًّا لإدارة الوقت، ومَن يُدير وقته يُدير حياته، ومَن يدير حياته لابد أن ينجح.
بقي أن أصف لك دواء بسيطًا، وذلك لتكتمل هذه المنظومة أو الرزمة العلاجية المتكاملة، عقار (فلوكستين) والذي هو مُحفّز للدافعية ومحسن للمزاج سيكون مفيدًا لك، تحتاج تتناوله لمدة قصيرة، تبدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم فقط، عشرين مليجرامًا يوميًا، الجرعة الكلية هي أربع كبسولات في اليوم، لكنّك لا تحتاج لأكثر من كبسولة واحدة. إذًا تناول كبسولة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,477,367 | 2021-12-09 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
العيش في الخيال جعلني أتشتت وأنسى الكثير من الأمور، فما الحل؟ | السلام عليكم.
منذ صغري أعيش في الخيال، فأتشتت وأسرح وأنسى أمورا كثيرة، وهذا الأمر منعني من أن أتقدم في حياتي، وأجد نفسي أتكلم وأفعل حركات لا إرادية، فما الحل؟
وشكرا. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا
بني الكريم: لا يزال سنك صغيرا، ورغم ذلك أحسنت التعبير عما يدور في رأسك، وهذا مؤشر جيد على مستوى وعيك وذكائك.
بخصوص الخيال الذي تسرح به دوما وتبتعد عن الواقع: هذا يشبه ما يسمى بأحلام اليقظة Day dreams، وهو الاستغراق في الخيال وقتا أطول من المعتاد.
كل الناس تقريبا لديهم أحلام يقظة، فالفقير يحلم بالغنى، والفاشل يحلم بالنجاح، لكن الأسوياء لا يطول استغراقهم في الحلم فترة طويلة، وإنما يعودون إلى الواقع سريعا، أما إذا طال استغراق الشخص في الخيال منفصلا عن الواقع فهذا يدخل إلى دائرة الاضطراب النفسي، وبالتالي يحتاج إلى علاج نفسي.
هناك أسباب متعددة لحدوث هذه الحالة:
- منها ضعف الثقة بالنفس، وعدم الإيمان بالقدرات الشخصية، وأنه لا يمكنه النجاح مثلا، أو تحقيق الهدف الفلاني.
- ومنها الشعور بالإحباط والفشل بعد أن حصل على نتيجة تخالف توقعاته، وبالتالي فهو يريد أن يهرب من الواقع الأليم إلى عالم الخيال الخصيب والممتع.
ويحدث أن يتعلق الحالم بالأحداث والأشخاص الذين يحلم بهم، بينما من يصابون بالفصام لا يحدث عندهم هذا التعلق، بل لديهم مشاعر متبلدة.
عموما -بني العزيز- انظر ما هي المشاكل التي تؤرقك واعمل على حلها، واستعن بالكبار الناصحين من حولك حتى يعينوك على تجاوز هذه المشاكل التي تسبب لك الإحباط والقلق.
كما ننصحك بزيارة الطبيب النفسي لتقييم وضعك.
وحتى تتجاوز جزءا من هذه المشاكل:
- احرص على ترتيب وقتك، ونظم أوقات مذاكرة دروسك.
- حافظ على الصلاة جماعة في المسجد، فهذا يجعلك تتكيف مع الواقع الاجتماعي أكثر.
- لا تستغرق كثيرا في الألعاب الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
- خطط لطلعة مع العائلة أو بعض الزملاء في نهاية الأسبوع تتداولون فيها أخباركم الشخصية، وتمرحون في إجازة نهاية الأسبوع.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل. | أ. فيصل العشاري | 2,477,570 | 2021-12-06 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعيش في خجل واختلاق شخصيات وهمية! | أنا شاب أبلغ من العمر ٢٠ عاما، أعاني من مشكلة تسيطر على حياتي بدأت قبل تقريباً ٣ سنوات عندما أعجبت بفتاة وكان الحب من طرف واحد.
وذلك لأن الخجل يمنعني من أن أخطو أي خطوة تجاه هذه الفتاة حتى عندما أتخيل نفسي أتقدم لخطبتها، تأتيني أعراض منها ضيق تنفس، وتسارع ضربات القلب، وتعرق والإحساس بحرارة شديدة، وغثيان ودوار، مع العلم أن الخجل يمنعني حتى من التحدث مع أي فتاة حتى ولو كانت زميلة في الجامعة بعد ذلك أصبحت تأتيني تخيلات غريبة سيطرت عليّ بالكامل حيث أتخيل نفسي أتحول إلى شاب آخر وسيم وغني، مع العلم أن مظهري مقبول جدا وحالتي المادية جيدة -الحمد لله-، وصاحب كاريزما واختلقت ثلاث شخصيات كل شخصية لها تصرفاتها وحياتها واسمها الخاص، وأصبحت أعيش في تلك الشخصيات حتى أنسى اسمي ونفسي، وأصل إلى مرحلة التصديق التام بأني أحد تلك الشخصيات التي اختلقتها وحتى في أحلامي عندما أنام في الحلم لست أنا بل أحد تلك الشخصيات.
ولا أتذكر آخر مرة حلمت بأني أنا على شخصيتي الحقيقة، المشكلة هذه التخيلات أصبحت تسيطر علي بالكامل، وقد أهملت نفسي وعائلتي وعلاقتي بأصدقائي، وأصبحت أنظر لنفسي بازدراء كامل، وأصبحت تأتيني فكرة بأني لو مت سوف أتحول إلى أحد تلك الشخصيات.
أرجو منكم المساعدة والنصيحة، وأنا أنتظر جوابكم وشكرا لكم، وآسف على الإطالة. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
من شروط كمال الصحة النفسية أن يكون الإنسان ذا شخصيةٍ تفاعلية خاصَّةً على النطاق الاجتماعي.
