Question Title
stringlengths
9
112
Question
stringlengths
26
20.6k
Answer
stringlengths
233
15.1k
Doctor Name
stringclasses
66 values
Consultation Number
int64
316
2.55M
Date of Answer
stringlengths
8
10
Hierarchical Diagnosis
stringclasses
123 values
أتعبتني الخيالات الانفعالية، فما هو العلاج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعاني منذ سنوات من تخيل بعض المواقف في ذهني، حول خلافي أو شجاري مع شخص ما، وأشعر بانفعال شديد بسبب هذه الخيالات، لدرجة تصل إلى ارتفاع معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ، وارتفاع الضغط، فذهبت إلى طبيب القلب، ووصف لي دواء الإندرال، ولكني ما زلت أعاني من الخيالات، فما سببها؟ وهل لها علاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء. ظهور خيالات أو أفكار واقعية أو غير واقعية، وتكون كثيرة ومكثفة، وتؤدي إلى مضايقات وتغيرات مزاجية، وحتى تغيرات فسيولوجية، مثل: ظاهرة تسارع ضربات القلب التي تحدث لك، هذا -يا أخي- يدل على وجود قلق نفسي داخلي، وكذلك وجود احتقانات نفسية. كثيرًا ما تتحول مشاعر عدم الرضا إلى نوع من الطاقات النفسية التي تظهر في شكل خيالات، أو الظواهر من النوع الذي تحدثت عنه؛ فأنا أقول لك: حاول أن تعبر عن نفسك، لا تسكت عن الأشياء التي لا ترضيك، عبر عن نفسك أولًا بأول، وفي حدود الذوق، وما هو مقبول اجتماعيًا. ثانيًا: أكثر من الرياضة؛ الرياضة تمتص كل هذه الانفعالات السلبية، وهذه الأفكار القلقية المحتقنة، فاجعل الرياضة برنامجاً ضرورياً وأساسياً بالنسبة لك، أيضًا تمارين الاسترخاء والتي لها عدة أنواع، أفضلها تمارين التنفس المتدرج، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، لو حرصت على تطبيقها بصورة صحيحة سوف تجدها ذات فائدة عظيمة. إذا قابلت أخصائياً نفسياً متمرساً، يمكن أن يدربك على تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، وإن لم يكن ذلك ممكنًا أو متاحًا، فيمكنك الاستعانة بأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب، والتي توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء؛ كما توجد عدة كتيبات ووسائط أخرى توضح كيفية تطبيق هذه التمارين. بقي بعد ذلك أن أقول لك: يمكنك تناول أحد الأدوية البسيطة جدًا التي تمتص هذا النوع من الانفعالات السلبية، الدواء يعرف باسم دوجماتيل، واسمه العلمي سلبرايد، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة 50 ملجم، كبسولة واحدة ليلًا لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة كبسولة في الصباح والمساء لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولة في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، دواء ممتاز ودواء سليم وفاعل وغير إدماني. سيكون من المفيد جدًا أن تستفيد من هذا القلق المحتقن في السعي لتطوير ذاتك، والاجتهاد في وظيفتك مثلًا، وفي عملك، الإكثار من الاطلاع، القراءة، الدخول في برنامج لحفظ أجزاء من القرآن الكريم، الحرص على التواصل الاجتماعي، عدم التخلف عن الواجبات الاجتماعية، وأن يكون لك دور إيجابي جدًا في أسرتك؛ بهذه الكيفية تكون قد سخرت طاقاتك كلها، خاصة طاقات القلق والدافعية لتصبح طاقات إيجابية وتفيدك كثيرًا، -وإن شاء الله تعالى- تنتهي هذه الخيالات حتى وإن كانت أحلام يقظة، سوف تختفي تمامًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,550,657
2024-10-15
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في الخيال أكثر من الواقع، فكيف أتخلص من ذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة، عمري 17 سنة، منذ صغري وأنا أعاني من الخيال بشكل مفرط، وأتخيل شخصيات الكرتون والأفلام، وأصنع عالمًا كاملًا بعقلي من الخيال، وأتخيل لساعات طويلة وأعتزل الناس، وأكره الخروج لفترة طويلة، ثم أدركت أني ضيعت أيامي وسنواتي في الخيال بلا فائدة. حاولت التوقف عن الخيال فتولد لدي التفكير الزائد، أفكر وأحدث نفسي طوال الوقت دون توقف، وأمشي في الشارع وأحدث نفسي، حتى وقت الاستحمام والأكل، ولا يمكنني التركيز، وفي لحظات الهدوء أسمع أصواتاً في رأسي وكأني موجودة في تجمع من الناس، أو أتذكر أصواتاً سمعتها في الأفلام، وهذا الشيء لاإرادياً وأعانيه طوال الوقت، ولدي خيالات بأني أشرب علبة الدواء، وأقطع يدي بالسكين، وأقصد أفكاراً حول الموت. أعاني من الخمول، وأشعر بالفراغ وأبكي، ومهما حاولت الانشغال أنشغل لفترة وبعدها يعود التفكير والضيق. ماذا أفعل؟ وهل ما أعانيه طبيعي؟ ولو كان طبيعيًا فهل يلازم التفكير الإنسان دون تحكم؟ منذ صغري والشيء الوحيد الموجود برأسي هو الخيال، وكأن روحي عالقة بجسمي، العالم يدور في عقلي بدون تركيز على الواقع، ومهما حاولت أشعر بالضيق وأبكي، وأشعر بالاكتئاب، لا أدري كيف أتصرف وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: حقيقةً قرأتُ سؤالك أكثر من مرّة لِما فيه من بعض الغرابة، ولكن بشكل عامٍ أريدُ أن أقول: أحيانًا الحدّ الفاصل بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي -كبعض الأمراض النفسية- حدٌّ رقيقٌ أو دقيقٌ جدًّا؛ بحيث يُمكن أن يختلط ما هو طبيعي مع ما هو غير طبيعي. أختنا: الوضع الطبيعي أن الإنسان عنده قدرة عجيبة على التخيّل؛ فيمكن أن يتخيّل أشخاصاً وأماكن وحواراً وأموراً أخرى، ويمكنه أن ينقطع عن الواقع ويعيش معها؛ إلَّا أن هذا بالشكل الطبيعي يكون لفترة عابرةٍ، وقصيرةٍ جدًّا. أمَّا الجانب غير الطبيعي: فهو أن يدخل الإنسان في حالة ذُهانية وينفصل تمامًا عن الواقع، فيبدأ بتخيّل أشياء أو أشخاصاً، ويمكن أن يسمع أصواتاً، وهذا واضح بأنك بدأت تسمعين أصواتًا في رأسك؛ فهذا ليس من الأمور الطبيعية، فربما -وأقول ربما- قد تجاوز الأمر الحد الطبيعي، وخاصةً أنك في سِّنِّ 17، وفي بعض الأحيان هذه السّن يكون فيها ظهور أعراض الحالات الذُّهانية. لا أريد أن أستبق أو أشخِّص من خلال استشارة إلكترونية، ومن خلال سؤالك هذا؛ فالاستشارة تبقى استشارة عن بُعد، ولكن أنصحك أن تُراجعي أحد الأطباء، ليس بالضرورة طبيبًا نفسيًا، وإنما حتى الطبيب العام -طبيب الأسرة- كخطوة أولى؛ لأن من رأى ليس كمن سمع، وهذا الطبيب مهما كان تخصُّصه سيسألُك بعض الأسئلة، ويصل إلى قناعة فيما إذا كان ما تُمارسينه من تخيُّلات وحديث الذَّاتِ أمرٌ طبيعي، أم أنه تجاوز الأمر الطبيعي، وهو بدوره يستطيع أن يُوجّهك إلى الخطوة التالية. فإذًا ما ورد في سؤالك لا يكفي لتأكيد التشخيص، فلا بد من المعاينة المباشرة من خلال طبيب خبير، يضع التشخيص الدقيق، ثم ينصحك بالخطوة التالية للتخلص من كل هذا، وللبدايةَ بالشعور بالهدوء الذهني والخيالي، ولتُمارسي حياتك بشكل طبيعيٍّ -بإذن الله-. أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأرجو ألَّا تتأخري أو تترددي في اتخاذ الخطوة الأولى التي ذكرتُها لك، فالتدخُّل المبكّر يُبشّرُ بنتائج أفضل، والله الموفق.
د. مأمون مبيض
2,544,364
2024-06-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
ما هو علاج الأفكار والخيالات الوسواسية التي تسيطر علي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبة عمري 17، لما كنت صغيرة كنت أعاني من التنمُّر، وبسبب هذا صرت أتخيل شخصيات المسلسلات والكرتون والأفلام، وأعمل عالَمًا كاملًا لي، لساعات فقط، وظللت سنوات طويلة على هذه الحالة. وبعد ذلك فجأة جاءتني لحظة إدراك أني ضيعتُ سنوات في التخيل فقط، وحاولت أن أتوقف لكن صار عندي تفكير مفرط؛ فأظلُّ أحكي مع خيالي دون توقف، عندما آكل وأتحمم وأعمل أي شيء، أظلُّ أحكي مع نفسي وأفكر، حتى عندما يكون معي أحد يحكي بجانبي لا أتوقف عن التفكير، وغير قادرة على التركيز، أظلُّ أتخيل أني أحكي مع أحد، وأعمل محادثة كاملة، وإذا أنا في موقف ما ماذا سأعمل؟ أو غلطة ما عملتها كيف سأصلحها؟ وهكذا، وهكذا. وصرت أتخيل أني أشرب علبة الدواء كلها، أو أقطع يدي بسكينٍ، وصار الوضع متعبًا، وغير قادرة على التركيز على أي شيء، لما أكون لوحدي أحس بفراغ وأظلّ أبكي، وأحاول أن أركز أمامي لكن عقلي في محل آخر، وأحاول قدر ما أستطيع لكن تظل عندي رغبة في شيء، حتى أني أفكر في المستقبل أني سأشفى؛ فتجيء فكرة أني مستحيل أن أشفى، وأهون عليّ هذا الشيء بأني أنتظر الموت وأني سأرتاح ممّا أنا فيه! قلت: سأصبر؛ والله تعالى أكيد يبتليني للخير، فقط أظل أحس باليأس، وبعض المرات لما أكون وحدي أسمع أصواتًا وكأني في تجمُّع، أو أسمع صوتًا لحلقات حضرتها، أو أغانٍ، وحتى لما أجيء للنوم أخاف، وصرت أخاف من كل شيء؛ كأني أعيش في ضغط، ولا أعرف كيف أتصرف. ساعدوني، وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أولًا: الحمد لله أنك بخير وتمكنت من مقاومة الأفكار السلبية وأنت في هذا العمر، فهذا فضلٌ ونعمةٌ من الله سبحانه وتعالى عليك. ثانيًا: نقول لك: أحيانًا يلجأ الإنسان إلى الهروب من الواقع إلى عالم الخيال، ويتقمَّص بعض الناس الشخصيات الأسطورية أو شخصيات لا وجود لها؛ كما في المسلسلات التي خرجتْ من خيال كاتب القصة، فيجد الشخص نفسه في هذه الشخصية، أو يجد حلًّا لمشاكله وضغوطه النفسية في هذه الشخصيات، أو الأدوار التي تقوم بها، ولكن سُرعان ما ينكشف هذا الغطاء؛ لأنه كان يعيش في عالَم افتراضي وليس واقعيًا؛ ممَّا يُؤدي إلى الشعور بالإحباط أو اليأس. ثالثًا: نقول لك: إنَّ مواجهة الواقع بالطرق العقلانية هو الحل لما تُعانينه، فأنت ما زلت في بداية شبابك، ولديك العديد من القدرات والإمكانيات والمهارات الكامنة، التي يمكن تفجيرها واستغلالها لبناء شخصية قويّة تتمتع بصفات نبيلة، وتتطلّع إلى مستقبلٍ زاهرٍ، مليء بكل ما يُفرح النفس ويُسعد الحال. المطلوب منك -ابنتنا العزيزة- هو وضع أهدافك الذكيّة، ودراسة الوسائل لتحقيقها بالطرق الواقعية، ويكون هذا السؤال دائمًا في ذهنك: ماذا أريدُ؟ وكيف أصل إلى ما أريد؟ واعلمي أن التوفيق بيد الله، فما عليك إلَّا العمل بالأسباب، واستشارة مَن هم أعلم منك في شؤون الحياة، واعلمي أن لكل مجتهدٍ نصيب، وبلوغ القمم يحتاج لصبرٍ ومثابرةٍ. نُرشدك إلى قراءة قصص الناجحين، والاطلاع على سِيرهم الذاتية، وكيف تخطوا الصِّعاب والعقبات، وأصبحوا مناراتٍ في عالَم العلم والمعرفة والاختراعات؛ فإذا انشغل القلب بما يُفيد فسينزاح عنه ما لا يُفيد. أخيرًا: نوصيك بالمواظبة على الصلاة، وقراءة القرآن، وبر الوالدين؛ فإنها مفاتيح للخير، وطمأنينة للقلب بإذن الله. وبالله التوفيق.
د. على أحمد التهامي
2,543,834
2024-06-23
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
تخيلاتي المفرطة لدرجة الهوس تشعرني بالجنون!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعاني من تخيلات مفرطة لدرجة الهوس، فعلى سبيل المثال: قرأت قصة من صنع الخيال، كأني بطلة هذه القصة، وصار الموقف كأنه معي أو مع غيري، وبدأت بنسج الخيال، أو حتى أي شيء شاهدته أو رأيته أتخيله كثيرًا، والمشكلة تكون تخيلات مع أبطال القصة. أعاني من هذه المشكلة منذ الابتدائي، وحاليًا أنا في الجامعة، وهذه المشكلة أثرت على علاماتي الدراسية، وأنا أسبق الأحداث قبل حدوثها وأتخيلها، وأشعر أني أعصي الله تعالى؛ لأني أفكر في الغيب، وأشعر أني بدأت أصاب بالجنون، وحاولت عدة مرات عدم التفكير، وأحياناً أشعر أني أريد البكاء، وأصبحت أغضب كثيرًا، وأصاب بالاختناق، وأحيانا أفكر في الانتحار، ثم أستغفر الله. أصبح حالي لا يعجبني من كثرة هذه التخيلات التي تملأ رأسي، وأشعر أنها ثقيلة، فأرجو تشخيص حالتي، هل هي حالة مرضية أم لا؟ وهل هي حالة خطرة تستدعي الذهاب إلى طبيب نفسي أم لا؟ مع العلم أني خجولة، ولست منعزلة، وأخالط الناس، ولا أعاني من مشاكل عائلية كبيرة. شكرًا على إتاحة المجال للاستشارة والاستفسار، ووفقكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Dihia حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الخيال هو وسيلة نفسية دفاعية يستخدمها الإنسان لإحداث التوازن النفسي في تحقيق رغبات أو أمنيات قد يصعب تحقيقها فى الواقع، أو استدعاء أحداث في الماضي، وتخيل التصرف فيها بطريقة مختلفة؛ للتغلُّب على الشعور بالضعف، والقهر، والانتقام للذات. وقد يكون الخيال خيالًا إيجابيًا في التخطيط والاستفادة من دروس الماضي، أو التطلع لمستقبل أفضل، أو حتى التغلُّب على الإجهاد النفسي بسبب مواجهة صعوبات الحياة، ويحدث هذا غالبًا في الشخصيات التى تميل إلى الانطواء، وتميل إلى الانسحاب الاجتماعي، وعدم القدرة على المواجهة، وعدم التعبير عن الرأي، أو الخوف من الفشل، أو التعرض للنقد، وأيضًا ضعف الثقة بالنفس. أحيانًا يتحول الخيال إلى ظاهرة مرضية كنوع من الاضطرابات النفسية، مثل: الوسواس القهري، من اقتحام أفكار مزعجة، والاسترسال فيها لوقت طويل على حساب أشياء مهمة يجب القيام بها فى الواقع، ويؤدي ذلك إلى عدم القدرة على السيطرة على هذه الأفكار، وما يتبعها من الشعور بالذنب ولوم الذات، والشعور بالاكتئاب، كما هو الحال فيما تعانين منه؛ ولذلك يجب عليك البدء فى العلاج النفسي فى أقرب وقت، وذلك من خلال زيارة أحد المراكز المتخصصة فى الصحة النفسية. والعلاج يشمل جلسات العلاج النفسي السلوكي المعرفي (CBT)، وبناء الثقة بالنفس، والتغلُّب على الأفكار السلبية، وتغيير نمط السلوك، واتباع أساليب حياة صحية. ويلعب العلاج الدوائي دورًا مهمًّا فى علاج أعراض الوسواس القهري، والاكتئاب، والقلق النفسي؛ من خلال العقاقير المضادة للاكتئاب (Antidepressants)، وهى كثيرة ومتنوعة، وآمنة وفعالة، لكن يجب استخدمها تحت إشراف طبي مباشر، ومعظم الحالات تستجيب استجابة جيدة كلما كان العلاج مبكرًا، ومستمرًا. ندعو الله لك بالشفاء التام والعاجل.
د. عبدالمنعم محمود عبدالحكم
2,541,965
2024-06-03
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في أحلام اليقظة وإدمانها، فكيف أعود للواقع؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعاني من أحلام اليقظة المرضية وإدمانها، وكنت أعاني من هذه المشكلة منذ الإعدادية، وكنت دائمًا أحلم أني من المتفوقات، وهذا لأني لست عملية وأحب المثالية، وكنت دائمًا أتخيل نفسي ذلك الشخص الذي يلتف الجميع من حوله. في المرحلة الثانوية واجهت مشكلة أخرى، لا أعلم هل هي بسبب أحلام اليقظة أم لا، وهي الوسواس القهري في الدين والطهارة، أنا -بفضل الله- ملتزمة بالصلاة، وزاد الوسواس القهري معي، خصوصًا في الصف الثالث الثانوي، وذهبت إلى الطبيب وشخصني OCD، ولم أكمل جلسات العلاج لظروف مادية. حاولت معالجة نفسي في الجامعة، فتخف الأعراض مرة وتزداد مرات أخرى، ومنذ عدة أشهر منذ شهر 10 السابق، وأنا أعاني من أحلام اليقظة بشكل مفرط ومرضي، أي أني أشغل الأناشيد وأسرح معها، وأمارس الرياضة وأسرح بخيالي، أدمنت ذلك رغم أن ما أسمعه أناشيد دينية، ولا أسمع الموسيقى. تطور الأمر كثيرًا، خصوصًا وأني أعاني من مشاكل اجتماعية مع أسرتي بسبب الدين، فهم يمنعونني من النقاب وبعض الأمور الاجتماعية، ومررت بفترة نفسية صعبة والسبب فسخ خطبتي، وحدث ذلك في الفصل الدراسي السابق، وأنا اتخذت هذا القرار بعقلي، لأن الشاب ليس متدينًا، ولكن قلبي متعلق به، وهذا أدى إلى زيادة أحلام اليقظة، وأهلي كانوا يريدون زواجي من الشاب وبقوة، وخاصة أمي، وهذا الأمر أدى إلى مشاكل كبيرة، فوالدتي تقوم الليل وتدعو الله حتى أصبح من نصيبه، وهذا الشيء يصعب الأمر عليّ، فكلما حاولت نسيانه لا أستطيع وأفكر في كل شيء يتعلق به.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية. أولًا: الحمد لله أنك وصلت لهذا المستوى من التعليم، وهذا إن دلَّ فإنما يدلُّ على اهتمامك بتحقيق أهدافك وطموحاتك التي كنت تحلمين بها، فنقول لك: أحلام اليقظة إذا تبعتها خطوات عملية، وأثمرت وحققت المراد تكون إيجابية، أمَّا إذا كانت مجرد أحلام، وليس هناك اجتهاد أو عمل بالأسباب لتحقيقها، فهي تكون بالفعل كالسراب. ثانيًا: موضوع الوسواس القهري هو اضطراب نفسي، وله أسبابه البيولوجية والشخصية والاجتماعية، وهو يصطاد دائمًا في مقدسات الشخص، أو مخاوفه، ممَّا يجعله يشعر بالقلق والتوتر نتيجة الأفكار الوسواسية أو الأفعال القهرية. وعلاجه باختصار هو التجاهل والترك، وتحمُّل القلق الناتج عن ذلك، أي عدم الاستجابة للفكرة (للتكرار أو للإعادة)، كما في حالة الطهارة والصلاة، ويتذكّر الشخص دائمًا أنه مريض وليس على المريض حرج، والله تعالى أعلم بنيته، خاصة فيما يتعلق بأمور العبادات. ثالثًا: بالنسبة لموضوع التعلُّق بالخاطب بعد فسخ الخطبة، نأمل ألَّا تكوني قد استعجلت في القرار، والموازنة بين رغبة الوالدين ورغبتك الشخصية أمرٌ مهمٌّ، والفصل في ذلك ما جاء به الشرع في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ ‌مَنْ ‌تَرْضَوْنَ ‌دِينَهُ ‌وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ). فالخلق والدين هما المعيار في اختيار الزوج، فأنت رفضتِه بالعقل بسبب عدم التزامه دينيًّا، وإذا علم بسبب الرفض ربما يكون ذلك سببًا في هدايته، ويلتزم قبل وبعد الزواج. ولتتوجه الوالدة بالدعاء له بالهداية، عسى أن يستجيب الله تعالى لدعائها. أمَّا التعلّق العاطفي فعلاجه الدعاء وتوثيق الصلة بالله، وقطع الأفكار عن التفكير في ذلك الشاب، فالله تعالى قادر أن يُغنيك عن ذلك الذي رفضته بمن هو أفضل. وأخيرًا نقول لك: ما دمت متمسكة بدينك فالله تعالى لن يضيعك، وناصرك حقًّا وسيغنيك من فضله، فهو الخالق لكل شيءٍ ويعلم كل شيء، ورضاه أولى قبل رضا الخلق، وقد قال: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون} [سورة البقرة:216]. وفقك الله لكل خير وسدد خطاك.
د. على أحمد التهامي
2,541,396
2024-05-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أغرق في أحلام اليقظة فيضيع تركيزي وتتأثر دراستي!
السلام عليكم ورحمة الله. وبعد: أحب أن أشكركم على جهودكم التي تقدمونها -بارك الله لكم-. أرسلت إليكم استشارة أشكو فيها من مشاكلي واقتراب الامتحانات. أنا في مشكلة خطيرة جدًا وهي أحلام اليقظة؛ حيث إنني أغرق في التفكير، يعني مثلا أتخيل أني لاعب كرة مشهور، وأغوص بها بالساعات، أو أدخل الحمام لأتوضأ فأغرق في التفكير في أنني غني، وذكي وناجح؛ حتى تضيع الصلاة وأسرح بها خلال الصلاة، وأحيانا أجلس لأذاكر فأسرح كأني شيخ مشهور، وأقول فتاوى والناس تصدقني مثل: الإمام الشافعي؛ لأني أطمح أن أكون مثله، أو الإمام أبي حنيفة؛ لأني أريد أن أكون غنيًا؛ فيؤثر ذلك على حفظي، لا أحفظ سطرًا، وأيضًا لا أذاكر، وأكون دائم السرحان، وبهذا المعدل لن أكون مثل الشافعي، ولا حتى واحدًا على ألف مليار منه. أرهقتني والله كثيرًا هذه الأمور، ودعوت الله تعالى، فدلوني ماذا أفعل؟ لأني اذا استمرت حالتي هكذا سأضيع ديني ودنياي، سأعيش فقيرًا فاشلاً، وأيضًا في الآخرة أكون من الهالكين. أريد أن تشيروا عليّ بخطوات، أحاول اتبعاها بدون أدوية، أو الذهاب إلى طبيب نفسي، لكن أرجو أن تساعدوني؛ لأن امتحاناتي في 21/6 وأنا ضائع كما قلت في الاستشارة، وهناك مواد لم أفتحها، وأريدكم أن تشيروا عليّ عن كيفية استغلال وقتي للامتحان، كيف أحصل على أعلى مجموع إن شاء الله، وألتحق بالكلية التي أريدها، بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ سيد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: تقدمت أنت بسؤال بتاريخ 12/4/2024، ورقم السؤال هو 2538621، وقد أجاب عليه الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، ولا شك أنه قد زودك بإجابة رصينة جدًا، إذا أخذت بها هذا هو الحل، وقد أوضح لك كل التفاصيل المهمة، والخطوات التي يجب أن تتبعها. وأنا أقول لك من الناحية النفسية: إن أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، أحلام اليقظة إذا كانت في حدود المعقول يمكن أن يستثمر من خلالها الإنسان في مستقبله، ويحاول أن يستفيد منها كطاقة نفسية قلقية إيجابية من أجل أن يحسن الدافعية لديه، من أجل الإنجاز. الحل النفسي هو أن تحقر هذه الأفكار، أن توقفها، أن تخاطبها مباشرة، أنتِ أفكار حقيرة، لن أكون مثل الإمام الشافعي، ولكن إن شاء الله تعالى سأتزود بالعلم الشرعي بقدر ما أستطيع ..وهكذا، وتصرف نفسك إلى دراستك، ومن المهم جدًا أن تتصور وتتأمل نفسك بعد 5 سنوات من الآن، نعم، عش حلم اليقظة هذا، من أنه عندما يكون عمري 22 أو 23 سنة مثلًا، يجب أن أكون قد أكملت الجامعة، وأكملتها بتفوق، وأضع خططي من أجل الحصول على الماجستير، ثم الدكتوراة، العمل، الزواج، بمعنى أن تستبدل أحلام اليقظة الحالية بأحلام محفزة وواقعية، وتبني فيك الدافعية إن شاء الله تعالى. تجنب السهر هذا مهم جدًا للحد من أحلام اليقظة، وحتى وإن كانت امتحاناتك قريبة جدًا، لكن يجب أن تخصص نصف ساعة إلى ساعة لممارسة الرياضة، وكذلك تخصص 10 دقائق في الصباح، و10 دقائق في المساء لتطبيق تمارين الاسترخاء، وذلك استرشادًا بأحد المواقع الموجودة على اليوتيوب التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو يمكن الاستعانة باستشارة إسلام ويب التي رقمها ^21360156، والتي توضح كيفية تمارين الاسترخاء. أنت ذكرت أنك لا تريد دواء، وهذا أمر نقدره ونحترمه، لكن إذا تناولت أحد مضادات القلق البسيطة سوف يساعدك كثيرًا، حبة واحدة من عقار موتيفال ليلًا لمدة شهرين سيقلل كثيرًا من هذه الأفكار القلقية التي تتساقط عليك وتشتت من انتباهك. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,539,319
2024-05-12
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتعامل مع أحلام اليقظة المفرطة وسخط الوالدين؟
السلام عليكم. أنا فتاة، بعمر 22 سنة، أدرس في الجامعة، أعاني من أحلام اليقظة المفرطة منذ سنين عديدة، ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة ساءت حالتي كثيراً، فأصبحت فاشلة في دراستي بعدما كنت متفوفة فيها، كما أن علاقاتي أصبحت سيئة جداً، خاصة علاقتي مع أمي التي أحبها كثيراً، أصبحت أقسو عليها وأغضبها وأجرحها، كما أني أصبحت أضربها، ولكني أندم كثيراً بعد فعل هذا. أحاول كثيراً أن أمسك أعصابي، لكن لا أستطيع، حاولت مرات عديدة التخلص من أحلام اليقظة المفرطة التي أشعر أنها دمرت حياتي، لكني لم أستطع، خاصة وأن أمي أصبحت تقول عني بأني مسخوطة، وتدعو علي كثيراً. أرجوكم ساعدوني، فنفسيتي متأزمة، ولا أدري ماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بداية: لا أعرف كيف ستشعرين بالراحة وأنت تؤذين أمك ووصلت معها لمرحلة الضرب؟! فهل هذا هو الجزاء الذي تنتظره أمك منك بعد أن رعتك منذ طفولتك حتى كبرت؟ قبل أن نجيب على سؤالك أدعوك للتفكر في حالك مع أمك وأهمية برها، ووجوب ذلك عليك، فحل مشاكلك يبدأ من خلال الإحسان لها، فما تقومين به من كبائر الذنوب، ورضا الله في رضا الوالدين، وفي آيات كثيرة يأمر الله الأبناء ببر والديهم، يقول تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) إلى أن يقول (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما) نهى الله عن مجرد قول أف! فما بالك وأنت تضربينها؟ ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة عاق)، فاحذري أن تنالي غضب الله بسبب عصيانك لوالدتك، فابدئي من الآن في فتح صفحة جديدة معها، بأن تعتذري منها وتقبلي رأسها، وتطلبي منها السماح والصفح عنك، ثم تقومي بما يرضيها، وتحتسبي ذلك الأجر عند الله، وعليك أن تتحمليها لو غلطت في حقك، فهي أمك وليس العكس. أما أحلام اليقظة كمشكلة فهي انغماس الشخص بالأحلام في وقت غير مناسب، على نحو يتضمن عدم القدرة على التركيز، والمؤشر الأساسي لوجود مشكلة هو أن تعوق أحلام اليقظة عمل الشخص، وتزايد طول الفترة التي يقضيها الشخص في هذه الأحلام يوماً بعد يوم يعتبر مؤشراً على تفاقم المشكلة، ويلجأ الإنسان إلى أحلام اليقظة لعدة أسباب منها: أولاً: إدراكه أن أحلام اليقظة أكثر إشباعاً له من حياته الواقعية: عندما يشعر أن حياته الواقعية صعبة جداً، أو أنها غير مُشبعة بشكل غير عادي، وفي هذه الحالة تُصبح أحلام اليقظة مهرباً ممتعاً. ثانياً: الخجل: فالأشخاص الذين لا يستطيعون أحياناً الوصول إلى مبتغاهم في الحياة فإنهم يلجؤون إلى أحلام اليقظة، مثال ذلك الشاب الذي يُعجب بفتاة، ولكنه لا يستطيع الوصول إليها والتحدث معها، فتجده يتخيل أنه يحادثها، وأنهما اتفقا على الزواج والبيت والأولاد. ثالثاً: أحلام اليقظة هي وسيلة لتفريغ الضغوط النفسية التي يواجهها الإنسان، ولا يستطيع التغلب عليها بالواقع، فيلجأ إلى أحلام اليقظة لأنها الطريق الأسهل للمواجهة. إن أحلام اليقظة لها فائدة عندما تكون وسيلة للتخطيط والوصول إلى أهدافنا، مثال ذلك عندما تحلمين وتتخيلين أنك دكتورة في الجامعة، أو رئيسة الجامعة، وتمتلكين الإمكانيات التي تُساعدك على ذلك، وتبدئين بتحقيق هدفك، أما عدا ذلك فأحلام اليقظة مضيعة للوقت؛ لأنك ستستيقظين على الواقع الحقيقي الذي تعيشينه مع أهلك وبيتك وصديقاتك. إذا لم تعي أن أحلام اليقظة هي تخيل تنسجينه بنفسك، فأنت ستنتقلين من حلم إلى حلم أكثر عمقاً، ويختلف عن الحلم الذي سبقه. إن من أهم ما قمتِ بذكره في مشكلتك هو: ضربك لأمك! فهذه بحد ذاتها مشكلة أكبر وأعظم من مشكلة أحلام اليقظة التي تمرين بها، فهذا أمر يُغضب الله، وفيه عقوق للأم، وتعدي على كرامتها، وقد أمرنا الله وحثنا الرسول على طاعة الوالدين والإحسان إليهما مهما بدر منهما، وليس ضربهما والاعتداء عليهما. على أية حال، فيما يلي إرشادات عملية نأمل منك تطبيقها للمساعدة في حل مشكلتك: بالنسبة لضرب أمك: لا تعتدي على أمك بالقول أو الفعل، وتحكمي بأعصابك من خلال الابتعاد عن المكان الذي تتواجد فيه في تلك اللحظة، وفي كل مرة ينشأ خلاف بينكما كوني عقلانية في القول والفعل، فإذا انفعلت والدتك كوني هادئة، وإذا ذمتك أو انتقدتك فلا تردي عليها بالمثل، وتذكري أنها أمك، وإذا أردتِ أن تعبري عن عدم رضاكِ عن شيء قالته أو فعلته، فأول شيء تقومين به هو التبسم وعدم العصبية التي تضيع الحلول، وبعد أن تنتهي من كلامها اطلبي منها أن تسمعك. الحوار بين الآباء وأبنائهم نقطة مهمة في التحول الإيجابي لتعديل السلوك الخاطئ. بالنسبة لأحلام اليقظة: أ‌- استثمري وقتك بأشياء مفيدة: فالتخيل عادة يزيد عند الإنسان عندما يمتلك وقتاً كبيراً دون عمل أو دراسة أو ممارسة هواية ما، لذا عليك ملء وقتك بأنشطة مفيدة، مثل قراءة القرآن الكريم، قراءة كتب مفيدة، المشاركة في أنشطة تتوافق مع شخصيتك، فإذا قمتِ بأعمال ونشاطات وقراءات مفيدة ستشعرين بأهمية ذاتك، وستهدأ أعصابك. ب‌- إن وعيك على أن لديك مشكلة أساسها الإفراط في أحلام اليقظة، هذا بحد ذاته يشكل جزءًا كبيراً من العلاج، فأنت تعلمين أين تكمن المشكلة، ولكن ربما لازم أحلام اليقظة لديك بعض الاضطرابات التي أثرت في دراستك وحياتك بشكل عام، ومن هذه الاضطرابات الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب، والتي نجمت عن الاستغراق في أحلام يصعب تحقيقها بشكل واقعيّ، مما يجعلك أكثر عصبية وعدوانية، لذا فأنت بحاجة إلى ممارسة التفكير الواقعي؛ لتخفيف أعراض القلق والتوتر والاكتئاب، وهذا يكون من خلال وضع أهداف عملية واضحة تقومين بإنجازها. الانشغال بتحقيق أهداف قابلة للتحقق سيجعلك تركزين أكثر بما تقومين به، وتبتعدين عن عالم الأحلام الافتراضي الذي تعيشين فيه، مما يجعلك أكثر تصالحاً مع نفسك ومع الآخرين، وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعيّ. بناء على ذلك ضعي أهدافًا، واعملي بِجد على تحقيقها ضمن فترات محددة، مثل: - سألتحق بدورة لتعلم إحدى اللغات الأجنبية. - سأنتسب إلى ناد رياضي مسائي. - سأقرأ قصة، رواية، أي كتاب. - سأحقق مُعدلاً عالياً في دراستي الحالية. وفقك الله -أختي الكريمة-.
د. عبد الرحمن جرار
2,435,763
2024-05-01
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من الاضطراب النفسي ولا أدري هل هو ذهان أم لا!
السلام عليكم. أعاني من مشكلة نفسية، أتمنى منكم تشخيص حالتي. - منذ 3 سنوات وأنا أشعر وكأن نفسي منشطرة إلى اثنين، ولا أستطيع أن أعيش بتركيز واحد أبدًا! فمثلاً أشاهد التلفاز، أو أقوم بالتسوق، أو أذهب للجامعة، ويكون تركيزي على نفسي وأفكاري، ولا أستطيع أن أتخلى عن هذا التركيز، بمعنى أنسى أن أشاهد نفسي، ويبقى هذا التفكير ملازماً لي، وأقوم بتكوين حوارات أو مواقف حسب الحالة المزيفة، أريد أن أعيش بحالة واحدة بدون الكلام الداخلي. - أيضًا تأتيني أفكار قبل حدوثها؛ فمثلاً كان والدي يعاني من مرض، وأنا أفكر عند الموت ما سيكون عليه موقفي، وردة فعلي، وهل سأبكي؟ وفعلا أثناء وفاته وعندما عانقته سمعت صوتًا بداخلي يقوم بسب والدي، وأنا أرفض الفكرة، بمعنى أن الأفكار لم تختف مني حتى أثناء موته وتشييعه، ولم أستطع البكاء، ولا حتى الشعور بالحزن، على الرغم من حبي لوالدي، وينتابني تأنيب الضمير، وأشعر بالندم، ولا أستطيع أن أعبر عن مشاعري. - أيضًا أصبحت حساسًا جدًا، وأقوم بتحليل أي موقف، وأي كلام، كما أنني خجول جدًا. - ضعفت دراستي وقابليتي على الحفظ تمامًا، على الرغم من القراءة مرارًا وتكرارًا. - كما أعاني من الأرق على الرغم من تناول الأدوية. فما سبب مشكلتي؟ وهل أعاني من ذهان أم من مشكلة نفسية؟ وما الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في إسلام ويب، ونشكرك على الثقة في الموقع. الظواهر التي تعاني منها على مستوى التفكير: الظاهرة الأولى طبعًا تدلُّ على وجود قلق، وأحلام يقظة. والظاهرة الثانية: تدلُّ على وجود أحلام يقظة وسواسية، مع وجود قلق توقّعي تشاؤمي. وبالنسبة لموضوع أنك أصبحت حسّاسًا؛ فهذا جزء من البناء النفسي لشخصيتك، وطبعًا ضعف التحصيل الدراسي، لأن مستوى التركيز لديك انخفض، وذلك نسبةً لوجود حالات القلق السابقة التي أوضحتها. مشكلتك -أيها الفاضل الكريم- ليست مرضًا ذهانيًا، وليست مرضًا عقليًا أبدًا، لا علاقة لك أبدًا بهذه الحالات، بل هي مجرد نوع من القلق النفسي الوسواسي، الذي يحدث لبعض اليافعين، وكذلك في مرحلة المراهقة، وما بعدها. الأمر يحتاج منك فقط لتجاهل هذه الظواهر، وهذه الأفكار، وتحقيرها، وأن تنظم وقتك، وأول خطوة إيجابية مهمّة هي أن تتجنب السهر، وأن تثبت وقت النوم. أنت ذكرت أنك تعاني من الأرق، ولابد أن تُرتّب الساعة البيولوجية لديك من خلال: تجنّب السهر، وتجنّب النوم بالنهار، وعدم تناول محتويات الكافيين -كالشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، والأجبان- بعد الساعة الخامسة مساءً، هذه ترتيبات مهمّة جدًّا. وعليك أن تمارس الرياضة باستمرار وبكثافة؛ فالرياضة تزيل كل هذه الشوائب النفسية، وتُحسّن من تركيزك، وتؤدي إلى طاقات إيجابية جديدة في حياتك. حُسن إدارة الوقت مطلوبة في حالتك، وحُسن إدارة الوقت تؤدي حقيقةً إلى النجاح، فلابد أن يكون لك جدول يومي تمارس من خلاله أنشطتك الحياتية، وأن تُخصص وقتًا للدراسة، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للترفيه على النفس، ووقتًا للعبادة، وطبعًا الصلاة على وقتها، وتلاوة القرآن ... هذه كلها مطلوبة. فإذًا تنظيم الوقت يُعتبر أمرًا مهمًّا في حالتك، وأنا أنصحك به حقيقة. هذا كلّ الذي أودُّ أن أنصحك به، وفي ذات الوقت ليس هنالك ما يمنع أن تتناول أحد الأدوية البسيطة التي تُحسّن النوم، وفي ذات الوقت تُحسِّنُ كثيرًا من مستويات التفكير والتركيز، حتى تتخلص -إن شاء الله- من أحلام اليقظة هذه. من الأدوية الممتازة التي يمكنك أن تتناولها دواء يُعرف باسم (أنفرانيل Anafranil) هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (كلوميبرامين Clomipramine)، يمكنك أن تتناوله بجرعة 25 مليجرامًا ليلًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله؛ وهو دواء بسيط، وفاعل جدًّا، وغير إدماني، وهذه هي الجرعة الصغيرة جدًا، والدواء فاعل، ولا يُسبب آثارًا جانبيةً، ربما يحدث فقط نوعاً من الجفاف في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وبعد ذلك لن يشعر من يتناوله بأي شيء. هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية، وتقبّل الله صيامكم وطاعاتكم، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب.
د. محمد عبد العليم
2,536,745
2024-04-24
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أعراض جسدية ونفسية تزداد سوءاً.. ولا أدري ما علتي؟!
السلام عليكم.. أشكركم على هذا الموقع الثقة، وأتمنى أن تساعدوني في تشخيص حالتي. أنا فتاة، عمري 21 سنةً، كنت فتاةً عاديةً مرحةً جداً، تحب المرح واللهو والفرح، لكني الآن أشعر بأني فاشلة، لا أجيد أي شيء، أبكي طويلاً إذا كنت وحدي، أحاول عدم إظهار هذا للناس، وأشعر أنهم لا يفهمونني، أصبحت أتجنب الحديث إلى الناس، وغالباً لا يمكنني السيطرة على دموعي أمامهم، وهذا أحد أسباب تجنب الحديث معهم. أصاب بتأنيب ضمير حاد إذا رسبت في الامتحان، رغم أني فعلت كل ما أستطيع، ولدي رهبة من أن أخيب أمل أحد، كعائلتي مثلاً. أصبحت قليلة الاحتكاك بالناس إلا لضرورة، أستحقر نفسي، غير راضية بها لا جسدياً ولا معنوياً، ولا إنجازاً، أنا جداً فاشلة، لا أؤمن بنفسي، أحاول أن أكون سعيدة لكن لا أستطيع، أشعر بأنه لا يمكنني تحقيق أي شيء، ولا مستقبل لديّ، وهذه الحالة منذ حوالي 8 أشهر تزداد سوءاً يوماً بعد يوم! كما أني لدي رهبة من الجمهور كبيرة، تصل لحد أني أرتجف إذا وقفت أمام مجموعة من الناس تنظر إليّ، يحمر وجهي، ويتلعثم لساني، كما أن الرؤيا قد تصبح ضبابية أحياناً. أهرب من الواقع من خلال أحلام اليقظة، كأن أتخيل نفسي فتاة جميلة، يحبني الناس، متفوقة، صاحبة أعمال كبيرة، ومثقفة، ومعظم وقتي أقضيه تخيلات؛ فهي تريحني؛ رغم أنها غير واقعية. لم أذهب لطبيب نفسي من قبل، ولا أفكر في ذلك، أخاف أن يحكي لعائلتي ما بي، أو أني ضعيفة الشخصية، فيشعرون بالعار، كما أن مجتمعنا الأحمق يحتقر الشخص الذي يزور الطبيب النفسي! التوتر أو القلق يسبب لي أعراضاً جسديةً، وينتفخ القولون، وأشعر بالضيق، وصعوبة في التنفس، وألم في يسار الصدر، وكتلة في الحلق، وأشعر بنبضات في معدتي كأن قلبي سقط، فما الحل؟ مع كل الشكر لكم، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Ayochaa حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد. أنا تدارستُ رسالتك هذه، وكذلك رسالتك السابقة، وأقول لك إن الذي تعانين منه يُسمَّى بعدم القدرة على التكيُّف، رسوبك في الامتحان تولّدتْ عنه مشاعر سلبية كثيرة: الشعور بالخجل الاجتماعي، الشعور بالخذلان، الشعور بالإخفاق، الشعور بالإحباط: هذا كله جعلك تعيشين في حالة من الضجر والقلق والتوتر وافتقاد الدافعية. أنت محتاجة إلى أن تجلسي مع نفسك وتُقيِّمي ذاتك تقييمًا جديدًا، طاقاتك -الحمد لله- موجودة، مهاراتك موجودة، مقدراتك موجودة، وذكرتِ أنك لديك سمات اجتماعية إيجابية جدًّا، فهذه المرحلة التي أنت بها الآن تحدث في حياة مَن هم في عمرك، وكل المطلوب منك هو انطلاقة جديدة، والعوامل أو العناصر والمكونات الرئيسية لبناء الإنسان نفسيًّا هي: أفكاره ومشاعره، وسلوكه أو أفعاله، وعليه: تخلَّصي من الفكر السلبي، افهمي ذاتك بصورة أفضل، لا تُحقّري ذاتك، لا تُقلِّلي من قيمتها أبدًا، لا ينقصك شيء، إن أخفق الإنسان مرة هذا لا يعني أن حياته كلها سوف تكون فشلاً وإخفاقات. كل المطلوب منك هو - مع تغيير الأفكار – أن تُغيِّري المشاعر، وتجعليها أكثر إيجابية، وتنتهجي منهجية جديدة في الحياة، تُغيِّري من خلالها السلوك والأفعال. وأوّل وسيلة للتغيُّر النفسي الحقيقي، هي أن تُقيِّمي نفسك تقييمًا صحيحًا، ولا تُحقّري ذاتك، وتُحسني إدارة وقتك، وأن يكون لك آمال وتطلعات، وأن تكوني حسنة التوقع، هذه شروط سلوكية وتربوية مهمَّةٌ جدًّا للنجاح. حُسن إدارة الوقت يعني أنك سوف تقومين بالوفاء بكل شيء، واجباتك الدراسية، واجباتك الاجتماعية والأسرية، عباداتك، الترفيه عن نفسك، فإذًا ضعي خارطة ذهنية سليمة لإدارة الوقت. ومن أسرار النجاح – خاصة على النطاق الأكاديمي – أن ينام الإنسان مبكّرًا، ويستيقظ مبكّرًا، وبعد صلاة الفجر يمكن الدراسة لمدة ساعة إلى ساعتين، وبعد ذلك الذهاب إلى المرفق الدراسي، الاستيعاب في فترة الصباح يكون ممتازًا جدًّا، والتركيز يكون في أحسن حالاته؛ لأن النوم الليلي السليم والصحيح يؤدي إلى تثبيت عناصر الدماغ الإيجابية. عليك أن تمارسي رياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، عليك أن تُشاركي في أعمال المنزل، وأن تكوني دائمًا بارَّة بوالديك، صلاتك يجب أن تكون في وقتها. بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- يتبدّل الفكر ليصبح إيجابيًا، والمشاعر لتُصبح جميلة، والأفعال لتصبح أيضًا مفيدة. أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
د. محمد عبد العليم
2,400,290
2024-02-29
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتخلص من عادة التحدث إلى نفسي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة، أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من التحدث مع نفسي، مثلًا: إذا كنت مع صديقتي في مكان أتخيل في رأسي أشياء وأتحدث بها في داخلي، وأبقى أتحدث بها وقتًا طويلًا عندما أعود إلى البيت، وإذا تكلمت مع صديقتي أنعزل وأبدأ بتخيل الحديث وتكراره مع نفسي! أريد أن يكون لي أصدقاء وأن أذهب إلى المدرسة بشكل طبيعي، لكني لا أستطيع التوقف عن هذا الأمر، أرجو تشخيص حالتي، أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية. أولًا: الحمد لله أنك تدرسين، ولديك علاقات اجتماعية جيدة، وهذا يدلُّ على رجاحة عقلك وسلامة صدرك. ثانيًا: حديث النفس شيء طبيعي إذا كان بالقدر المعقول، وهو نوع من التنفيس لما هو مكبوت ومكتوم، وقد يصبح غير طبيعي إذا زاد عن حدِّه، مثل أن يجهر به الفرد ويسمع الآخرين الذين حوله دون مخاطبة مباشرة لهم، وأيضًا عندما لا تكون هنالك جدوى لهذا التفكير في حل مشكلة معينة تواجه الفرد، فيُصبح أيضًا غير طبيعي. فعقل الإنسان في حالة تفكير دائم، كما هو معلوم، والكلام أصله فكرة تبدأ في الذهن أولًا، ثم تترجم إلى كلمات منطوقة. وحتى لا يكون الأمر شاغلًا عن وظائفك الأساسية ويأخذ كل وقتك؛ خذي معك مفكرة صغيرة وقلماً، وكلَّما جاءتك فكرة معينة اكتبيها، وحددي لها وقتًا مُعيَّنًا لمناقشتها، مثلًا تقولين في نفسك: (سأناقش هذا الموضوع مع نفسي يوم كذا الساعة كذا)، وعندما يأتي الوقت المحدد لذلك خذي الورقة والقلم، واكتبي نص الفكرة أو الموضوع، واسألي نفسك هذه الأسئلة: - ما هو الهدف الأساسي وراء مناقشة هذا الموضوع أو هذه الفكرة؟ - وما جدوى مناقشتها؟ - وما النتائج المتوقعة من مناقشتها؟ - وهل الزمن كافٍ للوصول إلى نتائج مرجوة؟ فإذا لم تكن الإجابات واضحة اشطبي وقولي في نفسك: (إذًا لا داعي لضياع الوقت في شيء غير مفيد)، وهكذا في كل مرة، حتى تدربي ذهنك على تصفية وتمييز ما هو مفيد وما هو غير مفيد، وبالتالي تكون لديك معايير معينة في اختيار الموضوعات التي تستحق المناقشة والموضوعات التي لا تستحق المناقشة، وبالتالي تريحين ذهنك فيما يتعلق بحديث النفس الذي ليس له فائدة، وتشغلين نفسك بما هو مفيد كما هو معلوم في مواضيع علمية ودراسية، وفي موضوعات اجتماعية لها فائدة، ويُفضل دائمًا أن تطرحي مثل هذه الموضوعات على مَن تحبين أو على صديقاتك أو زميلاتك، وهذا هو الأجدى في تبادل الآراء والأفكار، وحتى لا تكون المسألة أحادية فقط تتعلق بشخصك أنت. وفقك الله وسدد خطاك.
