Question Title
stringlengths
9
112
Question
stringlengths
26
20.6k
Answer
stringlengths
233
15.1k
Doctor Name
stringclasses
66 values
Consultation Number
int64
316
2.55M
Date of Answer
stringlengths
8
10
Hierarchical Diagnosis
stringclasses
123 values
حالات الفصام السلبي وكيفية علاجها
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. أخي يبلغ من العمر واحداً وعشرين عاماً، بعد أن بدأ في العمل ظهرت عليه تصرفات غريبة، فهو يأكل بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى الانعزال عن الآخرين، وعندما نكون جالسين لا يتحدث إلينا وإن تحدثنا إليه، عندما نقول له عما يقوم به يقول: أنا لم أفعل ذلك، يقوم بتصرفات وبعد ذلك يقول: أنا لم أقم بها، يكره أمي في بعض الأحيان فيصرخ في وجهها، وفي بعض الأحيان يحاول ضربها، ولم يكن يفعل ذلك في السابق، يبكي كثيراً في بعض الأحيان، وقد ترك العمل بسبب كل هذا، ونحن لا نعرف ما به، وعندما ذهب إلى المستشفى طلب منه الطبيب عمل تخطيط للمخ والدماغ، ولكن نحن نريد الاطمئنان عليه، فما هي حالته؟ وما هو علاجها؟ علماً بأن أمي مريضة، وأبي مريض، وذلك قبل أن يحصل له ما حصل، وهو لا يحافظ على الصلاة، ومتساهل من ناحية الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأسأل الله تعالى الشفاء لأخيك من الذي ألم به. السرد والوصف الذي ورد في الرسالة يجعلني أفكر في مرض نفسي واحد معروف لدينا، وهو ما يعرف بالفصام السلبي، والذي تظهر فيه تصرفات غير طبيعية، مع انطوائية وانعزال شديد، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بصورة صحيحة، ولكن يكون فيه أيضاً تبلد أو جمود في العواطف والوجدان، والشخص أيضاً لا يهتم بمظهره أو نظافته الخاصة، ولا يهتم كثيراً بالضوابط والمتطلبات الاجتماعية. أرجو أن لا يكون هذا التشخيص مزعجاً بالنسبة لك، ولكن كما ذكرت هو أقرب ما أراه، والحمد لله أنتم في البحرين ويوجد الكثير من الإخوة الأطباء المتميزين هنالك. لا شك أن من رأى ليس كمن سمع، أي إذا تم فحص هذا الأخ بواسطة أحد الأطباء سوف تتم الإفادة بالتشخيص الصحيح، وهنالك الأخ الدكتور/ محمد خليل الحداد، والدكتور/ أحمد الأنصاري. والدكتور/ شارلوت كامل، وآخرين. الشيء الآخر والذي أود أن أؤكده هو -الحمد لله- الآن 60 - 70% من حالات الفصام يمكن علاجها وتحسنها، بشرط الالتزام بالأدوية والعلاج الصحيح. هنالك أدوية طيبة وفعّالة مثل العقار الذي يعرف باسم رزبريدال، هو عقار جيد وفعّال، ولكنه يتطلب الالتزام والصبر عليه، وأن تكون الجرعة صحيحة، والجرعة تبدأ بـ 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 2 مليجرام في الصباح و2 مليجرام في المساء لمدة شهرين، وإذا لم تتحسن الأعراض فترفع الجرعة إلى 6 مليجرام بمعدل 2 مليجرام في الصباح و4 مليجرام ليلاً، ومدة العلاج لا تقل عن عام، أي سنة كاملة. بجانب العلاج الدوائي، يوجد هنالك ما يعرف بالعلاج التأهيلي، وهو أن نحاول أن ندفع هذا الأخ للانصهار والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين والقيام بواجبه، وأن نأخذه معنا للزيارات، وأن نجعله أيضاً يؤدي الأعمال اليومية في البيت، فالعلاج بالعمل يعتبر علاجاً ناجعاً لأمراض الانفصام والانزواء، وهنالك أقسام في المستشفيات النفسية تعرف بالعلاج الوظائفي، وهي من أجل مساعدة الناس للمحافظة على مهاراتهم اليومية وبناء مهارات جديدة، وقد وجد أن التأهيل مع العلاج الدوائي يعتبر منقذا ومفيداً للكثير من مرضى الفصام. أقول -وبالله التوفيق- أن كلامي هذا افتراضي فيما يخص التشخيص، ولكن في ذات الوقت ربما أكون على درجة عالية من اليقين. أسأل الله له الشفاء، وألا تؤثر حالته السلبية على الوالدين، وجزاك الله خيراً.
د. محمد عبد العليم
19,504
2006-05-17
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
دور الوراثة في مرض الفصام
بسم الله الرحمن الرحيم. تحية طيبة وبعد: خطبت قبل 4 شهور فتاة معلمة، وأنا مرتاح معها. وحديثا اكتشفت أن أخاها عمره 19 سنة مريض بالفصام، وهو يتعاطى الريسبيريدون، أما عن أخيها الآخر فهو يدرس الهندسة، ولكن طبيعته منعزل وغير اجتماعي، وشخصيته شبه هزلية، حاصل على معدل 95%. أما أختها الكبرى مهندسة حاصله على معدل 90%، غير اجتماعية. بقي أختان طبيعيتان في شخصيتهما، أما الأم فغير اجتماعية أبداً، والأب تاجر سيارات غير متواجد في البيت. إخواني: هل مرض الفصام ممكن يظهر على أولادي في المستقبل؟ وهل تنصحونني بالاستمرار؟ خصوصاً أني كاتب عقدي معها من غير دخول. شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، لقد دار الكثير من الحديث حول الدور الذي تلعبه الوراثة في مرض الفصام، وخلاصة هذه الأبحاث تدل على أن هنالك بعض الميول الأسرية لأن يحدث مرض الفصام لدى بعض أفراد الأسر، ولكن ليس هذا عن طريق نقل أجينات الأفثية مباشرة، بمعنى أنه ليس مثل بعض الأمراض الوراثية التي تنقل بصورة مطلقة، مثل مرض الهموفيليا، وهو مرض من أمراض الدم المعروفة. أما في حالة الفصام، فهناك مجرد بعض الميول الإرثي، ولإطلاعك على بعض المعلومات العلمية، فعلى سبيل المثال: إذا كان الأبوان يعانيان من مرض الفصام، فإن حوالى 50% من الذرية سوف تعاني من هذا المرض، أما إذا كان أحد الأبوين هو الذي يعاني من مرض الفصام فحوالي 20% سوف يعانون من هذا المرض. أما إذا كان أحد الإخوان أو الأخوات يعاني من المرض، فالنسبة تنزل إلى 12% فقط من بقية الإخوان والأخوات الذين ربما يعانون من هذا المرض. في حالة هذه الأخت المعلمة والتي تود الزواج بها، الحقائق العلمية تقول: أن احتمال إصابة أبنائها بمرض الفصام هو احتمال ضعيف جداً، ولا أعتقد أنه يتعدى نسبة 5% وهذه تعتبر نسبة قليلة جداً، حيث أن الإرث في حالتها يعتبر متباعداً بعض الشيء، بالرغم مما ذكرته عن حالة والديها، وهذه الأخت لديها مهارات اجتماعية، وقد حصلت على قدر جيد من التعليم، وهذا في حد ذاته يعتبر من الأشياء التي تؤدي إلى مقاومة حدوث مرض الفصام في الأبناء. أنا شخصياً أقر هذا الزواج بإذن الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة، وأرجو أن لا تعيش تحت الهم والقلق المستقبلي التوقعي، وأن تحاول تنشئ الذرية بصورة تربوية متوازنة؛ لأن ذلك إن شاء الله يهيئ لهم حياة نفسية سليمة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
251,908
2006-05-02
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الحذر من مريض الفصام عندما يهدد بالإيذاء .. نظرة طبية
متى يرتكب مريض الفصام جرائم الإيذاء البدني؟ فقد قال لي زوجي المريض بالفصام: أريد أن أقتلك. وقد انفصلنا لتداعيات المرض ولرفضه الشديد للعلاج وبعد سنوات، أفكر في العودة إليه، ولكني أخشى على أولادي ونفسي، فبم تنصحني؟ كما أريد أن أعرف هل تم استخدام الجراحة في علاج الفصام بنجاح؟ وما نسبة نجاحها؟ كما أن زوجي السابق مر عليه عام لم يتناول فيه أدوية وحالته في الظاهر مستقرة. فهل هذا مؤشرتحسن أم لا؟ علماً بأنه كانت لديه شكوك قوية ضدي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لا شك أن بعض مرضى الفصام خاصةً ما يُعرف بالفصام الظناني أو الاضطهادي أو الباروني، ربما يشكلون خطراً على الآخرين، خاصةً إذا كانت الفكرة الظنية التي يُعانون منها ضد شخص معين. لا نريد قطعاً أن نحرمك من زوجك، ولكن لابد من الحذر إذا لم يتناول العلاج، فالمريض الفصامي إذا هدد بالقتل ربما يقتل إذا لم يتناول العلاج، ولكن الحمد لله توجد أدوية فعالة في مثل هذه الحالات، وأنا شخصياً -وبما أن معظم عملي في الطب الجنائي الشرعي- أعطي مثل هؤلاء المرضى علاجاً عن طريق الحقن (الإبر) حتى أضمن أن الدواء موجود في دمه، وهذه الإبر أو الحقن تعطى كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فهذا الذي أوصي به إذا أردت أن ترجعي إلى هذا الزوج، ولابد أن تكون هنالك ضمانات كافية أنه سوف يتناول الأدوية، وأفضل -كما ذكرت لك- الأدوية عن طريق الحقن، فهي الأفضل والأضمن. الأدوية المفضلة في هذه الحالة هما: العقار الذي يُعرف باسم هالدول (Haldol) والجرعة هي 50-100 مليجرام في اليوم بالعضل كل أسبوعين أو ثلاثة، والدواء الآخر يُعرف باسم كلوبيكسول (Clopixol) والجرعة هي 200 مليجرام في العضل كل أسبوعين، ولا شك أن هذه الأدوية لابد أن تُعطى تحت إشراف طبي. إذن، فالخلاصة -نسأل الله لك الحفظ- لا مانع من الرجوع إلى هذا الزوج، بشرط أن تكون هنالك ضمانات كافية على أن يتناول العلاج. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
251,753
2006-05-01
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
اكتئاب مصحوب بوسواس قهري .. التشخيص والدواء
السلام عليكم. أعاني من أعراض اكتئابية وأعراض وسواس قهري كما ذكر لي طبيبي المعالج - منذ 1994، ولكن أحد الأطباء ذكر لي أن حالتي هي فصام ذهاني. أعالج الآن بحقن فلونوكسول 40 ملجم كل 15 يوماً، وحبة تريتيكو 100 ملجم مساء، وحبتي دبريبان 20 ملجم صباحا. حاولت تقليل جرعة الدبريبان إلى حبة واحدة، ولكن عاودتني أعراض الوسواس والاكتئاب، وحاولت تقليل جرعة الفلونوكسول إلى حقنة واحدة شهرياً، وكانت النتيجة بالمثل، فعدت إلى الجرعة الأصلية منذ أسابيع، وتحسنت، وأنا الآن آخذ هذه الأدوية منذ 4 سنوات، منذ أن سافر طبيبي السابق إلى الخارج. فهل سأظل آخذ هذه الأدوية طول العمر؟ وما توصيف حالتي الصحيح؟ وهل ستظل حالة الارتعاش في يدي وجسدي، أو تزداد حيث أنها تؤثر على عملي. وشكراً لكم، وجعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الأودية الموصوفة لك هي أدوية تستعمل لعلاج الفصام، وأنت لم تعطنا التفاصيل الكاملة للأعراض التي تُعاني منها، لكن تشخيص الفصام ليس بالصعب، وأي طبيب نفسي يستطيع أن يعطي التشخيص الصحيح، وعليه أرجو أن تقبل هذه الحقيقة، وأرجو أن تتأكد يا أخي أن الفصام الآن سهل العلاج، والجانب المهم هو الالتزام والالتزام المطلق بالعلاج، فذلك هو الضمان الوحيد بإذن الله تعالى للوصول للشفاء وعدم حدوث انتكاسة مرضية. ليس من الضروري أن تكون على الأدوية طول العمر، ولكن من المؤكد أن الوقاية من مرض الفصام تحتاج للاستمرار في الدواء لمدةٍ لا تقل عن خمس سنوات، بشرط أن لا تكون هنالك انتكاسة مرضية، أما في حالة حدوث انتكاسة مرضية فمن الضروري الاستمرار على الدواء طول العمر. الرعشة باليدين والجسد ربما تكون ناتجة عن الأدوية، وحين مراجعة الطبيب يمكن أن تناقش معه هذا الأمر، حيث إنه توجد أدوية مثل: ( Risperidoneو Olanzapine) لا تسبب رعشة، لكنها باهظة التكلفة في بعض الدول. أخيراً: أرجو يا أخي أن تطمئن وتستمر في علاجك، فما جعل الله من داء إلا جعله له دواء. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
250,790
2006-04-10
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أنواع الفصام بالنسبة لعلاج دوجماتيل وفلونكسول
ما هي أنواع الفصام التي يستعمل فيها علاج دوجماتيل؟ وما هي أنواع الفصام التي يستعمل فيها علاج فلونكسول؟ وهل يندرج ضمنها الفصام الباروني؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الدوجمياتيل من الأدوية التي يمكن استعمالها في علاج الفصام الباروني، أو الفصام البسيط (المبسط)، كما أنه يُستعمل في علاج ما يُعرف بالفصام السلبي، والذي يكون فيه المريض منعزلاً وليس لديه القدرة على إبداء أو التعبير عن مشاعره وعواطفه. من الضروري ملاحظة أن جرعة الدوجماتيل لعلاج الفصام هي جرعة كبيرة ( 600-1000 مليجرام في اليوم)، أما الجرعات الصغيرة من الدوجماتيل (50-150) مليجرام في اليوم، فهي تُستعمل لعلاج القلق والتوتر واضطرابات القولون العصبي. الفلونكسول يُستعمل في علاج جميع أنواع الفصام خاصة الفصام الباروني، مع ملاحظة أن الجرعة العلاجية يجب أن تكون (2 – 8 مليجرام) في اليوم، أو 40 مليجرام (حقنة بالعضل كل أسبوعين). هذا التوضيح ضروري جداً؛ لأن الفلونكسول في جرعاتٍ صغيرة (نصف مليجرام) مرة أو مرتين في اليوم يعتبر من أفضل أدوية القلق والتوتر. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
250,386
2006-04-05
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
تنوع الفصام من حيث الاستمرار في العلاج
أخي مصاب بمرض الانفصام، ويستعمل دواء له، فهل يدوم هذا الاستعمال طوال الحياة فإذا تركه تسوء حالته؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نسأل الله تعالى له الشفاء. هنالك عدة أنواع من الفصام، منها الذي يتطلب أن يظل المريض طول حياته على العلاج، ومنها الذي إذا ظل المريض مستقراً على العلاج ودون أي أعراض لمدة ثلاث سنوات يمكن أن يوقف عنه العلاج، ولكن يظل تحت المراقبة الطبية النفسية، وإذا حدث أن ظهرت أي إشارات تدل على حدوث انتكاسة مرضية فلابد أن يرجع لتناول الدواء مرةً أخرى ويستمر عليه مدى الحياة. توجد بفضل الله تعالى الآن أدوية سليمة وبسيطة الجرعات، ولا ضرر في أن يتناولها المريض لأطول مدة ممكنة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
250,029
2006-04-04
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الدواء المناسب للعظام بحيث لا يسبب زيادة النوم
الحمد لله، أصبت بمرض نفسي، وأنا أشعر وكأن أحداً يكلمني وكأنني معزول عن الناس، وأحس أن عقلي يفكر بصورة زائدة، وأنا أتناول أدوية للذهان وهي (حقنة موديكات كل 20 يوماً وكوجينتول ونيورازين 100) وذلك لمدة طويلة. وهذا المرض أصبت به منذ ثلاث سنوات، والمشكة تكمن في أن هذا المهدئ نيورازين 100 عندما آخذه أنام عن صلاة الفجر، وهذا ما يجعلني لا أريد تناوله. فما هو تشخيص حالتي لأنني لا أعلم بالضبط ما عندي، وهل أستمر في العلاج أم هناك تعديل فيه تقترحونه؟ والحمد لله، وشكراً وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ونسأل الله لك الشفاء يا أخي. أنت ذكرت أنك تعاني من نوعٍ من الهلاوس السماعية، وهذه في حقيقة الأمر ربما تدل على إصابتك بحالة ذهانية، وهذه الحالة في الغالب هي نوع من أنواع مرض الفصام، وأرجو أن لا تنزعج لهذه الكلمة؛ حيث أن الكثير من الناس يسيء فهمها. الفصام هو مرض متعدد الأنواع والدرجات، معظمه ليس سيئاً، أي يمكن التغلب عليه وعلاجه، وأنت والحمد لله من الواضح أنك مرتبطٌ بالواقع وتعرف حجم مشكلتك، وتعمل معلماً، وهذا في نظري دليل قطعي على أن مرضك والحمد لله من النوع الخفيف. هذا المرض يتطلب مواصلة العلاج بصورة مستمرة؛ لأن المرض في الأصل سببه نوع من الاضطراب الكيمائي في الدماغ، والمادة التي يحدث فيها الاضطراب تعرف باسم دوبامين. أتفق معك تماماً أن النيروزين يسبب النوم الزائد بالرغم من أنه علاج فعال، ولكنه من الأدوية القديمة. حقنة المودكيت لا تسبب قطعاً نعاساً زائداً. الأدوية التي وصفت لك بصفة عامة هي من الأدوية القديمة، وإن كانت فعالة، ولكن ربما تكون الأدوية الحديثة هي الأفضل، خاصةً في موضوع النوم الزائد والنعاس، ولكن يعاب على الأدوية الحديثة أنها مكلفة مادياً بعض الشيء. هنالك دواء من الأدوية القديمة، والذي لا يسبب النعاس، وهو رخيص الثمن وليس مكلفاً، يعرف باسم استلزين (Stelazine) يمكنك أن تأخذه بجرعة 10 مليجرام ليلاً، مع عقار آخر يعرف باسم آرتين (Artne) بجرعة خمسة مليجرام، هذا الدواء سيكون كافياً جداً، وهو لا يسبب أي نوعٍ من الخمول كما يسبب النيروزين . العلاج الآخر يعرف باسم رزبريدون، وهو علاج حديث وفعال، ولا يسبب نعاساً أبداً، ويمكنك أن تأخذه بمعدل حبة واحدة فقط في اليوم ليلاً، والجرعة التي تبدأ بها هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفعها إلى 4 مليجرام ليلاً. هذا الدواء ربما يكون مكلف بعض الشيء، ولكن أعتقد أن بعض المستشفيات الحكومية توفره الآن في مصر، كما سمعت من بعض الزملاء. سيكون من المفيد لك يا أخي أيضاً أن تمارس أي نوع من الرياضة، فالرياضة تؤدي إلى النشاط الجسدي، كما أنها تنشط الدورة الدموية لدى الإنسان، مما تحسن من مستوى يقظته في الصباح. أخيراً: أسأل الله لك الشفاء، وعليك بالاستمرار في أخذ الدواء، وأرجو أن تتخير ما هو مناسبٌ لك، كما أنه يمكنك أن تستشير أحد الإخوة الأطباء النفسيين، والحمد لله يوجد الكثير منهم في مصر. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
248,614
2006-03-01