الانكباب حول الذات والانطوائية والانغلاق يُدخلُ الإنسان في عالم داخلي ليس صحيًّا، فأنت أصبحتْ تتولّد لديك هذه الخيالات وأحلام اليقظة والتقسيمات المختلفة لشخصيتك؛ هذا كلُّه ناتج من الانغلاق النفسي الذي تعاني منه، وهذا يمكن اختراقه بسهولة جدًّا، أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، ليس من الضروري أن يكون التواصل من خلال التعرُّف على الفتيات أو شيء من هذا القبيل، أبدًا، توجد أسس ممتازة جدًّا للتواصل الاجتماعي.
مثلاً: لعب رياضة جماعية، هذا مفيد جدًّا، كرة القدم مثلاً، هنالك تفاعل شعوري وتفاعل لا شعوري (الْعَبْ، شُوت، هَات) هذه كلها تفاعلات إرادية وغير إرادية، وهي تفاعلات ممتازة جدًّا. إذًا الحرص على ممارسة رياضة جماعية.
ثانيًا: الانضمام لحلق القرآن. تدارس القرآن مع مجموعة من الناس وبتوجيه من الشيخ أو المُحفِّظ أيضًا يُنمّي الشخصية ويُعطيها أُطرا اجتماعية فعّالة وقويَّة جدًّا.
ثالثًا: أن تحرص دائمًا أن تجعل نبرات صوتك منضبطة حين تُخاطب الآخرين، وكذلك تعابير وجهك ولغة جسدك، خاصة حركة اليدين، لأن هذه الثلاثة تقريبًا هي التي تعكس المهارات الاجتماعية عند الناس.
أحلام اليقظة التي ذكرتها والتقسيمات والانغلاق حول النفس: طبعًا هذا دليل على أن القلق الداخلي أصبح لديك يحتقن، ويتضخّم، فأرجو أن تُعبّر عن نفسك أيضًا، مجرد الكلام حول هذه الأشياء مع صديق، مع زميل، مع أحد تثق فيه من أسرتك؛ أيضًا يُمثِّلُ تفريغًا نفسيًّا إيجابيًّا، فلا تكتم أبدًا.
بجانب ذلك ممارسة التمارين الاسترخائية، تمارين الاسترخاء تُرجع النفس إلى أصلها الاسترخائي، إلى أصلها الانبساطي، لا تكون هنالك أي نوع من اليقظة الزائدة أو المنخفضة، وتقلّ مراقبة الإنسان لأفكاره. الشخص الذي ينخرط في أفكارٍ مثل الذي يحدث لك تجده سريعًا وكثير المراقبة لكل فكرة تأتيه، هذا أمرٌ غير مرغوب فيه، لأنه يزيد أيضًا من التوتر ومن القلق.
هذه – أخي الكريم – هي نصائحي لك، وأيضًا أحلام اليقظة من النوع الذي تكلّمت عنه يحمل شيئًا من الوسواسية، الوسواسية تكون مرتبطة بالقلق، وفي هذه الحالة أنا سأصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، سوف يُساعدك أيضًا في ترتيب أفكارك وإخراجك من هذا النفق، الدواء يُسمَّى (فافرين Faverin) واسمه العلمي (فلوفوكسامين Fluvoxamine) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. هذه جرعة بسيطة جدًّا؛ لأن الجرعة الكلّية من هذا الدواء هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكنك لا تحتاج لأكثر من هذه الجرعة الصغيرة، وكما ذكرتُ لك سلفًا الدواء سليم وغير إدماني وفاعل إن شاء الله، مع أهمية الالتزام بالإرشادات التي ذكرتها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,472,609 | 2021-08-22 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
كيف أتخلص من أحلام اليقظة التي تعيق حياتي؟ | السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بفضل الله والحمد لله أشعر بالرضا، وتيسرت لي فرص جميلة لأكون فتاة ملتزمة بصلاتها، هداها الله إلى الطريق المستقيم، ونسأله أن يلحقنا بالصالحين، ومتفوقة دراسيًا ولا أشعر بضعف حقيقي، بل كباقي الناس تأتي فترات أشعر بالتعب، ثم أنهض بقوة، لكن أعاني من مشكلة وهي أحلام اليقظة، أعلم نفسي، ألجأ إليها لإشباع رغباتي سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، وأعلم إنه شيء خاطئ، لكني أمر بها منذ الصغر، فكل ليلة كنت أتخيل نفسي شخصًا يلعب دورًا مهما، وأنا أقوم بذلك لأنه يشجعني للتعلم والبحث.
المشكلة الحقيقية هي أنها تأخذ من وقتي كثيرًا، وتعيق حياتي، وتحديدًا في بعض التخيلات التي تقوم على إشباع الرغبات العاطفية، فأنا أشعر بالذنب، وأخاف الله بسبب تكراري لها، كما أني مقبلة على فترة مصيرية لحياتي العملية ونفسي تُعيقني.
لا أستمع للأغاني، وكنت قد بدأت بحفظ القرآن، ولا أتابع المسلسلات ومثلها، فأرجو منكم الدعاء لي، واقتراح بعض الأمور التي قد تساعدني على التخلص من هذه الأحلام، خاصة العاطفية أو السيطرة عليها.
شكراً لكم لجهودكم في هذا الموقع، فقد أفادني بتعلم الإسلام وقضايا أخرى. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
نحن سعدنا بهذا الطموح العالي، وننتظر أيضًا أن تكوني رقم ووضع في هذه الحياة، والمرأة والفتاة تخدم دينها مرتين: تخدم دينها بنفسها، وتخدم دينها بالأجيال الذين يمكن أن تُخرجهم للأُمّة، فنسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد.
الحمد لله أنك ملتزمة بالصلاة، فزيدي من النوافل، واحرصي على تلاوة كتاب الله، واحرصي على شغل نفسك بالدراسات المفيدة، واكتشفي مواطن القوة والقدرات والمواهب التي وهبها لك الوهَّاب سبحانه وتعالى، واستمري في تواصلك مع الموقع، واتخذي من الصالحات المُصلحات، اتخذي من علاقتك بهنَّ عونًا لك على ما أنت فيه من الطاعات.