د. على أحمد التهامي
2,521,527
2023-11-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أرى أحلاماً في المنام ويحصل لي بعدها نوبات هلع
السلام عليكم هل الحلم عند بداية النوم -أي بين النوم واليقظة- حقيقي؟ فعندما نمت بعد صلاة الظهر كأني رأيت حلماً أو سمعت صوتًا -كنت وحدي في الغرفة- واستيقظت مفزوعة، لكن لم أتذكر ماذا رأيت، بل تذكرت ما سمعت فقط، هل هذه هلوسة أم حلم حقيقي؟ علماً أني قبل نحو عامين عانيت من نوبات الهلع، وأصبحت أخاف كثيراً من كل الأمور المتعلقة بالموت، وأخاف من الأحلام المتعلقة به، فكيف أعلم أن الحلم حقيقي وليس بأضغاث أحلام؟ وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نورهان حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في إسلام ويب. هذه الظاهرة معروفة لدينا في الطب النفسي، وهي نوع من الهلوسات الكاذبة، وليست هلوسات حقيقية، وتحدث لكثير من الناس عند بدايات النوم أو في نهاياته، نعم.. قد يسمع الإنسان صوتًا، أو نوعاً من الوشوشة، أو قد يحسُّ كأنَّ شيئًا يلمسه، أو قد يرى وميض ضوء أو شيئاً من هذا القبيل، والإنسان يكون ما بين النوم واليقظة في هذه الحالة، وهذا الأمر مرتبط بالإجهاد النفسي، أو الإجهاد البدني. الإنسان حين يكون مُجهدًا جسديًّا في ذلك اليوم، ربما تحدث له هذه الظواهر، أو في حالة القلق النفسي، وأنت -كما تفضلت- كانت لديك نوبات هلع قبل نحو عامين، وهذا يعني أنه أصلاً لديك شيءٌ من الاستعداد للقلق، هذه الأشياء التي تحدث ليست أمراضًا نفسية أو حالة نفسية، هذه مجرد ظواهر، يمكنك أن تتغلبي عليها من خلال تجاهلها. بالنسبة لخوفك من الأمور المتعلقة بالموت؛ يجب أن تُدركي حقيقة الموت، الناس تعرف الموت، لكن في بعض الأحيان هذه المعرفة تكون معرفة سطحية جدًّا، ويحاول الإنسان أن يُنكرها وكأنه لن يأتيه، لا، بل كتب على كل نفس أن تذوق الموت، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 185]، وقال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت: 57]، والموت جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان: قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]، وقال: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، هذه مخاطبة عظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم، فالأمر قاطع. لذا نقول: يجب أن نخاف من الموت الخوف الشرعي، بأن يعمل الإنسان لآخرته كما يعمل لدنياه، يعمل لآخرته، يحرص على العبادات، على المعاملات الطيبة للناس، لا يقترف الآثام والذنوب، يكون دائمًا في طريق الصالحات، هذا يؤدي به إلى نوع من الخوف الشرعي من الموت، والخوف الشرعي من الموت يبعث في الإنسان طمأنينة ولا شك في ذلك، فأرجو أن يكون هذا هو منهجك. الخوف من الأحلام: هذه الأحلام معظمها شيطانية، وهي ليست حقيقة، وأيضًا الإنسان يتعامل بصفة شرعية، أولاً: يجب ألَّا نحكي هذه الأحلام، وبعد أن تستيقظي اتفلي على يسارك ثلاثًا، وتعوذي بالله من شرِّها، وبذلك يكون الأمر قد انتهى وانقضى تمامًا. لتقللي من هذه الأحلام عليك بالحرص على أذكار النوم، وأن تسألي الله خير الأحلام، وتستعيذي بالله من شرِّها، ولا تتناولي أي أطعمة في أوقات متأخرة، دائمًا تناول طعام العشاء متأخّرًا يكون مرتبطًا بهذه الأحلام، وطبعًا الإنسان المجهد نفسيًّا -والقلِق أيضًا- عُرضة لهذه الأحلام المزعجة في بعض الأحيان، فتجاهليها تمامًا. أنت بالفعل محتاجة لتطبيق تمارين رياضية، فالجئي لأي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، كما أن تمارين الاسترخاء ستكون مفيدة جدًّا لك، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها؛ ستكون ذات فائدة عظيمة بالنسبة لك، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها: (2136015)، يمكنك الرجوع والاطلاع عليها وتطبيق ما ورد فيها، أو يمكنك أن تلجئي لأحد البرامج الموجودة على اليوتيوب. هذا كل ما أريد أن أنصحك به، وأنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، واجتهدي في دراستك، ونسأل الله تعالى أن نراك طبيبة متميزة. وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2122304 - 2372136 - 2744 - 277975 - 2481729). بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,523,479
2023-11-16
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أعالج مشكلة أحلام اليقظة المفرطة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كنت مترددة أن أتكلم عن مشكلتي، إلا أن الموضوع خرج عن سيطرتي! اسمي أسماء، عمري ١٩ سنة، عندي مشكلة بدون مبالغة مدمرة لحياتي (أحلام اليقظة المفرطة)، المشكلة بدأت معي منذ عمر ٦ سنوات وإلى الآن، والوضع يسوء، ولا أستطيع أن أركز في مذاكرتي، ولا أن أقوم بمهامي بشكل طبيعي، لم أكن أعرف ما أنا فيه من حالة، وما كنت أعرفه فقط هو أنها شيء جيد إلى أن صدمت بمذاكرتي! ولم أعد أعرف أن أركز، ولا أن أذاكر بشكل طبيعي، تمر علي ساعات دون أن أشعر، وأنا مستغرقة في أحلامي، إلى أن بدأت أفهم أن هذا أمر غير جيد، ويضرني في كل خططي اليومية ودراستي، فقررت أن أوقف هذه الأحلام، دون أن أعرف ما هي هذه الحالة بالضبط! الآن فهمت أن هذه أحلام يقظة، لكنها زادت عن حدها، وهذا لم ينفعني بشيء؛ لأني عندما أحاول إيقاف التفكير وأنجح فيه عدة دقائق، أفشل في ساعات أخرى، وأعود للسرحان، حتى أني لم أعد أركز في الصلاة! الأمر في ازدياد، وكل يوم أظل على الكتاب الواحد لساعات دون وجود أي تركيز، تعبت؛ لأني لم أعد أحب نفسي وأنا على هذا الحال، أرجو منكم المساعدة والنصيحة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد. أحلام اليقظة هي ظاهرة معروفة جدًّا، تحدث في سنوات الشباب واليفاعة والمراهقة وما بعدها، والناس يتفاوتون في درجة انغماسهم واستقبالهم لما يُسمَّى بأحلام اليقظة، بعض الناس يتعاملون معها بحزم منذ البداية، ولذا تكون قليلة جدًّا، أو تنعدم، والبعض يسرف فيها ويُعطيها أهمية، وبكل أسف يكون ذلك على حساب المهام الحياتية الأخرى، والتي تكون أهمَّ، مثل العبادة والمذاكرة والعمل المكلف به. فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأحلام بيد الإنسان إلى حدٍّ كبير، ضعي أشياء معيّنة تكون أسبقيات في حياتك، مثلاً: كأن تصلي الصلاة في وقتها، وتحضّري نفسك وجدانيًّا وعاطفيًّا، وتُسبغي الوضوء، وتدخلي في الصلاة، هنا سيكون موضوع الصلاة هو الموضوع الأهم، لذا سوف يأخذ الدرجة الأولى في مستوى التفكير لديك. التفكير على مستوى العقل يكون دائمًا في درجات، الدرجة الأولى هي الدرجة التي نتعايش معها وتظهر في مستوى الوعي، وهذا يعتمد على درجة اهتمامنا، يعني: ما أهتمّ به أكثر سيكون هو الدرجة الأولى في التفكير، وهو الذي يشغلني، وتكون أحلام اليقظة بعد ذلك في الدرجة الثانية أو الثالثة. فإذًا استشعري أهمية الأشياء. بالنسبة للمذاكرة: أيضًا مثل موضوع الصلاة، حاوري نفسك، وتحدّثي معها، واعلمي أن هذه المذاكرة هي أمر ضروري ومهم، ويجب أن تأخذ منك حيّز التفكير الأهم، لا تسترسلي في هذه الأحلام التي لا تُجدي ولا تُفيد ولا خير فيها، إذًا أعطي المذاكرة أهمية، وهكذا، كل عملٍ تريدين أن تُنجزيه يجب أن تعطيه الأهمية الفكرية، يشغل الدرجة الأولى أو الطبقة الأولى في درج التفكير. والأمر الآخر هو: أن تُكثّفي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفُّس المتدرّجة، تمارين شدّ العضلات وقبضها ثم استرخاؤها، مفيدة جدًّا. يمكن أن تستعيني بأحد البرامج التي تتحدث عن تمارين الاسترخاء وكيفية ممارستها، وذلك عن طريق اليوتيوب. أيضًا المذاكرة بعد النوم، يكون الإنسان في حالة تركيز جيد جدًّا. فإذًا المذاكرة بعد صلاة الفجر ستكون حلاً أساسياً بالنسبة لك. نامي مبكّرًا، استيقظي للصلاة وأنت نشطة، وبعد الصلاة وشرب الشاي مثلاً والاستحمام السريع، تبدئين المذاكرة، على الأقل سيكون لديك ساعة إلى ساعتين من المذاكرة المركّزة قبل أن تذهبي إلى مرفقك الدراسي، فإذًا هذا حلّ وحلٌّ ممتازٌ جدًّا. هذه هي الحلول الرئيسية التي أرى أنك يمكن أن تستعيني بها، وهنالك أيضًا أدوية بسيطة، مثلاً: عقار (توفرانيل Tofranil) والذي يُسمَّى (ايميبرامين Imipramine) دواء سليم جدًّا، شاوري أهلك حول استعماله، جرعته بسيطة، خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، عند المغرب تناوليها لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، ثم توقفي عن تناوله. قطعًا سوف يمتصّ القلق والتوتر المرتبط بأحلام اليقظة، ممَّا يُقلّلها تمامًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,511,747
2023-06-20
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل ما أشعر به وسواس قهري أم أحلام يقظة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعاني من أعراض غريبة حيث إنني أرى خيالات في المنزل وبالتحديد عندما أكون جالسةً وحدي، وأتكلم مع هذه التخيلات كثيراً، وكثيراً ما أتعرض للإحراج من الأهل فمثلاً: يأتيني الخيال ويسألني سؤالاً عن شيء عادي جداً، فمثلاً يسألني ماذا فعلتِ اليوم؟ وأنا أجيبه، أو يمكن أن أتخيل الطبيب النفسي الذي أذهب إليه، أو أتخيل صوراً وخيالات كأن أحداً مر من خلفي، أو أنني أشعر بالمراقبة بمن يمشي خلفي وخصوصاً في الليل يشتد معي هذا الأمر، ففي رمضان كنت أسهر ولا أنام الليل، وكنت أرى خيالات كالمهرج شكله مرعب جداً، لكن هذا المهرج ذهب ولله الحمد. ذهبت لطبيب نفسي، وقال لي أن أرفع من جرعة الدواء الذي آخذه إلى حبة ونصف يومياً، وقال لي: إن هذا الدواء يخلصني من هذه الخيالات والدواء هو (ايربيبرازول)، فعندما رفعت الجرعة من حبة واحدة فقط إلى حبة ونصف، صممت أن أدعو الله، وأكثر من الذكر الذي هو: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، لأكثر من ألف مرة على مدار اليوم، شعرت بأن معظم الخيالات التي كانت تأتيني ذهبت -لله الحمد والمنة- لكن بقي القليل مع الحديث معها، فكيف أتخلص من هذه الخيالات ومن الكلام معها؟ وشكراً جزيلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد. أنا متأكد أن طبيبك الذي نصحك بتناول الـ (إريبيبرازول Aripiprazole) قد أوضح لك طبيعة هذه التجارب النفسية التي تمرُّين بها، وهي متداخلة حقيقة، فيها شيء من الوسوسة، وفيها شيء من أحلام اليقظة، وربما يكون أيضًا فيها بعض الجوانب المتعلّقة بكيفية التفكير ونوع التفكير، والـ (إريبيبرازول) دواء مناسب جدًّا لعلاج هذه الحالة -والحمد لله تعالى- منهجك الإسلامي الجميل بالدعاء والذكر أيضًا قد ساعدك كثيرًا. وأنا أقول لك: أهمُّ شيء لعلاج هذه الحالات هو التجاهل، والتحقير التامّ، وهذا يأتّي من خلال أن تتفهمي أنها كظاهرة اجتماعية مرفوضة وغير مرغوبة، والإنسان إذا حقَّر الشيء يستطيع أن يتجنّبه. إذًا التحقير مهم. وأريدك أن تُطبقي تمارين سلوكية ثلاثة: - اجلسي داخل الغرفة وفي هدوء تام، خاطبي هذه الظاهرة وهذه الأفكار التي تأتيك قائلة: (أنتِ أفكار حقيرة، أنت أفكار حقيرة، أنا لن أهتمّ بك أبدًا، أنتِ تحت قدمي ...) وهكذا، وتُكررين ذلك عدة مرات. - ثم تنتقلين إلى تمرين آخر بعد ذلك، يُسمَّى هذا التمرين (صرف الانتباه) قولي لنفسك: (بدل أن أسترسل في هذه الخيالات وما هو متعلِّقٌ بها، أنا سوف - مثلاً - أقرأُ سورة الإخلاص ثلاث مرات. أو: سوف آخذُ نفسًا عميقًا عشر مرات. أو: سوف أتأمّلُ في أي شيء آخر)، يعني: أن تدخلي في نشاط ذهني فكري يكون مُحبَّبًا إلى النفس، وذي أهمية أكبر ليصرف انتباهك عن هذه الأفكار. - ثم انتقلي لتمرين ثالث نسميه بـ (التنفير): وأنت جالسة داخل الغرفة استجلبي هذه الخيالات، وفجأة قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح طاولة، من المفترض أن تحسّي بالألم، الربط ما بين الألم وهذه الخيالات الوسواسية سوف يُضعفها كثيرًا، بشرط أن يُكرر هذا التمرين عشرين مرة متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء. وأنت -الحمد لله تعالى- بقي لك القليل القليل جدًّا من هذه الخيالات، والتخاطب أو الخوض في الحديث معها، فطبقي هذه التمارين التي ذكرتها لك، وتناولي الدواء حسب ما وصفه لك الطبيب. وطبعًا الذكر وتلاوة القرآن مفيدان ولا شك في ذلك، وأنت لديك تجربة إيجابية في هذا السياق، وأيضًا يمكن أن تطلبي من طبيبك أن يُحوّلك إلى الأخصائية النفسية، وأنا متأكد من خلال الجلسات النفسية المعرفية سوف تستفيدين كثيرًا من الناحية العلاجية. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,508,198
2023-06-04
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل من أراهم حقيقة أم مجرد أحلام يقظة؟
السلام عليكم. أرى أناسًا وعائلة وحياة ثانية لا أحد يراها غيري، أحبهم أكثر من حياتي، وأحيانًا أتحدث معهم ومن دون قصد يسمعني من حولي، لا أحد يؤذيني هناك، والجميع يحبني وأنا أحبهم، ولا أحب عائلتي الحقيقية؛ لأنني أعيش مع زوجة أبي أنا وأختي، التي تميز أختي وأولادها عني، وأبي متزوج على زوجته ولا ينام في المنزل، وهذا يفرحني كثيرًا، لكنه جيد معي ويدللني، مع أنني الأكبر بين أخواتي، فهل هم موجودون أم أنا مريضة نفسياً؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في إسلام ويب .. في مثل عمرك الإنسان قد تجتذبه بعض أحلام اليقظة ويدخل في مقارنات ومعادلات ذات طابع نفسي وطابع وجداني، ويطرح على نفسه الأمنيات والأشياء التي يتمناها، وغالباً تكون ضد الواقع الذي يعيشه. أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن لا تكون أحلام اليقظة بهذه الكثافة وهذه الخيالية وعدم الواقعية، حاولي أن تقتربي من الواقع، حاولي أن تقبلي الواقع، وأن تكوني أنت نفسك مصلحة للواقع بمعنى أن تساهمي وتجاهدي في استقرار أسرتك الواقعية والحاضرة، السرحان والتوهان الفكري والتعلق بأمنيات ليست واقعية، يؤدي إلى كثير من الانفصال عن الواقع، أنا أقول لك كوني واقعية، ولا تنظري فقط للجوانب السلبية فيمن تعيشين معهم، الإنسان حتى وإن كان يتميز بكثير من الأخطاء والعيوب لا بد أيضاً أن يجد فيه شيئاً من الخير والمنفعة. أنا أعتقد أنه من خلال تعاونك واندماجك مع أسرتك الواقعية تستطيعين أن تذللي كثيراً من الصعاب، وهنالك مآرب مفيدة للإنسان حين يحس بعدم الارتياح داخل الأسرة، مثلاً تخصصين وقتًا أكثر لدراستك، تخصصين وقتًا لحفظ القرآن، تخصصين وقتًا للقراءة للاطلاع، تخصصين وقتًا لتعلم اللغة، كثير من المآرب المفيدة موجودة في الحياة. أريدك أن تنظمي وقتك، أن تقتنعي قناعة تامة بأسرتك، وأن تساهمي في استقرارها مهما كان الواقع، وأن تكوني إيجابية في كل شيء؛ هذا هو الذي أنصحك به. بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,439,624
2023-02-19
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
حالة فقدان الوعي التي أعاني منها على ماذا تدل؟
السلام عليكم. أعاني من فقدان الوعي وأنا مستيقظ، وألتفت يميناً وشمالاً فجأة وكأنني أرى الأشياء من حولي لأول مرة، مع نظرات الاستغراب واضطرابات النوم، فهل هذا له علاقة بالحسد أو السحر؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال. نعم - أخي الفاضل - عندما يكون الإنسان في حالة النوم أو عندما يكون بين اليقظة والنوم - سواء في طريقه للنوم أو في طريقه إلى الاستيقاظ - يمكن أن تمرّ به بعض التجارب أو المظاهر غير الطبيعية، كالذي وصفت في سؤالك، من أنك تشعر بفقدان الوعي، وكأنك ترى أشياء من حولك، وأحيانًا يسمع الإنسان أصواتًا، والنموذج الشائع أن الإنسان عندما يكون في هذه المرحلة بين اليقظة والنوم، الشكل الشائع أن يشعر الإنسان وكأنّه على وسط الوقوع أو السقوط من على درجٍ أو مرتفع. أخي الفاضل: هذه التجارب إنما هي تجارب عادية لا تُشير إلى اضطراب نفسي، أو إلى شيء له علاقة بالحسد أو السحر أو غيرها، إنما هي حالةٌ طبيعية؛ لأن الإنسان يكون بين هذين الموقفين: موقف اليقظة الكاملة وموقف غياب الإدراك ودخوله في النوم العميق. أخي الفاضل: قد تكثر مثل هذه المظاهر في بعض الحالات كالتعب البدني أو النفسي، أو لوجود ما يشغل بال الإنسان، أو في حالات الإرهاق الشديد. هذه المظاهر لا تحتاج إلى علاجٍ، وإنما مجرد الراحة، والعمل على توفير ظروفٍ هادئةٍ للنوم من ناحية الحرارة والأصوات والضوء، لينعم الإنسان بنومٍ هادئٍ عميقٍ. أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، ولا أريد أن تشغل بالك كثيرًا، فأمورك طيبة بإذن الله سبحانه وتعالى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. مأمون مبيض
2,501,460
2022-12-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أشعر بشيء في حلقي بارد يتحرك مثل الهواء
السلام عليكم. أشعر بشيء بارد في حلقي مثل الهواء، يتحرك ويزداد كثيراً أثناء محاولاتي للنوم، وأفكر كثيراً بالموت.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ fatima حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك بُنيّتي عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال. نعم بُنيّتي يمكن للإنسان في لحظة النوم أو في محاولة نومه أن يشعر ببعض المشاعر الجسدية كسماع بعض الأصوات من حوله بشكل مكثّف، أو بعض المشاعر والأحاسيس المتعلقة بالجسم، ومنها ما ذكرتِ من شعوركِ بالهواء البارد في الحَلْق، فهذا أمرٌ طبيعيّ، لأن الإنسان يكون في حالة شبه خدر بين اليقظة والنوم، وهذا يكثر عندما يكون الإنسان في حالة التعب والإجهاد وقلّة النوم، وهذه المشاعر لا تترك آثارا ضارَّة مزمنة، وهي تختفي مع الوقت، وخاصَّةً أثناء النوم المُريح. الأمر الثاني: الذي ورد في سؤالك هو تفكيرك في الموت: فنعم نحن المسلمون نُؤمر بتذكَّر الموت، فهو من حقائق هذه الحياة، إلَّا أن الإسلام لم يطلب مِنَّا التفكير في الموت ليُقعدنا عن العمل والشعور ببهجة الحياة، بل على العكس، لنقبل على الحياة بهمَّةٍ ونشاط. لا أدري إن كانت بعض الظروف التي تعيشين فيها فيها ما يُقلق أو يُزعج، سواء داخل الأسرة أو خارجها، المهم أحيانًا يزداد الإنسان شعوره بقضية الموت عندما يكون منزعجًا أيضًا من أمرٍ في حياته. فاعملي - يا بُنيّتي - على ترتيب أولوياتك وعلى إشغال نفسك بالدراسة، والهوايات المفيدة كالرياضة والرسم وغيرهما، وستشعرين بإذن الله بالكثير من الراحة والاطمئنان، ولا أحتاج أن أذكّرك بضرورة الصلاة والذكر، فإن بذكر الله يطمئن قلب الإنسان، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ولقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: {ولقد نعلم أنك ضيق صدرك بما يقولون} ما العلاج؟ قال: {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. فأكثري من ذكر الله تعالى واسجدي واركعي مع الراكعين، وسوف يطمئن قلبك وتشعرين بالراحة والسعادة. أدعو الله تعالى لك براحة البال، وأن يشرح صدرك، وييسّر أمرك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. مأمون مبيض
2,500,977
2022-12-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في خيال التمثيل منذ سنوات، فكيف أتخلص منه؟
السلام عليكم. أنا بنت، وعمري 25 سنة، رسالتي طويلة قليلاً، منذ كان عمري 9 سنوات كنت أدخل الغرفة، وأغلق الباب وأمثل فيها ساعات طويلة، وكنت أتابع طيور الجنة وأتخيل نفسي على المسرح، وأبدأ أمثل وأهيم، واستمررت إلى عمر 24 سنة، وكنت أدخل الحمام بهاتفي، وأمثل هناك ساعات طويلة حتى أصبت بالمس، تعالجت منه -الحمد لله-، ولكن أحس أن عقلي فارغ، ولست شخصيتي الأولى. صرت أرى نفسي من خارج جسمي، وكأن شخصاً آخر يتحكم بي، أستغرب من أشكال الناس والحياة قليلاً، نعم أراهم وأسلم عليهم، لكن هناك شيئاً غريباً جداً لا أستطيع وصفه. ذهبت إلى طبيب نفسي، فقال: عندك الذهان، لكني استمررت على علاج الراقي، أهلي قالوا: لا تأخذي الدواء، سوف تصابين بالجنون، فتركت الدواء، وتركت أحلام اليقظة والتمثيل والسرحان مدة 3 شهور، ثم عدت إلى ما كنت عليه من أحلام اليقظة والتمثيل، والآن أمثل وكأن الحدث حقيقي. أرجوكم ساعدوني، كرهت نفسي، تدمرت حياتي بسببها، هل هناك حل بالقرآن؟ كيف أتخلص من أحلام اليقظة والتمثيل والسرحان فيها ساعات طويلة؟ وكيف أرجع للدراسة؟ وكيف لا أستغرب من أشكال الناس والحياة؟ أعرف أن الابتلاء سنة في هذه الحياة، وأسأل الله أن يخلصني مما أنا فيه، وأرجو منكم مساعدتي، كيف أرجع لطبيعتي، وأمارس حياتي مثل الناس؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نونا حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: هذا الذي يحدث لك من وجهة نظري ليس بالذهان -مع احترامي الشديد للطبيب الذي ذكر لك هذا الأمر-، لكن الذي أراه أن الإسراف في أحلام اليقظة والتمثيل والتماهي مع شخصيات خيالية أدخلك في نوع من القلق والوسوسة واضطراب الأنّية، فأنت افتقدت تعريف ذاتك وتأكيدها، لكنّك مستبصرة بكل ذلك، فهذا ليس بالذهان أبدًا. يجب أن ترجعي إلى الحقيقة، يجب أن تدركي أن هذا الذي تقومين به هو سلوك مكتسب، سلوك سخيف، كان في مرحلة من مراحل حياتك، لكن أتى الوقت الآن لتتغيّري، وقوّة الآن هي القوة التي يجب أن ترتكزي عليها، الإنسان في حاضره يستطيع أن يتغيّر، لكن الماضي لا يستطيع أن يقوم بأي شيء حياله، لذا نعتبر دائمًا أن الماضي أضعف من الناحية النفسية والسلوكية، والحاضر هو الأقوى، وحتى المستقبل هو بيد الله ويجب ألَّا يتخوّف الناس حوله. فاجعلي لنفسك برنامجاً يومياً مُلزماً تديرين من خلاله وقتك، وأوّل الخطوات هي أن تنامي مبكّرًا، أن تتجنبي السهر؛ لأن هذا يؤدي إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في أداء الموصّلات والنواقل العصبية الدماغية، هذا يتيح لك أن تستيقظي مبكّرًا، أن تؤدي صلاة الفجر في وقتها، أن تقرئي أذكارك، أن تقرئي شيئًا من القرآن، ومن ثم تنطلقين في حياتك بكل قوة وثبات. ولا بد أن تكون هنالك ركائز لإدارة الوقت، (سوف أقومُ بكذا الساعة كذا) ويكون التزاماً قاطعاً من جانبك، ويجب أن تتشكّل هذه الأنشطة اليومية: الواجبات المنزلية، التواصل مع الأهل، يجب أن تفكّري أيضًا في نوع من الدراسة، حتى وإن لم تكن دراسة أكاديمية منتظمة، اجعلي لنفسك أهدافاً، واسعي لتحقيق هذه الأهداف، ومن أهدافك مثلاً: أن تحفظي بعض الأجزاء من القرآن الكريم في خلال ستة أشهر، ويكون لك أهداف أيضًا على المدى البعيد، وهكذا. هذا سوف ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- إزاحة تامّة لهذا الوضع الخيالي، ووضع التغرُّب عن الذات والتمثيل والإسراف في الفكر الوسواسي الذي يقوم على أحلام اليقظة. ومن وجهة نظري أيضًا: ممارسة الرياضة ستكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك، رياضة المشي، طبقي أيضًا تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرجة، تمارين شد العضلات وقبضها، هذه كلها -إن شاء الله تعالى- تدخلك في واقع جديد، وللتدرب على تمارين الاسترخاء يمكنك أن تلجئي إلى استشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015). أيتها الفاضلة الكريمة: ابني صداقات جديدة مع الصالحات من البنات، كوني بارّة بوالديك، وكوني جزءًا فعّالاً في أسرتك، مُشاركة في كل ما يؤدي إلى استقرار الأسرة وتطويرها. من ناحية العلاجات الدوائية: أنا لا أرى حاجة كبيرة لك بها، وإن كان هنالك بعض الدراسات تُشير أن مضادات القلق مثل: الـ (ديانكسيت Deanxit) بجرعة حبة واحدة يوميًا في الصباح لمدة شهرين، سيكون مفيدًا بالنسبة لك. موضوع العين والحسد والمس نحن نؤمن به تمامًا، لكن لا أعتقد أن حالتك هذه لها علاقة بكل هذا، لكن من الجميل أن تحصّني نفسك من خلال صلواتك وأذكارك وتلاوة القرآن. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,497,476
2022-11-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل أحلام اليقظة أوصلتني إلى الوسواس القهري؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قبل كل شيء، أود أن أعتذر عن ركاكة اللغة التي سأكتب بها، المهم أنا فتاة طالبة، وبعمر 24 سنة، وأدرس بالسنة الثانية بسلك الدكتوراه، أعاني من العديد من الوساوس والأفكار القهرية التي تكاد تصيبي بالجنون، منذ نحو ثمان سنوات. بدأ الأمر بأحلام اليقظة المفرطة، التي كنت ولا زلت أعاني منها، حيث أتخيل وأعيش في أوهام وتخيلات أنسجها في عقلي لساعات طويلة، بل قد أقضي اليوم وأنا أتخيل، وأتفاعل مع هذه التخيلات، فمثلاً إذا تخيلت نفسي في موقف أضحك مع أشخاص أو أبكي، أبدأ بالضحك فعلاً أو البكاء، وغيرها من المواقف الأخرى. تزداد هذه التخيلات أثناء سماعي للموسيقى، فأنسج في عقلي مواقف تتماشى مع الموسيقى التي أستمع إليها، المهم أني أصبحت غير قادرة على كبح نفسي والتحكم في تصرفاتي، خاصة أمام الناس، حيث أقوم ببعض التصرفات التي قد تبدو للبعض غريبة، كما أني عدت غير قادرة على التركيز، وأصبحت أه‍مل دراستي كثيراً، كما أن شخصيتي أصبحت ضعيفة، وعصبية للغاية. لقد حاولت في العديد من الأحيان الابتعاد عن الموسيقى وكبح هذه التخيلات، لكني لا أستطيع، وفي الأعوام الأخيرة ازدادت هذه الأفكار، والتخيلات القهرية بشكل مفرط، فما الحل؟ هل أنا أعاني من أحلام اليقظة المفرطة فقط، أم من الوساوس القهرية أيضاً؟ علماً بأني مؤخراً بدأت أصاب بوسواس النظافة، فبدأت أشك في طهارة ونجاسة كل شيء. أخيراً: أود أن أعلم هل يجب أن أتوجه إلى أخصائي نفساني أم طبيب نفسي؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Salma حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في إسلام ويب، ورسالتك واضحة وعباراتك رصينة ومعبرة، وأنت تحدثت عن هذه التخيلات وأحلام اليقظة المفرطة، وطبعاً هي دليل على وجود القلق النفسي والتوترات الداخلية، وربما شيء من الذي يسميه علماء السلوك (الكبت) من خلال أحلام اليقظة، يعبر الإنسان عن أشياء ظلت مكبوتة في داخله، ولم يستطع إخراجها، لأنه لم يعبر عن نفسه أولاً بأول، خاصة في الأشياء التي لا ترضيه، على العموم لا أرى أن هناك تأخيراً أبداً في أن تتخذي المسارات وطرق العلاجات الصحيحة. بالنسبة لأحلام اليقظة، يجب أن تقطعي الرابط، الرابط -كما تفضلت- الموسيقى، وقطع الروابط من الناحية النفسية والسلوكية من أهم العلاجات التي يجب أن يلتزم بها الإنسان، هناك تجربة بافلوف، العالم الفسيولوجي الروسي الكبير، الذي على ضوء تجاربه بنيت نظريات التعلم، والارتباط الشرطي، حين أتى بالكلاب وعرض عليها الطعام، وكان لعابها يسيل، وبعد أن أحجم عن إعطائها الطعام ظل أيضاً لعابها يسيل، خاصة حين يربط ذلك بصوت جرس، إذاً صوت الجرس كان هو الرابط، في الأول كان اللعاب هو الرابط، وبعد أن قطع الجرس فانقطع تقديم الطعام انقطعت الروابط، وتوقف سيل اللعاب. هذه التجربة فسيولوجية سيكولوجية مهمة جداً، فإذاً توقفي عن سماع هذه الموسيقى واستبدليها بشيء آخر، سماع شيء من القرآن، سماع شيء مفيد، هنالك الآن الكثير من الكتب المسجلة يمكن للإنسان أن يستمع إليها، خاصة إذا كانت الذاكرة السمعية عند الإنسان أقوى من الذاكرة البصرية، سماع ما يساعدك في دراستك، وأنت ما شاء الله في مرحلة أكاديمية مهمة، فاستغلي هذه الأوقات فيما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، أيضاً عبري عن ذاتك ولا تحتقني، عبري عن مشاعرك، كوني إنسانة محاورة، ولبقة في هذا السياق، مارسي الرياضة، رياضة المشي، رياضة الاسترخاء، كلها أشياء مفيدة جداً، عليك أيضاً تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل. بالنسبة للوساوس -أيتها الفاضلة الكريمة- طبعاً هي تنتعش كثيراً حين يكون لدى الإنسان أحلام يقظة، لأن الاسترسال في التفكير يأتي بمحتوى وسواسي أيضاً، اقطعي هذا الرابط، أيضاً حقري الوساوس، ونظمي وقتك، وتجنبي السهر واجعلي لحياتك أهدافاً، فكري فيها، أنت -الحمد لله- طالبة دكتوراه، وفي السنة الثانية، وما ذكرت الكثير والكثير الذي يمكن أن تقومي به في سياقات مفيدة جداً، وهذا يؤدي إلى راحة تامة لهذا القلق. أنت محتاجة لعلاج دوائي بسيط، هنالك مضادات الوساوس ممتازة، مثل السيرترالين والفلوفكسمين والفلوكستين، كلها أدوية طيبة، أي منها سيكمل الرزمة العلاجية أيضاً، يمكنك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، فالطبيب النفسي سيجري معك بعض الحوارات الاستكشافية، ومن ثم يقوم بتوجيه الإرشاد اللازم لك، وإن رأى أن هنالك ضرورة للتحويل لأخصائي نفسي سيقوم بذلك. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,496,458
2022-11-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام اليقظة، ما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . بارك الله فيكم على صرحكم الطيب، وبعد: أعاني من أحلام اليقظة، تراني دوما، أفكر في مواقف حصلت من قبل أو لم تحصل، أنشأ حوارات وهمية مع أشخاص أعرفهم، وأحيانا يكون التخيل تمثيلا، أي أمثل أن الشخص أمامي وأنا أحاوره، فعلا بات الأمر يقلقني؛ لأنه طال كثيرا، فقدت التركيز تماما وخاصة في دراستي! فعلاماتي باتت تتدهور شيئا فشيئا، مع أني ولله الحمد محافظة على صلواتي وعلى وردي القرآني وأسعى لحفظ كتاب الله، لكن عقلي مشوش دائما ومشتت، أبكي لحالي البائس، فهل من نصيحة جزاكم الله خيرا. أمر آخر لو تكرمتم، زميل لي كان يود خطبتي، حاول الحديث معي في مواقع التواصل لكنني أوصدت جميع المنافذ ولم أترك له ثغرة ليصل إلي بها، حاول الحديث مع صديقاتي ليعرف رأيي ومن ثم يتقدم لخطبتي، هن أيضا لم يسمحن له بذلك، لا أنكر أني تحدثت معه مرة أو مرتين في المؤسسة في هذا الموضوع وأنا نادمة لأني سمحت بذلك، مع أنه كان يعبر عن رغبته الشديدة في الحلال، على كلٍ بعد فترة سمعت بخطبته، ومنذ ذلك الحين وهو لا يبرح مخيلتي، مع أني لا أبدي له لا إعجابا ولا حبا، لكن موضوع التفكير فيه أرقني وشتتني، أفقدني التركيز! وهو من بين الأشخاص الذين أنشأ معهم لقاءات وهمية، مع أني لا ألتقيه في الواقع، أفكر في حياتي معه في المستقبل وفي مواقف سابقة، ماذا أفعل؟ لأني في حالة ضياع! أرجو إفادتي، ورجاء اذكروني في دعواتكم، وبارك الله فيكم ونفع بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك -بُنيّتي- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك إطرائك على العمل الذي نقوم به، فجزاك الله خيرًا، وأحمدُ الله تعالى لك على حرصك على الصلاة والذّكْر والورد القرآني، فبارك الله فيك، وزادك علمًا وتقوى وهدى بإذن الله تعالى، وكنتُ أحب أن أعرف ما الدِّراسة التي تدرسِينها، هذا يمكن أن يُعطيني مُؤشِّرًا في طبيعة الإجابة. على كلٍّ: من الواضح -بُنيّتي- أن عندك خيالاً خصبًا يتجلّى من خلال كثرة أحلام اليقظة والتفكير، ولاشك أن الأمر إذا زاد عن حدِّه انقلب إلى ضدِّه، فبدأتْ أحلام اليقظة هذه تُؤثّرُ على تركيزك وعلى دراستك، من المهمُّ هنا -وهذا يُفيد في الحياة بشكل عام- أن نحاول الانتقال من النظرة السلبية إلى النظرة الإيجابية، فأنتِ عندك خيالٌ خصبٌ لذلك تتخيّلين المواقف والحوارات، هذا الأمر له جانب سلبي، إلَّا أنه أيضًا له جانب إيجابي، فيمكن أن تُطوري عندك هذا وتستغلّيه بشيء مفيد، كالكتابة الروائية أو غيرها، وهذا يتطلَّبُ أن تتعمّقي في هذا الموضوع وتدرسيه، ومن هنا كنتُ سألتُك عن مجال دراستك. أمَّا بالنسبة للشاب الذي كان يرغب في خِطبتك، إلَّا أن الأمور لم تَسِرْ كما أراد هو، المهم أن هذا الشاب اختار طريقًا آخر في حياته، ولكن من الطبيعي أن تُفكّري فيه بين الحين والآخر، وأن تتصورّي أو تتخيّلي حواراتٍ بينك وبينه، وخاصّةً إذا تذكّرنا قُدرتك على الخيال الخصب، فهذا أمرٌ طبيعي، وهو سيخفّ ويختفي من خلال الزمن، وخاصة عندما تشغلين نفسك بأمورٍ أخرى أكثر فائدة لك. ولعلَّ الله تعالى في الوقت المناسب يُقدِّرُ لك مَن يُمكن يخطبك وتُؤسِّسي معه حياةً وأسرةً سعيدة في الوقت المناسب حسب تقدير رب العالمين. فإذًا حاولي أن تصرفي قُدرتك على التخيُّل في عملٍ مفيدٍ كالكتابة والتأليف وغيرهما، وكذلك اصرفي انتباهك إلى أمورٍ أخرى ترغبين عملها كهوايات مفيدة نافعة. وأخيرًا: لن ننساك -بُنيتي- من دعوةٍ صالحةٍ في ظهر الغيب، وأدعو الله تعالى لك أن يُبارك في عمرك، ويجعلُك ليس فقط من الناجحات بل من المتفوقات، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. مأمون مبيض
2,489,393
2022-08-28
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من قلة التركيز والبعد عن الذات، فماذا أفعل؟
السلام عليكم منذ 13 عامًا، وأنا أعاني من كثرة السرحان، وأتخيل أمورا أرغب بحدوثها، أو أعيد مواقف أتمنى لو حصلت! كما أعاني من قلة التركيز، وأرق وصداع مستمر، وقد استمر الموضوع حتى أصبحت يوميا ولساعات أقوم بوضع السماعات، وتشغيل الأغاني الصاخبة، ليس بغرض الاستماع، وإنما لكي أعزل نفسي عن الواقع وأندمج في مخيلتي، مع الركض بسرعة خلال هذه المدة. اشتد الوضع سوءًا، حتى أثر على علاقاتي الاجتماعية، وأصبحت سريعة الانفعال والغضب والانطوائية، لا أستطيع التحدث مع أحدهم لأكثر من ثلث ساعة في حال حدثني أحدهم، كما أنه أثر وبشكل واضح على مستواي الدراسي، حيث أني كلما رغبت بالدراسة لا أستطيع ذلك؛ بسبب الأحلام التي أرسمها، ورغبة عقلي الملحة في الركض. استمر الوضع يسوء، حتى أصبحت أشعر بالاكتئاب، أتصنع السعادة، أحيانا أشعر برغبة في البكاء والصراخ ولا أستطيع، وتجدني في ذات الوقت أضحك وكأن لا شيء بي. دائما ما كنت أعتقد أن ما يحدث لي ما هو إلا نتيجة إهمال وكسل ليس إلا. حاولت مرارا بمنع نفسي عن تلك الأحلام والتقرب إلى الله، ولكن دائما ما كنت أعود إلى نقطة الصفر. تناولت عقار فافرين لمدة 4 أشهر، وشعرت بتحسن كبير، ومن ثم امتنعت عن تناوله، وعادت الأعراض بالتدريج مرة أخرى. الان أشعر وكأني شخص كان في غيبوبة لمدة 23 عاما ثم استيقظ، لا يتسطيع تمييز ما يحب وما يكره وما يرغب، ماذا يريد أن يصبح؟ لا أعلم ماهو شغفي وهدفي، مهما حاولت البحث عن ذلك، حياتي متوقفة تماما، لا أشعر بتقدير الذات، ولا أذكر متى آخر مرة كنت سعيدة بها؟ دائما ما كنت أعاني من التهميش، فكرت بالانتحار كثيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الموقع، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد. قطعًا كثرة السرحان والدخول في أحلام اليقظة كثيرٍ جدًّا عند الناس في سِنِّ اليفاعة، وقد بدأ الأمر معك في حوالي سنِّ العاشرة، ومن المفترض أن يقلّ تدريجيًّا حتى ينتهي في هذا العمر أو في هذه المرحلة من العمر الذي التي فيها الآن. الآن أنت أصبحت أكثر استيعابًا لحقائق الحياة ولطريقة التفكير، ولذا يجب أن يكون لديك الإرادة والقبضة الصحيحة على مسار أفكارك. دائمًا أرسلي لنفسك رسائل إيجابية، أن التفكير الذي لا داعي له يجب ألَّا يُهيمن عليك، وهذا الأمر حقيقة يستطيع الإنسان أن يُدعم التغيير في أفكاره ومشاعره وأفعاله من خلال برامج يومية مُحددة. إذا أحسنت إدارة وقتك وكان لديك أشياء لابد أن تقومي بها في أثناء اليوم وبصورة ملزمة؛ قطعًا فكرك سوف يتحوّل، لأن الإنسان لا يمكن أن يقوم بفعل شيءٍ إلَّا إذا فكّر فيه، ولابد أن يستشعر هذا الشيء. مثلاً: إذا أردتِّ أن تقومي - مثلاً - بصلة أحد أرحامك، قريبة لك مثلاً كبيرة في السن لم تزوريها منذ فترة، هذا عمل رائع جدًّا، لكن يتطلب التفكير، يتطلب مشاعر مُعينة، ويتطلب الأداء، وبهذه الكيفية تدعم الإيجابيات. هذه أمور بسيطة لكنّها مهمّة جدًّا. إذًا اجعلي لنفسك برنامج يومي، وتجنّبي السهر؛ لأن السهر أيضًا يُؤدي إلى إجهاد نفسي، والإجهاد النفسي يُؤدي إلى السرحان والتفكير غير المنطقي. النوم الليلي المبكّر فيه فوائد كثيرة، لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية، والإنسان يستيقظ مبكّرًا، ويؤدي صلاة الفجر، ومع حُسن التركيز في تلك الفترة يمكنك أن تدرسي مثلاً لمدة ساعة قبل أن تذهبي إلى الجامعة. الدراسة في ذلك الوقت الساعة الواحدة تُعادل ساعتين إلى ثلاثة من بقية اليوم. أيضًا عليك بتمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء التأمُّلية، هذه معروفة جدًّا، والتي يكون الإنسان فيها فعلاً في لحظة استرخاء واستجمام واستغراق ذهني إيجابي، هذه سوف تفيدك. يمكن أن تُدرّبك عليها الأخصائية النفسية، أو يمكنك أيضًا أن تلجئي إلى أحد المواقع التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، خاصة تمارين الشهيق والزفير، مع حصر الهواء في الصدر، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها وإطلاقها، مع التأمُّل والتفكّر، تمارين عظيمة جدًّا وممتازة جدًّا. أيضًا الصلات الاجتماعية ذات الأهداف النبيلة، دائمًا تقوّي الإنسان، وتجعل فكره بعيدًا عن أحلام اليقظة، مثلاً: انضمامك لمجموعة تحفيظ للقرآن، هذا قطعًا سوف يرتقي بفكرك، وسوف يكون له عائدًا إيجابيًّا جدًّا عليك. أريدك منك أن تحقّري أي فكر وسواسي، ولا تخوضي فيه، ولا تخضعيه للمنطق ولا تسترسلي فيه، وانتهي عنه، وانصرفي إلى فكر آخر أفضل وأحسن، هذا مهمٌّ جدًّا، ومن خلال المشاركات الإيجابية في الأسرة ينصرف عنك الفكر الوسواسي، ومن ذلك بر الوالدين، وصلة الرحم والتواصل مع الصديقات الصالحات، وبهذا ترتقي الصحة النفسية للإنسان ويكون طيب النفس وعلى خير بإذن الله. لك تجربة إيجابية جدًّا مع الفافرين؛ فلماذا لا تبدئين في تناوله الآن؟! خاصةً أنه دواء غير إدماني، ولا يُؤثّر على الهرمونات النسائية، أنا أقترح عليك هذه المرة أن تبدئيه بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، وهذه ليست مدة طويلة، ثم تناولي مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء. إكمال ستة أشهر على العلاج سيكون له عائد إيجابي جدًّا بالنسبة لك. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,481,770
2022-04-05
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلام يقظة تطورت إلى قلق ووسواس، ما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المفيد، وأرجو من الله أن يجعله في ميزان حسناتكم. أنا شاب بعمر 25 عاماً، وأدرس في كلية الهندسة، مشكلتي أني كثير التخيل، حيث أني منذ الطفولة أقضي معظم ساعات اليوم في أحلام اليقظة. المشكلة تطورت كثيراً منذ 5 شهور تقريباً؛ حيث إني صرت غير قادر على التركيز أثناء التحدث مع الناس، بسبب أني عندما أتحدث أتخيل وجود أشخاص آخرين موجودين في المجلس ويسمعون كلامي، ويثنون ويعجبون بما أقول، وأعلم أنه خيال ولكنه خيال قسري! ذهبت إلى طبيب أعصاب وأخبرته بمشكلة التركيز فعمل لي رنيناً للدماغ، والنتيجة جيدة، والحمد لله، وحولني إلى طبيب نفسي. أخبرت الطبيب عن ضعف تركيزي سواءً بيني وبين نفسي أو بيني وبين الناس، يكون أكبر بكثير، ولكن لم أجرؤ أن أخبره بأحلام اليقظة فأخبرني أني مصاب باضطراب القلق العام وأعطاني citoles 20 mg. الآن سأحاول سرد الأعراض بالتفصيل لكم: عند الحديث أو الاستماع للآخرين، تأتيني أحلام يقظة قسرية، مما يجعلني أتوتر بشكل كبير، فاقدا تركيزي ولا أفهم معظم ما يقال لي. أحلام اليقظة التي عندي تأخذ طابعاً وسواسياً، فكلما أقول: إني لن أدخل بها أجد نفسي قد دخلت وأبدأ بالتركيز عليها. عندما أكون في المحاضرات يأتيني شعور أني لا أستطيع التركيز، ولا الفهم أبداً، وبالفعل هذا ما يحصل، ولكن أثناء الدراسة في المنزل أستطيع فهم الدروس حتى الصعبة، مع أني متفوق جداً في المواد التي تعتمد على الرياضيات والمنطق. أعاني من توتر لدرجة أني أحس بفقدان الوعي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أسأل الله لك العافي والشفاء والتوفيق والسداد. كما تفضلت لديك طاقات نفسية قلقية منذ الطفولة، لأن أحلام اليقظة ترتبط بالقلق، وما يحدث لك الآن - أيها الفاضل الكريم - هو نتيجة لما نسميه بالقلق التوقعي، أي أنك قبل أن تبدأ في أي شيءٍ تتوقع أنه سوف يحدث لك كذا وكذا، فعلى ضوء ذلك تبدأ الأفكار تتداخل، مثلاً وأنت داخل المحاضرة قطعًا تأتيك بعض الأفكار التي - كما وصفتها - هي أحلام يقظة، وهي حقيقة ليست ذات أهمية. أنا أعتقد أنك محتاج أن تُقلِّل وتتحكّم في القلق الاستباقي، والقلق الاستباقي يمكن للإنسان أن يتخلص منه من خلال: ألَّا تعتقد أن ما حدث لك فيما مضى سوف يحدث لك الآن، هذا مهمٌّ جدًّا. النمطية في التفكير تقود الإنسان إلى النمطية في المشاعر، أي الذي حدث بالأمس أو قبل الأمس سوف يحدث الآن أيضًا، لا، الإنسان يتغيّر، الإنسان يتجدد، الإنسان يتطور، ويحدث له النضوج النفسي ولا شك في ذلك. هنالك أساسيات للاستفادة من هذه الطاقات النفسية السالبة وتحوّلها إلى طاقات إيجابية، من أهم الأشياء هو: ممارسة الرياضة بانتظام، هذا مهم. ثانيًا: ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفّس المتدرجة، تمارين قبض العضلات وشدها، تمارين التأمُّل والتدبُّر، تمارين ما يُسمّى بالاستغراق الذهني، هذه كلها مفيدة، ويجب أن تلجأ إليها. إذا درّبك الأخصائي النفسي على تمارين الاسترخاء هذا سيكون أفضل، وإن لم تستطع ذلك يمكنك أن تستفيد من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب والتي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين. حُسن إدارة الوقت والتخلص من الفراغ أيضًا من الأساسيات والضروريات التي تُساعد في تحسين التركيز، وتُقلّل كثيرًا من الشعور القلق المتواصل، ومن أفضل كثيرًا أن تبدأ بداية صحيحة فيما يتعلق بحسن إدارة الوقت، وذلك من خلال: النوم الليلي المبكّر، وتجنُّب السهر. النوم الليلي المبكّر يُؤدي إلى استرخاء كامل في الجسد، ويُؤدي إلى تنظيم إيجابي جدًّا في خلايا وكيمياء الدماغ، ويستيقظ الإنسان نشطًا، يُؤدي صلاة الفجر بكل خشوع، وبعد ذلك يمكن أن تبدأ تمارين رياضية إحمائية، وبعد شُرب الشاي والاستحمام - وخلافه - تبدأ في المذاكرة. البكور فيه بركة عظيمة جدًّا، ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها) وقال: (بورك لأمتي في بكورها)، وكما ذكرتُ لك النوم الليلي المبكر هذا يؤدي إلى ترميم كامل حتى في وجدان الإنسان من وجهة نظري وبدون أي مبالغة، فعليك أن تستفيد من فترة الصباح للدراسة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي. هذه هي الأشياء الضرورية والمهمة، وأزيدُ على ذلك أن قراءة القرآن بتدبُّر وتُؤدة يُحسّن من التركيز كثيرًا. الدواء الذي وصفه لك الطبيب دواء ممتاز، فواصل عليه، وإن شاء الله تعالى سوف تجني فائدته، ويمكن أن تُدعمه بدواء آخر يُسمَّى (سولبيريد) بجرعة خمسين مليجرامًا في الصباح لمدة شهرين مثلاً، هذا أيضًا يُقلّلُ كثيرًا من القلق ومن أحلام اليقظة، لكن شاور الطبيب حول إضافة السولبيريد. أخي الكريم: حاول دائمًا أن تكون مستمعًا جيدًا، لأن هذا يُحسّن من التركيز. اعزم وصمّم أن تكون مستمعًا جيدًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,481,407
2022-04-04
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أشكو من عدة أعراض نفسية وتخيلات، فكيف أتخلص من هذه الأعراض؟
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حقيقة أشكر الموقع على كل ما قدمه من مقالات، وأفكار، واستشارات، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسنات القائمين بأمره. استشارتي باختصار أنني كنت في الفترة الأخيرة أعاني من اضطرابات نفسية، وشعور بالفراغ، وحالة غير مفهومة، وهذا عندما أكون وحدي، وغالبا ما أتخطاها وأعود إلى طبيعتي بعد فترة يوم أو اثنين، وفي نفس الزمن عندما تأتي هذه الحالة أكون مع المجتمع والناس طبيعيا جدا. ونقطة أخرى في بعض الأحيان بعد فترات تنتابني تخيلات أنني مثلا شخصا مؤثرا في المجتمع الذي أعيش فيه، وأن الناس يثنون علي، وشعور بعظمة وهيبة في نفسي، ومثلا عند التخطيط لفعالية معينة أكون مشاركا فيها يذهب كل تفكيري فيها طوال الوقت، حتى أخرج بصورة ممتازة فيها، وأنال لفت نظر الآخرين، ولكن لا أظهر هذا الشعور للآخرين. مع العلم أنني أدرس الطب، وأنا في بداية الطريق، مع ضغوط القراءة والضغوطات الأخرى، في بداية الحياة الجامعية أشتكي من عدم تنظيم الوقت، وقلة الهمة، والفراغ في داخلي، أرجو أن تفيدوني في هذا الموضوع. وأخيرا أتأثر كثيرا بمن حولي، تجدني مهتما بالناس كثيرا، ولا أستطيع قول لا لأحد؛ حتى وإن كان الأمر يؤثر على أولوياتي. أفيدوني جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عصام الدين حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية. كثير من الناس في مراحل التكوين النفسي والجسدي والوجداني يشعرون بتغيرات نفسية مختلفة، وقد لا يستطيعون تحديدها على وجه الدقة، وأعتقد هذا هو الذي تمرُّ به. هذه التغيرات تحصل طبعًا في فترة اليفاعة، فترة البلوغ والمراهقة وما بعد ذلك، قد تستمر مع بعض الناس، فلا تنزعج لهذه الحالات التي وصفتها بأنها غير مفهومة، هو نوع من القلق النفسي الذي يتحرّك داخليًّا. بالنسبة لموضوع التخيلات التي تأتيك: طبعًا هذا نوع من أحلام اليقظة، والإنسان في مثل عمرك كثيرًا ما يُمنّي نفسه ببعض الأشياء. لا أعتقد أن هذه الحالة حالة مرضية أبدًا، لكن طبعًا ألَّا تُسرف في هذه الأفكار. درجة القلق لديك مرتفعة نسبيًّا، لكن يظهر أنه قلق احتقن وأصبح سلبيًّا، لأنه لم يُوجّه التوجيه الصحيح، حيث إنك تشتكي من عدم القدرة على تنظيم الوقت وقلّة الهمّة والشعور بالفراغ الداخلي. أنا أنصحك – أيها الفاضل الكريم – أولاً: أن تثق في مقدراتك، فالله تعالى حباك بمقدراتٍ كثيرة، وأنت الحمد لله وبفضل الله استطعت الدخول لكلية الطب، وهذا دليل على أن مستواك العلمي أصلاً هو مستوى رفيع وممتاز. ثانيًا: لا تعش في الماضي، لا تعش مع هذه التغيرات السلبية التي بدأت معك منذ فترة، عش قوة الآن، لأن الحاضر دائمًا هو الأقوى، وهو الذي يمكن أن يبني الإنسان عليه. والإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، يجب أن نسعى دائمًا أن نجعل أفكارنا إيجابية، وأن نجعل مشاعرنا إيجابية، وأن نجعل أفعالنا إيجابية. وإيجابية الأفعال هي الأهم، لأن الفعل الإيجابي يُؤدي إلى فكر إيجابي ويؤدي إلى شعور إيجابي ... وهكذا. ثالثًا: أنت مطالب بأشياء بسيطة جدًّا: يجب أن تتجنّب السهر، لأن هذه هي النقطة المركزية والمعيارية فيما يتعلّق بحسن إدارة الوقت. تجنّب السهر، نم مبكِّرًا لتستيقظ مبكِّرًا وأنت مليء بالطاقات والنشاط النفسي والجسدي الإيجابي، وتُؤدّي صلاة الفجر، بعد ذلك تقوم بالاستحمام، وتشرب الشاي، وتدرس، تدرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهب إلى الكلية. الدراسة في البكور فيه خير كثير، وأصلاً وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بورك لأمتي في بكورها)، وكان من دعائه: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، والدراسة في الصباح الساعة الواحدة تُعادل ساعتين إلى ثلاثة من بقية اليوم، هذا أمرٌ مجرَّب ومعروف. فأريدك أن تبدأ هذه البداية القوية، نومٌ مبكّر، صلاة الفجر، يعقبه الاستعداد، ثم الدراسة لمدة ساعة، ثم بعد ذلك تذهب إلى الكلية، حين تذهب إلى الكلية وأنت بهذا الرصيد من الإنجازات لا شك أنك سوف تجد أن استيعابك أصبح أفضل، وتنتبه تمامًا في المحاضرات، وتركيزك سيكون على أفضل وجه. وبعد ذلك ترجع من الكلية، تأخذُ قسطًا من الراحة، ثم تدرس، تُرفّه عن نفسك قليلاً بأي شيءٍ جميل، تتواصل مع أصدقائك، ولابد أيضًا أن تمارس رياضة، الرياضة ترفع من الهمّة، وتُجدد الطاقات النفسية والجسدية. احرص على صلواتك في وقتها، وأنا أريدك أن تجعل الصلاة مرتكز لإدارة الوقت: ما هو الذي يجب أن تقوم به قبل الصلاة؟ وما هو الذي يجب أن تفعله بعد الصلاة؟ ... وهكذا. هذه خارطة فكرية معرفيّة ممتازة جدًّا لإدارة الوقت، ومَن يُدير وقته يُدير حياته، ومَن يدير حياته لابد أن ينجح. بقي أن أصف لك دواء بسيطًا، وذلك لتكتمل هذه المنظومة أو الرزمة العلاجية المتكاملة، عقار (فلوكستين) والذي هو مُحفّز للدافعية ومحسن للمزاج سيكون مفيدًا لك، تحتاج تتناوله لمدة قصيرة، تبدأ بجرعة كبسولة واحدة في اليوم فقط، عشرين مليجرامًا يوميًا، الجرعة الكلية هي أربع كبسولات في اليوم، لكنّك لا تحتاج لأكثر من كبسولة واحدة. إذًا تناول كبسولة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء. أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,477,367
2021-12-09
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
العيش في الخيال جعلني أتشتت وأنسى الكثير من الأمور، فما الحل؟
السلام عليكم. منذ صغري أعيش في الخيال، فأتشتت وأسرح وأنسى أمورا كثيرة، وهذا الأمر منعني من أن أتقدم في حياتي، وأجد نفسي أتكلم وأفعل حركات لا إرادية، فما الحل؟ وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نشكركم لتواصلكم معنا وثقتكم بموقعنا بني الكريم: لا يزال سنك صغيرا، ورغم ذلك أحسنت التعبير عما يدور في رأسك، وهذا مؤشر جيد على مستوى وعيك وذكائك. بخصوص الخيال الذي تسرح به دوما وتبتعد عن الواقع: هذا يشبه ما يسمى بأحلام اليقظة Day dreams، وهو الاستغراق في الخيال وقتا أطول من المعتاد. كل الناس تقريبا لديهم أحلام يقظة، فالفقير يحلم بالغنى، والفاشل يحلم بالنجاح، لكن الأسوياء لا يطول استغراقهم في الحلم فترة طويلة، وإنما يعودون إلى الواقع سريعا، أما إذا طال استغراق الشخص في الخيال منفصلا عن الواقع فهذا يدخل إلى دائرة الاضطراب النفسي، وبالتالي يحتاج إلى علاج نفسي. هناك أسباب متعددة لحدوث هذه الحالة: - منها ضعف الثقة بالنفس، وعدم الإيمان بالقدرات الشخصية، وأنه لا يمكنه النجاح مثلا، أو تحقيق الهدف الفلاني. - ومنها الشعور بالإحباط والفشل بعد أن حصل على نتيجة تخالف توقعاته، وبالتالي فهو يريد أن يهرب من الواقع الأليم إلى عالم الخيال الخصيب والممتع. ويحدث أن يتعلق الحالم بالأحداث والأشخاص الذين يحلم بهم، بينما من يصابون بالفصام لا يحدث عندهم هذا التعلق، بل لديهم مشاعر متبلدة. عموما -بني العزيز- انظر ما هي المشاكل التي تؤرقك واعمل على حلها، واستعن بالكبار الناصحين من حولك حتى يعينوك على تجاوز هذه المشاكل التي تسبب لك الإحباط والقلق. كما ننصحك بزيارة الطبيب النفسي لتقييم وضعك. وحتى تتجاوز جزءا من هذه المشاكل: - احرص على ترتيب وقتك، ونظم أوقات مذاكرة دروسك. - حافظ على الصلاة جماعة في المسجد، فهذا يجعلك تتكيف مع الواقع الاجتماعي أكثر. - لا تستغرق كثيرا في الألعاب الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. - خطط لطلعة مع العائلة أو بعض الزملاء في نهاية الأسبوع تتداولون فيها أخباركم الشخصية، وتمرحون في إجازة نهاية الأسبوع. نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.
أ. فيصل العشاري
2,477,570
2021-12-06
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في خجل واختلاق شخصيات وهمية!