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أهمية الالتزام بالجرعة الصحيحة لعلاج الفصام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إلى الدكتور أحمد، احترت في أمري كثيراً، ولم أجد أحداً أثق به أو أستشيره في ما أمر به من مشاكل مع زوجي، والحمد لله وفقت لهذه الشبكة التي أرجو من الله أن أجد فيها ضالتي. زوجي يعاني من مرض نفسي منذ أن تزوجته وله ما يقارب الـ 5 سنوات تقريباً، بدأ معه المرض النفسي بسبب استخدامه للحبوب المنشطة تسمى الكبتاجون وسببت له فصاما ذهنيا، ومررت معه بمشاكل عديدة بسبب الشك في تصرفاتي، وكان عندما بدأ في العلاج النفسي أخبرني بأنه يتعاطى هذه الحبوب وأنه يرغب في تركها، وأنه يطلب مني مساعدته دون علم أحد بذلك، والحمد لله وفقت لذلك ودخل مستشفى خاصاً وكنت معه حتى خرج من المستشفى، وله الآن قرابة السنة منذ تركها ولله الحمد، ولكنه لم يتحسن وضعه، بل ازداد سوءاً، فهو منعزل ومنطو تماماً حتى عني في المنزل، نادراً ما يكلمني. أحاول أن أضغط على نفسي وأبين له أني لست مستاءة من وضعه، بل بالعكس أحاول أن أكلمه وأضحك معه وأجلس معه كثيراً، ولكن أحس في نفس الوقت أنه وحيد لا يأخذ ويعطي معي في الكلام، وأنا متأكدة تماماً أنه لا يتعاطى أي نوع من الحبوب السابقة، ولكنه يستخدم الكثير من الأدوية النفسية التي أرى أنها قتلته جسدياً، أصبح لا يحس بجسده وقل تركيزه، ويفكر أن يستقيل من عمله، إن شاء الله أني صابرة على ما أنا فيه مع زوجي، فأنا أراه زوجاً حبيباً وعطوفاً ولكني أشفق عليه وأرحم حاله عندما أراه بهذه الحالة، مشكلتي معه يا دكتور أني أراه يقتل نفسه ولا أستطيع أن أفعل شيئاً! يستخدم علاجاً نفسياً للاكتئاب يسمى "إفكسر" هذا العلاج له شهران تقريباً وهو يستخدمه، ولكنه يأخذ ما يقارب الـ20 حبه في اليوم والجرعة الموصى بها 5 حبات في اليوم وقد قرأت أن آثاره الجانبية تسبب العديد من الأمراض، وربما يكون لديك فكرة عن هذا الدواء يا دكتور، ويستخدم معها الكثير من الأدوية النفسية "الريسبيريدال، والكوستانيل، والزبريكسا"، ويستخدمها بجرعات كبيرة، ولكنها الجرعات الموصى بها. احترت معه ماذا أفعل؟ المشكلة أنه لا يتحسن بل إنها تزيده تعبا، حاولت معه كثيراً أن ينزل في الجرعة يبدأ معي يوماً ويومين في التخفيف ويكون مريضاً جداً، ثم يعود إليها دون علمي، ولا يخبرني إلا بعد عدة أيام أنه عاد إليها، والطبيب النفسي الذي يراجع عنده لا يبالي بالموضوع، كلما أخبره زوجي عن هذه الكميات الكبيرة قال له الطبيب: حاول تنزل الجرعة فقط، لا يحاول أن يبين له المضار أو الآثار الجانبية، أو أن يتخذ معه إجراء بأن يدخله مستشفى. والله يا دكتور إني في حيرة كبيرة من أمري ولا أعرف كيف أتصرف معه؟ أحياناً أفكر أن أترك له البيت، وأحياناً أود أن أخبر أهله، ولكن يعدني بأن يتحسن وأنا أرى في عينيه عدم الرضا عن وضعه، فماذا أفعل؟ جزاكم الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ alya حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، شكراً على سؤالك، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بزوجك. استعمال الكبتاجون يُعتبر من المسببات لمرض الفصام العقلي، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد لهذا المرض. الحمد لله أن زوجك قد توقف عن تعاطي هذا الدواء، وبما أن أعراض المرض لا زالت معه بعد أن توقف عن هذه المادة المخدرة، فهذا يدل على أنه في الأصل لديه الاستعداد للإصابة بهذا المرض، ونسأل الله أن يشفيه. الانزواء والانطواء المصاحب لمرض الفصام يدل على ما يُعرف بالأعراض السلبية لهذا المرض، وهي تفقد الإنسان القدرة على التفاعل مع الآخرين، واللجوء إلى الانطواء، مع ظهور بعض أعراض الفتور الوجداني. أنت الحمد لله مستبصرة بهذه الأعراض، وعليك الاجتهاد في تأهيل زوجك؛ وذلك بمساندته والتحدث معه كما ذكرت في رسالتك، كما يمكن أيضاً أن تحاولي تشجيعه ودفعه للقيام ببعض النشاطات، خاصةً الرياضية منها، والإكثار من التواصل والزيارات الاجتماعية، ولابد أيضاً أن يشجع للقيام بواجباته الأسرية والمنزلية، وحقيقةً مثل هذه النشاطات والتفاعلات تُعتبر هي الأساس للتأهيل من هذا المرض، والأدوية التي ذكرت في رسالتك كلها حقيقةً أدوية جيدة، ولكن الدواء إذا لم يستعمل بالصورة الصحيحة وبجرعته الصحيحة لا يكون مفيداً مطلقاً. الأدوية التي وصفت وهي الرزبريدال والزبركسا تُعتبر من أفضل الأدوية لعلاج الفصام، ولكن كون زوجك استعملها بجرعاتٍ كبيرة، فهذا بالطبع قد يسبب الكثير من الصعوبات والتفاعلات السلبية، ولا يمكن الحصول على الفائدة العلاجية مع مثل طريقة الاستعمال هذه، وعليه لابد أن يكون زوجك على وعيٍ بذلك، ولابد أن يشرح له ذلك، ويمكنك أن تقومي بهذا الدور إذا رأيت أن الطبيب كان مقصراً في ذلك. بالنسبة للدواء الذي وصف له حديثاً، وهو الإيفكسر، هذا الدواء مضادٌ للاكتئاب، ولا يُساعد كثيراً في علاج مرض الفصام، ولكن كثيراً من مرضى الفصام لديهم أيضاً بعض الأعراض الاكتئابية، وربما يكون هذا هو السبب الذي أضاف الطبيب فيه هذا العلاج. حقيقةً أود أن أقترح دواء واحداً لزوجك، وهذا الدواء يُعتبر هو الأحدث وربما الأفضل في علاج مرض الفصام، يُعرف باسم (Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (Abilfy)، ولذا أرجو أن يوقف زوجك جميع الأدوية التي يستعملها، وعليك أن تأخذيها وتحفظيها في مكانٍ بعيد لا يسهل معه الحصول إليها، ويعطى العلاج الجديد الذي ذكرته، وجرعته هي حبة واحدة من فئة 15 مليجرام في اليوم، هذه الطريقة بسيطة وطيبة، حيث أن هذا الدواء فعال، وجرعته هي حبة واحدة في اليوم، ويتميز على الزبركسا والرزبريدال أنه لا يسبب زيادةٍ في الوزن، كما أنه لا يؤدي إلى أي نوعٍ من التكاسل والشعور بالارتخاء الزائد والذي يحدث مع الأدوية الأخرى، فأرجو أن يبدأ زوجك في تناول هذا الدواء، وأسأل الله أن يكون مفيداً له. بالتأكيد إذا قمت باستشارة الطبيب المعالج في هذا الأمر، فهذا يعتبر شيئاً طيباً وجميلاً، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يكون متفهماً. أخيراً: أرجو أن لا تيأسي أبداً، وعليك بالصبر والمثابرة، والاستعانة بالله تعالى، والإكثار من الدعاء، وأن تكوني بجانب زوجك، فأنت إن شاء الله مأجورة على ذلك، كما أن المساندة في حد ذاتها تمثل ركيزة علاجية طيبة، وهذه الأدوية الجديدة الفعالة هي من نعم الله علينا، فأرجو أن يواصل زوجك على العلاج، ونسأل الله تعالى أن يشفيه ويعافيه. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
247,475
2006-02-13
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الكذب المرضي وتقمص الشخصيات المهنية ما علاجه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أكتب لكم وكلي أمل في أن أجد حلاً لمشكلتي. المشكلة تتعلق بزوجي العزيز الذي أحبه كثيراً، لكني أشك أنه مصاب بنوع ما من الاضطراب النفسي وأريد مساعدته. زوجي يبلغ من العمر 50 عاماً، ذو تعليم متوسط، ويعمل بالأعمال الحرة التي تدر عليه دخلا لا بأس به، المشكلة أنه دائماً ما يتقمص شخصية غير شخصيته، بل ويصدق الكذبة ويتمادى فيها، فحينا يدعي أنه طبيب مشهور، وأنه درس في أعرق الجامعات، بل يقوم بالكشف على المرضى وتقديم الاستشارة ووصف الدواء لمعالجتهم. وعندما أطلب منه أن يتوقف عن الكذب، وأنه ليس كما يدعي، وأنه قد يعرض نفسه لمشاكل قانونية هو في غنى عنها، فإنه يثور ويغضب ويصر على كذبه، وهكذا بعد فترة يدعي أنه مهندس أو مسؤول كبير، وغير ذلك من الأكاذيب. الحقيقة حالته تلك تسبب لي ولأبنائي الكثير من الإحراج، بل ويقتضي ذلك أن أبذل مجهوداً كبيراً لأغطي عليه وأحسن صورته أمام الآخرين، فما هذا الذي يعاني منه زوجي؟ حاولت إقناعه بالعلاج النفسي ولكنه ثار وغضب، أنا شديدة الخوف عليه أن يؤذي نفسه بهذه الأكاذيب، فما الطريقة التي يمكن أن أساعده بها؟ وهل في حالته هذه أي خطر علي أو على أبنائي بأي شكل؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/أم أحمد حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: جزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بزوجك. حسب ما ورد في رسالتك أرى أن زوجك في أغلب الظن يُعاني من نوعٍ من اضطرابات الشخصية، واللجوء لمثل هذا النوع من الكذب غالباً ما يكون ناتجاً عن الإحساس بنوعٍ من الاستمتاع الداخلي حين يروي هذه الأشياء التي هي ليست حقيقية، وهذا يُعرف بالكذب المرضي، وهو كما ذكرت يشعر الإنسان بنوعٍ من المتعة والاسترخاء حين يلجأ إليه، ويتخذه كوسيلة لأن يفرض الإنسان نفسه على المواقف، أو أن يحسن من صورته أمام الآخرين. لا شك أنها علة اجتماعية كبيرة، وهي مضرة كثيراً، خاصةً أنها تمس مصداقيته، ولكن من ناحية الخطورة لا أرى أنه يشكل خطورة أبداً عليك وعلى أبنائك. هذه الحالة تتطلب العلاج النفسي المتواصل، وهو يكون في شكل علاج عن طريق الكلام، وعن طريق مساعدته ليصيغ أفكاره بصورةٍ أفضل، وأن يستبدل هذه المتعة التي تحدث له مع الكذب بنوعٍ من التفاعل العكسي، أي أن يحس بالألم والضيق حين يكذب، وذلك يؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي. أرجو إقناعه بمحاولة التقدم إلى أماكن العلاج دون إضعاف موقفه وإشعاره بأنه مريض، فيمكن أن يقال له مثلاً: إننا نراك غير مرتاح، وأنك تُعاني من بعض الصعوبات، لماذا لا تذهب وتقدم نفسك لأحد المختصين في الصحة النفسية. ولا تستعملي كلمة الأمراض النفسية، فهذه أيضاً من الوسائل التي تقنع، وسيكون من الأفضل أيضاً إذا تحصلت على أحد الكتيبات التي كتبت عن الصحة النفسية والطب النفسي حتى إقناعه بأهمية هذا التخصص. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
247,169
2006-02-12
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
حق مريض الفصام في معرفة حالته المرضية
السلام عليكم ورحمة الله. أصبت بمرض نفسي، والأعراض التي أعاني منها هي وسوسة وشك في كل من حولي، وأجد وكأن أحداً يكلمني، وتفكير زائد بدون لزوم، وأجد أن هذا التفكير الخاطئ مستمر معي، هذا قبل أن آخذ الحقنة، ولكنني عندما آخذها يضيع هذا التفكير، وفي أي شيء، ولم يخبرني الطبيب المعالج باسم المرض، فما هو هذا المرض؟ وهل العلاج الموصوف الأفضل لحالتي أم لا؟ ومنذ سنتين كنت أتناول حقنة وابيكسدون واكينتون، ثم توقفت عن العلاج لشعوري بتحسن، ولكن المرض عاودني مرتين، وفي آخر مرة أخذت العلاج، وأتناول العلاج التالي: حقنة موديكيت كل 20 يوماً- نيورازين - كوجينتول مساء وبدأت أتحسن، ولكن ما زال هناك بعض التفكير، وكأنه حلم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ehab حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، أخي، أنت تحاول أن تعرف اسم الحالة التي تُعاني منها، وربما يكون الطبيب محقاً بعض الشيء في أنه لم يسمها لك؛ وذلك خوفاً من انزعاجك منها، أو ربما يكون لذلك آثار سلبية، وفي ذات الوقت من حقك أن تعرف ما تُعاني منه، وكذلك من الواجب أن تلم ببعض التفاصيل خاصةً أن المعتقدات العامة لا تتطابق في كثيرٍ من الحالات مع الحقائق العلمية. بما أنك تُعاني من بعض الشكوك والظنان، وتسمع أصواتاً في بعض الأحيان، وبما أن الأدوية التي أعطاها لك الطبيب هي الموديكيت نيورازين، فإن الحالة التي تُعاني منها هي نوع من أنواع مرض الفصام، وهذا المرض أيها الأخ الكريم موجودٌ ومنتشر، وهناك عدة أنواع منه، منها البسيطة والخفيفة ويمكن علاجها، وتوجد الشديدة التي ربما يصعب علاجها، وهذه من فضل الله تعالى لا تُصيب الكثير من الناس. النوع الذي تُعاني منه يُعرف بالفصام الظناني أو الباروني، وهو من أخف أنواع الفصام ويمكن علاجه، فقط الشيء المطلوب هو الالتزام التام بالعلاج، وألا تتوقف مطلقاً عن الجرعة، والأدوية التي تتناولها مثل الموديكيت هي أدوية صحيحة وجيدة جدّاً، فعليك أن تواصل على هذا العلاج، والحمد لله تعالى أنك تعمل مدرساً ولديك وظيفة، فهذا في حد ذاته يقاوم المرض ويقلل من آثاره السلبية، خاصةً العلاقة الاجتماعية، فعليك أيها الأخ الكريم مواصلة العمل والتواصل الاجتماعي، وأنا على ثقةٍ كاملة أنه يمكنك أن تعيش حياةً طبيعية، فقط عليك الالتزام بمراجعة الطبيب وتناول الأدوية وعدم التوقف عنها. والله يوفقك ويرعاك.
د. محمد عبد العليم
246,896
2006-01-23
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
مرض الفصام... أعراضه وعلاجه
بسم الله الرحمن الرحيم نأمل منكم التكرم بعرض هذه الحالة على الدكتور طارق الحبيب ليجيب عليها بنفسه، والحالة تتلخص بالآتي: عندي ولد متدين، عمره 22 عاماً، وقد كتبت عنه الروضة في صغره بأنه يميل إلى الانطواء، وقد سجل في كلية الجبيل الصناعية ونجح في السنة الأولى، وتعدّى مادة الإنجليزي، ولقد كان زملاؤه في الفصل يحثونه على الخروج معهم إلى خارج سكن الكلية من أجل تناول العشاء معهم ولكنه يرفض بحجة أنه يريد المذاكرة فيبقى وحده بالغرفة، وسرعان ما ينام مبكراً، ثم قد يستيقظ مبكراً في الليل، ويظل يفكر ولا يستطيع أن ينام نوماً عميقاً، الأمر الذي يترتب عليه أنه إذا بدأت الدراسة في الصباح فإنه يهجم عليه النعاس، وإضافة على ذلك فإنه يقول أنه لا يستطيع التركيز في فهم المحاضرة التي يتم إلقاؤها في الفصل. وقد حاولت أن أزرع ثقته بنفسه -بعد التوكل على الله- فاشتريت له سيارة قبل أن يسجل في الكلية، وكنت أرسله ليشتري أغراض البيت، وأرسله لينوب عني في مراجعة الدوائر الحكومية، ولكن الولد لا يذاكر دروسه، وعندما أحثه على ذلك يقول إنه لا يستطيع التركيز بسبب التفكير والصداع؛ فذهبت به إلى طبيب أخصائي الباطنية ففحصه وطلب له أشعة مقطعية، وكانت النتيجة سليمة، ونصحه وبين له خطورة التفكير وضرره ونصحه بالتركيز في دراسته، ولكن الولد استمر على التفكير واستمر في شكواه من الصداع وأن أذنيه يخرج منها صوت أحياناً بصفة متكررة في فترات متباعدة. ثم ذهبت به بعد ذلك إلى الأخصائي النفسي وفحصه وأثنى الولد على حسن تعامل الطبيب معه وأخلاقه، وأعطاه الطبيب حبة يومياً أظنها مسكنة ومهدئة، ولكن الولد ظل على تفكيره وشكواه من الصداع، ثم ذهبت به إلى أخصائي الأذن والحنجرة وتم إعطاؤه حبوب مضاد حيوي، ولم تتغير حالة الولد. ثم ذهبت به إلى طبيب الأسنان لفحص سبب الصداع الذي يشتكي منه فلم يجد في أسنانه شيئاً، والولد ينام في المجلس بحجة أنه يساعده على النوم دون تفكير بسبب كبره وسعته، والولد يكره الذهاب للمعالجة عند الطبيب كأنه يستحي أو يتكاسل إلا إذا أصريت ولحيت عليه بالذهاب. والآن الولد رسب بجميع المواد فأشرت عليه بترك الكلية قبل أن يطرد منها؛ لأنه يقول أنه لا يذاكر بسبب عدم استطاعته للتركيز، فلما جلس عندنا في البيت جعل يفكر ويتململ فيقول عن نفسه أنا فاشل، اجعلوني أسكن مع الهندي راعي الغنم في البر، فقلت له حاول أن تسجل في كلية الشريعة في الأحساء فذهب وسجل، وقلت له لا يمكن أن تنجح أيضاً في الشريعة إلا إذا ذاكرت دروسك وركزت مع المحاضر، فقال سأحاول وأظن أنني لا أستطيع التركيز بسبب التفكير، فحثيته على أن أزوجه لعله يرتاح نفسياً ولكنه يرفض الزواج بشدة كأنه يستصعب مقابلة الزوجة، فالولد يشعر بخجل، وإذا سمع كلاماً يظن أنه هو المعني به وأنه انتقاد له، وإذا سمعني أتكلم مع أمه أو أتكلم مع نفسي بصوت لا يسمعه فإنه يسألني ماذا أقول، كأنه يشك بنفسه كأنه غير واثق بنفسه. وهو أحياناً كثيرة يمتنع عن الطعام ويقول أنه يريد يعمل رجيم؛ لأنني إذا صمت أو امتنعت عن الأكل كأن التفكير أو الصداع يقل، وهو لا يهتم بهندامه وأحياناً أضغط عليه بأن يلبس ثوباً ومنديلاً مكوياً وأن يعتني بذلك ولكنه لا يعير ذلك اهتماماً ألبتة، فهو يبخل على نفسه وليس له رغبة أو هدف، ويحاول أن يدرس أو أن يحصل على وظيفة دون رغبة ولكن مجاراة للناس، نأمل إفادتنا عن علاج حالته؟ وجزاكم الله خيراً. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: من السرد الذي ورد في رسالتك أستطيع أن أتلمس أربع أعراض أساسية: العرض الأول هو التدهور الأكاديمي الواضح وعدم الإنجاز. العرض الثاني: ابنك ربما يكون عرضةً لسماع بعض الأصوات الغير موجودة. العرض الثالث: هو أنه يلجأ في بعض المرات إلى الظنان أو الاعتقاد، وأقصد الاعتقاد الخاطئ بأن الناس تقصده وذلك من خلال سوء التأويل. العرض الرابع: عدم اهتمامه بمظهره وهندامه كما ذكرت. نحن -يا أخي- نقول لك وبكل أمانة علمية: هذه الأعراض الأربعة تمثل أعراضاً مرضية أساسية، وكنت أتمنى أن يعرض هذا الابن الفاضل على أحد الإخوة الأطباء النفسيين الاستشاريين؛ لأن ذلك سوف يكون أكثر دقة؛ لأن المريض يتطلب محاورة الطبيب ومحادثته وملاحظة حركاته وسكناته، ثم تقصي الطبيب لبعض المعلومات التي يريدها عن طريق الأهل، ومن خلال ما زودتنا به أرى أن هذا الابن -نسأل الله له الشفاء- يُعاني من علةٍ نفسية ربما تكون علةً رئيسية تتمثل في إصابته ببعض أعراض مرض الفصام. ومرض الفصام من الأمراض الموجودة الآن، وهو عدة أنواع، منها الخفيف ومنها الشديد، وأحسب أن ابنك يُعاني من النوع الخفيف إلى المتوسط، وهو بالطبع يتطلب العلاج، والعلاج في مثل هذه الحالات يقوم على العلاج الدوائي في المقام الأول، والدواء يتطلب الالتزام والانتظام في الجرعات، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية قوية وفعالة لعلاج مثل هذا المرض. الدواء الذي يوصف وينصح به في مثل هذه الحالة يُعرف باسم (ولانزبين) أو (زبركسا) وهذا هو الاسم التجاري، والجرعة التي نبدأ بها هي 5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 10مليجرام ليلاً، وبعد شهر من بداية العلاج إذا لم تتحسن حالته يمكن أن تُرفع الجرعة إلى 15مليجرام يومياً، ومدة العلاج لا تقل عن عام وربما تزيد عن ذلك. (الزبركسا) من الأدوية الممتازة والفعالة، ولكن يُعاب عليه أنه مكلف مادياً بعض الشيء، كما أنه ربما يؤدي إلى زيادةٍ في الوزن لدى بعض الناس، وهذه طبعاً يمكن التخلص منها عن طريق التحكم في الطعام. من الأدوية الأخرى الجيدة والممتازة لعلاج مرض الفصام العقار الذي يُعرف باسم (رزبريدول)، والجرعة 2 مليجرام ليلاً، ثم بعد أسبوعين يمكن أن ترفع الجرعة إلى 4 مليجرام ويستمر عليها، وإذا لم يتحسن بعد شهر لا مانع أن ترفع إلى 6 مليجرام يتم تناولها بمعدل 2 مليجرام في الصباح ثم 4 مليجرام ليلاً. هذه -يا أخي- هي خطوط العلاج الأساسية من الناحية الدوائية، وتوجد أدوية أخرى كثيرة. والجانب الآخر في العلاج هو العلاج التأهيلي، وأنت والحمد لله متفهم لذلك تماماً، وقد حاولت بكل الطرق والسبل، فأرجو أن تواصل، وأهم شيء لتأهيل هذا الابن هو أن يشعر بمكانته في الأسرة وبأهميته، وأن يشارك في قرارات الأسرة، وأن تتاح له فرصة تعليم معقول، بمعنى أنه ربما لا يستطيع المواصلة في الكليات التي تتطلب الجهد العلمي الكبير. ختاماً: لا زلت أرى أنه سيكون من مصلحة هذا الابن عرضه على أحد الأطباء النفسيين، وبفضل الله تعالى المملكة العربية السعودية يوجد بها عدة أطباء، وكما تعلم الأخ الدكتور الطارق الحبيب موجود في الرياض في جامعة الملك سعود ولديه أيضاً عيادة خاصة تُعرف بعيادات النخبة. أسأل الله التوفيق والشفاء لابنك، وبارك الله فيك.