سعدنا لأنك لا تسمعين الأغاني ولا تتابعين المسلسلات. أمَّا بالنسبة للأفكار التي تأتيك فأرجو ألَّا تتمادي معها، فمجرد ما تأتِ الفكرة من أحلام اليقظة – وخاصة في الأمور العاطفية – أرجو ألَّا تستمري معها، واشغلي نفسك دائمًا بالمفيد، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد.
من الحكمة أن يُؤجّل الإنسان هذه الأمور حتى يحين وقتها، وأنت فتاة -إن شاء الله-، نسأل الله أن يطرق بابك صالحٌ يُعينك على طاعة الله وتُعينينه
لذلك من المهم طرد هذه الأفكار من البداية، يعني المرفوض هو التمادي معها خاصة الأفكار العاطفية قبل أن يحين وقتها، لأنها تُتعب الإنسان وتُشوش عليه.
ننصحك كذلك بممارسة أنشطة بدنية، يعني: أعمال في البيت، هوايات فيها مجهود، أيضًا القراءة المفيدة في هذا الجانب، وطبعًا عليك بالصوم أيضًا فإنه وجاء، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، فإذا اتخذ الإنسان هذه الوسائل (التأجيل، والأنشطة الرياضية أو التي فيها إجهاد للإنسان، الأنشطة العلمية، الأنشطة الروحية: الصيام والتلاوة والذكر)، هذه كلها وسائل تُعينك على تأجيل البرنامج العاطفي الذي يمكن أن يُشوّش عليك.
أمَّا بالنسبة لبقية الأحلام: أيضًا أرجو أن تكون في حدود المعقول، وأيضًا التمادي معها يأخذُ بعض الوقت، ولكن إذا اجتهدتِّ على نفسك في إعداداها، واعلمي أن البدايات المُحرقة تُوصل إلى نهايات مُشرقة، فما من فتاةٍ تعبت في التلاوة والحفظ والقرآن والسجود لله، ثم في تطوير مهاراتها الحياتية؛ إلَّا وكان لها موقع في هذه الحياة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك، وهنيئًا لك علوّ الهمّة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. | د. أحمد الفرجابي | 2,471,006 | 2021-06-29 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
مشكلتي فقدان الرغبة في الحياة وأحلام اليقظة، ساعدوني. | السلام عليكم.
لن أطيل، وسأحاول الإيجاز، أنا في السنة الثانية في كلية الطب، الصغرى من الأبناء، أعاني من أحلام اليقظة منذ كنت في الثالثة عشر من عمري، هروبا من الواقع وتحقيق الكثير من الأمنيات، والدي فاقد البصر وعصبي، ولدينا الكثير من المشاكل، حيث لا يخلو منزلنا يوما من الصراخ، والكثير من الأمور المعقدة لا يسعني كتابتها.
قضيت معظم سنوات عمري وحيدة في المنزل، لا أحد يفهمني، وأصبحت عصبية وأتصرف بقسوة مع من هم حولي، لكن خارج المنزل لطيفة ومرحة، رغم أن داخلي يرفض ذلك التصرف مع أهلي، لكن أسلوبهم وعدم تفهمهم وسيطرتهم جعلتني لا أهتم، فأغلق على نفسي باب غرفتي، ولا أطيق معاملة الأشخاص.
مع العلم ـنني لا أخرج من المنزل بسبب عدم وجود مواصلات، وكثير من الأمور لا يمكنني فعلها بسبب ذلك، وألتزم الصمت إلا أني فقدت شخصا عزيزا علي، وكنت في سنتي الدراسية الأخيرة في المدرسة، وكانت المرة الأولى التي أفكر بماذا أريد، أو أتحدث عن رغبتي بالدراسة.
أنا غارقة في أحلامي والبكاء على وسادتي، كلما يؤذيني شخص أجعل علاقتي به محدودة، لا أثق بأحد، ولا أتحدث مع أحد عن أبسط الأشياء وإن كان ذلك أقرب الناس لي، أصدقائي قلائل رغم معرفتي بالكثير.
الحمد لله الآن أدرس في الخارج، وقد اجتزت مرحلة صعبة، وأحاول اجتياز الباقي، وكأني لم أعش إلا السنتين الماضيتين، لكن ما إن أعود للمنزل إلا وأغرق بأحلام اليقظة وأكره نفسي، ولا أرى أن لحياتي معنى، ولا أريد فعل شيء حتى أحلامي أعلم أن الكلام كثير وغير منظم، لكن أتمنى المساعدة بقدر ما تفهمتم من المشكلة، شاكرة لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثيرة هي المواقف التي تؤثر فينا نتيجة لطريقة تفسيرنا، ومدى إعطاء قيمة لتلك المواقف، فأحياناً إعطاء الأمر اهتماما زائدا والتفكير فيه بشكل دائم يجعله يبدو من الصعب التغلب عليه والخلاص منه، وعلى العكس، في حال التعامل مع الأمر ضمن حدوده ومدى أهميته، فهذا يجعلنا أكثر ارتياحا وتكيفاً مع مشكلاتنا الحياتية اليومية.
فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله:
- تطبيق طريقة التجاهل: والتي تكمن في عدم الاهتمام لكل كبيرة وصغيرة، فأحيانا التركيز المفرط يجعلنا أكثر حساسية للكلمة والنظرة والحركة، وبذلك وكأننا نسلم أنفسنا للمعاناة النفسية المتمثلة في التفكير في فلان وفلانة وماذا قلت أنا؟ وكيف أجابني؟، وكان علي أن أقول كذا وكذا.
- ثقي أن الحياة تسير ولا تكترث لحزننا وهمومنا، وتتركنا غارقين بما نحن فيه، وكأنها تقول لنا إذا لم تتخلصوا بما أنتم فيه بسرعة سيأتيكم ما هو أشد وأكبر، وبالفعل هذا ما يحدث، فعندما لا نتعامل ونتخلص من مشكلاتنا، فسرعان ما نتفاجأ بأمرين: إما أن هذه المشكلات تكبر وتتطور، أو نتفاجأ بمشكلات جديدة تضاف لما نعاني منه، مما يجل تعاملنا بما نحن فيه يزداد صعوبة.