أنا شاب أبلغ من العمر ٢٠ عاما، أعاني من مشكلة تسيطر على حياتي بدأت قبل تقريباً ٣ سنوات عندما أعجبت بفتاة وكان الحب من طرف واحد. وذلك لأن الخجل يمنعني من أن أخطو أي خطوة تجاه هذه الفتاة حتى عندما أتخيل نفسي أتقدم لخطبتها، تأتيني أعراض منها ضيق تنفس، وتسارع ضربات القلب، وتعرق والإحساس بحرارة شديدة، وغثيان ودوار، مع العلم أن الخجل يمنعني حتى من التحدث مع أي فتاة حتى ولو كانت زميلة في الجامعة بعد ذلك أصبحت تأتيني تخيلات غريبة سيطرت عليّ بالكامل حيث أتخيل نفسي أتحول إلى شاب آخر وسيم وغني، مع العلم أن مظهري مقبول جدا وحالتي المادية جيدة -الحمد لله-، وصاحب كاريزما واختلقت ثلاث شخصيات كل شخصية لها تصرفاتها وحياتها واسمها الخاص، وأصبحت أعيش في تلك الشخصيات حتى أنسى اسمي ونفسي، وأصل إلى مرحلة التصديق التام بأني أحد تلك الشخصيات التي اختلقتها وحتى في أحلامي عندما أنام في الحلم لست أنا بل أحد تلك الشخصيات. ولا أتذكر آخر مرة حلمت بأني أنا على شخصيتي الحقيقة، المشكلة هذه التخيلات أصبحت تسيطر علي بالكامل، وقد أهملت نفسي وعائلتي وعلاقتي بأصدقائي، وأصبحت أنظر لنفسي بازدراء كامل، وأصبحت تأتيني فكرة بأني لو مت سوف أتحول إلى أحد تلك الشخصيات. أرجو منكم المساعدة والنصيحة، وأنا أنتظر جوابكم وشكرا لكم، وآسف على الإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ علي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في الشبكة الإسلامية. من شروط كمال الصحة النفسية أن يكون الإنسان ذا شخصيةٍ تفاعلية خاصَّةً على النطاق الاجتماعي. الانكباب حول الذات والانطوائية والانغلاق يُدخلُ الإنسان في عالم داخلي ليس صحيًّا، فأنت أصبحتْ تتولّد لديك هذه الخيالات وأحلام اليقظة والتقسيمات المختلفة لشخصيتك؛ هذا كلُّه ناتج من الانغلاق النفسي الذي تعاني منه، وهذا يمكن اختراقه بسهولة جدًّا، أن تُكثر من التواصل الاجتماعي، ليس من الضروري أن يكون التواصل من خلال التعرُّف على الفتيات أو شيء من هذا القبيل، أبدًا، توجد أسس ممتازة جدًّا للتواصل الاجتماعي. مثلاً: لعب رياضة جماعية، هذا مفيد جدًّا، كرة القدم مثلاً، هنالك تفاعل شعوري وتفاعل لا شعوري (الْعَبْ، شُوت، هَات) هذه كلها تفاعلات إرادية وغير إرادية، وهي تفاعلات ممتازة جدًّا. إذًا الحرص على ممارسة رياضة جماعية. ثانيًا: الانضمام لحلق القرآن. تدارس القرآن مع مجموعة من الناس وبتوجيه من الشيخ أو المُحفِّظ أيضًا يُنمّي الشخصية ويُعطيها أُطرا اجتماعية فعّالة وقويَّة جدًّا. ثالثًا: أن تحرص دائمًا أن تجعل نبرات صوتك منضبطة حين تُخاطب الآخرين، وكذلك تعابير وجهك ولغة جسدك، خاصة حركة اليدين، لأن هذه الثلاثة تقريبًا هي التي تعكس المهارات الاجتماعية عند الناس. أحلام اليقظة التي ذكرتها والتقسيمات والانغلاق حول النفس: طبعًا هذا دليل على أن القلق الداخلي أصبح لديك يحتقن، ويتضخّم، فأرجو أن تُعبّر عن نفسك أيضًا، مجرد الكلام حول هذه الأشياء مع صديق، مع زميل، مع أحد تثق فيه من أسرتك؛ أيضًا يُمثِّلُ تفريغًا نفسيًّا إيجابيًّا، فلا تكتم أبدًا. بجانب ذلك ممارسة التمارين الاسترخائية، تمارين الاسترخاء تُرجع النفس إلى أصلها الاسترخائي، إلى أصلها الانبساطي، لا تكون هنالك أي نوع من اليقظة الزائدة أو المنخفضة، وتقلّ مراقبة الإنسان لأفكاره. الشخص الذي ينخرط في أفكارٍ مثل الذي يحدث لك تجده سريعًا وكثير المراقبة لكل فكرة تأتيه، هذا أمرٌ غير مرغوب فيه، لأنه يزيد أيضًا من التوتر ومن القلق. هذه – أخي الكريم – هي نصائحي لك، وأيضًا أحلام اليقظة من النوع الذي تكلّمت عنه يحمل شيئًا من الوسواسية، الوسواسية تكون مرتبطة بالقلق، وفي هذه الحالة أنا سأصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، سوف يُساعدك أيضًا في ترتيب أفكارك وإخراجك من هذا النفق، الدواء يُسمَّى (فافرين Faverin) واسمه العلمي (فلوفوكسامين Fluvoxamine) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. هذه جرعة بسيطة جدًّا؛ لأن الجرعة الكلّية من هذا الدواء هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكنك لا تحتاج لأكثر من هذه الجرعة الصغيرة، وكما ذكرتُ لك سلفًا الدواء سليم وغير إدماني وفاعل إن شاء الله، مع أهمية الالتزام بالإرشادات التي ذكرتها لك. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,472,609
2021-08-22
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتخلص من أحلام اليقظة التي تعيق حياتي؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بفضل الله والحمد لله أشعر بالرضا، وتيسرت لي فرص جميلة لأكون فتاة ملتزمة بصلاتها، هداها الله إلى الطريق المستقيم، ونسأله أن يلحقنا بالصالحين، ومتفوقة دراسيًا ولا أشعر بضعف حقيقي، بل كباقي الناس تأتي فترات أشعر بالتعب، ثم أنهض بقوة، لكن أعاني من مشكلة وهي أحلام اليقظة، أعلم نفسي، ألجأ إليها لإشباع رغباتي سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، وأعلم إنه شيء خاطئ، لكني أمر بها منذ الصغر، فكل ليلة كنت أتخيل نفسي شخصًا يلعب دورًا مهما، وأنا أقوم بذلك لأنه يشجعني للتعلم والبحث. المشكلة الحقيقية هي أنها تأخذ من وقتي كثيرًا، وتعيق حياتي، وتحديدًا في بعض التخيلات التي تقوم على إشباع الرغبات العاطفية، فأنا أشعر بالذنب، وأخاف الله بسبب تكراري لها، كما أني مقبلة على فترة مصيرية لحياتي العملية ونفسي تُعيقني. لا أستمع للأغاني، وكنت قد بدأت بحفظ القرآن، ولا أتابع المسلسلات ومثلها، فأرجو منكم الدعاء لي، واقتراح بعض الأمور التي قد تساعدني على التخلص من هذه الأحلام، خاصة العاطفية أو السيطرة عليها. شكراً لكم لجهودكم في هذا الموقع، فقد أفادني بتعلم الإسلام وقضايا أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو. نحن سعدنا بهذا الطموح العالي، وننتظر أيضًا أن تكوني رقم ووضع في هذه الحياة، والمرأة والفتاة تخدم دينها مرتين: تخدم دينها بنفسها، وتخدم دينها بالأجيال الذين يمكن أن تُخرجهم للأُمّة، فنسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأرجو أن تشغلي نفسك بالمفيد. الحمد لله أنك ملتزمة بالصلاة، فزيدي من النوافل، واحرصي على تلاوة كتاب الله، واحرصي على شغل نفسك بالدراسات المفيدة، واكتشفي مواطن القوة والقدرات والمواهب التي وهبها لك الوهَّاب سبحانه وتعالى، واستمري في تواصلك مع الموقع، واتخذي من الصالحات المُصلحات، اتخذي من علاقتك بهنَّ عونًا لك على ما أنت فيه من الطاعات. سعدنا لأنك لا تسمعين الأغاني ولا تتابعين المسلسلات. أمَّا بالنسبة للأفكار التي تأتيك فأرجو ألَّا تتمادي معها، فمجرد ما تأتِ الفكرة من أحلام اليقظة – وخاصة في الأمور العاطفية – أرجو ألَّا تستمري معها، واشغلي نفسك دائمًا بالمفيد، وتجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. من الحكمة أن يُؤجّل الإنسان هذه الأمور حتى يحين وقتها، وأنت فتاة -إن شاء الله-، نسأل الله أن يطرق بابك صالحٌ يُعينك على طاعة الله وتُعينينه لذلك من المهم طرد هذه الأفكار من البداية، يعني المرفوض هو التمادي معها خاصة الأفكار العاطفية قبل أن يحين وقتها، لأنها تُتعب الإنسان وتُشوش عليه. ننصحك كذلك بممارسة أنشطة بدنية، يعني: أعمال في البيت، هوايات فيها مجهود، أيضًا القراءة المفيدة في هذا الجانب، وطبعًا عليك بالصوم أيضًا فإنه وجاء، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-، فإذا اتخذ الإنسان هذه الوسائل (التأجيل، والأنشطة الرياضية أو التي فيها إجهاد للإنسان، الأنشطة العلمية، الأنشطة الروحية: الصيام والتلاوة والذكر)، هذه كلها وسائل تُعينك على تأجيل البرنامج العاطفي الذي يمكن أن يُشوّش عليك. أمَّا بالنسبة لبقية الأحلام: أيضًا أرجو أن تكون في حدود المعقول، وأيضًا التمادي معها يأخذُ بعض الوقت، ولكن إذا اجتهدتِّ على نفسك في إعداداها، واعلمي أن البدايات المُحرقة تُوصل إلى نهايات مُشرقة، فما من فتاةٍ تعبت في التلاوة والحفظ والقرآن والسجود لله، ثم في تطوير مهاراتها الحياتية؛ إلَّا وكان لها موقع في هذه الحياة. نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك، وهنيئًا لك علوّ الهمّة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
د. أحمد الفرجابي
2,471,006
2021-06-29
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
مشكلتي فقدان الرغبة في الحياة وأحلام اليقظة، ساعدوني.
السلام عليكم. لن أطيل، وسأحاول الإيجاز، أنا في السنة الثانية في كلية الطب، الصغرى من الأبناء، أعاني من أحلام اليقظة منذ كنت في الثالثة عشر من عمري، هروبا من الواقع وتحقيق الكثير من الأمنيات، والدي فاقد البصر وعصبي، ولدينا الكثير من المشاكل، حيث لا يخلو منزلنا يوما من الصراخ، والكثير من الأمور المعقدة لا يسعني كتابتها. قضيت معظم سنوات عمري وحيدة في المنزل، لا أحد يفهمني، وأصبحت عصبية وأتصرف بقسوة مع من هم حولي، لكن خارج المنزل لطيفة ومرحة، رغم أن داخلي يرفض ذلك التصرف مع أهلي، لكن أسلوبهم وعدم تفهمهم وسيطرتهم جعلتني لا أهتم، فأغلق على نفسي باب غرفتي، ولا أطيق معاملة الأشخاص. مع العلم ـنني لا أخرج من المنزل بسبب عدم وجود مواصلات، وكثير من الأمور لا يمكنني فعلها بسبب ذلك، وألتزم الصمت إلا أني فقدت شخصا عزيزا علي، وكنت في سنتي الدراسية الأخيرة في المدرسة، وكانت المرة الأولى التي أفكر بماذا أريد، أو أتحدث عن رغبتي بالدراسة. أنا غارقة في أحلامي والبكاء على وسادتي، كلما يؤذيني شخص أجعل علاقتي به محدودة، لا أثق بأحد، ولا أتحدث مع أحد عن أبسط الأشياء وإن كان ذلك أقرب الناس لي، أصدقائي قلائل رغم معرفتي بالكثير. الحمد لله الآن أدرس في الخارج، وقد اجتزت مرحلة صعبة، وأحاول اجتياز الباقي، وكأني لم أعش إلا السنتين الماضيتين، لكن ما إن أعود للمنزل إلا وأغرق بأحلام اليقظة وأكره نفسي، ولا أرى أن لحياتي معنى، ولا أريد فعل شيء حتى أحلامي أعلم أن الكلام كثير وغير منظم، لكن أتمنى المساعدة بقدر ما تفهمتم من المشكلة، شاكرة لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: كثيرة هي المواقف التي تؤثر فينا نتيجة لطريقة تفسيرنا، ومدى إعطاء قيمة لتلك المواقف، فأحياناً إعطاء الأمر اهتماما زائدا والتفكير فيه بشكل دائم يجعله يبدو من الصعب التغلب عليه والخلاص منه، وعلى العكس، في حال التعامل مع الأمر ضمن حدوده ومدى أهميته، فهذا يجعلنا أكثر ارتياحا وتكيفاً مع مشكلاتنا الحياتية اليومية. فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله: - تطبيق طريقة التجاهل: والتي تكمن في عدم الاهتمام لكل كبيرة وصغيرة، فأحيانا التركيز المفرط يجعلنا أكثر حساسية للكلمة والنظرة والحركة، وبذلك وكأننا نسلم أنفسنا للمعاناة النفسية المتمثلة في التفكير في فلان وفلانة وماذا قلت أنا؟ وكيف أجابني؟، وكان علي أن أقول كذا وكذا. - ثقي أن الحياة تسير ولا تكترث لحزننا وهمومنا، وتتركنا غارقين بما نحن فيه، وكأنها تقول لنا إذا لم تتخلصوا بما أنتم فيه بسرعة سيأتيكم ما هو أشد وأكبر، وبالفعل هذا ما يحدث، فعندما لا نتعامل ونتخلص من مشكلاتنا، فسرعان ما نتفاجأ بأمرين: إما أن هذه المشكلات تكبر وتتطور، أو نتفاجأ بمشكلات جديدة تضاف لما نعاني منه، مما يجل تعاملنا بما نحن فيه يزداد صعوبة. - انعزالك، وهمومك، وحزنك، لا يؤثر إلا بك، لذا الأفضل البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع ظروفك، مثل: إعادة تنظيم وقتك، التحدث مع للآخرين بشكل لا يسبب لك المشكلات وهنا عليك تجنب مواطن الخلافات. - صنفي المشكلات حسب أولويتها وشدتها، وتعاملي معها من المهم إلى الأقل أهمية، واعملي على إلغاء بعض الأمور البسيطة التي لا قيمة لها واعمل على تجاهلها نهائياً. - من الأدعية المأثورة في السنة الشريفة للتخلص من الهم والحزن: اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي). (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ). (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ). (دعوةُ ذي النُّونِ إذ هوَ في بَطنِ الحوتِ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). (دَعَواتُ المَكروبِ: اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ). (اللهُ؛ اللهُ ربي ، لا أُشركُ به شيئًا). (اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ). وفقك الله لكل خير.
د. عبد الرحمن جرار
2,466,629
2021-02-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية.
السلام عليكم. أنا طالبة، عمري 17 سنة، أعاني من عدم التركيز، وتشتت، وأنسى بشكل كبير، ومن أحلام اليقظة، أو بالأحرى أعيش في تفكير مستمر يمنعني من التركيز على حياتي الواقعية. الأمر بدأ يتفاقم، فلم أعد أتحكم في نفسي وانفعالاتي، الشعور بالذنب وتأنيب الضمير يقتلانني، أحس أنني فاشلة، وأني شخص سيء، ولا أرضى عن إنجازاتي. أحاول تنظيم حياتي، ولكني عاجزة عن الالتزام، لقد تفاقمت حياتي إلى درجة أنني لم أعد أفرق بين عقارب الساعة ، أرجو النصح فقد تعبت.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية. في استشارتك السابقة والتي رقمها (2417468)، والتي أجبنا عليها بتاريخ 24/11/2019 أسدينا لك الكثير من النصائح المتعلقة بنمط حياتك، فأرجو أن تكوني قد التزمت بذلك، لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة الواقعية والمُجدية للتغيير، والله تعالى أعطانا كبشر القدرة على التغيير. أنت صغيرة في السِّن، وتمرين قطعًا بمراحل بيولوجية ونفسية ووجدانية واجتماعية، مشاكل الهوية، مشاكل الانتماء، هذه صعوبات عادية جدًّا تمرُّ في مثل حالتك، وحالة القلق والتوتر التي تعانين منها هي التي أدَّت إلى إضعاف التركيز عندك، وهذه يمكن حقيقة تفعيلها بصورة إيجابية جدًّا، أي أن تجعليها من طاقة سلبية إلى طاقة نفسية إيجابية. وأوَّل خطوات الترتيب الصحيح في نمط الحياة هو أن تتجنبي السهر، وأن تحرصي على النوم الليلي المبكّر، في كل ليلة اذهبي إلى الفراش مبكِّرًا، بعد صلاة العشاء مثلاً بساعة، أو في أقصى الأحوال ساعتين، وأن تتأمَّلي في شيء طيب، تقرئي أذكار النوم، وتنامي، هذا النوم المبكّر يؤدي إلى استقرار كامل في الخلايا الدماغية، وهذا ينتج عنه الاستيقاظ مبكّرًا، وأداء صلاة الفجر، وسوف يكون هنالك إحساس كبير بحسن التركيز والإنجاز، وهذا هو الوقت الذي تبدئين فيه دراستك قبل أن تذهبي إلى مرفقك التعليمي. إذًا دراسة ساعة واحدة في الصباح هي من أكبر الإنجازات التي سوف تُساعدك على الاستقرار النفسي، وتحدَّ من أحلام اليقظة والتشتت الذهني والانفعالات السلبية. الإنجازات الصباحية تُحسّن الدافعية عند الإنسان. وبعدها ضعي خارطة لإدارة وقتك في بقية اليوم: بأن تأخذي قسطًا من الراحة، ترفّهي عن نفسك بشيء طيب وجميل، تحرصي على العبادات خاصة الصلاة في وقتها، الجلوس والتفاعل الإيجابي مع الأسرة، والحرص على بر الوالدين دائمًا، وهكذا ... هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة المثلى. وأحلام اليقظة هذه يمكن أن تتخلصي منها، أو تجعليها أكثر إيجابيةً، مثلاً بأن تتصوري نفسك بعد أربع أو خمس سنوات من الآن: أين أنت؟ إكمال الدراسات الجامعية، إن شاء الله الزواج، وتضعي الآليات، وتضعي الطُّرق والوسائل التي تُوصلك إلى غاياتك. الله تعالى حبانا وأعطانا وزوّدنا بالقدرة على التغيُّر. الإنسان ليس كيانًا جامدًا، لا في تفكيره ولا في عواطفه ولا في وجدانه، وعملية التغيير هذه ممكنة جدًّا، وذلك من خلال حُسن تنظيم الوقت، وأن تكون لك طموحات، وأن تكون لك آمال، وأن تكون لك أهداف، هذا مهمٌّ جدًّا. أرجو ألَّا تعيشي في هذا الفراغ النفسي الاجتماعي. ممارسة الرياضة أيضًا تُقلِّلُ كثيرًا من أحلام اليقظة الشاردة والسلبية، وكذلك قراءة القرآن بتدبُّرٍ وبتمعُّنٍ، ويا حبذا لو حضرت بعض الدروس في تجويد القرآن، فهي الأساس المتين لأن يتدبّر الإنسان القرآن ويقرأه بصورة صحيحة، ويتأمَّله ويتدبَّره ويستفيد منه. هذه هي نصائحي لك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
د. محمد عبد العليم
2,465,691
2021-01-28
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام مخيفة ووسواس الموت
أعاني من وسواس الخوف بعد نوبة هلع مررت بها في أزمة كورونا في شهر مارس بعد فقداني الوعي بعض اللحظات. منذ ذلك اليوم وأنا أعاني من أحلام مخيفة، ودائماً أحس أني سأموت، وفي أحلامي أرى الأموات، أسألكم الحل والنصيحة، وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نسيمة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية. طبعًا قلق المخاوف موجود، وكثير من النساء لديهنَّ تجارب مع المخاوف في المراحل الحياتية المختلفة، بعد جائحة الكورونا نلاحظ أن الوسوسة والمخاوف والقلق زاد لدى بعض الناس. بالنسبة لك – أيتها الفاضلة الكريمة – نوبة الهلع هذه التي حدثت لك هي مجرد قلق نفسي حاد، يجب أن تفهمي أنها ليست خطيرة حتى وإن كانت مزعجة جدًّا. أنت ذكرت أنك فقدت الوعي لبعض اللحظات؛ هذا مستغرب بعض الشيء، لا نشاهد ذلك في نوبات الهلع، قد يكون الإنسان في حالة تركيز جيد في أثناء نوبة الهلع، والبعض يحس بخفة شديدة في الرأس، لكن فقدان الوعي ليس أمرًا مُعتادًا، ولذا أنا أنصحك بأن تذهبي إلى الطبيب لإجراء فحوصات طبية عامة، إن شاء الله كل أمورك الجسدية سوف تكون طيبة، لكن لا بد أن نتأكد من مستوى الدم لديك، هل لديك مثلاً نقص في الدم أدى إلى فقدان الوعي للحظات؟، يجب أن تتأكدي من وظائف الكلى والكبد، مستوى الدهنيات، ومستوى فعالية الغدة الدرقية، وكذلك مقاس مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12). هذه الفحوصات فحوصات مهمة جدًّا، وإن شاء الله تعالى كلها تكون سليمة، ونوبات الهرع بالفعل تعطي شعورًا للإنسان أنه سيموت، ويكون لديه الكثير من المشاغل الوسواسية التي تُهيمن عليه حول الموت. أيتها الفاضلة الكريمة: كما تعرفين وأنا متأكد أنك على قناعة كاملة، ومطلقة أن هذه مجرد مخاوف، غير مؤسَّسة، ويجب أن تُحقّري الفكرة تمامًا، الآجال بيد الله تعالى، ولا أحد يعرف حقيقة متى سيكون أجله، والإنسان يعمل بكل قوة في الحياة، ليعيش حياة طيبة، ليعيش فاعلة، والخوف من الموت لا يؤخّر في أجل الإنسان ولا يُقدِّمه، {ما كان لنفس أن تموت إلَّا بإذن الله كتابًا مؤجَّلاً}، فأرجو أن تقومي بشيء من التمارين الذهنية التي من خلالها تُحقّري هذه الفكرة. هنالك أشياء ضرورية، منها: عدم الكتمان، حيث إن الذين يميلون للكتمان وعدم التفريغ النفسي الداخلي يكونون عُرضة لنوبات التوترات والهلع، كما أن ممارسة الرياضة – خاصة رياضة المشي – ستكون أمرًا مفيدًا لك. التفكير الإيجابي والانخراط في أعمالك المنزلية، والتواصل الاجتماعي، والحرص على واجباتك الدينية وواجباتك الزوجية، هذا كله فيه علاج، وفيه صرف انتباه أساسي. طبِّقي تمارين الاسترخاء، هنالك برامج على الإنترنت واليوتيوب ممتازة جدًّا، توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، وسوف أصف لك دواءً ممتازًا جدًّا، الدواء يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، ويُسمَّى علميًا (زولفت) و(لوسترال)، تبدئي في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا – وبعد عشرة أيام اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,461,593
2020-12-28
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلام اليقظة وعلاقتها بالخمول وضعف الهمة
اعذروني على التكرار، جزاكم الله خير الجزاء. أنا صاحب استشارة سابقة برقم (2456258)، أجابها الوالد الفاضل الدكتور محمد عبد العليم. لا تعلمون مدى انشراحي وتأثري بردكم على استشارتي، فقد شعرت براحة كبيرة وعزم وهمة لم أشعر بهما منذ فترة طويلة. أردت أن أضيف فقط -بعد إذنكم- أنني أعاني من أحلام يقظة شديدة، وانفصال عن الواقع بدرجة كبيرة، فأظل أحلم فترات طويلة أربع أو خمس ساعات في اليوم، ومن تأثير الأحلام السيئة علي أنها تجعلني أرى أن مستقبلي في غير تخصصي الذي أدرسه، فأنا أحلم أنني سأصبح رجل أعمال وصاحب مشاريع، وأتخيل تفاصيل ذلك فأتجاهل واقعي ودراستي، وربما هذا من أسباب ضعف الهمة هو انفصالي عن الواقع وعدم تمسكي وتفاؤلي به، بل وانصدامي به إذا لم يوافق أحلامي، رغم أني أعرف أن بها من الشطحات الشيء الكثير، وسبق أن قرأت عن حالة تسمى Maladaptive Daydreaming، ووجدت أنها تناسب أعراض أحلام اليقظة التي أعاني منها تماماً، فهل هناك ما يمكن أن ترشدوني إليه للتخلص من هذه العادة القبيحة؟ كذلك أعاني من رهاب، وخوف، وخجل اجتماعي، وعقدة من الجنس الآخر لدرجة التلعثم بين الناس والنساء، وتأتيني نوبات من اليأس والقنوط من الدراسة والحياة بين فترة وأخرى، فلو تكرمتم بإعطائي نصائحكم ووجهات نظركم في هذا سواء بالعلاج الدوائي أو المعرفي السلوكي. ووددت أن أسألكم عن كيميائية الدماغ من الهرمونات والموصلات العصبية التي تضطرب بسبب العادة السرية والأفلام الإباحية أو الاستخدام العشوائي للأدوية النفسية، هل تتحسن مع الوقت؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد عبد الرحيم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وبالفعل قد قمنا بالإجابة على استشارتك التي رقمها (2456258) قبل ثلاثة أسابيع، وأشكرك على مشاعرك الإيجابية حول ما ذكرناه، وأرجو أن تُطبق، لأن في هذا حقيقة نجاح لك كبير. بالنسبة لأحلام اليقظة: ليست كلها مرفوضة، لأن محابس النفس يجب أن تُفتح أحيانًا عن طريق الخيال، ويجب ألَّا نكتم ونحتقن نفسيًّا، لكن الإنسان يجب أن يكون واقعيًّا ويتعامل مع أحلام اليقظة من خلال الاعتماد على الأفعال وليس الأفكار أو المشاعر، الإنسان هو عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، هذا هو مثلث الارتكاز فيما يخص السلوك الإنساني. الذين لديهم تشعبات وتوسُّعات خيالية –أو ما يُسمَّى بأحلام اليقظة– في هذه الحالة نقول لهم: يجب أن تكون لكم برامج يومية تديرون من خلالها وقتكم، هذا مهمٌّ جدًّا، وهذه البرامج اليومية يجب أن تُكتب على الورق، ويطبقها الإنسان، ونسبة التطبيق يجب ألَّا تقلَّ عن سبعين بالمائة. مثلاً: النوم الليلي المبكّر يُعرف عنه أنه مفيد كثيرًا، مثلاً يكتب الإنسان ما سوف يقوم به، مثلاً يقول: أنا سوف أنام الساعة كذا، أسيقظ لصلاة الفجر، بعد ذلك مثلاً أقرأ الورد القرآني، أقوم بالأذكار، أقوم بالاستحمام، أتناول الشاي، بعد ذلك إذا كان للإنسان عمل يذهب لعمله، إذا كان في دراسة – مثل شخصك الكريم – سوف يذهب إلى مرفقه الدراسي، وفي فترة الصباح نفسها يمكن أن تُراجع بعض الدروس؛ لأن هذا وقت استيعاب، فيه بركة كثيرة، فهذه الأمة قد بورك لها في بكورها، كما أشار إلى ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم-. والإنسان حين ينجز في الصباح لا يعطي فرصة للخيال ولأحلام اليقظة أبدًا، لأن كل يومه سوف يكون إنجازات، الدراسة، الراحة، ممارسة الرياضة، الترفيه عن النفس، الصلات الاجتماعية، لن يُترك أصلاً مجالاً لهذا الخيال الغير مفيد. فإذًا حتى تُقلِّص من هذه الأفكار قم بالأفعال، هذا هو العلاج، وهذا أمرٌ أكيد، إذًا التزم ببرامج يومية – أخي الكريم محمد – وطبِّقها بحذافيرها، هذا هو الشيء الذي يُقلِّص أحلام اليقظة، وإن شاء الله تعالى يؤدي إلى نجاحات كبيرة جدًّا. الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك – كما ذكرنا سلفًا – والصِّلات الاجتماعية أيضًا يجب أن تأخذ حيّزها، ومشاركاتك حقيقة في المشاريع الأسرية أيضًا يُعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا. بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أعتقد أن تناول عقار مثل الـ (سبرالكس) بجرعة بسيطة سيكون جيدًا جدًّا، السبرالكس له ميزات أنه فعّال، وفي ذات الوقت يزيل القلق والمخاوف، وهو أيضًا يُحسّن المزاج بصورة ملحوظة جدًّا، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء. بالنسبة لموضوع العادة السرية ومشاهدة الأفلام الخلاعية: هذه –أيها الفاضل الكريم– تكون على مستوى عقل الزواحف، أي عقل الشهوات عند الإنسان، أو ما يُسمَّى بـ (عقل الحيوان)، والمادة أو الموصِّل العصبي الرئيسي هو مادة الـ (دوبامين)، هي التي تُحفّز على الغرائز وبشكل واضح جدًّا. الاستخدام العشوائي للأدوية النفسية قد يؤثّر على مستوى إفراز السيروتونين والنورأدرينالين، قد يؤدي إلى ما نسميه بالإطاقة أو بالتبلُّد في الموصلات العصبية.
د. محمد عبد العليم
2,460,975
2020-12-24
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أنا فتاة مراهقة أعاني من أحلام اليقظة، ما الحل؟
السلام عليكم أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من أحلام اليقظة، رغم تفوقي الدراسي، إلا أني أحس أني أعيش في عالم آخر، حيث أني فتاة محبوبة مشهورة، واثقة في نفسها، وتدرس الهندسة، وكل مرة أصنع لنفسي (سيناريو) وأعيش فيه. يمكنني القول بأن هذا العالم الذي اخترعته لي هو سبب سعادتي، لكني أحس أني لم أعد أستمتع بعالمي الحقيقي، بل أريد أي فرصة لكي أهرب إلى عالم أحلام اليقظة. أنا أعاني من الخجل الشديد، وعدم الثقة في النفس عندما أكون في الشارع أو المدرسة أحس بأن الجميع ينظر إلي، وهذا ما يجعلني أتصرف بغرابة، ومن كثرة خجلي لا أستطيع أن أرفع أصبعي في القسم. هذا يسبب لي مشكلة كبيرة، لا أعرف ما سبب عدم ثقتي في نفسي؟! فأنا واثقة من قدراتي، وأستطيع أن أحقق ما أريد، لكن في نفس الوقت لا أشعر بالراحة عندما أكون مع أي أحد باستثناء أبي وأمي وإخوتي. هذا الأمر أعاني منه منذ أربع سنوات، وكل مرة أقول لنفسي سيأتي الوقت وتتخلصين منه، لكني أرى أنه حان الوقت لأتعالج. أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ابنتي العزيزة: مشكلتك تكمن في عدم القدرة على التعبير عن ما يجول في خاطرك من كلام أو أفكار بسبب الخجل، وهذا الضعف يُشعرك بضعف الثقة بالنفس، لأن أحد معززات الثقة هو التحدث بطلاقة أمام الجميع دون خجل. عليه، أنصحك بما يلي: - تصرفي على طبيعتك، وأنتِ تمشين في الشارع، افترضي أنه خال من الناس، وحاولي أن تسترخي وتريحي أعصابك، تنفسي بشكل طبيعي، أريحي عضلات وجهك وعنقك وأكتافك ويديك، لا تلتفتي إلى نظرات الناس، كرري ذلك، ستشعرين بالارتياح. - تأنِ قبل الإجابة أو الكلام، لا تتحدثي بسرعة لتخفي خجلك فهذا يزيد من توترك، بل أعطِ وقتاً للتفكير لكي تعبري عن ما يجول في خاطرك بشكل مناسب. - حددي جميع المواقف التي تخجلين فيها، واكتبيها، وكل ما كتبت موقفا اكتبي مقابله مبرراتك لماذا تخجلين مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الشباب في الشارع " الآن اكتبي مبرراتك: مثلاً: لأن عددهم كبير، لأني أخاف أحدهم أن يتفوه بكلمة مسيئة، أو لأنهم شباب فقط، وهكذا مع بقية المواقف. بعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرئيها بتروٍّ، وانظري هل المبررات تستحق كل هذا الخجل، مقارنة بالموقف؟! وكلما كتبت أكثر ستصبحين أكثر وعياً وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سيقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقفاً يخجلك ستضعين مبرراً لهذا الخجل، وسرعان ما تتحررين من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف. - تواصلي وتفاعلي اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبني هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويجعل شخصيتك أكثر تماسكاً في معظم المواقف. - ابحثي في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحثي فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتطويرها، فهذا سيجعلك شخصاً اجتماعياً، وأكثر تفاعلاً وكفاءة، وستتغلبين على نقاط ضعفك. - اصغي جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعيه، وقدمي أفكارك في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، ولم يهتم لها الطرف الآخر. - أثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرصي على التواصل بصرياً معه، وقومي بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك، لكي تتمكني من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة الخجل من الرد أو التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
د. عبد الرحمن جرار
2,459,556
2020-12-15
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
بسبب الاكتئاب صرت أهرب لأحلام اليقظة، فكيف أتخلص منها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أعاني منذ فترة طويلة من الاكتئاب والانطواء اجتماعيا، والهروب من الواقع، وقد أتعبتني أحلام اليقظة والهروب من الواقع كثيرا، حتى تنازلت عن الحياة والعيش مع أحلام اليقظة، وأصبحت عائقا على الكثير، فبماذا تنصحني؟ وجد عند تصفحي استشارة لدواء السيرترالين، فهل هو مفيد لحالتي أم لا؟ وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أحلام اليقظة قد تكون مفيدة إذا كانت في سِنٍّ صغيرة – في المراهقة – ولفترة قصيرة، ولكن كون الشخص يعيش معها ويُصاحبها اكتئاب وانطواء اجتماعي وتمثِّل هروبًا من الواقع فهذا يتطلب فعلاً العلاج، والعلاج قد يكون دوائيًا، وقد يكون نفسيًّا، وقد يكون دوائيًا ونفسيًّا معًا. السيرترالين مفيد فعلاً في حالة الاكتئاب والمشاكل الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي، وإذا قررت أن تأخذه فيجب أن يكون تحت استشارة طبية، جرعته خمسون مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار في تناوله لفترة لا تقل عن ستة أشهر، حتى بعد أن تتحسّن وتزول عنك معظم الأعراض يجب عليك الاستمرار فيه كي لا تحدث انتكاسات مرة أخرى، وبعد ذلك التوقف عنه بالتدرج، بحسب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تمامًا. الشيء الثاني: طالما أنك تعاني منذ فترة؛ فأنت تحتاج إلى جلسات نفسية مع معالج نفسي لمساعدتك في موضوع الانطواء هذا. السيرترالين سوف يُعالج الاكتئاب، ولكن تحتاج إلى علاج نفسي لمعالجة الانطواء، حتى تعود إلى حياتك الطبيعية. أيضًا يمكنك فعل أشياء بنفسك، مثلاً الرياضة، رياضة المشي يوميًا، يجب أن يكون عندك روتين أيضًا يومي، حاول أن تتواصل مع أصدقاء – إذا كان عندك صديق أو صديقان – تواصل معهم، فهذا يفك العزلة، وتواصل مع أرحامك أيضًا، فهذا يُساعد على فك العزلة، والصلاة في المسجد مع الجماعة أيضًا تُساعد كثيرًا في فك العزلة، واظب على صلاة الجماعة في المسجد، فهذا سوف يُساعد كثيرًا، ويساعدك في الخروج من الانطواء. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,451,534
2020-11-04
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أسرف كثيرًا في الخيال وأحلام اليقظة، فكيف أتوقف عن ذلك؟
السلام عليكم ... عمري 22 سنة، أعاني من الحديث مع النفس كثيرا، وأتخيل لو أن هذا الشخص أمامي سأفعل كذا، وأقول كذا، وأبدأ بالحديث وكأنه موجود أمامي حقيقة، كنت مسيطرة على هذه الحالة، ولكن مع القلق الزائد أجد راحة كبيرة في مثل هذه الحوارات، لكنها تبعدني وبشدة عن الواقع، فماذا أفعل؟ وهل هي من الشيطان؟ جزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ بثينة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: •أهلا بك عزيزتي. إنّ عمرك الآن هو 22 سنة وهو بداية الشباب، وهذه المرحلة العمرية تكون عادة مليئة بالطاقة والحماس والتخطيط والقلق حول المستقبل، أي يعيش الإنسان فيها ازدحاماً في أفكاره، ويشغل ذهنه عادة إما أمنيات لمستقبله، أو معاناة من واقعه، يبحث لها عن حلول، وهذه المعاناة تُولّد عنده توترا وقلقا يجعله يبحث عن وسائل وطرق تساعده في التفريغ عنها، والتخفيف من هذا التفكير المستمر، فنجد الشخص يتحدث مع نفسه ما يحلو له حول ما يقلقه، وغالبا ينتهي هذا الحديث بالراحة النفسية. • هذه الحالة تدعى بأحلام اليقظة، واطمئني هي ليست من الشيطان، بل هي ظاهرة وتقنية نفسية يعيشها الإنسان كمرحلة عابرة ومؤقتة من حياته، تكون من خلال صياغته للسيناريوهات الخاصة به وصناعته لمحتوى الحلم كما يحلو له ويتمناه، ومن ثم يتخيل نفسه أنه يعيشه تماماً، وبالتالي يصنع لنفسه زاويته التخيلية الخاصة به والتي يحقق فيها راحته النفسية من خلال إمّا تحقيقه لرغباته وطموحاته (النوع الإيجابي من أحلام اليقظة) أو هروبه من واقعه المليء بالتوتر والمشكلات (النوع السلبي من أحلام اليقظة وهو مايحدث معكِ). أما إيجابيات أحلام اليقظة تكمن في: - التفريغ النفسي وتخفيف القلق. - الحماس والتحفيز الذي تبثه في روح صاحبها بعد أن يتخيل أشياء ايجابية قد قام بها وحققها، مما قد يدفعه لمزيد من التخطيط لتحقيق طموحاته وأحلامه على أرض الواقع. - عادة تنصقل هذه الأحلام مع مرور الوقت لتتحول إلى خطوات عملية تساعد صاحبها ليكون أكثر إنتاجاً في حياته الواقعية. وأمّا سلبياتها: (وهي ما بدأتِ تشعرين به) تظهر عندما يزداد استخدامها بشكل مبالغ به، حتى يفقد الإنسان السيطرة عليها، والتحكم في إدارة وقته، ويشعر أنّ ذهنه مُشتّت أغلب الوقت، مما يضعف من إنجازه ويعرقل قيامه بمهامه اليومية، وهذا يحدث مع صاحبها عندما: - يلجأ إلى الخيال بدل الحقيقة في حل مشكلاته. - يلجأ إلى الخيال هرباً من الواقع ومواجهة مشاكله. - يختلط عليه الأمر ولا يعود يستطيع التمييز بين الحلم والواقع. - يعزل نفسه عن الناس وحياته الواقعية. - يبتعد تماماً عن واقعه، حيث يعيش غير مُبالٍ لمشاكله وما يدور من حوله، فهو لديه حياته الخاصة التخيلية التي تُشبع احتياجاته. - تأخذ حيزاً كبيراً من وقت صاحبها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تراجع مستواه وأدائه في مجالات حياته عموماً. أي ما يحدث معكِ عزيزتي هو حالة طبيعية وعابرة بإذن الله، ولكنك بدأت تدخلين المنحى السلبي من أحلام اليقظة، وخاصة أنها بدأت تُبعدك عن الواقع بشكل كبير كما ذكرتِ، ومن الجيد أنك قد راسلتِنا في هذه الفترة، حيث من السهل عليكِ إعادة تحكمك بها. أمّا علاج هذه الظاهرة فيكون من خلال: - الانخراط بالأنشطة الاجتماعية التي تتطلب منك عدم البقاء بمفردك، والمشاركة الفاعلة مع الاخرين، فذلك يُجبرك على أن تخرجي من دائرة شرودك مع نفسك. - املئي يومك بالأنشطة الحركية والرياضات التي تحبينها، فالرياضة تتطلب جهداً جسدياً يمنع من يُمارسُها من السرحان الذهني في الوقت نفسه. - مارسي الأنشطة الذهنية مثل الشطرنج، الألغاز، وغيرها من الأنشطة التي تتطلب تركيزاً عالياً، فالتركيز بطبيعته هو عكس السرحان، لذا سيخفف تلقائياً من أحلامك اليقظة. - تجنبي قدر الإمكان قضاء وقت كبير في الأماكن التي اعتدت فيها على ممارسة أحلام اليقظة، مثل: غرفتك النوم، فهذا سيخفف من قوة الرابط لديكِ بين المكان وأحلام اليقظة، وبالتالي ستجدين نفسك غير مرتاحة للقيام بها خارج المكان المعتاد، مما سيجعلك تُقللين منها تدريجياً مع الوقت. ولكن عموماً أريد طمأنتك أن أحلام اليقظة عادة ما تكون عابرة ومؤقتة، فهي مرافقة لمرحلة المراهقة وبداية الشباب، وتقل تدريجيا بعد ذلك إلى أن تزول، فلا تقلقي حول ذلك. ختاماً: لا تترددي في مراسلتنا مُجددا في أي موضوع وفي أي وقت. بالتوفيق.
أ. هبة الأصفري
2,447,469
2020-10-12
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتخلص من أحلام اليقظة وتشتت الذهن؟
السلام عليكم.. أريد حلا للالتزام بالعادات الإيجابية، كما أني أعاني من إدمان أحلام اليقظة، مما سببت لي عائقا في الدراسة؛ لأن ذهني أصبح مشتتا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: سأتكلم بداية عن أحلام اليقظة ثم سأنتقل إلى موضوع الالتزام بالعادات الإيجابية. إن المرحلة العمرية التي تمرين بها عزيزتي هي مرحلة بداية الشباب، وعادة يعيش الإنسان فيها ازدحاماً في أفكاره، منها ما يكون على شكل أمنيات يتمناها لحياته المستقبلية، ومنها ما يكون على شكل معاناة يعاني منها ويبحث لها عن حلول، وذلك يدفعه للبحث عن وسائل وطرق تساعده على التفريغ من هذا التوتر والتفكير المستمر, فنراه يتكلم مع نفسه ما يحلو له, وغالباً يجد الراحة النفسية بعد انتهائه من هذا الحديث مع نفسه. • لذا تترافق مع هذه المرحلة العمرية ما يسمى بأحلام اليقظة, وهي ظاهرة وتقنية نفسية يعيشها الإنسان كمرحلة عابرة ومؤقتة من حياته, تكون من خلال صياغته للسيناريوهات الخاصة به، وصناعته لمحتوى الحلم كما يحلو له ويتمناه, ومن ثم يتخيل نفسه أنه يعيشه تماماً، وبالتالي يصنع لنفسه زاويته التخيلية الخاصة به، والتي يحقق فيها راحته النفسية من خلال: إمّا تحقيقه لرغباته وطموحاته (النوع الإيجابي من أحلام اليقظة)، أو هروبه من واقعه المليء بالتوتر والمشكلات (النوع السلبي من أحلام اليقظة). إيجابيات أحلام اليقظة تكمن في: - التفريغ النفسي وتخفيف القلق. - الحماس والتحفيز الذي تبثه في روح صاحبها بعد أن يتخيل أشياء إيجابية قد قام بها وحققها, مما قد يدفعه لمزيد من التخطيط لتحقيق طموحاته وأحلامه على أرض الواقع. - عادة تنصقل هذه الأحلام مع مرور الوقت لتتحول إلى خطوات عملية، تساعد صاحبها ليكون أكثر إنتاجاً في حياته الواقعية. أمّا سلبياتها: فتكمن عندما يزداد استخدامها بشكل مبالغ به حتى يفقد الإنسان السيطرة عليها, والتحكم في إدارة وقته, ويشعر أن ذهنه مشتت غالب الوقت, مما يعرقل قيامه بمهامه اليومية, وهذا يحدث مع صاحبها عندما: - يلجأ إلى الخيال بدل الحقيقة في حل مشكلاته. - يلجأ إلى الخيال هرباً من الواقع ومواجهة مشاكله. - يختلط عليه الأمر ولم يعد يستطع أن يميز بين الحلم والواقع. - تؤدي أحلام اليقظة إلى عزل صاحبها لنفسه عن الناس وحياته الواقعية. - تأخذ حيزاً كبيراً من وقت صاحبها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تراجع مستواه وأدائه في مجالات حياته عموماً. أما علاج هذه الظاهرة فيكون من خلال: - إغراق نفسك بالأنشطة الاجتماعية التي تتطلب منك التواصل مع الآخرين، والخروج من دائرة سرحانك مع نفسك. - ملء وقتك بالأنشطة الحركية مثل أي نوع من الرياضة، فالرياضة تتطلب من الشخص جهدا جسديا يمنعك من السرحان الذهني في نفس الوقت. - ملء وقتك بممارسة الأنشطة الذهنية مثل: الشطرنج، الألغاز، وغيرها من الألعاب التي تتطلب من صاحبها تركيزاً عالياً. - محاولتك تجنب قضاء وقت كبير في الأماكن التي اعتدت على ممارسة أحلام اليقظة فيها، مثل غرفة النوم. ولكن عموماً أريد طمأنتك أن أحلام اليقظة عادة ما تكون عابرة ومؤقتة، فهي مرافقة لمرحلة المراهقة وبداية الشباب، وتقل تدريجيا بعد ذلك إلى أن تزول. أما فيما يتعلق بسؤالك حول كيف تبدئين الالتزام بالعادات الايجابية, فأنصحك بـ: - ركزي في البداية على عادة واحدة فقط ترغبين في البدء بها واختاري أن تكون الأسهل عليكِ, ولا تفتحي على نفسك عادات كثيرة تشتتك مما يضعف لديكِ الشعور بالانجاز "وهو مهم جداً لاستمرار الدافعية". - ذكّري نفسك بأسباب رغبتك باكتساب تلك العادة, وتخيلي مع نفسكِ النتيجة النهائية التي ستحصلين عليها بعد اكتسابك لتلك العادة, أي المكاسب التي ستجنينها بعد التزامك بالعادة, فهذا سيقوي من دافعيتك بشكل ملحوظ, وقومي بتسجيل تلك الأسباب سواء بصوتك أو كتابتك ودعيها بين يديك لتتفقديها بشكل مستمر. - إن كان الأمر متاحاً لكِ قومي بتقوية علاقتك الاجتماعية مع صديقات لك يرغبن باكتساب نفس العادة, وقوموا بلقاء أو اتصال أسبوعي للتحدث عن انجاز كل منكن في تلك العادة. - قومي بمتابعة لصفحات الفيس أو أيٍّ من التطبيقات الاجتماعية الأخرى التي تستخدمينها، والتي تنشر عن العادة التي قد بدأت بها, مثلاً إن كنت ترغبين بالبدء بنظام حياة صحي، قومي بمتابعة الصفحات التي تنشر عن الأكلات الصحية, وعن الرياضة اليومية المنزلية, وعن الناس الذين قد بدؤوا بالالتزام بنظام صحي, فهذا سيفيدك كثيراً في متابعة التزامك ويقوي من تشجيعك الذاتي, وستشعرين أنك لست وحدك في هذا التحدي, مما يزيد من تحفيزك وطاقتك للالتزام. - اربطي العادة بمشاعر إيجابية وبفكرة إيجابية جميلة بالنسبة لك, فالإنسان عبارة عن مزيج من فكرة ومشاعر وسلوك, والسلوك هو نتيجة لفكرة تشغل ذهننا وتحركنا, إما أن تكون إيجابية فتُولّد مشاعر إيجابية , وإما أن تكون سلبية فتولد مشاعر سلبية, وهذان العنصران يُنتجان سلوكاً يتوافق معهما, لذا كلما ربطتِ بين عادةٍ ما وبين فكرة ومشاعر ايجابية كلما وجدت أنّ تطبيقك والتزامك بتلك العادة أصبح أكثر سهولة ومتعة. - من الأمور التي قد تساعدك كثيراً, إن كان لديك عادة سلبية تقومين بها, وترغبين بإلغائها والالتزام بالعادة "الايجابية" المعاكسة, أنصحك بعدم إلغاء العادة السلبية مع إبقاء مكانها فارغاً, بل قومي بإحلال مكانها بديلاً ايجابياً, وهي العادة المعاكسة الإيجابية التي ترغبين بالالتزام بها, على سبيل المثال, ترغبين بالبدء بنظام صحي, وأنت معتادة على أكل الوجبات غير الصحية في السهرة أثناء مشاهدتك لفيلمك المفضل, فهنا من الخطأ أن تلغي الأكل غير الصحي وتكملين مشاهدتك دون أي بديل, فهذا سيُصعّب عليك الأمر, والأصح أن تبدلي مكانه بشيء صحي, مثلاً أكل صحن من الفواكه, فالدماغ في هذه الحالة سيربط تلقائياً بين مشاعر المتعة وأنت تشاهدين برنامجك المفضل وبين الفواكه التي تأكلينها, وذلك سيخفف تدريجياً من رغبتك بتناول الأكلات السابقة غير الصحية لأنك ستحصلين على الشعور بالمتعة مع بديل آخر. - قومي بالاطلاع في الانترنت على قصص الناس الذين نجحوا في الالتزام بالعادة التي ترغبين بها, فهذا سيحفزك كثيراً, ويجعلكِ تستفيدين من تجاربهم العملية. ختاماً: أتمنى لك حياة مليئة بالعادات الإيجابية المُمتعة لكِ، فحياتنا ليست إلا مجموعة من العادات اليومية، التي تستحق جهدنا لنجعلها إيجابية. دمتِ برعاية الله.
أ. هبة الأصفري
2,445,243
2020-09-29
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من مشاكل نفسية غير واضحة لي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أنا فتاة بعمر 15 سنة، أعاني من اضظرابات نفسية أقلقتني جداً، وزادت في الآونة الأخيرة. أصبحت أستغرق أوقاتاً كثيرة في العيش في عالم خيالي، أي حياة جديدة ومختلفة في خيالي، بل أتخيل أناساً جددا، وواقعاً مختلفاً عن الذي أعيشه واقعياً. أنا لا أعرف هل هو انفصام في الشخصية أو تقلب مزاج أو الشيزوفرينيا، المهم أني أضيع الوقت كثيراً في خيالي، وأعيش بتفاصيل دقيقة. أنا أيضاً مريضة بالخوف الكبير والجزع والعصاب، فقد أصبحت لي حالة عندما أغضب جداً عضو من جسم يتحرك وحده كأنه مرض عضال. من فضلكم أفيدوني، أنا ما زلت صغيرة ولا أريد أي مشاكل نفسية الآن، وأنا مقبلة على السنة الأخيرة في الثانوية! جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في الشبكة الإسلامية. أيتها الابنة الفاضلة: الظاهرة التي تحدثت عنها أرجو ألَّا تُسمِّيها اضطراباً نفسياً، هي ليست اضطرابًا نفسيًّا، هي ظاهرة نفسية تحدث لكثيرين في مثل عمرك، أي في عمر اليفاعة ومرحلة البلوغ وما بعد البلوغ. هذا الاستغراق الفكري الطويل الذي يُضيّع أوقاتك نُسمِّيه بـ (أحلام اليقظة)، وهو ليس فصامًا، وليس انفصامًا، وليس شيزوفرينيا (Schizophrenia)، وليس اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وحتى لم يصل لمرحلة الوسوسة، إذًا هي ظاهرة موجودة بعض الناس، وتكون بدأت تدريجيًا، وبعد ذلك ازدادت لأن الإنسان لم يضع اعتبارًا لها. نصيحتي لك هي: أن تُحسني إدارة الوقت، تُحددي وقتًا يوميًا للأشياء التي يجب أن تقومي بها، مثلاً اقضي هكذا ساعة في الدراسة، ووقتًا للعبادة، ووقتًا للترفيه عن النفس، ووقتًا للرياضة، الرياضة مهمّة جدًّا، لأنها بالفعل تمتص هذا الاستغراق القلقي فيما يتعلق بأحلام اليقظة التي بالفعل لا فائدة فيها. أريدك أيضًا أن تلجئي لبعض الأساليب السلوكية، مثلاً أنت مستغرقة في هذه الأفكار فجأةً قولي لنفسك: (أقف، أقف، أقف، أقف) كرري هذه الكلمة عدة مرات، أو مثلاً قومي بالضرب على يديك حتى تحسين بشيء من الألم. هذا فيه شيء من صرف الانتباه عن هذا الموضوع، ووجدنا أيضًا قراءة القرآن بتدبُّر وبتأمُّل وتجويد تصرفُ الناس حقيقة عن هذه الاستغراقات الفكرية التي لا طائل منها ولا فائدة. تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إرخائها، ممتازة جدًّا – أيتها الفاضلة الكريمة – فأرجو أن تُمرِّني نفسك عليها، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو الرجوع لهذه الاستشارة وتطبيق ما ورد بها، كما أنه يمكنك أن تستعيني بالإنترنت، توجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين. أريدك أن تتجهي اتجاهات فكرية فيها طموح كبير، تتصوري نفسك أنك ما شاء الله طبيبة كبيرة، أو مهندسة، زوجة متميزة، أم فاعلة،... حاولي أن تُحسّني من مستوى هذه الخيالات، وبعد ذلك لمَّا تدخلي في الأمور الجدّية سوف تتقلَّص حقيقة الأمور السلبية. بالنسبة لموضوع الخوف والجزع والعُصاب: هذا يُعالج من خلال ما ذكرناه لك: ممارسة التمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت، الدعاء، تلاوة القرآن، التفاعل الاجتماعي الإيجابي،..هذا كله يفيدك كثيرًا. بالنسبة للدراسة: نعم أنت مُقبلة على السنة الأخيرة، أسأل الله لك التوفيق، نصيحتي لك أن تنامي نومًا ليليًّا مبكّرًا، لأن هذا يؤدي حقيقة إلى ترميم كامل في الدماغ، تستيقظي مبكّرًا، تُصلِّي صلاة الفجر، تعدّي نفسك من حيث الاستعداد للذهاب إلى المرفق الدراسي، تتناولي كوبًا من الشاي، وتجلسي في البيت تدرسي مدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهبي إلى المدرسة. هذا الوقت الصباحي، وقت البكور، هو وقت البركة، هو وقت الاستيعاب، ومَن يدرس ساعة إلى ساعتين في هذا الوقت أفضل له من دراسة ثلاثة إلى خمس ساعات في بقية اليوم، هذا الأمر مجرب، والذي يبدأ هذه البداية الإيجابية الممتازة قطعًا يستطيع أن يستفيد من بقية يومه، لأنه سيبدأ اليوم وهو منشرح، وهو إيجابي، مُقبل على الحياة لأنه قد أنجز. أنت لست في حاجة لأي علاج دوائي، وأقول لك: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,441,124
2020-08-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أصبحت كثيرة التحدث مع نفسي والتخيل.. هل لدي انفصام؟
السلام عليكم. ١- أصبحت كثيرة التحدث مع نفسي، أتخيل أشخاصا أعرفهم ومواقف بيني وبينهم لم تحدث من قبل أو حدثت، وأنفعل مع تلك المواقف ويصادف أن تقع تلك المواقف في الحقيقة، وأحيانا تكون المواقف قد حدثت، ولكن لم أستطع التصرف بالشكل الصحيح، وغالباً تأتيني تلك الحالة، وأنا في الحمام لذلك أجلس به مدة طويلة. ٢- لم أعد أعرف نفسي، أحيانا أكون إنسانة ناضجة وأستطيع التصرف، وأحيانا أشعر العكس، فهل لدي انفصام؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ جمان حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية. موضوع الحديث مع النفس في مثل عمرك أمرٌ شائع جدًّا، والبعض يُسمّيه (أحلام اليقظة)، فالإنسان قد يُحاور نفسه، قد يدخل في تمنِّيات وآمال وأشياء يتمنَّى أن تتحقق، وأشياء أخرى يحس بالاستمتاع حين يُفكّر فيها، وبعض الأحيان يكون هذا التفكير مزعجا وذا طابع وسواسي. فإذًا الحالات هذه معروفة – أيتها الفاضلة الكريمة – لكن حين تكون بكثرة وشدة وإسراف؛ هذه لها تبعات سلبية، وكما تفضلت هذا النوع من أحلام اليقظة يأتي للإنسان حين يكون في وضعٍ هو مع ذاته، كما ذكرت حين يكون الإنسان في الحمّام مثلاً، أو في بدايات النوم، أو شيء من هذا القبيل. لابد – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تلتزمي بآداب الحمام، دعاء الدخول ودعاء الخروج، وأن تحتّمي على نفسك ألَّا تدخلي في هذه الأفكار أبدًا، وهذه المحاورات الذاتية، وحين تأتيك هذه الأفكار خاطبي الفكرة قائلة: (أنتِ فكرة سخيفة، اذهبي عنّي، لا غرض لي في أحلام اليقظة) أو شيء من هذا القبيل، وكوني أكثر تأمُّلاً في وظائف جسدك، مثلاً: خذي نفسًا عميقًا، وتدبّري عملية التنفس هذه، تدبّري عمل الرئتين، ودخول الأكسجين في الدم، وكيف أن هذه الرئة تتمدد وتنقبض، وتذكري خلق الله العظيم، وهذه التفاصيل الجسدية الدقيقة جدًّا والتي تعمل بآليات متناسقة ومنضبطة فوق طاقة وقدرة البشر، قومي مثلاً بعدِّ التنفُّس لديك، عدد الشهيق والزفير في دقيقة واحدة، ... وهكذا. هذا نسمّيه بالاستغراق الذهني، وهذا يُرجع الإنسان حقيقة إلى تكوينه النفسي الذاتي، ممّا يصرف انتباهه عن أحلام اليقظة. أريدك أيضًا أن تمارسي رياضة – أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المناسبة – أيضًا تدرّبي على تمارين الاسترخاء، مهمّ جدًّا، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تتطلعي عليها وتُطبّقي ما بها من تمارين، كما أنه توجد برامج كثيرة جدًّا لتمارين الاسترخاء على اليوتيوب. حاولي ألَّا تجلسي وحدك، حاولي أن تجعلي لنفسك وردا قرآنيا، واحفظي شيئًا من القرآن الكريم، إذا أتتك هذه الأفكار والأحلام والتمنّيات استبدليها مباشرة بأن تقرئي شيئًا من القرآن الكريم مثلاً، أو تذكري شيئًا جميلاً... وهكذا. إذًا الانصراف عن هذا -إن شاء الله- له وسائله وحيله النفسية، وفي جميع الأحوال هذه الحالات مؤقتة، وأريدك أن تُحسني استخدام الوقت، وتُديريه بصورة صحيحة: خصَّصي وقتًا لدراستك، ووقتًا لراحتك، ووقتًا للترفيه عن النفس، ووقتًا للرياضة، ووقتًا للعبادة، ووقتًا لمجالسة الأسرة، ووقتًا للقراءة الحرة غير الأكاديمية. بهذه الكيفية تقلِّصي الزمن الذي يمكن أن يستغرقه التفكير فيما لا يفيد، الأمر ليس له علاقة بالفصام أبدًا، هي ظاهرة طبيعية جدًّا، قد تزيد وقد تنقص وقد تطول مدتها أو تقصر، لكن عامّة هي ظاهرة حميدة وتختفي تلقائيًا، لكن ما ذكرناه لك من إرشادات -إن شاء الله تعالى- سوف يُعجّل بزوالها. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,439,959
2020-08-17
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتخلص من أحلام اليقظة؟
السلام عليكم. منذ كنت صغيرا، وأنا لا أخرج من المنزل إلا إلى المدرسة، وأحيانا نذهب نخرج كأسرة سويا، ونادرا ما أخرج مع أصدقائي، ولا أكلم أصدقائي حتى في الهاتف، فأغلب وقتي كان فارغا فأمضيته في أحلام اليقظة، حتى صارت عادة عندي، وصار شيئا مرضيا، كنت قد نسيت حياتي، ومن كثرة انغماسي في هذه الأحلام كنت شبه مقتنع بأنها حقيقة أعيشها، وعندما أتذكر أن هذا حلم أحس بأنه سيحدث، ونسيت حياتي العادية، فكيف أتخلص من أحلام اليقظة؟ وصلت لحالة أن هذه الأحلام حقيقية، وأتخيل ما هو أجمل مما أنا فيه، علما بأنني أعيش حياة مرفهة، وتخيلت فتاة جميلة جدا وأحببتها في حلمي، وأحزن عندما تأتيني أحيانا بعض الأفكار تذكرني بأن هذا مجرد حلم. نسيت حياتي وما عدت أفكر فيها؛ لأن كل المهن والمجالات التي أمامي لا ترضيني، لأنني تخيلت ما هو أفضل منها، فما نصيحتكم لي؟ وكيف أبتعد عن هذه الأحلام وأتوقف عنها؟ علما أنها لذيذة وسهلة لدرجة أنني إذا أردت شراء كتاب وقراءته، أحلم بما سيحدث وأعيشه، فأفقد لذة قراءة الكتاب -وهذا أكثر شيء يضايقني-، فأتركه وأحس أن قلبي قد امتلأ بالنشوة وبالمتعة. صارت الحياة أصعب علي، كنت أستسهل وأحلم بدل السعي في تحقيق الأحلام، ولكن الحمد لله قلت كل هذه الأعراض، أنا أحكي لكم عن ما سبق، وأريد أن أقلع عنها نهائيا، وأخشى أن أعود كالسابق أو أسوأ، أتمنى ألا أحاول أن أعيش شيئا قبل وقوعه، مع العلم بأنه سيقع هذا يضايقني كثيرا، فكيف أقلع عنها؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية. أن يسترسل الإنسان في أحلام اليقظة في مثل عمرك أمرٌ مُعتاد، يحدثُ لبعض الناس، لكن قطعًا يجب ألَّا تكون هذه الأفكار هي المُهيمنة والسائدة وتأخذ أسبقية في حياتك، فللتخلص منها أو على الأقل التحكّم فيها يجب أن تُدرك أن هنالك أشياء مهمّة في الحياة أكثر من هذه الأفكار، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا. الفكر الإنساني عبارة عن طبقات، والإنسان إذا اهتمَّ بشيء مُعيَّن وأعطاه الأهمية التي يستحقها قطعًا سوف يجعله في درجة عالية، فأنت مثلاً يجب أن تفكّر في دراستك وتعطيها الأسبقية على أحلام اليقظة هذه، تفكّر في تخرّجك من الجامعة متميِّزًا، تفكّر في نوع العمل الذي سوف تؤدِّيه مستقبلاً، تفكّر في الدراسات العُليا، هذا – أخي الكريم – أفضل، تفكّر في أمور دينك، وكيف أن الشاب يجب أن يكون مستقيمًا وصالحًا، تفكّر في بر والديك. إذًا لجعل هذه الأفكار في مرحلة الدنيا – في مرحلة تحتيّة، أي في طبقة سُفلى – يجب أن تعلي عليها الأفكار الأخرى من النوع الذي حدَّثتُك عنه، وتلقائيًا سوف تجد أن هنالك إزاحة لهذه الأفكار التي أنت ذكرت أنك تنتشي لها، سوف تحسّ أن قيمتها بدأتْ تقلّ لديك، لأن هنالك فكرًا أجدى وأفضل وأكثر جدّيّةً أصبحَ يعلو عليها. هذه أحد الطرق المهمّة جدًّا. الطريقة الثانية هي: لا تجلس لوحدك كثيرًا، حاول أن تتواصل اجتماعيًّا. ثالثًا: نم النوم الليلي المبكّر، لأن ذلك سوف يعطي لدماغك فرصة كبيرة جدًّا لأن يحدث فيه نوع من الاستقرار والترميم التام، واستيقظ مبكّرًا، وصلِّ صلاة الفجر في وقته، هذه نصيحة مهمّة جدًّا جدًّا، وقت الفجر دائمًا هو وقت السكون ووقت الراحة، لا تأتي فيه أفكارٌ متطايرة، ولا تأتيك هذه الأحلام المشوّهة، وبعد ذلك اجلس مثلاً - بعد أن تقوم بالاستحمام وتتناول الشاي – تدرس لمدة ساعة، هنا يكون تركيزك في أفضل حالاته، وبما أنك أنجزتَ في فترة الصباح – في فترة البكور – سوف تجد أن يومك أصبح إيجابيًا جدًّا ومنطلقًا بصورة سلسة. طبعًا من أهم الأشياء التي يجب أن تجعلها جزءًا من حياتك هي الرياضة، الرياضة تقضي على كل الشوائب النفسية، ومنها أحلام اليقظة المكثفة والفارغة كما نقول. فإذًا مارس الرياضة، ويا حبذا لو كانت رياضة جماعية. يجب أن تتعلّم أيضًا إدارة الوقت، تكتب برامج يومية في الكيفية التي سوف تُدير بها وقتك، ما الذي يجب أن تفعله؟ متى سوف تدرس؟ متى سوف تُرفّه عن نفسك، متى سوف تتواصل اجتماعيًّا، وليس هنالك ما يمنع أبدًا أن تُخصص نصف ساعة، سميّها (هذا هو الوقت الذي سوف أعيش فيه مع أحلام اليقظة)، لكن تستبدل هذه الأحلام بالأفكار التي ذكرناها لك، وهكذا. هذا هو الشيء المطلوب وليس أكثر من ذلك، وإن شاء الله سوف تختفي هذه الأحلام وهذه الأفكار تلقائيًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.