د. محمد عبد العليم
246,561
2006-01-23
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
تناقصات الشخصية وكيفية التخلص منها
السلام عليكم. أحس كأني شخصيتان في آنٍ واحد، بالرغم من حبي للناس، إلا أنه أحياناً أشعر بالحقد وأفرح إذا حصل لي شيء غير مفرح لهم، ولكن أحس بعدها بالندم على ما حصل له، وأحس أنني بدأت أكره نفسي لأنني لا أريد إيذاء أحد، ولكن هذه المشاعر خارجة عن إرادتي. ساعدوني. مشكلتي الثانية: دائماً أريد من الغير الاهتمام بي فقط، فأكره إن رأيت صديقتي تجلس بكثرة مع إحدى الزميلات، وأغار إن رأيت زوجي يمزح أو يضحك مع أحد حتى لو كن أخواته، وأزعل منها وأخاصمها بدون إيضاح السبب، مع العلم أنني أكره هذه العادة السيئة وأتمنى الخلاص منها.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت العزيزة/ الزهراء حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فهذه المتناقضات التي توجد في شخصيتك هي حقيقةً تمثل نوعا من الطاقات النفسية التي انحرفت عن مسارها الطبيعي، وربما يكون ذلك لعدة أسباب، إما ناتجة عن التنشئة أو لظروف حياتية معينة تعرضت لها في السابق. الحمد لله أنتِ مثقفة ومتعلمة، وتعملين في مجال التربية، وهذا في حد ذاته يمثل دافعاً أو رصيداً إيجابياً بالنسبة لك من أجل أن تكوني أكثر اعتدالاً في مشاعرك. أنت ذكرت أنك تحبين الناس ولكن في نفس الوقت تشعرين بالحقد عليهم، ومن المفترض أن يتحول هذا الحب إلى أشياء عملية أو تطبيقية، بمعنى أن تحاولي مساعدة الضعيف، وأن تشاركي الناس في أزماتهم، وأن تحاولي تفريج الكرب عن المكروبين، فهذا إن شاء الله سوف يزيد من مشاعر الخير لديك نحو الآخرين. لابد للإنسان أيضاً أن يحاول إحجام نفسه عن الحقد على الآخرين؛ لأنه ينافي تعاليم ديننا، كما أنه سوف يعود على الإنسان سلباً، فالإنسان الذي يكره سوف تسلط عليه كراهية الآخرين وإن لم يشعر بذلك؛ لأن الحياة قائمة كلها على الثنائية والتبادل المنفعي في كثيرٍ من الحالات، ولكن ربما لا نشعر بذلك. سيكون من الأفضل لك أيضاً أن تطوري من مهاراتك الاجتماعية، خاصةً في الجوانب الخيرية، وذلك بالانضمام والانخراط في أي نوع من الأعمال الخيرية، والحمد لله توجد الكثير من الجمعيات الخيرية في المنطقة. بالنسبة لمحاولة أنك تحسين أنك في حاجة لاهتمام الغير بك دائماً، هذا أيضاً في رأيي علة بسيطة في شخصيتك، لابد أن تكوني أكثر مرونة في أن الإنسان لا يمكن أن يكون دائماً هو المرتكز أو النقطة التي يشد الآخرين انتباههم نحوها، فالإنسانية محتاجة لأن توزع مشاعرها بصورةٍ فيها نوع من العدل والمساواة. أرجو أيتها الأخت المباركة أن تعودي إلى الله بصورةٍ أقوى، وأن تكوني أكثر حرصاً في عباداتك، وأن تحاولي تطبيق المعاملات الإسلامية، خاصةً التي تتعلق بالتواصل مع الآخرين، فهي إن شاء الله تؤدي إلى طيب النفس، وإزالة الحقد، والتسامح، والإيثار، وهذه جميعها من مكارم الأخلاق، وأنا على ثقةٍ كاملة أنك إن شاء الله لديك الكثير من الطاقات الخيرية الكامنة، والتي يجب أن يُتاح لها الفرصة للانطلاق حتى تقضي على طاقات الشر والغيرة والحقد. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
246,489
2005-12-31
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
تقدير أدوية مرض الفصام ومدة استخدامها
السلام عليكم. تزوجت منذ 5 سنوات ولم أعلم بأن زوجي مصاب بمرض نفسي حتى مر على زواجي منه سنة بعد أن تعلقت به وأحببته بجنون، وكان ذلك الحب بسبب طيبته وحسن معاشرته لي، ثم علمت أنه يعاني من هذا المرض أكثر منذ 18 سنة، فكان مني الصبر والحمد لله، ولكن أصبح المرض يأتيه على شكل نكسات كل سنة أو سنتين لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ولكن آخر مرة وهي قبل سنة، وذلك بعد وفاة والده. لم يشف من انتكاسته إلا شهرين أو ثلاثة أشهر طول السنة، أعتذر على طول الرسالة؛ ولكن ماذا أفعل بعد أن سدت الأبواب في وجهه إلا باب الله الكريم ثم الأمل فيكم، وهذا شرح موجز عن مرض زوجي: عمره 39 سنة، معلم مثقف جداً، يأتيه المرض على شكل وسواس، يقول وقتها إنه المهدي المنتظر أو إنه ممثل مشهور أو إنه تعرف على بنت الملك فلان، وهكذا، على فكرة هو لا يحب أن يتكلم عن هذي الأشياء لكنه يكتبها في ورق أو عندما ألح عليه بالسؤال، وخلال هذه الفترة يهمل نفسه وعمله ويكون جريئاً جداً ولا يخجل كما في الأول، ويدمن بشكل بشع على العادة السرية! وذهبنا عند الكثير من الأطباء، وأخيراً ذهبنا عند استشارية مخ وأعصاب، وكتبت له العديد من الأدوية، وهي حبتان من الفافرين 100 جرام في الصباح و100 جرام في الليل، وزبيركسا 5 جرام حبتين في الليل وحبة بوسبار عند اللزوم، وإبرة ريسبدال 25 كل أسبوعين، هذا العلاج منذ شهرين ولم يتشاف تماماً كالعادة، ماذا أفعل؟ وما هو العلاج الصحيح؟ علماً أنه يعاني من نقص شديد في الحيوانات المنوية، حيث يبلغ عددها 3 مليون، وللعلم كان يستخدم في الماضي إبرة فلنكسول 40 جراماً، وأنا يا دكتور قد أصابني الهم والحزن وعدم الاستقرار، فماذا أفعل؟ أنا أدعو الله بالصبر والأجر ولكن أنت تعرف يا دكتور كم أعاني من تقلب حالته. أصبحت كثير الانتقاد على إهماله وأنه لا يريد العلاج، ثم أندم على فعل ذلك كثيراً، وأصبح موضوع الأطفال مؤجلاً حتى تستقر حالته. وللعلم يا دكتور أن الدكتورة قامت بزيادة الفافرين إلى ثلاث حبات في اليوم، يعني 300 جرام، والبوسبار حبتين، أما الزيبركسا كما هي حبيتين، وأريد اسم طبيب نفسي في السعودية، وبالخصوص بالطائف إذا أمكن. وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت العزيزة/ أم فيصل حفظها الله! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، فنسأل الله عاجل الشفاء لزوجك الكريم. من الوصف الذي ورد في رسالتك يتضح أن زوجك مصاب بحالة تعرف باسم الهوس الدوري، وتعتبر الأفكار الظنانية التي يقول فيها أنه هو المهدي المنتظر أو شخص مهم، تعتبر هي الأساس في اضطرابه الذهاني. هذه الحالات يمكن الآن أن تعالج والحمد لله، وحالة زوجك تتطلب التعاون والاهتمام، والصبر، فجزاك الله خيراً على أنك صابرة عليه، وأرجو أن تكوني أكثر تعاوناً لأن المريض النفسي إذا وجد من يأخذ بيده ويعاونه ويسانده يمثل ذلك ركيزة أساسية في شفائه. أرى أن أفضل علاج لزوجك هو أحد مثبتات المزاج، وهنالك عدة أدوية، منها تجراتول، ليثيوم، ودباكين كرونو، وهذه الأدوية معروفة جداً للأطباء النفسيين، وأنا على ثقة أنك بمراجعة أحد الأطباء النفسيين سوف يصف له العلاج الأمثل، والدواء الذي أفضله أنا شخصياً هو دباكين كرونو، والجرعة هي 1000- 1500 مليجرام ليلاً، وبجانب مثبتات المزاج زوجك أيضاً في حاجة إلى أحد مضادات الذهان، وأفضلها هو زبركسا، ولكن الجرعة المناسبة 10 مليجرام، وليس 5 مليجرام كما وصف لزوجك. لا أرى أن هنالك حاجة للفافرين في الحالة كما وصفت في رسالتك، ولكن يمكن أن يترك ذلك الأمر لتقييم الطبيب الذي سوف يقوم بفحصه. مع احترامي الشديد لاستشارية المخ والأعصاب، إلا أنه من الأجدر أن يتم علاج زوجك عن طريق طبيب أو طبيبة من أصحاب التخصص في الطب النفسي، وليس في أمراض المخ والأعصاب. يوجد والحمد لله عدة أطباء ومراكز ممتازة في المملكة العربية السعودية، وأفضلها في الطائف هو مستشفى شهار، ومن الأطباء الذين يمكن أن يراجعهم زوجك الدكتور حسن مبارك، والذي يعمل في المستشفى السابق الذكر. أنا أعلم جيداً أن مثل هؤلاء المرضى لا يستمرون على العلاج لفترات طويلة، وفي مثل هذه الحالات قد يلجأ الطيب إلى إعطائهم بعض الإبر بصفة دورية، بمعدل كل أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع، وهنالك عدة أنواع من الإبر، منها فلونكسول، والذي قد أعطي لزوجك في السابق، ولكن الإبر الفعالة والأكثر سلامة تعرف باسم رزبريدون كونستا (Consta) وهي تعطى بمعدل 25 مليجرام كل أسبوعين، يُعاب عليها أنها مكلفة بعض الشيء من الناحية المادية، فإذا رأى الطبيب إعطاءه هذه الإبر، وكانت هنالك إمكانية لذلك فلا بأس، وإلا فيمكن أن يأخذ الإبر الأخرى، والتي تعرف باسم فلونكسول، والتي هي أقل تكلفة. أخيراً : أود أن أؤكد لك أنه وبإذن الله تعالى يستطيع زوجك أن يعيش حياة عادية وطبيعية في حالة التزامه بالعلاج، فأرجو أن تكوني حريصة أكثر، وأن تهيئي لك كل الظروف التي تشجعه على تناول العلاج. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
246,164
2005-12-31
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الأدوية المفضلة لعلاج الفصام
الرجاء إعطائي أسماء أدوية للفصام، الرجاء إرسالها بأسرع وقت، فأمي تعاني من الفصام، حيث إنها تسمع أصواتاً، وتحس بمن يكيد لها ويحيك لها مؤمرات وتخاف علينا كثيراً أكثر من المتوقع، وتتعارك معهم بالكلام! وهذا المرض عاشته لفترة طويلة من الزمن، قد تكون هذه السنة الرابعة لها.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: من فضل الله ونعمه أنه توجد أدوية كثيرة جداً الآن، كلها تُستعمل لعلاج مرض الفصام بأنواعه، وفي هذه العجالة لا أود أن أزحمك بكثرة الأسماء والمشتقات العلمية، ولكن سأقوم بالتركيز على الأدوية الحديثة، والتي تعتبر جيدة وأكثر سلامة، وإن كان يُعاب عليها أنها ربما تكون أكثر تكلفة من الناحية المادية مقارنةً بالأدوية القديمة. والعلاج المفضل والجيد والمتوفر وسعره معقول يُعرف باسم رزبريدون (Risperidone)، وجرعته تبدأ بواحد مليجرام يومياً، ويفضل تناوله ليلاً، لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة بالتدرج بمعدل واحد مليجرام كل أسبوع أيضاً، حتى نصل إلى أربعة مليجرام، ويستمر عليها المريض لمدة شهر، وإذا لم تتحسن الحالة فيمكن أن تُرفع الجرعة إلى ستة مليجرام في اليوم. مدة علاج مرض الفصام لا تقل بأي حال من الأحوال عن سنتين إلى ثلاث، والمريض حين ينتهي من الجرعة العلاجية لابد أن ينتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي في الغالب تكون نصف الجرعة العلاجية. من الأدوية الجيدة أيضاً العلاج الذي يعرف باسم ولانزبين (Olanazpine) واسمه الآخر زبركسا وهو الاسم التجاري، وجرعته هي 10 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى 15 مليجرام يومياً، ومن الأفضل أن يتناولها المريض في أثناء الليل أيضاً، ومدة العلاج أيضاً تتفاوت، وهي لا تقل عن سنتين إلى ثلاث. من الأدوية القديمة هنالك الدواء الذي يعرف باسم استلزين (Stelazine) وجرعته هي 5 إلى 15 مليجرام في اليوم، وهو دواء فعال، لكن يُعاب عليه أنه ربما يسبب نوع من الانشداد أو الشعور بالتخشب في الجسم، ولذا يُستعمل معه دواء مضاد يُعرف باسم آرتين (Artane) بجرعة 5 مليجرام في اليوم، وهنالك أدوية أخرى كثيرة جداً، ولكن هذه الأدوية الأكثر شيوعاً والأفضل من ناحية الفعالية، وقد دارت حولها الأبحاث أكثر من غيرها. نسأل الله لوالدتك الشفاء. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
244,530
2005-11-01
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
ما هي طرق الخلاص من مرض الفصام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو لكم التوفيق. سبق وأن أرسلت لكم بشأن ابني البالغ من العمر19 عاماً، والذي كان يدخن الماروجوانا، والذي أصبح يعاني من الخوف من التجمعات ولديه بعض التهيؤات، وقد وصف له الطبيب علاجاً، وقد أخبرتموني أن العلاج سوف يستمر مدة ستة أشهر، وربما لسنوات طويلة، ولكن باتصالي بولدي، وسؤاله بعد أن زاد له الطبيب في الجرعة Zayprea olezapine قال إن مدة التحسن تكون ما يعادل نصف ساعة تقريباً، رغم أنه يرفع معنويتي ويقول: لا تقلق يا أبت سوف أكون بخير، ولكن أخشى عليه حيث إنه حتى الآن لا يستطيع العودة للدراسة، فهل سوف يشفى من حالته؟ وهل هذا الدواء يسبب الإدمان؟ وما هي طرق الخلاص من تلك الحالة غير الدواء فهو مكلف؟ والله إنني أشعر بالحزن الشديد عليه وعلى ما وصل إليه من وضع في هذا السن المبكر.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، جزاك الله خيراً على تواصلك معنا، ونسْأل الله تعالى أن يكتب لابنك عاجل الشفاء. لا شك أن الحالة من الحالات النفسية المعروفة، وهي بكل صدقٍ وأمانة تتطلب الكثير من الجهد الطبي والتأهيلي والالتزام التام بالعلاج. الشيء الذي أود أن أؤكد لك عليه أن الزبركسا يُعتبر من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذه الحالة، ولابد أن نكون حريصين على التزام هذا الابن بالدواء؛ لأنه قد أُصيب بالمرض في سنٍ مبكرة، وعدم الالتزام بالعلاج بصورةٍ مطلقة ربما يؤدي إلى بعض النتائج والتبعات السلبية. أرجو أن أؤكد لك بصورةٍ قاطعة أن هذا الدواء لا يسبب أي نوعٍ من الإدمان أو التعود، وهو من الأدوية المستحدثة والفعالة والممتازة، وكل الذي يُعاب عليه أنه يؤدي في بعض الناس إلى زيادةٍ في الوزن، ولكن هذه الزيادة تكون في الأربعة أو الخمسة الأشهر الأولى، بعدها يتوقف وزن الجسم على حاله، والكثير من الناس يُساعدون أنفسهم بممارسة الرياضة، ومحاولة التحكم في الطعام. من الطرق الهامة للتخلص من هذا المرض أن لا يُعامل هذا الابن معاملة المعاق، فيجب أن يعيش حياةً طبيعية يكون فيها عضواً فعّالاً في بيته ومع أقرانه وفي مجتمعه، وأن لا يميل إلى التكاسل والانسحاب الاجتماعي. كما أنه قد وُجد أن الضغوط النفسية الشديدة ليست مرغوبة في مثل هذه الحالات، كما أن التجاهل وإهماله، وعدم الاهتمام به يعتبر أيضاً أمراً سلبياً، فهو يحتاج إلى وسطية في التعامل، وأن يكون التشجيع والترغيب دائماً هو المبدأ المتبع، كما أسأل الله تعالى أن يهب له إخوة وأصدقاء في سنه يُساعدونه في الخروج من هذه الحالة، وذلك بإعادة الثقة إلى نفسه، وإشعاره بأهميته وفعاليته. من الطبيعي أن تتأثر لإصابة ولدك بهذه الحالة، ولكن أرجو أن لا يكون هذا التأثر إلى درجة الحزن الشديد أو السوداوية؛ حيث إن هذا المرض منتشر، وهو يُصيب حوالي 1% من الناس، ولكن بفضل من الله تعالى أصبح الآن يمكن علاجه بصورةٍ كبيرة وفعّالة، وأعرف الكثيرين من الذين أصيبوا بهذا المرض، وهم الآن يعيشون الآن حياةً طبيعية، فقط المهم هو الالتزام بالعلاج واتباع الإرشادات الطبية النفسية المطلوبة. والله الموفق.
د. محمد عبد العليم
243,521
2005-10-26
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أعراض الظنان وسوء التأويل وطرق علاجه
أنا متزوجة من ابن عمي من الدرجة الثانية، وعندنا في العائلة 4 حالات: إما اكتئاب أو فصام مؤكدة شخصها أطباء، منذ فترة بدأت عند زوجي حالة شك من ناحيتي وحتى الأولاد لا أراه يثق بأحد، وقال لي مرة أنه متأكد أنني أحاول قتله وأنه رأى من يترصد به! وهو يتمسك بأقوال أخيه المريض على أنها حقيقة! ذاكرته في الغالب جيدة، لكنه أحياناً ينسى أشياء مهمة، وينكر أنه من الممكن أن ينسى، ويتمسك برأيه حتى تتضح الحقيقة فيسكت، أحياناً يكون طبيعياً جداً ولطيفاً معنا، وفجأه تجده يتذكر مواقف قديمة ويبدأ يكتئب وتثور أعصابه لأيام. لا أظن أنه سيقتنع بأن يذهب للطبيب للفحص مع أنه يعلم بأن هذا المرض عندنا بالعائلة، وأسر يوماً لصديق له بأنه يخاف أن يصاب به، لكنه شخص ناجح في عمله جداً ومحط التقدير وسط العائلة، ولا يثور إلا على نطاق ضيق، وهذه الحالة منذ أعوام قليلة فقط، وهو الآن في الستين من عمره. أرجو إفادتي كيف أتعامل معه؟ وكيف أعرف ما هو وضعه بالضبط؟ حياتي الزوجية في خطر بعد 25 عاماً من الزواج، ولدي 5 أبناء وبنات منهم الجامعيون ومنهم أولاد مدارس.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، جزاك الله خيراً على سؤالك. بالنسبة لزوجك: نستطيع أن نقول إنه لا يُعاني من مرض الفصام والذي هو مرض عقلي رئيسي، ولكن لديه بعض الظنان، وسوء التأويل، والذي يُعالج بطريقتين: الطريقة الأولى: هي محاولة أن تتجاهلي أفكاره بقدر المستطاع، وأن لا تدخلي معه في نقاشاتٍ منطقية حين الإحساس بأن ما يقوله لا يمكن تبريره؛ لأنه قد اتضح أن الدخول في نقاش مع الشخص حول أفكاره يُساعد في تثبيتها. الشيء الثاني: يا حبذا لو اقتنع زوجك بأخذ جرعة صغيرة جداً من أحد الأدوية التي تُساعد في علاج هذه الحالات، ومن أفضل هذه الأدوية علاج يُعرف باسم رزبريدون، يمكن أن يتناوله بمعدل 1 مليجرام ليلاً، لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة إلى 2 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعدها تخفض إلى 1 مليجرام ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك يمكنه التوقف عن العلاج. هنالك بعض الطرق التي قد يلجأ البعض لها إذا رفض الشخص تناول العلاج، ومنها: أن تأخذيه للطبيب بدعوى أنك تُعانين من صعوبات ومشاكل نفسية واكتئاب وضغوط، وحين تقابلين الطبيب يمكن أن تذكري له الصعوبات التي يُعاني منها زوجك، ومن خلال ذلك ربما يستطيع الطبيب إقناعه بأنه هو أيضاً يُعاني من صعوبات، وهو في حاجةٍ للعلاج. هناك طريقة أخرى قد يلجأ إليها البعض وإن كنت شخصياً لا أؤيدها، وهي وضع الأدوية للشخص في طعامه أو شرابه دون علمه، وإن كان يقوم بها البعض بحسن نية. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
242,110
2005-09-28
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
علاج الزوجة المصابة بأعراض الفصام الاضطهادي
تعاني زوجتي من تصورات غريبة، فهي تتصور أن الجيران وأقاربي يتجسسون عليها ويكلمونها عن طريق الأجهزة! بل ويصورونها في بيتها! وهي تتخيل أنها تسمع البعض يكلمونها ولذلك ترد عليهم وتتشاجر معهم بصوت مسموع؛ لكنها تتوقف عن كل ذلك في حضوري أو حضور الغرباء، وهي كذلك تهمل في واجباتها المنزلية، ولا تستطيع اتخاذ أي قرار ولو كان يخصها. رجاء إرشادي ماذا أعمل؟ وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Magdy حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: جزاك الله خيراً على هذا الوصف الدقيق لحالة زوجتك، والذي يدل دون أي شك على أنها مصابة بحالةٍ ذهانية (عقلية)، وتُعرف هذه الحالة بالفصام الاضطهادي، أو الظناني، أو الباروني كما يسميه البعض، وبكل صدق وأمانة يعتبر هذا النوع من الفصام هو الأفضل من ناحية الاستجابة للعلاج. العلاجات الدوائية الآن متوفرة، وهي كثيرة جداً وفعالة، ومن الأدوية الجيدة مثلاً العلاج الذي يُعرف باسم استلزين، وجرعة البداية هي 5 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، وفي ذات الوقت يجب أن تأخذ أحد الأدوية التي تقلل من الآثار الجانبية لهذا الدواء؛ لأنه يسبب الرجفة البسيطة لبعض الناس، والدواء المضاد يعرف باسم آرتين، وجرعته هي 2 مليجرام صباحاً ومساء، وبعد الشهر يمكن أن يرفع الاستلزين إلى 15 مليجراما في اليوم، وتُرفع جرعة الآرتين إلى 5 مليجرام (حبة واحدة) في اليوم، ويجب أن تستمر على هذا العلاج لمدة عامٍ على الأقل، بعده يمكن أن نسدي لك النصيحة حسب التقدم والتغيرات التي تطرأ عليها. الأدوية التي ذكرتها لك هي أدوية فعّالة وقليلة التكلفة، أما الأدوية الجديدة فهي فعّالة أيضاً ولا تحمل أي آثارٍ جانبية، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم رزبريدون، ودواء آخر يعرف باسم وولانزبين (Olanazapine)، وجرعة الرزبريدون هي 2 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، تُرفع بعد ذلك الجرعة إلى 4 مليجرام ليلاً، ومدة العلاج أيضاً لا تقل عن عام. أما بالنسبة للولانزبين فالجرعة هي 5 مليجرام ليلاً لمدة أُسبوعين، تُرفع إلى 10 مليجرام ليلاً بعد ذلك، ويمكن أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عام، علماً بأن بعض الحالات تتطلب أن تكون الجرعة 20 مليجراما. هذا الدواء يُعاب عليه أنه باهظ التكلفة بعض الشيء، كما أنه يؤدي إلى زيادةٍ كبيرة في الوزن، ولكنه لا يؤثر على الهرمونات النسوية كما يفعل الإستلزين. وقد رأينا من الأفضل أن تكون لديك هذه الخيارات، والأفضل من كل ذلك هي أن تعرضها على طبيب نفسي إذا وُجد في منطقتكم. والله الموفق.