- انعزالك، وهمومك، وحزنك، لا يؤثر إلا بك، لذا الأفضل البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع ظروفك، مثل: إعادة تنظيم وقتك، التحدث مع للآخرين بشكل لا يسبب لك المشكلات وهنا عليك تجنب مواطن الخلافات.
- صنفي المشكلات حسب أولويتها وشدتها، وتعاملي معها من المهم إلى الأقل أهمية، واعملي على إلغاء بعض الأمور البسيطة التي لا قيمة لها واعمل على تجاهلها نهائياً.
- من الأدعية المأثورة في السنة الشريفة للتخلص من الهم والحزن:
اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي).
(اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ).
(لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).
(دعوةُ ذي النُّونِ إذ هوَ في بَطنِ الحوتِ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
(دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ). (اللهُ؛ اللهُ ربي ، لا أُشركُ به شيئًا).
(اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ).
وفقك الله لكل خير. | د. عبد الرحمن جرار | 2,466,629 | 2021-02-14 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية. | السلام عليكم.
أنا طالبة، عمري 17 سنة، أعاني من عدم التركيز، وتشتت، وأنسى بشكل كبير، ومن أحلام اليقظة، أو بالأحرى أعيش في تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية.
الأمر بدأ يتفاقم، فلم أعد أتحكم في نفسي وانفعالاتي، الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يقتلانني، أحس أنني فاشلة، وأني شخص سيء، ولا أرضى عن إنجازاتي.
أحاول تنظيم حياتي، ولكني عاجزة عن الالتزام، لقد تفاقمت حياتي إلى درجة أنني لم أعد أفرق بين عقارب الساعة ، أرجو النصح فقد تعبت. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
في استشارتك السابقة والتي رقمها (2417468)، والتي أجبنا عليها بتاريخ 24/11/2019 أسدينا لك الكثير من النصائح المتعلقة بنمط حياتك، فأرجو أن تكوني قد التزمت بذلك، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة الواقعية والمُجدية للتغيير، والله تعالى أعطانا كبشر القدرة على التغيير.
أنت صغيرة في السِّن، وتمرين قطعًا بمراحل بيولوجية ونفسية ووجدانية واجتماعية، مشاكل الهوية، مشاكل الانتماء، هذه صعوبات عادية جدًّا تمرُّ في مثل حالتك، وحالة القلق والتوتر التي تعانين منها هي التي أدَّت إلى إضعاف التركيز عندك، وهذه يمكن حقيقة تفعيلها بصورة إيجابية جدًّا، أي أن تجعليها من طاقة سلبية إلى طاقة نفسية إيجابية.
وأوَّل خطوات الترتيب الصحيح في نمط الحياة هو أن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على النوم الليلي المبكّر، في كل ليلة اذهبي إلى الفراش مبكِّرًا، بعد صلاة العشاء مثلاً بساعة، أو في أقصى الأحوال ساعتين، وأن تتأمَّلي في شيء طيب، تقرئي أذكار النوم، وتنامي، هذا النوم المبكّر يؤدي إلى استقرار كامل في الخلايا الدماغية، وهذا ينتج عنه الاستيقاظ مبكّرًا، وأداء صلاة الفجر، وسوف يكون هنالك إحساس كبير بحسن التركيز والإنجاز، وهذا هو الوقت الذي تبدئين فيه دراستك قبل أن تذهبي إلى مرفقك التعليمي.
إذًا دراسة ساعة واحدة في الصباح هي من أكبر الإنجازات التي سوف تُساعدك على الاستقرار النفسي، وتحدَّ من أحلام اليقظة والتشتت الذهني والانفعالات السلبية. الإنجازات الصباحية تُحسّن الدافعية عند الإنسان. وبعدها ضعي خارطة لإدارة وقتك في بقية اليوم: بأن تأخذي قسطًا من الراحة، ترفّهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، تحرصي على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، الجلوس والتفاعل الإيجابي مع الأسرة، والحرص على بر الوالدين دائمًا، وهكذا ... هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة المثلى.
وأحلام اليقظة هذه يمكن أن تتخلصي منها، أو تجعليها أكثر إيجابيةً، مثلاً بأن تتصوري نفسك بعد أربع أو خمس سنوات من الآن: أين أنت؟ إكمال الدراسات الجامعية، إن شاء الله الزواج، وتضعي الآليات، وتضعي الطُّرق والوسائل التي تُوصلك إلى غاياتك. الله تعالى حبانا وأعطانا وزوّدنا بالقدرة على التغيُّر. الإنسان ليس كيانًا جامدًا، لا في تفكيره ولا في عواطفه ولا في وجدانه، وعملية التغيير هذه ممكنة جدًّا، وذلك من خلال حُسن تنظيم الوقت، وأن تكون لك طموحات، وأن تكون لك آمال، وأن تكون لك أهداف، هذا مهمٌّ جدًّا. أرجو ألَّا تعيشي في هذا الفراغ النفسي الاجتماعي.
ممارسة الرياضة أيضًا تُقلِّلُ كثيرًا من أحلام اليقظة الشاردة والسلبية، وكذلك قراءة القرآن بتدبُّرٍ وبتمعُّنٍ، ويا حبذا لو حضرت بعض الدروس في تجويد القرآن، فهي الأساس المتين لأن يتدبّر الإنسان القرآن ويقرأه بصورة صحيحة، ويتأمَّله ويتدبَّره ويستفيد منه.
هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب. | د. محمد عبد العليم | 2,465,691 | 2021-01-28 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أعاني من أحلام مخيفة ووسواس الموت | أعاني من وسواس الخوف بعد نوبة هلع مررت بها في أزمة كورونا في شهر مارس بعد فقداني الوعي بعض اللحظات.
منذ ذلك اليوم وأنا أعاني من أحلام مخيفة، ودائماً أحس أني سأموت، وفي أحلامي أرى الأموات، أسألكم الحل والنصيحة، وبارك الله فيكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
طبعًا قلق المخاوف موجود، وكثير من النساء لديهنَّ تجارب مع المخاوف في المراحل الحياتية المختلفة، بعد جائحة الكورونا نلاحظ أن الوسوسة والمخاوف والقلق زاد لدى بعض الناس.