د. محمد عبد العليم
2,439,362
2020-08-09
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
طموحاتي كثيرة وأحلامي متعددة، فكيف أثبت على واحد منها؟
السلام عليكم أنا في الصف الثامن، عندما أنجح سأذهب إلى الصف التاسع -إن شاء الله-، مشكلتي الأحلام المتكررة، عندما كنت صغيرا من عمر ٥ إلى ٩ سنوات كان حلمي أن أصبح سائق شاحنة لتأثري بالشاحنات؛ لأن عمي كان يعمل سائق شاحنة، وكان حلمي عندما أكبر أن أترك الدراسة وأشتري شاحنة وأعمل، ولكن عندما صار عمري بين ٩ إلى ١١ سنة كان حلمي أن أصبح سائق باص، وكنت أتمنى عندما أكبر أن أشتري باصا وأعمل عليه. كنت أمارس أحلام اليقظة، بحيث أتخيل أن عندي باص وأعمل به وأقوده وأستمتع جدا بذلك، وأتخيل نفسي شخصا كبيرا وعندي سيارة، ولكن بعد فترة عندما صار عمري ١٢ سنة، أصبح حلمي أن أصبح داعية أو شيخ دين مثل الإمام بن باز، أو ابن عثيمين، وأتخيل نفسي شيخا مثل الإمام ابن عثيمين ينهى عن المنكر ويقود الناس إلى الخير. الآن تغير تفكيري فعندما أنجح وأذهب إلى الصف التاسع سوف يكون هناك عدة معاهد مثل معهد البحرية، وهو معهد جيد جدا، وسوف أتعين بوظيفة وأنا بعمر ١٨ إلى ١٩ سنة، أي بعد سنة، وسأدخل إلى هذا المعهد، وأبي مصر جدا أن أدخل هذا المعهد، ولكنني أخشى أن يتغير تفكيري بعد عدة أشهر، فما نصيحتكم لي، هل أثبت على اثبت على هذا الحلم وأحققه وأدخل معهد البحرية أم لا؟. عندي مشكلة تواجهني في موقعكم، يوجد لدي الكثير من المشاكل، ولا أعرف كيف أصفها وأشرحها لكم؟ فعندما أكتبها في منتصف السؤال يختلط ذهني وأنسى ما أريد كتابته مما يشعرني بالغضب الشديد، فما تفسيركم لهذه المشكلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ داود حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ابني العزيز: الواقع لا يلتقي مع الحلم، فهما شيئان مختلفان، نحن نحلم ونحن نائمون، ونحلم أيضاً أحلام اليقظة ونحن مستيقظون، ولكن فعلياً ما يُحقق أحلام اليقظة ويجعلها واقعا هي قدراتنا وإمكانياتنا، فجميعنا تمنينا أن نصبح أطباء وطيارين ومهندسن وعلماء فضاء قبل الصف الخامس، ولكن بعدما تبلورت قدراتنا وميولنا نحو توجهات محددة، أصبحنا نشعر أننا نميل إلى الشعر والقصص، أو إلى الرياضيات أو إلى المعاهد الصناعية أو البحرية لامتهان مهنة معينة نجد فيها ذاتنا وتحقق طموحاتنا. ليس بالضرورة أن تكون خياراتك أنت هي الصائبة دائماً، فأبوك أكبر سناً منك ولديه خبرة أكثر منك في الحياة، وتحديداً في ظروف بلدك الحالية، وهو أقدر منك على توجيهك الوجهة التي يراها تتناسب مع سوق العمل، وأي المهن التي لها مستقبل وتستطيع من خلالها أن تتطور وتؤهلك مادياً للزواج وتكوين أسرة، والمهنة التي تعينك مالياً لتلبية احتياجات أسرتك. أما بالنسبة لارتباكك ونسيانك ما تريد التعبير عنه عندما تريد أن تكتب على موقع إسلام ويب، أنصحك بترتيب أفكارك على ورقة خارجية على شكل نقاط، قبل أن تبدأ بطباعة كلماتك على الهاتف الجوال أو الكمبيوتر، وقم بترتيبها رقمياً، ما هي النقطة رقم 1 والنقطة رقم 2 وذلك بناء على أولوية كل نقطة. ويمكن أن تقوم بكتابتها على ملف وورد وتحفظه، ومن ثم تقوم بنسخه ولصقه، وذلك لكي تتفادى ضياع ما كتبته إذا ما حدثت مشكلة في اتصال الانترنت. وفقك الله -ابني العزيز- لما يحبه ويرضاه.
د. عبد الرحمن جرار
2,439,279
2020-07-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
خيالاتي في عالم الزواج تسيطر علي فهل أنا مريضة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا طالبة جامعية في عمر 20 سنة، أريد استشارتكم في موضوع مهم بالنسبة إلي، وهو أنني أتخيل في كل وقت فراغ أنني متزوجة، وأبدأ برسم تخيلات إيجابية في المستقبل، وعند النوم أيضا أبدأ بالخيال، لا أعرف لماذا؟ المهم هو أنني بدأت أشك في نفسي أنني مريضة نفسية، بدأت أفكر في الزواج، وعندما أتخيل أبدأ بالكلام مع نفسي، وأتخيل أنني أتكلم مع أشخاص غير موجودين. أريد النصيحة من فضلكم، هل أكف عن هذه التخيلات التي تراودني في أي وقت فارغ، وأيضا في وقت النوم؟ وما الذي سأقوم به عوض هذه التخيلات التي تراودني. شكرا جزيلا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Imane حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أهلاً وسهلاً بكِ -أختي العزيزة-, وأشكركِ على ثقتكِ الجميلة بنا. • إن ما تمرّين به من تخيلات وحديث مع النفس، يطلق عليه في علم النفس بأحلام اليقظة، وهي ظاهرة وتقنية نفسية يعيشها الإنسان كمرحلة عابرة ومؤقتة من حياته، وتكون من خلال صياغته للسيناريوهات الخاصة به وصناعته لمحتوى الحلم كما يحلو له ويتمناه، ومن ثم يتخيل نفسه أنه يعيشه تماماً، وبالتالي يصنع لنفسه زاويته الخاصة التي يحقق فيها إما: - ما يتمنى الوصول إليه (قد يكون صاحبها شخصاً ناجحاً في الحياة، ونجاحه وطموحاته العالية هي من تدفعه للعيش في أحلام اليقظة لكي يتخيل نفسه وهو يحقق ذلك الحلم، وبالتالي أحلامه اليقظة تحفزه أكثر لتحقيق طموحاته على أرض الواقع، أو قد يكون شخصاً طموحاً ولكن المحيط الذي يعيش فيه يمنعه من تحقيق طموحاته فيدفعه ذلك لتحقيقها في أحلامه اليقظة). وهذا النوع من أحلام اليقظة هو الإيجابي. - ما يحقق له الراحة النفسية بعيدًا عن التوتر والمعاناة والمشاكل التي يعيشها على أرض الواقع، وهنا إمّا أنه يلجأ في أحلام اليقظة إلى معالجة ومواجهة الموقف والمُشاكل الحقيقية، وهذا يشعره بلا شك بالراحة النفسية، وفي هذه الحالة من أحلام اليقظة يغلب عليها توصيف "العلاج الوهمي للمشكلات الحياتية". أو أنه يهرب بالتفكير من مشاكله الحقيقية لجوءاً إلى أحلام اليقظة، وبالتالي يغلب عليها في هذه الحالة توصيف "الهروب"، وهذا النوع من أحلام اليقظة هو السلبي. • إجابة على سؤالك إن كانت هذه التخيلات التي لديكِ مرضاً نفسياً أم لا؟ فاطمئني وأزيلي جميع مخاوفك, إن هذه الظاهرة هي طبيعية جداً وغير مُقلقة على الإطلاق, وهي منتشرة بشكل خاص لدى المراهقين ومرحلة بداية الشباب "كما حالتك"، وذلك بسبب تشكل هوية الإنسان وتبلورها، وما يسببه ذلك من ضغط في الأفكار على الدماغ، وعادة تتضاءل أحلام اليقظة تدريجياً مع مرور الوقت. • أي: إن المرحلة العمرية التي تمرين بها هي مرحلة بداية الشباب، وعادة يعيش الإنسان فيها ازدحاماً في أفكاره، منها ما يكون على شكل أمنيات يتمناها لحياته المستقبلية، ومنها ما يكون على شكل معاناة يعاني منها ويبحث لها عن حلول، وذلك يدفعه للبحث عن وسائل وطرق تساعده على التفريغ من هذا التوتر والتفكير المستمر، فترينه يتكلم مع نفسه ما يحلو له، وغالباً يجد الراحة النفسية بعد انتهائه من هذا الحديث مع نفسه. • أما الآن فدعيني أشرح لكِ أهم مميزات وخصائص هذه الظاهرة، حيث إن أحلام اليقظة هي سلاح ذو حدين، يغلب عليها إيجابياتها، ولكن إن تمت ممارستها بشكل مبالغ به قد تنقلب الكفة لتصبح سلبياتها هي الغالبة. الإيجابيات تكمن في: - التفريغ النفسي وتخفيف القلق. - الحماس والتحفيز الذي تبثه في روح صاحبها بعد أن يتخيل أشياء إيجابية قد قام بها وحققها، مما قد يدفعه لمزيد من التخطيط لتحقيق طموحاته وأحلامه على أرض الواقع. - عادة تنصقل هذه الأحلام مع مرور الوقت لتتحول إلى خطوات عملية تساعد صاحبها لكي يكون أكثر إنتاجاً في حياته الواقعية. سلبياتها: فهي تكمن عندما يزداد استخدامها بشكل مبالغ فيه حتى يفقد الإنسان السيطرة عليها، والتحكم في إدارة وقته، وهذا يحدث كما أوضحتُ سابقاً: - عندما يلجأ صاحبها إلى الخيال بدل الحقيقة في حل مشكلاته. - عندما يلجأ إلى الخيال هرباً من الواقع ومواجهة مشاكله. - عندما يختلط عليه الأمر ولم يعد يستطع أن يميز بين الحلم والواقع. - عندما تؤدي أحلام اليقظة إلى عزل صاحبها لنفسه عن الناس وحياته الواقعية. - عندما تأخذ حيزاً كبيراً من وقت صاحبها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تراجع مستواه وأداؤه في مجالات حياته عموماً. • أما فيما يخص محتوى أحلامك اليقظة أنها عن الزواج تحديداً، فلا تقلقي هذا طبيعي جداً، وقد يكون ذلك نابعاً من: - رغبتك بالزواج مثلاً. - رغبة محيطك في تزويجك، مما يحفز تفكيرك للتخيل في هذا الجانب. - اهتمامك بمعرفة الجنس الآخر (وهذا طبيعي جداً في مرحلتك العمرية). - نماذج زوجية إيجابية في محيطك تحفز تفكيرك وتخيلك لزواجك المستقبلي. - مشاهدتك للدراما التي تركز على موضوع الزواج, وهذا بلا شك له تأثيره عليكِ وعلى تفكيرك. • لذا أرى عزيزتي أن مخاوفك لا داعي لها، فاطمئني أنت على بر الأمان، وخاصة هناك جملة قد لفتت انتباهي في رسالتكِ لنا، وهي (أبدأ برسم تخيلات إيجابية في المستقبل)، فهذا مؤشر أنك تستخدمين أحلامك اليقظة بشكل إيجابي. • ولكن لتطمئني أكثر أعيدي قراءة إيجابيات وسلبيات أحلام اليقظة التي كتبتُها لكِ، وفكّري في كل بند إن كان ينطبق عليك أم لا، حينها فقط ستعرفين إن كانت أحلامك اليقظة يغلبُ عليها كفتها الإيجابية أم السلبية. ختاماً: أدعو لكِ بكل الخير في حياتكِ وراحة البال، وأتمنى أن لا تترددي في مُراسلتنا مُجدداً إن كانت لديكِ أية استفسارات أخرى. بأمان الله.
أ. هبة الأصفري
2,438,078
2020-07-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
تفكير زائد يشتت تركيزي ويرهق عقلي، فكيف أتخلص منه؟
السلام عليكم. منذ بضع سنوات وأنا كلما قرأت عن شيء أتمناه أو أريد أن أكون عليه، أو استمعت إلى شيء يعجبني بشدة كمشهد في فيلم أو ماشابه ذلك، أو حتى رأيت موقفا أمامي وتمنيت لو أكون مكان صاحب الموقف فيستفزني الأمر وأبدأ بتخيل السيناريو بداخل عقلي حتى أشعر بالرضا التام عن نفسي، فأنا على هذه الحالة منذ 5 سنوات، مع العلم بأنني لا أختلط بالناس إلا في وقت الدراسة، وأشعر بالتوتر الشديد إذا ما تحدثت أمام الجمهور، ولا أتحدث أمام والدي أو مع أحد من الضيوف أبدأ، وفي غيابه أتحدث وأمزح جيداً أرجو أن تفيدوني فأنا أرغب بشدة في التخلص من هذا التفكير الزائد فهو يشتت تركيزي كثيرا ويرهق عقلي.
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبّل الله صيامكم وطاعاتكم. هنالك ما يُعرف بأحلام اليقظة، وهو نوع من الفكر المنغلق داخليًا، أي أن الإنسان يحاور نفسه ويُخاطب نفسه، وقد يتخيّل أشياء، أو يصيغ أمنيات في شكل أفكار، أو يكمل سيناريوهات معيّنة لقصصٍ أو لمواقفٍ بعينها. فالذي تعانين منه هو نوع من أحلام اليقظة هذه، وهي بالفعل حين تكون شديدة تؤدي إلى القلق، بل هي في الأصل تعتبر حاضنة رئيسية للقلق وللتوتر، وينتج عنها كثير من الاحتقانات، حين تكون مكثّفة وشديدة، وإن كان يرى بعض علماء السلوك أنها حين تكون بدرجة بسيطة ومعقولة فيها متنفّس وانفتاح لمحابس النفس؛ ممَّا ينتج عنه تفريغ نفسي كبير يُقلِّل حالة القلق الداخلي. وكما تفضلتِ: حالتك هذه تضرُّ بتركيزك، وتؤدي إلى تشتت الأفكار، وبالفعل قد يصل الأمر إلى درجة الإجهاد النفسي أو الذُّهني. الجانب الآخر: لديك – كما تفضلتِ – عدم ارتياح، وظهور توتر في بعض المواقف الاجتماعية، وأنك لست ميّالة للتفاعل الاجتماعي أو التفاعل في حضور الآخرين، ولديك ظاهرة التجنُّب في المواقف الاجتماعية أو في أمرٍ يتطلب الحديث مع الآخرين. هذه تُعالج – أي هذا التجنُّب الاجتماعي – يُعالج من خلال تحقير الفكرة، والتعريض، أن تعرِّضي نفسك لكثير من المواقف الاجتماعية، ويمكن أن يبدأ هذا التعريض بما نُسمّيه بـ (التعريض في الخيال)، تخيّلي نفسك أنك في مجموعة كبيرة من الناس، لديكم ضيوف مثلاً في البيت ويجب أن تكوني في استقبالهم مع والدتك، وفي أي موقف اجتماعي أيضًا طُلب منك أن تعدّي برنامجًا مُعيَّنًا، أو تكوني في استقبال الناس في مناسبة اجتماعية. أجري الخيالات في داخل نفسك وكثفي منها، هي نوع من التعريض في الخيال إذا أُخذ بجدّية وطُبِّق بدقّة يُفيدُ كثيرًا. وبعد ذلك الجئي للتطبيق الواقعي. ما الذي يجعلك مثلاً تتحرجين عن الحديث مع والدك في حضور شخص آخر؟، ليس هناك سبب أبدًا، فيجب أن تطبقي المنطق، ألَّا تقبلي هذا الوضع، وأن تُكثري من التفاعلات الاجتماعية. وأنا أنصحك أيضًا أن تنخرطي في أي عمل اجتماعي، أو خيري، أو إذا كانت هناك مراكز تحفيظ للقرآن سوف تفيدك جدًّا من ناحية التفاعل الاجتماعي. أمَّا موضوع أحلام اليقظة المكثفة: فهذه تحتاج منك لممارسة تمارين استرخائية، اليوتيوب بها برامج كثيرة جدًّا للتمارين الاسترخائية، وعليك أن تمارسي الرياضة أيضًا، وعليك أن تنامي النوم الليلي المبكر، وعليك أن تضعي برنامج يومي تُديرين من خلاله وقتك، وتُحدّدي واجباتك وما هي الأشياء التي تريدين القيام بها، هذا إن شاء الله تعالى يُساعدك على التخلص من هذه الظاهرة. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,430,993
2020-05-16
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلام اليقظة المرضية تعاودني بعد ترك العلاج!
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، حاصلة على مؤهل جامعي. منذ أن كنت في العاشرة من عمري وأنا أعاني من مشكلة أحلام اليقظة المرضية، هي أصبحت لدي مثل الوسواس، فأنا أتخيل نفس الموقف لعشرات المرات إلى جانب أنني أتذكر دائما المواقف السيئة باستمرار، وهذا الأمر يرهقني نفسيا وجسديا، فالمشكلة الأكبر لدي أني أتفاعل مع هذه الأحلام بتعابير وجهي وبالكلام والحركات وأنا بمفرد. ذهبت للطبيب النفسي وشخص حالتي بأن لدي اضطرابات بسيطة في الشخصية، وكتب لي فافرين، ودواء امبريامين، في البداية تحسنت كثيرا، ولكن بدأت أعاني من نوبات غضب عنيفة وقلق زائد، وتسببت لي في مشاكل مع من حولي، فكتب لي على مهدئ موتيفال، ومع الأسف حدث عندي تهيج في العصب السابع، ثم رجعت مرة أخرى لأخذ العلاج ولكن بجرعات أخف. خفت لدي أحلام اليقظة، ولكني كنت أعاني من العصبية الزائدة والقلق، وأثرت على جانبي الاجتماعي، وتوقفت عن أخذ هذه الأدوية، وللأسف حدثت لي أعراض جانبية كثيرة أرهقتني. ما استنتجته أنني أعاني من حساسية للأدوية، حاولت عشرات المرات أن أتخلص من هذه الحالة، ولكن كل المحاولات انتهت بالفشل، أنا شخصية حساسة وثقتي بنفسي مهزوزة، لست راضية عن شخصيتي، عانيت من الكثير من الصدمات في الماضي، وتربيتي كانت خاطئة، حيث كنت مدللة. حينما كنت في الصف الثاني الإعدادي كنت أحدث مشكلات مع المدرسين وزملائي، كنت عدوانية قليلا، ولكن عدت عادية، ثم زادت عندي العصبية والاندفاعية في بداية مرحلة الشباب، حيث تعرضت لصدمة عاطفية وصدمة فيما ظننتهم أصدقائي، وتسبب لي ذلك في مشاكل مع زملائي. انخفض لدي الذكاء الوجداني، كنت أعتقد أنني مرفوضة من زملائي بالرغم من أني كنت في البداية لطيفه جدا معهم ولكن لم أجد الاهتمام منهم. أهتم كثيرا للناس، واحب أن يهتموا بي، قد يكون هذا ناتجا عن قلة تقديري لذاتي وعدم رضاي عن شخصيتي، لا أستطيع أن أكون على طبيعتي بشكل كامل مع الناس، لا أعرف من أنا، هل أنا شخصية سيئة أم لطيفة؟ أحاول قدر الإمكان أن أغير من نفسي. بعد أن توقفت عن الأدوية شعرت باكتئاب شديد، وتذكر دائما المواقف السيئة، وتأنيب الضمير الزائد، الآن أصبحت أفضل، غيرت كثيرا من أفكاري، أصبحت جيدة مع عائلتي، قريبة من الله، انخفضت لدي العصبية، علاقاتي الاجتماعية بأصدقائي ومعارفي جيدة حاليا، ولكن لا أستطيع التخلص من أحلام اليقظة المرضية، ولا تذكر المواقف السيئة، ومتقلبة المزاج، ولكني أشعر بسيطرة كبيرة على نفسي لدرجة تزعجني!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ eman حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أحلام اليقظة فعلاً يمكن أن تكون صحيّة، إذا كانت لا تأخذ وقتًا طويلاً من الشخص، فهي ضرورية لنمو الشخص، وبالذات في فترة المراهقة. ولكن – كما وصفت أنت – أحلام اليقظة المرضية هي التي تستغرق وقتًا طويلاً، وتكون دائمًا في الأشياء السلبية، ليست في التمنِّيات والتطلُّعات، وهذا ما يحدث معك. وأسباب أحلام اليقظة كثيرة، فقد تكون ناتجة عن قلق وتوتر يُصاحب الشخص، لذلك يهرب الشخص من قلقه وتوتره من خلال أحلام اليقظة، وأحيانًا قد لا يكون لأحلام اليقظة سبب واضح، أو قد تكون جزءًا من شخصية الإنسان كما ذكرت لك الطبيبة. الحمد لله هناك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، أولاً تحصّلت على مؤهل جامعي، وانتهيت من التعليم الجامعي، وهذا مهمّ، والآن هناك تحسّن في علاقتك مع الأهل، وأهم من ذلك تحسّن في علاقتك مع الله تعالى، وهذا طبعًا شيء مهمٌّ جدًّا، وعليك بالمحاولة، ومن الأشياء التي تساعدك في التخلص من أحلام اليقظة المرضية هو: ألَّا تكوني وحدك في معظم الأوقات، وأن تنخرطي في هوايات تجعلك لا تفكرين كثيرًا، وبالذات هواية الرياضة، حتى ولو كان ذلك في البيت، وتمارين الاسترخاء أيضًا، والمشاركة في أعمال البيت، وكل الهوايات المفيدة التي لا تجعلك تكونين وحيدة ومع نفسك، فهذا يُقلِّلُ بدرجة كبيرة من أحلام اليقظة، وتدريجيًا -إن شاء الله- سوف تقلّ حتى تختفي مع مرور الوقت. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,423,719
2020-03-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام اليقظة واضطرابات في الشخصية، فما الحل؟
السلام عليكم جزاكم الله خير الجزاء على المجهود المثمر لهذا الموقع. أنا أشك بأن عندي اضطرابا في الشخصية، أعتمد على الآخرين كثيرا، وأسقط أخطائي على غيري، وأحس أني متنافضة كثيرا بدون قصد، وأشعر أن عندي اكتئابا بعض الأحيان، وكثيرة القلق، وأفكر كثيرا، فيضيع وقتي عن دراستي، وأشك كثيرا، فما الحل؟ عدا ذلك فأنا أشكو من أحلام اليقظة، لدرجة أني أتكلم داخل عقلي، وأبكي وأضحك بسرعة، وأتشتت ولا أستطيع التحكم بمشاعري، فهل ما أعاني منه مرض نفسي؟ أريد أن أكون إنسانة قوية، ولكني لا أستطيع التعامل مع الناس، فأنا أشعر بأني أضايقهم بتصرفاتي، أريد أن يكون لدي أصدقاء يعاونونني على الدراسة، ويحبونني، ولكن ليس لدي أصدقاء، مما أثر على دراستي، فهل ما أعاني منه ابتلاء أو وسواس؟ أريد أن أكون إنسانة ناجحة ومحترمة بين الناس، فكيف ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع. لا أريدك أبدًا أن تصفي نفسك بأنك تعانين من اضطرابات الشخصية، لأن اضطراب الشخصية له معايير تشخيصية، لا أرى أن أعراضك تُطابق أعراض اضطراب الشخصية، لديك أشياء بسيطة هنا وهناك، لكن حين نخضعها للمعايير التشخيصية الصحيحة لاضطرابات الشخصية لا أجد لديك اضطرابا حقيقيا في الشخصية. واضطراب الشخصية ليس بالمرض الهيِّن، أو ليس بالسمة الهينة، لذا أنا حقيقة لا أستعجل أبدًا في تشخيصي، أقوم بفحص الإنسان عدة مرات: إكلينيكيًّا ومن خلال المناظرة والمقابلة المباشرة، ثم نُجري بعض الفحوصات النفسية المتعلقة بمكوّنات الشخصية، وبعد ذلك نصل لنتيجة. لا أراك تعانين من شيء من هذا، لكن لديك بعض الصعوبات، لديك شيء من القلق، لديك عُسرٍ في المزاج، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب، وأعتقد كل الذي تحتاجينه هو أن تكوني أكثر صرامة مع نفسك، الله تعالى حباك بطاقات الشباب وبطاقات المقدرات المختلفة الجسدية والذهنية والفكرية، فيجب أن تكوني حازمة مع نفسك، ولديك القصد والعزم لأن تصلي إلى غاياتك في الحياة. هذا هو المطلوب. أهم وسيلة لأن يصل الإنسان إلى هذه الغايات هو أن يُحسن إدارة الوقت، يجب أن تقومي بوضع جدول يوميّ لما هو من المفترض أن تقومي به. بالنسبة للطالب أنا أرى أن النوم الليلي المبكّر مهمٌّ جدًّا؛ لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، ويجعل الإنسان يستيقظ مبكّرًا بنشاط وإقبال على الحياة، يؤدي صلاة الفجر، ثم بعد ذلك بعد الاستحمام وتناول الشاي يبتدأ الطالب يدرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، وجدنا هذا من أفضل السُّبل التي تؤدي إلى تحسُّن التحصيل الأكاديمي بصورة واضحة، وتؤدي إلى تطوير المهارات وبناء الشخصية؛ لأن الإنسان حين يُنجز في البكور – في الصباح – سوف يستطيع أن يُدير وقته الباقي في اليوم بصورة ممتازة جدًّا؛ إن أراد أن يرفّه عن نفسه، إن أراد أن يتواصل اجتماعيًّا، يجلس مع الأسرة، بعد ذلك يدرس مرة أخرى لساعة أو ساعتين، فهنا يكون الإنجاز قد اكتمل. أنصحك أن تختاري هذه الوسيلة، ولا أريدك أبدًا أن توسوسي حول شخصيتك، شخصيتك شخصية عادية جدًّا، لكن كما ذكرتُ لك قد يكون هنالك شيء من القلق وعُسر في المزاج، وفي مرحلتك العمرية هذه الأمور توجد كثيرًا. انتبهي لنفسك وأحسني إدارة وقتك، ولابد أن تتفاعلي إيجابيًّا مع أسرتك، لابد أن تمارسي شيئًا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، واحرصي على صلواتك في وقتها، وقومي بواجباتك الاجتماعية، بر الوالدين أمرٌ ضروريٌّ جدًّا، ولا تكتمي، موضوع العقل الباطني والكتمان وأحلام اليقظة: هذه مقدور عليها من خلال ما ذكرتُه لك من برامج علاجية. وأعتقد أيضًا تناولك لعقار بسيط، يمكن أن تذهبي إلى الطبيبة – الطبيبة النفسية – لتصف لك جرعة بسيطة من عقار (سبرالكس) مثلاً، خمسة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر؛ هذا سوف يفيدك كثيرًا، وهو سليم وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسوية. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,423,397
2020-03-23
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أرى نفسي غالبا أسير وأمامي سلالم أحاول صعودها ولا أستطيع!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أمر يتكرر معي دائما رؤية نفسي أسير بشكل عادي، وإذا بالسلالم أمامي عند محاولة الصعود، وكأن شخصا يمسك بي ويمنعني من الصعود، مع أنه بإمكاني الصعود، رغم ذلك أشعر بالعجز، ولكن أكمل الصعود ولا أستسلم، لكن بصعوبة أصل للمكان. وبارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ سمراء حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن كان هذا الأمر الذي يحدث لك في أثناء النوم فهذا قطعاً نوع من الأحلام المزعجة أو نوع من الجاثوم الخفيف يجعلك تحسين بهذا الشعور؛ لأن حركة عضلات الإنسان في أثناء النوم تتفاوت ما بين الاسترخاء والانشداد، وإن كان هذا الأمر يحدث لك يقظة فهذه وسوسة، ولا يوجد لديك أبداً أي نوع من الضعف العضلي أو العصبي. أنا من وجهة نظري هو أن تتجاهلي هذا الموضوع تماماً، وإذا كان الموضوع يحدث لك في أثناء اليوم أي في حالة اليقظة فعليك بممارسة تمارين رياضية، عليك بالإكثار من التعريض أي أن تعرضي نفسك لمصدر الخوف والوسوسة، وأن تحاولي صعود السلالم عدة مرات في اليوم، وأن تمارسي تمارين رياضية للإحماء وتقوية العضلات، وإن كان الأمر يحدث في أثناء النوم فعليك بتجنب تناول الأكل قبل النوم، وعليك بأن تكوني في حالة استرخائية قبل النوم، ولا تنسي أذكار النوم. بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,422,864
2020-03-16
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أشكو من الشرود والهذيان، فكيف يتم علاجي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه في موقعكم المبارك. عمري 21 سنة، طالب جامعي، ملتزم دينيا منذ فترة طويلة، في طفولتي عانيت من الرهاب الاجتماعي، وشيء من الوسواس القهري، وتفكير سلبي، وتقلب عجيب في المزاج، ومررت بتجربة الصدمة النفسية وتخطيتها بفضل الله ورحمته بعباده. وأعاني أيضا من حالة ذهانية كالشرود الطويل والتحليل العميق للأحداث، أحاول التعافي، ولكني سرعان ما أعود لحالتي المزاجية، أيضا أنا ولدت في الشهر السابع، وما زلت بحاجة للفيتامينات كفيتامين (b12)، هذا الفيتامين ربما يساعد على تثبيت المزاج، ولكني لم أقم بالتحاليل الطبية حتى الآن. وحاليا بفضل الله، أتعافى تدريجيا من الرهاب، أنا طالب جامعي، أناقش زملائي والدكاترة وألقي كلمات presentation، أريد مساعدتكم واقتراح حلول للتغلب على الهذيان والشرود. وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخ الفاضل/ Mouhammad حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الحمد لله أنك الآن طالب جامعي، وملتزم دينيًا، ونسأل الله لك التوفيق أخي الكريم. بمناسبة الولادة في الشهر السابع: لا أظن أنها أثرت عليك - أخي الكريم - والدليل أنك - الحمد لله - نجحت في مراحل الدراسة المختلفة والتحقت بالجامعة. أمَّا الشرود الذهني - أخي الكريم - فأسبابه كثيرة، ومن أهم أسبابه هي أحلام اليقظة، أي: الشخص يستغرق في أحلام اليقظة بصورة مستمرة، ولذلك يُركّز فيما حوله من دروس أو محادثة أو نحو ذلك، وأحيانًا أيضًا الشرود الذهني قد يكون سببه الاكتئاب أو القلق. وأهم شيء هو التشخيص، تشخيص سبب الشرود الذهني - أخي الكريم - فإذا عُرف السبب فيمكن علاج الشرود الذهني بسهولة، وإذا كان قلقًا أو اكتئابًا قد تحتاج إلى بعض الأدوية، أمَّا إذا كانت فقط أحلام يقظة فإن العلاج يكون علاجًا نفسيًّا، وهو في الأساس علاج سلوكي معرفي، يعطيك المعالج النفسي مهارات بكيفية التركيز في الشيء الذي أمامك، وعدم الانشغال أو التفكير في أشياء أخرى، من خلال كلَّما سرح ذهنك، يعلُّمك مهارات بالرجوع مرة أخرى والتركيز في الشيء الذي أمامك - أخي الكريم - وبهذه الطريقة إن شاء الله يختفي الشرود الذهني. فإذًا عليك التواصل مع معالج نفسي أو طبيب نفسي لمعرفة سبب الشرود الذهني، ومن ثم علاجه، إمَّا دوائيًا وإمَّا نفسيًّا كما ذكرتُ لك. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,416,672
2019-11-18
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف أتخلص من الاكتئاب والتفكير الكثير الذي يضيع وقتي؟
السلام عليكم. أولا: أنا شخص يعيش في الخيال، أستمتع كثيرا بكتابة القصص في خيالي، وأمضي معظم وقتي بالتفكير، وتكوين القصص، البعض منها حولي، والآخر عن أي شيء. لا أعلم كيف أتخلص من هذه العادة التي تضيع وقتي وأنا لم أنجز الكثير! وأصبحت لا أترك التفكير حتى مع وجود الناس حولي. ومشكلتي الأخرى هي الاكتئاب بعد تغيير الروتين، فعلى سبيل المثال عندما ذهبت إلى حفلة وكنت في قمة سعادتي، إلا أنني عندما أستيقظ من النوم تأتيني حالة من الاكتئاب والفراغ والإحباط، وكره نفسي ومن حولي، وأني بلا معنى، ووجودي مجرد عبء، وأنني لست سعيدة، ولست ناجحة، وأني الآن في 23 من عمري ولم أنجز شيئا، وما إلى ذلك من لوم وكره النفس.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ العنود حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقليل من الخيال مهم للحياة ومهم للتطور والإبداع أحياناً، ومعظم الكتاب ومعظم الذين اخترعوا أشياء بدأت بفكرة خيالية ثم أصبحت واقعاً، ولكن المشكلة إذا كان الإنسان يقضي وقتا طويلا في الخيال وينفصل عن الواقع، ولكن كما ذكرت قليل من الخيال والتخيل قد يكون مفيدا للإنسان. الاكتئاب أحياناً قد يكون طبيعيا، ولكن المشكلة إذا استمر الاكتئاب لفترة طويلة، أو إذا أدى إلى مشاكل في حياة الإنسان، مشاكل في العمل، مشاكل في الحياة الاجتماعية، أو مشاكل في الحياة العائلية، ولمحاربة هذا الاكتئاب يا أختي الكريمة عليك بفعل أشياء مثلاً، عليك بتنظيم الوقت، وأن يكون عندك مفكرة يومياً تحددين فيها ما يجب فعله كل يوم، وإذا أنجزت هذه الأشياء تعطي نفسك علامة صح، وتشجعين نفسك، وإذا لم تنجزين تحاولين في اليوم التالي أن تنجزين ما عجزت عنه في ذاك اليوم، المهم يكون عندك جدول محدد للإنجاز، إما أسبوعيا وإما يوميا يا أختي الكريمة. وعليك بهوايات تساعدك في التخلص من الاكتئاب والملل مثل: الرياضة، رياضة المشي يومياً مفيدة جداً للجسم، وتؤدي إلى الاسترخاء، النوم المبكر، التغذية الصحيحة، وأولاً قبل كل شيء يا أختي الكريمة الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء كلها تؤدي أيضاً إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال. وفقك الله، وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,415,992
2019-10-20
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش أحداثا مختلقة من فعل مخيلتي فهل أنا مريضة نفسيا؟
السلام عليكم لا أعرف كيف أصف مشكلتي، لكن آمل أن أفلح في هذا؛ لأني حقا أود أن أعرف ماذا يصيبني؟ أتخيل أشخاصا "عائلة كاملة " ليس لها أي وجود إلا في مخيلتي فقط، وأصنع أحداثا وكل شيء، وكأنه فلم، وأراه أمامي. حاولت كثيرا أن أتخلص من هذا الشيء، لكن دون جدوى، وأنا على هذه الحال ما يقرب من سنتين، لم أقل لأحد عن هذا أبدا. أنا بعمر 17 عاماً، وأعاني من اختلال الهرمونات والأكياس، عصبية جدا، ودائما متوترة، وأحيانا يلاحظ أهلي تكلمي مع نفسي، ويسخرون مني، وأنا أحاول أن أبرر لهذا الشيء، مع أن هذا الأمر يدمر حياتي ودراستي، ولا أستطيع التركيز أبدا، انطوائية، وبسبب الأحداث التي تحدث في مخيلتي أتأثر نفسيا. وقبل كتابتي هذه الرسالة كنت أبكي بسبب وفاة أحد أشخاص الفلم الذي في مخيلتي، فهل أنا مريضة نفسيا؟ وما هو هذا المرض؟ وما العلاج؟ أرجوكم ساعدوني، فإن مستقبلي سيضيع بسبب هذه التخيلات. وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ فاطمة حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وهذه أول مشاركاتك في هذا الموقع نسعد بتواصلكم معنا. هذه الظاهرة التي تحدث لك تُسمَّى بأحلام اليقظة، بمعنى أن تحدث للإنسان نوعًا من الخلطات الفكرية التي لا أساس لها، وتكون تدور حول أشياء خيالية، مثل الذي يراه الإنسان في منامه عند النوم، وحين يستيقظ فجأة يجد أن كل الذي كان يدور في خُلده أثناء النوم ليس صحيحًا، وهو أمرًا خياليًا. الذي يحدث لك يحدث لك في أثناء اليقظة، لذا سُمِّي بأحلام اليقظة، وأحلام اليقظة تحدث لكثير من الناس، وإذا كانت بكمية محدودة ومعقولة لا بأس بها، لأنها أيضًا قد تُساعد في تطوير الفكر الإنساني، وما الإبداع إلَّا بوجود استمرارية الفكر في أشياء مُعينة وفي علمٍ مُعين وفي اقتباسات مُعينة وفي اختراعات وكتابات ومؤلفات مُعينة، لكن إذا كانت بكثافة ومُهيمنة ومسيطرة ومتشعّبة، وذات مكوّنات ضخمة - كما في حالتك -، في هذه الحالة أتفق معك يمكن أنها تؤدي إلى كثير من التوترات وإضاعة الوقت. أحلام اليقظة بهذه الكيفية غالبًا دليل على وجود قلق نفسي داخلي، لم تستطيعي أن تعبّري عن هذا القلق بالسبل الأخرى، فلذا الكتمان الداخلي الذي يُبنى في نفسك يتكوّن في شكل هذه القصص الخيالية، ويظهر بالكيفية والطريقة التي تحدَّثتِ عنها. أيتها الفاضلة الكريمة: أولاً عوّدي نفسك أن تنامي نومًا مبكّرًا ليلاً، واحرصي على أذكار النوم. النوم المبكر يجعل الإنسان في حالة استرخاء في أثناء النهار، خاصة الصباح، والإنسان يكون حسن التركيز، وتكون الرغبة في الأشياء المفيدة أكثر، تكون رغبتك في الدراسة أفضل وأكثر، تكون رغبتك في المواد العلمية أحسن وأفضل. هذه خطوة علاجية مهمّة. الأمر الآخر هو ما نسميه بصرف الانتباه، حين تأتيك هذه الخيالات انتبهي لنفسك فجأة وقومي بالضرب على جسدك، مثلاً اضربي بيدك فجأة على صدرك، كأنك تُنبّهين نفسك، كأنك تستيقظين من حلم، هذا مُهمٌ جدًّا جدًّا، وتمرين ممتاز. أو يمكن أن تضعي الرابط المطاطي الذي تُربط به الأوراق المالية، تضعيه حول رسغك، وتتصوري أحلام اليقظة هذه، ثم بعد ذلك تقومي بشدِّ وجذب هذا الرابط بقوة ثم قومي بإطلاقه بقوة حتى تحسين بالألم، وهذا يُسمَّى صرف الانتباه عن التفكير، أو فك الارتباط الشرطي، كرري هذا التمرين، هذا تمرين ممتاز؛ لأنه يؤدي إلى ضعف العلاقة بين أفكار أحلام اليقظة والواقع، ينقلك إلى الواقع أكثر، يجعلك تتنبَّهين... وهكذا. هذه تمارين جيدة. أيضًا تمارين التنفّس الاسترخائية، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم إطلاقها تمارين ممتازة، تؤدي إلى هدوء نفسي وهدوء جسدي كبير، فأرجو أن تطبقيها، ويمكن الاستعانة باستشارة بموقعنا إسلام ويب والتي رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية القيام بهذه التمارين. الأمر الآخر هو: العلاج عن طريق التأمُّل، يعني مثلاً قولي لنفسك: (بدلاً من أن أفكر في هذه الخيالات أنا أفكّر كيف أتنفِّس، ما هي الآليات التي يدخل الهواء في الرئتين؟ ما هي كمية الأكسجين؟ قدرة الخالق البديع...) وهكذا... إذًا تتأمّلي في شيء في جسدك بدلاً من أن تتأمّلي في هذه الخيالات. قراءة القرآن الكريم وأذكار الصباح والمساء سوف تفيدك، وكذلك الرياضة أيضًا سوف تفيدك. شغل النفس بأي شيء مفيد، في أشياء حركية وأشياء تثقيفية تعليمية سوف تفيدك. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,411,881
2019-09-15
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من الوحدة وأحلام اليقظة
السلام عليكم أغرق في أحلام اليقظة منذ عمر المراهقة، وعمري الآن 31 عاما، ولا زلت كذلك أشعر بأني أصبحت مريضة عقليا، وذهني تأثر من هذا، وأصبحت عديمة التركيز، بالرغم من ذكائي السابق، فهل من علاج دوائي ونفسي؟ لأني أعاني من الوحدة فترات طويلة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قليل من أحلام اليقظة قد تكون مفيدة للشخص ولصحته النفسية، ويجب دائماً أن يكون لدينا حلم لكي نسعى لتحقيقه، وتكثر أحلام اليقظة في فترة المراهقة، ولكن إذا استمرت إلى ما بعد ذلك، وإذا صار الشخص يقضي فيها أوقاتا طويلة فهنا تنحى منحى مرضياً، ولا بد من معرفة الأسباب، فقد يكون هناك: توتر أو اكتئاب أو ضغوط حياتية على الشخص، ولذلك يهرب منها بأحلام اليقظة، ومعنى ذلك أن أحلام اليقظة تكون عرضا لمشكلة أخرى، مشكلة نفسية أو مرض نفسي. يجب معرفة السبب قبل العلاج، والعلاج قد يكون دوائيا كما ذكرت، وقد يكون نفسيا. من الأدوية التي تفيد: أدوية الأس أس أر أيز، أو مضادات الاكتئاب بصورة عامة مثلاً، وبالذات إذا كانت هناك مشاكل في النوم، ولعل مثلاً مضادا للاكتئاب مثل الايمتربتالين 25 مليجرام ليلاً قد يكون مفيد جداً لعلاج القلق والتوتر، أو حتى الاكتئاب إذا كان هذا هو سبب أحلام اليقظة، ويمكن أن يستمر فيه الشخص من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى تختفي المشكلة، وبعد ذلك يمكن أن يوقفه. من العلاج النفسي أول ما يشعر الشخص بأنه بدأ في الاستغراق في أحلام اليقظة يجب أن يغير موقعه مثلاً إذا كان جالسا فليقم وإذا كان وحيداً فليذهب ويختلط بالناس وهكذا، فهذه أيضاً مفيدة في التوقف عن الاستغراق في أحلام اليقظة. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,404,858
2019-03-31
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
التخيلات وأحلام اليقظة تلاحقني حتى أثناء عملي ورياضتي.. أريد حلا
السلام عليكم أنا شاب عمري 23 سنة، طالب جامعي، وعامل في محل سوبر ماركت، أعاني من مشكلة منذ الصغر، وهي كثرة التخيلات وأحلام اليقظة، ففي الكثير من أوقات الفراغ أجد نفسي منغمسا في التخيل بأنني شخصية مشهورة والناس ينظرون إلي. كما أني أعاني من ضعف في الثقة في النفس، فأتخيل بأنني أتحدث في مواقف بطريقة واثقة والناس منبهرة بي، ولقد أتعبني هذا التفكير، وأصبح يأخذ من وقتي الكثير، وعلى الرغم من أنني أعلم بأن ذلك يضرني إلا أنني لم أستطع إيقافه وتتطور الأمر، وأصبحت تلك التخيلات تأتيني في أوقات العمل، وفي الدراسة، وحتى وأنا أمارس الرياضة، وأصبحت شخصا انعزاليا، أفضل الجلوس وحدي، والتخيل على الاندماج في المجتمع، والتحدث مع الناس؛ لأني أجد راحتي في ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: قطعًا أنت لست مريضًا، وهذه مجرد ظاهرة، ويُقال أن أحلام اليقظة تُساعد على الإبداع، لكن في حالتك يظهر أن الأمر قد خرج عن النطاق المقبول وأصبحت شاغلة لك. أحلام اليقظة بهذه الكيفية المكثّفة دليل على وجود قلق نفسي، فأنا أقول لك: لا تقلق، كن مسترخيًا، مارس الرياضة، ومارس بعض التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين الرياضية، فأرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتلتزم بتطبيق ما ورد بها، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا. أيها الفاضل الكريم: حقيقة يجب أن أثني على مجاهداتك، فأنت تدرس وتعمل في سوبرماركت في ذات الوقت، هذا أمرٌ حقيقة محمود جدًّا، ويجب أن أهنئك على هذا الذي تقوم به، وأنا متأكد أنك سوف تجني خيرًا كثيرًا من ذلك، تُطوّر مهاراتك، وتُطوّر مقدراتك، وتعتمد على نفسك، وإن شاء الله تعالى بعد التخرّج سوف تزداد قناعاتك بالعمل، وأنا أراك -إن شاء الله تعالى- شخصًا موفَّقًا في المستقبل. إذًا لا تنشغل بهذه الخيالات، وكما ذكرتُ لك الرياضة والتمارين الاسترخائية سوف تفيدك، ولا تنعزل أبدًا عن الآخرين، ويمكن أن تنتقل بهذه الأحلام – أي أحلام اليقظة – وتجعلها مثلاً أكثر إيجابيةً بالنسبة لك: احفظ شيئًا من القرآن وحاول أن تُردِّده في أوقات الفراغ، ركِّزْ في شيءٍ واحد في ذات الوقت، ولا تجعل تفكيرك مُشتَّتًا. وإذا تناولت أحد مضادات القلق سيكونُ مفيدًا لك جدًّا، وعقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد) بجرعة صغيرة سوف يفيدك، الجرعة هي: خمسين مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء. أؤكد لك أنك لست مريضًا، خيالك خصب، يحتاجُ لشيءٍ من التوجيه، وإذا لجأت أيضًا للكتابة وتدوين ما تحلم به سوف يفيدك، فإذا لجأت لبعض المقاطع المفيدة، قصص وشيء من هذا القبيل هذا أيضًا سوف يُساعدك للتطور الفكري، ويتحول القلق إلى قلق مفيد. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,398,995
2019-02-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلام اليقظة مسيطرة علي فكيف أتخلص منها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبة جامعية في السنة الثالثة، عمري 21 عاما، كنت منذ أول سنة جامعية لي أعاني من كثرة أحلام اليقظة، أعيش فيها أكثر مما ينبغي، أعيش كل اللحظات بتفاصيلها الفرح والحزن وحتى البكاء، وكنت أجد صعوبة بالغة في الخروج منها والتركيز في دراستي. كنت كثيرا ما أتذكر المواقف المؤلمة في الماضي، وأعيش مشاعرها مرارا وتكرارا، وأجد صعوبة في الخروج من تلك المشاعر، والتركيز فيما أذاكر، ربما لأنني انطوائية جدا بطبعي، ودائما أجلس بمفردي، ولم يكن لي أبدا في حياتي صديقة، ولست في الأساس قادرة على تكوين العلاقات، ولكني كنت أقاوم هذا بكل ما آتاني الله من قوة، وكنت أدرس وأحصل على علامات جيدة. بعيدا عن هذا: دائما يتردد صوت بداخلي وأقول لنفسي إنني أكره نفسي كثيرا، دائما أردد هذه الكلمة في قرارة نفسي، لأن هذا ما أشعر به فعلا، أنا لست واثقة من نفسي ولا من الناس، وأكره طباعي، وأشعر أنني مكروهة من الناس، وحتى من نفسي، أنا دائما موقنة أن أي شخص إذا عرفني عن قرب سيكرهني، وربما هذا سبب من الأسباب التي تجعلني أتهرب من العلاقات، لا أطيق نفسي، كما أنني أشعر أنه ما من شخص سأدخل إلى حياته إلا وسأكون ابتلاء له، أنا أعلم هذا عن نفسي في قرارة نفسي لكني لا أعترف به لأحد. ما أريد استشارتكم فيه: في الفصل الدراسي السابق مع اقتراب فترة الامتحانات شعرت فجأة بضيق غير مبرر، وأشعر بالحزن لشيء لا أعلمه، شعرت أن طاقتي مستهلكة، لا أستطيع القيام بأي شيء، في فترة الامتحانات تلك كنت أنام على المنوم، أنام وأستيقظ وليس بي طاقة، لا أستطيع التركيز بتاتا في أي شيء أدرسه، بمجرد أن أبدأ في المذاكرة أسرح في لاشيء، ثم أعود لأحفظ جملة واحدة ثم أسرح كثيرا بعدها في اللاشيء، وهكذا، حتى ينتهي اليوم ولم أذاكر أي شيء، وأشعر بالتعب الشديد والصداع فأتناول المنوم وأنام. لم أستطع أبداً طوال هذه المدة أن أسيطر على هذا الوضع وأن أستجمع تركيزي، أصابني الحزن على حالي، وشعرت أنني أضيع، وكرهت نفسي أكثر وشعرت بالفشل، كنت أجرح يدي بالمشرط رغبة في إلحاق الأذى بنفسي وليس رغبة في الانتحار، كانت جروحا سطحية على يدي ليست أكثر، تنزف لمدة ليست طويلة ثم يتوقف النزف، ولكن مكان الجرح كان ينتفخ ويؤلمني، ذهبت حينها إلى الطبيب النفسي، وطلب مني أخذ كبسولات الأوميجا لزيادة التركيز لكنها لم تجدِ معي نفعا. كنت أسأل نفسي ما قيمتي في هذه الحياة؟ ولماذا أنا هنا؟ ولماذا الله خلقني؟ ماذا لو أنني لم أكن في هذه الحياة؟ وبالتأكيد ما حدث أنني رسبت في هذا الفصل الدراسي لأول مرة، مر شهران تقريبا ولازلت حتى الآن أشعر بضيق دائم، وشعور بالتعب، أشعر أن لا طاقة لي للقيام بأي شيء، الآن لا أستطيع النوم جيدا بدون منوم، وأشعر أنني محبطة، ولا أريد الدخول في الفصل الدراسي الثاني، وخائفة من الشعور بالعجز والفشل الذي شعرت به وأن يؤدي بي هذا إلى الرسوب مرة أخرى، أخشى أن يعطل هذا علي حياتي، أتمنى من حضرتكم أن تنصحوني.