د. محمد عبد العليم
242,035
2005-09-28
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
المدة التي يستغرقها علاج مرضى الانفصام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قد سبق أن أرسلتم الرد لي بشأن حالة ولدي البالغ من العمر 19 عاماً، وقد شخصتم حالته بأنها اضطراب وجداني أو نوع من الانفصام بسبب تعاطيه المارجوانا. وقد تابعت حالته بعد استخدام العلاج Zayprea olezapine، وقد شعر بالتحسن الكبير، ويبدو سعيداً بسبب التغيير، ولكن أود الاستفسار عن المدة التي يمكن أن يستخدم فيها العلاج؟ وهل سوف يتم الشفاء التام من تلك الحالة، حيث أنه كان سابقاً مميزاً في كل شيء؟ أرجو التكرم بالإفادة حول تلك الحالة من حيث المدة الزمنية واستمرار العلاج، حيث إن الطبيب طلب منه مراجعته بعد شهر دون إعطاء موعد رسمي للمراجعة، وأنا قلق على وضعه؛ خاصة أنه عانى كثيراً لمدة سنة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، من الصعب أن نضع تاريخاً محدداً، إلا أن مثل هذه الحالات في المتوسط تتطلب علاجاً مستمراً لمدة ستة أشهر بعد التحسن الحقيقي، وليس من بداية العلاج، وبعد انقضاء الستة أشهر يمكن أن تخفض الجرعة إلى النصف لمدة شهرين آخرين، وعليه يمكن اتباع هذا المنهج، ولكن إذا حدث أن عاودت هذا الابن أي أعراض -لا قدر الله- فسوف يصبح من الضروري أن يظل على جرعةٍ وقائية من العلاج تمتد إلى سنوات. أرجو يا أخي عدم الانزعاج؛ لأنه حتى لو احتاج الاستمرار على العلاج لمدةٍ طويلة، فمن المرجح أن جرعة صغيرة سوف تكون كافيةً بالنسبة له، كما أن هذه الأدوية بفضل الله تعتبر سليمة جداً وفعالة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
242,020
2005-09-25
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الوساوس القهرية حول الغيبات وهل هي جنون
السلام عليكم. أعاني منذ حوالي 4 سنوات من شبهات دينية كان سببها النظر في الكتب التي تتحدث عن نظرية التطور وأن الكون جاء عن طريق الصدفة، وأنا منذ ذلك الوقت وأنا أحاول دفع هذه الشبهة، وأحياناً أستطيع بفضل الله تعالى وأحياناً تعود. ثم مؤخراً قرأت لأحد علماء النفس واسمه كارل شتيرن يقول: "الاعتقاد بأن كوننا المدهش تطور بصدفة عمياء هو جنون، ولا أقصد بكلمة (جنون) معناها العامي، بل الأغلب هو المعنى التقني المستخدم في التحليل النفسي، وفي الحقيقة فإن مثل ذلك الاعتقاد مصحوب بمظاهر التفكير الفصامي". فهل أنا مصاب بهذا الأمر؟ ولو كان الجواب نعم فما هو الحل؟ رجاء بذل كل وسعكم في إعطائي الجواب الكافي. وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل / توفيق حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مثل هذه الهواجس والخواطر ذات الطابع الوسواسي تعتري الكثير من الناس من وقتٍ لآخر، خاصةً حين يكون الأمر مختصاً بالغيبيات، والإنسان كثيراً ما يواجه بتساؤلات حتى حول نفسه وتكوينه ووجوده. عالم النفس كارل شتيرت حاول أن ينفي بتعبير لغوي قوي فكرة أن الكون جاء عن طريق الصدفة، ودائماً حين يحاول الإنسان نفي شيءٍ يحاول إرجاعه على أن من يؤمن بالفكرة هو فصامي مريض. أنت أيها الأخ الكريم بكل تأكيد لست بمريض، ولا يعتريك أي شيء بفضل الله تعالى من سمات مرض الفصام، إنما هي فكرة وسواسية بسيطة، يمكنك التحكم فيها وتجاهلها حتى تسقط تماماً من عقلك الإدراكي. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
241,801
2005-09-11
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
متى يصبح الكذب مرضاً نفسياً؟ وهل له علاقة بالوراثة؟
متى يُصبح الكذب مرضاً نفسياً؟ وما هي كيفية علاج الكذب المستمر؟ وهل الكذب له علاقة بماضي الولدين الوراثي؟ وما الفرق بين الازدواج وانفصام الشخصية؟ وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، جزاك الله خيراً على سؤالك، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصادقين جميعاً. لا شك أن الكذب خصلة ذميمة ومنبوذة، وهو يتفاوت في درجاته، ولكن كله ذنبٌ وإثم، وهناك بعض الضوابط الشرعية التي تحدد الأشياء التي يمكن للإنسان فيها أن يتجنب قول الحقيقة ظاهراً. هنالك نوع من الكذب يُعرف بالكذب الباسولوجي، وفيه يشعر الشخص باللذة حين يكذب، وهذا مرتبط باضطرابات الشخصية، ويندرج تحت الكذب النفسي. لا نستطيع أن نقول إن للوالدين دوراً إرثياً في الكذب، ولكن قطعاً لديهم دور تربوي حين ينشأ الأطفال على الصدق. ازدواج الشخصية شيءٌ مختلف تماماً عن مرض الفصام أو ما يسميه العامة خطأ بانفصام الشخصية، حيث إن ازدواج الشخصية هو واحد من اضطرابات الشخصية، والتي يظهر فيها الإنسان بعدة هيئات وأحوال من ناحية تصرفاته وأفكاره وسلوكه، ويكون الإنسان مدركاً لذلك، أما مرض الفصام فهو مرض عقلي تضطرب فيه أفكار الإنسان ووجدانه، ويفتقد الارتباط بالواقع، ولا يكون حكمه على الأمور صحيحاً، وربما يعاني الشخص من هلاوس وأفكار خاطئة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
241,044
2005-08-31
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الوساوس القهرية في السؤال عن الماهية والذات .. التشخيص والأدوية
أشعر بحالة غريبة، وهي أني دائماً ما تأتيني حالة من الضياع، وأسأل نفسي دائماً: من أنا؟ لماذا أنا هنا؟ من هؤلاء الذين حولي؟ لماذا عندما أنظر للمرآة أعرف نفسي وعندما ينادونني أجيب؟ هذه الحالة معي منذ أن كان عمري 12 سنة، وبالتحديد ذات يوم وأنا ألعب مع أصدقائي في المدرسة أُغمي علي، ومن يومها عرفت هذا النوع من الأسئلة، المهم أني منذ سنة بدأت أتعالج، ووصف لي الطبيب دواء: Clomipramine، بدأت أحس بالراحة، وتحسنت كثيراً، وعندما بدأت أنهي العلاج شعرت بأن الأسئلة ذاتها عادت، والمأساة تكررت، هل سأصير مُدمنة على هدا الدواء؟ وما هو اسم حالتي؟ وهل لها علاج؟ شكراً، وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ عايدة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، حالتك هي نوع من الوساوس القهرية من الدرجة الخفيفة إلى المتوسطة، ومثل هذه الحالة تُعالج عن طريق تجاهل هذه الأفكار، وتذكر مضاداتها، والتركيز عليها، بمعني أن تحددي الفكرة الوسواسية، ثم الفكرة المضادة لها، ثم يكون تركيزك على الفكرة المضادة بتكرارها عدة مرات حتى تبدئي في الشعور بالراحة. بالنسبة لدواء الكلوامبرامين أو ما يُعرف تجارياً باسم أنفرانيل، هو من أفضل الأدوية المضادة لعلاج الوساوس القهرية، وبما أن الأعراض قد عاودتك بعد التوقف منه، فهذا لا يعني مطلقاً أن الدواء إدماني أو تعودي، إنما يعني أن استعدادك النفسي للوساوس لا زال موجوداً، وربما يتعلق ذلك بإفراز مادة في المخ تُعرف باسم سيروتينين، يُعرف عنها أنها تُساهم في حدوث الوساوس، وأن الكلومبرامين يثبط إفرازها، فيمكنك استعمال العلاج دون تردد أو قلق. الأدوية الحديثة الموازية للكلومبرامين والمضادة للوساوس هي: بروزاك، زولوفت، فافرين، سبراليكس، زيروكسات. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
240,912
2005-08-31
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
العاطفة الأنثوية عند الفتى الناشئ بين الإناث
السلام عليكم. أعاني من مشكلة كبيرة، وهذه المشكلة تتمثل في أني منذُ طفولتي وأنا أعيش مع أخواتي، حيث إنه لم يكن لدي إخوة ذكور في نفس الوقت، كنا نسكن في بيت بعيد عن الجيران. المشكلة أني أشعر بأن عاطفتي تكاد تكون -بل أجزم أنها- عاطفة أنثوية تختلف كل الاختلاف عن العاطفة الذكورية، وأشعر أن عيشي مع أخواتي أثر تماماً على مظاهر الرجولة في شخصيتي، ولا أدري ماذا أفعل! ولا أخفيكم من أنني أعاني من هذا الأمر أشد المعاناة، وأخشى أن يؤدي بي ذلك إلى انحراف سلوكي، والله المستعان.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: جزاك الله خيراً على سؤالك. لا شك أن التنشئة تلعب دوراً في التوجه الاجتماعي والنفسي والجنسي للإنسان، والحمد لله فأنت مدركٌ لحجم الصعوبات التي تعيشها، ونصيحتي الأولى لك هي أن لا تجسم هذه الأفكار في مخيلتك، ثم عليك أن تسعى للتمازج والتفاعل والتواصل مع المجتمعات الذكورية بصورةٍ أكثر، وخير وسيلة لذلك هي أن تبدأ بالمسجد، بأن تحافظ على أداء الصلوات الخمس فيه؛ لأن في ذلك فرصة طيبة للتواصل الشعوري واللاشعوري مع الذكور، والشيء الآخر هو أن تمارس الرياضة الجماعية، مثل كرة القدم مع من هم في عمرك من الذكور. لقد وُجد أيضاً أن الالتزام بالمظهر الذكوري الخارجي في اللبس، وإعفاء اللحية، يثبت لدى الإنسان ما يعرف بالجندر (التوجه الجنسي). أرجو أيضاً أن تكون أكثر اطلاعاً على سيرة بعض من يمكن أن نتخذهم قدوة في حياتنا محاولة التشبه بهم. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
240,475
2005-08-15
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الاكتئاب المصحوب بالأعراض الفصامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أولاً ـ أشكر الدكتور محمد على سعة صدره وعلى تجاوبه معي. سبق وأن استشرتك عن حالة أختي، صاحبة الاستشارة رقم 238423، وذكرت أنها تعاني من اكتئاب مزمن منخفض الحدة واضطرابات في المزاج، وعولجت ولم تعد لطبيعتها، وكانت تعاني من عدم الشعور بكيانها وشخصيتها، جاءتها صدمات قوية أفقدتها التركيز وأصبحت ذاهلة عن نفسها؛ فشخصت حالتها على أنها فصام اكتئابي. سؤالي: البنت طبيعية ومرتبطة بالواقع، لا تعاني من أي هلاوس أو ضلالات، وتفكيرها منطقي وطبيعي، من يخالطها لا يلاحظ شيئاً سوى الحزن والتشاؤم والسخط على الحياة. سؤالي: هل عدم شعورها بنفسها ـ كما ألاحظ ـ وهروبهاً من تصديق ما حصل لها في الواقع كاف لتشخيص المرض على أنه فصام اكتئابي، أتمنى العودة للاستشارة السابقة حتى تتضح الصورة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ جوهرة .. حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد: جزاك الله خيراً على سؤالك واهتمامك بأمر أختك. أولاً: ربما لا يكون من الدقة أن تشخّص بعض الحالات من خلال هذه الاستشارات، فكثير من المرضى تتطلب حالتهم الفحص والمناظرات المتعددة؛ حتى يتمكن الطبيب -مهما كان حاذقاً- من الوصول إلى التشخيص الصحيح. ثانياً: لا شك أن جانب الاكتئاب هو المسيطر الأكبر في أعراض شقيقتك، لكن عدم تأكدها من ذاتها بصورة مستمرة يُعطي إشارات إلى وجود اضطراب مصاحب مثل الفصام، علماً بأن الفصام ليس كله سيئاً أو بالصعوبة التي نتصورها، كما أنه ليس من الضروري أن يفتقد الإنسان الارتباط بالواقع في حالات الفصام، فهنالك أنواع عدة من هذا المرض، وربما لا تتأثر معظم الملكات الإنسانية إلا إذا كان المرض مطبقاً. بالرغم من احترامي لخصوصية وأسرار مرضانا، إلا أنه لدينا مرضى يُعانون من بعض أنواع مرض الفصام، وهم يعيشون ويتواصلون ويؤدون أعمالهم بصورةٍ طبيعية. الشيء الهام هو أن هذه الأخت الفاضلة تُعاني من مرض الاكتئاب مع احتمال وجود الأعراض الفصامية أو الذهانية البسيطة، وهذا الأمر ضروري أن نضعه في الحسبان؛ لأن إضافة الأدوية المضادة للذهان تُعتبر ضرورية في مثل هذه الحالة، وهي لن تعود بأي ضرر عليها، حتى وإن لم توجد أياً من مكونات الفصام، ولكن الضرر سيكون أكبر إذا وُجد أيّ دليل -وإن كان بسيطاً- على أنها تُعاني من حالة ذهانية ولم يتم علاجها، وربما يكون من الأجدر أن تعرض هذه الأخت علي طبيب نفسي. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
239,277
2005-07-18
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الإصابة بالهوس بسبب ضغوط الوالد .. نظرة طبية
أخي يقول إنه يعاني من أمور يكبتها في نفسه منذ سنين، والسبب في ذلك والدي، ثم تطور الوضع وأصبح يتصرف بعصبية ويرفع صوته مع بكاء وتشنج والسب ولوالده ومن يكرههم! ثم ذهبنا لمستشفى النفسية، وقال الطبيب إنه يعتقد أنه مصاب بالهوس، علماً بأن أباه أخرجه من المستشفى على مسؤليته، ويتعامل معه بالشدة والتهديد، فما هو تشخيصكم للحالة؟ وما هو العلاج؟ وما هو الحل مع والده الذي يعامله معاملة سيئة ويرفض إدخاله الستشفى؟ مع أن الولد يقول إن والده هو السبب في مرضه، وهل تشخيص الطبيب المعالج سليم للحالة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبو المعتز حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الهوس من الأمراض النفسية العقلية التي يسهل تشخيصها لدى الطبيب النفسي صاحب الخبرة، والمرض يختلف من شخص لآخر، ولكن في مجمله يكون الشخص متوتراً وعصبياً وكثير الحركة والكلام، مع قلةٍ في النوم، كما أن مريض الهوس يتخلي عن الضوابط الاجتماعية في معظم الأحيان، وعليه ربما يكون هذا الأخ شفاه الله يُعاني من هذه العلة، ويجب أن لا نعتقد أن ضغط الوالد ومنهجه التربوي الصارم هو السبب، ولكن لابد أن يكون لهذا الأخ أصلاً الاستعداد لمثل هذا المرض، وتكون معاملة والده السلبية ساهمت بصورة بسيطة. هذا المرض يمكن علاجه بصورةٍ فعّالة، وخير وسيلة لإقناع والده هو أن يجلس مع الطبيب المختص، والذي سوف يوضح له أن تصرفات ابنه مردها المرض وليس سوء الخلق أو الأدب، كما أن من حق والده أن يعرف التفاصيل كاملة، وبعدها سوف يقتنع بإذن الله أن هذا مرضاً طبياً يستجيب للعلاج الطبي. أرجو يا أخي أن تُساهم في شرح الحالة لوالد المريض، أو تُقنعه بالذهاب إلى الطبيب حتى يشرح له، ولك من الله حسن الجزاء. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
239,265
2005-07-18
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أهمية توضيح الأعراض لتشخيص وعلاج الهلوسة
منذ 5 سنوات وأنا أعاني من هلوسة لا تدوم إلا شهراً في العام Délire، وقد عاودتني 4 مرات في كل عام. أريد حلاً!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة / سعاد حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لم توضحي لنا نوعية الهلوسة التي تُعاني منها، فهل هي سماعية أم بصرية، أم شمية أم لمسية...أم غير ذلك؟ كما أن الهلاوس لها صفاتٌ معينة لا بد من الإلمام بها حتى نتمكن من الوصول إلى التشخيص الصحيح. بصفةٍ عامة: المسببات الأساسية للهلاوس العضوية هي ارتفاع درجات الحرارة الشديد، والتسمم الدوائي، وكذلك الالتهابات، واضطرابات الغدد، وضعف الدورة الدموية. أما الأسباب غير العضوية، فتتمثل في الأمراض العقلية، والاكتئاب النفسي الشديد، ومن هنا أرجو أن تقومي بإجراء بعض الفحوصات، ومقابلة أحد الأطباء المختصين، أو تزويدنا بمعلومات أدق وأشمل حتى نستطيع أن نصل إلى حقيقة هذه الهلاوس الموسمية التي تُعانين منها. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
237,805
2005-06-23
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الأمراض التي تسبب الإرهاق وعدم التركيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: الأخ الفاضل الدكتور محمد، أنا -والله- أرتاح لك جداً وأثق في كلامك، فأود أن أسأل بضعة أسئلة عن الأمراض النفسية وهي: 1- نحن نعلم أن الأمراض النفسية أنواع كثيرة، فهل هناك نوع ما من الأمراض النفسية يجعل صاحبها في إرهاق جسدي وفكري أو ذهني؟ 2- هل من أمراض نفسية تجعل صاحبها يفقد شيئاً من وزنه؟ 3- ما هي أطول فترة يظل فيها المريض النفسي مصاباً بالمرض ثم يشفى؟ وما هي أقصر مدة؟ 4- كم يظل مرض الاكتئاب ملازماً للمريض إذا لم يعالج بأدوية طبية؟ 5- هل مريض الاكتئاب إذا شفي يعود له مرة أخرى بعد فترة؟ 6- هل من أمراض نفسية تجعل صاحبها في عدم تركيز أو شيء مثل التوهان أو الحلم والهلاوس؟ وما هو هذا المرض؟ وكم يستغرق وقتاً مع المريض؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكرك على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وشخصي الضعيف. لا شك أن أسئلتك واستفساراتك متعددة الجوانب، ولكن سنحاول الإجابة عليها بما هو مفيدٌ إن شاء الله: نعم، هنالك أنواع من الأمراض النفسية تؤدي إلى الإرهاق الجسدي والنفسي، ومن أهمها الاكتئاب والقلق النفسي، وبعض حالات الفصام الذهاني . أكثر الأمراض التي تُفقد صاحبها الوزن الاكتئاب النفسي، وكذلك ما يُعرف بعلة أو متلازمة فقد الشهية العصابي، والذي يُصيب النساء أكثر من الرجال . يصعب تحديد المدة التي يظل فيها المريض النفسي مريضاً، حيث أن مدة المرض تعتمد على نوع المرض وشدته ومدى التزام المريض بالعلاج، والظروف الاجتماعية والبيئية التي تحيط به، وعليه فهنالك أمراض يمكن أن تظل مع الشخص مدى الحياة، وهنالك أمراض أخرى، مثل القلق والتوترات الظرفية، وعدم القدرة على التكيف تختفي غالباً في فترة أسبوع إلى أسبوعين، وبصفةٍ عامة تُعتبر الأمراض العقلية أكثر مقاومةً للشفاء والتحسن من الأمراض النفسية. مرض الاكتئاب ربما يظل مع الشخص لمدة ستة أشهر إلى سنة إذا لم يتم علاجه، وفي بعض الحالات ربما تكون المدة أطول من ذلك، خاصةً إذا كانت الأسباب التي أدت إلى الاكتئاب موجودة. نعم، هنالك حوالي 40% من مرضى الاكتئاب النفسي يكونون عرضةً للانتكاسات المرضية في المستقبل. الأمراض التي قد تجعل صاحبها يفتقد التركيز والشعور بالتوهان كثيرة، من أهمها القلق والاكتئاب النفسي، أما الهلاوس فتوجد فقط في حالة الأمراض العقلية، وأما فترة العلاج فهي تتفاوت حسب نوع المرض، وبصفةٍ عامة يتطلب علاج القلق مدة ثلاثة إلى ستة أشهر، ومريض الاكتئاب ستة أشهر إلى سنة، والمريض العقلي سنة إلى ثلاث سنوات، وفي بعض الحالات يكون العلاج مدى الحياة كما ذكرت سابقاً. والله الموفق.