بالنسبة لك – أيتها الفاضلة الكريمة – نوبة الهلع هذه التي حدثت لك هي مجرد قلق نفسي حاد، يجب أن تفهمي أنها ليست خطيرة حتى وإن كانت مزعجة جدًّا.
أنت ذكرت أنك فقدت الوعي لبعض اللحظات؛ هذا مستغرب بعض الشيء، لا نشاهد ذلك في نوبات الهلع، قد يكون الإنسان في حالة تركيز جيد في أثناء نوبة الهلع، والبعض يحس بخفة شديدة في الرأس، لكن فقدان الوعي ليس أمرًا مُعتادًا، ولذا أنا أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيب لإجراء فحوصات طبية عامة، إن شاء الله كل أمورك الجسدية سوف تكون طيبة، لكن لا بد أن نتأكد من مستوى الدم لديك، هل لديك مثلاً نقص في الدم أدى إلى فقدان الوعي للحظات؟، يجب أن تتأكدي من وظائف الكلى والكبد، مستوى الدهنيات، ومستوى فعالية الغدة الدرقية، وكذلك مقاس مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).
هذه الفحوصات فحوصات مهمة جدًّا، وإن شاء الله تعالى كلها تكون سليمة، ونوبات الهرع بالفعل تعطي شعورًا للإنسان أنه سيموت، ويكون لديه الكثير من المشاغل الوسواسية التي تُهيمن عليه حول الموت.
أيتها الفاضلة الكريمة: كما تعرفين وأنا متأكد أنك على قناعة كاملة، ومطلقة أن هذه مجرد مخاوف، غير مؤسَّسة، ويجب أن تُحقّري الفكرة تمامًا، الآجال بيد الله تعالى، ولا أحد يعرف حقيقة متى سيكون أجله، والإنسان يعمل بكل قوة في الحياة، ليعيش حياة طيبة، ليعيش فاعلة، والخوف من الموت لا يؤخّر في أجل الإنسان ولا يُقدِّمه، {ما كان لنفس أن تموت إلَّا بإذن الله كتابًا مؤجَّلاً}، فأرجو أن تقومي بشيء من التمارين الذهنية التي من خلالها تُحقّري هذه الفكرة.
هنالك أشياء ضرورية، منها: عدم الكتمان، حيث إن الذين يميلون للكتمان وعدم التفريغ النفسي الداخلي يكونون عُرضة لنوبات التوترات والهلع، كما أن ممارسة الرياضة – خاصة رياضة المشي – ستكون أمرًا مفيدًا لك. التفكير الإيجابي والانخراط في أعمالك المنزلية، والتواصل الاجتماعي، والحرص على واجباتك الدينية وواجباتك الزوجية، هذا كله فيه علاج، وفيه صرف انتباه أساسي.
طبِّقي تمارين الاسترخاء، هنالك برامج على الإنترنت واليوتيوب ممتازة جدًّا، توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وسوف أصف لك دواءً ممتازًا جدًّا، الدواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، ويُسمَّى علميًا (زولفت) و(لوسترال)، تبدئي في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – وبعد عشرة أيام اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد. | د. محمد عبد العليم | 2,461,593 | 2020-12-28 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أحلام اليقظة وعلاقتها بالخمول وضعف الهمة | اعذروني على التكرار، جزاكم الله خير الجزاء.
أنا صاحب استشارة سابقة برقم (2456258)، أجابها الوالد الفاضل الدكتور محمد عبد العليم.
لا تعلمون مدى انشراحي وتأثري بردكم على استشارتي، فقد شعرت براحة كبيرة وعزم وهمة لم أشعر بهما منذ فترة طويلة.
أردت أن أضيف فقط -بعد إذنكم- أنني أعاني من أحلام يقظة شديدة، وانفصال عن الواقع بدرجة كبيرة، فأظل أحلم فترات طويلة أربع أو خمس ساعات في اليوم، ومن تأثير الأحلام السيئة علي أنها تجعلني أرى أن مستقبلي في غير تخصصي الذي أدرسه، فأنا أحلم أنني سأصبح رجل أعمال وصاحب مشاريع، وأتخيل تفاصيل ذلك فأتجاهل واقعي ودراستي، وربما هذا من أسباب ضعف الهمة هو انفصالي عن الواقع وعدم تمسكي وتفاؤلي به، بل وانصدامي به إذا لم يوافق أحلامي، رغم أني أعرف أن بها من الشطحات الشيء الكثير، وسبق أن قرأت عن حالة تسمى Maladaptive Daydreaming، ووجدت أنها تناسب أعراض أحلام اليقظة التي أعاني منها تماماً، فهل هناك ما يمكن أن ترشدوني إليه للتخلص من هذه العادة القبيحة؟
كذلك أعاني من رهاب، وخوف، وخجل اجتماعي، وعقدة من الجنس الآخر لدرجة التلعثم بين الناس والنساء، وتأتيني نوبات من اليأس والقنوط من الدراسة والحياة بين فترة وأخرى، فلو تكرمتم بإعطائي نصائحكم ووجهات نظركم في هذا سواء بالعلاج الدوائي أو المعرفي السلوكي.
ووددت أن أسألكم عن كيميائية الدماغ من الهرمونات والموصلات العصبية التي تضطرب بسبب العادة السرية والأفلام الإباحية أو الاستخدام العشوائي للأدوية النفسية، هل تتحسن مع الوقت؟ | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وبالفعل قد قمنا بالإجابة على استشارتك التي رقمها (2456258) قبل ثلاثة أسابيع، وأشكرك على مشاعرك الإيجابية حول ما ذكرناه، وأرجو أن تُطبق، لأن في هذا حقيقة نجاح لك كبير.