بسم الله الرحمن الرحيم. الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في مثل سنك أثناء الدراسة الجامعية تنتاب الشخص الكثير من المشاكل، وبالذات في العلاقات مع الآخرين، وبالذات إذا لم يكن الشخص منفتحاً منذ صغره، وقد تؤثر على أدائه في الدراسة وعلى حياته بصورة عامة، لأن العلاقات بين الطلاب والطالبات في الجامعة مهمة جداً لبعضهم البعض، وواضح أنك تعانين من مشاكل عدم ثقة وانطوائية وهكذا، وأحلام اليقظة قد تكون نوعا من الهروب إذا شعر الشخص بضيق. القليل من أحلام اليقظة قد يكون مفيدا، ولكنها إذا كانت كثيرة وتستغرق وقتاً طويلاً فهنا تكون المشكلة، وعدم التركيز وكل هذه الأشياء ناتجة من الضغوط التي تعيشين فيها، وسببت لك هذه الأعراض من عدم التركيز وعدم النوم، والعلاج الأساسي هو علاج نفسي، ولكن لا بأس من أخذ أدوية لمساعدتك في النوم ولمساعدتك في هذه الأشياء وعدم التركيز، وأحسن أدوية هي أدوية مضادات الاكتئاب. أختي الكريمة: لعل دواء مثل ايمتربتالين أو تربيتزوال 25 مليجرام ليلاً يساعد في النوم والتهدئة ويساعد في القلق، ويمكن أن تستمري عليه لفترة من الوقت حتى تختفي هذه الأعراض، ويا حبذا لو استطعت أن تتواصلي مع معالج نفسي؛ لأن هنا العلاج النفسي أهم عنصر في تخلصك من هذه الأشياء مع العلاج الدوائي المساعد. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,398,517
2019-02-24
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كيف يمكنني أن أعيش الواقع وأحقق أحلامي بعيدا عن أحلام اليقظة؟
السلام عليكم. أنا شاب عمري 22 سنة، طالب هندسة، أعاني من الوسواس القهري والاكتئاب وأحلام اليقظة منذ سنوات، وقد تعالجت فترة ثم توقفت عن العلاج، أحلام اليقظة تسيطر علي، لا أستطيع الخروج منها، وصل الأمر أن أسير في الشارع وأنا في حالة خيال لدرجة أصل لهدفي دون أن أعرف كيف وصلت! أيضا عندما أشعر بقلق أنفصل عن الواقع، مثلا عندما أخرج من الامتحان لا أعرف كيف كان أدائي بسبب شعور القلق الذي انتابني وقتها. أنا في حالة أعجز عن وصفها، وعندي وسواس قوي أني سوف أجن، وهذا التفكير يصيبني بخدر وألم في الجهة اليسرى من جسمي، وأعاني من ضعف التركيز وكثرة الحركة وعدم الراحة، وعدم الإحساس بالحياة، والشعور بالحزن والاكتئاب خاصة في المناسبات السعيدة كالأعياد، وحياتي عبارة عن مجرد أحلام، انصحوني، كيف أتخلص منها؟ وكيف أغير حياتي؟ ولكم الأجر والثواب.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ المسعودي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أحلام اليقظة دائماً تكثر في فترة المراهقة، وقد تكون نوعاً ما صحية، إذ بها الشخص يرسم لنفسه مستقبلا ويسرح في خياله فيما سيحصل له، وقد يكون صحيا وطبيعيا، ولكن إذا زادت عن حدها، وأخذت وقتا طويلا، فإنها تصبح مرضية، وحينها تكون إما ناتجة عن مشاكل يعيش فيها الشخص ويحاول أن يهرب منها بهذه الأحلام، أو قد تكون جزء من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق، وهنا يجب علاجها -يا أخي الكريم-. العلاج يعتمد على التشخيص، وأنت ذكرت بعض أعراض الوسواس والقلق والتوتر التي تعاني منها، فإذا تم علاج الوسواس والقلق والتوتر فإن أحلام اليقظة سوف تقل بدرجة كبيرة وتصبح في حجمها الطبيعي، ولعلك تحتاج إلى علاج دوائي مثل الفلوكستين، فهو فعال للوسواس، وبالذات للأشخاص الذين في سنك، ولا يؤثر على النوم، ويأخذ كبسولة يومياً لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وأيضاً تحتاج إلى علاج نفسي، علاج سلوكي معرفي عن طريقه تكتسب مهارات للتقليل من أحلام اليقظة والتركيز على الواقع، وأن تعيش في الواقع. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,393,919
2019-01-21
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
دائم الغرق في أحلام اليقظة والأفكار السلبية، فكيف الخلاص؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لطالما كان موقعكم قبلتي بعد الله عز وجل إن ضاق بنفسي أمر ما، ودائما ما أجد الإجابة الشافية بصدر رحب، فجزاكم الله عني وعن المسلمين خيرا. أنا طالب جامعي أبلغ ٢٢ سنة من العمر، استشرتكم وغيركم سابقا في عدد من المسائل النفسية وكنت في الغالب أعلم ما هو جذر مشكلتي لكني لا أجد حلها؛ أما هذه المرة فلا أعلم ما هو مصدر الحال التي أنا بها! مشكلتي أنا دائم الغرق في أحلام اليقظة والأفكار السلبية، ولأوضحها لكم فسأذكرها في نقاط: - الطموح الزائد: أرغب بشدة أن يكون لسني عمري أثر في الدنيا يبقى أجره، ولأني لا أجد هدفا واضحا واقعيا فدائما ما أتخيل نفسي ناجحا في مناصب كبيرة بشكل خيالي، مما يعود علي بالإحباط، ويجعلني أمل من الاجتهاد والقراءة العامة في بعض المجالات التي أحب كالتاريخ والاقتصاد؛ إحساسا مني بعدم فائدتها. - الإحساس بالنقص: كثيرا ما أشعر أني أقل ذكاء وعلما من أقراني (وأنا أعني أهل العلم والحفظ والقراءة لا عامة الشباب)، وأنهم ينظرون إلي كإنسان عادي ما يجعلني أبحث يائسا عن شيء أتميز فيه، ومن ناحية أخرى فقلة خبرتي في مسائل الحياة العامة بسبب ظروف حياتي المبكرة كثيرا ما يوقعني في الأخطاء التي -رغم أنها أمر عادي - تجعلني أحس بأني لا أستحق حمل أي مسؤولية. - كثرة مراجعة الأخطاء: أنا أفكر باستمرار في أخطاء الماضي أيا كان نوعها وقدرها، وربما لذلك أنا أخشى دائما اتخاذ أي قرار مهما كان تافها خوفا من الخطأ، ولا أعلم إن كان لذلك علاقة بشخصيتي الكمالية. - الاهتمام برأي الناس: أنا أهتم كثيرا برأي الناس في شخصيتي ومهارتي، ودائما ألحظ وأقارن ردود أفعالهم مع أني لا أبدي ذلك، وإذا أحسست أنهم ينظرون إلي بصورة سلبية فإني أقضي وقتي أدافع عن نفسي داخليا، أو أتخيل نفسي في مواقف تدحض ذلك الرأي، ولتعلموا فقد ترددت في إرسال هذه الاستشارة لكثرة ما سألت سابقا خشية أن يظن بي ضعف أو تشتت. ما أود أن أختم به هو: أن هذه الأفكار قد تقلل أحيانا قدرتي على التركيز أثناء وقت المذاكرة، وقد تشعرني بالضيق، وأحيانا تجعلني أقوم بحركات لا إرادية، لكنها لم تبلغ الحد الذي يعطلني في مسعاي أو يجعلها ظاهرة علي. أفتوني في أمري جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ليس من الضروري أبداً أن تكون هذه الأفكار التي تأتيك هي أحلام يقظة، هي أفكار وخواطر تأتيك، ونسبة لشخصيتك القلقة والحساسة ولجوئك للنمط الوسواسي في التفكير يحدث لديك القلق والتوتر الذي يشعرك بالضيق، وحتى الحركات اللاإرادية قد يكون مصدرها التوترات العضلية الناتجة من التوترات النفسية. أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج لهذا الفكر، وإنما تجاهله تجاهلاً تاماً، واربط حياتك بالواقع ولا تقلل من شأن نفسك. الفكر السلبي يوقفه الإنسان في بداياته -أي حين يكون خاطرة- ولا تترك الخاطرة لتتحول إلى فكرة، لأن الفكرة هي تبدأ بخاطرة، والفكرة حين يتمعن الإنسان فيها بدقة قد تتحول إلى صورة ذهنية، وإن كانت فكرة سلبية هذا يسبب إشكالات كثيرة جداً، فإذاً هذه الخواطر حين تراها ليست مجدية وليست صحيحة ولا تلامس الواقع؛ تجاهلها أو استبدلها بما هو مضاد لها. وجد أن ممارسة الرياضة والنوم الليلي المبكر تقلل من القلق الذي يؤدي إلى تشتت الذهن، والأفكار من النوع الذي تحدثت عنه، فاحرص على النوم الليلي المبكر، واحرص على ممارسة الرياضة، وعلى تمارين استرخائية، واجعل لحياتك هدفا، حدد مشروع حياتك الذي تريد أن تنجزه في الحياة، وضع الخطوات والآليات والسبل والطرق التي توصلك إلى مبتغاك، وعليك بالصحبة الطيبة، وعليك أن تكون باراً بوالديك؛ هذا يعطيك شعورا إيجابيا جداً حول نفسك. وبما أن هذه الأفكار ذات طابع وسواسي فأنا أنصحك بتناول عقار بروزاك، والذي يعرف باسم فلوكستين؛ حيث إنه دواء رائع وسليم، وأنت تحتاج له تقريباً لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، ابدأ بجرعة 20 مليجراما يومياً تناولها بانتظام بعد الأكل لمدة 4 أشهر، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهراً آخر، ثم توقف عن تناول الدواء. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,393,387
2019-01-16
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام اليقظة منذ سن مبكر، مما أثر على مستواي الدراسي، كيف أتخلص منها؟
السلام عليكم أنا فتاة أعاني من أحلام اليقظة الشديدة، أظل طِوال اليوم أحلم بأحلام اليقظة، أعيش واقعي لحظات وأرجع للخيال ساعات، ولكن المشكلة الأعظم أنني أمثل وأتحرك، وأتكلم بصوت منخفض في غرفتي وأنا أحلم، جربت طرق مختلفة لعلاج نفسي، وجربت عدم الدخول لغرفتي إلا وقت النوم، ولكن طبيعة دراستي لا تسمح لي بهذا الشيء، فأنا طالبة في كلية الطب، يجب أن أجلس ساعات للدراسة في غرفتي، ولكن أصبح مستواي الدراسي متدني جدا بسبب هذه الأحلام. جربت أن أوقف هذه الأحلام، ولكن أطول فترة كانت 3 أشهر، ورجعت من جديد للوضع السابق،مع العلم بدأت المشكلة معي في سن 13 سنة، والآن أنا في مطلع 20 من عمري، فما تشخيصكم لحالتي؟ أفيدوني مع الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فإن أحلام اليقظة شيء يحصل مع كثير من الناس، وبالذات في سنين المراهقة، ولكن مدته -أي الفترة التي يقضيها الشخص في أحلام اليقظة- تختلف من شخص إلى آخر، فقليله قد يكون مفيدًا للصحة النفسية، لأنه بدون خيال وبدون أحلام يقظة قد لا يستطيع الشخص أن يتفاءل ويتطلع إلى المستقبل، ولكن إذا كان يقضي معظم الوقت في أحلام اليقظة فهنا تُصبح أحلام اليقظة مشكلة وتؤثِّر على الشخص، كما حصل معك. إذًا -كما ذكرتُ-: قليل من أحلام اليقظة يحصل مع كثير من الناس في فترة المراهقة، وقد يكون صحيًّا، ولكن قضاء معظم الوقت في أحلام اليقظة قد يكون مرضيًا، وبالذات إذا أثّر على الشخص، وأسبابه عديدة عندما يصل لهذه المرحلة، ومن أكثر الأسباب هو مشاكل أو صعوبات تنتاب الشخص في حياته وفي واقعه، فيحاول أن يهرب منها إلى أحلام اليقظة. فيا -أختي الكريمة-: عليك بمراجعة ظروفك المحيطة بك، وأنتِ طالبة، هل هناك ضغوطاتٍ في الحياة، هل هناك مشاكل أُسرية تهربين منها إلى أحلام اليقظة؟ لأن هذا الشيء مهم لمساعدتك في التخلص من أحلام اليقظة، وعيش الواقع وتقبله، وهذا مهمٌّ أيضًا وبالذات في مسيرتك أنتِ كطالبة في كلية الطب، ولذلك أنصحك -أختي الكريمة- بالتواصل مع معالج نفسي للمساعدة في جلسات نفسية تُساعدك كثيرًا في الوصول إلى أي مشاكل وحلِّها، أو على الأقل التأقلم معها، لكي تنجحي في دراستك وتواصلي حياتك الطبيعية، ومنها التقليل الشديد من أحلام اليقظة، أو القضاء عليها نهائيًا. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,374,428
2018-07-15
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من الخيال الدائم والأفكار بأني شخص آخر
السلام عليكم أنا بنت بعمر 27 سنة، متخرجة منذ سنوات، لا أعمل، وأعيش مع أهلي. صرت أعيش بالخيال دائماً، وأتخيل أني شخص آخر، وأتخيل حياة أخرى تختلف عن حياتي، وقد ترون أنه أمر طبيعي! لكنه بدأ يتطور كثيراً، وأحس أني منعزلة عن نفسي ما أعرفها، أعيش بالحياة التي بخيالي، وأرتاح فيها أكثر. لقد عشت حياة وطفولة صعبة من مشاكل وتحرش وقلة اهتمام، ولكن حياتي صارت أحسن بكثير، والحمد لله. من جميع النواحي غير قادرة على تقبل الواقع، ودائماً أبحث عن الأشياء التي أفتقدها من حب واهتمام ونجاح بخيالي! أكيد أنكم لاحظتم أني أعرف مشكلتي، وأعرف أسبابها، لكني فشلت أن أجد حلاً لها، وجربت كثيراً وفشلت، ومهما حاولت أرجع للواقع وأكون لنفسي حياة واقعية وأهدافاً ونجاحاً أرجع لخيالي وأعيش فيه، وأكون قصصاً مع نفسي. أنا حزينة وخائفة أن أستمر بهذا الحال طويلاً، وأرجو أن أجد عندكم حلاً ونصائح. شكراً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: هذا النوع من التفكير الخيالي والاسترسال، هو نوع من أحلام اليقظة ذات الطابع الوسواسي، والتي نشاهدها لدى بعض الناس، ولا نعتبرها حالة شاذة، لكن أتفق معك أن فيها مضيعة للوقت، والأفكار أيضاً حين تكون ذات طابع وسواسي ربما تسبب شيئاً من القلق وعدم الارتياح. إن كنت ذكرت أنه ليس لديك مشاكل مع هذه الأفكار، أيتها الفاضلة الكريمة، فهذا النوع من التفكير يحقر ولا يناقش أبداً، وعليك أن تحسني إدارة الوقت بأن تتخلصي من الفراغ الزمني، وكذلك الفراغ الفكري. ضعِي جدولاً يومياً لإدارة وقتك، هذا مهم جداً، وعليك أن تكثري من التواصل الاجتماعي، وأن تقومِي بأشياء مفيدة تحرك الفكر لديك، وتجعلها أكثر إيجابية. حفظ القرآن الكريم على وجه الخصوص، وجد أنه ممتاز جداً لطرد أحلام اليقظة، والفكر الخيالي الوسواسي غير المجدي، فأرجو أن تنضمي لأحد مراكز التحفيظ، وتبدئي في تدارس القرآن، هذا سيفيدك كثيراً. أريد منك أن تمارسي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وأي نوع من الرياضة سيعود عليك بخير كبيرة وتنظيم ممتاز جداً في أفكارك، إذاً حسن إدارة الوقت مهم جداً، ممارسة الرياضة، والانشغال الفكري فيما هو مفيد مثل حفظ القرآن الكريم مثلاً، وفي ذات الوقت أريد أن أنصحك أيضاً بتناول أحد الأدوية التي تفيد في هذه الحالات. عقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين إن شاء الله تعالى سوف يكون ذا جدوا وفائدة ونفع كبير لك، وهو دواء غير إدماني وليس له أي أثر سلبي على الهرمونات النسائية بمعنى آخر أنه سليم وسليم جداً، الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بكبسولة واحدة في اليوم قوة الكبسولة 20 مليجرام، تناوليها بعد الأكل لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم أي 40 مليجرام استمري عليها لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أيضاً، ثم اجعلي الجرعة كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين أيضاً، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء. أرجو أن تأخذي بكل الإرشاد الذي ذكرته لك مع تناول العلاج الدوائي وإن شاء الله تعالى سوف تنتهي هذه المشكلة تماماً. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,371,121
2018-05-09
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
سعيدة في زواجي لكني أعاني من كثرة الأحلام الجنسية المزعجة، فما توجيهكم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجة سعيدة في حياتي الزوجية، مشكلتي أنني أعاني من كثرة الأحلام، ما أن أنام حتى تبدأ الأحلام عندي، والأسوأ من ذلك أنها أحلام جنسية أو توحي إلى الجنس، لقد تعبت! حتى أنني أتمنى لو أبقى مستيقظة طوال الليل. أرجوكم ساعدوني!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ رودينة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد. أولاً: هذا النوع من الأحلام أرجو ألَّا تتحدّثي عنه ولا تحكيه لأحد، واسألي الله تعالى دائمًا خير الأحلام، واستعيذي به تعالى من شرِّها، وحين تستيقظي من هذا النوع من الحلم: أكثري من الاستغفار، واستعيذي بالله من الشيطان، واتفلي ثلاثًا على شقك الأيسر. هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية: محتوى الحلم ذي الطابع الجنسي قطعًا فيه حرج كثير لك، وأريدك أن تتخيّري وتتخيَّلي فكرٍ بديل، حتى حين تستيقظي أدخلي فكرة جديدة، كأنك تحلمين، ولكن بفكرة جديدة، هذا النوع من الاستبدال يروض الكثير من محتوى الحلم مما يجعله يتغيّر. النقطة الأهم من ذلك هي: أن هذا النوع من الأحلام يمكن أن يزول تمامًا إذا تجنّبت الإجهاد الجسدي والنفسي قبل النوم، لأن الإجهاد – خاصة الجسدي – يؤدي إلى أحلام مزعجة، كما أن تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل، خاصة الطعام الدسم، أيضًا هذا يُبعد -إن شاء الله- تعال الأحلام المزعجة، والحرص الشديد على أذكار النوم، والتدرُّب على تمارين استرخائية قبل النوم، الجئي لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015) وطبِّقي التعليمات الإرشادية حول الاسترخاء وكيفية تطبيقه خاصة قبل النوم، كرِّريها خمس مرات متتالية، خاصة تمارين التنفُّس التدرُّجي. اقرئي شيئًا طيبًا قبل النوم، وكما ذكرتُ لك قراءة الأذكار مهمَّة، وسورة الملك. وإذا كان نومك نومًا سطحيًا يمكن أن تدعّميه بتناول عقار بسيط مثل الـ (تربتزول/إيمتربتالين) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ مثلاً، وجربي إن كانت هذه الأعراض ستختفي أم لا، أعتقد أنها سوف تختفي إذا طبقت كل ما ذكرته لك، وتناولتِ هذا الدواء. تجنبي أيضًا النوم النهاري، تجنبي شرب الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً؛ لأن الكافيين قد يؤدي إلى نوع من اليقظة الداخلية، حتى وإن نام الإنسان إلَّا أن نومه لا يكون نومًا جيدًا وعميقًا وسليمًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,365,905
2018-03-15
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في عالم من الخيال رغم إدراكي للواقع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 19 سنة، أشعر بحالة غريبة جداً بدأت في عمر 12 سنة، وهي أنني أتحدث مع أشخاص في خيالي، وأتقمص شخصياتهم إلى أن أصبحت لا أستطيع الخروج من عالم الخيال، لا أستطيع العيش براحة أبداً، أشعر بأنني الشخصية المرسومة في خيالي. عند ارتداء ملابسي أتخيل أنني في المكان الذي أراه في خيالي، أو بمعنى أصح أشعر بأن الشخصيات معي في كل مكان، ولا أستطيع إخراجهم من رأسي، وكذلك عندما أكون في الصالة ولا يكون فيها أي شخص أتخيل الشخصيات ولا أستطيع العيش بحرية، وعند الذهاب إلى دورة المياه أظن أنني دخلت المكان الخطأ بخيالي، وأنا أعلم بأنها ليست من الواقع، وأنها غير حقيقية. عندما بلغت سن 14 سنة قلت ثقتي بنفسي، وبدأت بنتف شعري، وأخذني أهلي إلى الطبيب، وأرجع السبب إلى القلق والوسواس القهري، بعد العلاج خفت عادة نتف الشعر، وتحسنت حالتي قليلاً، لكن الخيالات ما زالت تلازمني، ولا أستطيع العودة إلى أرض الواقع. لا يمكنني التحكم بهذه الخيالات، أشعر بأنها موجودة بالفعل رغم يقيني بأنها من وحي الخيال وغير واقعية، أرى بخيالي أحيانا امرأه مسكينة، والناس ينظرون لها بشفقة، وأتخيل نفسي تلك المرأة، وأشعر بالحرج من نظرة الناس لي بهذا الخيال، وأنا أعلم أنه غير واقعي. استفساري: هل ما أعانيه اضطراب ذهاني أم لا؟ والدكتور أعطاني علاج ساليباكس حبتين، وعقار ريسبردال 2، وأخبرني بأنني لا أعاني من الذهان، أعاني من القلق والأفكار الوسواسيه، تحسنت مع العلاج السلوكي قليلاً، ولم أتناول الريسبردال، فما تشخيصكم لحالتي؟ وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Lana حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: من المدخلات الأساسية الواردة في رسالتك وهي مفيدة، أستطيع أن أقول أنه في فترة من حياتك وأقصد بذلك مرحلة اليفاعة تكاثفت وتكاثرت عليك أحلام اليقظة، وهذا وضع طبيعي في تلك المرحلة العمرية يحدث لبعض صغار السن، ومن الواضح أيضاَ أن الوساوس بدأت تتكون لديك في فتلك المرحلة، ويعرف أن الوساوس حين تختلط بأحلام اليقظة تؤدي إلى مكون نفسي شديد يصعب على النفس تحمله وهذا هو الذي حدث لك. إذاً ما بك هو أحلام يقظة ووساوس قهرية وقد تولد عن ذلك حالة القلق التي تعيشينها الآن، لا بد أن يزاح القلق وأحلام اليقظة من خلال التفكير فيما هو أهم في الحياة، ضعي أسبقيات أخرى، أعطي أمورًا أخرى الأهمية مثلاً دراستك يجب أن تكون هي صاحبة الأسبقية في جدول أسبقياتك من حيث التفكير ومن حيث الخيال، أن تمارسي رياضة مثلاً، أن تبدئي في حفظ سور من القرآن الكريم، بهذه الكيفية تستطيعين أن تدخلي في ما نسميه مرحلة إزاحة الفكر والخيال الوسواسي، هذه هي الطريقة العلاجية المتاحة والمعروفة. وأنا لا أرى أبداً أنك تعاني من حالة ذهانية، لكن الطبيب أحسن حقيقة حين أعطاك الجرعة التدعيمية من عقار رزبيريادل، وأرجو أن تبدئي في تناول هذا الدواء، ابدئي بـ 1مليجرام لمدة أسبوعين، ثم اجعليها 2 مليجرام ليلاً، وذلك بجانب السيلابكس، وإذا حدث لك زيادة في الوزن نتيجة لعلاج سيلابكس أعتقد أنه يمكن أن يستبدل ببروزاك وهو الفلوكستين، وإذا كان السيلابكس هو الفلوكستين فهذا هو المقصود وهذا هو المعني، أن نحافظ على العلاج الدوائي سوف تفيدك كثيراً، لكن لا بد أن يكون هنالك جهد فكري منك على المستوى الذي ذكرته لك. أؤكد مرة أخرى لا أرى أن هنالك ذهان، لكنها وساوس قهرية بنيت على خلفية استرسال في الخيال، أو ما يسمى بأحلام اليقظة. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,357,916
2017-12-11
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش تخيلات أني أصادق المشاهير وأتكلم عدة لغات
السلام عليكم ورحمة الله عمري 17 سنة، منذ 5 سنوات وأنا أذهب إلى سطح المنزل وأتخيل وجود شخصيات مشهورة وغيرهم، وأتخيل أني أتحدث وأضحك معهم، وأنهم جميعا أصدقائي، والحقيقة أني وحدي على السطح. هذا الخيال أثر على حياتي سلبا، وأدى إلى فشلي دراسيا، فأنا في الصف الثالث الثانوي، ولم يعد بيني وبين الجامعة إلا سنة، وهي سنة مهمة جدا. المشكلة هي أني عندما أعود من المدرسة أتجه مباشرة إلى سطح المنزل، وأعيش حالة الخيال، فأشعر بالراحة، وأتهرب من المذاكرة، مع علمي أن مذاكرتي أهم، لكني لا أستطيع التوقف عن التخيلات. أيضا أتخيل نفسي دائما في حالة جيدة، وأرتدي ملابس أنيقة، وأتكلم عدة لغات، علما أني لا أجيد إلا العربية، وقليل من الإنجليزية والفرنسية، وأحيانا أجد نفسي ضعيف الشخصية. فاشل في إنقاص وزني، وتعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية الضرورتين بالنسبة لي، أريد أن أفعل أشياء كثيرة، مثل قراءة الكتب، وممارسة الحياة الطبيعية، ولكني أضيع أغلب أوقاتي على السطح.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ Ayoub حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: هذه الظاهرة التي تحدثت عنها وهي الذهاب إلى سطح المنزل والاندماج مع هذه الشخصيات الخيالية والاسترسال معها، وتخيلاتك أنك دائماً في حالة جيدة، وأنك ترتدي ملابس أنيقة وتتكلم عدة لغات، هذا نوع من أحلام اليقظة، وهي حالة فكرية خيالية يسترسل فيها الإنسان مع أفكار يراها تلائمه وتوائمه وتثير فضوله، مما يجعله يسرف فيها ويسترسل فيها كما ذكرنا، ونوعية أحلام اليقظة التي لديك ذات طابع وسواسي، هذه الظواهر موجودة في مثل عمرك -أيها الفاضل الكريم-، بعد سن اليفاعة وسن البلوغ وبدايات سن الشباب قد تحدث مثل هذه الظواهر. المشكلة الكبيرة أنك تكافئ هذه الأفكار وتساعد على استمراريتها، وذلك بأن تذهب إلى سطح المنزل، وأعتقد أن هذا فيه نوع من الهروب من الواقع، فيجب أن تتفهم هذا، والإنسان صاحب إرادة يستطيع أن يتحكم في أفكاره وفي سلوكه وفي أفعاله، وأنت يجب أن ترفض هذا الفكر وهذه المشاعر وهذا السلوك ولا تذهب إلى سطح المنزل أبداً. حضر البدائل الفكرية، قل لنفسك بدل أن أتحدث مع هذه الشخصيات الوهمية سوف أصلي ركعتين لله تعالى، وسوف أقرأ كذا وكذا، دائماً هنالك وسيلة لاستبدال أحلام اليقظة والحد منها. أريدك أن تمارس الرياضة بكثافة؛ لأن الرياضة تحد من هذه الأفكار التي هي أصلاً قائمة على القلق الداخلي، وحاول أن تنام نوماً مبكراً، وعليك أن تنظم وقتك، تنظيم الوقت ووضع جدول يومي يجعلك أن تخصص وقتا مريحا للدراسة، وقتا للترفيه عن النفس، وقتا للرياضة، وقتا للتواصل الاجتماعي وهكذا. إذاً الموضوع يحتاج منك لإرادة ولتفهم أن مسارك هذا خطأ، ولتفهم أن هذه الأمور كلها تحت إرادتك الشخصية، وأنك تخطي بأن تكافئ أحلام اليقظة من خلال ذهابك إلى سطح منزلك هذا. هذا هو الذي أنصحك به، وإذا لم تتحسن أحوالك بعد انتهاج التطبيقات التي ذكرتها لك فيجب أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا؛ ليعطيك أحد الأدوية المضادة للقلق الوسواسي، الذي هو المكون الرئيسي لأحلام اليقظة الذي تعاني منه. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,348,204
2017-08-07
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام اليقظة وتذكر المواقف السيئة، فهل من علاج يريحني؟
السلام عليكم.. أسأل الله أن يوفقني في إيجاد شفاء لعلتي من خلالكم. مشكلتي هي: أحلام اليقظة، والتكلم مع نفسي، وأني أتذكر كل المواقف المزعجة طوال حياتي، وأحيانا يهيأ لي أن شكلي قبيح جدا. استعملت بعد مراجعة طبيب نفسي، ريسبال ١ ملغ واوكسيتين، ثم أضفت فافرين مع الاوكستين مع تخفيف الجرعة من ٤٠ إلى ٢٠ من تلقاء نفسي لإحساسي بتمزق العضلات، ثم تأثرت تمارين الكيك بوكسينغ، إذ أصبحت أبطأ وأثقل حركة، فهل هناك دواء داعم مع الرياضة ولا ينقص شهيتي للطعام؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يتقبَّل صيامكم وطاعاتكم. نحن سعداء قطعًا بمشاركتك هذه، وما ذكرته من أعراض يدلُّ على وجود القلق، والإكثار من أحلام اليقظة والإحساس بأن الذاكرة متقدة، هذا نشاهده لدى بعض مرضى القلق، وأنا أعتقد أنه أيضًا لديك نوع من التوجُّه الوسواسي من ناحية التفكير، ولذا أحسن الطبيب الذي وصف لك الـ (رزبريادال) والـ (فافرين) مع الـ (بروزاك) أو ما يُعرف علميًا بـ (فلوكستين). أفلح طبيبك تمامًا في هذه الوصفة الطبية، لأنها هي التي بالفعل تُساعد في علاج هذه الحالة. أنا أنصحك حقيقة بالاستمرار على الدواء، وإن كنتَ واجهتَ أي مشاكل فيما يتعلق بالآثار الجانبية فيمكنك أن تتوقف تمامًا عن الفلوكستين، لكن جرعة الفافرين يجب أن تكون مائتي مليجرام في اليوم على الأقل، ويمكنك أن تتناولها كجرعة ليلية، أي كجرعة واحدة، أو بمعدل مائة مليجرام صباحًا ومثلها ليلاً، وربما تكون الجرعة الواحدة المسائية كافية. جرعة المائتي مليجرام هي الجرعة العلاجية، علمًا بأن الجرعة الكليّة في بعض الناس هي ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لهذه الجرعة. إذًا هذه هي الخطة العلاجية الدوائية، ويجب أن تستمر على الدواء لمدة عامٍ على الأقل. الرزبريادون مهم، لأنه دواء داعم في علاج الوسوسة. ومن المهم –أخي الكريم– أن تمارس الرياضة، ابدأ بمعدِّلات بسيطة، ثم بعد ذلك ارفع المعدَّل، ورياضة المشي من أفضل أنواع الرياضات. الأمر الآخر هو: أن تنام نومًا ليليًا هانئًا وهادئًا وحسنًا. النوم الليلي يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، يؤدي إلى استقرار نفسي، يؤدي إلى استقرار في التفكير، يؤدي إلى عدم تسارع الأفكار، وهذا مهمٌّ جدًّا. ما تشعر به من انتقادٍ في تفكيرك غالبًا هو سرعة في التفكير، وهذا ناتج من القلق. إذًا النوم الليلي مهم، لأن أريد كيمياء الدماغ عندك تكون في حالة استقرار تام، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا. وأيضًا مارس تمارين رياضية، ووزع وقتك بصورة طيبة، واحرص على تلاوة القرآن بتدبُّرٍ وتمعُّنٍ وتفهُّمِ تفسيره واستنباطاته، هذا يُحسِّن التركيز، ويقوّي الذاكرة، ويُريح النفس، وفي ذات الوقت يُقلِّلُ عليك كثيرًا ما أسميته بأحلام اليقظة. وأريدك أن تجعل خططًا في حياتك، لتُدير من خلالها حياتك، وتُدير من خلالها ووقتك وزمنك، ما الذي تريد أن تقوم به؟ لابد أن تكون لحياتك معنىً، لابد أن تكون لك أهداف، أهداف واقعية حقيقية، وتضع الآليات التي توصلك إليها. نحن دائمًا ننصح بتحسين التواصل الأسري، وتحسين التواصل الاجتماعي، وبناء نسيج اجتماعي مفيد وجيد... هذه كلها من العلاجات الضرورية وضرورية جدًّا في حالتك. إذًا –أيها الفاضل الكريم– هذه هي الإرشادات والنصائح والوصفة الدوائية التي أراها تناسبك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأسأل الله أن يمتعك بسمعك وبصرك وقوتك أبدًا ما حييت، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
د. محمد عبد العليم
2,344,901
2017-06-08
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
لا أستطيع تحديد نوعية خيالي الواسع هل هو إيجابي أم سلبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب عندي خيال واسع، لكنني لا أعلم هل هو خيال إيجابي، أم سلبي، فأثناء تواجدي في الحمام، أو أثناء المشي، أشعر كأنني أتكلم مع شخص ما وأتفاهم معه، أو أتخيل أي موقف مضحك حصل لي، فهل هذا خيال مفيد، أم أنه حالة نفسية؟ السؤال الثاني: هل عندما أحلم بأشياء جميلة كأن أتزوج، أو أنني موظف، وماذا سأشتري بأول راتب، هل هذه أحلام إيجابية أم سلبية؟ أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: هذه الأحلام تأتيك نومًا ويقظة، لا أرى فيها بأسًا أبدًا، هي -إن شاء الله تعالى- إيجابية، لكن الإنسان يجب ألا يُسرف فيها، مثلاً حين تتخيل شيئًا معيّنًا لا تسترسل معه كثيرًا، لا بد أن تضع حدودًا لهذا الاسترسال، وقل لنفسك مثلاً: (سأغير خيالي لأراجع سورة من القرآن) مثلاً، يعني لا بد أن تستبدله بأمرٍ آخر، أو فكر في موضوع مخالف يكون أكثر واقعية. الذي أنت عليه -إن شاء الله- إيجابي، أنت لست مريضًا، لكن أيضًا لا تُسرف في الفكر الخيالي، وهذا له ضوابطه، يمكن للإنسان أن يتحكم فيه، والحرص على الرياضة، والنوم الليلي المبكر، وأن توزّع وقتك بصورة صحيحة، هذا يجعل خيالك أكثر انضباطًا، فاجعل حياتك على هذا النمط، اجعلها صحيّة، وقطعًا قراءة القرآن بتدبُّر وبتمعُّنٍ تُقلل كثيرًا من أحلام اليقظة غير المفيدة. ختام الأمر أنك لست مريضًا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,333,496
2017-02-28
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من كثرة أحلام اليقظة وسرعة نزول الدموع، فهل لحالتي من علاج؟
السلام عليكم أعاني من كثرة أحلام اليقظة، فهي تقريبا لا تفارقني، وأعاني من سرعة نزول دموعي لأبسط المواقف، مما يضعني في مواقف محرجة، ويدمر نفسيتي، ويشعرني بالضعف والعجز، فهل لحالتي علاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أحلام اليقظة أو السرحان مع أفكارٍ قد لا تكون ذاتِ جدوى ظاهرة تحدث للناس، لكن ليس من المفترض أن تكون في مثل عمرك بالصورة المُعيقة. أنا أعتقد أنك شخص قلق وعطوف –كما تفضلتَ– وحسَّاس بعض الشيء. أنا أعتقد أنك محتاج لأن تنظم وقتك بصورة أفضل، وأن تنام نومًا ليليًا ممتازًا، هذا يُبعد عنك التشتت الذهني، وممارسة الرياضة أراها ضرورية وهامَّة جدًّا في حياتك، وربما تحتاج أيضًا لأحد مضادات القلق، فإذا ذهبت إلى طبيبٍ نفسي أعتقد أن ذلك سوف يكون أمرًا جيدًا، وبما أنك تعيش في بريطانيا –حسب ما تُشير إليه– يمكن أن تذهب إلى طبيب الأسرة، معظم الأطباء هنالك على قدرٍ كبيرٍ جدًّا من التدريب في علاج الحالات النفسية البسيطة مثل القلق. بالنسبة لنزول الدموع لأبسط المواقف: طبعًا هذا قد يكونُ مؤشرًا لنوع من الهشاشة النفسية، لكن اعتبرها رحمةً في قلبك، وحاول أن تكون قوّةً وثباتًا في المواقف التي تتطلب القوة والثبات، وأعتقد التعبير عن ذاتك سوف يفيدك، فلا تحتقن نفسيًا أبدًا، أي لا تكتم، وأنا ذكرتُ لك عن أهمية الرياضة، وإن شاء الله تعالى حين يصف لك الطبيب أحد مضادات القلق – والتي هي أيضًا مُحسِّنةٌ للمزاج – سوف تحسَّ أن حالتك الوجدانية أصبحت أكثر توازنًا. أخي الكريم: أيضًا أرى أنه من المفيد أن تقرأ بعض المراجع الجيدة عمَّا يُعرف بالذكاء العاطفي أو الذكاء الوجداني، هو أحد العلوم المستحدثة، ومن خلاله يتدرَّبُ الإنسان ويتعلَّمُ كيف يتعامل مع نفسه بصورة إيجابية، كيف يفهم نفسه ويقبلها ويُطورها، ونفس الشيء ينطبق على تعامله مع الآخرين، كيف يفهمهم وكيف يتعامل معهم إيجابيًا، ومن أشهر الكتب في هذا المجال الكتاب الذي يُسمى (الذكاء العاطفي) لـ (دانيال جولمان)، وهو موجود بنسخته الإنجليزية، وقد تُرجمَ إلى العربية أيضًا، كُتب سنة 1995، وهو يُعتبر رائدًا لعلم الذكاء العاطفي، والذي نعتقد أنه لا يقلُّ أهمية أبدًا عن الذكاء الأكاديمي، ولحسن الحظ الذكاء العاطفي يمكن أن يتطور، لكن الذكاء الأكاديمي قد لا يتطور. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
د. محمد عبد العليم
2,328,989
2017-01-19
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
ما سبب السرحان والشرود الذي أعاني منه ويبدو واضحًا علي؟
السلام عليكم.. أعاني من حالة شديدة من السرحان أثناء المشي وأثناء الجلوس مع أشخاص لا أحبذ الجلوس معهم، ودائما عندما أمشي ويقابلني أحد ما يقول لي بأن شكلي خامل أو مخدر، علما بأني أكون سرحانا، وفمي مفتوح لا إراديا، ولي أخ توأم يعاني من نفس المشكلة، فهل هي وراثية أم نفسية؟ وكيف أتخلص من تلك المشكلة؟ فدائما عندما أقابل أي شخص في جلسة يقول لي نفس الكلام!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ mega حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: السرحان أثناء المشي، أو حتى عند الجلوس مع الأصحاب، أو في أثناء محاضرة أو خطبة، أو أيا كان قد يكون لعدة أسباب، ولكن من أهم الأسباب هي: قد تكون أحلام اليقظة، أي أن الشخص يكون موجودا بجسده ولكنه في خياله يسرح في قصص وفي أشياء أخرى، وفي محطات مستقبلية، وفيه خياله هذا تسمى أحلام اليقظة، ويكون الشخص فيها سرحانا. وقد يكون السرحان جزءا من أعراض الاكتئاب النفسي، فعادة مرضى الاكتئاب النفسي أيضاً تجدهم يسرحون بكثرة وذهنهم شارد، ولا يشاركون الناس في الحديث والمخاطبة، وأحياناً وغالباً يكون كلامهم مقتضبا وردودهم قصيرة، وغالباً في حالتك قد تكون جزءا من أحلام اليقظة، وهذا يحتاج طبعاً إلى أخذ تاريخ مرضي مفصل، وفحص للحالة العقلية. وطبعاً التوائم عادة يشتركون في عدة صفات، والوراثة أيضاً تلعب دورا، والاضطرابات النفسية وحتى بعض سمات الشخصية قد تورث مثلها مثل الأشياء العضوية الأخرى. الشيء الذي لا أجد له تفسيراً نفسياً هو فتح الفم، لا أدري لماذا يظل فمك مفتوحاً؟ وهل توأمك بنفس الطريقة أم لا؟ وهذا قد يحتاج إلى مراجعة اختصاصي مخ وأعصاب لمعرفة إذا كان هناك خلل في الأعصاب التي تسيطر على حركة الفم أم لا. ولكن كما ذكرت الشرود الذهني أو السرحان قد يكون عرضة للاكتئاب النفسي، أو قد يكون جزءا من أحلام اليقظة. إذاً ما عليك إلا الذهاب إلى الطبيب النفسي ليقوم بأخذ تاريخ مرضي مفصل، وفحص الحالة العقلية، ومن ثم هل هذا جزء من اكتئاب نفسي فيعطى العلاج المناسب، أم هذا جزء من أحلام اليقظة فيساعدك أيضاً للتقليل من هذا، والانخراط في الحياة اليومية والحياة الطبيعية. وفقك الله وسدد خطاك.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,326,374
2016-12-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
عمري يضيع في أحلام اليقظة والحديث مع نفسي.. ساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً شكرا لكم جزيلاً؛ لأنكم موجودون لخدمتنا وسماع شكوانا، وأخذها على محمل الجد. أنا طالبة جامعية في سنتي الثالثة, في الحقيقة لدي مشكلة, أنا لا أفهم نفسي, دائمة السرحان بأحلام اليقظة بشكل مبالغ فيه، لدرجة أني أضيع ساعات من وقتي وأنا أشرد، وأتحدث مع نفسي وكأني أحدث شخصاً ما, دائمًا أحلم بالأشياء التي لا أستطيع تحقيقها, كأن أكون محبوبة ولدي قيمة في المجتمع، ولدي أحلام عظيمة, وفي الواقع أنا لا أملك ثقة كبيرة بنفسي، ولست اجتماعية كثيرا، ولا حتى لدي أحلام. أضيع وقتي على المسلسلات، ولم أعد أهتم لشيء, ولم يعد لدي اهتمامات ولا حتى نظرة جدية للحياة, أشعر أني مدفونة في الحياة, فليس لدينا وسائل ترفيه غير الانترنت، ولا حتى الخروج ولا السفر نستطيع عليه، وفوق كل هذا لست اجتماعية، ولدينا ظروف مادية في المنزل ومشاكل. أصبحت هكذا بعد حالات فزع ووسواس قهري كانت قد جاءتني في فترة مراهقتي، وذهب لكن لم أعالجه، بقيت أتخبط بسببه حتى ماتت الحياة بنظري، صلاتي أصبحت متقطعة بعد ما تعبت من ملاحقة وسواس الكفر والصلاة والوضوء. أنا ذكية وكاتبة رائعة وخيالي واسع، لكنني أشعر أني مت وقلبي مات أكثر عندما ابتعدت عن الله, لكن لا شيء حولي يحفزني ليتغير حالي للأفضل، وأنا هنا أكتب لكم لعلكم تعطوني حلاً أعود فيه إلى الحياة، فلا أريد أن أغمض عيني وأفتحها وأجد نفسي قد شارف عمري على الانتهاء. وشكراً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ عائشة نور داغ حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال، ومعذرة على تأخر الجواب بسبب الارتباطات! من الواضح أنك تحسنين التعبير عما في نفسك، وكما ورد في سؤالك أنك -ولله الحمد-، ذكية وكاتبة رائعة، وصاحبة خيال واسع، -ما شاء الله-، وحفظ عليك نعمه كلها. وإذا عدنا لموضوع الخيال والسرحان، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال وحديث النفس، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون. ومن المعروف أن الكثير من أحلام اليقظة والسرحان إنما هي وظيفة تعويضية عما يمكن أن يشعر الإنسان بالحرمان منه، ولكن وككل شيء آخر ما زاد عن حده انقلب إلى ضده! فكيف نستعمل هذا الخيال وحديث النفس هذا وأحلام اليقظة، وبالحد المعقول، فلا يزيد عما هو "طبيعي" وأن نستعمله أيضا بالشكل "الطبيعي". ولا أنصحك بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال وعن أحلام اليقظة، فالأمر ربما يصعب جدا ربما يستحيل، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت؛ لأنك اعتدت عليه، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك، فيزيد من ضعف ثقتك في نفسك. من الواضح أنك قد انتبهت لمحاذير هذا السرحان ولذلك كتبت لنا، وقد بدأت من نفسك تحاولين الخروج أو التخفيف من هذا السلوك، وهذه بداية حسنة، وهو بفضل جهودك الخاصة، فاستمري عليه. طبعا وكما هو واضح من سؤالك أن الأمر قد أصبح مصدر حرج اجتماعيّ لك، وربما يدفعك هذا للاستمرار في تغيير هذا السلوك، ولا شك أن هذا سلوك مكتسب مُتعلم، وهذا يعني أنك تستطيعين تغيير هذا السلوك، وتتعلمين بدلا عنه سلوكا أكثر قبولا وصحة، نعم ليس سهلا، إلا أنه ممكن. حاولي أن تشغلي نفسك ببعض الأمور المفيدة والمسلية، كالقراءة والرياضة وقضاء الوقت مع الصديقات؛ فكل هذا سيساعدك باستعادتك لحيويتك وإقبالك على الحياة، وطبعا كل هذا مع الصلاة والتلاوة والدعاء لله تعالى. حفظك الله ورعاك ووفقك لكل خير، وننتظر أن نقرأ لك بعض الكتابات الأدبية، بعون الله.
د. مأمون مبيض
2,323,161
2016-12-10
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلم أحلام اليقظة كثيرا وأتكلم مع نفسي
أنا طالب عمري 17 سنة، أتكلم مع نفسي بالساعات، بالذات في الحمام كثيرا جدا، وأحيانا الناس تلاحظ هذا الموضوع وتقول: تتكلم مع من؟ وأنا أقول لهم: والله لا أتكلم مع أحد، هذه حقيقة فيتهموني بالكذب والجنون. أنا أحلم أحلام اليقظة كثيرا، وأتخيل كثيرا أني في موقف مضحك وأبتسم وأجد الناس ينظرون لي ويضحكون، ولكني أحس أني في نظرهم مجنون، أنا تعبان، أرجو الحل؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ حازم حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية. هذا الذي تعاني منه – أيها الابن الفاضل – هو نوع من حديث النفس الذي يحدث لمن هم في سِنِّك في بعض الأحيان؛ لأن المرحلة هذه - مرحلة اليفاعة والبلوغ وما بعد البلوغ– يحدث فيها الكثير من التغيُّر النفسي للإنسان، وكذلك التغيُّر الفسيولوجي والفكري والهرموني، ويكون هنالك نوع من القلق الداخلي، وكذلك الوسوسة، وهذا كله يؤدي إلى حديث النفس المتكرر، والبعض يُسمّي هذه الحالات بأحلام اليقظة، وهي حالة طبيعية، لكنها مزعجة بالطبع لبعض الناس خاصة إذا كانت شديدة. أنا أؤكد لك أن هذه الحالة سوف تزول، ساعد نفسك من خلال أن تنام نومًا ليليًا مبكرًا، النوم العميق يُحسِّنُ كثيرًا التركيز، ويزيل أحلام اليقظة. والأمر الآخر هو: أن تمارس الرياضة وبكثافة، تكون نشيطًا. الأمر الثالث: أن تتعلم تلاوة القرآن، تلاوة القرآن وتجويده والتدبُّر فيه يزيل حديث النفس. وأنصحك أيضًا – وهو الأمر الرابع - بأن تُحسن إدارة الوقت، تخصص وقتًا للدراسة، تخصص وقتًا للترفيه عن نفسك بما هو طيب وجميل، ووقتا للتواصل مع أصدقائك، تُخصص وقتًا لصلاتك، تُخصص وقتًا للجلوس مع أسرتك... وهكذا، إذا عيَّنتَ أوقاتًا معيَّنة لأن تقوم بالمهام التي يجب أن تقوم بها، هذا يُقلل من حديث النفس. وأنصحك أيضًا – وهو الأمر الخامس – ألا تُكثر من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل البيبسي والكولا والشاي والقهوة، لا أريد أن أحرمك من هذه الأشياء، لكن قلِّل منها؛ لأن الكافيين يؤدي إلى نوع من الاستثارة التي تؤدي إلى القلق الداخلي مما يؤدي إلى الوسوسة وحديث النفس. أيها الفاضل الكريم: نحن في إسلام ويب أعددنا استشارة رقمها (2136015) عرضنا فيها تمارين الاسترخاء، وتمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا في حالتك، فأرجو أن تتطلع على هذه الاستشارة بكل دقة، وتُطبق التوجيهات التي تحدثنا عنها، وأنا متأكد أنها وبإذن الله تعالى سوف تكون مفيدة لك. أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، وختامًا نسأل الله لك العافية والصحة والتوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,314,965
2016-09-20
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
عندما تراودني أحلام اليقظة أقوم بالقفز والضحك والتكلم لوحدي!!
السلام عليكم لدي حالة من الصعب شرحها؛ فأنا أعاني من أحلام اليقظة، وقد وجدت الكثير ممن يعاني من نفس المشكلة، لكن بالنسبة لي هو أنني أتخيل نفسي مثلاً رئيس دولة أو بطلاً خارقاً طول الوقت، أو إذا حضرت أو شاهدت مهرجاناً موسيقياً أتخيل نفسي كأنني مكانه وأضيف إليه بعض الإضافات. أجعل من شخصيتي الوهمية أسطورية وأبدع فيها، وأتخيل أيضاً أن أصدقائي يشاهدونني، وأنهم معجبون بي ومندهشون أيضاً. المشكلة أنني دائماً أعيش في عالمي الخاص، وعندما أنهي مثلاً قصة وهمية أنني مطرب مشهور وأملّ منها، أقوم باختراع قصة جديدة أكون فيها طبيباً أو شيئاً من هذا القبيل، وبصراحة أجد راحة وسعادة كبيرة في اختلاق هذه القصص في رأسي. لا يقف هذا الأمر في هذا الحد، بل إن أكبر مشكلة أعاني منها هي عندما تراودني أحلام اليقظة أقوم بالقفز والجري والضحك والتكلم لوحدي كالأطفال الصغار مع أني بعمر 19 سنة، فأنا مقتنع تماماً أنني مجنون أو أنني أعاني من خلل في عقلي، ولكن رغم ذلك أقوم بفرائضي الدينية، وأطرد أحلام اليقظة أثناء تواجد الناس كيلا يعرفوا حقيقتي، لأنني عندما أتصور تلك الأحلام لا أشعر بنفسي وكأنني مخدر، وكأنني أطوف بنفسي بعيداً، وهذا يحدث 24 ساعة. في بعض الأحيان أفكر بإيجابية وأقول لعل لدي مهارات في الإبداع والتفكير أكثر من غيري، وقد يكون لي مستقبل لامع إذا استغللت هذه المهارة في الكتابة والتأليف أو حتى في الإخراج السينمائي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أهلاً بك مجدداً، حيث كان السؤال السابق منك أيضاً، وشكراً لك على هذا السؤال. لأحلام اليقظة أسباب كثيرة ومتنوعة، ومنها مثلاً محاولة للتكيّف مع وضع صعب يجد الإنسان فيه نفسه، فتأتي أحلام اليقظة كهروب من هذا الواقع الصعب. أحياناً قد تكون أحلام اليقظة هذه مؤشرا للخيال الإبداعي عن الشخص، وكأن واقعه ليس بكافٍ له، فيحاول التعويض عن النفص الموجود في حياته وبيئته ببعض أحلام اليقظة. قد تكون بسبب التعب العام، سواء الجسمي أو النفسي، وكأن الجسم والعقل يرتاحان من خلال ترك الواقع والذهاب بالروح والعقل والمشاعر لمكان آخر يرتاح فيه الإنسان، ولعل شيئا من هذا يحصل في نومنا وما نسميه أحلام النوم. يبدو أن أحلام اليقظة هذه بدأت تزعجك وتؤثر على تركيزك، وبالتالي تريد التخفيف منها. مما يعينك على هذا أن تتقصد وتحاول متعمدا ألا تستسلم لهذه الأحلام، وإنما فور شعورك ببداية حلم من أحلام اليقظة هذه أن تصرخ في نفسك، ومن دون صوت طبعا "قف". وبذلك تدرّب نفسك على إيقاف سلسلة قطار الأحلام والأفكار هذه، فهي ليست بالأمر الخارج عن سيطرة الإنسان، ويمكنك عندما يبدأ حلم اليقظة أن تنهض من مكانك وتذهب للقيام بعمل آخر، وخاصة الأعمال الجسدية أو العضلية كبعض الواجبات المطلوبة منك في المنزل أو خارجه، بينما الاستسلام والسير قدما مع هذه الأحلام يزيدها شدة وعنادا. لا شك أنك في البداية ستجد بعض الصعوبة في التدخل في هذه الأحلام، إلا أن الأمر سيصبح أسهل وأسهل مع التدريج. وفقك الله، ويسّر لك الخير.
د. مأمون مبيض
2,311,716
2016-08-01
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أنا طالب طب وأحلام اليقظة تدمر حياتي.. هل أتناول الفافرين؟
السلام عليكم أحيانا أثناء المذاكرة أسرح وتبدأ أحلام اليقظة ويأتيني شخص ما ويبدأ يحدثني وأنا أرد عليه، وتأخذ من وقتي كثيرًا طبعًا دون صوت، ولا حركة باليد بيني وبين نفسي، والله أعاني معاناة كثيرة جدا، وأعاني من حالة اكتئاب شديدة تصعب علي المذاكرة، وأنا -ولله الحمد- أدرس كثيرا، ولا أمل، يضيع مني وقت كثير جدًا. أحيانا أفكر بالانتحار ووضعي مزر جدًا، أنا طالب طب، وأنتم تعلمون الضغوط على الطالب، ومما زاد في حالتي هي اللغة، ورغم كل هذا متأخر ترم أيضا عن الجامعة، هذه كلها عوامل ساعدت على الاكتئاب، أريد دواء، أرجوكم حالتي صعبة جدا، وأكتب لكم ودموعي بعيني، هل دواء فافرين مفيد لي؟ علمت بانه مفيد لمثل هذه الحالات، أحلام اليقظة ستدمر حياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ abdallah حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أسأل الله لك العافية والشفاء. أيها الفاضل الكريم: لا أريدك أبدًا أن تتهم نفسك بالفشل أو بالضعف، طاقاتك موجودة، الله تعالى حباك بالعقل وبالبصيرة وبالمقدرات المعرفية، وبسلامة الجسد، وأنت -الحمد لله- تدرس في كلية الطب، وهذا دليل واضح على أن مقدراتك الأكاديمية ممتازة، ولا شك في ذلك. طريقة التفكير سلبية، وأعتقد أن هذا هو الذي أدى إلى شعورك بالكدر واهتزاز ثقتك في مقدراتك، أؤكد لك مرة أخرى أن طاقاتك موجودة، كل الذي تحتاجه هو أن تُغيِّر فكرك من فكرٍ سلبيٍ مُحبطٍ إلى فكرٍ إيجابي، وأن تُنظِّم وقتك – هذا مهم جدًّا – الذي لا يُدير وقته بصورة صحيحة لا يمكن له النجاح أبدًا. خذ قسطًا كافيًا من الراحة، مارس الرياضة، خصص وقتًا للمذاكرة، ووقتًا للعبادة، احرص على صلاة الجماعة، احرص على بر والديك، التواصل الاجتماعي... هذه كلها أسس رئيسية للتغيير السلوكي الصحيح. لا تتعجَّل نحو الأدوية، ولا تعتقد أن الأدوية سوف تحل كل مشكلة، إذا لم تُغيِّر طريقة تفكيرك وتجعلها أفضل مما هي عليه الآن. أحزنني جدًّا قولك أنك تفكر في الانتحار، هذه بضاعة خاسرة، صاحبها خسر الدنيا والآخرة، لا أريدك أبدًا أن تتشبَّث بمثل هذا الكلام، واعلم أن الله تعالى قال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، وقال: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}، والسنة المطهرة مليئة بالأحاديث التي تُحرِّم قتل الإنسان نفسه، وأنه خالدًا مخلدًا في النار إذا أقدم على ذلك. كل الذين يأتوني ويبدؤوا كلامهم بأنهم يفكرون في الانتحار، دائمًا يأتيني شعور حقيقي أنهم لن ينتحروا أبدًا، إنما هي محاولة لاستجلاب الانتباه، وهذا أمرٌ لا نرفضه، لكن بالخوض في موضوع الانتحار أعتقد أن ذلك فيه الكثير من الامتهان للشخصية ولإضعافها، لا، أنت مسلم والحياة طيبة، وأمامك إن شاء الله خير كثير، فلا تفكّر على هذه الشاكلة. أيها الفاضل الكريم: بما أنك طالب في كلية الطب فيمكن أن تتواصل مع أحد الأطباء النفسيين من أساتذتك، أنا متأكد أنه سوف يُقدِّم لك العون التام، وذلك بجانب ما ذكرته لك. بالنسبة لمضادات الاكتئاب: سوف تساعدك ولا شك في ذلك، لكن لا أريدك أن تعتمد عليها الاعتماد المطلق، طبِّق ما ذكرته لك، وإن ذهبت لأحد الأساتذة سوف يختار لك الدواء المناسب، وإن كان ذلك صعبًا أعتقد أن عقار (سيرترالين) والذي يعرف باسم (مودابكس) في مصر، ويسمى (لسترال)، ومن مسمياته التجارية أيضًا (زولفت)، سيكون دواءً مناسبًا لك، والجرعة المطلوبة هي جرعة بسيطة، خمسة وعشرون مليجرامًا (نصف حبة) تتناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول السيرترالين، وهو قطعًا من الأدوية السليمة، وهذه الجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة؛ لأن الجرعة الكلية يمكن أن تكون حتى مائتي مليجرام في اليوم – أي أربع حباتٍ في اليوم – لكنك لا تحتاج لمثل هذه الجُرعة. أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
د. محمد عبد العليم
2,310,101
2016-07-13
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
امتحانات الثانوية قربت ولدي تفكير وأحلام يقظة.. كيف أتفرغ لدراستي؟
السلام عليكم أعاني من الوسواس القهري، وللأسف لا يوجد طبيب نفسي في القرية، أو المركز أو المحافظة نفسها، تطور معي الأمر إلى الوسوسة في كل شيء في الذات الإلهية، وفي النظافة، والوسواس الجنسي، والحب، والكره، والشك في كل الناس وترتب على كل الأفكار ردود أفعال غريبة جدًا، هذا ملخص حالتي، بدأت مع نفسي بالعلاج السلوكي. الحمد لله بدأت في التحسن كثيرًا، القلق قل كثيرا، ولكن بقيت أيضًا الكثير من الأفعال، وعقلي ينفجر من التفكير بلا نهاية، وبقي شهر علي اختبار الصف الثالث الثانوي، ولم أذاكر أي شيء، ولا حتى ساعة بسبب عقلي. مع العلم أنني مصاب به منذ سنوات، ولم أكن أعلمه فقد دخل علي الوسواس من باب الإيمان، وظننت أنه شيء جيد، وتدرجت وفكرت حتى وصلت لمرحلة متأخرة جدا، ولكن النوم في تحسن، أتحسن يوما بعد يوم؛ لأنني بدأت بالعلاج السلوكي الذي يزيد القلق جدا في بدايته، ولكن وجدت ثمار ذلك شيئا من الراحة، أريد نصيحتكم للحالة الدراسية، وكيف أبدأ؟ مع العلم أنني أتمتع بعقل ذكي جدا كما يقولون، وهناك إجماع من المعلمين إنني إذا ذاكرت في الشهر هذا فقط -إن شاء الله- سأخلص كل المواد، وسآتي بأحسن مجموع، أحسن من حتى الذي يذاكر منذ 9 أشهر، وأحمد الله على نعمه العقل التي هي واضحة والذكاء الذي يتضح لجميع الناس. إضافة: أعاني من أحلام اليقظة التي تجعلني غريب الأطوار، حيث أنني أصطنع عالما خاصا بي، وأفكر ودائمًا أود أن يكون كل شخص على دراية بأخلاق الشخص الآخر؛ لأنه كثر المنافقون في هذا الزمان، جعلتني أحلام اليقظة أضحك مع نفسي، وأتحدث إليها، أود أن أجد حلا، وشكرًا لكم. مع العلم أني أعاني من الوسواس القهري، وأعالج نفسي بالعلاج السلوكي، وسني 18سنة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ مصطفى محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فجزاك الله خيراً على تواصلك مع إسلام ويب، أنت شخصيتك شخصية رقيقة منظومتك القيمية منظومة عالية، وقد أصابك الوسواس القهري، والوسواس القهري يمكن أن يعالج، ويجب أن يعالج، العلاج لا بد أن يكون من مرتكزاته الأربعة، وهي العلاج الدوائي العلاج النفسي السلوكي، العلاج الاجتماعي، والعلاج الإسلامي، أنت أخذت بالثلاثة المعروفة وهي العلاج السلوكي، والعلاج الإسلامي، والعلاج الاجتماعي، وهذا أمر جيد وطيب، واتفق معك أن العلاج السلوكي فعال وممتاز قد يزيد من القلق في بداية الأمر، لكن الإنسان إذا استمر في مواجهاته السلوكية سوف ينخفض القلق حتى ينتهي -إن شاء الله تعالى-. نصيحتي لك هي العلاج الدوائي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العلاج الدوائي علاج مكمل، علاج مهم، والآن توجد أدوية فاعلة وممتازة وسليمة، عقار بروزاك سيكون هو الأنسب بالنسبة لك، الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم 20 مليجراما، وفي مصر يوجد الفلوزاك تستمر على هذه الجرعة لمدة شهر، تتناول الدواء بعد الأكل، هذا دائماً أفضل، وبعد انقضاء الشهر تجعل الجرعة كبسولتين في اليوم أي 40 مليجراما، وهذه تستمر عليها لمدة 4 أشهر، ثم تجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة 3 أشهر، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء. أيها الفاضل الكريم: يجب أن لا يخدعك الوسواس، ويقنعك بأن العلاج الدوائي مضر، وأنه إدماني، وأنك لا تحتاج إليه لا، هذا خطأ كبير، وحتى تعزز من قناعاتك بالعلاج الدوائي، أرجو أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسيين الذين تثق بهم، مقابلتك لمرة أو مرتين سوف تكون كافية جداً. القناعة بالعلاج الدوائي تأتي من أن هنالك تغيرات كيميائية تحصل في الموصلات العصبية بالدماغ، وقد تكون هي المسبب في الوساوس أو هي التي تساعد في استمرار الوساوس، فأرجو أن تأخذ الطيف العلاجي بكلياته حتى تستفيد منه، وأنا متأكد أنك بعد ذلك تستطيع أن تنظم وقتك، تستطيع أن تتخلص من كل هذه الأفكار وما يتعلق بها، وحتى الفكر الذي تحدثت عنه وأسميته بأحلام اليقظة هو فكر وسواسي استحواذي وسوف ينتهي تماماً -إن شاء الله تعالى- بعد تناول الدواء، وأن تستمر في التطبيقات السلوكية، ومثل هذا الفكر يجب أن يحقر ولا تهتم به أبداً. أيها الفاضل الكريم: الدراسات الآن تشير أن التدخل العلاجي المبكر ضروري جداً لدرء استمرارية الوساوس القهرية، فلا تحرم نفسك من نعمة العلاج، وأنا سعيد جداً أنك ملم ومدرك لأهمية التطبيقات السلوكية، لكن حتى تجني ثمارها كاملة فعليك أيضاً بتناول الدواء: (وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله). بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,307,875
2016-07-12
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أنسج قصصا خيالية وأعيشها، فكيف السبيل للتخلص من ذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 17 عاما، أعيش حياة مستقرة، ولا توجد مشاكل في عائلتي، عندما كنت طفلة كنت أتخيل قصة خيالية، وأجعل لها أحداثاً، وأتخيل أنني مع أشخاص أحبهم، فمثلا أتخيل شخصاً رأيته في التلفاز من عائلتي، وأنني أعيش معه بسعادة، أخرج وأتكلم معه، وهكذا. وأكثر وقت أتخيل فيه عند النوم، ولم أكن أفكر أن هذه مشكلة يجب حلها، ولكنني سمعت قبل يومين من أحد المهتمين بعلم النفس في برنامج من برامج التواصل الاجتماعي، أن هذا أمر خطير، فأرجو مساعدتكم كيف أتخلص من هذا الشيء، وما هي أضراره وأسبابه؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك، من خلال هذه الكتابة الواضحة والمنسقة، أكاد أجزم بقدرتك وذكائك، -ما شاء الله-، وحفظك من كل مكروه. سبحان الله، وهل يستطيع الإنسان التوقف عن التفكير والتخيّل؟ لا شك أن هذا من المستحيلات، فالذي لا يفكر ولا يتخيّل إنما هو ميّت أو مغمى عليه، فالخيال شيء رائع، والله تعالى لم يخلقنا قادرين على هذا التخيّل إلا لفائدته لنا، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، -كما يقولون-. ولكن وككل شيء آخرفي هذه الحياة، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، لا شك أنك في الطفولة قد احتجت لمثل هذه التخيلات، فلا شك أن هذا ساهم في تكوين شخصيتك وقدراتك التي هي عندك الآن، والجيد أيضا أنك منتبهة لضرورة التغيير، لكي لا تستغرقي كثيرا في أحلام اليقظة، ولذلك كتبت لنا، ولا شك أن طبيعة طفولتك، والتربية والتعليم الذين تلقيتهما، ربما يفسران زيادة ميلك إلى هذا الخيال، وأظنك تعلمين الخطوة السليمة، والتي اتخذتيها من نفسك، لا أقول بقطع العلاقة مع هذه الخيالات، وإنما تغييرها لشيء آخر، والسير إلى أمر آخر في حياتك، ولكن يفضل الآن السير والنظر في طرق أخرى. ولكن المشكلة أنك تحرصين جدا على ترك هذه الخيالات، وأحيانا عندما نحرص كثيرا على نسيان أو تجاوز شيء ما، فإننا بهذا الحرص الشديد إنما نعزز تذكره وبقاءه في نفسنا، فمثلا ماذا ستتخيلين إذا طلبت منك أن لا تفكري أو تتخيلي فيلا أصفر اللون؟ فلا شك أنك لن تتخيلي وتفكري إلا بالفيل الأصفر اللون. لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا ولن تستطيعيه ولو أردته، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، وكما حدث معك ربما العديد من المرات، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك، ومن الواضح أنك قد انتبهت مؤخرا لمضار الكثير من عالم الخيال والابتعاد عن الواقع، ومما سيعينك على التخفيف من الخيالات هو ملء حياتك بالأحداث الواقعية، من خلال الخروج من عزلتك في عالم الخيال، والاختلاط أكثر بالناس والواقع، ولا شك أن هذا سيتحسّن مع الوقت، فاحرصي عليه. وهناك احتمال أن وراء هذا الميل للخيال شيء من الهروب من الوقع، أو الخجل أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي أن لا يدفعك هذا الخجل أو الارتباك للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، ومن لقاء الناس، والهروب في عالم الخيال، فهذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يعقـّدها، ولحد أنه قد يصل لدرجة الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا. قد تستغربين عندما أقول لك بدل الامتناع عن التخيل أن تستغلي هذه القدرة على التخيل بمحاولة الإبداع كالتأليف والكتابة، فكم نحن في حاجة في عالمنا العربي والإسلامي إلى الكتاب المبدعين، وربما وراء قدرتك على التخيل موهبة متوقدة تحاول أن تخرج للواقع، فاحرصي على رعايتها وتوجيهها. أرجو أن يكون في هذا ما يعينك، وأن يحفظك الله ويرعاك، وينفع بك.