د. محمد عبد العليم
236,872
2005-06-01
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
هل ينتقل مرض انفصام الشخصية بالوراثة؟
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل ينتقل مرض انفصام الشخصية بالوراثة ضمن العائلة؟ هل مرض التقدير الزائد عن الحد ينتقل عن طريق الوراثة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ لجين حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الفصام لا ينتقل عن طريق الوراثة، ولكن هنالك ما يعرف بانتقال الاستعداد للمرض إذا توفرت الظروف البيئية والحياتية الأخرى، فيعرف إحصائياً أن الوالدين إذا كانوا يعانون من مرض الفصام، فإن 40% من الذرية سوف يُصابون بهذا المرض؛ إذن: هنالك نوع من الميول الأسري، والذي كما ذكرت لك أن الإنسان يأخذ من والديه جينات الاستعداد، وليس المرض نفسه. أما زيادة تقدير الذات أو ما يعرف بالهوس -إذا كنت تقصد ذلك- فهو أيضاً ليس من الأمراض الوراثية التي تتبع قوانين الوراثة كما يعرفها الأطباء، إنما الذي قد يورث هو الاستعداد البسيط لهذه الحالة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
235,661
2005-05-04
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
إمكانية شفاء مرض الفصام وزواج المريض .. نظرة طبية
هل مريض الفصام يُشفى من مرضه تماماً، أم يظل طوال حياته يتناول الحبوب العلاجية؟ وهل له أن يتزوج أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لا شك أن مرض الفصام من الأمراض الذهانية الرئيسية، وله عدة أنواع، منها على سبيل المثال لا الحصر: الفصام البسيط، والفصام الاضطهادي، والفصام التخشبي، والفصام الهيبيفريني، وأفضلها من ناحية الاستجابة للعلاج الفصام الاضطهادي، وبصفةٍ عامة يُعتبر هذا المرض سيء النتائج والتبعات إذا أصاب الإنسان في سن مبكرة، أو كان هناك تاريخ مرضي في أحد أقربائه، وتعتبر الإصابة بالمرض بعد سن الثلاثين بسيطة، حيث يكون الإنسان قد اكتسب مهارات في الحياة، والاستجابة للعلاج أفضل بصفةٍ عامة. تدل الإحصاءات الطبية أن حوالي 30% من مرضى الفصام يتم شفاؤهم تماماً، و50 % تتأرجح حالتهم بين التحسن والانتكاسة، و20% يظل مرضهم مطبقاً وشديداً، مما يؤدي إلى إعاقةٍ كبيرة. من العوامل المهمة جداً في تحسن المريض من عدمه هو في التزامه بالعلاج، ومعظم المرضى يحتاجون للعلاج بصفةٍ دائمة خاصة الجرعة الوقائية، وبفضل من الله ورحمة منه توجد الآن أدوية ممتازة وفعالة، وجرعاتها غير متعددة، فعلى سبيل المثال الدواء الذي يُعرف باسم ( زبركسى)، والآخر الذي يعرف باسم (ركزابادال) جرعته تكون حبة واحدة في اليوم. أما بالنسبة للزواج، فالأمر نسبي، فإذا كان المرض خفيفاً فلا مانع من أن يتزوج الإنسان المصاب بهذا المرض، بشرط أن يفهم ويستوعب بصورة واضحة ماهية الزواج والتزاماته ومتطلباته الشرعية، كما أنه لا يُنصح بزواج الأقارب لهؤلاء الأشخاص. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
235,236
2005-05-03
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الفصام الباروني .. التشخيص والعلاج
السلام عليكم. منذ خمس سنوات أو أكثر بدأ أخي يتخيل أشياء غريبة وهواجس وكأنه مراقب وكأن كل الناس تتربص له؛ فترك العمل ومكث في البيت ما يزيد عن سنتين، وكانت هذه الفترة مليئة بالخلافات مع أبي وأمي وإخوتي، ووصل لسن 31 وهو مضرب عن العمل والزواج، وعندما عرضت حالته على الطبيب بعد فشل كل المحاولات في إقناعه بالذهاب للطبيب أعطاني (Risperdal 1Mg/ml) على أن أعطيه 1 مل مرتين في اليوم، وبفضل الله لم تعد تلك المشاكل وعمل في شركة وتزوج، كل هذا دون أن يعلم. وبعد أن لاحظت عليه الكسل والتعب والنوم المستمر وحتى التأثير على حياته الزوجية بدأت بالتقليل، حتى أني لم أعطه الدواء لما يقرب من 5 شهور، ولكن فجأة جاء يوماً من العمل يسب زوجته ويتهمها باتهامات سيئة وبأنها كانت في العمل عنده ويؤكد أنه قد رآها خلف كاميرات المراقبة، علماً بأنه لا يوجد كاميرات أساساً! وعاودت له العلاج ولكن جرعة بسيطة جداً وصلت إلى 0.5 ml كل ثلاثة أو أربعة أيام، ومع هذا يشعر دائماً بالإرهاق والنعاس، فماذا أفعل؟ وهل هناك حد أدنى للجرعة؟ وهل يوجد أمل بالشفاء أم أنه سيعيش طول عمره هكذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Emad حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، جزاك الله خيراً على رسالتك. هذا الأخ يُعاني من حالةٍ ذهانية عقلية، تعرف بالمرض الاضطهادي، أو الفصام الباروني الظناني كما يسميه البعض، وهي تتفاوت من إنسانٍ إلى آخر في حدتها وفي شدتها، ويُعتبر هذا المرض من أفضل الأمراض العقلية استجابةً للعلاج، خاصةً إذا أُصيب به الشخص بعد عمر الثلاثين عاماً، وكذلك إذا التزم الإنسان بالعلاج. يُعتبر الرزبريدال من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذا المرض، ولكن الجرعة العلاجية لابد أن تكون من 2-6 مليجرام، ومدة الجرعة العلاجية هي ثلاثة أشهر في معظم الحالات، مع اختلافاتٍ بين الأفراد طبعاً، وبعد أن يُكمل الإنسان الجرعة العلاجية لابد أن ينتقل إلى الجرعة الوقائية، والتي أرى في حالة أخيك أنها يجب أن لا تقل عن 2 مليجرام، ومن الأفضل أن يُعطى هذا الدواء كجرعة واحدة في المساء؛ حتى لا يشعر الإنسان بالتكاسل في أُثناء اليوم، علماً بأن هذا الدواء فعلاً يسبب زيادة بسيطة في النوم، خاصةً في أيام العلاج الأولى، ولكن هذا الأثر الجانبي يقل أو يختفي بالاستمرار في العلاج. توجد أدوية بديلة للرسبريدال، ومنها العلاج الذي يعرف باسم ولانزبين، والجرعة هي من 5-20 مليجرام ليلاً، ولكن هذا الدواء باهظ التكلفة، وربما يسبب أيضاً زيادةٍ في الوزن. هنالك أيضاً دواء من الأدوية القديمة ولا يسبب خمولاً، ولكنه ربما يسبب نوع من الشعور بالشد في الجسم (التخشب)، وهذا الدواء يعرف باسم استلزين، وجرعته 5 مليجرام ليلاً، وأرى أنه ربما يكون مناسب جداً لأخيك. في حالة رفضه وإصراره على عدم تناول الأدوية توجد هنالك إبر، تُعطى بمعدل إبرة كل أسبوعين أو ثلاثة، ومن هذه الإبر إبرة تعرف باسم (Modecate)، وأخرى تعرف باسم فلونكسول، كما أن الرسبريدال نفسه الآن يوجد في شكل إبر 25 مليجرام، تُعطى كل أسبوعين، إلا أن تكلفة الإبرة الواحدة حوالي 150 دولاراً، مما يسبب عبئاً مالياً عليك. أما الموديكيت، والفلونكسول، فهما أقل تكلفة بكثير. لا بد -يا أخي- أن يبني أخوك علاقة طيبة مع طبيب، والأطباء النفسيون المؤهلون لديهم القدرة على إقناع مرضاهم بمواصلة العلاج، وذلك من خلال العلاقة العلاجية السليمة. هذا المرض لا شك أنه من الأمراض المزمنة، وهو يتأرجح ما بين التحسن والانتكاسة، حسب الظروف الحياتية للإنسان، ولكن بفضل الله تُعتبر استجابته للعلاج أيضاً ممتازة جداً. أود أن أوصي أن ما دام أفكاره الظنانية قد تحولت إلى الزوجة، فلابد من أن يكون هنالك حرص على تلقيه العلاج. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
235,023
2005-04-24
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أعراض الفصام الباروني ورفض المريض للعلاج
لدي أخ أخبرنا الأطباء بأنه يعاني من الفصام، وهذا من خلال مراجعتنا لمستشفى الطب النفسي الحكومي، وكذلك من استشاري طب نفسي بعيادة خاصة، وجميعهم أقروا بعدم الحاجة بالنسبة لحالته لدخول المستشفى، أي التنويم، وصرفوا له علاج Risperdal 2 mg حبتين مساء قبل النوم. تحسنت بعض السلوكيات منه مثل الاهتمام بمظهره، وزال بفضل الله ظاهرة التطهر الزائد بالماء، أعني وسوسة نظافة وطهارة زائدة لدرجة غسل المصحف، وكذلك غسل الغرفة، أما خارجياً فلا أبالغ إن قلت: كان الماء على ثوبه بشكل دائم حتى بالشتاء القارس. تحسن تفكيره نوعاً ما، كذلك بدأ يهتم بمشاهدة التلفاز ومشاهدة المباريات التي كانت عشقه بالسابق، بدأ يقرأ الصحف. لكن لم يتحسن اختلاطه بالناس، لا يزال يتحاشى المخالطة، وهذا ليس مهماً عندي، المهم هو عدم إقراره بالمرض، وأنه ألح علينا لقطع العلاج وكان هذا بشهر فبراير، وأوقفناه شهراً ثم بدأت تعود له السوالف القديمة مثل: يوجد جن يستمعون لنا ويتجسسون علينا ويراقبون تحركاتنا، وأنه عليه جن خارق يستمع له ويخبر أي شخص يتكلم عنه، بل ليس كذلك، بل إنهم يعلمون حتى الذي يفكر به، ويسرقون أفكاره!! ثم أعدنا له العلاج بنفس الجرعة، والحمد لله بعد عشرة أيام خفت نبرة أنه يوجد أشخاص يستمعون له ويراقبونه، ولكن المشكلة عادت، وهو أن العلاج أزعجني ويتعبني وأنا علاجي ليس نفسياً، وأنا ممتاز وسأتحسن على الرقية الشرعية، وأنتم ظلمتموني وأجبرتموني على تعاطي حبوب نفسية وغيرها من الأسطوانات المملة والمزعجة، المشكلة الحقيقية التي نعاني منها هي أنه لا يعترف بأنه مريض إطلاقاً، ولا يريد العلاج. ملاحظات: عمره 32 عاماً، لا يعمل، لديه سيارة، لا يخالط أبداً -لا قريبين ولا بعيدين- ويتضايق من ذلك، ولكنه ممتاز مع الأسرة وأهلي ـ أي والدي والدتي، إخوتي وأخواتي ـ ويقضي حاجاتهم ويسوقهم ويذهب بهم للمدرسة، فهو ممتاز من ناحية أهلي، بل ـ بفضل الله ـ يستمتع بذلك والحمد لله. بدأنا العلاج الفعلي شهر 12 – 2004، وأوقفناه في 2- 2005، عدنا في شهر 3 - 2005، ولكن أوقفناه هذا الشهر شهر 4 – 2005، بدأ بأخذ العلاج شهر 8 -2004، وبعد ذلك اكتشفنا بأنه لا يبلعه بل يضعه تحت لسانه، وأخذنا فترة كبيرة على هذه الحالة ونحن لا نعلم - أعني أنه ذكي جداً - ثم اكتشفنا وبدأنا نذوب له الحبتين بالماء، ولكن لا يستمر شهرين حتى يوقفه، لدرجة أنه يبكي عند مناقشتنا لطلب الإيقاف، ويقول بأن العلاج يتعبني، وهو يضغط على رأسي، وأنه يتعبني كثيراً، ونصدقه، مرات نجبر على طاعته لكيلا يأخذ سلوكاً عدوانياً، وكذلك لكي نكسبه، علماً بأنه يأخذ العلاج مجاملة وتقديراً أو خوفاً من والدي، ويقول: أنت السبب، أنت من يقنع والدي! طلب من دكتور الطب النفسي عند مراجعتنا له إيقاف العلاج ورفض وقال: إما العلاج الحالي، أو علاج إبر تؤخذ كل عشرين يوماً مرة، أو دخول المستشفى، وأخي ليس لديه مانع من دخول المستشفى في سبيل إيقاف العلاج الحالي، ولكن أنا رفضت، وذلك لعدم ثقتي بالمستشفى، وكذلك لأن أكثر من دكتور قال لي: حالة أخيك لا تستدعي دخول المستشفى. ساعدوني بارك الله فيكم، ويا ليت تنورني عن الآتي: هل علاج أخي يعمل إمساكاً ومشاكل بالهضم؟ كذلك يا ليت أحد الإخوان يعطيني رقم تلفون لدكتور أو شخص متخصص يتطوع ويضع هاتفه لكي أتصل به.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أبو حمود حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، نسأل الله لأخيك عاجل الشفاء. بكل تأكيد، فإن الأعراض التي يُعاني منها أخيك تدل فعلاً على إصابته بما يُعرف بمرض الفصام الباروني، أو الاضطهادي أي الظناني، ومن الأشياء التي تؤكد هذا التشخيص قوله بأن أشخاصا يعلمون حتى الذي يفكر به ويسرقون أفكاره. هنالك صعوبات شديدة لإقناع هؤلاء المرضى بتناول علاجهم، حيث إن هنالك دراسات تدل على أن 60% منهم يرفضون، أو يتخذون بعض الحيل من أجل عدم تناول العلاج، ومن الضروري جداً عدم مناقشة أخيك في طبيعة مرضه أو محاولة إقناعه بخطأ أفكاره الظنانية؛ فالإكثار من النقاش يثبت هذه الأفكار ويزيدها، خاصةً بالنسبة لشخص هو في الأصل مفتقد البصيرة. من الوسائل الطيبة أن يقال له: إنك مصابٌ بإجهاد نفسي، وهذه الأدوية تُساعد في إزالة هذا الإجهاد، كما أنه من الأفضل أن يتعامل معه -فيما يخص تناول الدواء- شخص واحد من الأسرة يكون عنده ثقة. تُعتبر الإبر الزيتية بطيئة الإفراز وطويلة المدى من الوسائل الممتازة لضمان تعاطيه للدواء، وإن كان بعض هذه الإبر ربما يسبب بعض الآثار الجانبية في المدى الطويل، ولكن بصفةٍ عامة تُعتبر علاجات فعالة وسليمة، وتوجد عدة أنواع من هذه الإبر، وهي تُعطى في فترات تتراوح بين أسبوع إلى أربعة أسابيع. الرزبريدال نفسه يوجد في شكل إبر بقوة 25 مليجرام، تُعطى كل أسبوعين، ولكنه وبكل أسف يُعتبر من الأدوية المكلفة، والإبر الأخرى منها (مودي كيت) و(فلونا اكسول) و(هالدول). تُعتبر الوسائل غير الدوائية هامةٌ أيضاً، وذلك بجانب العلاج الدوائي، ومن هذه الوسائل محاولة تأهيل المريض، وحثه على التواصل مع الآخرين، وعدم الانزواء. يمكنك الاتصال بأخيك محمد عبد العليم على تلفون: (09745800942). وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
234,970
2005-04-19
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
مرض المالاخويا وعلاقته بالفصام
السلام عليكم. فهل المالاخويا هي الفصام؟ وما حكم المصاب بها بحدة ولكن غير واضح عليه لفرط ذكائه ودوائه الجيد؟ هل القلم مرفوع عنه حتى إذا أتى بالطاعات مع نية صحيحة فيؤجر ولا يأثم؟ وهل الأجر من غير إثم دائم له؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،، جزاك الله خيراً على سؤالك، وعلى ثقتك في الشبكة الإسلامية، حيث أنك تخاطبنا من فنزويلا. استُعملت كلمة Melancholia ميلان كوليا، عن طريق الأقدمين لتدل على ما يعرف بالجنون، ولكن منذ مائة عام تقريباً استعملت هذه الكلمة أيضاً بواسطة الأطباء النفسيين لتعني مرض الاكتئاب الذهاني الشديد المُطبق، والذي يُصيب كبار السن، وربما يكون استعملها العامة تجاوزاً لتعني أي نوع من أنواع الاضطراب العقلي أو الذهاني. هذه الكلمة الآن لا تُستعمل في القواميس الطبية النفسية الحديثة، وهي لا تُشير بأي حالٍ من الأحوال إلى مرض الفصام. فيما نعلم أن المرض العقلي إذا كان ميلان كولي أو خلافه، ينقسم إلى نوعين من الناحية الشرعية: 1- هنالك الأمراض العقلية المُطبقة، والتي تُفقد الإنسان ارتباطه بالواقع، وفقدان البصيرة، وتخل في حكمه على الأمور. 2- أما النوع الثاني، فهو الأمراض العقلية المتقطعة، والتي تُسيطر على الإنسان في فترات، ويكون في فترات أخرى مرتبطاً بالواقع، وقد يلعب العلاج دوراً في ذلك. لا شك أن المجموعة الأولى والله أعلم مرفوعةً عنها التكاليف الشرعية، وأما بالنسبة للمجموعة الثانية، فقطعاً في وقت المرض يكون الشخص غير مكلّف، ولكنه في الفترات التي يكون فيها مرتبطاً بالواقع ومستبصراً، فهو مسئول عن واجباته الشرعية، وسوف يقوم الإخوة إن شاء الله في قسم الفتوى بإفادتك بشكل أكثر توضيحاً، فراسلهم في موقع الشبكة على الرابط التالي: https://www.islamweb.net/ar/consult/index.php?page=ask وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
17,988
2005-03-28
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
هل الفصام يمكن أن يعالج نهائيا؟
أنا سيدة متزوجة منذ 4.5 سنوات، وقد مرض زوجي بمرض الفصام منذ 3 سنوات، وهو حتى الآن يتعالج بالأدوية: 1. Akiniton 2.Zespreon 3. Cipram 4. Lamctal 5.Resperdal 6. Calmpam السؤال: هل تلك الأدوية تؤثر على الأطفال في مرحلة التكوين ( الحمل )؟ وهل الفصام ممكن أن يعالج نهائياً ويتوقف زوجي عن تناول تلك الأدوية؟ شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ما هي حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، نشكرك جداً أختنا على رسالتك . إن المهم جداً في حالة زوجك هو المداومة على العلاج، ويُعتبر الرزبريدال هو العلاج الأفضل، فقط يجب أن لا تقل الجرعة عن 4 مليجرام في اليوم. أما فيما يخص التأثير على الحمل؛ فإن هذه الأدوية لا تؤثر مطلقاً على تكوين الحيوانات المنوية عند الرجل لا من قريبٍ ولا من بعيد، وعليه فهي لا تؤثر على إخصاب البويضة، أو تكوين الأجنة. ومن باب إكمال الفائدة، إذا كانت الزوجة هي المصابة بهذا المرض؛ فإن الأدوية التي ذكرتيها بصفةٍ عامة لا يحبذ استخدامها في فترة تخليق وتكوين الأجنة، وهي (118) يوماً الأولى من الحمل، ولكن يجب أن يوازن ما بين مصلحة المريض العامة، وما قد تسببه هذه الأدوية من مشاكل، وفي هذه الحالة لابد إذا حدث الحمل أن تكون الزوجة تحت رقابة الطبيب النفسي وطبيبة النساء والتوليد حتى يتم مراقبة تطور الحمل. وتُعتبر الأدوية القديمة لعلاج الفصام مثل الدواء الذي يُعرف باسم استلازين هي الأفضل من ناحية السلامة في شهور الحمل الأولى، حيث إنها جُربت ودرست لسنوات طويلة، أما الأدوية الجديدة نسبياً مثل الرزبريدال فلم تُدرس وتجرب لمدةٍ طويلة، كما أن شركات الأدوية من منطلق أن تحمي نفسها لا توصي باستعمال هذه الأدوية في فترة الحمل الأولى. وخلاصة الأمر: فالاستلزين سيكون هو الخيار الأفضل بجرعة (5) مليجرام يومياً في الأربعة الأشهر الأولى للحمل، بعدها لا مانع من الرجوع إلى الأدوية الأخرى. حبوب لامكتال، والتي ذكرتها هي في الحقيقة تُستعمل لعلاج الصرع، وتثبيت المزاج، ولا يُنصح باستعمالها مطلقاً أثناء الحمل. أرجو أن أُضيف بأن فترة الحمل عامّة تُعتبر فترة حماية للمريض من هذا المرض، إلا أنه ربما تحدث زيادة في الأعراض أو انتكاسة بعد الولادة، ولذا نوصي بمراقبة المريض بصورةٍ لصيقة في هذه الفترة. هذه الفائدة ما إذا كانت الزوجة هي المصابة بمرض الفصام. أما بالنسبة لعلاج مرض الفصام والشفاء منه، فمن المعروف أن 30% من المرضى يتم شفاؤهم كاملاً بإذن الله، و50% تظل حالتهم تتأرجح بين التحسن والانتكاسة، وأما 20% الباقية فيظل مرضهم مطبقاً ومزمناً ومعيقاً. إذا أصاب الإنسان مرض الفصام بعد بلوغه سن (25) أي بعد أن أكمل تعليمه واكتسب بعض المهارات الاجتماعية والحياتية، وكان مستقراً أُسرياً وملتزماً بتناول العلاج، فإن فرصه في الشفاء والتحسن أكبر . وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
17,947
2005-03-26
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أعراض مرض الفصام الذهاني وعلاجه