بالنسبة لأحلام اليقظة: ليست كلها مرفوضة، لأن محابس النفس يجب أن تُفتح أحيانًا عن طريق الخيال، ويجب ألَّا نكتم ونحتقن نفسيًّا، لكن الإنسان يجب أن يكون واقعيًّا ويتعامل مع أحلام اليقظة من خلال الاعتماد على الأفعال وليس الأفكار أو المشاعر، الإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، هذا هو مثلث الارتكاز فيما يخص السلوك الإنساني.
الذين لديهم تشعبات وتوسُّعات خيالية –أو ما يُسمَّى بأحلام اليقظة– في هذه الحالة نقول لهم: يجب أن تكون لكم برامج يومية تديرون من خلالها وقتكم، هذا مهمٌّ جدًّا، وهذه البرامج اليومية يجب أن تُكتب على الورق، ويطبقها الإنسان، ونسبة التطبيق يجب ألَّا تقلَّ عن سبعين بالمائة.
مثلاً: النوم الليلي المبكّر يُعرف عنه أنه مفيد كثيرًا، مثلاً يكتب الإنسان ما سوف يقوم به، مثلاً يقول: أنا سوف أنام الساعة كذا، أسيقظ لصلاة الفجر، بعد ذلك مثلاً أقرأ الورد القرآني، أقوم بالأذكار، أقوم بالاستحمام، أتناول الشاي، بعد ذلك إذا كان للإنسان عمل يذهب لعمله، إذا كان في دراسة – مثل شخصك الكريم – سوف يذهب إلى مرفقه الدراسي، وفي فترة الصباح نفسها يمكن أن تُراجع بعض الدروس؛ لأن هذا وقت استيعاب، فيه بركة كثيرة، فهذه الأمة قد بورك لها في بكورها، كما أشار إلى ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
والإنسان حين ينجز في الصباح لا يعطي فرصة للخيال ولأحلام اليقظة أبدًا، لأن كل يومه سوف يكون إنجازات، الدراسة، الراحة، ممارسة الرياضة، الترفيه عن النفس، الصلات الاجتماعية، لن يُترك أصلاً مجالاً لهذا الخيال الغير مفيد.
فإذًا حتى تُقلِّص من هذه الأفكار قم بالأفعال، هذا هو العلاج، وهذا أمرٌ أكيد، إذًا التزم ببرامج يومية – أخي الكريم محمد – وطبِّقها بحذافيرها، هذا هو الشيء الذي يُقلِّص أحلام اليقظة، وإن شاء الله تعالى يؤدي إلى نجاحات كبيرة جدًّا.
الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك – كما ذكرنا سلفًا – والصِّلات الاجتماعية أيضًا يجب أن تأخذ حيّزها، ومشاركاتك حقيقة في المشاريع الأسرية أيضًا يُعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن تناول عقار مثل الـ (سبرالكس) بجرعة بسيطة سيكون جيدًا جدًّا، السبرالكس له ميزات أنه فعّال، وفي ذات الوقت يزيل القلق والمخاوف، وهو أيضًا يُحسّن المزاج بصورة ملحوظة جدًّا، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بالنسبة لموضوع العادة السرية ومشاهدة الأفلام الخلاعية: هذه –أيها الفاضل الكريم– تكون على مستوى عقل الزواحف، أي عقل الشهوات عند الإنسان، أو ما يُسمَّى بـ (عقل الحيوان)، والمادة أو الموصِّل العصبي الرئيسي هو مادة الـ (دوبامين)، هي التي تُحفّز على الغرائز وبشكل واضح جدًّا.
الاستخدام العشوائي للأدوية النفسية قد يؤثّر على مستوى إفراز السيروتونين والنورأدرينالين، قد يؤدي إلى ما نسميه بالإطاقة أو بالتبلُّد في الموصلات العصبية. | د. محمد عبد العليم | 2,460,975 | 2020-12-24 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أنا فتاة مراهقة أعاني من أحلام اليقظة، ما الحل؟ | السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من أحلام اليقظة، رغم تفوقي الدراسي، إلا أني أحس أني أعيش في عالم آخر، حيث أني فتاة محبوبة مشهورة، واثقة في نفسها، وتدرس الهندسة، وكل مرة أصنع لنفسي (سيناريو) وأعيش فيه.
يمكنني القول بأن هذا العالم الذي اخترعته لي هو سبب سعادتي، لكني أحس أني لم أعد أستمتع بعالمي الحقيقي، بل أريد أي فرصة لكي أهرب إلى عالم أحلام اليقظة.
أنا أعاني من الخجل الشديد، وعدم الثقة في النفس عندما أكون في الشارع أو المدرسة أحس بأن الجميع ينظر إلي، وهذا ما يجعلني أتصرف بغرابة، ومن كثرة خجلي لا أستطيع أن أرفع أصبعي في القسم.
هذا يسبب لي مشكلة كبيرة، لا أعرف ما سبب عدم ثقتي في نفسي؟! فأنا واثقة من قدراتي، وأستطيع أن أحقق ما أريد، لكن في نفس الوقت لا أشعر بالراحة عندما أكون مع أي أحد باستثناء أبي وأمي وإخوتي.
هذا الأمر أعاني منه منذ أربع سنوات، وكل مرة أقول لنفسي سيأتي الوقت وتتخلصين منه، لكني أرى أنه حان الوقت لأتعالج.
أرجوكم ساعدوني. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيزة: مشكلتك تكمن في عدم القدرة على التعبير عن ما يجول في خاطرك من كلام أو أفكار بسبب الخجل، وهذا الضعف يُشعرك بضعف الثقة بالنفس، لأن أحد معززات الثقة هو التحدث بطلاقة أمام الجميع دون خجل.
عليه، أنصحك بما يلي:
- تصرفي على طبيعتك، وأنتِ تمشين في الشارع، افترضي أنه خال من الناس، وحاولي أن تسترخي وتريحي أعصابك، تنفسي بشكل طبيعي، أريحي عضلات وجهك وعنقك وأكتافك ويديك، لا تلتفتي إلى نظرات الناس، كرري ذلك، ستشعرين بالارتياح.
- تأنِ قبل الإجابة أو الكلام، لا تتحدثي بسرعة لتخفي خجلك فهذا يزيد من توترك، بل أعطِ وقتاً للتفكير لكي تعبري عن ما يجول في خاطرك بشكل مناسب.