د. مأمون مبيض
2,310,443
2016-06-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
لا أشعر بذاتي وكثير السرحان
السلام عليكم أنا لستُ مدركاً لذاتي، أشعر وكأنَّ كل شيءٍ غير واقعي، وهذا منذ ولادتي, وأنا عمري الآن 19 سنة، وعندما كان عمري 16 سنة حدثت لي مشكلة وكنت أبكي، وفي تلك اللحظة رأيت نفسي في المرآة، وعندها أدركت ذاتي، وأدركت أني موجود في هذا الكون، وبعد تلك اللحظة أصبحت دائما أفكر في ذاتي. ومن تلك اللحظة إلى الآن عندما أفكر في ذاتي وأركز على وجودي تمر بعض الثواني من 30 ثانية إلى دقيقة تقريبًا وبعدها أدرك ذاتي، ولكن هذا الإدراك لا يزيد عن الثانيتين فقط، ثم أعود مجددًا غير مدرك لذاتي، وغير مدرك للواقع. معلومات عني: انطوائي، كثير السرحان، أحلم أحلام اليقظة كثيرًا(مؤخراً)، أحياناً وليس دائمًا عندما أتكلم أقول كلمةً ليست الكلمة التي أقصدها، لكن بعدها أنتبه لنفسي وأصحح الخطأ، وأحياناً لا أنتبه لذلك الخطأ. وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لا شك أنك عانيت وتعاني ومنذ عدة سنوات من هذه الأعراض التي وصفت في رسالتك، وأكيد أنها لم تكن بالمعاناة السهلة، أعانك الله وخفف عنك. هناك احتمال كبير أن هذه الأعراض مما وصفت من عدم إدارك الذات أنه من نوع أحلام اليقظة، والتي هي كثيرة عندك، وبحيث أنك تسرح مع أحلام اليقظة هذه، وبالتالي فربما علاجها بالعمل على التعرف على اللحظات الأولى التي تأتيك فيها أحلام اليقظة، فتعمل على إيقافها عن الاسترسال، فإيقافها في البداية أسهل بكثير من اعتراضها بعد أن تتعمّق. ويمكن تدريب نفسك على التعرف على بدايات مثل هذه الأحلام، ومن ثم العمل على فعل شيءٍ يوقفها، كأن تغيّر مكان جلوسك، أو تنتقل لعملٍ آخر يتطلب منك بعض التركيز والانتباه. والاحتمال الآخر أن هذه اللحظات من عدم أو ضعف إدراك الذات أنها ربما هي نوع من بعض الشحنات الكهربائية في الدماغ، والتي نسميها عادةً بنوبات الصرع، وإن وجدت عندك فمن الواضح أنها خفيفة، وبحيث أنها لا تصل لمرحلة الاختلاجات والتشنجات، حيث يمكن للمصاب أن يقع على الأرض. وطبعا ليس بالضرورة أن يكون هذا بسبب نوبات الصرع، فقد يكون لمجرد أمرٍ عارضٍ كالتعب والإجهاد. ومن باب الاطمئنان، فالذي أنصح به هو أن تراجع طبيبًا عامًا ليقوم بالفحص العام والبسيط، وليتعرف على طبيعة الأعراض والقصة المرضية، وبالتالي أن يصل للتشخيص الصحيح، ومن ثم العلاج المناسب. وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.
د. مأمون مبيض
2,307,011
2016-05-22
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
بسبب شعور بالنقص ألجأ لأحلام اليقظة!
السلام عليكم أعاني من أحلام اليقظة، فأنا أتخيل نفسي كثيراً كشخص آخر بإمكانيات مختلفة وظروف مختلفة، وبسبب شعوري بالنقص بسبب ضعف المستوى المادي، فإني أهرب إلى أحلام اليقظة، وأتخيل نفسي كشخص مثالي، وقد أبالغ فأتخيل أني رئيس مثلاً، أو لاعب كره مشهور أو رجل أعمال ناجح! بسبب ضعف مستوايَ المادي أتخيل نفسي، وقد أصبحت أملك ما لا أستطيع أن أملكه فى الوقع، وهذا يؤثر علي في الواقع، ويجلعني أشعر بالمرارة، لأن ما أتخيله لن يحدث قط! كيف أتخلص من هذه الأحلام وأعيش فقط في الواقع؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لأحلام اليقظة أسباب كثيرة ومتنوعة، ومنها مثلاً محاولة التكيّف مع وضع صعب يجد الإنسان نفسه فيه، فتأتي أحلام اليقظة كهروب من هذا الواقع الصعب. أحياناً قد تكون أحلام اليقظة هذه مؤشراً للخيال الإبداعي عن الشخص، وكأن واقعه ليس بكاف له، فيحاول التعويض عن النقص الموجود في حياته وبيئته ببعض أحلام اليقظة، وهذا ربما ما يحصل معك من خلال سؤالك. قد تكون بسبب التعب العام، سواء الجسمي أو النفسي، وكأن الجسم والعقل يرتاحان من خلال ترك الواقع والذهاب بالروح والعقل والمشاعر لمكان آخر يرتاح فيه الإنسان، ولعل شيئاً من هذا يحصل في نومنا وما نسميه أحلام النوم. الشئ المميّز عندك أن أحلام اليقظة هذه تبدو أنها بدأت تزعجك وتؤثر على تركيزك، وبالتالي تريد التخفيف منها. مما يعينك على هذا أن تتقصد وتحاول متعمداً أن لا تستسلم لهذه الأحلام، وإنما فور شعورك ببداية حلم من أحلام اليقظة هذه أن تصرخ في نفسك، ومن دون صوت طبعاً "قف". بذلك تدرّب نفسك على إيقاف سلسلة الأحلام والأفكار هذه، فهي ليست بالأمر الخارج عن سيطرة الإنسان، ويمكنك أن تلجأ لبعض المهارات التي ستساعدك كثيراً، فعندما يبدأ حلم اليقظة أن تنهض من مكانك وتذهب للقيام بعمل آخر، وخاصة الأعمال الجسدية أو العضلية كبعض الواجبات المطلوبة منك في المنزل أو خارجه. لا شك أنك في البداية ستجد بعض الصعوبة في التدخل في هذه الأحلام، إلا أن الأمر سيصبح أسهل وأسهل مع التدريج، وستجد بعض الصعوبات؛ لأننا بهذا التدخل نحرمك من أمر ألفته وأحببته لزمن طويل، والآن نريد أن نأخذه منك، ولذلك من الطبيعي أن تحاول مقاومة هذا التغيير. وفقك الله، ويسّر لك.
د. مأمون مبيض
2,305,917
2016-05-07
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
التخيلات سيطرت على حياتي حتى فقدت القدرة على التقدم في الواقع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وجزاكم الله خيراً. لدي مشكلة قد تعبت منها، ولم أستطع التخلص منها، فمنذ طفولتي المبكرة، وحينما بدأت أعي أحداث الرسوم المتحركة، كنت أتعلق كثيرا بنهاية الحلقة، فحينما أخلد للنوم، أبدأ بتخيل الأحداث القادمة للقصة، استمررت في ذلك حتى أصبحت لا أستطيع النوم إلا بهذه الطريقة. وحينما وصلت من العمر 16 سنة عزمت على التغيير، وعلمت أن التخلص من أي عادة يكون باستبدالها، وقد حاولت استبدالها بالأذكار، أو مراجعة دروسي التي درستها في ذلك اليوم، لكن دون جدوى. تطور الأمر للأسوأ، حيث بدأ خيالي ينصرف لحياكة قصص عن نفسي في المستقبل، وحينما أصبح عمري 18 سنة لم يعد هذا الخيال يتطرق إلى ذهني وقت النوم فقط، بل صار في كل وقتي طوال اليوم، واليوم عمري 27 سنة، ولا أستطيع التركيز في عملي، أو دراستي، أو حياتي. قرأت عن هذا النوع من الخيال المفرط، وكيف يؤثر على بعض من خلايا الدماغ، وكيف أن هذه التخيلات تشغل حيزا من الذاكرة، قرأت كذلك أن علاجه هو التوقف عن التفكير، وأنه عادة يمكن السيطرة عليها، حالها حال أي عادة سلوكية أخرى، لكنني عجزت عن المحاولة، أريد أن أصلي دون تشتت ذهني، أريد أن أتحدث دون أن تطرأ هذه التخيلات علي، أريد أن أحضر المحاضرات بذهن صاف، أريد أن أقرأ بتركيز، أريد أن أعيش حياتي لا تخيلاتي، حياتي لم أعد أملكها، كلها ملك تلك التفاهات التي عجزت عن طردها من حياتي، فهل من إرشادات تعينني على الخلاص منها؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ع.س حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بما في نفسك، ومن خلال هذه الكتابة الواضحة والمنسقة، وأكاد أجزم بقدرتك وذكاءك -ما شاء الله-، وحفظك من كل مكروه. سبحان الله، وهل يستطيع الإنسان التوقف عن التفكير؟ لا شك أن هذا من المستحيلات، فالذي لا يفكر إنما هو ميّت أو مغمى عليه، فالخيال شيء رائع، والله تعالى لم يخلقنا قادرين على هذا التخيّل إلا لفائدته لنا، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون، ولكن وككل شيء آخر في هذه الحياة، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده. لا شك أنك في الطفولة قد احتجت لمثل هذه التخيلات، فلا شك أن هذا ساهم في تكوين شخصيتك وقدراتك التي هي عندك الآن، والجيد أيضا أنك منتبهة لضرورة التغيير كي لا تستغرقي كثيرا في أحلام اليقظة، لا شك أن طبيعة طفولتك والتربية والتعليم الذين تلقيتهما ربما يفسران زيادة ميلك إلى هذا الخيال. وما أظنك إلا أن تعلمين بالخطوة السليمة، والتي اتخذتها من نفسك، لا أقول بقطع العلاقة مع هذه الخيالات، وإنما تغييرها لشيء آخر، والسير إلى أمر آخر في حياتك، ولكن يفضل الآن السير والنظر في طرق أخرى. ولكن المشكلة، أنك تحرصين جدا على ترك هذه الخيالات، وأحيانا عندما نحرص كثيرا على نسيان أو تجاوز شيء ما، فإننا بهذا الحرص الشديد إنما نعزز تذكره وبقاءه في أنفسنا، فمثلا ماذا ستتخيلين إذا طلبت منك أن لا تفكري أو تتخيلي عصفورا زهريّ اللون؟ فلا شك أنك لا تتخيلين وتفكرين إلا بالعصفور الزهري اللون! لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا، ولن تستطيعيه ولو أردته، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، وكم حدث معك العديد من المرات، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك. من الواضح أنك قد انتبهت مؤخرا لمضار الكثير من عالم الخيال والابتعاد عن الواقع، ومما سيعينك عن الخيالات هو ملئ حياتك بالأحداث الواقعية من خلال الخروج من عزلتك في عالم الخيال، والاختلاط أكثر بالناس والواقع، ولا شك أن هذا سيتحسّن مع الوقت، وسيكون هذا بفضل جهودك الخاصة، فاحرصي عليه. وهناك احتمال أن وراء هذا الميل للخيال شيء من الهروب من الوقع أو الخجل أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي أن لا يدفعك هذا الخجل أو الارتباك للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، والهروب في عالم الخيال، فهذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يعقـّدها ولحد أنه قد يصل لدرجة الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا. قد تستغربين عندما أقول لك بدل الامتناع عن التخيل، أن تستغلي هذه القدرة على التخيل بمحاولة الإبداع كالتأليف والكتابة، فكم نحن في حاجة في عالمنا العربي والإسلامي إلى الكتاب المبدعين، وربما وراء القدرة على التخيل موهبة متوقدة تحاول أن تخرج للواقع، فاحرصي على رعايتها وتوجيهها. أرجو أن يكون في هذا ما يعينك، وأن يحفظك الله ويرعاك، وينفع بك.
د. مأمون مبيض
2,305,470
2016-01-13
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كثرة تفكير حتى البكاء وتوقع أشياء غير حسنة، ما الحل لهذه المشاكل؟
السلام عليكم جزاكم الله خيراً على عملكم ومجهودكم الكبير، فشكراً لكم وبارك فيكم. لدي مشكلة أتعبتني كثيراً، وكل أملي بعد الله في مساعدتكم. أعاني من كثرة التفكير حتى البكاء، مثلاً أتخيل أن السيارة ستتعطل بعد أسبوع، وأني سأعاني في حياتي، وأن شخصاً أعرفه سوف يؤذيني! أتخيل ذلك حتى أكره ذلك الشخص، وأغضب جداً منه، وأفكر أن أنتقم منه، رغم أنه لم يحدث شيء من الشخص، ولكن لا أستطيع التوقف عن التفكير، ويزداد التفكير والغضب في هذا الأمر لمدة يوم أو يومين، وبعد ذلك أرجع إلى وضعي الطبيعي. هذه المشكلة أرهقتني جداً حتى فقدت عملي وسعادتي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرًا لك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله أن يوفقنا إلى ما فيه الخير للجميع. بالرغم من معاناتك إلَّا أنك لم تذكر كثيرًا من الأشياء التي يمكن أن تُساعدنا في تشخيص حالتك، ونسألك: - متى بدأت معك هذه الأشياء -أي كثرة التفكير والبكاء- متى بدأت؟ وقد قلتَ إنك بعد يومين يمكن أن تتحكَّم في هذه الأشياء وتصير طبيعيًا، ولكنك قلت إنها أثَّرتْ عليك وتركتَ عملك، فلا أدري كيف حدث هذا؟! - ما هي الأشياء المصاحبة لها؟ هل هناك اكتئاب، حزن شديد، فقدان رغبة في الحياة، إحساس بالاضطهاد، أو إحساس بالذنب، فقدان للوزن، فقدان للشهية، اضطراب في النوم؟ هل هناك تفكير بأن هناك أُناساً يضطهدونك أو يحاولون إيذاءك؟ كل هذه المعلومات مهمة، ولذلك رأيي الشخصي أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا حتى يستطيع أن يفحصك فحصًا دقيقًا، يسأل ويُغطي كل جوانب تاريخك المرضي، ويفحص الحالة العقلية عندك، ومن ثمَّ يصل إلى التشخيص المناسب ووصف العلاج المناسب. لا يمكنني بهذه المعلومات المقتضبة أن أصل إلى تشخيص ووصف علاجٍ لك. أسأل الله لك التوفيق، وأن يُسدِّدَ خُطاك، وأن يُعافيك ممَّا تعاني منه.
د. عبد العزيز أحمد عمر
2,294,370
2015-11-05
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أريد التخلص من الأفكار الغريبة التي تنتابني، فما الحل؟
السلام عليكم. أصبح نومي قليلا، ودائما قبل النوم أفكر بأشياء غريبة لن تحصل، وأتخيل أشياء كثيرة، وهذا الشيء جدا أتعبني، أفكر بأشياء لا صحة لها، وأحيانا أبكي، ودائما يحصل هذا الشيء لي، وأحيانا أكلم نفسي، تعبت جدا، فهل هذا اكتئاب أو أرق؟ أريد النوم بكل طمأنينة وسهولة، فحتى بعد أن أصحو من النوم أفكر بأشياء قديمة حصلت لي، وأفكر بالناس، وكل هذا بعد أن أصحو بدقيقة، علما بأن معاملتي مع الناس طبيعية، وأفكر بأشياء قديمة من المتوقع أن الناس نسوها، وأنا إلى الآن أفكر بها، ودائما تأتيني هذه الأفكار السلبية قبل وبعد النوم، وأحيانا في المساء والظهيرة، لقد تعبت، أريد حلا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نشكرك على الثقة في إسلام ويب. أيتها الفاضلة الكريمة: بعض الناس تحدث لهم تراكمات نفسية كبيرة قبل النوم، وتحدث لهم ذكريات، وتأتيهم أفكار هنا وهناك، وشيء من أحلام اليقظة، وهذا قطعًا يصرف انتباههم عن النوم، ويُسبب لهم القلق والتوتر، وأعتقد أنك من هذا النوع. هذا -إن شاء الله تعالى- ليس دليلاً على وجود اكتئاب، لكنَّه دليل على وجود قلق نفسي، فكوني معبِّرة عن ذاتك، ولا تكتمي، ولا تحتقني، وتجاهلي هذه الأعراض تمامًا، ومن المهم جدًّا أن تمارسي التمارين الرياضية، أي تمارين رياضية مناسبة بالنسبة لك، كما أن وجبات الطعام ليلاً يجب أن تكون خفيفة، واحرصي على أذكار النوم، وطبِّقي تمارين الاسترخاء التي أوردناها في الاستشارة رقم (2136015). وتجنبي النوم النهاري، فالنوم النهاري نوم مزعج جدًّا بالنسبة لمن هم في عمرك، وليس بالنوم الصحي، واعتمدي على النوم الليلي المبكر، فالنوم ما بين الصلاتين - صلاة العشاء وصلاة الفجر- هو الأفضل من حيث: الاستقرار البيولوجي للإنسان، الراحة النفسية، تنمية وترميم خلايا الدماغ، الإفرازات الهرمونية السليمة، واستواء مستوى إفراز الموصِّلات العصبية التي يحتاجها الإنسان من أجل صحته النفسية والجسدية، وهذا كله يحدث في أثناء الليل، فاحرصي على ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأريدك أيضًا أن تكوني إيجابية التفكير، هذا يُساعدك -إن شاء الله تعالى- ويزيل ما بك. لا بأس -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تتناولي أحد مضادات القلق البسيطة التي تُحسِّن النوم، فمثلاً هناك عقار يعرف تجاريًا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميًا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) بجرعة خمسة عشر مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ أو شهرين، سيكون كافيًا جدًّا، وهو ليس تعوديًّا، وليس إدمانيًا، والجرعة صغيرة جدًّا. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,293,928
2015-11-03
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
كثرة الخيال من علامات الإبداع والابتكار...ولكن!
السلام عليكم أنا فتاة بعمر18 سنة، أشعر أنني مصابة بحالة نفسية، ولكنني غير متأكدة، ولا أعرف ما هي الحالة! لأنني لا أشعر أنني طبيعية أبداً، وأريد أن أعرف إن كانت أعراضي هي أعراض مرض نفسي، أرجو أن تخبروني إن كانت هذه الأعراض أعراض لمرض نفسي، وما هو المرض؟ في الماضي كنت أتخيل كثيراً، أتخيل أموراً تفرحني وتسعدني بأناس أعرفهم وأناس خياليين، وأشعر أن هذا السبب جعلني أفقد التركيز ولا أنتبه، وإذا تحدث معي شخص لا أنتبه له، وأنسى كثيراً حتى المواقف التي حدثت، والكلام الذي قلته أو سمعته. أصبحت أتوهم أن الناس يقولون عني كلاماً، ولكن للأسف اكتشفت بأن هنالك كلاماً لا صحة له، وأكون متأكدة بأن ما سمعته صحيح، ولكنه في الحقيقة غير صحيح، لا أعلم كيف أوضح ذلك، ولكنني لا أسمع الكلام في الوقت ذاته ولكن بعد فترة، حينما أفكر أشعر بأنني سمعته وأكون متأكدة من سماعي له.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ غريبة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بهذا السؤال. كيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون، ويقال أيضاً: إن كثرة الخيال من علامات الإبداع والابتكار، ولكن وككل شيء آخر، كل ما زاد عن حدة انقلب إلى ضده! ولذلك إذا سرحت كثيرا في عالم الخيال فلا شك أن هذا قد يؤثر على قدرتك على الانتباه والتركيز، فليس هذا بالمرض النفسي، وإنما ظاهرة طبيعية تتفاوت من شخص لآخر. ما العمل الآن؟ لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفا هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولا، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، مما قد يؤثر سلبيا عليك وعلى نفسيتك. من الواضح أنك قد انتبهت مؤخرا لمضار الكثير من عالم الخيال، وربما قد بدأت من نفسك بالخروج من كثرة الخيال، ولذلك كتبت إلينا تسألين، وهذا تحسّن ممتاز. للتقليل من الزمن الذي تقضينه مع الخيالات، فبدلاً من منع نفسك من الخيال، وما أظنك ستستطيعين هذا على كل الأحوال، حاولي أن تحددي الزمن المسموح فيه مثل هذه الخيالات، فبدل لا خيالات، ليكن هدفك فتح باب الخيالات لساعة يومياً على سبيل المثال. أرجو أن تنتبهي إلى أنه قد يكون هناك أمر وراء هذا الميل للخيال، كشيء من الخجل، أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي أن لا يدفعك هذا للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، فهذا التجنب غير صحيّ وقد يتطور لحد قد يصل لحالة من الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا. حفظك الله ورعاك.
د. مأمون مبيض
2,290,214
2015-10-08
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
ماذا أفعل، وقد تفاجأت بصعوبة الحياة بعد الأماني الكاذبة؟
السلام عليكم سأشرح لكم حالتي باختصار، وأرجو أن تفيدوني بنصائح وتوجيهات. عشت حياتي منذ الصغر وأنا أظن أنني عندما أكبر في السن ستكون حياتي ممتازة، وسأكون رجل أعمال وشخصا ناجحا ومهمّا، لكنّني أدركت عندما كبرت بأن الحياة ليست بالتمني فقط. المشكلة أنني أشعر دائما بالتعاسة وبعدم الرضى عن نفسي، وأشعر بالذبول والانهزامية؛ لأنني لست على الصورة التي كنت أريد أن أكون عليها دائما منذ الصغر، ولأنني عاجز تماما على الارتقاء بنفسي وبحياتي، وقد بحثت وفكرت كثيرا وما زلت حائرا في أمري. أعيش في إحباط مزمن بسبب ذلك، علما أنني عملت في مهن غير راقية ولا زلت، حاملا برأسي فكرة أنني سأنفجر، وأتغير لأصبح كما أريد، لكن تمرّ الأيام والأعوام هكذا بدون شيء جديد، حاملا معي تلك المشاعر الضعيفة. دلُّونِي ماذا أفعل لكي أرتقي بنفسي، وأصبح في الصورة التي تجعلني سعيدا من داخلي؟ وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ غازي حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال. الحياة أمل، والأمل يتحقق بعد توفيق الله بالعمل، وبين يدي الله يجزي كل امرئ بما فعل، وكم هو جميل أن يكون للإنسان هدف كبير، وطموح عال، فقد تطلع عمر بن عبد العزيز إلى الزواج من فاطمة بنت عبد الملك، فتزوجها، ثم تطلع إلى الإمارة فنالها، ثم تطلع إلى الخلافة فوصلها، ثم اشتاقت نفسه التواقة إلى المعالي إلى الجنة، ونرجو أن يكون قد نالها، وهو الذي خرج من الدنيا وهو يردد قول الله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين). فانهض بنفسك متوكلا على الله، واخرج من إحباطات النفس، وتذكر أن هم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله. وأرجو أن تعلم أن كثيرا ممن وصلوا إلى القمة كانت بداياتهم في مهن ممتهنة، مع أنه في الحقوق لا توجد مهنة ممتهنة ما دامت حلالا، ونبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده، ولا شك أن بقاء الفكرة الكبيرة مطلوب، والعمل من أجل الوصول إليها مطلوب، وعلى الإنسان أن يفعل الأسباب، ثم يوقن أن التوفيق من الكريم الوهاب. وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تستقبل الحياة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وقد سعدنا بتواصلك، وننصحك برسم أهدافك، ووضع الخطط المناسبة والملائمة لقدراتك وملكاتك، وشجع نفسك مع كل نجاح يتحقق، وإن كان قليلا، وتفاءل بالخير تجده. نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يبعث في نفسك الهمة العالية، وأن يعلي درجتك.
د. أحمد الفرجابي
2,285,885
2015-08-30
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش مع الخيال وأحتاج لمن يخرجني إلى عالم الواقع، ساعدوني
السلام عليكم. أنا فتاة عمري 20 سنة، أعاني من حالة لا أستطيع وصفها، ولا أعرف سببها، حيث أتخيل دائما أنني أتعرض للخطف، وأنني ضحية أبكي، وأرغب في الاحتضان والاحتواء، ولا أستطيع التوقف عن الخيال، وأشعر أن هذا الخيال يقودني إلى تعب وقلق. علما أنني حينما كنت في الروضة وحتى نهاية المرحلة الابتدائية، كنت أتعرض للضرب والكراهية من قبل المعلمات، وكن يفضلن الجميع علي، ولا أعلم إن كان هذا لاختلاف جنسيتي عنهن، ولم أكن مشاغبة، بل كنت دائما متفوقة. أتمنى أن أتغير، وأحب أن أغير من نفسي، فكلما خططت لشيء بدأت به، ولكن دوما أجد لنفسي عذرا لأتوقف عنه، لقد سئمت ذلك، أرجو المساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك التواصل والاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال. لست أدري كيف تضربين وتكونين مكروهة وأنت المتفوقة؟ ومن الطبيعي أن تتخيلي أنك ضحية؛ لأنك سرت مع تيار الأفكار السلبية، ولكننا نذكرك بأنك -ولله الحمد- أصبحت كبيرة متعلمة ناضجة -والحمد لرب البرية-. وندعوك إلى الدعاء لنفسك والإلحاح والتضرع لمن يجيب المضطر إذا دعاه، وابحثي نقاط القوة التي عندك، والتي منها بلا شك تجاوزك لظلم الظالمين، ونجاحك وتفوقك، وتقوية الإيمان في نفسك، والثقة بنفسك بعد الثقة بربك، والتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يجرك إلى الوراء، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم شيئا، وعدم التوقف مع الذكريات السالبة، حتى لا تزداد مساحة الأحزان في حياتك، ولا يجدي البكاء على الماضي، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك والمحافظة على الأذكار، ولا مانع من الذهاب لراق شرعي، يقيم الرقية بقواعدها وضوابطها، والاستمرار في محاولة التغيير إلى الأحسن، وذلك -ولله الحمد- ممكن بالاستعانة بالله والبدء بطاعته وإصلاح ما بينك وبينه، ووضع البرامج المناسبة التي يمكن تطبيقها، وتشجيع النفس، والفرح بكل إنجاز يتحقق، وشكر الله عليه؛ لتنالي بشكره سبحانه المزيد، وعدم التمادي مع الخيالات وأحلام اليقظة، والصواب بقطعها وإيقافها واستبدالها بأفكار إيجابية، والاقتراب من محارمك، وحسن الإدارة لعواطفك، انطلاقا من ضوابط الشرع وتوجيهاته، والبحث عن صديقات صالحات ناصحات والاشتغال بالطاعات، والابتعاد عن الوساوس والخيال، وتجنب الوحدة، وملء الفراغ بالمفيد، والاستمرار في التواصل مع الموقع. وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ونؤكد أن ما عندك من خلل له علاقة بذكريات الطفولة، وأن تجاوز ذلك من الممكن بالاستعانة بالله، والتوكل عليه، وبذل الأسباب، وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل، مع التوضيح، وكل من في الموقع يتشرف بمساعدتك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والنجاح.
د. أحمد الفرجابي
2,285,784
2015-08-27
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أتخيل نفسي شخصية مشهورة وأكلم نفسي كثيرًا، ما هذه الحالة؟
السلام عليكم أنا أكلم نفسي كثيرًا، وأتخيل كثيرًا جدًا، وعندما أريد أن أكون شيئًا ما مثل لاعب كرة أو صاحب شركة أو دكتور في جامعة؛ أمشي في البيت وأتخيل الأشياء التي ممكن أن تحدث إذا وصلت إلى أحد هذه المناصب، ودائمًا أفعل هذا، كل يوم أتخيل شخصية جديدة، وأمشي في البيت، وأكلم الناس (لا يوجد أحد في البيت) وأتعامل مع الناس الذين أتخيلهم وأنا لا أسمع أي صوت، بل أتخيل فقط، وإذا أحد ناداني أو جوالي رن أو أي شيء آخر؛ أسمعه عادي، وممكن أن أرد على الهاتف ثم أكمل التخيل والتحرك في البيت! أنا أستطيع أن أتحكم بنفسي، أن أوقف التخيل وأحلام اليقظة؛ لأني أحب ذلك جدًا، أحب الهروب من الواقع، ودائمًا أتخيل بأني شخصية مشهورة، وكل الناس تعرفني، هل هذا طبيعي؟ ولماذا أفعل ذلك؟ وكيف أوقظ أحلام اليقظة؟ مع العلم أنا اجتماعي جدًا، وموضوع التخيل والتحرك واللف في البيت هذا أفعله وأنا في أول ابتدائي، وأنا الآن في أولى جامعة!
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية. ابننا العزيز: لا بأس أن يحلم الإنسان ويطمح، ويتصور منصبه أوظيفته في المستقبل، فهذا ربما يؤدي إلى زيادة الدافعية، وشحذ الهمة؛ وبالتالي العمل لتحقيق هذه الأحلام. وهذا قد يكون طبيعياً إذا توافق مع القدرات والإمكانيات والواقع المعاش، ولكن إذا كان مجرد أحلام يقظة فيعتبر وسيلة تنفيس -كما ذكرت- للتغلب على الإحباطات والصراعات التي تواجه الفرد في حياته. تقمص الشخصيات المشهورة، واتخاذها قدوة يكون له فائدة إذا تتبعنا خطوات، وطبقنا ما كان يفعله أولئك حتى صاروا في هذه المرتبة، فالتشبه بالرجال فلاح. وينبغي أن تختار القدوة المثلى، وتنتهج نهجها، لا القدوة السيئة التي لا فائدة من الاقتداء بها. وحاول أن تشتهر في ما هو أسمى وأرفع، وأنفع لك ولأمتنا الإسلامية، والمجالات كثيرة في هذه الحياة، كل ما في الأمر هو أن تخلص النية، وتعمل لأجل دينك ودنياك. نرشدك بتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات. وحاول الاستعانة بالله –أولاً- ثم الآخرين، واعرض عليهم آراءك ومقترحاتك، وناقشهم في آرائهم ومقترحاتهم، وستخرج -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك. وفقك الله تعالى في ما يحبه ويرضاه.
د. على أحمد التهامي
2,277,426
2015-06-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل هناك علاج للأمراض النفسية بدون أدوية كالاكتئاب مثلاً؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف أتخلص من الاكتئاب والتفكير العميق بالماضي؟ وكيف يمكنني تقبل الواقع؟ وما هو الحل النهائي لأحلام اليقظة التي تعيق عن أمور الحياة؟ وهل هناك علاجات للأمراض النفسية بدون أدوية؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ راجية لقاء الله حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك – أيتها الفاضلة الكريمة – تواصلك مع إسلام ويب، وأريد أن أبدأ من الجزئية الأخيرة، وهي: هل هناك علاج للأمراض النفسية بدون أدوية؟ الإجابة: نعم، والنموذج الأمثل للعلاج النفسي هو أن يكون العلاج دوائيًا ونفسيًا – أي سلوكيًا – واجتماعيًا ودينيًا، وهذه هي الأربعة المحاور التي تُركز عليها الآن الكليَّة الملكية البريطانية للأطباء النفسيين، وهي من أكبر السلطات المهنية العلاجية في مجال الطب النفسي في العالم، والحالة المرضية لأي إنسان يجب أن يُوضع لها برنامج خاصٌ بها، يعني ما ينطبق على شخصٍ ما ليس من الضروري أن ينطبق على شخصٍ آخر، والطبيب الحاذق والمُجيدُ لعمله وصاحب الخبرة يعرف ذلك تمامًا، والمحاور العلاجية يختار منها الطبيب ما يُناسب الشخص. هل هنالك حاجة للأربعة المحاور؟ هل هناك حاجة لمحورٍ واحد؟ مثلاً بعض الحالات تحتاج فقط لعلاج نفسي سلوكي، ولا تحتاج للدواء، ولا تحتاج للجانب الاجتماعي، لأنه أصلاً مستقر، وحتى الجانب الديني قد يكون الإنسان على بصيرة وتقوى، ففي هذه الحالة يكون العلاج سلوكيًا. بعض الناس مثلاً لديهم أمراض بيولوجية كمرض الفصام، هذا لا بد من أن يستعمل فيه الدواء، والاكتئاب النفسي لا يستجيب لعلاجات حقيقية دون أن تستعمل الدواء، وأقصد بالعلاجات الحقيقية: العلاجات الأخرى كالعلاجات السلوكية والنفسية، وهكذا. إذًا الأمراض النفسية متعددة الأسباب، والعلاج يجب أن يكون متعدد الوسائل والاتجاهات، هذا هو المبدأ الصحيح. سؤالك: كيف أتخلص من الاكتئاب والتفكير العميق في الماضي؟ أولاً: الإنسان يحاول يُزيل الأسباب إن وُجدتْ أسباب، هذا هو المبدأ الأول. ثانيًا: الاكتئاب يجب أن يُشخَّص، هل هو اكتئاب أم شيء آخر؟ ويوجد أكثر من ثلاثين نوعًا من الاكتئاب، وعلى ضوء نوعية الاكتئاب تُوضع الخطة العلاجية، إن كانت دوائية، أو سلوكية، أو معرفية، أو نفسية، أو اجتماعية، أو تحليلية. والإنسان يستطيع أن يتخلص من الاكتئاب من خلال التفكير الإيجابي، لأن مشكلة الاكتئاب دائمًا أنه يشعر بالهزيمة، ويُشعر بالسلبيات، وبالتشاؤم، وهذا الفكر يجب أن يستبدله الإنسان ويتخلص منه تمامًا، وإن كان هنالك حاجة للدواء - حسب ما يرى الطبيب - يجب أن يتم استعمال الدواء. التفكير العميق بالماضي يتخلص منه الإنسان بالتفكير في الحاضر، وألا يخاف من المستقبل، الماضي قد انتهى، وهو عبرة وخبرة وليس أكثر من ذلك، وحُسْن إدارة الحياة، وحُسْن إدارة الوقت تجعلك أكثر تعمُّقًا، وتجعلك أكثر مقدرة على الاستفادة من حاضرك وعدم الركون لسلبيات الماضي أو مخاوف المستقبل. الواقع يتقبَّله الإنسان بأن يكون واقعيًا، وأن يعرف مقدراته، وحدود إمكاناته، ونقاط قوته ونقاط ضعفه، وبعد أن يفهم نفسه وواقعه يستطيع أن يتقبل نفسه. أحلام اليقظة ليس من الضروري أن تنتهي تمامًا، لأنها متنفَّسٌ كما يرى علماء السلوك، هي تفتح محابس النفس، لكن يجب أن تكون بدرجة معقولة، والإنسان الذي ينام مبكرًا ويُمارس الرياضة ويُحْسِنُ إدارة وقته قطعًا لا يعطي فرصة كبيرة لأحلام اليقظة. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,273,285
2015-05-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
وسواس أحلام اليقظة يسيطر علي منذ لحظة استيقاظي حتى نومي.
السلام عليكم أنا فتاة عمري 21 سنة، مشكلتي تكمن في أني أبالغ في التفكير كثيرا، أفكر في أشياء لن تحدث، أشياء تسعدني نوعا ما، وأنسج أحداث ومواقف من خيالي وأفكر فيها على أساس أنها مستقبلية، وأعلم أيضا أنها لن تحدث، فمثلا حاليا هناك موضوعان يشغلان تفكيري، الموضوع الأول يتعلق بدراسة الماجستير العام المقبل، أتخيل أنه تم قبولي في الماجستير، وأتخيل مواقف جدا تافهة لا داعي لذكرها ستحدث معي خلال دراستي في الماجستير. والموضوع الثاني يتعلق بشخص أحببته من أول لقاء في مناسبة عائلية، وتمنيت أن أتزوج به، فمثلا أتخيل أنني ألتقي به في مناسبة ثانية أو تمت خطبتي له، وأتخيل مواقف تحدث معي خلال لقائي به، والمشكلة أنني تعلقت به بسبب هذه الأحداث والمواقف المتخيلة التي ليس لها صلة بالواقع، فالشخص لا أعرف حتى صفاته ولم يسبق لي أن تعاملت معه، أفكر بالساعات، وكل يوم منذ الساعة الأولى لاستيقاظي إلى أن أخلد للنوم، هذه الأفكار والمواقف المتخيلة تلاحقني أينما ذهبت، حتى ولو شغلت نفسي بعمل أو شيء أجد نفسي أفكر فيها وكأني أدور في حلقة مفرغة، بالإضافة إلى أنها تؤرقني وتذهب عني النوم، لا أنكر أن هذه المواقف والتخيلات المستقبلية تشعرني بنوع من السعادة والفرح. إذا سألتني عن السبب الذي يجعلني أفكر في هذه الأشياء التي أعلم يقينا أنها لن تحدث، ربما يرجع إلى أني تعرضت لسلسلة من خيبات الأمل في حياتي، وأنني غير راضية على حياتي، والملل والكسل والعجز يطغون على حياتي الروتينية، وهذه الخيبات أتت بسبب أني تأملت كثيرا، ونسجت أفكارا ومواقف من خيالي تشبه ما ذكرت، مما يجعلني خائفة الآن من التعرض للخيبات من جديد، وأصبح لدي وسواس أني كلما فكرت في موضوع يشغل تفكيري مستقبلا أنه لن يحدث، فمثلا لن يتم قبولي في سلك الماستر، ولن ألتقي مجددا بذلك الشخص ولن أتزوج به، لأنني قد نسجت مسبقا أحداثا حول هذه المواضيع، حاولت جاهدة أن أصرف تفكيري عن هذه الأشياء لكني لا أستطيع ببساطة، لأن هذه هي طريقة تفكيري منذ عرفت نفسي. أرشدوني هل هذا مرض، هل يجب أن أزور طبيبا؟ أريد أن أعيش حياة طبيعية، أريد أن أعيش واقعي كما هو، أريد أن أنسى ولا أريد أن أفكر في مواضيع ومواقف وأحداث مستقبلية لن تحدث، أتمنى أني وفقت في شرح حالتي بوضوح، أرجو المساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكر لك كثيرًا تواصلك مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع. من الناحية السلوكية -أيتها الفاضلة الكريمة-: الإنسان هو أفكارٍ ومشاعرٍ وأفعالٍ، أي أن هذه الأضلاع الثلاثة هي التي تُحدد منظومة الإنسان السلوكية، والأفكار تؤثِّر على المشاعر والمشاعر تؤثِّر الأفكار، وكلاهما يؤثِّر على الأفعال، وهكذا الأفعال أيضًا يمكن أن تؤثِّر على الأفكار وعلى المشاعر، فنحن ندور في هذه الحلقة. وهذه الأضلاع الثلاثة كثيرًا لا تكون متوازية، بعض الناس مثلاً تتسلط عليهم أفكار كثيرة جدًّا، أفكار نافعة، أفكار إيجابية، أفكار سلبية، أفكار ذات طابع وسواسي، أفكار تحمل صيغة أحلام اليقظة، وهكذا. فأنا أعتقد أن ضلع الأفكار لديك ملتهب ومُفرط الإحساس والنشاط مما أثَّر على مشاعرك وربما شيء من أفعالك، والحمد لله تعالى أنت جاهدت واجتهدت في أن تحِدِّي من حدة هذه الأفكار، وكما تنظرين -أيتها الفاضلة الكريمة- فإنها أفكار لا أقول أنها ليست ذات أهمية كبيرة، لكن قطعًا يجب ألا تأخذ أسبقية في تفكيرك، وتعاملي معها على هذا الأساس، أنه لا بد أن تُحددي أولوياتك في التفكير، لا بد أن تضعي الأمور في مواضعها الصحيحة، لا بد أن تضعي خططًا مستقبلية، أن تكون لك آمالاً وطموحات ومشاريع مستقبلية، هدف قريب المدى، هدف متوسط المدى، وهدف بعيد المدى، وتكوني حازمة وصارمة جدًّا مع نفسك في وضع الآليات الصحيحة التي توصلك لهذه الأهداف، وقطعًا انشغال فكرك بهذا النوع من التفكير سوف يجعل الفكر الوسواسي المتشعب حتى وإن كان يُسعدك في بعض الأحيان فسوف يُزاح حتى ولو نسبيًا، وهذا يُريحك كثيرًا. إذًا استبدال الفكر بفكر أهم وأفضل وأكثر واقعية هو الحل لمثل حالتك، وأنا بالفعل أدعوك أن تذهبي وتقابلي أحد الأخوة الأطباء النفسيين، لأن دراسات كثيرة أشارت أن مثل حالتك هذه أيضًا تحتاج لأحد مضادات القلق والوساوس، وأنت تحتاجين لجرعة صغيرة جدًّا من أحد هذه الأدوية. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,271,776
2015-05-06
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أنا في صراع دائم مع ذاتي، فما تشخيص حالتي، وهل سأشفى مما أنا فيه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا طالبة جامعية في العشرين من عمري، أعيش مع عائلتي بهناء -والحمد لله-، ولكني أعاني من مشاكل نفسية عديدة أساسها الوسواس، والذي بدأ قبل 5 سنوات في كل شيء: الوضوء، الصلاة، العقيدة، فقد كنت أقول كلاما كفرا، وأسب الدين، وعندما أدعو الله في شيء ولا يستجاب؛ أقول بأنني سأكفر به، وغير ذلك في أمور أخرى، فمثلا لا أحب الباب المفتوح، أو الضوء المنار، أو الصوت العالي، وأصوات الطبول والتصفيق أيضا، وقد تعافيت قليلا من بعض الأمور، ولكني لا أزال أعاني من الاكتئاب بشكل مروع، فأنا لا آكل، ولا أتحدث مع الناس، ولا أخرج من المنزل إلا للدراسة، ولا أحتمل وجود أناس حولي يضحكون، وأنام كل الوقت لأنسى. وقد زادت حالتي سوءا بسبب تراجع مستواي الدراسي، وعجزي عن تنفيذ كل ما خططت له، ولم أعد أصلح لفعل شيء سوى الصراخ والشجار مع أهلي. كما أعاني من كثرة أحلام اليقظة، والحديث مع نفسي، ومحاسبتها على كل شيء، حتى على قطعة ورق صغيرة جدا ألقيتها في الأرض وليس في السلة، وتأتيني أفكار أخرى بأن هناك شابا رائع بموصفات محددة سيأتي لخطبتي، ولن آخذ غيره، وقد زاد الأمر عن حده، إذ أنني لم أقبل أي شاب خطبني بسببه، وأنه هنا من أجلي، ومتأكدة أنه سيأتي، حتى أنني أعطيته اسما، وتخيلت حياتي معه، ومن الصعب أن أصدق بأنه غير موجود، أو أنه مجرد خيال، وخاصة أنني أنتظره، لأنني أعتقد بأن سعادتي معه فقط، وأن المكان الذي أنتمي إليه هو عنده، وهذا ما جعلني أضيع أكثر. عندما بدأت أعالج الوسواس بنفسي؛ بدأت تأتيني أفكار أخرى جنسية مزعجة، وإذا لم أعالجها في يومي ذاك؛ فإنه ينتهي يومي بشجار مع عائلتي بدون سبب، أو فكرة أن المهدي المنتظر سيكون ابني، وأن ذاك الشاب هو أبوه، وأنني لن أتزوج لأن الله يعدني بالمهدي، وكأن الشيطان قد أعلن الحرب علي، وقد رقيت نفسي مرارا ولكن دون جدوى، وقد أخبرت عائلتي ولكنهم لم يوفروا المساعدة المطلوبة، وحالتي تزداد سوءاً يوما بعد يوم، فلم أعد أشعر لا بالوقت ولا بالمكان، وأنسى كثيرا وأتخيل، ولا أفرق بين أشياء فعلتها في الواقع أم في الحلم، ولم تعد لدي مشاعر تجاه أحد، ولا أتأثر لموت أحد ما أو مرضه، حتى أقرب الناس لي، ولم أعد أبالي، وأضرب نفسي بشدة حتى أنسى الأحداث، وأضرب من حولي بأي شيء حتى لو كان خطيرا لأهدأ. أيضا أنا أملك غيرة شديدة على ديني، ومستعدة للجهاد في أي وقت من أجله، أؤدي الصلاة في وقتاها مهما حدث، وأحاول جاهدة لأخشع فيها، فإيماني بالله عظيم، وأحبه حبا عظيما، ولا أشكو لأحد إلا له، وأحاول قدر الإمكان الالتزام بقوله وذكره في كل وقت، وأستغفره، وأخشى أن يبعدني عنه، ولا أشعر بيوم مضى بدون أذكار الصباح والمساء، وأدعية اليوم كدعاء الركوب، ورؤية المرآة، والأذان، وغيرها. فأرجو منكم إعانتي ومساعدتي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد. مكونات أفكارك لها ثلاث اتجاهات أو مناحي، هنالك بالفعل أفكار وسواسية، هنالك أفكار هي نوع من حديث النفس الذي يشوبه بعض أحلام اليقظة، وهنالك مكون ثالث ربما يكون مهمًّا، وهو ما يأتيك من خيال حول الشاب الذي سوف يتزوجك، وكذلك موضوع أن المهدي المنتظر سيكون ابنك، فهذه أفكار ليست في النطاق الوسواسي، وليست في نطاق أحلام اليقظة، وأنا لا أريد أن أتعجَّل وأصفها أنها ربما تكون أفكارًا هوسية، ولكن يجب أيضًا أن أعطيها حجمها الحقيقي، ولذا أطلب منك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، هذا أفضل -أيتها الفاضلة الكريمة-. حالتك ليست صعبة، ولكنها تحتاج للخبرة المباشرة، أي أن تكون هنالك مناظرة من قبل الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سيقوم الطبيب بإعطائك العلاج الصحيح والسليم. هذا هو الذي أنصحك به، والنقطة الأخرى التي أؤكدها لك أن الوساوس تُعالج من خلال التحقير، وعدم مناقشتها، وعدم حوارها، وتجاهلها التام. أنت بصفة عامة تستطيعين حقيقة أن تبني لنفسك مستقبلا رائعا واستقرارا نفسيا كبيرا، وذلك من خلال تحديد أهدافك في الحياة، فلا بد أن تكون لك أهداف، ولا بد أن تكون لك آمال، ولا بد أن تكون لك طموحات، وأن تضعي الآليات التي توصلك إلى ما تبتغينه، وهذا -إن شاء الله تعالى- سيصرف عنك الكثير من الفكر الخيالي والفكر الوسواسي. إذًا أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
د. محمد عبد العليم
2,270,693
2015-05-03
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
تفكيري مشغول بأحلام اليقظة ليلاً ونهارًا هل أنا قليل الثقة بنفسي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب في الثلاثين من عمري، -والحمد لله- مواظب على الفرائض من صيام وصلاة وحج، ومشكلتي هي أحلام اليقظة، فأنا دائمًا تفكيري مشغول بهذا الأمر ليلاً نهارًا. وأحلامي تكون في أمور أريد تحقيقها، ولا أستطيع بسبب وضعي المادي، أو الاجتماعي، فمثلا أتخيل أني أصبحت رجل أعمال كبير، ولدي أموال طائلة وأنفق في الخير يمينًا ويسارًا، ومرة أتخيل أني أصبحت عالمًا عظيمًا في الشرع، ولي مكانة، وهكذا وحتى في صلاتي يأتيني هذا الأمر، والحق أني أحس ببعض الراحة؛ لأني أشعر أني حققت ما أريد حتى ولو في الحلم، ولكن على أرض الواقع لا جديد، فكما أنا في عملي الروتيني اليومي. مع العلم أني متزوج، ولدي طفل، وهذا الأمر يلازمني منذ كنت في الثانوية. بعض الناس يصفونني بضعيف الشخيصة، وقليل الثقة بنفسي منهم زوجتي، وأخاف من مواجهة الناس، فأرجو التوجيه، وهل لذلك أدوية؟ وجزاكم الله خيرًا مقدمًا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ADEL حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك الصحة والعافية. أخي الكريم: موضوع حديث النفس إلى النفس هو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور. أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية. أما موضوع الثقة بالنفس فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك، وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرف بصورة طبيعية. اتبع الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة: 1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها. 2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه، وتذكر أنك مؤهل للمهام التي تؤديها. 3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ. وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مر بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته. 4- ضع لك أهدافًا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشر ذوي الخبرة في المجال. 5- اطلع على سير العظماء والنبلاء، وأولهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. نسأل الله تعالى لك التوفيق فيما يحبه ويرضاه.