بسم الله الرحمن الرحيم في الحقيقة أنا قصتي طويلة جداً، وقد اطلعت على كثير من استشاراتكم النفسية، وأعتقد أن زوجتي مصابة بمرض الذهان والله أعلم، وقد أخذت الكثير من الأدوية التي كانت تفيدها لبضعة أشهر ثم تعود لمشكلتها كما كانت عليه. زوجتي من أصل كندي، دخلت الإسلام والحمد لله منذ أكثر من سنتين، وتعلمت الصلاة وبعض قصار السور، وتحاول تعلم اللغة العربية وغير ذلك. أنا أريد أن أستشيركم في كثير من الأمور؛ لكن ما يهمني الآن هو أن تساعدوني بأسرع وقت -جزاكم الله خيراً- فيما علي القيام به حتى أساعدها وأساعد نفسي؛ لأنني بدأت أشعر بالتعب النفسي والجسدي. والشيء الأكثر صعوبة هو أنني وحدي وليس لدي سوى الله، أما أهل زوجتي فهم كافرون منافقون يكرهونني ويكرهون الإسلام، والأصعب من ذلك أنهم يحاولون بشتى الوسائل أن يضروا زوجتي منذ أن وضعت الحجاب، وألفوا أكاذيب شتى بأني كذا وكذا حتى يبعدوها عني، وأمها شيطانة والعياذ بالله، ووالدها لا ينفع بشيء بل يضر أكثر مما ينفع، وهو كالكلب تصرخ به أمها فيسكت والعياذ بالله، وأختها وزوج أختها هم أكثر نفاقاً وحقداً، حيث يكذبون على ابنة لهم تحب زوجتي كثيراً، ويقولون لها أكاذيب كثيرة حتى لا تسألهم عن زوجتي، هذا شيء بسيط جداً مما نعيشه منذ فترة طويلة. وزوجتي من النوع الحساس كثيراً، وهي تعتقد أني أتآمر عليها حتى أدخلها المشفى وآخذ ابننا الذي أصبح عمره سنة ونصفاً، وبصراحة أنا كنت أعتقد أنها كانت تكذب ولم أكن أصدقها حتى هداني الله وتعرفت إلى الشبكة الإسلامية وبدأت أطلع على الكثير من استشاراتكم، فعرفت أنني مقصر بحقها مع كل ما كنت أقدمه لها وأقف بجانبها حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر. ومن الأشياء التي كانت تحدثني بها اعتقادها أنها عائشة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن علي أن أغير اسمي، فكانت تناديني: محمد! نسيت أن أقول لكم إني لا أتكلم مع أهلها منذ أكثر من سنة لأسباب كثيرة سوف أخبركم بها في الاستشارة المقبلة إن شاء الله. ومما يؤثر على نفسيتها أنها تسمع أصواتاً كثيرة: أني أشتمها وأريد أن أتخلص منها! مثلا: نتحدث في موضوع ما، فجأة تقول لي: لم تقول لي غبية أو ما شابه ذلك!؟ أو اعتقادها أنها ليست قادرة على القيام بواجباتها الزوجية والمنزلية، فتقول لي: لماذا تبقى معي ولا تطلقني؟ أنت أجدر بزوجة تستحقك، زوجة تعرف تطبخ وتنظف البيت و...و...و...!؟ مع أني أقول لها: كل ذلك سوف تكونين قادرة على فعله عندما يشفيك الله سبحانه وتعالى. منذ أسبوع كثرت الأفكار السيئة في رأسها ولم تكن تحدثني بها؛ فقررت أن تذهب عند أهلها حتى تستريح وتأخذ قراراً فيما يتعلق بمستقبلها، وطلبت مني أن أسمح لها بذلك، فوافقت متمنياً من الله أن يهديها وتعود بأسرع وقت، وبعد بضعة أيام اتصلت بي من المستشفى فعرفت أن أباها أدخلها إلى المستشفى ولم يخبرني بذلك، اتصلت بي وتريد أن آتي لأراها فذهبت وأقنعت الطبيب بأن وجودها هنا لا يفيدها، أما الطبيب فقال لي إن وضع زوجتي خطير جدا؛ لأنها قالت لهم بأن في صدرها ماكينة، وقالت لي: لماذا دخلت في صدرها و...و... إلى آخره! ومع ذلك قلت للطبيب بأني تركت عملي حتى أقف بجانبها، فاقتنع الطبيب، وعند خروجنا من المشفى طلبت مني أن أذهب معها عند أهلها لنشرب فنجان قهوة عسى أن تكون بداية خير وننسى الماضي، فقبلت، لم يكن أبوها موجوداً، فوقفت عند مدخل المنزل أنتظر حيث بدأت زوجتي تجمع أغراضها لنذهب إلى بيتنا، وطلبت مني زوجتي أن أدخل إلى الصالون لأساعدها، وما إن خطوت خطوة واحدة فإذا بأمها تصرخ بي وتقول: لا تتحرك من مكانك وإلا أخرج حالاً! وبدأت تشتمني، فصرخت بوجهها بصوت عال جداً، وقلت لها بأني ما كنت لأدخل لو أن ابنتها لم تكن مريضة! ذهبنا إلى بيتنا فاتصلت زوجتي بهم من أجل بقية أغراضها، فإذا بوالدها يشتمها ويقول لها: كيف لي ولزوجتي أن نتجرأ للدخول إلى بيته ونطرد زوجته من بيتها، وعليها أن تأتي لتأخذ أغراضها ولا تعود أبداً، وهي ليست ابنته ولا يريد أن يراها بعد ذلك. حالياً الطبيب وصف لزوجتي زبراكسا لمدة أسبوعين وهي بانتظار أن ترى طبيبها، وأجد أنها متعبة جداً، أشيروا علي بأسرع وقت ممكن جزاكم الله خيراً. لدي طلب آخر: هل يمكن أن تكتبوا لها باللغة الفرنسية، فهي تحب كثيراً موقعكم. جزاكم الله خيراً. نسيت أن أقول لكم بأن أهلها يحاولون إقناع زوجتي بأن سبب مرضها هو أنا ودخولها الإسلام مما يؤثر على واجباتها في بعض الأحيان من صلاة وتعلم القرآن، حتى أنها نزعت حجابها منذ ذهبت إلى أهلها، فلم أكن لأجبرها على ارتدائه؛ لأنها فعلت ذلك من قبل فوضعته من تلقاء نفسها.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Mostapha حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، جزاك الله خيراً على رسالتك، واهتمامك بزوجتك، ومن الوصف الدقيق الذي قمت بسرده، نُفيد بأن الأعراض المذكورة تنطبق انطباقاً قاطعاً مع ما يعرف بمرض الفصام الذهاني، وهو مرض عقلي رئيسي، ولابد من أن تتظافر الجهود ويكثف العلاج من أجل مساعدتها. يُعتبر العلاج الدوائي هو الركيزة الأساسية لعلاج هذا المرض، ويعتبر الزبراكسا من أفضل العلاجات المعروفة حتى الآن، والجرعة المطلوبة في مثل هذه الحالات تصل إلى 20 مليجرام في اليوم، وتبدأ الفعالية العلاجية الحقيقية لهذا الدواء بعد أسبوعين إلى ثلاثة من بداية العلاج، وأعتقد أن طبيبها قد اختار العلاج الصحيح. الشيء الذي أود أن أؤكد عليه هو ضرورة مساعدتها في أن تلتزم بعلاجها بصفةٍ يومية، وتعتبر مراجعة الطبيب واتباع الإرشادات الطبية في غاية الأهمية أيضاً. أرجو أن لا تُكثر في مناقشتها فيما يخص ما تُعاني منه من أفكار اضطهادية مرضية؛ لأنك إذا حاولت أن تخضع هذه الأفكار للمنطق فسوف تزيد من حدتها. عليك بالصبر عليها ومساعدتها، وأنت مأجورٌ بإذن الله، ونسأل الله تعالى لها الشفاء. أما فيما يخص بمخاطبتها باللغة الفرنسية، فأنا بكل أسف لست جيداً في اللغة الفرنسية، ولكن إن شاء الله حين تتحسن أحوالها، وتكون أكثر ارتباطاً بالواقع، أي بعد أن تستعيد عافيتها، يمكن أن نجد طريقة للتواصل معها بإذن الله. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
17,688
2005-03-14
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الخجل وازدواجية الشخصية في ذلك .. نظرة طبية نفسية
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إن لدي مشكلة نفسية، وأرجو أن يفسح لها المجال، واعذرني ـ يا دكتور ـ إن أطلت في الرسالة، فإن شئتم عرضتموها مختصرة، ولكني أريد أن أشرح مشكلتي النفسية بشيء من التفصيل، وأرجوك ـ يا دكتور ـ أن تقرأ رسالتي كاملة، لأني أحس بالعذاب من هذه المشكلة، ولولا علمي بقدرة الله تعالى لقلت إني لن أشفى من هذا المرض النفسي. أنا شاب عندي حوالي عشرين سنة، أسكن في القاهرة في مصر، وأدرس في كلية الصيدلة، مصري، ولكن ولدت في الكويت وعشت فيها معظم حياتي، وعند إكمال الدراسة الثانوية انتقلت إلى مصر لألحق بإخوتي الكبار وأدرس في الجامعة، وأبي وأمي لا يزالان في الكويت للعمل، أنا أصغر إخوتي، لدي ثلاث أخوات وأخ واحد. ربما ساعدت المعلومات السابقة في تفهم الحالة. هذه المشكلة النفسية بدأت معي من سن صغيرة ومنذ زمن بعيد، ربما من الصف الأول الابتدائي، ولكنها أخذت تتطور وتختلف ظروفها كما يتطور المرض العضوي، فربما تظهر أعراض جديدة وتختفي أعراض سابقة، وربما تزداد بعض الأعراض سوءاً، فمشكلتي النفسية لم تكن ثابتة على حد اعتقادي، بل تغيرت بمرور السنين، ولكنها الآن في مرحلة لا أستطيع معها أن أعيش كما يعيش الأسوياء، بل أحس دائماً بالنقص ولا أدري ما أفعل! وسوف أركز على مشكلتي في الزمن الحالي، وأتمنى من الله سبحانه أن يوفقك للحل الناجح لهذه المشكلة، وصدقني ـ يا دكتور ـ سأظل ممتناً لك وأدعو لك إذا قدر الله شفائي إن شاء الله، وعذرا للإطالة في المقدمة. لا أعرف كيف حالتي بمصطلحات علم النفس، ربما يكون خجلا شديدا أو حالة من الفصام، ولكن بمصطلحات العامة قد أقول إنني بوجهين، وأحس أن هذا ليس بيدي، وأتمنى أن أتخلص من هذا ولكن أحس أن جبلاً وجداراً يفصل بيني وبين أن أكون إنساناً طبيعياً يعيش بشخصية واحدة أمام الناس، أقول إنني بوجهين؛ لأني أمام أهلي ( أبي وأمي وإخوتي ) أكون بوجه وبشخصية، أما في الشارع ومع أصدقائي في الكلية والمسجد وغيره، أكون بشخصية أخرى مختلفة تماماً بل وقد تكون متناقضة، ولكن في كلتا الشخصيتين فأنا على خلق طيب، بل ويضرب بي المثل أحياناً في الطيبة، ربما في مرحلة المراهقة ساءت أخلاقي كثيراً مع أصدقائي ولكن الله هداني، وأنا والحمد لله ملتزم ولا أترك فرضاً في المسجد، وأصلي الفجر، وأحفظ من القرآن. وأريد أن أقول أيضاً: إن سبب لجوئي إليك ورغبتي الشديدة في العلاج بعد كل هذه السنين من السكوت على المرض هي بدايتي في التدين والالتزام، لأني أحس أني منافق، كاذب، مخادع، بوجهين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها". أما الشخصية الأولى أو الوجه الأول، فهو مع أهلي، أي أبي وأمي وإخوتي، باستثناء أخي الأكبر، فحالتي معه ليست سيئة جداً ولكنها أيضاً غير سوية، أما أبي وأمي وباقي إخوتي فعلاقتي معهم ليست طبيعية أبداً، أما صفات هذه الشخصية التي تعذبني وتسبب لي المشاكل، فهي أنني خجول جداً جداً معهم (أي مع أهلي)، لا أكلمهم، ولا أسلم عليهم، ولا أتحدث معهم، ولا آخذ وأعطي معهم في الكلام، بل خجول جداً لدرجة كبيرة، لا أعلم السبب، عندما أقابل أحداً منهم يضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأنا أسكن معهم، ولكني أعيش معهم كغريب، كأني ضيف عليهم وليس منهم، أخجل منهم كثيراً، وإذا حضر الطعام أو جلسنا معاً للحديث، أجلس في آخر الصالة، أنظر إليهم فقط، ولا أشاركهم في الحديث، فقط أسمع وأنظر ولا أتكلم معهم! ولا أنطق بكلمة من الخجل، والسبب الوحيد الذي يجعلني أتكلم هو إذا سألني أحدهم سؤالا، فأجيب عليه بأقل الكلمات وبطريقة جافة جداً ولكن ليست غليظة. هذه حالي معهم، وقد تعودوها ولم يعودوا يستغربونها، فهم تعودوا حالي هذه، وهم يحبونني ويعطفون علي ويعرفون أنني مريض، ولكن ربما لحساسية الأمر لا يفكرون في عرضي على طبيب نفسي، واستمر الحال هكذا لسنين طويلة حتى تعودت وتعودوه، لا أدري ماذا أفعل؟ وأحس أن الأمل في شفائي قليل، إذا رجعت من الكلية ووجدت أبي أو أمي لا أسلم عليهما من الخجل، بل والعجيب أنهما هما اللذان يقولان لي: كيف حالك! والمفترض أن يحدث العكس، فأنا خجول جداً مع أهلي ولا أشاركهم الحوار والحديث، وإذا رغبت في اقتناء شيء لا أجرؤ على قوله لهم، ليس من الخوف كما أظن، بل أعتقد أنهم يتمنون مني أن أطلب منهم ولو طلبا واحداً، ولكنه الخجل منهم، فأحاول أن أحصل على ما أريد من ورائهم، وبطريق غير مباشر خجلاً منهم. ولكن الوضع قد يختلف قليلاً مع أخي الكبير، فأنا أتحدث معه وأحاوره ونتكلم سوياً، وأعامله بطريقة تكاد تكون طبيعية، لكن أيضاً هذه العلاقة ليست طبيعية، وأريد أن أشير إلى أن هذا الخجل من أهلي لم يبدأ هكذا فجأة، بل تطور بمرور الزمن، فهم يقولون لي إنني عندما كنت طفلاً كنت اجتماعياً جداً وأتكلم مع الكل، وهذا شيء أذكره، وأتعجب له، كيف كنت في الماضي ( في الطفولة ) اجتماعياً جداً مع أهلي والآن خجولاً منهم!؟ ربما حدثت لي صدمة نفسية أدت لهذا الخلل ولكني ربما لا أتذكرها أو لا أستطيع تحديدها، بدأ الخجل خفيفاً، ربما مع أبي وأمي في المرحلة الابتدائية، ثم أخذ يزيد ويشمل إخوتي حتى استفحل وصار خجلاً تستحيل معه الحياة الطبيعية مع الأهل، أنا معذب جداً، ولا أعرف ماذا أفعل لتعود علاقتي مع أهلي سوية!؟ هذا هو وجهي الأول، أما الوجه الثاني فهو مع أصدقائي في الكلية، في المدرسة، في المسجد، في الشارع، وغيره، هذا الوجه هو الوجه الاجتماعي، إذن كنت في طفولتي طفلاً اجتماعياً ثم ربما حدثت صدمة أدت إلى الخجل من أهلي (أبي وأمي وإخوتي)، وبقيت العلاقة مع باقي الناس في المدرسة والشارع طبيعية، مع أصدقائي أتحدث معهم بطلاقة وحرية وطريقة طبيعية، ربما أعاني من بعض المشاكل أيضاً ومن بعض الخجل، ولكن ليس إلى هذه الدرجة السيئة مع أهلي، نعم أواجه وواجهت مشاكل كثيرة في المدرسة كما يحدث لكثير من الأطفال من الإهانات والاعتداءات من الزملاء، فهل الصدمة جاءت من الأهل أم من الأصدقاء؟ لا أعرف! وبصراحة حدثت لي في المرحلة الابتدائية مشكلة ربما أذكرها لأول مرة لشخص ما، هو أنني عانيت من شيء يشبه الريح، أي تخرج روائح كريهة من الدبر، ربما لأن العضلات التي تتحكم في الريح والبراز ضعيفة أو فيها خلل، فأصبحت مشكلتي هذه معروفة بين زملائي، وأصبح الكثير منهم يتجنبون الجلوس بجانبي في الفصل، وأثر هذا في نفسي كثيراً، وربما أدى إلى بعض الانطواء والانعزال من زملائي في المدرسة، وربما أدى إلى هذا الخجل في نفسي، ولكن أهلي لم يعلموا بهذه المشكلة، وأنا متأكد من ذلك، ربما تكون هذه هي المشكلة فقد عانيت منها زمنا طويلا، واستمرت معي حتى المرحلة الثانوية ( بدأت في المرحلة الابتدائية ). وربما هذه الصدمة كانت بسبب ضعف شخصيتي في المدرسة وعدم قدرتي على العراك والدفاع عن نفسي، فكنت أتعرض لكثير من الاعتداء، وربما أدت العوامل السابقة مجتمعة إلى ظهور المشكلة، ولكن لله الحمد لم أعد أعاني الآن من انفلات الريح منذ دخولي الجامعة، وقد نسيتها تقريباً، ولم تعد تسبب لي مشاكل مع زملائي في الجامعة أو أي مكان آخر، وبالنسبة للاعتداء فقد قل بمرور الزمن، وقويت شخصيتي كثيراً في المرحلة المتوسطة أو الإعدادية وصاحب هذا سوء الخلق، ولكن الله هداني الآن وتخلصت من سوء الخلق، في الكلية لا أعاني من اعتداءات، إذا قد تخلصت من المشكلتين السابقتين، ولكن حتى مع مشكلة انفلات الريح كانت علاقتي مع أصدقائي جيدة وطبيعية، وكنت اجتماعياً جداً معهم، أكلمهم وأحاورهم وأمزح معهم بدون خجل، أما في البيت فتنقلب حالتي 180 درجة، وأصبح منغلقا انطوائيا خجولا، لا أجرؤ على الكلام. ومن أكثر ما يعذبني هو أنني قد أمشي مع صديقي في الشارع وأكون معه طبيعياً، فإذا ظهر أحد من أهلي انقلب الحال، وأعود خجولاً حتى مع صديقي، مما جعل أصدقائي ينظرون إلى باستغراب، لماذا يكلمنا بشكل طبيعي فإذا جاء أحد من أهله أصبح صامتا لا يتكلم ولا ينطق بكلمة!؟ هذا يعذبني كثيراً، حتى إنني لا أعطي رقم تليفوني لأصدقائي، لأنني أعلم أني سأضطر أن أتكلم معهم بشكل طبيعي أمام أهلي، وأنا أحاول أن أخبئ عن أهلي أنني اجتماعي، فهم ربما يظنون أني خجول في الكلية والشارع ومع أصدقائي، كما أنني خجول معهم في البيت؛ لذا لا أحب أن أكلم أصدقائي أمامهم، وهذا أثر على علاقاتي في الكلية! أتصدق أني مر علي الآن حوالي سنتين ونصف في الكلية، ولا يعرف رقمي إلا اثنان فقط أو ثلاثة!! مع أن أصدقائي قد يبلغون خمسين أو أكثر، فأنا لدي كثير من الأصدقاء، وهذا جعلهم ينظرون إلي على أني إنسان مريض، فكلهم يستغربون، لماذا لا تعطينا تليفونك!؟ فكانت حجتي في البداية أن التليفون معطل، ثم اضططرت أن أعطيه لبعض من أقرب أصدقائي دون علم الباقين! كما ترى ـ يا دكتور ـ لي شخصية في الكلية اجتماعية ونشيطة، وشخصية أخرى مخالفة تماماً للشخصية الأولى، خجول، منطو، لا أتكلم مع أحد في البيت. أما الدافع الذي جعلني أثور على هذا الوضع بعد أن تعايشت معه، فربما يكون بسبب المشاكل والإحراج الذي يسببه مع زملائي، ولكن أرى أن السبب الرئيسي هو التدين، فصلة الرحم واجبة، وأنا لا أكلم أحداً من أقاربي ولا أزورهم، ربما ليس خجلا منهم، ولكن خجلا من أن يعلم أهلي في البيت بهذا، إذا المشكلة كما أظن تتلخص في: أبي+ أمي+ إخوتي، أما الباقي، فإن كانوا غرباء عن أهلي ولا يعرفونهم كنت اجتماعياً معهم، أما إذا يعرفون أهلي، أو كانوا أقربائي ( أعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي ) فأكون خجولا منهم ربما ليس لذاتهم، بل بسبب أنهم يعرفون أهلي في البيت، فكيف أبر أهلي!؟ كيف أصل أبي وأمي وأعطف عليهما وأنا لا أكلمهما ولا أقول لهما كلمة طيبة بسبب خجلي منهم!؟ كيف أبر إخوتي وأقربائي وأنا خجول منهم!؟ أحس أنني آثم وقاطع للرحم وأتمنى الحل، كذلك بعض من أهلي ليس ملتزما بالدين، فكيف أنصحهم وأعظهم وأنا خجول منهم؟ لم أعد أتحمل هذه الحال السيئة، وأتمنى من كل أعماقي أن يشفيني الله، وأرجو أن يكون هذا على يديك، أقرأ القرآن ليشفي صدري، وأدعو الله في أوقات الإجابة، وأحاول أن آخذ بالأسباب، لذا لجأت إليك يا دكتور. قرأت في بعض الاستشارات أن العلاج يكون سلوكياً أو دوائيا، فأرجو أن تنصحني بالعلاج الدوائي المناسب وكميته، وأرجو أن تصف لي أفضل الأدوية تأثيراً ولا يهم الثمن، وقد سمعت عن عقارSeroxat، ولكن البعض يقول أنه قد يؤدي للإدمان أو الانتحار إذا تم التوقف عن استخدامه، فأرجو أن يكون الدواء غير مضر أو يسبب الإدمان. أما العلاج السلوكي فسأحاول اتباعه إن شاء الله، وبالنسبة إلى اللجوء إلى طبيب نفسي مباشرة فقد يكون هذا ممكناً، فقد أقول هذا لأهلي بطريقة ما، ربما عن طريق أخي الأكبر، ولكني اخترت هذا الطريق أولاً لعله يكفيني الأمر الثاني. أرجو من كل قلبي الشفاء، وعندي الاستعداد والرغبة والإرادة في الشفاء، ولكني أحتاج لمن يأخذ بيدي ويساعدني، ويقول لي أن هذا المرض ـ الذي أظنه مرضاً مستعصيا من الصعب شفاؤه ـ قابل للشفاء، لعلي أعود إنساناً طبيعياً مع كل الناس بلا استثناء. وبالمناسبة أنا متفوق في الدراسة ولا يقل تقديري عن جيد جداً. عذراً للإطالة، وأرجو الرد على رسالتي بأسرع وقت ممكن، فأنا متشوق ومتحرق جداً للعلاج. وشكراً لكم على الموقع المتميز. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أ.ك حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، من الواضح من رسالتك الطويلة والمفصلة، والتي دارت حول موضوع واحد في نظري، وقد عبرت عنه جلياً، هو أن شخصيتك ربما تكون غير متوازنة الأبعاد بعض الشيء، وكثير من الناس ربما يكون له بعض الازدواجية أو يحمل أكثر من سمة، أو تكون الشخصية متعددة في كيفية التواصل مع العالم الخارجي وقبول الذات. أما ما ذكرته من خجل يُصيبك في بعض الأحيان، ولا يصيبك في مواقف أخرى، فهذا لا أعتقد أنه خجل متعلق بشخصيتك، وإنما ربما يكون نوع من الرهاب أو الخوف الظرفي، كما أنه ربما يكون دليلاً قوياً على رفضك للآخرين بصورةٍ لاشعورية، مما يجعلك تجد الصعوبة في التواصل معهم، خاصةً حين يكون الأمر متعلق بالأسرة والأهل. أنت أيها الأخ الفاضل في حاجة لإجراء حوار مع ذاتك بصورةٍ أكثر إيجابية، كما أن هذا الحوار لابد أن يمتد ويشمل أسرتك وأهل بيتك، ومما يؤسف له أننا في أسرنا العربية والإسلامية نُقلل من أهمية الحوار الأسري الجاد، مما يقلل من التعاضد بين أفراد الأسرة وقبول الرأي الآخر في بعض الأحيان، وعليه أرجو أن تكون أكثر مفاتحةً وصراحة مع أهلك، ولا مانع أن تقترح عليهم أن يكون هنالك اجتماع أسري أسبوعي يمتد لفترة ساعة من الزمن على الأقل، يتم فيه التحاور في كل الأمور التي تتعلق بأفراد الأسرة، أو حتى التحدث والتحاور في أمور عامة، ولابد لهذه الجلسات الأسرية الأسبوعية من أن تؤخذ بجدية تامة من جميع الأفراد، وأن يرأس أحد أفراد الأسرة هذه الجلسات بالتناوب. أما العلاج الدوائي، فيُعتبر الزيروكسات من أفضل الأدوية التي تساعد في مثل حالتك، وهو دواءٌ غير إدماني، وما ذُكر عنه من أنه يسبب الانتحار فيه الكثير من اللغط وعدم الصواب، فقد سُجلت حالتين من الانتحار وسط اثنين من الشباب في بريطانيا، وبعد إجراء البحوث المتأنية في هاتين الحالتين اتضح أن سبب الانتحار كان هو الاكتئاب المصاحب وليس الدواء، وكإجراء تحوطي فقد نصحت الجمعية البريطانية الاستشارية للطب النفسي بأن لا يُعطى الزيروكسات لمن هم دون السابعة عشرة من العمر، وعليه لا أرى أي سبب يمنعك من تناول هذا العلاج، والجرعة التي ننصح بها في مثل حالتك هي 40 مليجرام في اليوم، تبدأ بالتدرج، بحيث تكون البداية نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً، حتى تصل إلى الجرعة المقررة، ومدة العلاج هي ستة أشهر، تبدأ بعدها في تخفيض الدواء بنفس الطريقة، حتى تنتهي مدة العلاج المقررة. شفاك الله وعافاك، وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