- حددي جميع المواقف التي تخجلين فيها، واكتبيها، وكل ما كتبت موقفا اكتبي مقابله مبرراتك لماذا تخجلين مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الشباب في الشارع " الآن اكتبي مبرراتك: مثلاً: لأن عددهم كبير، لأني أخاف أحدهم أن يتفوه بكلمة مسيئة، أو لأنهم شباب فقط، وهكذا مع بقية المواقف.
بعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرئيها بتروٍّ، وانظري هل المبررات تستحق كل هذا الخجل، مقارنة بالموقف؟! وكلما كتبت أكثر ستصبحين أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سيقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقفاً يخجلك ستضعين مبرراً لهذا الخجل، وسرعان ما تتحررين من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.
- تواصلي وتفاعلي اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبني هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويجعل شخصيتك أكثر تماسكاً في معظم المواقف.
- ابحثي في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحثي فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتطويرها، فهذا سيجعلك شخصاً اجتماعياً، وأكثر تفاعلاً وكفاءة، وستتغلبين على نقاط ضعفك.
- اصغي جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وقدمي أفكارك في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، ولم يهتم لها الطرف الآخر.
- أثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك، لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة الخجل من الرد أو التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه. | د. عبد الرحمن جرار | 2,459,556 | 2020-12-15 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
بسبب الاكتئاب صرت أهرب لأحلام اليقظة، فكيف أتخلص منها؟ | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعاني منذ فترة طويلة من الاكتئاب والانطواء اجتماعيا، والهروب من الواقع، وقد أتعبتني أحلام اليقظة والهروب من الواقع كثيرا، حتى تنازلت عن الحياة والعيش مع أحلام اليقظة، وأصبحت عائقا على الكثير، فبماذا تنصحني؟
وجد عند تصفحي استشارة لدواء السيرترالين، فهل هو مفيد لحالتي أم لا؟
وشكرا لكم. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أحلام اليقظة قد تكون مفيدة إذا كانت في سِنٍّ صغيرة – في المراهقة – ولفترة قصيرة، ولكن كون الشخص يعيش معها ويُصاحبها اكتئاب وانطواء اجتماعي وتمثِّل هروبًا من الواقع فهذا يتطلب فعلاً العلاج، والعلاج قد يكون دوائيًا، وقد يكون نفسيًّا، وقد يكون دوائيًا ونفسيًّا معًا.
السيرترالين مفيد فعلاً في حالة الاكتئاب والمشاكل الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، وإذا قررت أن تأخذه فيجب أن يكون تحت استشارة طبية، جرعته خمسون مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى بعد أن تتحسّن وتزول عنك معظم الأعراض يجب عليك الاستمرار فيه كي لا تحدث انتكاسات مرة أخرى، وبعد ذلك التوقف عنه بالتدرج، بحسب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تمامًا.
الشيء الثاني: طالما أنك تعاني منذ فترة؛ فأنت تحتاج إلى جلسات نفسية مع معالج نفسي لمساعدتك في موضوع الانطواء هذا.
السيرترالين سوف يُعالج الاكتئاب، ولكن تحتاج إلى علاج نفسي لمعالجة الانطواء، حتى تعود إلى حياتك الطبيعية.
أيضًا يمكنك فعل أشياء بنفسك، مثلاً الرياضة، رياضة المشي يوميًا، يجب أن يكون عندك روتين أيضًا يومي، حاول أن تتواصل مع أصدقاء – إذا كان عندك صديق أو صديقان – تواصل معهم، فهذا يفك العزلة، وتواصل مع أرحامك أيضًا، فهذا يُساعد على فك العزلة، والصلاة في المسجد مع الجماعة أيضًا تُساعد كثيرًا في فك العزلة، واظب على صلاة الجماعة في المسجد، فهذا سوف يُساعد كثيرًا، ويساعدك في الخروج من الانطواء.
وفقك الله وسدد خطاك. | د. عبد العزيز أحمد عمر | 2,451,534 | 2020-11-04 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
أسرف كثيرًا في الخيال وأحلام اليقظة، فكيف أتوقف عن ذلك؟ | السلام عليكم ...
عمري 22 سنة، أعاني من الحديث مع النفس كثيرا، وأتخيل لو أن هذا الشخص أمامي سأفعل كذا، وأقول كذا، وأبدأ بالحديث وكأنه موجود أمامي حقيقة، كنت مسيطرة على هذه الحالة، ولكن مع القلق الزائد أجد راحة كبيرة في مثل هذه الحوارات، لكنها تبعدني وبشدة عن الواقع، فماذا أفعل؟ وهل هي من الشيطان؟
جزاكم الله خير الجزاء. | بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بثينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
•أهلا بك عزيزتي.
إنّ عمرك الآن هو 22 سنة وهو بداية الشباب، وهذه المرحلة العمرية تكون عادة مليئة بالطاقة والحماس والتخطيط والقلق حول المستقبل، أي يعيش الإنسان فيها ازدحاماً في أفكاره، ويشغل ذهنه عادة إما أمنيات لمستقبله، أو معاناة من واقعه، يبحث لها عن حلول، وهذه المعاناة تُولّد عنده توترا وقلقا يجعله يبحث عن وسائل وطرق تساعده في التفريغ عنها، والتخفيف من هذا التفكير المستمر، فنجد الشخص يتحدث مع نفسه ما يحلو له حول ما يقلقه، وغالبا ينتهي هذا الحديث بالراحة النفسية.
• هذه الحالة تدعى بأحلام اليقظة، واطمئني هي ليست من الشيطان، بل هي ظاهرة وتقنية نفسية يعيشها الإنسان كمرحلة عابرة ومؤقتة من حياته، تكون من خلال صياغته للسيناريوهات الخاصة به وصناعته لمحتوى الحلم كما يحلو له ويتمناه، ومن ثم يتخيل نفسه أنه يعيشه تماماً، وبالتالي يصنع لنفسه زاويته التخيلية الخاصة به والتي يحقق فيها راحته النفسية من خلال إمّا تحقيقه لرغباته وطموحاته (النوع الإيجابي من أحلام اليقظة) أو هروبه من واقعه المليء بالتوتر والمشكلات (النوع السلبي من أحلام اليقظة وهو مايحدث معكِ).