د. على أحمد التهامي
2,269,621
2015-05-03
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
ما هي أحلام اليقظة؟ هل هي شيء إيجابي أم عبارة عن الشعور بالنقص وعقدة الدونية؟
السلام عليكم شكرا لكم على إتاحة الفرصة لنا، للتعبير عن مشاعرنا، والاستفادة من استشارتكم ونصائحكم، والاستفادة من موقعكم في الثقافة، ومعرفة أشياء جديدة، من خلال متابعاتي للموقع بشكل متكرر. أنا بعمر 23 سنة، ومن خلال أسئلتي، هل أنا مريض نفسياً أو مجنون أو عندي فصام أو اكتئاب أم ماذا؟ لدي مشكلة كبيرة أمر بها، وذلك أني لا أخرج من المنزل بعد المغرب، منذ نحو ست سنين! مما سبب لي الإحراج، خاصة مع الأهل، فلا أذهب إلى أحد ولا أحد يأتي إلي. كما أني – والعياذ بالله- لا أصل رحمي، وأشعر بالإحراج الشديد من زيارتهم، وبعض أرحامي لم أزرهم في حياتي! فكيف أبادر وأصلهم؟ أريد حلولاً، وأريد أن أتعرف على الناس وأكون علاقات معهم، فأنا أقابل أشخاصا كثر، لكن لا أعرف كيف أتعامل معهم أو أكسبهم كأصدقاء؟ ما هي أحلام اليقظة؟ هل هي شيء إيجابي أم عبارة عن الشعور بالنقص وعقدة الدونية؟ وهل لحالتي الزواج أفضل؟ فأنا أرغب في الزواج لكن هناك بعض المعوقات، مثل إقناع الأهل والفتاة والبيت؟ شكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وأنت -ولله الحمد- من الناضجين العقال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال، ولا شك أن الشعور بالمشكلة أو الخلل هو أول وأهم خطوات التصحيح بعد توفيق الله عز وجل، فاستعن بالله وتوكل عليه، وتجاوز الحدود الوهمية بينك وبين أرحامك أو بينك وبين الناس. نتمنى أن تكون البداية بالمواظبة على الصلاة في جماعة في المسجد، وخاصة صلاة العشاء، وبذلك يتحقق لك الخروج بعد المغرب، ولأطهر بقعة وأحسن رفقة، والصلاة والتكاليف الشرعية التي تأتي في جماعة هدفها إيجاد التعارف والتبادل والمخالطة. كلما وجدت شخصا فيه خير فعليك أن تقترب منه، وهكذا كان يفعل الإمام أحمد رحمه الله، فمعرفة الرجال كنز، والتواصل مع الصالحين عون على طاعة رب العالمين، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) و(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط ولا يصبر)، ووجود الإنسان مع الناس له ضريبة، ولكن فيه فوائد كثيرة، فاقترب من الأخيار، ونسأل الله أن يحبب الناس إليك ويحبب إليك الصالحين منهم. أما بالنسبة لمسألة الزواج فهي جزء من الحل، ونؤيد فكرة الزواج مع ضرورة حسن الاختيار للفتاة، ومن المهم والمفيد إشراك أهلك في كل الخطوات، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إلى الله. سوف تستفيد من توجيهات الطبيب النفسي المتألق، الدكتور محمد، وكلنا سعداء بكم ونريد لكم الخير. ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه. ++++++++++++++ انتهت إجابة د. أحمد الفرجابي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية وتليها إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان ++++++++++++++ أيها الفاضل الكريم: لا نستطيع أن نقول: إنك مريض نفسي، نعم هنالك ظاهرة وهي أنك لا تفضل أن تخرج من المنزل بعد المغرب، ولا تزور أرحامك، وتحسُّ بحرجٍ حول هذا الأمر. لا يوجد تفسير مُقنع لكل ذلك أيها الفاضل الكريم، هل أنت لا تخرج من المنزل بعد المغرب؟ هل لديك مخاوف؟ هل هو نوع من التطبع الوسواسي النمطي – أي عادة اكتسبتها ولم تتمكن في تغييرها؟ وسؤالك أنك تريد أن تعرف الناس وتكوين علاقات لكن لا تستطيع ذلك. أيها الفاضل الكريم: كل ما طرحته من تساؤلات علاجه ليس بالصعب أبدًا، ومن الواضح أنك إنسان صاحب مقدرات، رسالتك جميلة، رصينة جدًّا من حيث مكوناتها، ومقدرتك على التعبير، ورغبتك في الزواج هو أمر مُشجع جدًّا. أخِي الكريم: الإنسان هو أصلاً عبارة عن أفكار ومشاعر وأفعال، هذا المثلث ثلاثي الأضلاع إذا كان يوجد خلل في أحد أضلاعه فنلجأ للضلع الآخر. أنت لديك مشكلة في المشاعر، لديك مشكلة في الأفكار، هي سلبية، إذًا الجأ وحسِّن من ضلع الأفعال، وهذا مهم جدًّا. معظم علماء السلوك يتفقون على ذلك، أن المشاعر السلبية يمكن أن تُبدَّل من خلال الأفعال الإيجابية. أول ما تقوم به – أيها الأخ الكريم – لا بد أن تُجري مراجعات مع نفسك، اعرف عظمة الصلة بالرحم، وأهمية التواصل الاجتماعي، والحمد لله تعالى أنت تعيش في بلدٍ فيه الكثير من التراحم والتواصل بين الناس، اذهب وزر المرضى في المستشفيات، امشِ في الجنائز، اذهب إلى الأعراس، هذه مناسبات تعتبر شبه إلزامية وكثيرة جدًّا في السودان، من خلالها تستطيع أن تبنيَ شيئًا من الألفة مع الآخرين. الله تبارك وتعالى حباك بالقدرة والطاقات التي يجب أن تُسخِّرها، ويجب أن تستفيد منها، وأنا لا أرى بأسًا أبدًا في أن تتحدث مع أحد الأشخاص الذين تثق بهم، وتوضح له صعوباتك الاجتماعية من النوع الذي تعاني منه، قل له مثلاً: (ايتني بعد صلاة المغرب، دعنا نذهب ونزور فلاناً أو فلاناً) وهكذا، فالأمر يتطلب منك أن تُغيِّر من ذاتك ومن نمط حياتك، وإن كان هناك جانب وسواسي أو جانب مخاوف فاذهب وقابل أحد الأطباء النفسيين في السودان، وهم الحمد لله تعالى كُثر جدًّا. بالنسبة لأحلام اليقظة: أحلام اليقظة هي أفكار تأتي للإنسان، وفيها ما هو صالح، وفيها ما هو طالح، هي مرتبطة بالمرحلة العمرية وظروف الإنسان الاجتماعية، وكيفية إدارته لوقته، فالذين يعانون من الفراغ المتسع تُملأ عقولهم بأحلام اليقظة، وهكذا. أحلام اليقظة بدرجة معقولة هو أمر إيجابي، لكن إذا كانت تفكيرًا مُسرفًا ومستحوذًا فهنا قطعًا هي مضيعة للوقت، وقد تُدخل الإنسان في صعوبات نفسية كثيرة، لكن إذا كانت بصورة معقولة يمكن أن يُستفاد منها، ويمكن أن تكون إيجابية. نظم وقتك، ومارس الرياضة، ونم مبكرًا، واستيقظ مبكرًا، واجعل لحياتك هدفًا ومعنىً، هذا قطعًا يُقلل من أحلام اليقظة، وإن وجدت فسوف تجعلها إيجابية. الزواج أنا أراه دائمًا ميثاقًا غليظًا، وهو كذلك حيث قال الله تعالى: {وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا} وأراه رحمة ومودة وسكينة مصداقًا لقوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون} فقطعًا هو رابط شرعي اجتماعي، وطيد، وهو تكملة للكيان الإنساني، ولذلك أريدك أن تقدم عليه، ولا تتردد أبدًا. أريد أن أضيف أمرًا هامًا، وهو ما تشعر به من دونية سوف يختفي تمامًا حين تتزوج تلك المرأة الصالحة، فاسأل الله تعالى أن يرزقك المرأة الصالحة، وأقدِم على ذلك، ولا تشغل نفسك بهواجس النواقص التي ترمي بها نفسك دون أن تكون موجودة، أنت لست أقل من الآخرين. وبالله التوفيق.
د. أحمد الفرجابي
2,256,945
2015-02-12
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
الأفكار وأحلام اليقظة تقلقني
السلام عليكم في البداية أود أن أشكركم على الموقع الرائع. مشكلتي بدأت منذ عام تقريبا، وكانت عبارة عن مشاكل في النوم، حيث كنت لا أنام سوى بضع ساعات، استمرت لعشرة أيام ثم خفت، لكني استطعت أن أتخطاها، واستمرت حياتي جيدة نوعا ما مع بعض الصعوبات في النوم. لكن ومنذ بضعة أشهر أصبح الوضع سيئا، حيث أصبحت مشكلة النوم أكبر، سواء صعوبة في البدء، أو الاستمرار فيه، أو حتى الاستيقاظ مبكرا، وأيضا لا أضع رأسي لأنام حتى أحس بأن الدنيا كلها في ذهني، سواء كان ذلك أحداثا تتعلق بي أو غيرها، مثل: الحوارات التي أجريتها مع الأصدقاء، الكلام الذي دار في المحاضرة وغيرها، وأيضا ما سأفعله، كأن أريد أن أعمل بحثا أو مراجعة دكتور، فيدور كل شيء أريد قوله في ذهني (كسيناريو) طبعا دون أن أتخيل الموقف، فهي اقتحامية، أو ممكن أتخيل موقفا وممكن أكون فيه، وأتخيل الرد عليه كيف سيكون؟ وهذا الشيء أصبح جل تفكيري طوال اليوم وليس أثناء النوم فقط. وحين الاستيقاظ من النوم أجد دماغي مركزا أو متخيلا الشيء ذاته، موقفا أو سيناريو ما مر علي، مثلا: أستيقظ أغلب الوقت مبكرا، وبسبب ذلك أجد دماغي متخيلا موقفا وأنا مع الأصدقاء، وكأني جزء من ذلك، أشبه بالحلم، وهذا الشيء متكرر، ونتحدث مع بعض فهل هي تخيلات أم ماذا؟ بناء على اطلاعي على استشارات سابقة أشعر أن لدي حديث نفس، وأحلام يقظة، وتخيلا أكبر من اللازم، فما أن يذكر موقف ما أو جملة ما إلا ويطير دماغي متخيلا ذلك الموقف، وهكذا...، أو تأتي تلك المواقف وأتخيل كيف أرد عليها وحدها دون سابق إنذار، علما أنها لا تستاهل ذلك التخيل، فأنا إما خضتها أو أستطيع تجاوزها بسهولة. الآن أصبح الشيء أكبر بكثير من الأول، وأصبحت حياتي كلها مجرد تفكير في المشكلة التي لدي، أتساءل: ترى ما الذي أعانيه؟ يتراء لي أنه شيء كبير كمقدمة لفصام، أو اكتئاب، أو قلق، أو وسواس، فكل ما يذكر ذلك أمامي يزيد القلق والتفكير لدي بنسبة كبيرة جدا، فلم أعد أحتمل ذلك؟ الأمر الذي يقلقني أكثر هو: أني قرأت أن القلق المرتبط بالحيرة والتوقع السلبي يكون من مقدمات الفصام أو الهلاوس بشكل عام، فكل ما أتذكر تلك الجملة أتخيل كيف يكون السيناريو أليما؟ وكيف يكون موقفي بعدها؟ حيث كل أحلامي وطموحاتي تتحطم، وهكذا أصبح عقلي كله تفكيرا في تفكير، إن لم يكن في المشكلة ففي كل ما مر علي من أشياء، كلها من دون استثناء، كما ذكرت سابقا، سواء حديث قلته، أو جملة ناقشتها، أو كلام من دكتور في محاضرة، كل ذلك أحسه يدور في ذهني باستمرار دون توقف. لكن بالرغم من هذا فأنا أدرس الماجستير، ودرجاتي جيدة نوعا ما، وأمارس الرياضة (الكرة)وأشاهدها على الرغم من قلة شغفي بها منذ أسبوع تقريبا، فلم أعد أنتظرها كالسابق؛ لكثرة القلق والحيرة المرتبطة بي حول ما أعانيه، كل ذلك كان منذ أشهر وكنت أستطيع تحمل ذلك، لكن منذ أيام زاد الشيء بشكل كبير، أكبر من التحمل، صحيح أني أستطيع التعايش معه لكن إلى متى؟ التحمل والصبر له حدود. أود أن تطمئنني حول هذه الأعراض، حول النشاط الكبير للدماغ، حيث التخيل في كل ما يدور وما يحيط بي، وما أمر أو سأمر به، حيث يتخيل كل شيء، وخاصة حين أقوم مبكرا من النوم، فأجد نفسي أتخيل أو أحلم، لا أعرف أن أصفه، مثال: جالس مع أصدقاء لي ونتحدث حول موضوع ما، ونمزح ونتناقش، وهكذا، وطبعا ذلك يمر علي يوميا حين الاستيقاظ ومع ظروف وأحداث مختلفة كلها قريبة مني. ما طبيعة هذا الشيء وما السبيل للخلاص منه؟ - أو أن أعرف ما طبيعة التشخيص الممكن حول ذلك الموضوع؟، خاصة وأن جل تفكيري حاليا منصب حول تخيل سيناريو الإصابة بالمرض النفسي وشبحه، وما هو موقفي تجاه ذلك؟ فقلقي حول ذلك كبير جدا فما إن يذكر ذلك أمامي إلا والقلق يزيد بشكل كبير جدا، لا أعرف لماذا؟ وما الحل؟ - أيضا تركيزي قل بشكل كبير عن السابق خصوصا منذ أسبوع، فتجد أصدقائي يضحكون ويتحدثون بكل عفوية وأنا أفكر فيما لدي، أكره ذلك اليوم فأقول في نفسي: ما الذي بك؟ ما حل بك؟ أحاول الخروج من تفكيري لكن لم أستطع، فجل تفكيري فيما لدي. - أخيرا هل ما لدي شيء خطير؟ أو مآله خطير؟ وهل ممكن أن يؤثر على طموحاتي وأحلامي خاصة مع قرب إعداد رسالة الماجستير والخطوبة -إن شاء الله- وهل يستدعي كل هذا القلق مني؟ عذرا على الطول، وتشتت الطرح، لكني خائف جدا من الموضوع، وأتمنى الإفادة في أسرع وقت، وجزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أخِي الكريم: أنت لست مريضًا نفسيًا، من خلال رسالتك الذي استنبطته هو أنك -في الغالب- تعاني من درجة من القلق النفسي المرتبط بشخصيتك، أي أن لديك حالة قلقية كجزء من التكوين النفسي لذاتك ووجدانك وشخصيتك، وهذا أمر نراه لدى الكثير من الناس، ومن يعاني من مثل هذه الحالة دائمًا تجد أن دماغه مُنشغل وتتداخل الأفكار، ويكون في حالة من اليقظة الفكرية المستمرة، وهذا قطعًا يؤدي إلى كثيرٍ من أحلام اليقظة، والاسترسال في الأفكار، وربما يدخل الإنسان أيضًا في طابع وسواسي فيما يخص تفكيره: أسئلة مُحيِّرة، ردودٍ مُحيِّرة، أفكارٍ لا معنى لها، وهكذا...، وأعتقد أنك تمر بشيء من هذا. أخِي الكريم: حالتك ليس لها علاقة بمرض الفصام، من قال لك أن القلق المرتبط بالحيرة والتوقع السلبي يكون في مقدمات الفصام أو الهلاوس، هذا ليس صحيحًا أبدًا، والأمر ليس هكذا، وليس بهذه البساطة، فمرض الفصام مرض له ضوابطه التشخيصية، وليس له علاقة حقيقية بمرض القلق، فأرجو أن تطمئن أيها الفاضل الكريم. إذًا أنت تعاني من ظاهرة، ظاهرة قلقية، وأعتقد أن طاقاتك النفسية هذه –أي طاقة القلق– يمكن أن تُوجِّهها توجيهًا صحيحًا، ولتستفيد منها أكاديميًا واجتماعيًا، والتوجيه الصحيح للقلق يكون من خلال ممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تمتص كل الطاقات القلقية السلبية، وتُدعِّم الطاقات الإيجابية التي تجعل الإنسان يحسُّ بأمانٍ واسترخاءٍ، وقطعًا الرياضة تؤدي إلى ترميم خلايا الدماغ وتزيد من فعاليتها، هذا الكلام مُثبت ولا شك فيه، فاجعل الرياضة هي المتنفَّس الأساسي لك. وعليك أيضًا بحُسن ترتيب الوقت وإدارته، ولا بد أن تكون هنالك بعض التنظيم في تفكير الإنسان من حيث أهدافه، لا بد أن توضع تدابير، وأن تكون الأهداف واضحة وجليَّة (أهداف قريبة المدى، أهداف متوسطة المدى، أهداف بعيدة المدى) هذا يجعل التفكير منضبطًا ويجعله مفيدًا للإنسان، ويُقلل جدًّا من التشويش وأحلام اليقظة. هذا هو الذي أراه في حالتك، ولا بأس أن تتناول عقارا بسيطا جدًّا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) هو يُهدئ كثيرًا من مثل هذا النوع من القلق، ويجعل التفكير أكثر تركيزًا واستقامة، والجرعة التي تحتاجها هي خمسون مليجرامًا في المساء لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا وخمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية الممتازة جدًّا والفاعلة. بالنسبة لموضوع النوم: من الملاحظ أن الكثير من الذين لديهم قلقٍ نفسي كمكوّن نفسي لشخصياتهم تجدهم لا يحسُّون بحاجة للنوم، هذا أمرٌ ملاحظٌ ومعروفٌ، ونحن نعتبرها حالة طبيعية جدًّا، لكن هنالك أيضًا ضوابط للنوم الصحي، فاحرص عليها: 1) تثبيت وقت النوم ليلاً. 2) الحرص على النوم المبكر. 3) ممارسة الرياضة. 4) تطبيق تمارين الاسترخاء. 5) تجنب النوم النهاري. 6) الحرص على الأذكار. 7) عدم تناول المثيرات والمنبهات والمُيقظات كالشاي، والقهوة، والكولا، والبيبسي، والشكولاتة خاصة في فترات المساء. دخول الإنسان في مزاج استرخائي عام، وقراءة شيء من القرآن، وهذا دائمًا يكون ساعة قبل النوم، ولو جلس الإنسان على كرسي سوف يحسُّ أن النوم بدأ يأتي إليه، والمبدأ العام -أخي الكريم محمد- هو أن نجعل النوم يبحث عنا ولا نبحث عنه؛ لأننا لو بحثنا عنه سوف ينفر منا، لكن لو تركنا الأمور تسير بعفوية، وعلى نظامها البيولوجي الدقيق فإن النوم يأتي تلقائيًا إن شاء الله تعالى. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,254,788
2015-01-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
التفكير الزائد في علاقتي مع الآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشكلتي قديمة جدا ومستمرة، التفكير الزائد في علاقتي مع الأصدقاء والزملاء، ومراجعة حديثي وتصرفاتي معهم، وماذا أفعل إذا قابلتهم؟ حتى وأنا مستيقظ من نومي أعيد التفكير، تفكير سلبي. أرجو الإفادة، جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية. ما تعاني منه -يا أخي الكريم- ربما يكون نوعا من أحلام اليقظة السلبية، أو نوعاً من الخيال المرتبط بعلاقتك مع الآخرين، وربما يكون لحساسيتك الزائدة، أو لضعف الثقة بالنفس. فالسلوك الإنساني قبل أن يصبح فعلاً يكون في البداية فكرة، ثم تترجم إلى فعل حسن أو قبيح، والذي يحدد صفته هو الرقيب الداخلي الذي يعمل وفقاً للمعايير والمعتقدات الدينية، والإجتماعية، والقانونية. وهناك جزء من الدماغ يسمى -مجازاً- شرطي أو بوليس الدماغ، يمنع حدوث أي فعل لا يتوافق مع القيم والعادات والتقاليد التي تربى عليها الفرد، وما سمي العقل بهذا الاسم إلا لأنه يعقل ويكف عن كل ما هو قبيح، والمعروف أن الخمور والمسكرات تذهب العقل، وبالتالي يتصرف الإنسان تصرفات غير لائقة. والحمد لله أنك لم تفعل شيئاً قبيحاً حتى تندم عليه، وليكن مقياسك في التعامل مع الآخرين وفقاً لتعاليم ديننا الحنيف، أي قبل أن تقول شيئاً أو تفعله تذكر هذه الكلمات: (قف– فكر– افعل) وتدرب على ذلك في كل لقاءاتك مع الآخرين. أما إذا كانت هذه الأفكار تفرض نفسها عليك، وينتج عن ذلك خوف، أو قلق أو ضيق، يؤثر في نشاطاتك الحياتية اليومية، فقد يكون ذلك نوعاً من الوساوس القهرية، ويمكن التصدي لها بالآتي: 1- الالتزام بفعل الطاعات وخاصة الصلاة، والمحافظة عليها في جماعة. 2- التجاهل والتحقير، وعدم الاستجابة للفكرة. 3- الانشغال بموضوعٍ مهم، وتجنب الجلوس لوحدك لفتراتٍ طويلة. 4- أحسن الظن في الآخرين دائماً إلا إذا تبين لك العكس. 5- حاول تحسين العلاقة مع الآخرين بالنظرة الشمولية للمواقف، وبالتحرر من الهوى، وبالمعرفة، وتقصي الحقائق، وبالتماس العذر. نسأل الله لك التوفيق.
د. على أحمد التهامي
2,253,123
2015-01-25
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
عجزي عن الدفاع عن نفسي يجعلني أصنع في خيالي عالما أكون فيه قوية، فما نصيحتكم؟
السلام عليكم أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، لست متزوجة، لدي مشكلة ترهقني، وقد مررت بمشاكل أسرية كثيرة أثرت علي بشكل كبير، بعض المشاكل لا تعنيني، ولكن منذ صغري وأنا كتومة في كل شيء. هذا الطبع أخذ فكري بشكل كبير، فأنا أعاني من الحديث مع نفسي، والعيش مع نفسي، وأشعر أن بداخلي عالم كبير صنعته بنفسي، فما أتمناه أتخيّله بعقلي، وأعيش داخل هذا الخيال أياما عدة، لدرجة أني وصلت أني أفكر أحيانا بأنها حقيقية. المواقف المزعجة التي أمر بها، سواء من اتهام، أو مشادة كلامية مع أحدهم؛ وحيث أني لا أحسن الدفاع فيها عن نفسي، وأظل صامتة إلى إن ينتهي الموقف، فأسترجعه بخيالي، وأدافع عن نفسي بالشكل الذي أتمنى أن يحدث، ومع قوة خيالي يمكن أن تفلت مني كلمات مسموعة، أفكاري مشتتة، ولا أستطيع التركيز، وهذا كله حدث مؤخراً. أما مشكلي القديمة: فهي الحديث مع نفسي، وكأن شخصا أمامي، أحب هذا، وأستمتع به، لكن أعرف بأنه خطأ كبير، ولكنه متنفسي، وقد مضى علي وأنا على هذا الحال 8 سنوات، ولكني الآن أريد حلا، فقد تعبت، وأخاف أن أفقد عقلي. أرجوكم أنا أنتظر ردودكم. وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ شيمة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: الذي يظهر لي أن البناء النفسي لشخصيتك بالفعل هو أنك تفضلين العزلة النفسية وكذلك الفكرية، وليس من الضروري العزلة الجغرافية أو الاجتماعية، وهذا ولَّد لديك إسرافا في التفكير، أصبحت حدود الفكر متباعدة، والتفكير على هذا النمط يكون مرتبطًا بنوع من القلق الداخلي، وهذا كله يتولَّد عنه في نهاية المطاف ما يُسمى بأحلام اليقظة. ولا نقول: إن مثل هذا التفكير كله ضار، أو كله مضيعة للوقت، فكثير من الذين ألفوا وكتبوا وأبدعوا كان يسرح بهم خيالهم، وكانوا يُسرفون جدًّا في أحلام اليقظة؛ مما جعلهم يوثقون ويأتون بأفكارٍ عظيمة جدًّا. قطعًا أنت وصلت إلى العمر الذي كان من المفترض أن تكون أفكارك أكثر ارتباطًا بالواقع، يعني أن يكون هناك حد لهذا الفكر المسترسل، وهذا يمكن الآن أن يتم من خلال: أولاً: أرجو ألا تعتقدي أنك مريضة، أو أنك صاحبة علة، أو أنك موسوسة، ليس هذا صحيحا، وإنما هي حالة قلقية أحدثت نوعا من التطبع أو التواؤم معها، وأصبحت نمطًا لتفكيرك. ثانيًا: أنا أفضل أن تحاولي أن تكتبي الأفكار التي تطرحها نفسك عليك، مهما كان فيها شيء من السخف في بعض الأحيان، حاولي أن تكتبيها وتوثقيها، وبعد ذلك يمكن أن تُخرجي شيئًا جميلاً، كرواية مثلاً، أو شيئا من هذا القبيل، فهذا سيجعل فكرك ذا هدف. الآن الهدف مفقود، والفكر يفرض نفسه عليك، فضعيه في مساراته الصحيحة من خلال الكتابة، ليكون فكرًا مترابطًا وجيدًا ومفيدًا. ثالثًا: التعبير عن الذات، عبّري عن نفسك علنًا مع صديقاتك، مع قريباتك، مع من تثقين بهم، لا تتركي أفكارًا معينة، خاصة الأشياء غير المُرضية، لا تدعيها تتكون وتتمحور داخليًا؛ لما يؤدي إلى احتقانات نفسية تُشجع إلى ظهور هذا النوع من التفكير. من الأشياء التي أنصحك بها أيضًا: النوم المبكر، ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، التوزيع الجيد، والإدارة الحسنة للوقت، هذا كله فيه خير كثير بالنسبة لك، قراءة القرآن أيضًا فيها خير كثير؛ لتجعل الإنسان أكثر تركيزًا، وأكثر مركزية للتحكم في تفكيره، وهذا هو الذي تحتاجين إليه. في بعض الأحيان إذا كان هذا التفكير يصعب التحكم فيه، ويُسبب قلقًا زائدًا؛ فهنا لا مانع من تناول عقار بسيط يعرف باسم (فافرين)، واسمه العلمي (فلوفكسمين)، فهو دواء جيد جدًّا لمثل هذه الحالات، والجرعة المطلوبة صغيرة جدًّا، وهي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء، وهو سليم وغير إدماني، ولا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسائية. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,248,245
2014-12-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أتخيل نفسي إحدى شخصيات الفلم الذي شاهدته.. فما تشخيص ذلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، قبل سنتين بدأت عندي عادة غريبة، فقد كنت قبل أن أخلد للنوم أتخيل نفسي مكان شخصية من الشخصيات الرئيسية لفلم قد شاهدته من قبل، أحببت هذا كثيرا، فقد كان يريحني نوعا ما، ولكن مدة التفكير بدأت تطول يوما بعد يوم، وبدأت أفقد ثقتي بنفسي، وأخاف من الناس. فكلما تناقش معي أحد أو انتقدني؛ يبدأ قلبي في الخفقان بسرعة، وأبدأ في الارتعاش، ومع الوقت أصبحت غبية جدا، وكثيرة الكلام والضحك، حتى وإن كان بدون سبب، أصبحت أكثر خمولا، واكتسبت وزنا إضافيا، وأصبحت أنام معظم الوقت، وأصبحت ذاكرتي ضعيفة جدا، وعندما أقرر فعل شيء ما لا أفعله، وإن بدأته؛ فإنني أمل منه وأتركه فيما لا يتجاوز الخمس دقائق. بدأت حياتي تنحرف عن مسارها، وعلاماتي انخفضت انخفاضا كارثيا، وأنا قد كرهت نفسي وتصرفاتي كرها لا يوصف. أرجوكم ساعدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ صفاء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بالنسبة للانخراط في التفكير عند النوم: فهو نوع من أحلام اليقظة، ومن محتوياتها للكثير ممَّن هم في عمرك، وهو التشبث أو التمثل بشخصيات رئيسية، وقطعًا التأثير النفسي الإيحائي سهل جدًّا، خاصة عند مشاهدة هذه الأفلام في مثل عمرك، والإنسان يتصور أنه سوف يكون، أو يتمنى أن يكون مثل الشخص الذي أعجبه في الفلم، هذا نوع من أحلام اليقظة، ويمثِّل شيئا من القلق النفسي، وهو تطور طبيعي في عمرك. التغيرات الأخرى من الواضح أنه يأتيك درجة من الخوف الاجتماعي عند المواجهات، ولديك شعور عامّ من الإحباط والكدر البسيط، كل هذا –أيتها الفاضلة الكريمة– يحدث طبيعيًا في مثل عمرك، وإن شاء الله تعالى هذه الحالة عابرة تمامًا، أي أنها لن تدوم كثيرًا. لا تتقيدي ولا تتبعي هذه المشاعر، وتذكري أنك صغيرة في السن، ضعي أهدافًا في حياتك، وتصوري نفسك بعد عشر سنوات من الآن، لا بد أن يكون لديك المؤهل الجامعي الممتاز، والمهارات الاجتماعية قد تطورت، الزواج، كل هذا يجب أن تضعيه نصب عينيك، ليكون دافعًا ومحفزًا لك لتخرجي من حالة افتقاد الثقة بالنفس، والخمول والإجهاد النفسي الذي تعانين منه. تسارع ضربات القلب هي عملية فسيولوجية بحتة، تحدث عند المواجهات، خاصة المواجهات الاجتماعية. لا تراقبي نفسك كثيرًا في هذا الصدد، بل حاولي دائمًا أن تكوني جالسة في الصف الأول في مقاعد الدراسة، نامي مبكرًا، وطبقي تمارين التنفس الاسترخائية، وهذه سهلة التطبيق. من أحد الوسائل البسيطة جدًّا هي: أن تستلقي على سرير، أو أن تجلسي على كرسي مريح، ثم تغمضي عينيك، وتتأملي وتتفكري في شيء جميل، ثم بعد ذلك تأخذين نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، ثم أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء بكل قوة ودقة وبطء عن طريق الفم، كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية صباحًا ومساءً، وسوف تجدين فيه فائدة كبيرة جدًّا، وتطبيقه قبل النوم سوف يقلل جدًّا من أحلام اليقظة التي تعانين منها، فأحلام اليقظة هذه حين تسترسلين فيها فجأة تذكري حدثًا مخالفًا، حدثًا مُحزنًا مثلاً، فهذا قطعًا سوف يقطع وتيرة هذه الأفكار. النوم المبكر ضروري جدًّا في حالتك، احرصي على صلاتك، وعلى تلاوة القرآن، وهذا كله يؤثر تأثيرًا إيجابيًا عليك، وإن شاء الله تعالى يساعدك على التركيز وإعادة النشاط. بجانب التغذية، لا بد أن تكون لك مشاركات اجتماعية مع صديقاتك، وتكون لك أنشطة داخل البيت، وهذا هو الترتيب الذي يجب أن تتبعيه. وبالنسبة للدراسة، مرة أخرى أقول لك: إن النوم المبكر مهم ومفيد جدًّا ليعطي الدماغ راحة كاملة، وتستيقظين مبكرًا، وتصلين صلاتك، وبعد ذلك تدرسين ساعة إلى ساعة ونصف قبل الذهاب إلى المدرسة، والتحصيل في هذا الوقت معروف أنه ممتاز جدًّا، وإذا بدأت هذه البدايات الجميلة والموفقة؛ فسوف تجدين أن يومك أصبح سلسًا جدًّا، وممتعًا جدًّا، ولا تواجهك أي مشكلة في الأنشطة اليومية. هذا هو الذي أنصحك به، وأؤكد لك أن هذه الحالة حالة عابرة، أرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,245,655
2014-11-30
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل أستطيع التغلب على أحلام اليقظة والوساوس؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب عمري 19 عامًا، وأعاني من إدمان أحلام اليقظة منذ أن كنت طفلًا صغيرًا، هذه الأحلام في رأسي 24 ساعة، ويصعب علي السيطرة عليها، وأعاني الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي، وبسبب الكم الهائل من الإجهاد والتفكير؛ أعاني من أعراض لا تطاق، عبارة عن عذاب لا يقدر، ألم بالعضلات شديد جدًا، وضعف عام في الجسم تصعب علي الحركة والتعامل في المواقف، كأنني عبارة عن دمية ضعيفة. أعاني من ثقل وحرارة بالجسم، وألم بالرأس دائم، حتى من شكلي أعاني من انتفاخ بالوجه جراء التعب، عانيت من كل هذه الأعراض لدرجة التفكير بالانتحار، فأنا أعاني من شيء يجهله مجتمعي ولا يتقبله، ويلوموني على ضعفي ويسخرون مني، ويقارنوني بغيري ويزيدون من ألمي. أتمنى الموت كل يوم، كل دقيقة، فكل محاولاتي فشلت في التعامل مع هذه الأحلام، أريد الحياة، أريد أن أكون مرتاحًا مثل أي بني آدم، لا أريد صداعًا قاتلًا طول اليوم، لا أريد ألمًا بجسمي وعضلاتي، لا أريد أن أكون ضعيفًا. ينعتونني بالغبي؛ لأنني لا أستطيع التركيز في أي شيء لدرجة أنهم قالوا لي: اذهب للجيش أو الأمن. وهذا الشيء حرقني ودمرني من الداخل، مع أني أنا إنسان ذكي، أدرس وسأكون -إن شاء الله- شيئًا جيدًا بالمستقبل، ومع أني أحاول بكل ما أستطيع لكن يأتيني توتر ويزيد الأمر سوءًا. أرجوك، هل من حل لإنهاء أحلام اليقظة والوساوس؟ أريد -بعد إذنك- طرقًا للتعامل معها. وأريد أي غذاء ممكن أن يساعد الجسم على تحمل هذا الحمل والإجهاد من الأفكار.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إن كنت تقصد بأحلام اليقظة الأفكار المكثفة والمتداخلة التي تسيطر عليك، ويصعب عليك طردها، وتُدخلك في أمور قد لا تكون واقعية، ولكنك مدرك أنها جزء من تفكيرك، هذا النوع من أحلام اليقظة دليل على وجود القلق وعدم الاستقرار النفسي، وأنت ذكرت -أيضًا- أنك تعاني من درجة من المخاوف والتوترات، وأعتقد أن مشكلتك الأساسية -أيضًا- هي خوفك من الفشل وافتقادك للدافعية وسيطرة الأفكار السلبية عليك. فيا أخي الكريم: صحح مسارك من خلال أن تُنعش الأمل في نفسك. أيها الشباب: الدنيا بخير، أنت تملك طاقات عظيمة، يجب ألا يفوت عليك هذا الأمر، يجب ألا يستغفلك الوسواس والمخاوف؛ ليجعلك مستكينًا ومستسلمًا وسلبيًا، لا، نظم وقتك، ضع هدفًا ومشروعًا في حياتك، وضع الخطط الآنية والخطط المستقبلية التي تجعلك تُنجز وتصل لهذا الهدف، هذه هي الحياة وقيمة الحياة الحقيقية. كل هذه الأفكار والقلق والتفكير والانتحار ناتج من أنك أصبحت تعيش بدون هدف، وهذا أمر خطأ كبير جدًّا. الذين اقترحوا عليك الانضمام للأمن أو للجيش يظهر أنهم يريدونك أن تعيش حياة فيها شيء من الانضباط، والانضباط هو تأهيل نفسي أيضًا مهم جدًّا، وجزء من تأهيلك لنفسك هو أن تجد عملاً مناسبًا إذا كنت قد أكملت دراستك أو توقفت عنها، وأنت في مثل هذا العمر من المفترض أن تكون في الدراسة الجامعية، لكن إذا لم توفق في هذا الأمر فحاول أن تجد تعليمًا مكافئًا له، وهذا متوفر الآن. أحلام اليقظة يتم التخلص منها من خلال الممارسة الكثيفة لتمارين الاسترخاء، والجري والمشي، والنوم المبكر مهم جدًّا، وتنظيم الوقت أيضًا يملأ الفراغات الذهنية التي تشغلها أحلام اليقظة، ولابد أن يكون لك هدف، الهدف سوف يشغل حيزًا كبيرًا جدًّا من تفكيرك، وهذا يساعدك كثيرًا. بالمناسبة: بعض أحلام اليقظة ليست سيئة؛ لأنها تحسِّن الدافعية عند الإنسان من أجل الإنجاز. أنا أرى من المستحسن -أيضًا- أن تقابل طبيبًا نفسيًا في الأردن، فإحدى الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والوساوس ومحسنة للمزاج مثل الـ(سبرالكس) أعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا، لكن من المهم جدًّا التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك. باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,244,693
2014-11-24
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش أحلام اليقظة، وكلما توترت أنتف شعري، فكيف الخروج من هاتين المشكلتين؟
السلام عليكم أنا فتاة بعمر 22 عاماً، أعاني من أحلام اليقظة من عمر 11 عاماً، كنت ولازلت أنعزل بغرفة وأدور حول طاولة بوسط الغرفة وأتحدث، وأفكاري تدور حول أنني فتاة ناجحة ومثابرة واجتماعية وطبيبة، وصرت من بعد مناسبة أو اجتماع بين الأهل والأصدقاء أدخل الغرفة وأدور وأتكلم وأتناقش في الموضوع الذي دار بيننا، وكنت أشعر بالسعادة والاستمتاع جداً. عندما أكون منغمسة بأحلامي أو متوترة، أنتف شعر رأسي حتى أصبحت صلعاء في بعض المناطق، صرت أنحرج من منظر شعري، فانعزلت فترة عن الناس، وذهبت إلى طبيب نفسي، وقال: إن مشكلتك بسيطة جداً، وأعطاني أملاً، ولكنني لم أستمر في الذهاب إليه. حاولت أن أتحكم في نفسي ولا أنتف شعري، وقد نجحت لمدة أسبوعين فقط، أما بخصوص أحلام اليقظة حاولت ولم أنجح، ماذا أفعل؟ وبماذا تنصحونني لمساعدة نفسي؟ لأنني أريد أن أتخلص من هذه المشكلة، وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: كما ذكر لك الأخ الطبيب النفسي: حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدًّا، وأقول لك بأن أحلام اليقظة المكثفة دليل على وجود قلق نفسي، ويذهب بعض العلماء أنها متنفَّسْ للنفس الإنسانية، من خلالها يخرج الإنسان الكثير من الأفكار ويتخلص منها حتى لا تتراكم داخليًا مما يؤدي إلى احتقانات نفسية سلبية. كثير من العلماء يرون أن أحلام اليقظة إذا كانت في حدود المعقول مفيدة جدًّا، لأنها تنشّط مقدرات الإنسان الفكرية والمعرفية، وتجعله يُبدع ويكوّن أفكارًا جديدة تقوده إلى تخطيط أفضل لمستقبله، وإنجاز لما يريد أن يقوم به. إذً – أيتها الفاضلة الكريمة – ليس كل أحلام اليقظة شرًّا، لكن حينما تكون مستحوذة ويكون هنالك إسرافًا فيها وتضيع الوقت على الإنسان، هنا نراها أمرًا سلبيًّا. بالنسبة لنتف الشعر الذي تعانين منه: هو إثبات أنك بالفعل تعانين شيئًا من القلق، ونتف الشعر هذا يعتبره بعض العلماء أنه نوع من القلق الوسواسي. أنا أعتقد أنك محتاجة لأن تمارسي تمارين الاسترخاء بكثافة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) ارجعي لهذه الاستشارة وطبقي ما بها. ثانيًا: اتفقي مع نفسك أنك سوف تنقطعين لأحلام اليقظة لمدة نصف ساعة فقط في اليوم، أعطيها هذا الوقت، اجلسي، احلمي كما تشائين، تحدثي، هذا النوع من التفريغ النفسي السريع الذي يساعدك، بشرط أن تلتزمي التزامًا قاطعًا وتضعي برنامجًا زمنيًّا يوميًّا تديرين من خلاله وقتك لتقومي بواجباتك الحياتية الأخرى، يجب أن تلتزمي بهذا البرنامج، ولا تقضي مع أحلام اليقظة أكثر من نصف ساعة، وحين تطبقين تمارين الاسترخاء سوف تحسين أنه قد حدث امتصاصًا تلقائيًا لهذه الأحلام. أريدك أيضًا أن تتمسكي بفكرة واحدة، فكرة أتتك من خلال أحلام اليقظة هذه، وطبقي ونفذي هذه الفكرة، مثلاً: تصوري أنك كنت كاتبة، كاتبة ممتازة، وعلى ضوء ذلك ابدئي في كتابة موضوع معين، تدارسي هذا الموضوع، اجمّعي المراجع المطلوبة، ثم امضي في كتابته، هكذا تعلَّم الكثير من الذين كانوا يحلمون أحلام اليقظة أن يبنوا مستقبلهم ويكونوا من الناجحين والمبدعين والبارعين. بالنسبة لموضوع نتف الشعر: لا بد أن تقاومي، لا بد أن تحقري الفكرة، وهناك تمرين سلوكي بسيط جدًّا: ضعي أصبعيك على رأسك وأمسكي خصلة من الشعر كأنك تريدين أن تنتفيها أو تنزعيها، وقومي فجأة بسحب يدك، ثم اضربي يدك على سطح صَلِب قوي كسطح الطاولة مثلاً، حتى تحسين بألمٍ شديدٍ. الهدف هو أن تربطي ما بين الفعل القلقي الوسواسي (نتف الشعر) وإيقاع الألم على ذاتك، العلماء وجدوا أن هذه المتناقضات – أي الألم والفعل المرغوب فيه، الفعل الوسواسي – لا يلتقيان، وهذا يسمى بفك الارتباط الشرطي. كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء. هذا -إن شاء الله تعالى- سوف يخفف عليك كثيرًا. يوجد دواء يسمى (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين) وُجد أيضًا أنه يساعد كثيرًا في مثل هذه الحالات، فأرجو أن تراجعي الطبيب، وناقشيه في هذا الأمر – أي تناول الفافرين – بجرعة صغيرة (خمسين مليجرامًا) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم يتم التوقف عن تناوله. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,241,602
2014-11-03
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل الاستغراق في الخيال ومقت الواقع، وعدم الانسجام معه حالة طبيعية؟
السلام عليكم لدي سؤال يدور في خلدي: هل الاستغراق في الخيال ومقت الواقع، وعدم الانسجام معه حالة طبيعية؟ فمثلًا أنا أقضي جل وقتي في مشاهدة الأنمي، وقراءة قصص ومقالات الخيال العلمي وما وراء الطبيعة، وأصبحت مؤخرًا أكره الواقع، وأتخيل نفسي أني في عالم الأنمي الساحر أو القصص الخيالية. علمًا بأن أحوالي الأسرية ممتازة، ولكني غير اجتماعية، ولا أحبذ التواصل مع الآخرين، وأصدقائي قليلون جدًا، وتواصلي معهم شبه منعدم. وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ لولو حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكراً لك على التواصل معنا والكتابة إلينا. الخيال شيء رائع، ولم يخلقنا الله تعالى قادرين على هذا التخيّل إلا لفائدته لنا، فكيف يمكن أن يعيش الإنسان لولا فسحة الخيال، فحقائق اليوم خيالات الأمس، وخيالات اليوم حقائق الغد، كما يقولون. ولكن وككل شيء آخرفي هذه الحياة، ما زاد عن حده انقلب إلى ضده. لا شك أن طبيعة طفولتك، والتربية والتعليم الذين تلقيتهما ربما يفسران زيادة ميلك إلى هذا الخيال. لا أنصح بأن تضعي لنفسك هدفاً هو الامتناع الكلي عن عالم الخيال، فالأمر مستحيل أولاً، ولن تستطيعي ولو أردته، وستشعرين بالانتكاس في أقرب وقت، مما قد يؤثر سلبياً عليك وعلى نفسيتك. من الواضح أنك قد انتبهت مؤخراً لمضار الكثير من عالم الخيال، والابتعاد عن الواقع، وربما تفكرين بضرورة الخروج من عزلتك في عالم الخيال، والاختلاط أكثر بالناس والواقع، ولا شك أن هذا سيتحسّن مع الوقت، وسيكون هذا بفضل جهودك الخاصة، فاحرصي عليه. وربما وراء هذا الميل للخيال شيء من الخجل أو الارتباك الاجتماعي، فانتبهي ألا يدفعك هذا الخجل أو الارتباك للانسحاب من الأنشطة الاجتماعية ومن لقاء الناس، والهروب في عالم الخيال، فهذا التجنب لا يحل المشكلة، وإنما يعقـّدها، ولحد أنه قد يصل لدرجة الخجل الاجتماعي، والذي لا يبدو أنه موجود الآن، ولكن انتبهي لهذا. وسررت وحمدت الله تعالى أن ظروفك الأسرية طيبة وبخير، وإلا لقلت في نفسي أن عالم الخيال عندك ما هو إلا هروب من واقع المشاكل الأسرية، فاحرصي على هذه النعمة التي منحك الله إياها، فهي قد تتيح لك فرصة إضافية للقاء الناس والاختلاط بهم، والخروج رويداً رويدًا من عالم الخيال. حفظك الله ورعاك.
د. مأمون مبيض
2,239,454
2014-10-26
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من أحلام اليقظة، هل تدل على مرض الفصام؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكلتي أنني أريد أن أعرف هل أنا مريضة أم لا؟ قالوا لي بأن عندي فصاما، وقد قرأت عن معاناة مرضى الفصام، ولم أجد عندي منها شيئاً، مثل رؤية أشخاص، وسماع أصوات، واعتقادات، هذه كلها ليست عندي -ولله الحمد-، والذي أعانيه هو أحلام اليقظة، فأنا أسرح كثيراً، وأستخدم عقار ريسبردال، وهو يخفف أحلام اليقظة عندي، وسابقاً كان يوقفها تماماً. مع العلم أنني لم أذهب إلى الطبيبة إلا مرتين، ولا أعاني مما يعانيه مرضى الفصام الذين أقرأ عنهم، ومع العلم أن أول مرة أخذت فيها حبوب ريسبردال مع عقار آخر -نسيت اسمه-، أتتني الاعتقادات الخاطئة، وكانت أول مرة في حياتي وآخر مرة؛ حيث ظننت أن شخصاً يريد إيذائي، وكان هذا عندما أخذت هذه الحبوب أول مرة. هل أنا مريضة فعلاً بالفصام أو ثنائي القطب؟ أختي قالت لي بأن عندي شيزوفرينيا وجداني، لكنني لا أشعر بأنني مريضة أبداً، وكل الذي أعانيه هو أحلام اليقظة فقط، أفيدوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: كلمة الفصام ربما تكون ترجمة غير صحيحة للكلمة الإنجليزية، والتشخيصات العالمية الحديثة تشير أنه توجد عدة أنواع من الفصاميات وما يشبه الفصاميات، وهذه الأمراض ليست كلها واحدة، وأستطيع أن أقول أن 80% من أمراض الفصام الآن يمكن علاجها بصورة جيدة وممتازة جداً، بشرط أن يتابع الإنسان مع الطبيب المختص، ويتناول العلاجات المقررة ويتبع الإرشادات المطلوبة، وأن يكون التدخل العلاجي مبكراً، فتأخير العلاج ليس من المصلحة. أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تستوعبي هذه المقدمة؛ لأنها بالفعل مهمة جداً وهي حجر الزاوية في تقديري من حيث تفهم ما هو الفصام وما هو المطلوب من إجراءات حياله، والفصام له أعراض كثيرة، وليس من الضروري أن يشعر بها الإنسان، إنما قد يلاحظها من حوله، وكما تفضلت وذكرت أن الهلاوس جزء رئيسي من الأعراض التشخيصية، لكن لا بد أن أقول لك: أنها ليست كل شيء، أنت ذكرت أنك حين أخذت الدواء أتتك حالة كنت تعتقدين أن شخصاً يريد إيذائك، وبعد ذلك اختفت هذه الأعراض، وتناولك لعقار الرزيبريدال يخفف عليك ما أسميته أحلام اليقظة، أنا حقيقة لا أستطيع أن أنفي، أو أن أقول لك أنك لا تعانين من مرض الفصام، لكن الذي أستطيع أن أؤكده لك حتى وإن كان لديك هذا المرض لديك درجة بسيطة منه، أو أحد أنواعه الجيدة للاستجابة للعلاج، وهذا أمر ضروري ومهم جداً. فواصلي علاجك وتابعي مع طبيبك، هذا هو المهم جداً -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأود أن أضيف أن هنالك أمراضا ذهانية تشبه الفصام، وهي ليست فصام في حقيقة الأمر، وهذه غالباً لا يحتاج فيها المريض أن يواصل على الأدوية لفترات طويلة، إذاً لا تنزعجي حافظي على علاجك، راجعي طبيبك، وأختك مخطئة حين تقول لك أنك تعانين من الشزوفرينيا الوجدانية أو خلافه، هذه مسميات صادمة في بعض الأحيان، وفي أغلب الأحيان ليست حقيقة. وأود أن أقول لك أنه من حقك أن تعرفي وتفهمي تشخيص حالتك من الطبيب المعالج، ولا مانع أبداً أن تسألي طبيبك وتستوضحيه حول حالتك ما هي، ما هي الخطة العلاجية، إلى أي مدة تحتاجين لمواصلة العلاج وهكذا. وأنا أريد أيضاً أن أضيف نقطة أخرى: وهي أن هذه المسميات بالنسبة لي كطبيب لا أقول لا تعني الكثير، هي تعني بعض الشيء، لكن أهم شيء يعنيني هو اتباع الإرشادات الطبية وتناول العلاج وتطوير المهارات، وحتى مرضى الفصام الآن جلهم ومعظمهم يمكن أن يعيشون حياة طبيعية، لا أقول كلهم، لكن جلهم يستطيع أن يعيش حياة طبيعية بشرط أن تتبع الخطوات التي ذكرتها حول العلاج والمتابعة. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,237,732
2014-10-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
هل من دواء يخفف من مشكلة الكلام مع النفس؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على مجهودكم، وبارك الله فيكم ورزقكم الجنة. أيها المستشار أشكرك على إجابتك على استشارتي رقم (2212197). منذ سنوات وأنا أعاني من مشكلة الحديث مع النفس، وفي كل سنة تزداد، ولم أعد أحتمل إلى أن أتخرج من الجامعة وأعمل ثم الذهاب لطبيب نفسي. حاولت مرة أخرى مع والدتي وللأسف الشديد لم تأخذ كلامي بجدية، وأغلقت الموضوع دون أن تسمح لي بإكمال شرح معاناتي، وأيضا حاولت مع أختي الكبرى وأحزنتني ردة فعلها القاسية بأخذ الموضوع بسخرية واستهزاء مني، وحاولت مع صديقتي الذهاب لطبيب نفسي دون علم أهلي، لكن الجلسة الواحدة مكلفة جدا ولا أستطيع تأمين المبلغ، وبقي لي أمل واحد أن تستطيع -يا دكتور- مساعدتي بأن تصف دواء من أجل الابتعاد عن الكلام مع نفسي، أو تقليل أحلام اليقظة، لأن المشاكل الأخرى وهي عدم التركيز وتشتت الانتباه قد أستطيع بعض الشيء مقاومتها، إلا مشكلة الكلام مع النفس، فهي مستمرة ولا أستطيع مقاومتها. أنا –الحمد لله- لا أعاني أي نوع من الهلوسات، وعندما قرأت عن مرض الذهان وجدت بعض الأعراض لدي مثل: عدم القدرة على العمل أو التركيز لمدة طويلة، أو تكرار حركات أو إيماءات مثل المشي بشكل دائري، لكن عندما أكملت قراءتي وجدت أن المريض بهذا المرض لا يدري أنه مريض، ويعتقد أنه كامل العقل، وبالتالي تعتبر حالتي كما ذكرت أنت حديث النفس الوسواسي. المشكلة الكبرى لي أني أكلم نفسي وأضحك كثيرا وقد أبكي، أتذكر بعض المواقف التي حدثت لي أو أختلق قصصاً من خيالي وأتفاعل معها، فقط أتخيل في خيالي وأنا جالسة مع الناس وأحادثهم أو وأنا أمشي بالأغلب، وتدور نقاشات مع أشخاص أغلبهم ليسوا من خيالي بل من أصادفهم في واقعي كدكاترة الجامعة أو زميلاتي، أو أحيانا أبقى جالسة في مكاني وأسترسل بأحلام اليقظة. حتى لو كنت في مجموعة من الناس قد أتركهم وأسرح بخيالي وأكلم نفسي، وأصبحت أحرج مرارا من هذه المواقف، أريد فقط مكانا فارغا لأكلم نفسي وأستغرق في أحلام اليقظة، وأحرك يدي وأتفاعل وأترك دراستي ويضيع الوقت مني، وهذا يؤلمني لأني لم أنجح نجاح التفوق في الفصل الماضي بسبب هذه المشكلة، وأشعر بمعاناة شديدة أثناء دراسة الامتحانات، لأنه يضيع وقت كثير مني بالكلام مع نفسي ولا أسيطر على المشكلة، فأشعر بأنه يجب علي ترك الشيء الذي أعمل به لأكلم نفسي وكأن شيئا ما بداخلي يجبرني على فعل ذلك رغما عني وخارج إرادتي، ولا أستطيع إيقاف الحديث مع النفس، فعندما أجلس لأدرس لا أستطيع أن أبقى ساعة واحدة متواصلة، لأنه رغما عني سأكلم نفسي. تراجع تحصيلي الدراسي والجميع مصدوم من ذلك، وأصبحت أسهر كثيرا وأذهب للجامعة دون نوم، لأني لا أنهي الشيء وأقوم بتأجيل الامتحانات، وأصبحت أخاف جدا من الرسوب. هل حالتي تعتبر معقدة جدا أم أنها يمكن أن تحل ببعض الأدوية؟ قرأت في النت عن هذه الأدوية: 1- ما رأيك بدواء سلبيريد كمضاء للتوتر والقلق، ولتقليل تشتت الانتباه وتحسين التركيز، أو (البروزاك، سيرترالين، باروكسيتين) للاكتئاب والوسواس القهري، أو دواء الأنفرانيل للوسواس القهري؟ 2- ما رأيك باستخدام المهدئات، أهي مفيدة لمشكلة حديث النفس؟ 3- قرأت عن دواء فلوفكسمين أنه مفيد جدا، فما رأيك به أو بدواء فلونكسول؟ 4- وبشكل عام مضادات القلق أو الاكتئاب هل هي مناسبة لمشكلة الكلام مع النفس وأحلام اليقظة؟ 5- وكذلك قرأت باستشارة (262777) أن الموتيفال لا بأس به لمشكلة الاسترسال بالكلام مع النفس، فهل أستطيع استخدامه؟ أرجوك أريد دواء يخفف مشكلة الكلام مع النفس والاسترسال بها. آسفة جدا على الإطالة، وسامحني -أيها المستشار- فقد أردت أن أوضح أكثر معاناتي الشديدة، فأنا لم يتفهم أحد مشكلتي ولا يوجد من ألجأ إليه.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ maria حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنا أقدر ما ورد في رسالتك جدًّا، وأقدر الظرف الذي تمرين به، وهو أن أهلك الكرام حتى الآن لم يوافقوا على ذهابك للطبيب النفسي، أعتقد أنك يمكن أن تقومي بمحاولات أخرى، وعسى أن يتفهم أحد أفراد عائلتك وضعك، ويوافق على أن يذهب معك إلى الطبيب النفسي. هذا أعتقد أنه ممكن وضروري في ذات الوقت، حيث إن المتابعة الطبية النفسية مفيدة. الدوجماتيل من الأدوية المناسبة جدًّا، والذي يُسمى علميًا (سلبرايد) لكن مشكلته أنه قد يؤدي إلى اضطرابات في هرمون الحليب – الذي يعرف باسم برولاكتين – وهو هرمون رئيسي جدًّا لتنظيم الدورة الشهرية، لذا لا ننصح به لبعض النساء. ربما يكون تناول عقار باروكستين – والذي يعرف تجاريًا باسم زيروكسات – بجرعة صغيرة أيضًا أمرًا مقبولاً إذا استطعتِ الحصول عليه، جرعة 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR قد تكون مناسبة، قد تخفف عليك حدة الأعراض التي تعانين منها، فتناولي هذه الجرعة يوميًا حتى تذهبي وتقابلي الطبيب. هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,231,832
2014-07-07
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أحلام اليقظة شتتت تركيزي وأحرجتني!
السلام عليكم. منذ فترة وأنا أتخيل أشخاصًا أتحدث معهم (أحلام اليقظة)، وقد تشتت تركيزي، وكثر نسياني، وأصبح الأمر محرجًا بالنسبة لي. فما الحل؟ وهل هذا أمر طبيعي؟ وماهي أسباب كثرة أحلام اليقظة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على هذا السؤال. لأحلام اليقظة أسباب كثيرة ومتنوعة، ومنها مثلا محاولة للتكيّف مع وضع صعب يجد الإنسان نفسه فيه، فتأتي أحلام اليقظة كهروب من هذا الواقع الصعب. وأحيانا قد تكون أحلام اليقظة هذه مؤشرا للخيال الإبداعي عن الشخص، وكأن واقعه ليس بكاف له، فيحاول التعويض عن النقص الموجود في حياته وبيئته ببعض أحلام اليقظة. وقد تكون بسبب التعب العام، سواء الجسمي أو النفسي، وكأن الجسم والعقل يرتاحان من خلال ترك الواقع والذهاب بالروح والعقل والمشاعر لمكان آخر يرتاح فيه الإنسان، ولعل شيئا من هذا يحصل في نومنا وما نسميه أحلام النوم. الشيء المميّز عندك أن أحلام اليقظة هذه يبدو أنها بدأت تزعجك وتؤثر على تركيزك، وبالتالي تريدين التخفيف منها. ومما يعينك على هذا أن تتقصدي وتحاولي متعمدة أن لا تستسلمي لهذه الأحلام، وإنما فور شعورك ببداية حلم من أحلام اليقظة هذه أن تصرخي في نفسك، ومن دون صوت طبعا "قف". وبذلك تدرّبين نفسك على إيقاف سلسلة الأحلام والأفكار هذه، فهي ليست بالأمر الخارج عن سيطرة الإنسان، ويمكنك عندما يبدأ حلم اليقظة أن تنهضي من مكانك وتذهبي للقيام بعمل آخر، وخاصة الأعمال الجسدية أو العضلية كبعض الواجبات المطلوبة منك في المنزل أو خارجه. ولا شك أنك في البداية ستجدين بعض الصعوبة في التدخل في هذه الأحلام، إلا أن الأمر سيصبح أسهل وأسهل مع التدريج. وفقك الله، ويسّر لك.