17,662
2005-03-12
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الضيق من زوج مصاب بالهلاوس والهوس الدوري..نظرة طبية
زوجي جاءته نوبة من الهلاوس والشعور بأنه المهدي، ونوِم في المستشفى، والآن مستقرة حالته. سؤالي هو: أنه يتناول الإسبريدال منذ 5 أشهر، ولكنه بطيئ الحركة والاستيعاب، وقليل الكلام بشكل ملفت، وذهب إلى طبيب آخر، ووصف له زبركسا، فهل هو أفضل من الإسبريدال؟ أرجو إفادتي في حالتي أنا: فأنا أعاني من ضيق منه شديد! وكثيراً ما أفكر بالطلاق، وأشعر أنه غير قادر على تحمل المسئولية، وأخاف أن ترجع له النوبة! وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: ربما يكون زوجك يُعاني من نوعٍ من مرض الفصام، أو ما يعرف بالهوس الدوري، فيجب أن تتأكدي أولاً من التشخيص مع الطبيب، فإذا كان يُعاني من مرض الفصام، فيعتبر الزبركسا من أفضل وأنجع العلاجات، حيث إنه قليل الآثار الجانبية، وذو فعاليةٍ عالية. أما الرزبريدال، فهو أيضاً علاجٌ ممتازٌ وفعال، ولكنه ربما يؤدي إلى نوعٍ من بطء الحركة والشعور بالتخشب، خاصةً إذا كانت الجرعة اليومية أكثر من أربعة مليجرام في اليوم. أما إذا كان زوجك يُعاني من الهوس، فلابد أن يُضاف له علاج آخر، يعرف باسم Depakine chrono 500 مليجرام صباحاً ومساء، فهذا الدواء بالرغم من أنه يستعمل لعلاج الصرع، إلا أنه قد وُجد أنه من أفضل الأدوية المضادة للهوس، والمثبتة للمزاج. أما فيما ينتابك من ضيق، فهذا قد يكون أمراً طبيعياً؛ لأن العيش مع المريض العقلي في بعض الأحيان قد يكون فيه صعوبة، لكن أيتها الأخت المباركة لا تنسي أن هذا هو زوجك، وأنت مكلفة بالصبر على هذا الابتلاء البسيط إن شاء الله، وأنا متأكد أن مساندتك ودعمك له سيعود بفائدة كبيرة عليه وعلى الأسرة، وسوف تؤجرين على ذلك إن شاء الله، كما أن استمراره في العلاج سوف يحسّن كثيراً من حالته. ليس هنالك مانع أن تستعيني بأفراد من الأسرة لمساعدتك في أمور البيت والحياة بصفة عامة، على أن تتخيري الشخص الذي تثقين فيه، أو تشعري أنه يمكن أن يقدم مساعدةً للأسرة. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
232,896
2005-01-30
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الحد الفاصل بين الوسواس القهري والفصام
هل هناك نوع من الفصام يطلق عليه الفصام البسيط، يمثله درجة عالية من الوساوس تدخل المريض في نوبة عميقة من التفكير المرهق، ويكون العلاج بحيث يصب في اتجاه الشخصية الأصل، أم أنه الوسواس القهري المعتاد ويظل الفصام بكافة درجاته مرض ذهاني لا يشعر معه المريض بكونه مريضاً؟ وما هو الحد الفاصل بين الوسواس القهري والفصام؟ وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ع.م حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، نعم، يوجد نوع من الفصام يعرف بالفصام البسيط، وسمي بسيطاً لأنه لا توجد به هلاوس أو ضلالات، كما يحدث في بعض أنواع الفصام الأخرى، ومن أهم علامات وصفات الفصام البسيط ظهور التدهور الاجتماعي لدى الشخص المصاب بهذا المرض، ويتمثل ذلك في ضعف التواصل الاجتماعي، والانزواء، وعدم الاهتمام بالمظهر، أو الواجبات الاجتماعية، مع تدهور واضح في الأداء الوظيفي، أو التعليم والواجبات الأسرية أو الزوجية، كما أن الشخص المصاب بمثل هذه الحالة ربما تنتابه بعض الأفكار الغير منطقية والخيالية بعض الشيء، وقد يسترسل في أحلام اليقظة، ولكن هذه التغيرات لا تصل مطلقاً إلى درجة اضطراب الأفكار الذي نشاهده في الفصام الاضطهادي مثلاً. لا توجد علاقة مباشرة بين مرض الفصام والوساوس القهرية، وقد اختلط هذا الأمر على الكثيرين، حتى بعض مدارس الطب النفسي في المراحل الأولى، لكن لا بد من الإشارة إلى أن الشخص المريض يمكن أن يصاب بمرض الفصام البسيط، وفي نفس الوقت تكون هنالك أعراض وسواسية مصاحبة. الفرق كبير بين الفصام والوساوس القهرية، حيث إن الفصام مرض ذهاني (عقلي) تضطرب فيه الأفكار والعواطف والسلوك، ويكون الشخص غير مرتبط بالواقع، وحكمه على الأشياء غير صحيح في كثيرٍ من الأحيان، ولا يرى نفسه بأنه مريض، بمعنى أن هنالك افتقاداً للبصيرة يتفاوت في درجته من شخصٍ لآخر. أما الوسواس القهري فهو مرض عصابي (عصبي) تتسلط فيه على الشخص المريض أفكار أو هواجس أو مخاوف أو شكوك، أو يقوم بعمل واتباع طقوس معينة يكون متوعياً تماماً سخافتها، وتسبب له القلق، خاصة حين يحاول مقاومتها. وأخيراً أود أن أوضح لك أنه في السنين الأخيرة ظهر تشخيص يُعرف بالفصام الوسواسي، أو الوسواس الفصامي، تتداخل فيه أعراض المرضين، ولكن هذا التشخيص لم يتم اعتماده حتى الآن في الدوريات العالمية المعتمدة، ولا زالت البحوث جارية في هذا السياق. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
229,066
2004-11-20
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
العلاقة بين علاج (سيروكويل) ومرض الفصام
السلام عليكم. أريد معرفة العلاقة بين علاج (سيروكويل) بمرض الفصام؟ وأي الحالات يستخدم لها؟ حيث أني انضبطت عليه أكثر من شهر ولم أستفد منه سوى النوم القهري الذي لا مفر منه، خاصةً في النهار، وأنا أتناول منه حبة بعد وجبة الإفطار وحبة بعد وجبة العشاء، ومع أنه يجلب النوم في النهار إلا أنه في الليل لا يكون كذلك!!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، السيروكويل هو من إنتاج شركة زنكا، ويعتبر واحداً من أفضل الأدوية لعلاج مرض الفصام والاضطرابات الذهانية الكبرى، ويتميز هذا الدواء بأنه لا يسبب زيادة في الوزن بنفس الدرجة التي يسببها الرزبريدون، والزبركسا، وهما الدواءين الآخرين لعلاج الفصام، كما أن السيروكويل يتميز بأنه لا يؤثر على الهرمون الأنثوي الذي يعرف باسم برولاكتين، أو ما يعرفه العامة باسم هرمون الحليب، حيث إن معظم الأدوية للفصام تؤثر على إفراز هذا الهرمون، مما يسبب مشاكل كثيرة للنساء، تتعلق بالدورة الشهرية، كما أن هذا الدواء لا يؤثر على القلب أو الكبد أو الأعضاء الحيوية الأخرى، ولكن كما ذكرت يُعاب عليه أنه ربما يسبب بعض التهدئة أو النوم عند بعض الناس. ولكن يمكن التخلص من ذلك بأن يبدأ الإنسان بجرعة صغيرة، وهي 25 مليجرام في اليوم الأول، و50 مليجرام في اليوم الثاني والثالث، و100 مليجرام في اليوم الرابع والخامس والسادس والسابع، ثم تكون الجرعة 200 مليجرام بنهاية الأسبوع الثاني، ثم ترفع إلى 300 مليجرام بنهاية الأسبوع الثالث، وهي الجرعة العلاجية التي يحتاج إليها معظم المرضى، وإن كان هنالك أقلية قليلة تحتاج إلى الجرعة القصوى، وهي 600 مليجرام في اليوم، كما أن هنالك مجموعات أخرى من المرضى يكفيهم 200 مليجرام في اليوم . للتقليل من الآثار التي ذكرتها ننصح بأن يتناول الشخص 100 مليجرام في الصباح، و200 مليجرام ليلاً، وإذا كانت جرعتك الطبية المقررة هي 200 مليجرام فقط، فلا مانع أن تأخذها كجرعة واحدة ساعتين قبل النوم ليلاً. من المفيد جداً أن تمارس بعض التمارين الرياضية، وتتجنب النوم في النهار، وأن تأخذ كوباً من الحليب الدافئ قبل النوم، وبالطبع أرجو أن لا تنسى أذكار النوم أيضاً . فترة العلاج التي ذكرتها قصيرة، للدرجة التي لا يمكن الحكم بها على فشل الدواء، فمن المتفق عليه علمياً أن الدواء يجب أن يُعطى فرصة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فإذا لم يظهر الدواء فعالية خلالها أو بنهاية هذه المدة فيمكن للطبيب أن ينتقل إلى مجموعةٍ علاجية أخرى . وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
228,925
2004-11-16
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الأفكار الاضطهادية والحساسية في التعامل .. التشخيص والعلاج
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. أخي العزيز الدكتور محمد، أولاً أتأسف كثير الأسف لكثرة أسئلتي! ولكني لم أجد أصدق منكم في الإجابة على أسئلتي! وحاجتي الماسة لكم! أخي العزيز، أنا أعاني من شيء لا يعلم به سوى الله، فأنا ـ وكما ذكرت لك ـ أعاني من قلق، واكتئاب، وأعراض فصام، استخدمت العلاجات التي وصفها لي الطبيب بدقة، ولم أفرط فيها يوماً، ومن هذه الأدوية رسبردال وفافرين وبوسبار واكسانكس، وتحسنت حالتي في بادئ الأمر، وذهبت الأعراض بنسبة كبيرة. ولكن مع أنني مواصل على العلاج، وما كلفني العلاج من مبالغ مالية، فإنني مواصل عليه، فقد رجعت إلي الأعراض، حيث إني أحب العزلة، ومتوتر، وأشك في بعض الأشياء، فإذا جلست مع أناس أحس بأنهم يتمسخرون بي، ويضحكون علي؛ مما يربكني، ويدعني لا أركز في شيء، حتى بعض الأحيان أفهمهم غلطاً، وأحس أنهم ينقدونني! مع ذلك أدافع عن نفسي بحجة أنهم يغلطون علي، ولكن هم لا يعلمون أن لدي مرضا. أنا في حال تعيس جداً! حتى إنني أفكر في الموت؛ لأتخلص من هذه الحياة المزعجة! ولكن خوفي من الله يردعني! فهل أنا أعاني من فصام؟ وإذا كان هناك علاج أكثر فعالية، فهل تنصحني به؟ واذكره لي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ خالد .. حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد: جزاك الله خيراً على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية وشخصي الضعيف، وأسأل الله أن يتقبل طاعتكم. بدايةً -أيها الأخ العزيز- أرجو أن تتأكد أنك بخير وفي نعمة إن شاء الله، وأنا أقول لك وبكل صدق وأمانة: لا أرى أنك تعاني من مرض الفصام بسماته وصفاته العلمية المعروفة، وما ذكرته في عدم ثقة في نوايا الآخرين حيالك يأتي تحت ما يشبه الأفكار الاضطهادية، وليس الضلالات الاضطهادية التي نراها في مرض الفصام، والأفكار الاضطهادية تكون في كثيرٍ من الحالات مرتبطة بحساسية في الشخصية، أو عسرٍ في المزاج وقلق، والشيء الذي يجعلني أكثر طمأنينة هو أنك كامل الوعي، ومرتبط بالواقع تماماً، وهذا لا نراه في مرض الفصام، وفي مثل حالتك أنصحك بتناول حبوب (رزبريدال) بجرعةٍ لا تزيد عن 2 ملجم في اليوم، ولا شك أنه توجد أدوية أخرى كثيرة، مثل (زيراكسا) لكنه باهظ الثمن، ويؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن. من الأدوية الفعالة أيضاً وقليلة التكلفة الدواء الذي يعرف باسم (استلازين)، ولكنه لا يخلو من بعض الآثار الجانبية التي تتطلب استعمال دواء آخر مثل (آرتين) حتى يبطل هذه الآثار الجانبية. أود يا أخي في هذه المرحلة أن توقف كل العلاجات الآن، وتبدأ بتناول الوصفة الآتية: 1- علاج (إيفكسور) وهو مضاد ممتاز للاكتئاب والقلق، وتبدأ بجرعة 75 ملجم يومياً لمدة شهر، ثم ترفعها إلى 150 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 75 ملجم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أيضاً. 2- حبوب (استلازين) 5 ملجم يومياً لمدة ستة أشهر ومعها حبوب (آرتين) 2 ملجم لمدة ستة أشهر أيضاً. اعلم أخي أن من رحمة الله علينا أنه جعلنا في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه من أكبر نعم الله، ومن هنا أثق تماماً أنك تعرف قيمة الحياة، وأن الله هو المعطي والآخذ، ومهما أحسسنا بعدم الراحة فيجب أن لا نفضل الموت على الحياة، وأنا أثق تماماً أن لديك أشياء جميلة في حياتك حتى تعيش من أجلها. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
17,380
2004-10-17
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الفرق بين الذهان والفصام
أختي تعاني من الأعراض التالية: 1- تحس أنها مراقبة. 2- تحس أنه مخطط عليها. 3- وبعض الشكوك البسيطة. فهل هذا فصام؟ مع العلم أن الدكتور أكد لنا أنه قلق حاد مع بعض أعراض الذهان، وما الفرق بين الذهان والفصام؟ سؤال آخر وهو: هل تستخدم أدوية الفصام طوال الحياة؟ وهل يزول الفصام تماماً بهذه الأدوية، أم ماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، الذهان هو المرض العقلي، والفصام هو واحدٌ من الأمراض العقلية أو الذهانية. ما ذكرته من أعراض تعاني منها الأخت أرى أنها تقع في محيط ما يعرف بالأمراض الاضطهادية، وهذه الأمراض الاضطهادية ربما تتطور إلى حالةٍ من حالات الفصام الاضطهادي، أو ما يعرف بالباروني، وكثيراً من أمراض الفصام والاضطهاد الباروني تكون مصحوبة بقلق، خاصةً في أولها . بالنسبة لمرض الفصام هنالك أشياء أساسية تحدد مسيرة المرض، وهي وجود تاريخ أسري لنفس المرض أم لا، ومدى التزام المريض بالعلاج، والعمر الذي حدث فيه المرض؛ حيث إن هذا المرض إذا حدث في سنٍ صغيرةٍ وكان هنالك تاريخ مرضي في الأسرة، والمريض غير ملتزم بالعلاج، ولا توجد المساندة الاجتماعية المطلوبة، فهنا قد يكون الناتج عن هذا المرض أنه سوف يكون مزمناً ومعيقاً للمريض لدرجة متفاوتة. يُعرف أن 40% من مرضى الفصام يمكن شفاؤهم، و40 أخرى يظلون يشتكون من بعض أعراض المرض، ولكن يمكنهم التعايش والتكيف مع الحياة، وأما الـ 20% الأخيرة فيظل مرضهم من النوع المطبق والمعيق. بصفةٍ عامة، بالنسبة للمجموعة الأولى تحتاج لعلاج لمدة عام، والمجموعة الثانية تحتاج إلى جرعة وقائية، وهي أقل كثير من الجرعة العلاجية، ويجب أن تكون هذه الجرعة لمدةٍ لا تقل عن ثلاث سنوات إذا لم تكن أكثر، أما المجموعة الأخيرة فلابد أن يتناولوا العلاج مدى الحياة؛ حتى لا يحدث لهم مزيد من التدهور. أرجو يا أخي أن لا تنزعج كثيراً للأمر، ولكن لا بد أن تكون هنالك جدية في علاج هذه الأخت، ويوجد الآن بفضل من الله تعالى أدويةٍ فعالة، ومفيدة، حتى لعلاج الفصام. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
227,690
2004-09-28
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أعراض الفصام الاضطهادي وعلاجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمي منذ أكثر من عشر سنين تتحدث مع نفسها كثيراً وبشكل ملحوظ، وأحياناً تضحك فجأةً دون سبب، وتقول أشياء بعيدة عن الواقع، كأن الجيران سيضرونها، أو إحدى بناتها أو أولادها سيضرها، أو أن شيئاً يسكن في أحشائها، وأحياناً في مواقف محزنة تضحك، وتتحدث مع نفسها بصوت عال، وكأن فعلاً أحداً يحدثها! حاولنا مع أطباء نفسيين، لكن كانوا يعطونها أدوية تنومها كثيراً فقط، ويئسنا من هذه الحالة، فما هذا المرض؟ هل هو فصام أم ماذا؟ وهي تظل تقول لو أنكم تعرفون ما الذي يجري لي!؟ لوأنكم تعرفون المصيبة التي أنا فيها....إلخ.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ع.م.ت حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، نسأل الله العلي القدير أن يمن على والدتك بنعمة الشفاء. نعم، ما ذكرته من أعراض وصفات مرضية هي الأعراض الأساسية لما يعرف بمرض الفصام الاضطهادي، حيث إن هنالك اضطرابٌ في الأفكار وشكوك وظِنان وخلل وانعكاس في الشعور الوجداني، كما أن ما تقوم به والدتك من كلام مع نفسها وضحك هو استجابة ومخاطبة لأصوات تسمعها (هلاوس سمعية) . أتفق معك أن هنالك بعض الأدوية المضادة للفصام، ولكنها تسبب بعض الخمول والتهدئة، ولكن هنالك الآن أدوية لا تحمل هذه السمات، ومن هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم Risperidone وجرعته هي من 2-6 مليجراما في اليوم، وهذا الدواء قليل الآثار الجانبية، ولكن يُعاب عليه التكلفة الزائدة نسبياً. والعقار الآخر يُعرف باسم Stelazine، كما أنه توجد نوع من الإبر الزيتية التي تُعطى كل أسبوعين أو ثلاثة، وهذه أيضاً تعتبر من علاجات الفصام الفعالة والغير مهدئة. من الوسائل العلاجية التي قد تساعد أيضاً هو عدم الدخول معها في أي نقاش منطقي؛ لأن تحدي المريض في أفكاره يُساعد على تثبيت هذه الأفكار، فأرجو أن تكونوا على الحياد فيما يتعلق بما تقوله من أشياء غير منطقية، بمعنى أن لا تؤيدوا ولا تخالفوا، إنما محاولة تجاهل أفكارها بقدر المستطاع. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
226,555
2004-07-04
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
مرض انفصام الشخصية .. درجاته وعلاجه
هل مرض انفصام الشخصية هو مرض عقلي؟ وهل هو نوع من الجنون، وبالتالي فإن المصاب به لا تجب عليه الصلاة بسبب عدم قدرته على التركيز أثناء الصلاة؟ وإذا كان المصاب به يتناول أدوية معينة، فهل يعني ذلك أن تلك الأدوية ستنفعه؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، مرض الفصام من الأمراض العقلية الرئيسية، وهو يتفاوت في حدته وشدته وآثاره السلبية على المريض، وقد ذُكر أن هنالك (12 نوعاً) من مرض الفصام، يعتبر النوع السيئ منها اثنين أو ثلاثة فقط. كلمة الجنون ربما تكون هي لفظ شرعي، ونجده ينطبق على بعض حالات الفصام وليس كلها، حيث أن مرض الفصام بالرغم من أنه مرض عقلي، ولكن ليس من الضروري أن يفقد الإنسان كل ملكاته العقلية، وأصبح الآن بفضل من الله هنالك علاجات كثيرة متوفرة لعلاج هذا المرض. لا شك أن المرض إذا كان بالشدة والإطباق الذي يؤثر على ارتباط الإنسان بالواقع، وافتقاده البصيرة وعدم قدرته على التمييز، فهنا تسقط عنه التكاليف الشرعية حسب ما ذكر العلماء الأفاضل. أما إذا كان المرض بالبساطة ويستطيع الإنسان أن يعيش حياته بصفة عادية أو شبه عادية، كما نلاحظ في كثير من هؤلاء المرضى، فلابد لهذا الإنسان أن يقوم بتكاليفه الشرعية وعبادته، والله أعلم. ومن الضروري جداً الالتزام بالأدوية المضادة للفصام أو الذهان، حيث إن هذه الأدوية تفيد في 70% من الحالات، وحتى إن لم تفد فهي تمنع التدهور الذي هو من سمات بعض حالات الانفصام وتفكك وتفتت الشخصية تلك. كما أن هنالك أبحاث واعدة، ففي القريب العاجل إن شاء الله سوف تتوفر أدوية أكثر فعالية لمرض الفصام، والله الموفق.