أما إيجابيات أحلام اليقظة تكمن في:
- التفريغ النفسي وتخفيف القلق.
- الحماس والتحفيز الذي تبثه في روح صاحبها بعد أن يتخيل أشياء ايجابية قد قام بها وحققها، مما قد يدفعه لمزيد من التخطيط لتحقيق طموحاته وأحلامه على أرض الواقع.
- عادة تنصقل هذه الأحلام مع مرور الوقت لتتحول إلى خطوات عملية تساعد صاحبها ليكون أكثر إنتاجاً في حياته الواقعية.
وأمّا سلبياتها:
(وهي ما بدأتِ تشعرين به) تظهر عندما يزداد استخدامها بشكل مبالغ به، حتى يفقد الإنسان السيطرة عليها، والتحكم في إدارة وقته، ويشعر أنّ ذهنه مُشتّت أغلب الوقت، مما يضعف من إنجازه ويعرقل قيامه بمهامه اليومية، وهذا يحدث مع صاحبها عندما:
- يلجأ إلى الخيال بدل الحقيقة في حل مشكلاته.
- يلجأ إلى الخيال هرباً من الواقع ومواجهة مشاكله.
- يختلط عليه الأمر ولا يعود يستطيع التمييز بين الحلم والواقع.
- يعزل نفسه عن الناس وحياته الواقعية.
- يبتعد تماماً عن واقعه، حيث يعيش غير مُبالٍ لمشاكله وما يدور من حوله، فهو لديه حياته الخاصة التخيلية التي تُشبع احتياجاته.
- تأخذ حيزاً كبيراً من وقت صاحبها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تراجع مستواه وأدائه في مجالات حياته عموماً.
أي ما يحدث معكِ عزيزتي هو حالة طبيعية وعابرة بإذن الله، ولكنك بدأت تدخلين المنحى السلبي من أحلام اليقظة، وخاصة أنها بدأت تُبعدك عن الواقع بشكل كبير كما ذكرتِ، ومن الجيد أنك قد راسلتِنا في هذه الفترة، حيث من السهل عليكِ إعادة تحكمك بها.
أمّا علاج هذه الظاهرة فيكون من خلال:
- الانخراط بالأنشطة الاجتماعية التي تتطلب منك عدم البقاء بمفردك، والمشاركة الفاعلة مع الاخرين، فذلك يُجبرك على أن تخرجي من دائرة شرودك مع نفسك.
- املئي يومك بالأنشطة الحركية والرياضات التي تحبينها، فالرياضة تتطلب جهداً جسدياً يمنع من يُمارسُها من السرحان الذهني في الوقت نفسه.
- مارسي الأنشطة الذهنية مثل الشطرنج، الألغاز، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب تركيزاً عالياً، فالتركيز بطبيعته هو عكس السرحان، لذا سيخفف تلقائياً من أحلامك اليقظة.
- تجنبي قدر الإمكان قضاء وقت كبير في الأماكن التي اعتدت فيها على ممارسة أحلام اليقظة، مثل: غرفتك النوم، فهذا سيخفف من قوة الرابط لديكِ بين المكان وأحلام اليقظة، وبالتالي ستجدين نفسك غير مرتاحة للقيام بها خارج المكان المعتاد، مما سيجعلك تُقللين منها تدريجياً مع الوقت.
ولكن عموماً أريد طمأنتك أن أحلام اليقظة عادة ما تكون عابرة ومؤقتة، فهي مرافقة لمرحلة المراهقة وبداية الشباب، وتقل تدريجيا بعد ذلك إلى أن تزول، فلا تقلقي حول ذلك.
ختاماً: لا تترددي في مراسلتنا مُجددا في أي موضوع وفي أي وقت.
بالتوفيق. | أ. هبة الأصفري | 2,447,469 | 2020-10-12 | الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة |
🏥 Shifaa Arabic Mental Health Consultations 🧠
📌 Overview
Shifaa Arabic Mental Health Consultations is a high-quality dataset designed to advance Arabic medical language models.
This dataset provides 35,648 real-world medical consultations, covering a wide range of mental health concerns.
📊 Dataset Summary
- Size: 35,648 consultations
- Main Specializations: 7
- Specific Diagnoses: 123
- Languages: Arabic (العربية)
Why This Dataset?
🔹 Lack of Arabic medical data: Most NLP datasets focus on English, leaving a gap in Arabic medical AI.
🔹 Detailed Q&A format: Answers provide in-depth context on symptoms, diagnoses, and treatments.
🔹 Structured Hierarchy: Data is categorized into Main Specialization → Specific Diagnosis.
🔹 High Quality: Data is cleaned, free from missing values & duplicates.
📂 Dataset Features
Each row in the dataset contains:
Column Name | Description |
---|---|
Question Title |
Short summary of the consultation |
Question |
Full question asked by the patient |
Answer |
Doctor’s detailed response |
Doctor Name |
Name of the responding doctor |
Consultation Number |
Unique consultation identifier |
Date of Answer |
When the answer was provided |
Hierarchical Diagnosis |
Main Specialization → Specific Diagnosis |
🖼️ Data Distribution
- 7 Main Specializations (e.g., Depression, Anxiety, PTSD)
- 123 Specific Diagnoses categorized under specializations
- Varied Question Lengths ranging from short inquiries to complex cases
🔗 Usage & Applications
This dataset is ideal for:
✅ Medical AI Assistants – Training chatbots & virtual doctors
✅ Text Classification – Categorizing Arabic medical questions
✅ Question Answering – Improving Arabic medical search engines
✅ Predictive Models – Detecting mental health risks
The dataset was collected from the Islam Web website using web-scraping tools.
🌟 Stay Connected with Us on LinkedIn! 🚀
- Downloads last month
- 488