د. مأمون مبيض
2,228,238
2014-06-18
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من الوساوس وأحلام اليقظة، فما هو العلاج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المبارك، والأكثر من رائع، وأطرح على فضيلتكم مشكلتي التي سببت لي مشاكل عديدة, وأرجو من فضيلتكم إرشادي ونصحي. أنا طالبة في الثانوية, أبلغ من العمر 17عاماً, عانيت العام الماضي من الوسواس القهري و-الحمد لله- شفيت منه, والآن تأتيني بعض الوساوس لكن -الحمد لله- أتخطاها بفضل الله بالدعاء, لكنني أعاني من كم هائل من أحلام اليقظة، والتي أرى فيها نفسي متفوقة جداً وممتازة لكن بلا عمل، وأتخيل الشكر الجزيل ينهمر علي، أرى أنني أتقن معظم الأشياء التي تخطر لي من الحرف والمهارات, وأحس أنني أسيء الظن بالآخرين كثيراً. ساعدوني، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ mey حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أنت لديك تاريخ مع الوسواس القهري، و-الحمد لله تعالى- تخلصت منه، وهذا أمرٌ جيد، فأي فكرة وسواسية تطرأ يجب ألا تحلليها، ويجب أن تتجاهليها تمامًا، وتقومي بفعل الضد. وجود الوسواس أصلاً دليلاً على وجود نوعٍ من القلق المرتبط بشخصية الإنسان، وأنت الآن لديك أحلام يقظة مسترسلة، بالرغم من أنها عادية جدًّا في مثل عمرك، لكن أيضًا هي دليل على وجود القلق، حتى وإن كان محتواها غير قلقي، لكن هذه الأحلام في حد ذاتها قد تكون مؤشرًا لوجود القلق كما ذكرت. وهناك ظاهرة معروفة في الطب النفسي – وإن لم تكن منتشرة كثيرًا – وهي ما يُسمى باستبدال الأعراض، يعني قد يظهر قلق ثم يختفي وتظهر وساوس، تختفي الوساوس ثم تظهر أحلام اليقظة وهكذا، هذه الظاهرة معروفة، وهي ليست ظاهرة خطيرة، فقط هي دليل على وجود نوع من القلق، وهذا القلق يمكن أن يحوّل إلى قلق إيجابي، مثلاً أنت في حالتك: حين تأتيك هذه الأحلام - أحلام اليقظة- وتشردين بخيالك، قومي -مثلاً- بتغيير مكان جلوسك فجأة، قومي -مثلاً- بالضرب على يدك، أو على جسم صلب، هذا يؤدي إلى شد الانتباه بعيدًا عن أحلام اليقظة. ويمكن أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هي مهمة جدًّا وفاعلة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت الرقم (2136015) أراها سوف تفيدك كثيرًا في إزالة القلق، ومن ثم سوف تشاهدين أن أحلام اليقظة بدأت في الانحسار، وإذا نظرنا لأحلام اليقظة من حيث المحتوى أيضًا يمكن أن يكون هناك تدخلاً من جانبك لتحريفها، وحين تعطينها معاني جديدة أو تدخل من جانبك، هذا سوف يقلل منها، مثلاً: خيالك في أن الشكر الجزيل ينهمر عليك، وأنك تتقنين معظم الأشياء: حين تأتيك فكرة كهذه أدخلي على نفسك فكرة أخرى، أن هذا الكلام مبالغ فيه، وهذا لا يمكن أن يكون، أنا إنسان مثل بقية الناس، لكن - إن شاء الله تعالى – أسعى لأكون متفوقة، وهكذَا، إذن إدخال معان جديدة على أحلام اليقظة أيضًا يُقلل من ثباتها، ويجعلها أقل انتشارًا وتأثيرًا على وجدانك. حُسْن إدارة الوقت مطلوبة، لأن أحلام اليقظة أيضًا تستشري وتزداد وتنتشر من خلال الفراغ، الفراغ على المستوى الذُهني أو الفراغ الناتج من عدم استغلال الوقت بصورة صحيحة، فاسعي دائمًا أن تكوني كثيرة الإطلاع، أن تكون عندك أنشطة، على مستوى المدرسة، على مستوى البيت، ولا تتركي مجالاً للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني. أنت لستِ في حاجة لعلاج دوائي، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,227,821
2014-06-16
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني أنا وإخوتي في أعمارنا المختلفة من أحلام اليقظة بشكل كبير
السلام عليكم أنا فتاة عمري 17 سنة، قبل أربع سنوات بدأت عندي عادة غريبة، حينما أشاهد برامج الكرتون -مثلا- أظل أتخيلها في عقلي، فمما حدث في الحلقة أنشئ أحداثا وحوارات بين الشخصيات وكأنني أتكلم مع نفسي، زاد الموضوع بشكل كبير وصرت أتخيل كل شيء يحدث معي، ولا أستطيع التوقف، مللت وتعبت من حالتي. وحاولت كثيرا أن أترك هذه العادة لكنها دخلت جميع جوانب حياتي، وأثرت على كل شيء عندي، وأختي التي أكبر مني تعاني ذات الحالة لكن أكثر مني لأنها تتحرك حركات لاإرادية وتتكلم مع نفسها، وأخي عمره 6 سنوات عنده ذات المشكلة، ووضعه أسوأ مني، وأختي عمرها 12 سنة بدأت تظهر عليها الحالة، واستعملت أسلوب الإهمال وفعلا نجح الموضوع لكن لعدة أيام فقط، أحس أن الموضوع صار إدمانا، وصعب أن أشرح المشكلة لأحد، لأني حاولت أن أحكي لأمي لكن لم تفهمني، والحمد لله على كل حال.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على الكتابة إلينا مجددا بمتابعة السؤال السابق. إن الحالة التي وصفت من تخيّلك ما شاهدته من برامج الكرتون، ومن ثم الشعور وكأنك تمثلين هذه المشاهد في بعض جوانب حياتك، والآن بعد أن ذكرت أن أختك الكبيرة والآن الأخت الصغيرة، وحتى الأخ الصغير عندهم ذات الموضوع، فهذا يرجح أن هناك ثقافة معينة في هذه الأسرة، وليس هذا بالأمر الغريب، فكل أسرة لها طابعها الخاص التي يميّزها بنفسها، ويميّزها عن الأسر الأخرى، فالسؤال هل هناك أمور معينة في أسرتكم مما يجعلها تمتاز بهذا النمط من السلوك والتقليد؟ يمتاز بعض الناس بسرعة التهيؤ للتأثر بالآخرين، فهل أفراد هذه الأسرة هم من هذا النوع؟ وبحيث إذا سمعوا كلاما أو شاهدوا مشهدا ما فإنهم يتأثرون به ويحاولون تطبيقه، أو تمثيل ما سمعوه أو شاهدوه؟ وكما ذكرت لك في جوابي السابق أن هذا ليس بالغريب على بعض الأطفال من شدة تفاعلهم مع ما يعايشونه في وسائل الإعلام أو في أحلامهم، وبحيث تختلط هذه المشاهد مع عالم الواقع، والغالب أن هذا دليل حيوية القدرة التخيّلية عند هذا الطفل الذي لا يرى فرقا كبيرا بين الواقع والمتخيّل، وكأنه طيف مستمر متتابع. ولا أعتقد أن في هذا ما يستوجب العلاج إلا إذا بدأ يخرج عن السيطرة، وبدأ يؤثر على أدائك وأداء إخوتك والتأثير على واجباتك اليومية، وواجبات إخوانك من دراسة وغيرها من الأعمال والاهتمامات، فعندها يمكنكم زيارة إحدى الأخصائيات النفسية، وقد تكون مثلا أخصائية المدرسة، والتي يمكن أن تنصحك بما يمكنكم فعله. ومما يفيدكم جميعا أن تفتحوا هذا الموضوع، وتتحدثوا معا في هذا الموضوع وبشكل صريح وواضح، وستلاحظون من خلال الزمن كيف أن مثل هذا السلوك قد قلّ وخفّ كثيرا. وأرجو أن يكون في هذا الجواب ما يفيد.
د. مأمون مبيض
2,227,476
2014-06-12
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أختلق شخصيات وقصصا وأتحدث معها في ذهني .. أتعبني الأمر
السلام عليكم أنا فتاة عمري 17 سنة، قبل أربع سنوات بدأت عندي عادة غريبة، حينما أشاهد برامج الكرتون -مثلا- أظل أتخيلها في عقلي، فمما حدث في الحلقة أنشئ أحداثا وحوارات بين الشخصيات وكأنني أتكلم مع نفسي، زاد الموضوع بشكل كبير وصرت أتخيل كل شيء يحدث معي، ولا أستطيع التوقف، مللت وتعبت من حالتي.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على محاولة الكتابة إلينا، وإن كان الأمر حقيقة غير واضح تماما، وإن كنت قد حاولت -مشكورة- توضيح ذلك، فإذا كان الموضوع قد بدأ وأنت في عمر 13 تقريبا، حيث تتخيلين ما شاهدته من برامج الكرتون، وكأنك تمثلين هذه المشاهد في بعض جوانب حياتك، طبعا هذا ليس بالغريب على بعض الأطفال من شدة تفاعلهم ما مع يعايشونه في وسائل الإعلام أو في أحلامهم، بحيث تختلط هذه المشاهد مع عالم الواقع، والغالب أن هذه دليل حيوية القدرة التخيّلية عند هذا الطفل الذي لا يرى فروقا كبيرة بين الواقع وغير الواقعي، وكأنه طيف مستمر متتابع. لا أعتقد أن في هذا ما يستوجب العلاج إلا إذا بدأ يخرج عن السيطرة، وبدأ يؤثر على أدائك لواجباتك اليومية من دراسة وغيرها من الأعمال والاهتمامات، فعندها يمكنك زيارة إحدى الأخصائيات النفسية، وقد تكوت أخصائية المدرسة، والتي يمكن أن تنصحك بما يمكنك فعله. وفقك الله، ويسّر لك الخير والنجاح.
د. مأمون مبيض
2,225,877
2014-05-21
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
امتحاناتي قريبة وتنتابني أحلام اليقظة ولا أذاكر، فما الحل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا الآن في أهم عام دراسي في حياتي، بعده سأنتقل إلى الكلية، باقي أيام قليلة على الامتحانات، لا أعرف كيف سأصل لتلك الكلية، فأنا لا أذاكر كما ينبغي، وأكاد أجن من عدم اهتمامي، وأشكو من كمية هائلة من أحلام اليقظة وكثرة التخطيط، وإن لم أصل إلى تلك الكلية فلا أعلم ما سأفعل بنفسى! أرجوكم! لو أن عدم اهتمامي هذا وكثرة أحلام اليقظة يمكن أن تتوقف بدواء رخيص؛ لأن حالتي المادية سيئة جدا، اعطوني اسمه وتعريفا به، أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أيها الفاضل الكريم: كل الذي تحتاجه هو أن تستشعر أهمية العلم، وأهمية الحصول على المؤهل العلمي، وتجعل تفكيرك راسخاً وقوياً حول اكتساب العلم واكتساب المعرفة، فمعرفة الدين ومعرفة علوم الدنيا هي السبيل لأن يعيش الإنسان حياة طيبة يشعر فيها بالرضا، إذاً أنت محتاج لهذا. ثانياً: التعليم والتعلم ممكن، والله تعالى حبانا بالقوة والطاقة وتقدير الأمور بصورة صحيحة، لكن يجب أن نتذكر هذا دائماً ونستفيد منه. ثالثا: وهو مهم جداً، أن تنظم وقتك بصورة بسيطة جداً، وهي أن تستيقظ لصلاة الفجر بعد أن تنام مبكراً، وتدرس لمدة ساعتين بعد صلاة الفجر، ثم بعد ذلك تذهب إلى المدرسة، برنامج ممتاز مثبت فاعليته، بعد أن تستيقظ من النوم يكون دماغك في حالة هدوء، لا تجد تجاذبات أو قلق أو أحلام يقظة شديدة، ويعرف أن قوة الإنسان الاستيعابية كبيرة جداً في هذا الوقت، وبعد أن تذهب إلى مدرستك وتحضر، بعد ذلك رتب وقتك بما تستطيع، وقتاً للراحة، وقتاً للقراءة، وقتاً للعبادة، وقتاً للرياضة، وقتاً للتواصل الاجتماعي، وهكذا. وحدد الجدول والتزم به، ولا مانع أيضاً من أن تستعين ببعض أصدقائك لتدرس معهم حسب الخطة وجدول مرسوم. رابعاً: وهي النقطة الأخيرة، أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، هي متنفس الإنسان، وربما تجعله يتشبث بآمال معينة تدفعه نحو الإنجاز، ولكن لتقلل منها يمكن تناول عقار موتيفال Motival وهو متوفر في مصر وزهيد الثمن، الجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله. وانظر كذلك علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938 - 281321). بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
د. محمد عبد العليم
2,215,416
2014-03-22
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعيش في عالم الخيال، وأتكلم جيدا مع نفسي ولكني أرتبك أمام الآخرين!
السلام عليكم أشكركم على هذا الموقع.. أسأل أن يجعله في موازين حسناتكم. مشكلتي أنني أتكلم مع نفسي كثيرا، وأتخيل كثيرا! عندما يحصل لي موقف فإني أتخيل أنه لو حصل كذا وكذا (عكس الذي حصل بالواقع) وأعيش عالماً من الخيال أتعبني كثيراً! وهذا الشيء لا يلاحظه الآخرون ومن حولي؛ فأنا طبيعية جداً معهم. بدأت هذه المشكلة وعمري 13 سنة، وعمري الآن 24، وعندما أتكلم مع نفسي (وحدي) أتكلم بطلاقة، وأمام الآخرين أرتبك نوعاً ما (ليس كثيراً) ومهاراتي الاجتماعية ضعيفة جداً، فأنا لا أوفق في اختيار الصداقات، فترة بسيطة ثم يتركونني، مع أنني محترمة وخلوقة، وأحب مساعدة الآخرين والاستماع إليهم، ولا أعلم هل العيب في من حولي أم فيّ أنا؟! علماً بأني لم أوفق في إكمال الجامعة. أريد تشخيصاً واضحاً لحالتي، فهل أنا طبيعية؟ وهل هناك حل؟ أفيدوني، جزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ هيفاء حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية. التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث -سواء كانت إيجابية أو سلبية-، قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر، والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة. أما موضوع حديث النفس: فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة؛ وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة، فالعقل نعمة من نعم الله علينا أن نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة. هناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور، أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة (دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية) فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط، لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية. فما تعانين منه ربما يكون مرتبطاً -إلى حد كبير- أيضاً بموضوع الثقة بالنفس، والارتباك أثناء الكلام مع الآخرين سببه التوتر الناتج عن ضعف الثقة، وعدم الاعتزاز بالقدرات والإمكانيات الشخصية التي تتمتعين بها؛ لذلك نقول لك: أنت بخير ولا داعي للقلق، حاولي تغيير النظرة السلبية عن نفسك، وإذا لم تنجحي في مجال فهناك مجالات كثيرة في الحياة يمكن النجاح فيها، واتبعي الإرشادات التي وردت في الإستشارة رقم : (2214810) فربما تساعدك في التغلب على المشكلة. وفقك الله وسدد خطاك.
د. على أحمد التهامي
2,215,233
2014-03-14
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أنا في السنة الأخيرة قبل الجامعة وقد قل تحصيلي الدراسي، فما العمل؟
السلام عليكم أنا طالبة في المرحلة الأخيرة قبل الجامعة، وهذه هي السنة المصيرية التي تحدد مستقبلي. لقد كنت طوال السنوات السابقة من الطالبات المتفوقات في دراستي، ولقد حصلت على عدد من شهادات التقدير في مختلف مراحل دراستي وإعجاب مدرساتي، على الرغم من أنني أحسست أن مستواي ليس كالسنة الماضية. في كل مرة أجتاز مرحلة جديدة؛ إلا أن درجاتي كانت تقل ضمن معدل طبيعي، ولم أشعر بالخطر ولم أكن أهتم للأمر كثيراً؛ على الرغم من أن ساعات دراستي تقل، وتركيزي وحرصي بدأ بالتناقص ببطء، إلا أن كل ذلك تغير في هذه السنة! لم أعد أستطيع فتح الكتاب، ولا أستطيع التركيز والحفظ، ومن حولي يشعرون أنني لم أعد أهتم بدراستي، وقد أصابني البرود فجأة! وأشعر أنني في كل هذه السنوات من عمري كنت أدرس للاشيء! لا يوجد لدي هدف، وأسير في طريق مجهول لا نهاية له، ولا أدرك أن في نهاية السنة سوف يحدد مصيري، بالقبول في جامعات مرموقة تناسب مستواي العلمي، أو لا! وهل حقا سوف أدخل الجامعة؟! والدي يقول لي أنني لست حقاً مجتهدة، وأن كل تلك السنوات كانت لا شيء، على عكس ما كان يقول لي دائماً. لا أعرف حقاً ماذا أفعل!! لم أستطع أن أدرس شيئاً وأشعر أنني لم أعطِ المادة كفايتها، ولم أستطع حفظها بتركيز منذ بداية السنة الدراسية، وأشعر بالحسرة والندم وأنني ضعيفة الإرادة، وأستسلم بسرعة دائما، ولا توجد لدي قوة الإرادة للاستمرار والمثابرة، وقد حاولت وفشلت مرات عديدة. ليس هذا فقط؛ ففي مراحل عمري أصبحت لدي عادات سلبية، وبعضها ما زال يرافقني طوال 9 سنوات، ولم أستطع التخلص منه على الرغم من محاولاتي العديدة لتغيير نفسي للأفضل، ومنها تقلب مزاجي المفاجئ! فدائماً عندما تكون هناك سفرة مدرسية، أو مناسبات أخرى اجتماعية أرغب بالذهاب بشدة، وأحضر لها بحماس وسعادة، وأخبر الجميع أنني سوف أستمتع بوقتي، وعندما أذهب للمدرسة لمكان التجمع، عند آخر دقيقة أغير رأيي فجأة! ولا توجد لدي رغبة بالذهاب، وأرفضها بشدة! وعندما أخبر عائلتي يتوقعون أن السفرة قد ألغيت ولا يصدقوني عندما أخبرهم أنني لم أذهب؛ فلقد حضًرت لها منذ أيام وأنا أخبرهم بها. لا أعلم لماذا! فهذا دائما ما يحدث لي ويزعج أقاربي وعائلتي بشدة، لأنني دائماً ما أغير رأيي بدون مبرر، حتى أنا نفسي أجهل السبب، وأخشى أن يؤثر ذلك على قرراتي المصيرية في المستقبل. أما أحلام اليقظة وهي من أسوأ المشاكل التي أواجهها الآن وتؤثر على مستقبلي، إلى الآن أتذكر اليوم الذي استطعت فيه أن أكتشف قدرتي على تخيل ما يحلو لي، فهو كان عالماً رائعاً اكتشافه في البداية؛ إلا أنه أصبح كابوسا يؤثر على حياتي في المجتمع، وأصبحت أنعزل عنهم في غرفتي التي أقضي فيها معظم أوقات السنة، وعندما تكون هناك مناسبة اجتماعية في المدرسة أو عند الاقارب أرفض الذهاب، وأشعر بضيق في صدري، وبالخوف، وأحاول الابتعاد في مكان معزول، وشعور يخبرني دائما أن حضوري غير مهم، فلا توجد لدي صديقات مقربات مني طوال حياتي، ولا أحد يهتم لمجيئي. أصبحت حساسة جداً، وعصبيتي المفرطة تجاه أمور لا تستدعي ذلك، وما يشغلني الآن هو مستقبلي ودراستي المتدهورة! بسبب ذلك أصبحت لدي ردة فعل، فيدي وفمي يرتجفان في حالة القلق والخوف، وذهبت لطبيب الأعصاب وقال بعد إجراء فحوصات الرنين والتخطيط الكهربائي للدماغ أنه ناتج عن حالة نفسية، وأعطاني مجموعة فيتامين B إلا أن الارتجاف وضيق التنفس وسرعته نتيجة القلق والخوف وربما أشياء أخرى ما زال مستمراً يزعجني كثيراً، ولا يمكنني السيطرة عليه وتهدئة نفسي وتشتت أفكاري، وأشعر أنني غير ثابتة في مكاني، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، ويظهر الارتباك واضحاً على الرغم من محاولاتي لإخفائه، وتبدأ دموعي بالظهور ولا أستطيع إيقافها، فخلال ذلك أنا أعلم أن البكاء لا يغير شيئاً، لكن لا أستطيع إيقافه، وأشعر بالاختناق ومحاولة التنفس تكون بصوت عال وواضح، وهذا ما أحرجني أمام مدرستي وزميلاتي! يحصل ذلك لي لأبسط كلمة تجرحني حتى لو كنت أنا المخطئة وأستحق ذلك، ولا داعي لكل ذلك ولكن ماباليد حيلة! لا أستطيع الدراسة بمفردي إلا بوجود أمي بجانبي، وهذا يضايقني كثيراً لأنني دائما أحاول الاعتماد على نفسي، ولكن لا أستطيع بدونها لكيلا يتشتت فكري، وأسرح في أحلام اليقظة التي أصبحت ضرورة يومية، وعندما أدخلها لا أخرج منها وأندمج معها للأسف اندماجاً كاملا، كأني أعيش هناك تماماً! فهذه نتاج السنوات الطويلة وهذا ما يخيفني! غالباً أصبح يجتر من وقتي الثمين كثيراً، ولا أستطيع أن أخبر به أحداً. وأصبح شعري يتساقط كثيراً، وأصبح خفيفاً جداً. هل يوجد حل لتقلب مزاجي المفاجئ؟ كيف أعالج ارتجاف يدي وفمي؟ هل أستطيع التغلب على أحلام اليقظة؟ وكيف؟ وماذا عن دراستي؟ كيف أستطيع أن أعود كما كنت؟ هل تنصحونني بالذهاب لأخصائي أو علاج مساعد، أم أستطيع ذلك بنفسي؟ شكراً لكم وأعتذر عن الإطالة.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ Basma حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: شكرا لك على التواصل معنا. ليس غريبا أن تشعر الفتاة بالاختلاف الكبير بين المراحل التعليمية المختلفة، فالمراهقة المبكرة ليست كمرحلة الشباب في نهاية المرحلة الثانوية وقبل الجامعة! والتحدي الكبير للكثير من الطالبات هو كيف تبقي نفسها على الحماس السابق وعلى حبها للحياة والدراسة وغيرها؟ وكيف تستعيدي نشاطها الذي كانت عليه، وتتابعي حياتك بالهمة التي كنت عليها؟ ربما الحالة التي عندك ليست عدم رغبة في المدرسة بقدر ما هي عدم الرغبة في مغادرة المنزل، وشيء من تجنب لقاء الناس، وربما هي حالة من الارتباك والرهبة الاجتماعية، ولذلك فأنت تشعرين بالضيق وعدم الراحة. كما ذكرتُ؛ أن الغالب أن لديك ربما حالة من الخجل أو التردد أو الرهاب الاجتماعي؛ حيث تتجنبين لقاء الآخرين في المدرسة أو الأقرباء. وربما لسبب ما، سواء عرفناه أو لم نعرفه، عندك هذا الخوف من الابتعاد التجمعات. فالموضوع ربما ليس له علاقة بالمدرسة والدراسة بحد ذاتها، وإنما بموضوع رهبة الخروج من البيت، وهذه حالة معروفة ونشاهدها باستمرار عند الشباب والشابات، ولعل كثرة الاسئلة والأجوبة في هذا الموضوع على هذا الموقع وغيره ليشير إلى مدى انتشار مثل هذه الحالات. كثيرا من الأحيان ما ينتج عن هذا الرهاب وبسبب نتائجه من العزلة وتجنب الناس، كثيرا ما يترافق مع تقلبات المزاج، وكما ورد في سؤالك، وهذا المزاج يهدأ عادة عندما يتحسّن هذا الرهاب، وتعود الأمور إلى مجاريها. من أهم طرق علاج هذا الرهاب والخوف، هو العلاج السلوكي والذي يقوم على إعادة تعليم الشخص بعض السلوكيات والتصرفات الصحيّة كبديل عن السلوكيات السلبية، فبدل تجنب الأماكن والمواقف المخيفة أو المزعجة، فإنه يقوم بالتعرض والإقدام على هذه المواقف والأماكن حتى "يتعلم" من جديد كيف أن هذه المواقف والأماكن ليست بالمخيفة أو الخطيرة كما كان يتصور سابقا. ويشرف عادة على هذه المعالجة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي، والذي يحتاج أن يكرر جلسات العلاج عدة مرات. لكن ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل الاجتماعي أن يذهب للأخصائي النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه، والمطلوب منك الآن العمل على اقتحام مواقف الاختلاط بالناس والتعامل معهم، وعدم التجنب، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا. إنك كلما طال تغيبك عن اجتماعات الناس، كلما صعب عليك العودة من جديد، والنصيحة أن تعودي غدا، إن لم يكن اليوم، وليس بعد الغد! ستعودين، ومن الطبيعي والمتوقع أنك ستواجهين بعض الصعوبات في بداية الساعات الأولى من العودة، وربما الأيام الأولى، ولكن ما هو إلا يوم أو يومان حتى تبدئي بالشعور بالراحة والاطمئنان والثقة بالنفس، وبراحة الضمير والشعور بالنجاح والإنجاز، أنك تجاوزت هذه العقبة، وسترين وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشينه من بعض المواقف في المدرسة من مواجهة الناس ليست مخيفة كما كنت تعتقدين. فهيا فأنت ما زلت في نهاية المرحلة الثانوية، وبنشاطك وحبك للحياة وللدراسة لاشك ستكونين من المتفوقات، ولكن.... لابد أولا من حضور المدرسة والعمل! الخبر السعيد أنك لمّا كنت نشيطة في المراحل السابقة، وهذا واضح من خلال كتابتك المنمقة للسؤال، فهذا يجعل نشاطك الآن، وعودتك لما كنت عليه، أكثر إمكانية للتحقيق. طبعا هناك أمور أخرى كثيرة يمكنك القيام بها، وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر: • حددي أولا ما هي الأعمال، والأفضل ما هو العمل الذي تريدين القيام به، عندما تتاح لك فسحة من الوقت، هل هي الدراسة؟ وأي مادة وأي كتاب وأي فصل...؟ فعندما تحددين ما هو مطلوب منك، ما هو العمل الذي تريدين أن تجلسين عليه ساعة أو ساعتين، والتفرغ لهذه الدراسة. • ادرسي مع صديقة لك، وبحيث تلتزمين بالجلوس معها طول مدة الدراسة، وكما تفعلين مع أمك. وهكذا ترين أن هناك وسائل كثيرة يمكننا من خلالها أن ننظم أمور حياتنا، وبحيث نسيطر على ظروفنا ولا نجعل "ظروفنا" تتحكم بنا، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج صبرا وعزيمة، "ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة" (التوبة: 46). وللفائدة راجعي علاج أحلام اليقظة سلوكيا: (281321 - 273281 - 280938 - 281321)، علاج الرهاب سلوكيا: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ). وفقك الله وجعلك من الناجحات المتفوقات.
د. مأمون مبيض
2,208,597
2014-02-01
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أهرب من الواقع إلى الخيال للتخلص من القلق الاجتماعي!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا أعرف كيف أبدأ, أنا شاب أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما, إذا استشعرت حقيقة الدنيا ينتابني إحساس بالقلق والخوف من كل شيء, وخاصة إذا كنت في صلاة الجمعة, أو تقدمت لإمامة الناس, أو كنت في الصف الأول من الصلاة, وخلفي عدة صفوف, أو في مناسبة كبيرة, كزواج ونحوه. فإذا استشعرت المكان الذي أنا فيه أقول في نفسي الآن ربما أتصرف بأفعال غير منطقية, يعيبني عليها الناس, أو ربما أصرخ بملء فمي أمام الجمع الغفير من الناس, ينتابني الشعور بالخوف والقلق, وليس أمامي في هذه اللحظة سوى الهروب من الواقع إلى الخيال. بمعنى آخر: أقول في نفسي كل الذين حولي مجرد خيال, فلم الخوف والقلق, فليس لدي حل لمعالجة هذه الظاهرة إلا هذا التصرف؛ فبالتالي تسير الأمور على ما يرام, وأختلط بالناس, وأتقدم لإمامتهم في الصلاة بكل طمأنينة. هل ظاهرة الهروب من الواقع إلى الخيال إيجابية أم أنها تعود بنتائج سلبية؟ وإذا كانت تعود بنتائج سلبية فما طرق العلاج السلوكي في مواجهة القلق؟ وهل هذه الظاهرة نادرة أم معروفة لديكم؟ هذا وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ زمخ حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: مرحباً بك أخي الكريم في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية. ما تعاني منه هو نوع من القلق الاجتماعي, مصحوب ببعض الأفكار الوسواسية, فالشيء الطبيعي هو أن الشخص يشعر بنوع من القلق الموضوعي الذي يعمل كمحفز لتجويد الأداء، كما في حال الأمثلة التي ذكرتها، أما ما تستشعره من أفكار وتصورات, بأنك ستقوم بفعل شيء ما يعيبك عليه الناس؛ فهذا ربما ينتج عن حذرك الشديد من أي قبح يمس شخصيتك وسمعتك أمام الناس, فهي تصورات خيالية أخذت الطابع الوسواسي. أما طريقتك في التخلص منها فهي في الحقيقة الهروب من الخيال إلى الواقع, وليس العكس كما ذكرت؛ لأن الواقع أنك لم تقم بتنفيذ ما يدور في خيالك, فتحقيرك للفكرة, وعدم الاكتراث لها, ومواجهتها هو الحل. وما تعاني منه يحدث لآخرين مثلك, مع اختلاف محتوى الفكرة, ونقول لك أيضاً بالإضافة للطريقة التي تستخدمها, حاول استبدال هذه الأفكار الوسواسية بأفكار إيجابية, مثلاً تتصور أو تتخيل أنك ستقوم بأفعال طيبة وجميلة يحمدك عليها الناس, ويعجبون بها, ويستفيدون منها بدلاً من أن يعيبوك. نسأل الله لك التوفيق.
د. على أحمد التهامي
2,203,175
2014-01-18
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
تشتت الذهن وأحلام اليقظة والقلق... مشاكل أعاني منها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة أدرس في الجامعة، متفوقة، عمري 21 ولكني أعاني من صعوبة أثناء الاستذكار والدراسة منذ طفولتي، فيتشتت ذهني لأي صوت حتى صوت المكيف، وأسرح كثيرا، وأعاني من أحلام اليقظة، والكلام مع نفسي، وأعاني من صعوبة في تنظيم نفسي، وعفوية جدا في تصرفاتي، لم أستطع أن أعمل كنترول لنفسي، ولا أتحمل لحظات الانتظار. صديقاتي يصفنني بأنني كثيرة الحركة، ولكني لا ألاحظ ذلك على نفسي، وكل ما أتذكره في طفولتي كنت أحب اللعب مع الصبيان، وأتذكر أني كنت متفوقة وهادئة في المدرسة، وأيضا في بعض الأحيان أعاني من الارتباك في حل المشكلات التي تواجهني في البيت أو المدرسة أو الجامعة، وقد جربت طرقا عديدة للتخلص من السرحان وتشتت الانتباه، مثل تنظيم الوقت والاستذكار في فترات الصباح وقبيل الفجر، ومكافأة نفسي عند الإنجاز، لكني مازلت أعاني وأجد صعوبة في التركيز. أحب تخصصي ومجال دراستي، ومشكلة التصرف بتصرفات طفولية وساذجة، والحديث بعفوية وتلقائية، لم أستطع أن أعمل كنترولا لها، مع أنني حاولت أن أفكر قبل أن أتكلم لكن دون جدوى. أشعر في بعض المرات بقلق يمنعني من النوم في الليل، وأعاني من عسر في الهضم، وانتفاخات واحتباس للبول، وغازات، وخاصة بعد تناول بعض الأطعمة، فهل هذه أعراض القولون؟ وأعاني من صعوبة التركيز، مثلا يتحدث أمامي بموضوع أثناء حديثنا أدخل بموضوع آخر لا علاقة له، ودائما أحشر نفسي في شؤون الآخرين، ويصفني الناس بأنني طيبة القلب، حنونة، ذات إحساس مرهف. فأرجو تشخيص حالتي؛ فقد تعبت من نفسي، وعلاقاتي الاجتماعية تتوتر، لا أستطيع الحفاظ على أصدقائي بسبب عفويتي وكثرة حركتي, أنا أتصرف بعفوية، ومن حولي يعتقدون بأنها محاولات لجذب الانتباه.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكرك على رسالتك هذه، وأسأل الله لك العافية والشفاء. من التشخيصات التي أخذت اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة المتلازمة التي تعرف بفرط الحركة وضعف الانتباه، وهي علة معروفة عند الأطفال، لكن كما ذكرت في الآونة الأخيرة أصبحت المعايير التشخيصية واضحة، كما أنه أصبحت هنالك علاجات مفيدة ومؤثرة جدًّا، وانجذب اهتمام المختصين أيضًا حول إمكانية وجود هذه الحالة لدى الكبار، حتى وإن لم يُصابوا بها في أيام الطفولة، وقد أثبت ذلك جليًّا أن كثيرًا من اليافعين ومن الشباب وحتى من هم في نهاية العشرين ربما يكون لديهم هذه العلة، ولكنها لم تُشخّص، والآن أعرفُ حالات كثيرة قد شُخّصتْ وأثبت أنها تعاني من هذه الحالة وأُعطيت العلاج اللازم وتحسنتْ جدًّا. هذه المقدمة ضرورية؛ لأن رسالتك احتوت على تلميحات كثيرة تجعلني على درجة معقولة من اليقين أنك ربما تعانين من علة فرط الحركة مع تشتت الانتباه. كل ما وصفته من أعراض حقيقة يجعلني لا أجد أي حيز تشخيصي آخر غير هذه العلة، ربما يكون هنالك شيء من القلق والاندفاعية، لكن هذه أيضًا تكون مصاحبة لعلة فرط الحركة، وتشتت الانتباه. وبهذه المناسبة ليس من الضروري أن تكون الحركة مفرطة لدرجة شديدة حتى يتشتت الانتباه، فكثيرًا ما يكون تشتت الانتباه وحده موجودًا كعلة تشخيصية. لا تنزعجي -أيتها الفاضلة الكريمة-، وبناء على ما ذكرته لك فإني أنصحك وبكل قوة وقناعة بأن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، حالتك بالفعل حالة تستحق الاهتمام، وتستحق أن يؤكد التشخيص؛ لأن وسائل العلاج سهلة وسهلة جدًّا، فأرجو أن تذهبي إلى طبيب نفسي مقتدر ليقوم بفحصك ومحاورتك بصورة أكبر، وربما يعطيك بعض الاختبارات، هناك اختبار معروف جدًّا يُطبَّق في حالة احتمال وجود فرط الحركة مع ضعف وتشتت الانتباه. فإذًا اذهبي وقابلي الطبيب، وأرجو أن تتواصلي معي، وتخبريني بنتيجة مقابلتك مع الطبيب، ومن جانبي أنا مطمئن تمامًا أن حالتك سوف تُعالج وتعالج بصورة ممتازة جدًّا. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,205,647
2014-01-11
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
ساعدوني: أصبحت دراستي كابوساً بسبب ضغوط أهلي!
السلام عليكم. أنا طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب. مشكلتي بدأت مع الدراسة منذ الثانوية، حيث أصبت باكتئاب ولم أستطع المذاكرة، وكل ذلك خشية أن يكون مصيري كمصير أختي، والتي لم تستطع الحصول على مجموع عالي، وبالتالي الالتحاق بكلية الطب، مما جعل والدي يقسو عليها ويعايرها، وهذا جعلني أخاف أن أصبح مثلها، وخاصة أنهم ينتظرون مني أن أحقق أمنيتهم التي لم تحققها أختي. صارت أمي تضغط علي لأذاكرة، حيث ترتمي على الأرض مدعية عدم قدرتها على التنفس، وتستعين بصديقاتها لينصحونني بالمذاكرة، لدرجة وصلت فيها لحالة هستيريا، أصرخ وأحطم الأشياء من حولي، ويغمى علي، ووصل الأمر أنني أرفض الذهاب للاختبار، ويضربني أبي بسبب ذلك، ويقرؤون علي القرآن، وتستمر أمي تراجع لي، وهكذا استمر الضغط، واستمرت المعاناة حتى حصلت على مجموع عال في الثانوية. دخلت كلية الطب، وأصبحت أهمل المحاضرات، وأكره أمي التي تجبرني وتلاحقني لأدرس، تخلفت عن أول اختبار، ثم اختبرت في نهاية العام بعد دراسة مجدة، وكنت أتغيب عن الكلية وينهرني أبي، وتضربني أمي وتبصق علي. حاولت أن ألتحق بمركز لتحفيظ القرآن، لكنني لم أستمر لعبء الدراسة، وحاولت تعلم قيادة السيارة وتركتها؛ لأنني فشلت في تعلمها، أصبحت أعيش حالة رعب وهلع مع كل اختبار، فتزداد ضربات قلبي، وأتعرق وأشعر بصعوبة في التنفس، لكنني أحاول أن أسيطر عليها بالصلاة والمهدئات، وفقدت وزني أكثر من عشرة كيلو. هذا العام ازداد الاكتئاب، وأصبح لا يطاق، فراجعت طبيباً وأخذت علاجاً للاكتئاب، وراودتني أفكار انتحارية، وأصبحت تراودني أحلام مخيفة وكأنني أحلق في غرفتي. والآن لم أدخل الاختبارات، لشعوري بالتعب والخوف من النتيجة، واختبارات الدور الثاني على وشك، ولا أستطيع المذاكرة، صرت أصرخ لمجرد فكرة المذاكرة، أرفض كل شيء حتى أصدقائي، صرت أوسوس في الوضوء والصلاة، وأنسى كثيراً. أشعر أنني على وشك الجنون، خاصة أن أختي أصابها الوسواس القهري، وأخي الأصغر وهو بالثانوية بدأت تظهر عليه أعراض ذهان، وحالته صعبة وهو يدرس الحقوق الآن، وانغمست في أحلام اليقظة، ولا أستطيع السيطرة على نفسي. وبدأ الآن يسيطر علي شبح الخوف من الزواج والعلاقة الزوجية، حيث أصبحت مواقفي مع كل من يرغب بالزواج مني مواقف انسحابية، مع أني أرى من هن أصغر مني أصبحن أمهات. أصبحت حياتي شريط ذكريات معاد أمام عيني منذ طفولتي، وما مررت بها من أحداث، علماً أنني كنت أعاني من التبول اللاارادي حتى الثاني عشر من عمري، وأفكر أن أنتقل لكلية في محافظة أخرى، بعيداً عن أهلي وضغوطهم. سؤالي: كيف أخرج من هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ منتهى حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لسببٍ ما، وأعتقد أنه ربما يكون الحساسية في شخصيتك هي السمة الرئيسية، التي دفعتك نحو اجترار الأفكار بصورة متواصلة ومؤلمة وسلبية جدًّا، وأقصد بذلك الأفكار حول تنشئتك وتربيتك والطريقة التي تمت معاملتك بها، وقطعًا أنا لا أوافق أنك قد عُوملت معاملة سيئة. أحترمُ وجهة نظرك، وبما أنك ترين أن المعاملة كانت قاسية هذا أدى إلى ترسبات نفسية متراكمة، ظهرت لديك الآن فيما يمكن أن نسميه: (عُصاب ما بعد الكارثة) أو (عُصاب ما بعد الصدمة). الأمر واضح جدًّا وجلي جدًّا، وأعتقد أن معالجته تتم من خلال تغيير مفاهيمك حول الماضي، والأمر في غاية البساطة، والداك كان سعيهما دائمًا أن تكوني أنت وإخوتك من المتميزين، عملية الحثّ الشديد والدفع الشديد، الذي تتخلله بعض الرسائل السلبية الضاغطة عليك من جانب الوالدين، سببت لك هذه الأزمة النفسية، لكن الذي يجب أن تقتنعي به، أن والدك كان يريد بك خيرًا، وكذلك أمك، وهذا مستنتج من أن حب الوالدين لأبنائهما هو حب جبلي وغريزي وفطري. كل واحد منا كآباء وأمهات يريد أن أبنائه هم الأفضل وهم الأحسن، لكن في بعض الأحيان قد نقع في أخطاء تربوية يفهمها الأبناء بصورة خاطئة جدًّا. فأرجو أن تغيّري مفهومك عمَّا سبق فيما يخص أمور التنشئة والتربية، وتعاملي مع نفسك بما أنت عليه الآن، وما يحمله لك المستقبل. يجب أن يكون مفهومك إيجابيًا عن الحياة في الوقت الحاضر، فأنت في مرحلة متقدمة جدًّا من دراستك، والفرقة الخامسة والسادسة ربما هي أجمل سنين دراسة الطب، لأن الإنسان يشعر فيها بأنه مُقدم على التخرج، أنه أصبح يمارس الطب الإكلينيكي السريري، وهي لحظات فرحة كبيرة. عدم إقدامك على الدراسة أعتقد أنه ناتج من الضغط النفسي، الذي نتج من استحواذ وسيطرة جراحات الماضي عليك، وحين أقول جراحات لا أقصد أنها كذلك، إنما الجراحات أتتْ من مفهومك أنت، ولذا أرى على ضرورة تغيير مفاهيمك، فقد كانا والديك يريدان بك الخير ولا شك في ذلك. تغيير الكلية قطعًا هذا لا أحد يؤيده، ولا أعتقد أنه مُجد، أنت في مراحلك الأخيرة من التخرج. الآن أعتقد أنه من الأفضل لك أن تؤجلي كل شيء، وتركزي فقط على دراستك. إذا تركت الأمور الأخرى جانبًا سوف يتحسن اندفاعك نحو الدراسة، وعليك أيضًا بالدراسة الجماعية، لديك الصديقات اللواتي قمنَ بزيارتك، فلماذا لا تذاكرين معهنَّ. حاولي أن تخففي الضغط على نفسك من خلال أخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك التركيز على تمارين الاسترخاء، وتمارين التنفس المتدرج، ويمكنك أن ترجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2316015). التفكير في الانتحار والإيذاء النفسي: هذا من وجهة نظري أمر قبيح وسخيف، و-إن شاء الله تعالى- أنت لن تقدمي على مثل هذا الفعل. كل التغيرات النفسية والسلوكية والوجدانية التي تعيشينها ناتجة من عُصاب ما بعد الصدمة، وما ذكرته لك سوف يفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى– في تخطي هذه المرحلة. أضف إلى ذلك أن هنالك دراسات كثيرة جدًّا، تُشير أن عقار (زولفت) أو يسمى تجاريًا (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى في مصر تجاريًا باسم (مودابكس)، دواء ممتاز ومفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، وعليه أرجو أن تتواصلي مرة أخرى مع طبيبك النفسي، وحتى إن تقدمت إلى أحد أساتذة كلية الطب في قسم الطب النفسي، أنا متأكد أنه سوف يساعدك كثيرًا، وسوف تجدين منه كل مساندة، وسوف يصف لك الدواء المناسب إذا كان الموادبكس أو غيره. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
د. محمد عبد العليم
2,196,900
2013-11-19
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
عشت طفولة منعزلة، فأصبحت شخصيتي مهزوزة، بما تنصحونني؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 30 سنة، ملتزمة دينياً، عندي عشرة أخوة وأنا الوسطى، مستواي العلمي جيد. في طفولتي كنت أقضي وقتي بين البيت والمدرسة، كنت أحب العزلة كثيراً، لأستمتع بأحلام اليقظة، بقيت كذلك حتى دخلت الجامعة، لم أكن أتواصل كثيراً مع أخوتي، وكانوا يعتبرون تفكيري غير واقعي، وأحياناً يكون خارجا عن الموضوع بسبب عدم تركيزي معهم، فيسخرون مني مما كان يغضبني، فوصل الأمر أنني لم أعد أشاركهم الأحاديث ولا الجلسات. ابتليت بالعادة السرية في الخامسة من عمري، ثم نسيتها لعدة سنوات، وعدت لممارستها في عمر الثالثة عشر، ولم أكن أعلم بحرمتها، ثم بدأت تظهرعندي أعراض كالرجفة في اليدين، وفي الصوت، وخفقان سريع بالقلب، ومع ذلك بقيت أجلس في الصفوف الأمامية بالقاعة الدراسية، وأتفاعل مع المحاضر، ثم ظهرت عندي رجفة ظاهرة حول الفم. أنا الآن مدرسة علوم، وهذه الأعراض تضايقني لأن المدرسة تنظم ورش عمل وأنا مضطرة أن أتكلم أمام زملاء العمل، مما يجعلني أحياناً أتغيب عن الورش بسبب أعراض الارتباك والتوتر والرجفة التي تصيبني. هذه الحالة تضعف ثقتي بنفسي كثيراً، وتمنعني من التطوير، واستلام مهام أكبر، وتشعرني أنني ليس لي الحق بالوجود في هذا المكان. كنت أتهرب دائماً من موضوع الارتباط بشاب، مع ذلك خطبني شاب منذ حوالي ثلاث سنوات، وعند كل لقاء كان يلزمني نحو 30 دقيقة لأستطيع التحدث معه ومحاورته، لذلك انتهى كل شيء بيننا بعد سنة، وبرر ذلك أن شخصيتي ضعيفة ومملة. أنا قنوعة جداً، أتقبل كل شيء حتى وضعي، وصرت أحاول التعايش معه، لكن على حساب تطوري المهني وطموحاتي، فحياتي باتت جامدة لا مستقبل لها. زملائي في المدرسة يحبونني كثيراً لأنني خدومة جداً، ولم أتخاصم مع أحد، لكن لا أعلم إن كانت هذه الصفات ضعفاً مني أو صفات جيدة. قرأت أن الدواء يمثل (30% ) من العلاج، قرأت عن ( seroxat )، وبدأت باستخدامه من فترة قصيرة. سؤالي: هل سيعطي نتيجة في حالتي؟ شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ iffat حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: حالة الرهاب الظرفي الذي تعانين منه ناتج من أن مقدراتك مرتفعة جدًّا، ولديك مهارات واضحة، وفي ذات الوقت تراقبين أدائك بدقة شديدة، عندما تكونين في أي نوع من المواجهة الاجتماعية، وذلك تحقيقًا لطموحك في أن يكون أدائك دائمًا متميزًا. هذا الوضع أدى إلى تصادم نفسي بين ما هو واقع وبين ما هو مطلوب وبين ما تودينه أنت، وذلك حسب التكوين النفسي لك، بمعنى آخر: الظاهرة التي تعانين منه -وهي الرهاب الاجتماعي الظرفي، أو رهاب الأداء، هكذا أحب أن أسميه– هو نتاج طبيعي جدًّا لتطلعاتك وطموحاتك، ومحاولتك دائمًا أن تعكسي الصورة الإيجابية عن نفسك، وهذا طموح مستحق، لكن ثمنه هو عدم شعورك بالارتياح عند المواجهات. وحدث لك أيضًا نوعًا ما نسميه: الارتباط الشرطي؛ بمعنى أن تجاربك ومواقفك البسيطة التي كنت عُرضة فيها لنوع من الإحباط، الذي نتج عن قناعتك، بأن أدائك لم يكن جيدًا من حيث متطلبات المواجهة الاجتماعية، هذه الأحداث البسيطة ضاعفت من مخاوفك. الذي أود أن أقوله لك أنك -الحمد لله تعالى– مقتدرة، مهاراتك واضحة، مقدراتك ممتازة، ويجب أن يكون لك ثقة مطلقة في مقدراتك، وهذا يجب أن يستصحب بعدم مراقبة ذاتك، عند الأداء وعند المواجهات. المراقبة المطلقة للذات تؤدي إلى تحفيز فسيولوجي ونفسي أكثر مما هو مطلوب، وهذا قد يُدخل الإنسان في عثرات من حيث أدائه. ثانيًا: لا تتجنبي المواقف، اكثري من المواجهات، القاعدة السلوكية الرصينة تقول أن التعرض أو التعريض، مع منع الاستجابات السلبية، هو أفضل وسيلة سلوكية لعلاج الخوف والرهاب. ثالثًا: يجب أن تصححي مفاهيمك، وذلك من خلال القناعة بأن أدائك أفضل مما تتصورين، وأن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لك من تسارع في ضربات القلب، وشعورك بالتلعثم هي مشاعر موجودة، لكن شعورك مبالغ فيه جدًّا، وهذه مشاعر داخلية، وخاصة بك، ولا أحد يطلع عليها، ولا تأخذي انطباع سلبي عنك، لأن الأمر السلبي، قد يؤدي إلى رباط شرطي جديد، مما يُدعّم المخاوف، فأرجو أن تتجاوزي هذه النقطة. أسفتُ جدًّا لموضوع ممارسة العادة السرية، وهي قبيحة وأكثر قُبحًا حين تمارسها الفتيات، وسوف تضعين وتجعلين لنفسك الكوابح، وترتقين بنفسك في هذا الخصوص. موضوع تواصلك مع الشاب الذي لم يقترن بك، ولم تستمر الخطوبة: أعتقد أن تواصلك ليس أمرًا محمودًا، قطعًا من الناحية الشرعية هو مرفوض، وحتى من الناحية النفسية والسلوكية والعرفية لا أراه أمرًا جيدًا وحكيمًا، سوف يُدخلك في تنازعات وجدانية، وسوف تملئين فراغاتك العاطفية بأمرٍ ليس فيه جدوى، لأن هذه العلاقة لم تُثمر عن زواج. بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك أن (الباروكستين) دواء ممتاز ورائع جدًّا، فاحرصي على الالتزام به، وفائدته أكثر من ثلاثين بالمائة، فائدته العلاجية قد تصل إلى سبعين بالمائة، لكن يجب أن يُدعم بالممارسات السلوكية حتى لا تحدث انتكاسات بعد التوقف عن الدواء. أتمنى أن تصل جرعة (الزويركسات) إلى أربعين مليجرامًا في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعليها عشرين مليجرامًا –أي حبة واحدة– يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
د. محمد عبد العليم
2,196,807
2013-11-17
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة
أعاني من مشاكل نفسية متعددة، فهل أخبر الخاطب بها؟
السلام عليكم. أنا فتاة مصابة بأمراض نفسية مزمنة منذ عشر سنوات. أعاني من عسر المزاج، واكتئاب، ووساوس، وأحلام اليقظة, وغيرها من الأمراض. انعكس كل ذلك على شخصيتي، حيث أصبحت مهزوزة، ضعيفة، ساذجة، وعديمة الخبرة لأنها لم تعتمد على نفسها في اتخاذ أي قرار. عائلتي تحمل الأمراض ذاتها، وهي متسلطة، وتؤثر سلباً على شخصيتي. تقدم لخطبتي شخصا يكبرني بسبع عشرة سنة، وإنني أعتبرها فرصة لتغيير بيئتي لعلي أشفى مما أعانيه، لكنني أخشى أن تنتكس حالتي، أو أظلم هذا الإنسان، أو أظلم الذرية التي تنجم عن هذا الزواج. هذا الخاطب مطلق سابقاً، والسبب أن طليقته كانت عنيدة، وأنا صعبة المراس، وأحتاج لزوج متفهم وحنون؛ ليساعدني على تجاوز أزمتي. سؤالي: هل أخبر الخاطب عن وضعي الصحي؟
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ بهية حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بالنسبة ما اسميته حكم زواج الشخص الذي يعاني من أمراض نفسية مزمنة؟ أود أن أضعه في صيغة نفسية وهي: ما هي مدى صلاحية الشخص الذي يعاني من أمراض نفسية للزواج؟ وقد أكرمني الله – تعالى - بأنني كنتُ عضواً رئيساً في أحد اللجان التي كانت مختصة في البلد الذي أعمل به، وأكسبتني هذه اللجنة ومن خلال ممارساتي لسنوات طويلة الكثير من الفوائد. - أيتها الفاضلة الكريمة -: المبدأ الأساسي لصالحية الإنسان للزواج من حيث الناحية النفسية: هو أن يفهم الحد الأدنى من معنى الزواج، ومتطلباته، ومسؤولياته، وهنالك اختبار تُجرى على الناس - حتى مرضى الفصام يُسمح لهم في بعض الأحيان بالزواج، والفصام هو مرض عقلي رئيسي – لمعرفة إذا كان المريض بحالة معقولة، ويفهم الزواج، ويلتزم بعلاجاته، ويقبله الطرف الآخر – وهذا هو العامل الرئيسي -. مرض الاكتئاب ليس مرضًا مانعًا للزواج، التخلف العقلي من الدرجة البسيطة، ليس مانعًا للزواج، هذا بصفة عامة، وعلى وجه الخصوص؛ بالطبع كل حالة يجب أن تُدرس لوحدها، ويتخذ القرار المناسب. أنت - أيتها الفاضلة الكريمة – ذكرت أنك تعانين من عسر في المزاج، واكتئاب مرضي، ووساوس، بالإضافة إلى أحلام اليقظة: هذه كلها اعتبرها من الحالات التي يمكن علاجها، وبصورة فعالة وممتازة جداً. هنالك أدوية فعّالة، وهنالك علاجات سلوكية، وليس هنالك ما يمنعك من الزواج، وأنا لا أتفق معك أبدًا على أن خبراتك، ومعرفتك، وإدراكك ضعيف، والذي دفعني للاختلاف معك: هو أن مقدراتك يمكن أن نقيمها من خلال هذه الرسالة البسيطة. أنت لست ساذجة، أنت لست سطحية، أنت لديك فكر ولديك معرفة، لكنَّ الوساوس والاكتئاب، أعطتك هذا التقييم السلبي لذاتك. الذي أراه هو أن تقدمي على الزواج، وأن تبدئي العلاج أولاً، وأنا على ثقة تامة أنك بعد التحسن الذي سوف يطرأ عليك، والذي سوف يظهر بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج الدوائي، أعتقد أنك سوف تكونين في وضع أفضل لاتخاذ قرار الزواج. أما إخفاء الأعراض عن الزوج فهذا لا نؤيده، وإن كنت أقدر الحجة التي تقول أن الأمر قد يكون فيه وصمة اجتماعية، وقد لا يقبل من الأسرة، وليس من الضروري أن يكشف الإنسان ما به، لأنه إذا رُفض من جانب الطرف الآخر، هذا يعني أن الرفض سوف يتوالى من الآخرين. أنا أعتقد أن الطرف الآخر لا بد أن يعرف بعض الحقائق، دون أي نوع من التهوين أو المبالغة. وشيء آخر مهم وضروري من وجهة نظري: أن هذا الأخ الذي تقدم للزواج بك لا بد أنه على دراية بسماتك المختلفة، وشخصيتك، وطبائعك، لا أعتقد أن الرجل - في زمننا هذا على الأقل - يتقدم لأن يتزوج من امرأة دون أن يكون له بعض المعرفة بطباعها، ومزاجها العام، وأنت امرأة لك مهارات، تعملين في مجال التعليم، وهذا من أرفع وأسمى الوظائف من وجهة نظري. أنا أرى أن الفكر السلبي هو الذي يسيطر عليك الآن، ولا بد أن تُسقطيه، وأنك ستكونين زوجة صالحة - إن شاء الله تعالى – وفاعلة جدًّا - إن شاء الله تعالى – وقطعًا تناول أحد الأدوية المضادة للقلق، والاكتئاب، والوساوس، سيكون مفيدًا جدًّا لك. أسأل الله لك الشفاء، والعافية، والتوفيق، والسداد. ------------------------------------------------------------------------ انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان- وتليها إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-. ------------------------------------------------------------------------ لا شك أن الزواج له أثر كبير جدًّا في علاج مثل هذه الحالات، وفي استقرار النفوس، ونعتقد أن -ابنتنا- المعلمة التي تقابل أجيال، وتتعامل مع الطلاب، أو الطالبات الصغار، عندها من النضج، وعندها من الوعي، ما يؤهلها للقيام بواجباتها كزوجة، ونسأل الله أن يعينها على إكمال المشوار. ونحن طبعًا من الناحية الشرعية نبني على إجابة الطبيب، فكيف إذا كان الطبيب هو الدكتور محمد، وهو من المختصين في هذا المجال، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه. فالناحية الشرعية تهتم بمسألة إبداء العيوب، التي تؤثر على أصل الحياة الزوجية، وتحول دون متعة الزوج، ودون نيل المقاصد، الذي أرادها بزواجه. أما بقية الأشياء؛ فإنه لا يوجد إنسان يسلم من عيوب، ويسلم من نقص، ويسلم من جوانب سالبة، لكن على كل واحد من الطرفين -رجلاً كان أو امرأة– أن ينظر إلى الجوانب الإيجابية، ويتفادى ويُغفل عن الجوانب السلبية، لأنه بدون هذا لا يمكن أن تستمر الحياة. وأؤكد -ما قاله أيضًا الدكتور محمد- من أن الإنسان عندما يريد أن يتزوج، عليه أن يسأل، عليك أن تسألي، عليه أن يبحث، عليك أن تبحثي، لأن الزواج مشوار طويل، وطريق الحياة، ونحن لا نريد هذه الجوانب السلبية أن تُذكر كاملة، ودفعة واحدة لزوجك، ولكن لا شك أن هناك حالات تكوني فيها طبيعية، بل أكثر من طبيعية، وهناك حالات تعتريك فيها بعض هذه الإشكالات، ولعل من أسبابها، ربما وجودك في بيئة لا تقدِّر هذه الأشياء، والزوج بلا شك، سيُقدِّر هذه الأمور، وهذه الصعاب. فلا بد من جلسة هادئة، ونتمنى أن تكوني أيضًا في وضع هادئ، تُخبري هذا الزوج بأنك وجدت بعض المعاناة، وحبذا لو ذكرتِ أسبابها، سواء كانت أسبابًا أسرية أو نحو ذلك، لأن هذا يجعل الزوج أيضًا ينظر لهذه المسألة من كافة الجوانب، ولستِ ملزمة بأن تفضحي نفسك بكل ما حدث، وتُخبري بكل ما حدث من الجوانب السلبية، أو بمعنى آخر: لا يجوز حشد السلبيات وحدها، ووضعها أمام هذا الرجل، ولكن حبذا لو ذكرت الإيجابيات، والجوانب المشرقة، ثم بعد ذلك، ذكرت أن عندك بعض المعاناة من قضايا سلبية، مرتبة، وتحمدي الله -تبارك وتعالى- كذلك على العافية، بعد أن تتناولي الأدوية المحددة، و التي بشرنا الطبيب؛ بأنها سيكون لها ثمار طيبة. أكرر من الناحية الشرعية: لسنا ملزمين إلا بالعيوب التي تحول دون المتعة، ودون تحقيق الهدف الأصلي من الزواج، أما بقية العيوب، فلا يوجد إنسان يخلو من العيب، أو بعض الفقهاء يقول (العيوب المانعة من تحقق الاستمتاع)، الذي قصده الزوج بزواجه. نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه. والله الموفق.
د. أحمد الفرجابي
2,195,385
2013-11-08
الحالات النفسية السلوكية - مشاكل النوم - أحلام اليقظة