د. محمد عبد العليم
225,818
2004-04-16
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
أسباب مرض الفصام وأثره على الرغبة الجنسية
السلام عليكم ورحمة الله. هل أدوية علاج مرض الفصام عند الرجال تؤدي إلى الضعف الجنسي؟ وما سبب كثرة انتشار الأمراض النفسية بين الناس في هذه السنوات الأخيرة؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هبه حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: جزاك الله خيراً على سؤالك، الأدوية التي تعالج مرض الفصام متعددة الأنواع والأقسام، وفي مجملها لا تؤثر سلباً على الرغبة أو الأداء الجنسي خاصة مجموعات الأدوية الجديدة، إلا أن الأدوية القديمة ربما تؤدي إلى ضعف جنسي بنسبة 10 –20% عند بعض الرجال. وهنالك أمر آخر لابد أن نلفت النظر إليه، وهو أن هنالك دراسات تدل على أن الرغبة والأداء الجنسي لدى مرضى الفصام أو بعضهم ربما تكون مختلة أصلاً، دون الأثر السلبي للعلاج، كما أن الخصوبة لدى هؤلاء المرضى ربما تكون متأثرة سلباً أيضاً. بالنسبة لكثرة انتشار الأمراض النفسية في هذا الزمان هو لأسباب البيئة والحياتية، فأصبحت ضغوط الحياة تسبب الكثير من الكرب وعدم القدرة على التكيف، وهذه الضغوط تتمثل في الظروف الاجتماعية والمادية وحتى السياسية. كما أن الدور النفسي الإيجابي الذي تلعبه الأسرة أصبح يتقلص، فالتدعيم والمساندة الاجتماعية والنسيج الاجتماعي الصحي تعتبر ركائز أساسية للصحة النفسية. كما أن ابتعاد البعض عن الدين وانتشار المؤثرات العقلية من مسكرات ومخدرات لاشك أنه ساهم سلباً في انتشار هذه الأمراض، ولا ننسى دور التنشئة والفجوة الجيلية التي حدثت، كما أن التلوثات البيئية من ضجيج ونفايات وفيروسات وكيميائيات وخلافه ربما يكون ساعدت على انتشار بعض الحالات النفسية. ولا ننسى أن وعي الناس بأهمية الطب النفسي والصحة النفسية جعل الكثيرين يترددون على أماكن العلاج النفسي، مما ترتب عليه انطباع بزيادة الحالات النفسية. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
225,525
2004-03-07
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
فائدة الزواج لأصحاب الأمراض النفسية
السلام عليكم ورحمة الله. أود أن أسأل: هل الزواج يساعد على الشفاء تماماً من مرض الاكتئاب أو الهلوسة أو الفصام عند الرجل؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، هذه الأمراض التي ذكرتها تتفاوت في شدتها وفي حدتها وما تسببه من إعاقة اجتماعية، وعدم القدرة على التواصل والتعليم والعمل، ولكن بفضل الله تعالى أصبحت هنالك وسائل علاجية وأدوية فعالة جداً تساعد في الشفاء، أو على الأقل التكيف مع هذه الأمراض، وبصفة عامة هذه الأمراض لا تمنع الزواج، بشرط أن يكون الطرف الآخر على علم بالعلة التي يعاني منها الزوج أو الزوجة؛ لأن ذلك في حد ذاته يمثل مرتكزاً أساسياً من أجل التأهيل العلاجي ومواصلة العلاج، كما أن المساندة والاستبصار والتدعيم الأسري يعتبر من الوسائل التي تساعد في العلاج، وتمنع الانتكاسات المرضية. هنالك تجارب حقيقية شاهدناها لأشخاص يعانون من هذه الأمراض، وبتوفيق من الله استطاعوا أن يكوّنوا أسراً فعالة، وهذا في حد ذاته أمر مشجع، ولكن لا نحبذ ولا ننصح بأن يتزوج أصحاب العلل النفسية من بعضهم البعض؛ لأن ذلك يؤثر سلباً على الذرية. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
225,515
2004-03-06
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
مرض فصام الشخصية والأعراض الوسواسية المصاحبة .. التشخيص والعلاج
السلام عليكم. أنا أعاني منذ أربع سنوات من مرض فصام الشخصية، وباشرت العلاج منذ عام ونصف، والأعراض هي عبارة عن أصواتٍ في الرأس تشابه التعليق من قبل الآخرين على أفكاري أو تصرفاتي، وانعدام الإدراك والوعي بشكل مخيف، وعدم التكيف مع الواقع. وأعاني من مرضٍ آخر، وهو عبارة عن صور تتشكل في ذهني وهي صور بشعة (كالاعتداء على محارمي)، وأعاني من الاكتئاب، وأنا الآن أتناول مادة الكلوزابين عيار 25 مغ، وأريد النصح في كل ما ورد، وأود النصح فيما يلي: 1-التخلص من جميع هذه الأمراض وأعراضها. 2-العودة إلى الحياة الطبيعية. 3-العودة إلى النشاط ومتابعة تحقيق طموحاتي التي أشعر بأنها تضيع. 4-امتلاك حياتي التي أشعر بأنها تضيع من بين يدي ولا أستطيع أن أعيشها كما يجب. 5-التمكن من إقامة علاقات صادقة، وهو الأمر الذي لا أتمكن منه. 6-القدرة على الاتصال مع الناس والمصاعب التي أواجهها في هذا الإطار. 7-القدرة على البحث عن الزوجة الطيبة، وتأسيس عائلة. وشكراً جزيلاً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Serda حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، لا شك أن الأعراض المتمثلة في الهلاوس السمعية تمثل مرض الفصام. أما الصور التي تراها في عقلك أو تنعكس في عقلك الداخلي، فهي تمثل أعراضاً ثانوية للوساوس القهرية، وفيما يخص أعراض الاكتئاب المصاحبة فهي كثيراً ما نراها في بعض حالات مرضى الفصام. أرجو يا أخي أن أبشرك بأن معظم حالات الفصام أصبحت الآن قابلة للعلاج، ولكن العلاج الدوائي يتطلب الكثير من الالتزام والصبر، وأن تكون جرعة الدواء صحيحة، وأن تأخذ الدواء للمدة المطلوبة. دواء الكلوزابين لا يعتبر من الأدوية التي يبدأ فيها علاج الفصام، فهو يترك للحالات الشديدة أو التي لا تستجيب للأدوية الأكثر سلامة، ومن الأدوية التي تستعمل: 1- Stelazine 2- Resperidone 3- Olanzapine أما إذا نصحك الطبيب بتعاطي الكلوزابين فهذا أيضاً لا بأس به؛ لأن الطبيب قد يكون له التقدير الخاص، ولكن جرعة 25 ملج تعتبر هي البداية، والجرعة الفعالة والمعالجة هي 200 – 500 ملج في اليوم، علماً بأن أي شخص يتعاطى هذا الدواء لابد أن يفحص نسبة كريات الدم البيضاء؛ حيث أن 2% من المرضى يحدث لهم انخفاض في الكريات، وفي هذه الحالة لابد أن يوقف هذا الدواء، ويستمر فحص الدم بصفة أسبوعية لمدة 18 أسبوع. الصعوبات التي ذكرتها هي أيضاً من الأشياء التي تصاحب مرض الفصام في بعض الحالات، ولكن بمساعدة الدواء إن شاء الله سوف تجد أنك أصبحت أكثر قابلية في التوجه نحو الأمور الإيجابية بصورة أفضل، وقد وجد الآن أن العلاج التأهيلي والمتمثل في العلاج بالعمل والتواصل الاجتماعي مفيد في الركائز الأساسية لعلاج مرض الفصام، وعليه لابد أن تثابر في عملك وفي تواصلك الاجتماعي، وسوف تجد بإذن الله أن مستوى الكفاءة النفسية والتكيف الاجتماعي والوجداني بدأ في التحسن عندك، وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
225,137
2004-01-23
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الهلاوس السمعية .. الأسباب والعلاج
أعاني من مرض الفصام، ومن أعراضه سماع الأصوات، وهذه الأصوات تقرأ تفكيري وترد عليه، وكأنها إنسان يتجسس على تفكيري ويقرأه ويرد عليه، فما مصدر هذه الأصوات؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، أولاً: نسأل الله لك العافية والمعافاة، ولا شك أن الأعراض التي ذكرتها تمثل البنية الأساسية لمرض الفصام، ولكن أرجو أن لا تشكل هذه التسمية أي وصمة بالنسبة لك، حيث إن الغرض من مثل هذه التسميات هو لتصنيف الأمراض وليس إلا. وأرجو أن أؤكد لك أن حياة مرضى الفصام قد تغيرت تماماً في الآونة الأخيرة، وذلك بفضل الله أولاً ثم المستحدثات العلمية والأدوية الحديثة. هذه الأصوات التي تسمعها والاعتقاد بأن الآخرين لديهم القدرة على قراءة أفكارك أو الوصول إليها ناتجة من اضطراب في إفراز بعض المواد الكيميائية بالدماغ، وأهم مادة تعرف باسم دوبامين، والمادة الأخرى تعرف باسم سيدتونين، وتتمركز هذه المواد في منطقة تعرف بالفص اللبني بالمخ، وهي قريبة لمركز الكلام عند الإنسان، وحين يحدث هذا الاضطراب في التوازن الكيميائي يؤدي ذلك إلى إثارة هذه المراكز، ومن ثم تحدث الهلاوس السمعية. أرجو محاولة أن تتجاهل هذه الأصوات وأن لا ترد عليها بقدر المستطاع، كما أرجو أن تداوم على العلاج الدوائي، وأن تحاول أن تعيش حياتك بصورة طبيعية ودون أي عوائق أو إعاقات. والله الموفق.
د. محمد عبد العليم
55,098
2003-10-18
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
معلومات عن مرض انفصام الشخصية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أريد معرفة نوعية هذا المرض النفسي (انفصام الشخصية)، ولأي مدى ممكن أن يصل بالمريض؟ وكيفية التعامل مع هذا المريض في المنزل؟ وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة / سامية .. حفظها الله . السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. وبعد ،،، جزاك الله خيراً على سؤالك. انفصام الشخصية هو الاسم الشائع بين الناس، مع أن الاسم الصحيح هو (مرض الفصام)، وهو مرض عقلي ذهاني، وينقسم إلى عدة أنواع، تتفاوت في درجة حدتها وشدتها ونوعية الأعراض، ومجمل القول أن هذا المرض يتسم بوجود أفكار خاطئة، وربما هلاوس وتدهور في بعض الملَكات العقلية، وربما يختل الحكم على الأمور بالصورة الصحيحة. وهناك نوع من الحالات تكون مصحوبة بتصرفات غير سوية، وتدهور اجتماعي، وكذلك تدهور في الشخصية ربما يصل لمرحلة التفتت والتمزق. يتصف المرض أيضاً في بعض الحالات بوجود اضطرابات في المزاج، وقلق ووساوس، إذا أصاب هذا المرض الشخص وهو في سن صغيرة خاصة الذكور؛ فستكون آثاره السلبية أكثر، كمأ أن المساندة الاجتماعية ووجود تاريخ مرضي من عدمه، ومدى التزام المريض بالعلاج تعتبر عوامل أساسية لتحديد المدى الذي ستكون عليه حالة المريض. توجد عدة علاجات دوائية لهذا المرض، وبفضل الله ظهرت في السنوات الأخيرة أدوية أكثر فعالية وسلامة، وقد تم ذلك بعد أن أدرك العلماء طبيعة الاضطرابات الكيميائية الدماغية التي يتسم بها هذا المرض. العناية بالمريض في المنزل أهم قواعدها هي: إعطاؤه العلاج في وقته، وكذلك مراجعة الأطباء والعيادات في مواعيدها، كما نرجو أن لا يعامل المريض كمعاق، وأن يشارك في قرارات الأسرة، ويلعب دوره المناط به بقدر المستطاع، ويمكن لمريض الفصام أن يقوم بدوره الوظائفي ويحافظ على عمله، وهذا نوع من التأهيل له، ومن الضروري أيضاً أن لا نهمله اجتماعياً، وفي ذات الوقت لا نشكل حماية مطلقه حوله. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,526
2003-03-03
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
الهلاوس السماعية
بسم الله الرحمن الرحيم أنا شاب متدين والحمد لله؛ لكن أعاني من أصوات في رأسي تسب وتشتم الرسول وأهل البيت والصحابة، وأنا لا أريد سماعها بطبيعة الحال، ولكن هذه الأصوات تعذبني فأشعر بأني أريد أن أنتحر عند سماعها. وأعاني من مشكلة غريبة جداً؛ فعندما أسمع إحدى المشكلات من أحد أتحدث مع نفسي، وعندما أقرأ المشاكل في الشبكة الإسلامية أظنها تحدث مع نفسي. فهل أنا مجنون أو مخبول أو مريض نفسي؟ أرجوكم ساعدوني وأرجو أن يكون الرد قبل يوم الأحد، لأني مسافر بدون رجعة.
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. جزاك الله خيراً على سؤالك. هذه الظاهرة تسمى بالهلاوس السماعيه، وهي ذات طبيعة اضطهادية ظنانية، ووجودها يدل على نوع من الأمراض النفسية يعرف بالفصام الذهاني، كما أن تحدثك مع نفسك جزء من هذه الحالة، وأرجو أن لا تنزعج مطلقاً لكلمة (فصام) لأن أنواع الفصام كثيرة، والنوع الذي تعاني منه يعتبر أفضلها من ناحية الاستجابة للعلاج وعدم التاثير السلبي على الشخصية. لقد توصل العلماء أن سبب مثل هذه الهلاوس هو اضطراب مادة في داخل المخ تعرف بالدوبامين، والعلاج الأساسي لهذه الحالة هو عن طريق الأدوية المضادة للذهان، ومن أفضلها العقار الذي يعرف باسم (استلازين)، وتتراوح جرعته من 2 ملجرام إلى 60 ملجرام في اليوم، وتوجد أدوية أخرى كثيرة تساعد في علاج مثل هذه الحالة، وأفضل أن يكون علاجك تحت إشراف أحد الأطباء المتخصصين في الطب النفسي، كما أنصحك يا أخي أن تحاول أن تتجاهل هذه الأصوات، وهي إن شاء الله لا تدل مطلقاً على نقص في ايمانك أو ضعف في شخصيتك. وبالله التوفيق.
د. محمد عبد العليم
2,108
2003-01-22
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام
علاج مرض الفصام
يعاني أحد إخوتي من مرض الفصام، وقد ابتلي به قبل سبع سنوات عندما كان في سن المراهقة، وفطنا له منذ الأعراض الأولى وذهبنا به للطبيب وقال: هو في البداية، وأعطانا مجموعة عقاقير (لارجكتيل+ فنرجان) ولكن لم يستعملها كما ينبغي. وبعد عام تطور المرض وأصبح يعتدي على الغير واضطررنا إلى إدخاله إلى مصحة، ولكنه لم يستمر في العلاج، والمصحة سيئة جداً ولا يوجد اهتمام بالعلاج النفسي في السودان. وبعد ذلك دخل المصحة لأكثر من أربع مرات وفي كل مرة يضطرون إلى إخراجه. والسؤال هو: ألا يوجد علاج ناجع لهذا المرض؟ وكيف نقنع المريض بتناوله خاصة وأنه صعب المراس؟ أرجو إفادتي بصورة مفصلة، وإذا كان إمكانية لعلاجه في أي مكان فيه اهتمام بالمرضي النفسيين مهما تكلف الأمر. شاكرين لكم اهتمامكم وحسن تعاونكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,وبعد شكراً على رسالتك، بداية أود أن أوضح أن الفصام العقلي مرض منتشر، حيث يعاني منه حوالي 1% من الناس، وهو بلا شك يعتبر مشكلة صحية كبيرة تتحمل فيها الأسرة الدور الأكبر. حقيقة أن هذا الابن قد أصيب بهذا المرض في سن مبكرة ربما ينتج عنه بعض الصعوبات النفسية والاجتماعية وقد كان العلاج مستعصياً في الماضي، ولكن بفضل من الله تطورت الأمور بصور إيجابية جداً خلال العشر سنين الأخيرة؛ وقد أصبح من الممكن مساعدة 80% من مرضى الفصام بصورة فعالة جداً، ولا شك أن العلاج يعتمد على محاور عدة منها: سن المريض -وجنسه -والمساندة الأسرية التي يتلقاها - والإمكانيات العلاجية المتاحة. والعلاج لابد أن يشمل الدواء والتأهيل الإجتماعي ومحاولة تعديل السلوك وبالنسبة لرفض المريض العلاج، فهذا أمر شائع بين مرضى الفصام، لأنه بالدرجة الأولى لا يرى أنه مريض ويفتقد البصيرة تماماً، ولذا من الضروري معالجة مثل هذا المريض عن طريق الحقن الزيتية والتي تعطى كل عشرة أيام، وحين يذهب المريض لأماكن العلاج لابد أن يذهب معه من يرتاح لهم ويستلطفهم وفي مكان العلاج سيقوم الأطباء والممرضون بإعطائه الحقن المذكورة، ولهم أساليبهم المتعارف عليها والتي تحكمها ضوابط مهنبة معينة. وبعد تحسن حالة المريض والتي قد تحتاج لحوالي ستة أشهر في مثل هذه الحالة، سوف يبدأ المريض في التعاون مع العلاج. الأدوية المضادة للفصام كثيرة ومتعددة، ومنها الأدوية المستحدثة، ويعتبر عقار (لارجكتيل) الذي أعطي لأخيك من الأدوية القديمة الفعالة، ولكنه غير مرغوب بين كثير من المرضى وذلك نسبة لآثاره الجانبية. الجانب التأهيلي يعتبر جانباً هاماً، وفيه لابد من عدم معاملة المريض كمعاق، وعدم زيادة استشعاره أو إهماله، توجد أماكن كثيرة في العالم لعلاج هؤلاء المرضى؛ ولكن الفوارق قليلة فيما يخص نتائج العلاج، والمهم هو مواصلة العلاج وإحضار المريض في مواعيده لمقابلة طبيبه، وعدم معاملته كمعاق. لا أنصح مطلقاً بالسفر بأخيك لأي مكان، ومع احترامي الشديد لوجهة نظرك أرى أنه يمكن مساعدته في السودان أيضاً، وأنصح بمقابلة الدكتور عبد الله عبد الرحمن رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الخرطوم، أو الدكتورة لواء طبيب نور الهدى بمستشفى الشرطة، كما أرجو الإطلاع على كتاب الطب النفسي الحديث للأستاذ الدكتور أحمد عكاشة. مع تمنياتي لكم بالشفاء.
د. محمد عبد العليم
1,129
2002-08-19
الأمراض الذهانية - مشاكل الفصام والذهان - الفصام